[فيتامين سي]

"الـباحـث عـن الـحب"


الجزء التاسع



رفع صوتة العامل بعد الوصول لمنزل أبو محمد ..
خرج أبو محمد وسلم على العامل والتفت العامل
ليجد فيصل قد توقف وقال أنه طلب مقابلتك وانا ماشي مع السلامة
تقدم أبو محمد الى فيصل وقال وش تكون ..
تقدم فيصل وسلم علية وقال أنا فيصل وارسلني والدي اليكم
فهو الذي تعاقد معكم ..

أبو محمد أنت من السعودية وأبوك ألشيخ سلطان

فيصل : نعم ...

أبو محمد : أهلا اهلا يأبني وعانقة وقال أعذرني ياأبني ما عرفتك
تفضل تفضل وبصوت عالي .. ينادي أم محمد تعالي انه ابن الشيخ سلطان
الذي سأذهب للعمل معهم في السعودية ..

أم محمد : أهلا ياولدي أهلا تفضل وفرشت الارض بقماش
ليجلس فيصل ... وضع حقيبتة بجانبة وجلس وهو متعب ..

أبو محمد طالباً من زوجتة تجهيز العشاء وأصلاح شاي أخضر مغربي ..
وااه ياولدي كيف وصلت هنا أكيد أنك متعب ومجهد ...

فيصل : الحمد لله كانت رحلة شيقة ...

وبعد العشاء وقد حل الظلام وانتهى يوم طويل على فيصل
طرق ومسافات ومحطات وأخيراً يحط الرحال ..
وبدأ الليل واشتد البرد واخرج فيصل البالطو الكشميري
ليضع حداً لهذا البرد وقد أشُعلت النار .. ليفترش الارض
بفراشة الخاص بالرحلات ويخلد للنوم وهو متعب ومرهق ...

يصحو فيصل مع الفجر والامطار غزيرة جداً .. ولم يشعر بذلك
بعد أستغراقة بالنوم ألعميق .. وبعد صلاة الفجر وقف فيصل بشعور لايوصف
امام ألمنزل بعد توقف الامطار وشروق بأشعتها على الجبال المكسوة بالجليد
يسمع صوت ام محمد تطالبة بالحضور لوجبة ألآفطار
من السمن البري والعسل والبيض البلدي المسلوق ..
وبعدها يذهب مع ابومحمد للمزرعة
وبالطريق افصح أبو محمد عن المعاناة التي يعاني منها بالزراعة وارتفاع
اسعار المحروقات الذي تسبب بعدم الجدوى الاقتصادية ..



وصلا للمزرعة وقد اندهش فيصل من العمل الجاد والمضني ومهارة أبومحمد
وتوقف عند شجرة ليمون ليتأملها .. والتفت ليلاحظ فتاة واقفة مع أبو محمد
يتجادلان بأمر ما ... أقترب فيصل ليسمع أبو محمد يقول لماذا ياتون اليها
وقالت الفتاة أنهم أطفال صغار يا أبو محمد لايدركون خطورة المبيدات الحشرية
ويجب أن تبعدوها ولا تتركونها أمامهم ..

فيصل : يتقدم لابو محمد ويقول هل تقصدون تلك العلب والمبيدات

ابو محمد : نعم أنها مبيدات ولكن أين نذهب بها فنحن نستخدمها ونحتاج اليها

فيصل : يجب وضعها بصندوق ويقفل .. فالمبيدات خطيرة ..

أبو محمد : سنقوم بذلك وذهب أبو محمد ..

الفتاة : أنت الذي حضرت يوم أمس من السعودية وسيذهب معك أبو محمد
والحاج شعيب .. نعم انا فيصل ولكني لم أتعرف عليك ..

انا دليلة : أعمل هنا أسكن القرية وأعيش بها ..

يتوقف فيصل مستغرباً ماذا تعملين ؟

دليلة : معك حق فلا يبدو للعمل الوظيفي هنا مكان ..ولكن انا أعمل في التنمية
الاجتماعية وتنظيم ألاسرة وتوعية المجتمع الريفي .. وانت شايف يافيصل
المعاناة وهذا موقف من المواقف ..

فيصل : الحق لايجب التغاضي عنه وأسلوبك كان مناسب ... وابومحمد ايضاً
كان مؤدباً معك لو كنت أنا مكانة كان حصل شي ثاني ..

دليلة : ماذا ستفعل وقد بدأت مستغربة ..

فيصل يمد يدة ليقطف وردة جميلة من الحقل ويقول كنت أعطيتك هذة الوردة ..

دليلة مبتسمة وتضحك وتأخذ الوردة وهي مرتبكة وتشم رائحتها وتهز رأسها
اااه رائحتها زكية .. وضحكت قائلة لو أهل القرية عملو مثلك كان مشكلة
ومانقدر نقولهم حاجة بعدين ...

دليلة : مبتسمة انا لازم أمشي مع السلامة ومرحبا بيك بالمغرب ..

فيصل : أهلا بيك عشتي ربي يسعدك .. مع السلامة ..

بعدها يقضي فيصل وقت الصباح مع ابومحمد للاطلاع على المزرعة
ومؤهلات أبو محمد والحاج شعيب وطريقة عملهم والحقيقة كان سعيداً
بما شاهد ولاحظ طيبتهم واحترامهم للاخرين مما جعل فيصل يسعد بأختيارهم
وعند الظهر قرر أبو محمد والحاج شعيب وفيصل الرجوع للمنزل ..



بالطريق وعند أحد الاودية القوية بالقرية شاهدو طفل وطفلة وقد علقو بالوادي
وكانو على وشك الغرق وهناك طفلة قد جرفها الوادي والاطفال يرفعون
الصوت مستنجدين لان الوادي ينتهي بشلال خطير مليء بالصخور ..
ونظر فيصل ليشاهد الطفلة وقد جرفتها المياة مما جعلة يقفز للوادي
بدون تفكير لوسط المياة الجارية بقوة ويصارع المياة الجارفة ويمسك
بالطفلة ويحتضنها ويقاااوم بقوة الى أن استطاع قذف الفتاة خارج المياة
بقوة لتمسك بها امرأة كانت واقفة على جال الوادي ولم يستطيع الخروج
من المياة وقد فقد التوازن والقدرة على الخروج لتسحبه المياة ليصبح
عالقاً بمجرى الوادي ولم يعد أحد يستطيع معرفة أين فيصل فلقد دخل
في دوامة المياة العاتية ... وقد أتجة أهل القرية باحثين عنه ولم يجدوه
الا وقد نزلو من فوق سفح مرتفع ليجدوه مرمياً على طرف النهر وقد غاب عن الوعي..



لانة سقط من مرتفعات تنزل منها المياة شلالات هادرة وخطيرة
ويرتطم بأشجار ويقع فاقد الوعي
أجتمع بعض الموجودين وشهدو المنظر الأليم وحضرت دليلة ومعها
عربة يسحبها حصان لتقول لهم ضعوه هنا بوسط العربة
وهو غير قادر على الحركة ...
وانطلقت العربة الى بيت دليلة
لتعوود الامطار بقوة وغزارة
أصوات العربة تهتز وهي ترتطم بالارض مع أصوات الرعد القوية
وصوت دليلة تبكي بجوارة وتقول أنت انقذت حياة أختي
فيجب أن تعيش يافيصل لاتضعف لاتستسلم واضعة راسة فوق معصمها
وتبكي ودموعها تتساقط على رأس فيصل الملطخ بالدماء فلم يعد
يشعر ولا يحس بشي ... ولايوجد مستشفى بالقرية ولا يوجد أسعاف
مما جعل حياة فيصل تبدو صعبة ... توقفو وانزلوه بعد أن وضعو
قماش لحاف يغطية من مياة ألآمطار ... وأرتفعت الاصوات منادية
باصطحابة لمستشفى .. ولكن دليلة كانت تقول لايوجد وقت كافي
يجب أنقاذة وسقطت بجانبة تبكي فهو من أنقذ حياة اختها ..
خرجت والدة دليلة وبصوت عالي قالت أدخلوة هنا بالبيت بسرعة
وادخلو فيصل داخل بيت دليلة فوق طاولة خشبية واخرجت الموجودين
وقامت بتمزيق ملابسة وتغطيتة بغطاء صوفي واشعلت النار
وجهزت بعض الاعشاب لتضعها على النار واخذت تدهن جسم فيصل
بمواد زيتية وتنظف أثار الدماء ولحظاات وقد لاحظت فيصل يتحرك
وأستعاد الوعي .. ثم كلفت دليلة بالجلوس بمتابعتة وجعلة يشرب بعض
المشروبات والاعشاب التي جهزتها ..
وعندما أشتدت حرارة الغرفة والدفء لتكسر شدة البرد القارس
وبعد ساعات طويلة تحرك فيصل وفتح عينية ببطء
ليجد فتاة متغطية برداء شتوي تبتسم وترفع رأسة بنعومة وحنان
وتضع كفها على رأسة لتستشعر حرارتة ...
وقالت بهمسة عطووفة الحمد لله على سلامتك ..
واخذت ملعقة لتضعها بفمة بنعومة وتقول أشرب أنا انتظرك تصحى عشان أشربك الدواء ..
وارتشف فيصل وهو ينظر بعيناة لتلك الملاك العطووف
التي أحس بأنه بدنيا غير دنياة وحياة اخرى لم يعيشها ...
وعاد ليغمض عينية بصمت وسكووون ..


يتبع