عرض مشاركة واحدة
قديم 18-02-14, 08:46 PM   #12

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الثامن

ريّان : هكذا إذاً ! أهو دكتور لك في الجامعة ؟
إياس : دكتور في الجامعة ؟ ههههه آخر عهده بالجامعة والجامعات قبل حوالي خمس عشرة سنة ، قبل أن يتم إعفاؤه من التدريس في الجامعة وإخراجه وطرده حتى من السكن الجامعي بطريقة بشعة وساخرة ووقحة ، وأوذي في الله كثيراً لا لشيء إلا أنه صادق مع نفسه قبل أن يكون صادقاً مع الآخرين !
ريّان : إذاً كيف تعرفت عليه ؟
إياس : التقيته أوّل مرة يوم أن كان عمري أربعة عشر عاماً ، لم أكن أسمع باسمه قبل ذلك حتى ، ولكن حصل أن حضرتُ مجلساً خاصاً مع والدي وأنا في تلك السنّ ، كان المجلس مليئاً بكبار الرجال ولم يحضره سوى ثلاثة فتية كنتُ رابعهم ، أذكر ذلك المجلس جيداً .. رجلٌ مهيب لا أذكر ملامحه جيداً يجلس في رأس المجلس ، والرجال جلوس حوله يتحدثون سوياً ، وبعد ربع ساعة التفت أحد الحضور وطلب منّا - نحن الفتية - الخروج للعب الكرة ، خرج الثلاثة وبقيتُ متعللاً أني لا أرغب اللعب في الوقت الذي أشار والدي بيده لصاحبنا أن دعه يبقى .
بدأ الدكتور يتحدّث عن حياته ومواقف حصلت له وعن سبب طرده من الجامعة و .. و .. ؛ أشياء كثيرة كنت أستمع إليه يتحدّث عنها بثقة وكأنه جبل ، أذهلني شموخه وحديثه وشدّني صوته الحازم الغير متردد ، كنت أستمع إلى حديثه كأنه بطل شريف لم يقبل السكوت لأن يأكل البسكوت .. كان كُلما سئل عن شيء أجاب بأن عليه أن يقول الحق الذي يعتقده مهما كان ومهما كان ما ينتظره محتسباً على الله كل أذىً يصيبه ممن آذاه ، وهبته أذنيّ كليهما وأنا أسمع حديثه ؛ ولخشيتي أن يفوتني شيء أتبعتهما عينيّ اللتين لم يكن لهما شُغل إلا النظر إلى شفتيه وهو يتحدّث !
خرجتُ من ذلك المجلس صامتاً أفكّر في كل ما قاله ، عُدت إلى البيت وأنا أسأل والدي من يكون وهل تعرفه شخصياً وهل يمكنك أن تعرفني عليه أريد فقط أن أقبّل رأسه واسلّم عليه ، انبهرتُ به تماماً وأسر فكره فكري وشد وثاقه ، ربما لأني في تلك المرحلة العمرية كنتُ أبحث عن قدوة لي ، وهذه مزيّة لي أن جعل الله في طريقي قدوة كهذا الرجل ، إن كثيراً من أبناء المتوسطة والثانوية يبحثون عن تلك القدوة التي تبهرهم وتسترعي انتباههم وتلفتهم إليها ليكونوا شخصيّاتهم ، ولمّا كان الإعلام مسلّطاً على مجموعة مشاهير تافهين كان كثير من أبناء أمتنا تافهاً بسيط الاهتمامات .
المهم .. ظللت منذ ذلك الوقت وأن أبحث في نتاج هذا الرجل وأتتبع كتاباته وخطاباته وتصريحاته باستمرار حتى يومي هذا بل وأتمنى الاقتراب منه أكثر وأكثر فله في قلبي مكانة لا يعلمها إلا الله ، والحق أني مدين له بالشكر لأن أحرفه وكلماته صنعت شخصيتي وأفكاري .. كوّنت لي قالباً قوياً أضع فيه معتقداتي ومن ثم أدافع عنها دون ألتفت ولا مجرد التفاتة عين إلى أولئك الساخرين أو حتى الكائدين حولي .
ريّان : يبدو أنك معجب به حد الجنون يا إياس ! ألا تظنّ أنك تغلو فيه ؟
إياس : أتصدّق ؟ سألت نفسي هذا السؤال كثيراً خصوصاً عندما أجدني مندفعاً دوماً نحو خندقه مدافعاً عنه وعن أقواله وأفعاله هنا وهناك ، ولم أجد بعدُ إجابة .. لا أدري .. لكنني راضٍ عن نفسي حتى الآن !
ريّان : شوقتني للتعرف عليه أكثر .. نعود الآن لأمك ، أسألت عن بناته ؟
إياس : غفر الله لأمي .. من ساعتها وهي تسألُ عنهنّ من هو قريب من الدكتور ومن أهله ، حتى أتتني بعد خمسة أيام تخبرني أنها سألت عن عائلة الدكتور وأهله فإذا هم أناس في قمة التدين الخلق وعلى مستوى رفيع جداً من الذوق والأدب ، وأنهم نالوا إعجابها كثيراً ولم تكن تتوقعهم حسني السيرة لهذه الدرجة ، فسألتها :
إياس : طيب .. أسألتِ عن بنات الدكتور ؟
أم إياس : لا تستعجل يا بني ؛ نعم نعم سألت فإذا الدكتور لديه الكثير من الفتيات ممن هنّ في سنّ الزواج !
إياس : صدقاً !؟
أم إياس : نعم .. ولكن شدتني ابنته الكبرى" رؤى " ، أثنى عليها كثيراً من سألته عنهم ، وأشار عليّ بها فهي أيضاً تناسبك وتناسب تفكيرك وديانتك ، لكن أمهلني قليلاً حتى أسأل عنها أكثر لنكون على بيّنة من أمرنا ، فالزواج والزوجة لا يجب التعامل معهما كألعاب اليانصيب وإن كانا في النتيجة متماثلين .. إمّا رابح أو خاسر .. ولا وسط .

إياس : لكِ ذلك يا أمي .. ولكن أرجوكِ سريعاً سريعاً فأنا أخشى أن تذهب .
إياس : وبقيتُ أنتظر ردّ أمي على أحرّ من الجمر ...!


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس