[فيتامين سي]

"الـباحـث عـن الـحب"

الجزء الثامن




هبطت الطائرة بمطار محمد الخامس بالدار البيضاء
نزل فيصل وقد سبق له زيارة المغرب ولكنها زيارة سريعة لتخليص أعمال لشركتهم ..
لن يجد صعوبة فلدية مقومات الانسان الواعي الناضج وقادرعلى القيام بالمهام
التي طلبها منه والده .. اخذ الحقيبة الوحيدة التي معه وكعادتة البسيطة والمنفتحة للتنقلات
ومعايشة الواقع بكل تفاصيلة فهو لا يتنتمي لهولاء الذين يميلون للترف
لانه يرغب دأئما يكون بسيطاً ليستطيع التنقل وعدم أثارة الشبهة حوله
او يكون مصدر لطمع أصحاب النفوس الضعيفة ..
نزل الى محطة القطار ثم أتجة الى القطار وكان توقيتة الصباح الباكر
ليستطيع أتمام عملة مع المكاتب ...
وبالفعل ركب القطار الى الرباط وأستطاع الوصول بالوقت المحدد
لاحدى الفنادق الخمسة نجوم وضع شنطتة واخذ غرفة ثم توجة الى المكاتب
وهناك أستطاع مقابلة صاحب المكتب ..

فيصل : صباح الخير أكرم ..

كرم : أهلا فيصل كيف حالك نحن بأنتظارك والاوراق جاهزة
وقد حجزنا الطائرة وكل الامور تمام ولكن تبقى اثنين مزارعين
لم يصلو فلقد رجعو لقريتهم وسيعودون ..

فيصل : تمام يا اكرم متى حجوزاتهم ..

كرم : بعد ثلاتة أيام ..

فيصل : بالنسبة للمزارعين الاثنين كيف أخترتهم ..

كرم : ممتازين وعلى مسؤليتي أنت عارفني ..

فيصل : الوالد وصاني ولازم اتأكد خاصة المزارعين السابقين
ماكانو على المستوى المطلوب ..

كرم : أن شاء الله هم على المستوى المطلوب ..

فيصل : أنت قلت أنهم رجعو للقرية طيب عطيني عنوانهم أروح أتاكد
واشوف بنفسي زراعتهم ومعرفة مهاراتهم وشخصياتهم هناك بالقرية ..

كرم : قريتهم بعيدة بالجبال والوصول لهم صعب يافيصل ..

فيصل : مايهمك انا راح أوصل لهم لاتخاف عطني العنوان
وراح اتوكل على الله وربي يسهل الامور

كرم : ولا يهمك لكن ماضيفناك الليلة خلينا نتعشى سوى وبكرة تمشي
وان حبيت اروح معاك ..

فيصل : شكراً المرة الجاية أوعدك أنشاء الله ..

كرم :هذا العنوان ومعاك الرحمن يافيصل بس لو وافقت
عليهم ارسلهم علشان يسافرو بعد ثلاثة أيام الحجز وكل شي جاهز ..

فيصل : أن شاء الله ربي يتمم الخير مع السلامة ..
توجه فيصل ليصرف عملة الدرهم وتوجة الى الفندق ليحمل حقيبتة
المجهزة للرحلات على ظهرة ويستأجر سيارة بسائق للرحلة للذهااب الى جبال أطلس
بالقرب من مدينة أيفران الجميلة والملقبة بسويسراالصغيرة وهي كلمة امازيغية تعني الكهوف ..
...




وكان مستمتعاً بأجواء الطريق وهو ينظر لجمال الطبيعة وأحلام الحياة ..
وقد بدأ فيصل يتحرر من ترأكم هموم السنين وزحمة العمل وانغلاقة بحياة العمل وعدم الاستكانة ..
الى أن وصل مدينة أيفران الجميلة والخلابة وكانت الثلوج قد بدأت تذوب مع فصل الربيع المشرق ..
وبدأت الازهار وجمال الطبيعة تستثير لدية أمال الحياة ..
وأستمر مع سائق الطاكسي الى ان وصل لاحدى القرى ..
وبدأ بالسوأل عن العنوان الذي معة
فأشارو له بالذهاب بأتوبيس لان العنوان الذي معة لايمكن الوصول له بالسيارة الصغيرة ...
أستأذن من صاحب سيارة الطاكسي الذي اوصلة و نزل ليذهب
الى المحطة ومعه حقيبة الرحلات على ظهرة ..
عند موقف الاوتوبيس توقف وكان هناك مجموعة تنتظر الاتوبيس
أمرأة حامل وتحمل طفل ومعها طفلين أخرين لم بتوقف نظرهم لفيصل
وهناك 4رجال كبار بالسن وبدأ عليهم أثر سنوات العمر والتعب ..
يأتي الاتوبيس القديم ودخان الديزل يكاد يخنق أجواء المكان
ويطمس معالم جمال الطبيعة ..
توقف ألاتوبيس وبدأ الجميع الركوب بسرعة .. ويصعد فيصل ليركب ..
ويذهب للسائق ويعطية العنوان ..السائق يمتنع بالذهاب لانها قرية بعيدة
فيصل يقترب من السائق ويقول سأكرمك ..
سائق الاتوبيس ترتسم على وجهة الفرحة
ويطلب من فيصل الجلوس بجوارة بالمقعد ألآمامي وكأنما يدعوة للدرجة الاولى




وانطلق الاتوبيس بالنزول بالوديان وطلوع الجبال يتوقف في عدد من القرى
الى أن وصل للقرية واشار سائق الاتوبيس الى القرية ..
وقال أن هؤلاء اصحاب المقهى سيساعدونك بالوصول للقرية
لانها بين الجبال وصعب الوصول لها بالاوتوبيس..
نزل فيصل وقد أكرم صاحب الباص .. ليتوجة الى مقهى بالقرب بالجبل ..

فيصل : مساء الخير ...

صاحب المقهى : أهلا وسهلا تفضل أستريح ..

فيصل : شكراً ويقدم له عنوان سكن المزارعين ..

صاحب المقهى : نعم انه ابو محمد المزارع .. ماذا تريد به ياولدي ..

فيصل : لمقابلتة لارى مزرعتة وبيني وبينة أمر هام ..

صاحب المقهى : يصرخ بصوت عالي لينادي احد العمال ويطلب
منه أيصال فيصل لبيت أبو محمد .. ويذهب فيصل ومعة العامل
الذي أحضر حمار وطلب من فيصل الركوب ..
فيصل أعتذر وشكر العامل وقال سأذهب سيراً على ألآقدام ..



فيصل يتبع العامل الذي سوف يوصلة لمكان المزارع أبو محمد ..
واستمرا بالسير ليطلعو جبال ووديان والخضرة وجمال الطبيعة
ينعش الوجدااان وبدأت تدب الحياة لدى فيصل ويستشعر جمال الحياة
الذي أفتقدة .. فالنفس البشرية عندما نغلق عليها ألابواب فانها ستصاب
بالآختناق يصعب عليها استنشاق رحيق ألامل والتفأول ...
الحياة ببساطتها والطبيعة بنقائها بعيداً عن صعوبات الحياة وتراكم
روتين الحياة هو بالفعل مايحتاج الية فيصل ليعود بوجدانة وأحساسة
المرهف ليلمس خيال واحلام يفتقدها بحواسة ويتذوق طعم الحياة مرة أخرى ..



أطلالة على القرية بعد السير لمسافة اكثر من نصف ساعة على الاقدام ..


يتبع