عرض مشاركة واحدة
قديم 18-03-09, 10:59 AM   #21

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
Elk



الفصل التاسع

قرر إيان المعاونة في ذلك الحفل الخيرى بهدف وحيد هو رؤية ميشيل كان اضطراره للبقاء بعيدا عنها بمثابة أكبر عملية تعذيب صادفها طوال حياته . لم تفلح محادثاتهما الهاتفية اليومية المقتضبة إلا فى إشعال رغبته في أن يراها وان يكون معها . والأسوأ من ذلك أن الإحباط الذى استبد به كان مصحوبا بقلق دائم بشأن سلامتها منذ أن اقتنع بأن طرفا ما يعمل فى الظلام بهدف إيذاء أسرتيهما .


سيطرت عليه ثقة قاطعة لازمته طوال الوقت بأنه سوف يفقد صوابه لو حدث أن أصاب ميشيل مكروه أو أن ضاعت منه .


لقد أدى ميراث الكراهية الأسرية المر إلى هذه السخافة غير المحتملة . وجد نفسه مضطرا إلى أن يسترق النظرات إلى محبوبته . انتقى له مكانا بالقاعة يمكنه منه مراقبة دخول المدعوين . وما إن رأها تدخل ممسكة بذراع أخيها حتى نسى كافة الاحتياطات التى يتعين عليه اتباعها حفاظا على سرية حبهما وبدأ يلتهمها بنظراته مبهورا برقة رشاقتها التى أمعن ثوبها اللامع - الذى حاكى بريقه لون عينيها في إبراز جمالها الفتان - .
لقد فقدت بعضا من وزنها لكنها تألقت بقوة وبثقة بذاتها مكتسبتين حديثا .
وأشرقت وسط كل هذه الضغوط بجمال أشبه بماسه لا تقدر بثمن . رأها تنضم إلى صديقتها جاكى التى كانت بصحبة رجل أسمر قوى البنية شديد الجاذبية . ورغم افتنانه بميشيل . استولى عليه إحساس بسوء المزاج . شئ ما لا يجرى وفقا لما ينبغى . شئ ما تحت بصره أو غير ذلك وذلك الشئ كان مزعجا له .
همست جاكى في أذن صديقتها :
- إيان هنا .
انغمس جوناثان ونيكولاس سولتر في حوار حول أجهزة الكمبيوتر فلم يدركا بالتالى أن الفتاتين انشغلتا فى أمر مختلف تماما . قالت ميشيل التى لم تجرؤ على أن تجول ببصرها في المكان :
- أعلم .
قالت جاكى بنبرة مقتضبة :
- أفهم من هذا أن الامر مستمر بينكما .
كانت ميشيل قد اجتنبت صديقتها منذ عودتهما من المارتينيك . أجابتها بنبرة تصميم :
- احبه ويحبنى . هل توصلت إلى تفهم ذلك ؟
- لكن ماذا عن الانفجار .
- لم يكن هو مدبره ولا والده . جاكى هناك من يريد تدمير أسرتينا .
- لكنه جنون !
- صحيح لكنه واقع . هذا هو رأى جوناثان أيضا .
أشرق وجه جاكى الممتلئ عندما رأت نيكولاس يقترب منهما . سألته وهى تمسك بذراعه بألفة :
- ماذا هل بعته جهاز كمبيوتر ؟
- لا . إنه منتم إلى المدرسة القديمة .
كان نيكولاس في ثلاثيناته ذا عينين زوقاوين تضيئان وجها على قدر كبير من الجمال . وقبل أن يلحق به اسمه أحست ميشيل بأنه قريب الشبه جدا من شخص ما قد تكون قد التقت به يوما ما . وبصفته ممثلا لإحدى كبريات الشركات العاملة في المجال الاعلامى كان له ذلك النوع من السحر الفورى الذى يتصف به العديد من البائعين . لم تبدأ جاكى الخروج معه إلا منذ بضعة أشهر لكنها بدات شديدة الولع به . فهمت ميشيل - التى تعرضت لإحساس بنوع من الضيق - السبب فى ذلك هو أن شيئا ما فى أسلوب اقتراب نيكولاس من صديقته أوحى بأنه لا يكاد يشعر بوجودها .
قالت جاكى معلقة وقد ارتسمت على شفتيها ابتسامة تقطر حبا :
- ستكون أسعد حظا فى المرة القادمة .
لم يول نيكولاس تلك الابتسامة أية عناية . لأنه كان بصدد مسح المكان بنظرات شاردة . لكن شخصا أخر أشار إليه على مكانه . وتقدم جوناثان منهما وعيناه متجهتان إلى جاكى أضاءت نفسية ميشيل شقيقها يحب صديقتها .
فهمت للمرة الأولى السبب فى أن شقيقها نادرا ما يقضى وقتا خارج البيت وفى أنه شديد الميل الى أن يهب عمله كل قوته وحياته رغم طلعته البهية وقوة بنيته وذكائه وسحره . لم يحدث أن أظهرت جاكي نحوه أدنى قدر من الاهتمام العاطفى . بل عاملته معاملة الأخ الأكبر فضلا عن كاتم أسرارها . ومنذ أن أسرها سحر نيكولاس لم تول جوناثان أى اهتمام يذكر . أحست ميشيل بوخزة في قلبها . لم تشأ أن ترى ما رأت لأنه لسوء الحظ لا يمكنها أن تفعل شيئا من أجل شقيقها . توجه أربعتهم إلى المائدة المفتوحة لاختيار طعامهم قبل أن يستقروا إلى منضدة خالية . بلغ الاحتفال ذروته وتضاءل احتمال ميشيل الضوضاء تدريجيا . استأذنت صحبتها .
وغادرت المائدة لكن بدلا من أن تتوجه إلى الحمام استردت معطفها وغادرت القاعة من خلال باب سرى مؤد إلى الشرفة فوق السطح .
كان معروفا للجميع .. أن قاعة الاحتفال .. بها عدة أبواب تفتح على ممرات تؤدي إلى تلك الشرفة لكن الطقس كان باردا جدا .
في تلك الأمسية لسلوك أحد هذه الممرات . اجتبنت الفتاة بركة الأضواء المنبعثة من الفتحات الجدارية المغطاة واختارت أن تجلس عند الطرف الأخير للشرفة التى تطل على المدينة السابحة في الأضواء أزعجتها ضوضاء حركة المرور . وفجأة سكنت في مكانها تماما ثم التفتت مدفوعة بإحساس داخلى لتلقى بنفسها بين ذراعيه وكانت قد أحست باقترابه . همست في أذنه وقد تنبهت جميع أحاسيسها لملامسته :
- لم أستطع احتمال البعد عنك.
- ولا أنا .
رفع إيان ذقنها إلى أعلى وطبع على شفتيها قبلة بدأت رقيقة وما لبثت أن بلغت قمة العنف .
دفع بهما تعطشهما كل الى الآخر إلى دوامة من حرارة المشاعر غير المسبوقة . لم يهتما بوجود شخصية نسائية معينة على قيد بضعة أمتار منهما وذهل كثيرون لرؤية هذا المشهد الذى طالما كان مستبعدا . فردان من أسرتى لوجان وستوارت متعانقان بهذا القدر من الحرارة . لم يفلح العقل كما لم تفلح - كافة الاحتياطات التى فى العالم - في أن تمنعهما .
همس لها أخيرا قوله :
- ميشيل . افتقدتك جدا !
لم يستطع التراجع عن وجهها الجميل .. الذى كاد أن يتجاوز حدود الواقع بفتنته ليكون في عداد الأحلام التى تتراءى للمشتاق .التصقت به وقد ارتسمت على وجهها ابتسامات السعادة وهي تقول :

- كان الفراق صعبا على أيضا . كان من الحماقة أن أتى إلى هذا الحفل اليوم لكننى أحسست بضرورة أن أراك ولو هذه الدقائق القليلة .




* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس