عرض مشاركة واحدة
قديم 19-03-09, 02:20 AM   #29

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
Elk


كم من فرص أتيحت لهما منذ ذلك اللقاء ليزدهر حبهما ويثمر ! وكم من الفرص لاتزال أمامهما حتى ينتصر حبهما على كل الشكوك والأحقاد ! هل كان ذلك هو القدر بحق الذى رتب لان يلتقيا فى ذلك اليوم حتى يقيما جسرا يصل العلاقات الودية بين أسرتيهما اللتين ظلتا تتناحران على مدى بضعة قرون ؟
أحست ميشيل - التى طالما أمنت بالعقل والمنطق - بالذهول أمام ذلك العدد من العوامل التى اجتمعت عشوائيا ثم تكاتفت لتؤدي مهمة على هذا القدر من الصعوبة والتعقيد . لم يتطلب ذلك العمل الشاق سوى خيط يفلت من نسيج الكراهية حتى ينهار بأكلمه . لأنها لو لم تلتق بإيان وتحبه إلى حد الثقة به .. ولم يكن جوناثان مستعدا على الأقل لتقبل فكرة أن يكون هناك عدو مشترك للأسرتين .. ولو لم يتوجه هذا العدو لاختيار آلة تخريب آخر صيحة سهلة التركيب والاستخدام .. ولو .. ولو لم تلتق كل هذه العوامل لكانت الحرب اكثر عنفا من أى وقت مضى ولبلغت شدة التطاحن أعنفها.
سألها إيان وهو يساعدها على مغادرة سيارة الأجرة أسفل العمارة التى بها مكتبها :
- أنت بخير ؟
متنزعا إياها بذلك من عمق أفكارها .
قالت :
- نعم . كنت أفكر فى .. تلك الروابط بين الأحداث وبعضها بعضا .
ضغط إيان على يدها معبرا عن تفهمه ما تعنيه . ثم دخل ثلاثتهم المبنى . ووفقا لتوقعات ميشيل : سمح الحارس - الذى اعتاد أن يرى ميشيل تحضر للعمل فى عطلات نهاية الأسبوع - لهم بالدخول . وتوجهوا جميعا برأى واحد إلى الدرج بدلا من المصعد .
كان مكتب ميشيل بالطابق الخامس . دخلوا الممر الرئيسى . وكان طويلا فسيحا تحف به الأبواب المغلقة على الجانبين . أخرجت ميشيل المفاتيح من حقيبة يدها وتوجهت إلى باب مكتبها وضعت المفتاح فى قفل الباب ثم سكنت تماما . سألها إيان :
- ماذا حدث ؟
فقالت لاهثة :
- لا أفهم . لم يكن الباب مقفلا رغم أننى واثقة بأننى قد أدرت المفتاح فيه لدى مغادرتى المكتب أمس . أليس هذا ما حدث يا جوناثان ؟
هز شقيقها رأسه مؤكدا بينما تراجعت هى إلى الخلف قليلا وقالت :
- علينا أن نتوخى الحذر . فقال جواناثان :
- هذا صحيح . لاتفكرى فى الدخول قبل أن نتأكد من عدم وجود ما يهدد بالخطر .
فكرت ميشيل طويلا ثم قالت :
- كاميرات الأمن .. من هنا .
اصطحبتهما حتى حجرة الاستقبال المخصصة لذلك الطابق ثم توجهت إلى ما خلف مكتب موظفة الاستقبال . قال جوناثان :
- لم ألحظ قط وجود كاميرا بمكتبك .
- لأنك لم تشعر بحاجة إلى أن تعرف ذلك . لاتنس أننا أحدى شركات التأمين التى توصى عملاءها باستخدام أجهزة الامان التى نضمنها لهم . كلما زادت كفاءة تلك الاجهزة قلت الفرص التى تحملنا على دفع التعويضات . هذه العمارة زاخرة بالأجهزة لاننا أول من استخدم الاجهزة التى ثبتت لنا كفاءتها .
ضغطت على لوحة مفاتيح سرية مثبتة بقاع المكتب ففتحت لوحة على مجرى أوتوماتيكى على ثلاث شاشات تحكم صغيرة . وعند الضغط على ثان تم لها تشغيل الكاميرا الملحقة بمكتبها الخاص وأضاءت شاشة التحكم المركزية .
وقف الرجلان خلفها . وبعد خطة عمل لم تسفر عن أى شئ غيرعادى مسحت ميشيل مكتبها باستخدام الكاميرا بفضل نظام التحكم عن بعد وعندما تم لها ذلك قالت متنهدة :
- لاشئ . الطريق خال تماما .
ورغم كل ذلك تقدمها إيان وجوناثان فى دخول المكتب حيث بدأ تفتيشه بدقة . بدأت ميشيل تقول : إن ثلاثتهم شديدو التخوف عندما بادرها إيان بصوت مضطرب :
- ميشيل اخرجى من هنا .
- ماذا حدث ؟
كان بصدد البحث فى الدرج الأدنى بالمكتب حيث تحتفظ بالأوراق الخاصة بالمراسلات .
- قنبلة أخرى . لايبقى على موعدها سوى خمس دقائق . اخرجى من هنا .
على الرغم من دقات قلبها المذعورة التى دوت فى رأسها أملت الفتاة على نفسها التفكير . خمس دقائق . تعنى دهرا ولاشئ فى ذات الوقت . قالت بهدوء :
- ليس لدينا الوقت للاستعانة بمن يبطل عملها علينا أن نفعل ذلك بانفسنا .
انضم جوناثان إلى إيان حيث فحصا القنبلة ثم قال مؤكدا :
- إنها مطابقة لسابقتها وقد درست كل تركيباتها وتصميماتها ومواصفاتها . أعرف كيفية التعامل معها .
فقال إيان بنبرة تصميم :
- إذا لم تنجح فى ذلك نخرج جميعا من هنا قبل موعد انفجارها بدقيقة . واجابه جوناثان :
- موافق .
سألته ميشيل :
- أين مكان المفرقعات ؟
كانت المشكلة متمثلة فى أنه إذا كان عدوهم قد أتى بمواد متفجرة على مثل مستوى تعقيد الألة الزمنية فستكون المهمة شاقة إن لم تكن مستحيلة . أما إذا كانت ديناميتا أو لغما فسيسهل عليهم منع انفجارها .
أخرج إيان أوراق المراسلات رأى من تحتها سلكين أحمرين رفيعين يخرجان من الجسم المتفجر عند قاع الدرج . مد يده كى ينزعهما من أسفل لكنه قال :
- إنهما يخرجان من الجانب الاخر .
جثا جوناثان فوق ركبتيه ويديه وأدخل رأسه تحت المكتب :
- لا أرى شيئا هنا . الظلام شديد لكننى اشعر وكأن شيئا ما مثبت فى الزاية قد يكون لغما ..
قالت ميشيل :
- حاول العثور على السلكين واتبعهما حتى اللغم .
قال إيان معلنا :
- ثلاث دقائق .
عبث جوناثان عشوائيا خلف المكتب .
- هذا واحد منهما ! أين الأخر بحق السماء .؟ آه . إنه هنا !
وخرج والسلكان الرفيعان فى يده وظل عداد الألة يحسب الثوانى وبعد أن أبعد جوناثان السلكين عن اللغم تماما قال لهما بصوت هادئ إلى حد الغرابة .
- لنخرج من هنا .
- هيا بنا .
قال إيان وهو يمسك بذراع ميشيل .
التجئوا إلى أبعد بقعة ممكنة من مكتب الفتاة وكانت بئر الدرج ووقفوا هناك ينتظرون انقضاء الثوانى المتبقية . صوب إيان - أثناء ذلك - نظره إلى ساعته وهو يتمتم :
- اثنان .. واحد .. صفر ..
وظل السكون مخيما . وبعد خمس دقائق إضافية بدت لهم كالدهر تنهد إيان من الاعماق وضم ميشيل إلى صدره بكل قواه بينما خاطب جوناثان الذى وقف مستندا إلى الجدار ويداه فى جيبى سترته ووجهه بالغ الشحوب . خاطب شقيقته قائلا :
- إعجابى بعملك اليوم يفوق أى وقت مضى . وربما أى وقت أت .




* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس