عرض مشاركة واحدة
قديم 12-02-14, 09:48 PM   #8

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

(7)

سنة أولى مطبخ .. مرحبا بكِ فى مطبخكِ سيدتى .. نعم المطبخ ذلك المكان السرى حيث كانت أمى تختفى فيه بالساعات لتطهو لنا ما لذ وطاب وكانت علاقتى به لا تتعدى حمل الأطباق إليه من المائدة وتنظيفها اضطرارا أو الهرب من ذلك إن لاحت الفرصة

نحن نحصد زرع أيدينا حقا .. ها أنا الآن فى هذا المكان الجديد علىّ ولا مجال للهرب من تنظيف الأطباق .. فالحقيقة أن الأطباق لابد أن يملأها شىء ما يصلح للأكل أولا ومن ثم يمكننا بحث إمكانية تنظيفها من عدمه

مررت بجولة استكشافية بين الأوانى الجديدة وأدوات المطبخ اللامعة والأطقم الأنيقة .. يا إلهى كيف سأملأ كل تلك الأطباق بما يمكن أكله
فتحت (الفريزر) العزيز المكدس بالخيرات لكنى شعرت بالاشمئزاز من شكل الدجاج واللحم النيئ .. كيف يمكن تحويل تلك الأشياء إلى مكونات صالحة للاستهلاك الآدمى .. يا لها من ورطة

بعد تفكير قصير توجهت نحو الهاتف وطلبت أمى الغالية لاستشارتها بصدد تلك المشكلة واحتملت فى صبر توبيخها لى على عدم استماعى لها بشأن تعلم الطهو قبل زواجى .. المهم أنها قد أنقذتنى من ورطتى تلك بوصفات دقيقة لما يجب عمله .. وانتويت فيما بعد أن أكتب فى مفكرة صغيرة كل وصفات الطعام حتى لا تواجهنى تلك المشكلة مرة أخرى

فقط ذكرونى أن أخفيها جيدا عن عينى حسام .. لا أرغب بالمزيد من الفضائح أمامه .. لك الله يا زوجى المسكين

انقضى نصف النهار وأنا أصول وأجول فى ساحة المطبخ وأخيرا انتهيت .. خرجت من المطبخ وارتميت على احد المقاعد .. يا إلهى لم أتخيل أن الطهو مرهق إلى هذا الحد .. كيف يمكننى تكرار ذلك كل يوم
نظرت نحو ساعة الحائط .. لقد اقترب موعد وصول حسام .. كدت أغفو من التعب قبل أن انتفض واقفة وأنا أتأمل ثيابى الملطخة بالطماطم والتى تفوح منها رائحة البصل .. عدوت نحو الحمام واغتسلت جيدا ثم توجهت لغرفتى وانتقيت ثوب جميل ارتديته وزينت نفسى جيدا وتعطرت أيضا .. والآن أنا مستعدة لاستقبالك يا حسام

لم يمض الكثير حتى سمعت صوت المفتاح يدور فى الباب .. دخل حسام إلى البيت وجلس على الأريكة ممددا ساقيه على المائدة وقد بدا عليه الإرهاق .. أقبلت نحوه وجلست جواره وأنا ابتسم لكنه لم يحرك ساكنا .. هل نمت يا حسام بهذه السرعة؟ .. حرك رأسه قليلا نحوى ونظر لى .. اتسعت ابتسامتى فى وجهه

- هل الغذاء جاهز؟

ابتلعت ابتسامتى فورا وأنا أحدق به .. ألم تجد كلمات أفضل من تلك لتقولها لى فور دخولك البيت .. ياللرجال

نهض بتثاقل واتجه نحو غرفة النوم وهو يقول

- حضرى لى الغذاء يا شهد أنا مرهق وجائع جدا

لا فائدة من التحديق فى الأريكة الشاغرة بفم مفتوح .. فلأغلقه الآن ولأذهب للمطبخ لتحضير الغذاء

جلست أمامه على المائدة أنظر له بقلق وأحاول أن أستشف من معالم وجهه مدى تقبله لما أعددته من طعام .. لكنى لم أتمكن من ذلك .. كان يأكل بسرعة ودون أى تعبير على ملامحه ودون كلمة واحدة .. ومن ثم أنهى طعامه وقام ليغسل يديه وأخبرنى برغبته فى النوم وتجاوزنى نحو الغرفة

أيضا لا فائدة فى التحديق بأطباقه الفارغة كأنى أحاول سؤالها إذا ما كان محتواها قد أعجب زوجى العزيز .. أغلقت فمى مرة أخرى وشعرت بضيق شديد وندم أشد على ما أرهقت نفسى ساعات لإعداده والتهمه هو فى بضع دقائق دون كلمة ثناء أو حتى نظرة شكر

لملمت الأطباق الفارغة وتوجهت نحو المطبخ وألقيت بها فى حوض الغسيل ولم أقم بتنظيفها
تلك مهمة السيد حسام عندما يستيقظ من نومه
أظنها عقاب مناسب
والبادى أظلم

******************
لا تتناول الطعام كسيارة تتزود بالبنزين ولتقدم الشكر لزوجتك فأن ذلك ينسيها عناء الطهو ويمدها بالطاقة للمزيد من العطاء
******************





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس