السلام عليكم و رحمة الله و بركاته عزيزتى الرقيقة جدا .. فاطمة ..
حسنا ، أعترف مقرة إقرارا ، أننى كدت أن أبكى لما فى تلك الحكاية من شجن و أسى ، و كم تاقت نفسى إلى التعرف على هذا الشاب المظلوم فى الحياة ،
و ظللت ألاحق الأسطر علّى أصل إلى مصدر هذه الحكاية ، حتى شفيتى نفاذ صبرى عن طريق كلماتك " هذه الأحداث فى فيلم كورى " .. ههههههههه إن كوريا تلعب لعبتها حقا فى التأثير على عقولنا بأفلامها و مسلسلاتها الرومانسية ، فقد غرمت بالمسلسل الكورى " أيام الزهور " السنة الفائتة ..
همممم .. أجل أتحاشى الخوض فى موضوعك الأساسى !!!! ههههههههه
فاطمة ، مثلما التفتى لهذه النقطة فى الحكاية ، لماذا لم ترافقى معها فكرة أخرى " هو شاب أجرت عليه تجارب علمية جعلته مهجنا .. " أى أنه ليس بشرا بدرجة 100 % !!! و هكذا ، فإن مباح له أية مشاعر إنسانية رقيقة !!!!
ههههههههههههه ... أتحسر رغم ضحكى ..
فإن تلك الخصلة بهذا الشاب لا تتواجد إلا فى مدينة الفضيلة !!!
حسنا ، لأبادر بالمناقشة التى يدور حولها الموضوع أفضل .. بدلا من المناورة هكذا !!
ربما سبب حنيننا لهذه الخلّة " الصفة " ، هو أن العالم الآن ينحدر انحدارا ، و البشرية تتراجع بمثل معدل تقدم تكنولوجياها ، و أرى أن كلما اضمحل العقل البشرى أكثر ، كلما قلت قدرته على الاستماع و علا عويله أكثر !!
يعنى ، كلما زاد جهل الانسان ، كلما ود لو يكون هو الوحيد المتحدث و يتلقى الجميع كلماته دونما يحاول أن يسمع كلمات أخرى ، خشية منه أن ينحرج ، أن تظهر الكلمات الأخرى تلك على ضعفه و هزال حجته ..
و هكذا نحن فى علاقاتنا كذلك ، عدم الثقة فى أنفسنا ، لا تسمح لنا أن نقدم ما بداخلنا لمحبينا ، بل ننتظر ما سيبدر عنه أولا ، قبلما نتقدم نحن بما فى حوزتنا ، و منَّا من يرتضى بالبقاء فى ركن الآخذ دونما يتجه هو للعطاء !
إن هذا الشاب ، كان واثقا فى حبه ، فقدمه بجرأة ، فقدمه بإقدام غير محسور ، فى حين كانت هى متبلدة ، تخشى أن تتحدث بخلجاتها ، فلا تكون ما يريده هو !!!
و هكذا الأمر فى الحياة الزوجية ، الشجارات كلها تحتدم لأن الزوجين لا يمنحان بعضهما البعض أية فرصة للجهر بذاته ، خوفا أن يسيطر أحدهما على الآخر .. ليس محاولة للوصول إلى الحل ..
الزوجة تشتكى أن زوجها لا يهتم بما تحب ، هل سألت نفسها " هل حاولت أنا أن أهتم بما يحب ؟!! " .. و كذلك الزوج ، عندما يتسائل " لماذا هى لا ترحمنى ؟؟؟ لماذا لا تكف عن طلباتها ؟؟؟ " لماذا لا يحاول أن يوجه السؤال لنفسه " و هل أنا حاولت يوما أن أرحمها ؟!! " .....
فعلا ... الأنانية صارت تستحوذ علينا ... تحت لواء " الانسان يعيش مرة واحدة " ..... هههههههههههه بئس العالم عالمنا حقا .. و بئس المشاعر مشاعرنا حاليا ....
فاطمة ، عهدتك محاورة رائعة ، و مقالاتك مثيرة للجدل .. أحبها ... مثلما أحبك فى الله .....
أشكرك على هذه المساحة الشاسعة من النقاش ... |