عرض مشاركة واحدة
قديم 12-02-14, 09:37 PM   #3

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

(2)

خطوت بساقين مرتعشتين تتأرجح فوق الحذاء ذو الكعب العالى نحو حجرتى الجديدة .. لا شك أنها أكثر جمالا وتألقا من غرفتى القديمة .. لكنى لم أشعر بعد بالارتياح لها .. كانت أدوات الزينة الجديدة تصطف فى جرأة أمام المرآة اللامعة وتذكرت كيف كنت أدفنها دفنا فى أعماق الأدراج حتى لا تصل لها أيادى إخوتى الصغار المشاغبين الذين كانوا يتحينون الفرص لاستخدامها كأدوات تلوين فى كراساتهم

آه يا أحبتى سأمنحكم كل أصابع طلاء الشفاة لتفعلوا بها ما يحلو لكم فقط تعالوا للمبيت معى الليلة .. كم أشعر بالخوف .. كم تؤلمنى وحدتى دونكم

وهنا انتفضت على صوت زوجى العزيز وانتبهت لكونى لست وحدى فى الغرفة .. نظرت له ببلاهة للحظات وأنا أحاول استيعاب فكرة وجوده معى.. ماذا يفعل هذا المخلوق فى حجرتى؟ .. ألم ينته الحفل ؟ .. هيا اذهب إلى بيتك الآن واتركنى أنام .. كم أنا مرهقة

مرت لحظات علمت فيها أنه لا ينوى التحرك من مكانه ولا يخطط للمبيت خارج جدران الغرفة .. يا إلهى كم يبدو مرعبا وقد شقت ابتسامة مريعة وجهه من الأذن للأذن .. لم أعرف أن فمه بهذا الاتساع .. عله لا ينتوى التهامى أنا عوضا عن العشاء الذى أعدته أمى .. وجهت نظرة مذعورة نحوه وأنا أنكمش فى مكانى وأتمنى لو يتفتت كيانى لذرات تنتثر فوق ثوبى الأبيض الواسع لكن ليس كل ما نتمناه ندركه .. ها أنا سجينة وحدى مع هذا الرجل ولا مجال للهرب ولا للاختباء ولا حتى للتبخر

ها هو يتقدم نحوى وابتسامته المرعبة الكبيرة لا تفارق وجهه .. يا إلهى ماذا أفعل الآن؟ .. فكرت فى القفز من النافذة لكنها بعيدة عنى يحجبها ما يقرب من المترين ارتفاعا .. لم أعرف أنك بهذا الطول الفارع يا رجل أو لعل قامتى أنا قد دكت بفعل الرعب المسيطر على الآن .. أود أن أهرب .. أود أن أصرخ .. أين أنتِ يا أمى؟

- أنا جائعة

وكمشهد سينمائى قد تم إيقافه فجأة على شاشة العرض كان هو .. للحظات قد تجمد فى مكانه ويده معلقة فى الهواء وقد ابتلع ابتسامته تلك ولعله غص بها فقد سعل عدة مرات قبل أن ينظر لى بدهشة قائلا

- ماذا قلتِ؟

ازدردت ريقى وأنا أكرر

- أنا جائعة

ابتسم بحرج وهو يقول

- نعم .. كيف نسيت ذلك لقد كانت ليلة مرهقة ولابد أنكِ جائعة الآن

وصمت قليلا قبل أن يضيف

- حسنا سأترككِ لتبدلى ملابسكِ وسأنتظر بالخارج

أجابه الصمت المطبق من جانبى ومن ثم انسحب كليا من الغرفة بعدما أخذ منامته .. بقيت مكانى للحظات قبل أن أتمكن من جر قدمى نحو الباب لأغلقه خلفه جيدا وأستند عليه وقد أطلقت تنهيدة عميقة أرخت أعصابى المشدودة وأسقطتنى من فوق حذائى المرتفع نحو الأرض نظرت للفستان الأبيض الجميل وهو منثور حولى وشعور بالألم ينتابنى لانقضاء لحظاته الجميلة وقد آن الأوان ليغادر جسدى إلى غير رجعه

**********************
(فستان الزفاف .. يا حلم أبيض .. ننتظرك سنوات .. وتأتينا لساعات .. وتغادرنا للأبد)***********************





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس