عرض مشاركة واحدة
قديم 16-02-14, 02:16 PM   #22

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل العشرين و الأخير
دفء الحب.

((1))

في المستشفى.

وضع فيصل يديه على رأسه من هول الصدمة : يا دكتور .. أنت شتقول ؟

الدكتور: اللي سمعته يا يبه.

يمسك فيصل الدكتور من ثيابه و يهزه بقوة: ما في علاج .. ما في حل يا دكتور ؟

الدكتور: و الله ما عندنا علاج بالدوحة.. احنا إذا بغيتوا بنحوله للجنة الطبية اللي بدورها بترسله للعلاج بالخارج .. بس الأمل ضعيف.

يترك فيصل ثياب الدكتور و يمشي تاركاً إياه و هو يجر ثياب الحزن.

((2))

يدخل فيصل البيت و هو حزين.

الكل متجمع في الصالة .. و الحزن سيد المكان .

تقف رقية و تقول بمحاولة يائسة لإبعاد الحزن : ما فيه شي صح .. ؟ هالولد شلون عطوه ليسن .. وايد يدعم.

لا يرد عليها فيصل.

رقية: فيصل شفيك .. أول مرة أشوفك جذي .. قول لي شصاير ؟

فيصل: صار شي كبير يا رقية ..

رقية: وشو ؟ قطيت قلبي .. تكلم !

فيصل: الدعمة كانت قوية .. لدرجة إن ..

تقف نور: عمي قول .. خرعتنا.

فيصل بغضب: أنتي جب و لا كلمة.. هو طلع و هو زعلان و مصدوم منج و عشان جي دعم .. حسبي الله عليج يا نور.

نور بتحدي: أنا ما سويت شي .. هاي كان ماضي و ما تعدا الكم يوم و راح . و مب من حق أي حد يحاسبني على ماضي ما عاد له وجود.

إيمان تقف و تهمس لها : مب وقته يا نور.

تجلس نور و قد تغير لون وجهها .. لم تستطع الصمود .. فبكت.

رقية: فيصل قول .. عبد العزيز شفيه ؟

فيصل: عبد العزيز .. الدكتور قال لي .. قال لي عن عبد العزيز .. إنه ..

جميع العيون تتابعه .

فيصل يستجمع قوته: الدكتور قال لي إن ولدي .. اللي هو قطعة مني .. صار عقيم ..

رقية: أنت كذاب .. ولدي ما فيه إلا العافية .. و أنا بشوف عياله و عيال عياله.

فيصل : صلي على النبي يا مرا.

رقية تسقط على الكرسي و تجهش بالبكاء.

تصعد نور للأعلى و تتبعها إيمان.

((3))

في بيت هنادي.

هنادي و نسيمه يقفون مقابل هدى التي أمسكت بسعد.
يخرج مبارك راكضاً للخارج لكي يكلم الشرطة التي وقفت عند الباب.

هنادي: هدي ولدي يالساحرة .. هدي ولدي ياللي ما تخافين ربج.

هدى تصرخ: أنتي آخر وحدة تتكلمين عن خوف الله .. خذتي ريلي و شردتيني أنا و ولدي .. اسكتي لا أشب في ولدج و أحرق قلبج.

نسيمه: تخسين تشبين في أخوي.. و أصلاً عادي عندج .. لأنج بتخيسين في السجن.. هذا إذا ما أعدموج.

هدى: و عشان جي بكمل عليكم .. بذبحكم كلكم ..

تحاول هنادي الاقتراب ، فتخرج هدى عود ثقاب و تصرخ: و قسماً بالله بشب فيه .. أرجعي .. أرجعي.

تتراجع هنادي.

في هذه الأثناء تخرج شمه من غرفتها و هي بكامل أناقتها.

تنظر لهم .. فتقول بكل بساطة : الحمدلله و الشكر.

هدى تصرخ: أنتي ايه .. وقفي مكانج .

شمه: شنو أنتي أيه .. جب .. أنا مب فاضية لج و لا لأفلامج الهندية .. بطلع الحين.

نسيمه بغضب: تطلعين ؟؟ ما تشوفين الظرف اللي أحنا فيه ؟

شمه: شنو الظرف ؟ أنتوا تحبون تكبرون السوالف .. يعني من صجكم الحين بتذبحه؟ الحمدلله و الشكر.

تخرج شمه من البيت.

تضحك هدى: و الله و نعم التربية يا هنادي.

هنادي: على الأقل ما ربيت مجرمين و لا سفاحين.

هدى: ولدي لا بمجرم و لا سفاح.

نسيمه بحزم: اللي يتستر على المجرم مجرم نفسه ..

تسقط من عينها دمعة على مبارك الذي دخل قلبها .. و خذله .

هدى: أنا خذت حقه و حقي .. الساكت عن الحق شيطان أخرس.

هنادي: أنتي الشيطان بعينه و علمه.

هدى: إن ما سكتي بشب في ولدج يا أم لسانين.

نسيمه تهمس لهنادي: يمه سكتي عنها .. تسويها هالسفاحة.

((4))

شمه تخرج من المنزل .. تغطي وجهها بالـشيلة عندما تمر قرب الشرطة.

تقول في نفسها : الحمدلله و الشكر بعد جايبين شرطة .. و مبارك ما عنده سالفة طالع لهم.

تتجه شمه إلى نهاية الشارع .. تركب سيارة شاب متلثم.

شمه: ليش متلثم حبيبي ؟

الشاب: تبين هلج يشوفون ويهي و يسوون لي سالفة . ؟

شمه: معاك حق .. يلا في وين عازمني ؟

الشاب بخبث: بيعجبج المكان .. بيعجبج.

((5))

تقف سيارة منيرة أمام باب منزلهم.

تكلم عائشة : شسالفة .. شرطة جدام بيت مسعود الله يرحمه.

عائشة: مالنا خص .. ليش جي يا عمتي ..؟

منيرة تنظر لها بغضب: شنو بعد ليش جي ؟

عائشة: أنا مابي .. غصب يعني ؟

منيرة: للأسف لأنج ما تعرفين مصلحة نفسج .. صارت بالغصب.

عائشة: عاد كلية التمريض ! أصير بعدين سستر و أشتغل ويا الهنود ؟

منيرة: و الله معدلج ما يسمح إلا بهالكلية .. هي الخيار الوحيد .. قولي لي أي جامعة في قطر تقبل 65% بالله عليج.

عائشة: أنا مب محتاجة الشغل .. أبوي ما يقصر.

منيرة: الله يخليه لج .. بس لازم يكون لج هدف و لا ما في فايدة منج بالدنيا.

عائشة: أنا بتزوج.

منيرة بسخرية: بابا .. هالكلام يقولونه حرييم أأأأأول .. البنات الحين لازم يكون لهم طموح .. و ما فيها شي شغلة التمريض .. أشوف هالأيام إن القطريات اتجهوا لها.

عائشة: المنتفين و الفقارى.

منيرة: رفيجتي رئيسة التمريض بأحد الأقسام .. و ريلها بالسلك الدوبلماسي.. هاذي منتفة و لا فقيرة ؟ اخذيها قدوة و أعرفي إن الهدف الشرعي عمره ما كان عيب. بالعكس العمل عبادة و رزق و فايدة

عائشة بحزن: أكرهج.

منيرة تبتسم : كثر الله خيرج .. أنزلي .. تبين تنامين في السيارة إن شا الله؟

((6))

منيرة و عائشة تدخلان المنزل.

أحمد جالس بالصالة و قد بدا عليه الحزن.

منيرة: أنت بعد زعلان .. شفيك ؟

أحمد: أنتي مالج خص .. لا تكلميني الله يخليج.

تصدم منيرة: شصاير؟

أحمد: تدرين إن ناصر .. كان مجبور إنه يرافجني .. ؟ تدرين إنه عقب ما دش قلبي صار يتهرب مني ؟ تدرين إنه ما كان يرتاح لي و لا ينسجم وياي بس يبغي يرضي أمه اللي هي رفيجتج . مب حرام اللي سويتيه يا عمتي ؟ الله يخليج لا تكلميني خلاص .. حسبتج بمنزلة أمي .. و ما توقعتج تطرشين حد لي و كأنج فاقدة الثقة فيني.. شقول بس.

عائشة: أي هاذي عمتك دايماً تدخل عصها بشي ما يخصها. تبي تخرب حياتنا.

منيرة بابتسامة حزينة: شكراً .. بجيكم بعد شوي .. و أبي منى تكون قاعدة بعد.

((7))

يفتح عيسى باب سيارته ، يجد ورقة على الكرسي.. يلتقطها و يدخل السيارة.

ينظر للورقة.. فإذا هي قد كتبت بخط عرفه جيداً و لطالما قرأ له مواضيع الإنشاء و مسائل الحساب.

" يبه .. أنت تقول إنك تحبني .. و تقول إنك تحب أمي.. بس الحين صرت ما تحبني و لا تحبها.. الحين صرت تحب منيرة .. و كله تدور على منيرة .. ليش يا يبه ؟ أنا أحبك و مابيك تروح .... أنا أصيح كل يوم فالليل و ما أدرس . لأني أحس إنك بتروح.. أرجوك يا يبه .. خلك .. أرجوك خلك ويانا. يا يبه كل شي سويته في الفترة الأخيرة و زعلك .. ما سألت نفسك ليش أنا سويته ؟ عشان أتم .. عشان ما تروح.. حقق لي هالأمنية. "

لم يقرأ عيسى في حياته أصدق من هذه الرسالة ، شعر بها تنبع من قلب ابنه .. دمعت عينيه .. و عاهد الله بأن يحب ابنه و زوجته من كل قلبه .. و أن يتخطى جميع المشاكل التي تواجه حياته الزوجية .. و أن ... أن لا يسمح لحب قديم و أفكار وهمية بأن تخرب بيته .. أو تتعس ابنه.

((8))

تتقتحم الشرطة بيت هنادي و مبارك خلفهم .. تنظر هدى لمبارك بغضب.

مبارك: ما في فايدة يا يمه .. يقولون بخيت اعترف و معاهم أمر من النيابة بأنهم يقبضون عليج .. و علي بعد ..

هدى تصرخ بأعلى صوتها : وخروا عني .. وخروا ولا بحرق هالعمي.

أحد الشرطة: اتركي الولد يا أخت هدى و لا بتزيد التهم الموجهة لج.

هدى: عادي .. مب مهم .. وخروا عني .

الشرطي: يعني لين متى بتمين ماسكته .. اسمج ع القايمة السودا و ما بتقدرين تسافرين .. اليوم و لا بكرا و لا اللي بعده .. مردج بتنسجنين و بتتحاكمين.

هدى تنظر لهنادي و تبتسم بخبث: إذا جذي .. عيل لازم أبرد قلبي من هالحقيرة .. دامي بكون حرة للمرة الأخيرة.

نسيمه تبكي: امسكوها الله يخليكم .. بتحرق أخوي .. بتحرق أخوي.

تشعل هدى عود ثقاب ، ترميه على ملابس سعد ، فيشتعل بسرعة.

يندفع رجال الشرطة نحوها .. يمسكها اثنين منهم .. و يأخذ البقية سعد بسرعة إلى الحمام. و هنادي و نسيمه خلفهم ..

يصبون عليه الماء من الشاور .. و لكن .. أغمضت عينا سعد التي لم يستعملها يوماً.. و سقط.

هنادي تخرج من البيت راكضة و هي تصرخ و تبكي بشكل هستيري: لاااا .. ولدي .. ولدي.

((9))

في المستشفى و عند عبد العزيز.

رقية تبكي: ما تشوف شر يا عبد العزيز .. ما تشوف شر يا ولدي.

عبد العزيز بابتسامة المنتصر: يا يمه لا تصيحين .. ألف الحمد لله إني للحين عايش و أقدر اعبد ربي و أزيد من حسناتي .. يا يمه أنا شفت الموت.. حسيت باللي يموت .. مر شريط حياتي جدامي.. شاللي سويته في هالدنيا ؟ مصيري بيكون الجنة و لا النار ؟ و الحمد لله إني عايش عشان أعمر آخرتي.

تبتسم له رقية.

نور: الحمد لله ع السلامة عبد العزيز.

عبد العزيز: الله يسلمج يا نور. و أنا آسف.

نور: على وشو ؟

عبد العزيز: آسف لأني بلحظة من اللحظات شكيت فيج . المفروض كنت أسمعج قبل لا أطلع .. و أحط ببالي إن خلود حاقدة عليج .. إيمانوه فهمتني كل شي .. و أنا أكرر أسفي.

نور تبتسم و قد امتلأت عينيها بالدموع: لا عادي.

عبد العزيز: بس ما تنلام خلود.

نور: شنو ؟

عبد العزيز: إي نعم ما تنلام .. من حقها تغار .. كل هالجمال و الأخلاق و ما تبينها تغار ... أنا بصراحة أعذرها.

إيمان تمزح: أوه عريس المستقبل قام يغازلج من الحين .. ( توجه الكلام لعبد العزيز) استح على ويهك مب جدامي و جدام أمي .. انطر لين نطلع ع الأقل.

عبد العزيز بحزن: أي عريس المستقبل .. من بترضى فيني عقب هالحادث يا إيمان ؟

نور تبتسم : أنــــا .

عبد العزيز: نور .. أنتي ما سمعتي اللي قالوه عني أكيد.

نور: امبله سمعت.. و موافقة.

عبد العزيز : نور .. بتظلمين نفسج.. الأمل إني أشفى ضعيف.

نور: أنا راضية يا عبد العزيز .. و بسافر معاك لآخر الدنيا ندور علاج .. وما راح نيأس .

عبد العزيز: نور .. من صجج ؟

نور: هاذي سالفة يتغشمرون فيها الله يهديك ؟ أكيد من صجي ..

رقية تمسح دموعها : اسمحوا لي ما أقدر أستحمل .. بيبب .. ألف الصلاة و السلام عليك يا حبيب الله محمد . ( تزغرد )

عبد العزيز يضحك: يمه فضحتينا .. مب في المستشفى .

إيمان تعانق نور بفرح.

((10))

منيرة و منى و أحمد و عائشة في الصالة و قد خيم عليهم الحزن.

أحمد: لا حول و لا قوة إلا الله .. صار عقيم عاد.

يدخل عليهم خالد.

خالد: يا عيال أبشركم.

منى تهمس لعائشة: متفرغ أبوي .. هاي وقت البشارة.

خالد: بعد شهر ملجة عبد العزيز ولد خالكم .. على نور .

منيرة: ها ؟

خالد: اللي سمعتوه .. خطبها مني بالتلفون و ما عندي مانع . و لما يطلع من المستشفى بيجي هو و أبوه البيت .. بيخطبونها رسمياً و موعد الملجة حددناه من الحين .. بعد شهر.

أحمد: بس يبه .. عبد العزيز ....

يقاطعه خالد: إن شا الله بيتعالج ..

منيرة: فديتها نور .. كبرت في عيني.

((11))

نور في غرفة جدتها.

نور: يدتي .. أنا بتزوج عبد العزيز ..

تبتسم الجدة.

نور: يدتي .. بعد الزواج ما بيتغير شي.. بتمين أنتي في عيوني .. و إن شا الله إذا الله وفقنا و بنينا بيت .. أنتي بتعيشين وياي .. و بوفر لج كل اللي تبينه .

الجدة لا تتحرك .. و لا تتكلم .. و لكن قلبها ينبض ، و قد كان ينبض بالدعاء لنور ، دعاء قد يملئ حياتها بالبركة.

نور .. المضحية السعيدة.. عرفت إن سعادتها تكمن بالحب و دفئه .. فاختارت الحب.. عبد العزيز عقيم .. أم لا .. لا يهم .. فهو يحبها من قلبه ، و هي كذلك.. و هذا يكفي.

((12))

الدكتور لنسيمه : الحروق كثيرة في منطقة البطن و الظهر .

نسيمه تبكي: حسبي الله عليج يا هدوه.

الدكتور: بتخف مع العلاج إن شا الله .. ما تخافيش .. هو صاحي دلوئتي .. و محتاج لك .. روحي له.

نسيمه: إن شا الله .

((13))

في النيابة العامة .

الضابط: اللي واقفة على اليمين.

هدى: لي اسم.

الضابط: جب ولا كلمة .

هدى تصمت.

الضابط : تهمتج هي التحريض على القتل و عقوبة هالتهمة توصل للإعدام.

هدى: بس .. بس ..

الضابط: لا تبسبسين .

يشير لمبارك : هاي ولدج؟

هدى: أي

الضابط: تهمته هي التستر على جريمة قتل. و هالأخ اللي جنبه تهمته هي الشروع في القتل .. الحين تفضلوا معاي على مركز العقوبات بالعربي السجن .. لين تبدا محاكمتكم.

ينظرون لبعض بخوف.

و من يسمح للحقد و الطمع بأن يسيطر عليه .. سيكون مصيره .. كمصيرهم.

((14))

منيرة في الصالة.
و أمامها تجلس منى و بجانبها عائشة و أحمد ، جميعهم ينتظرون ما ستقوله منيرة.

منيرة: منى.

منى: نعم عمتي.

منيرة: أنتي الوحيدة اللي كنتي دايماً بصفي .. و مهما يصير توقفين وياي.. و تعرفين إني أحبكم و أبي مصلحتكم.

منى: أكيد.

منيرة: الشهرة غرتج عقب ما صرتي مذيعة .. و صرتي ما تعبرين لا كبير و لا صغير.

تخفض منى رأسها.

منيرة: مثل ما أنتي كنتي تعرفين إني أحبكم و أبي مصلحتكم .. أنا أعرف أنتي شكثر طيبة من الداخل يا منى .. و الكل يستاهل فرصة ثانية.

منى ترفع رأسها و تنظر لمنيرة باستغراب.

منيرة: لا تندمين على اللي فات .. الندم ما بيرجع لج شغلج بالإذاعة و لا البرنامج .. أتمنى إنج تشوفين الماضي على أنه درس .. درس تتعلمين منه إن الغرور عمره ما نفع صاحبه .. و كل ما تفكرين تغترين بنفسج تذكري هالماضي.

منى: إن شا الله .

ترمي منيرة جوالها على منى.. يسقط بحضنها.

منيرة: شوفي هالمسج.

تقرأه منى باستغراب .. و عندما تنهيه تبدو عليها علامات الفرح.

منى: أكيد مقلب ..

منيرة: سلامتج حبيبتي لا مقلب و لا شي .. الكل يستحق فرصة ثانية حتى أشر الناس.. فما بالج بالغالية اللي تربت على يدي .. تستحق فرصة ثانية بالتأكيد .. و أنا متأكدة إنج ما راح تضيعينها. عاد القناة بتكون جديدة و لازم تشدين حيلج.. هم فرحوا فيج و على طول وافقوا .. من قدك يا عم.

منى تمزح : ما يحتاي أشد حيلي .. أنا أصلاً متميزة.

منيرة تضحك : ردييينا ..

عائشة و أحمد يضحكون.

تقف منى من مكانها..

منيرة: اقعدي .. في كلام بقوله لأخوانج.

تجلس منى.

منيرة: نظراتكم لي فيها اتهام يا عاشة و أحمد .. أنتوا تتهموني بأني خربت حياتكم .. يمكن أكون غلطانة .. بس أنتوا بعد تتحملون جزء من الغلط.

ينظرون لها بريبة.

منيرة: عاشة .. أنا كم مرة قعدت أحن عليج .. شوفي لج شغل .. شوفي لج شي يلهيج عن قعدة البيت . و كأني أأذن بخرابة.. لين اضطريت أني أغصبج على كلية كالجيري للتمريض. و لا تقولين لي خليني قاعدة بالبيت .. ما أرضى عليج .. ما أرضى عليج أنتي بنتي الغالية .. و شوفتج بلا هدف تعور قلبي و تحسسني بالمسؤولية.

تظهر علامات الحزن على عائشة.

توجه منيرة كلامها لأحمد: قولي كم مرة قلت لك إن ربعك مب زينين ؟ كم مرة قلت لك يا أحمد لا ترافج هالناس .. عطيتني الأذن الصمخة . و ما هان علي أشوفك وياهم لأن المرء على دين خليله .. و طرشت ناصر .. و ما تتصور فرحتي يوم شفتك تقتدي فيه .. و ما كنت حاطة ببالي اللي صار .. أنا آسفة يا أحمد .. آسفة يا عاشة ..

عائشة و قد دمعت عينيها : احنا اللي آسفين يا عمتي ..

تتجه عائشة نحو منيرة و تحضنها ..

منى تتجه نحو منيرة أيضاً و تقبل رأسها.

و أحمد كذلك ..

و هذه هي قصة العائلة التي جمع بين أفراد عائلتها الحب ، كان الحب يجمعهم .. يغمرهم بدفئه ، هذا هو السبب الذي جعل كل فرد منهم يفكر في الآخر و يهتم بأمره ، و هذا هو السبب الذي جعلهم يتخطون جميع المشاكل .. و مواصلة الحياة بسعادة .... فللحب قوة.

((15))

بعيداً عن الدوحة بعدة كيلومترات . فتح الشاب سيارته و قذف شمه خارجها. و ذهب مسرعاً و هي في حالة هيستيرية من البكاء .. و منظرها يجلب الرعب .. فعباءتها ممزقة و شعرها منفوش.. أما كرامتها .... عفواً لم يعد هناك كرامة.

صرخت بأعلى صوتها .. لم يسمعها أحد.

لم ترى وجهه فلقد كان متلثماً.
لم ترى رقم سيارته .. ذهب مسرعاً.
حتى اسمه الحقيقي لا تعرفه.

عرفت بداخلها بأنها تستحق ما حصل.
فقد ضاعت عذريتها و ضاعت كرامتها.

و من ترضى على نفسها الإهانة ، تستحقها.

((16))

بعد عدة أيام.

تدخل نسيمه المنزل و هي ممسكة بيد سعد.

تُجلس سعد بالصالة.

تتجه لغرفة هنادي.

نسيمه: يمه .. سعد بالصالة.

هنادي تلتفت نحوها : ما أستحقه.

نسيمه: يمه ما فيه إلا العافية و بس بقى آثار الحروق و إن شا الله بتروح.

هنادي: تهقينه بيسامحني.

نسيمه: من ؟

هنادي تبكي بصوت خافت: أبوج .. ما شاف وياي يوم حلو.

نسيمه تجلس بجانبها و تضع يدها على كتفها: يمه .. لا تقسين على نفسج .. أبوي خلاص راح .. أكيد بيستانس لما يشوفج تتصدقين عنه .. و تربين سعد أحسن تربية .. أبوي طول عمره كان يبي يشوف حبج لسعد. ريحيه في قبره .. و عطي سعد حبج.. ترى سعد ذكي .. و عمى عيونه ما راح يأثر في مسيرة حياته اللي بتقودينها أنتي إن شا الله .

تصمت هنادي.

نسيمه: يمه فكري فيها .. الحزن بيفيدج في وشو .. ركزي ع المستقبل .. كوني إنسانة ثانية من اليوم.

تبتسم هنادي .. و تتجه للصالة برفقة نسيمه

تمـــت.


بقلم : ابراهيـ ـ ـم
30/6/2009



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس