عرض مشاركة واحدة
قديم 24-02-14, 05:32 AM   #10

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

_7_
( التقينا ولو بعد دهر )
توقفا لدى إحدى المزارع التي تبدو مهجورة يحيط بها أشجار مهملة إما
آفلة أو ميتة . !
ترجل تركي من السيارة وهو يضرب في جهازه و يلعن الخارطة الإلكترونية
التي خذلته حينما احتاج إليها ،

كان متشبعاً بالندم و القهر . .
و ودّ لو حدد موقع ذلك الكوخ " القبيح " على الخارطة التقليدية . .
تقدم حتى تعدا سور المزرعة المنهار جزئياً أو كما يبدو كلياً . !
خلع نظارته الشمسية بعد سقوط ظلال الأشجار المهملة عليه . .
كانت تلك المزرعة مخيفة و موحشة كالزريبة إذا شاهدت قشورها ،

لكن كلما تعمقت فيها كلما اكتشفت سحر و جمال لبها . .

أشجار التفاح الأحمر تتوسط البستان بينما تحيط بتلك الأشجار أشجار مهملة
متعبة ،


كان ذلك المنظر عجيباً و غريبا . !

توجه إلى إحدى الشجيرات المثمرة و قطف تفاحة ناضجة تغريك لـ التهامها . .

فركها بملابسه ليزيل عنها ذرات الغبار و صديقتيها ،

قضم منها قضمة . .

- ألم تتعلم من والديك أن السرقة حرام . ؟

ألتفت و التفاحة متعلقةٌ بأسنانه إلى مصدر الصوت ،

إلى ذلك الذي رسمت عليه خطوط الزمن ،

ذا الحاجبين اللذان يكودان أن يسقطا على عينيه

بينما جذبت الجاذبية الأرضية ظهره تاركةً إياه
يعتمد على عصاً غليظة حتى لا يسقط عليها . .


قال تركي بعد أن أكمل قضمته الثانية . :

- أهذا التفاح يعود لك . ؟

أشار الشيخ لأشجار التفاح الشهي المنتشرة حولهما . .

- نعم . . أنت قد أخذت مني مالا ليس به لك حق و . ..

قطعه تركي بإخراج الخريطة و قال وهو يقضم من التفاحة مرةً أخرى . :

- أخبرني عن الطرق البرية المتفرعة من هذه الطرق المسفلتة . .

أتجه الشيخ إلى شجرته التي سرق منها ثمرها . .

قال وهو يمسح على جذعها بيده التي أكل عليها الدهر و شرب . :

- سيكون عقابك على سرقتك تفاحتي هو قطف ثمار هذه الشجرة و وضعها في هذا
الصندوق . .


أشار إلى الصندوق . .

ثم أضاف وهو يشير إلى أشجار البستان . :

- أما كوني دليلا لك ، فهذا ليس بالشيء المجاني . . إذا قطفت لي ثمار هذه
الأشجار عندها سأخبرك بما تريد و يزيد . .


واجهه تركي بوجهٍ تعلوه علامة تعجب . . :

- ماذا تقول . !

ابتسم الشيخ ابتسامة جعدت جلده الرقيق راسمة خطوط إضافية حددها الزمن و تفنن
في التوائها . :


- لكل شيء ثمن . .

رمى تركي بقايا التفاحة المقضومة دون أدنى اهتمام

و رحل بالسيارة باحثاً بنفسه عن الطريق المؤدي إلى الكوخ . .

.

.

ولجت سيارته بعد ساعتين من البحث المضني ،

مخترقةً خلوة الشيخ الذي اعتلت وجهه ابتسامة منتصرة . .

ترجل الشابان إحداهما يبدو حانقاً منكس الرأس

بينما الآخر يمشي على هونه يحدق في لا شيء شارداً تارة و مبتسمً باكياً تارةً
أخرى . .


تقدم تركي و قال . :

- ماذا تريدنا أن نفعل . ؟

أشار الشيخ إلى الشجرة التي ميزها بالنظر إلى جذعها فقط و قال مشيراً بسبابته
إليها . :


- أبدأ بقطف التفاح من الشجرة التي سرقتها أولاً . .

اتجه تركي إليها صاغراً بينما تبعه عبد الله باستكانة . .

- أنت . !!

توقف تركي و توقف معه عبد الله . .

استدار إليه فرحاً ظناً أنه قد عدّل من رأيه . :

- نعم . .

قال شيخ وهو يحاول التقاط ملامح عبد الله بعينيه الضعيفتين . :

- ليس أنت بل هو . !

أشار إلى تركي ثم قال حانقاً . :

- أنت من سرقت و أنت من سيتحمل مسئولية فِعلك لوحدك ، فليسترح هو . .

أم هذا الصندوق الفراغ أريده أن يمتلئ بالتفاح حتى يفيض به . .

قال موجهاً حديثه إلى عبد الله . :

- تعال يا بني . .

