أغلق الهاتف و ناولها لها و هو يقول
_كم هي مشاكسة ؟؟
ابتسمت سيدرا
_سأخبرها بذلك ..
ضحك بخفوت و هو يقول
_حسنا و أنا سأنفي ذلك .. ضمت كتفيها و هي تشعر بالبرد ..فسألها بقلق
_هل تشعرين بالبرد؟؟
ابتسمت له بحنان مطمئنة
_قليلا.. أنا لست من عشاق الأسواق..
ارتفع جانب فمه بشبه ابتسامة
_حسنا .. سندخل هذا المحل و بعدها نذهب إلي المطعم لتناول العشاء..
هزت رأسها و هي تسير معه .. كان محلا مخصصا لأثواب السهرة ..و بعد مناقشات حول عدة أثواب اختار لها ثوب ذهبي مطعم بخيوط عسلية ..من قماش الحرير الناعم .. كان قصير جدا..
سألته
_هل أذهب لقياسه ؟؟
فقال لها
_لا داعي لذلك ..لا أحب غرف القياس .. سنشتريه و أنا علي يقين أنه سيكون بمقياسك تماما ..
قال ذلك متفحصا جسدها بعينين ناقدتين ..فتضرجت وجنتيها و شعرت بالحرارة تجتاح كيانها رغم شعورها بالبرد ..ذهب ليدفع ثمنه فيما لفت انتباهها ثوب معلق علي واجهة المحل من الخارج .. فذهبت لتلقي عليه نظرة ريثما ينتهي ادهم .. وجدت أربعة شباب يقفون قرب منها فشعرت بالرعب الشديد .. أرادت العودة للداخل و لكن احدهم وقف في طريقها ..يقول بخبث
_سيبدو رائع علي جسدك .. هل اشتريه لك ؟؟
تجمعت الدموع في عينيها أدارت بنظرها داخل المحل لتري ادهم و لكنها لم تجده ..قال آخر منهم
_هل تريدين مني أن أوصلك يا حبي ؟؟
تقدمت تريد الهرب..و لكن أحدهم أمسكها بذراعها ..و هو يقول
_ سنوصلك إلي منزلنا ؟؟
سمعت صوته الغاضب من خلفهم _اترك ذراعها و إلا كسرت يدك..
رغم الغضب في صوته و النار التي تشتعل من عينيه ..إلا أنها شعرت بالراحة فوجوده هنا و قد اعتقدت إنها لن تجده ..أشعرها بالراحة الكبيرة ..نظر لهم الأربعة ..فقال احدهم
_أرينا ما عندك ..
فأمسك ذراعه و لواها خلف ظهره ..فتقدم احدهم يريد ضربه علي كتفه ..فضربه علي رأسه ..ليسقط الآخر و الدماء تسيل من انفه و فمه .. ضرب الأول علي ساقه من الخلف فسجد علي الأرض متألما ..تقدم الثالث للدفاع عن أصدقائه فتلقي ضربه علي معدته جعلته يتأوه ألما و يخر علي الأرض ..فيما هرب الأخير خوفا من العقاب ..
نظر أدهم لسيدرا بغضب ..و تقدم منها لكن يد حطت علي كتفه ..أمسك اليد يريد ضربه و لكن سمع همسة سيدرا المرعوبة تقول
_إنه الأمن ..
نظر للأمن الذي يستشيط غضبا .. فقال له ادهم و هو يوازيه غضبا
_لماذا تدخلون شباب في أسواق النساء؟؟
رد عليه الأمن بتعالي
_تعال إلي قسم الشرطة ..
نظر لسيدرا و أعطاها مغلف الثوب الذي اشتراه لها
_ انتظريني بالداخل و أشار للمحل الذي كان فيه قبل قليل ..
أرادت الاعتراض ..و لكنه قال بصوت قاطع
_سأعود بسرعة ..
هزت رأسها باستسلام و ذهبت إلي المحل ..فيما ذهب هو و الشباب الذين ضربوا من قبل ادهم مع الأمن ..
أتتها البائعة لتعطيها كوب من المياه و هي تري ارتجافها .. أخذته سيدرا بامتنان و شربت منه قليلا ..و كما وعدها أدهم أتي ليخبرها أن الموضوع انتهي ..
|