نقل عبد الله بصره بينهما ثم توجه إلى الشيخ . .

أرخى الشيخ عصاه ثم جلس مستنداً إلى الجدار ماداً رجليه الضعيفة الواهنة فوق
البساط ذو ألوان الباهتة . .

أشار لـ عبد الله بالجلوس و قال . :
- ما بك يا بني . ؟ أراك شارد الذهن و في حالة لا تسر عدواً و لا صديق . .

بني ،

لا تحزنْ منْ كدرِ الحياةِ ، فإنها هكذا خُلقتْ .

إنَّ الأصل في هذه الحياة المتاعبُ والضَّنى ،

والسرورُ فيها أمرٌ طارئٌ ، والفرحُ فيها شيءٌ نادرٌ

وقال النبي 

قال عبد الله بصوت حزين وهو يخرج نفساً كدر صدره و يحاول أن ينصت لكلام ذلك
الشيخ الذي لا يدري ما به و لو علم لم لامه أبداً . :


- عليه الصلاة و السلام . .

تابع الشيخ حديثه رغم رؤيته لتعبير عبد الله الغير مقتنع . :

- (( الدنيا سجنُ المؤمنِ ، وجنَّةُ الكافرِ ))
جفَّ القلمُ ، و رُفعتِ الصحفُ ، و قضي الأمرُ ، و كتبت المقادير ،
﴿ قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا ﴾ ، ما أصابك لم يكنْ
لِيُخطئِك ،
وما أخطأكَ لم يكنْ لِيُصيِبك .
يا بني ،
لقد فقدت زوجتي في الحرب الماضية قبل عشرين عاماً
و توفيت أبنتي بسبب مرض السرطان وهي بعمر الزهور ،
تتألم و تعاني حتى أراحها الله بموتها . .
أما ابني الوحيد فهو في عداد المفقودين منذ خمس سنوات . .
منذ خمس سنوات و أنا أعيش لوحدي دون زوجة أو ابن أو ابنة ،
كان هذا قدري الذي يجب أن أرضى به . .
و لم يرجع بكائي و سخطي زوجتي و لم تعد صرخاتي أولادي إلي . .
بني ،

لا تظنُّ أنه كان بوسعِك إيقافُ الجدار أن ينهار ، وحبْسُ الماءِ أنْ
ينْسكِبُ ، ومَنْعُ الريحِ أن


تهبُّ ، وحفظُ الزجاج أن ينكسر ، هذا ليس بصحيحٍ على رغمي و رغمك ، وسوف يقعُ

المقدورُ ، وينْفُذُ القضاءُ ، ويحِلُّ المكتوبُ ﴿ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن
وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ ﴾


هذه هي الدنيا دار عمل و تعب أما الراحة الأبدية سنجدها في الجنة إن شاء الله
.


تابع الشيخ حديثه على هذا المنوال رغم شرود ذهن عبد الله . !

أعلنت الشمس عن رحيلها و تصدر لون الشفق صدر السماء . .

نادى الشيخ تركي الواقف فوق جذع الشجرة يقطف التفاح متذمراً . :

- بني . . بـــنــي . .

أقترب الشيخ من الشجرة ،

ألتفت في تلك اللحظة تركي يمني نفسه بأنه قد أسِف عليه

و أخذته الشفقة به ليوقفه عن العمل . .

- يا بني . . توقف عن العمل . .

- حقاً . !

قفز تركي من الشجرة فرحاً دون أن يحسب المسافة التي بينه و بين الأرض . .

سقط على قدميه بقوة ، صرخ متألماً . . ثم ابتسم حينما دنا منه الشيخ و قال .
:


- هل أنت بخير . ؟

أومأ بـ نعم و قال . :

- أنا بخير . . هل قُلت أتوقف عن العمل . ! ؟

استند تركي على الشجرة ليقف . .

قال الشيخ مؤكداً حديثه . :

- نعم توقف عن العمل لنصلي المغرب و من بعدها ستستأنف العمل . .

هبط تركي جالساً على الأرض و خيبة الأمل تطفح على وجهه . :

- ماذا قُلت . ! ؟

- قلتُ فلنصلي . .

اتجه الشيخ إلى داره المستند إلى حائطها عبد الله الحزين . .

نقر على كتف عبد الله ثم أشار إلى باب داره قائلاً . :

- تعال توضأ للصلاة و أطلب الرحمة لهم . .

رفع عبد الله رأسه و استغرق عدة لحظات حتى يفهم ما قال الشيخ ،

وقف بجانبه ثم تبعه إلى داره . .

ولجا إلى دار بسيطة يجد الوالج على يمينه جلسة أرضية بوسائد متشتتة

هنا و هناك جزءٌ منها قد خرج قطنه من بين ثقوب القماش . .

- هذه الوسائد حاكتها زوجتي بنفسها لذا لم استطع رميها بأي حال من الأحوال .
.


ابتسم الشيخ بعد توضيحه لـ عبد الله سبب إبقائه على هذه الوسائد في مجلسه ،

اتجه به إلى المغاسل ليتوضآ لصلاة المغرب . .

ولج تركي إلى داخل الدار وهو يعرج و يسب و يشتم كونه بين يدي هذا العجوز ،

ذهب باتجاه صوت تدفق المياه ، وجدهما يتوضأن محتلين المغسلتين الوحيدتين . .

انتظر حتى انتهى عبد الله ثم حل محله و فتح الصنبور . .

- كيف كان شعورك و أنت تقطف التفاح . ؟

رد تركي على العجوز بينما كان يمرر الماء على ذراعيه . :

- بائساً . !

- و لِم . ! ؟ ألم تستمتع بجنيه . ؟!

سأله تركي بعد أن أغلق الصنبور . :

- إلى أين تتجه القبلة . ؟

تقدم الشيخ إلى خزانة عتيقة و أخرج منها سجادتين عتيقتين فاخرتين

رغم مرور الزمن عليها . .

فرشهما باتجاه القبلة ، إحداهما بسطها بالطول

و خلفها سجاده أخرى فُرشت بالعرض ،

ثم قال . :

- يا ذا النظارات السوداء ، ستكون أنت إمَامَنا . .

قال تركي ذو النظارة الشمسية المتعلقة بجيب قميصه . :

- أنا . !!

- نعم . .

دفعه الشيخ بيديه الواهنتين إلى السجادة المفروشة بالطول

حتى وقف عليها و قال موجهاً حديثه لـ عبد الله . :

- لا توجد لدي إلا سجادتين لذا سنصلي معاً على هذه السجادة . .

ابتسم الشيخ في وجهه

ثم ألتفت إلى تركي الذي لا يزال لا يصدق بأنه سيجعله يكون إمامهما . .

فهو منذ زمن لم يصلي و من المحرج أن يذكر هذا للشيخ . !

تساءل في نفسه عن كون صلاة مغرب جهرية أم سرية . .

يعني هل يجهر بتلاوته أم لا . .!

وقف أمام هذا السؤال عاجزاً ، قطع الشيخ حيرته قائلاً . :

- ألن تصلي بنا . ! ؟ أم تنتظر خروج وقت الصلاة . . هاه . ؟ !

حار تركي أكثر هل يسأله أم لا . ! ؟

و حينما حمى و ازداد تقريع الشيخ له ، سأله بسرعة فجأةً و دون مقدمات . :

- هل صلاة المغرب جهرية أم سرية . !! ؟؟

- جهرية أم سرية . !! أتسأل هذا السؤال بينما طفل في الصف الابتدائي

يستطيع أجابتك عليه و يستطيع طفل ذو ست سنوات يداوم على حضور المسجد أن يجيبك
. !!


حك تركي رقبته حرجاً بوجهٍ مطليٌ بالحمرة . .

و بعدما انتهى الشيخ من توبيخه أجاب أخيراً . :

- جهرية . . يا بني جهرية !!

اتجه تركي إلى القبلة رفعاً يديه قائلاً . :

- الله أكبر . .

كان تركي ساهياً عن صلاته و لم يكن يدري بالضبط ما يتلوه ،

و كان ما يشغله فكره هو معرفة متى كانت آخر مرة قد صلى فيها لـ وجه الله . !

و كم كان ذلك الشيخ يذكره بجده المرحوم . .

- يا بني . . اقطع صلاتك . !

استلزم تركي عدة هنيهات حتى ينتبه على الشيخ الواقف بجانبه . .

قطع صلاته مذهولاً متسائلاً ما الذي يحدث . !؟

أعاده الشيخ و أوقفه بجانب عبد الله وهو يتبرم قائلاً . :

- حتى الصلاة لا تعرفون كيف تصلون بالناس دون أن تسهوا . !!

كبر الشيخ و كبر خلفه تركي و عبد الله ، وهذه المرة كان تركي أكثر خشوعاً

بعدما أصغى إلى صوت الشيخ الرخيم في تلاوة القرآن . .

بعد انتهائهم من الصلاة سمح الشيخ لـ تركي بأخذ استراحة بعدما أزعجه تركي
مطالباً باستراحة . .


منذ أن كان تركي في الثامنة لم يكن مزعجاً بهذا القدر لأحد أبداً ،

و لم يشعر بهذا القرب و المودة لأحد أبداً . .

فبعد وفاة جده لم يجد من يهتم به و يراعيه و يسأله عنه و كان الكل يتجاهله

حتى أصبح يعيش لوحده مع خارطة حائطية معلقة بحجرته أهداها إليه جده . .

- تفضلا بعضاً من التفاح . .

عاد تركي بتفكيره إليهما ، ابتسم في وجه الشيخ و قال مازحاً

كما كان يمزح مع جده أيام طفولته . :

- هل هذا مجاني . ؟

رد الشيخ مؤكداً مع ابتسامة . :

- مجاني . .


اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس