عرض مشاركة واحدة
قديم 04-05-14, 08:08 PM   #1

فاطمة كرم

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة في منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية فاطمة كرم

? العضوٌ??? » 103308
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 18,261
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond repute
Toto لحن الدرويش**متميزه**







لحن الدرويش
الغلاف اهداء من صديقتي الجميلة أنثى الهوى


كان يومًا عاديًا تستمتع به على نحو غريب , تسير وسط جموع البشر كأنها نقطة في محيط هائل من الألوان , لم يرُقها هذا الإختلاف والتنافر بين الأذواق مثل اليوم , تشعر بالغربة ومؤكد جميعهم يشعرون مثلها في تلك البلاد التي تعج بالمهاجرين من جميع البلدان

الغربة ليست سيئة , لو طلب منها كيف تصف الغربة في عدة أسطر محددة كما اعتادت في مواضيع التعبير المعلبة التي اعتادت كتابتها بشكل آلي هناك حيث الوطن

ممممممم ستخبرهم بالآتي :- كيف أصفها لك سيدي المعلم ؟, هل أقول أنها نقطة انعدام الجاذبية والقيود ؟
صحيح فهنا لا يوجد ما يربطك أو يقيدك , تسبح في جموع غفيرة من البشر وأنت غير مرئي , لا يهمهم ما تفعله لا يلوكونه بألسنتهم , لا يصنفوك فجميعهم غرباء مثلك

عدلت من وضعية حقيبتها الشبكية وهي تتحسس عدة كتب ابتاعتها وبعض حبات التفاح الذي يصلها أريجه فيمنح سباحتها بين البشر طعم المتعة الخالصة ,

جذبتها صوت أوتار صادرة من بين تجمع ,

إنه مجرد درويش من دراويش الموسيقى يجلس بآلته التي لا تعرف اسمها ربما ليشحذ أو ليقدم عرضا مجانيا لغرباء يشاركوه الغربة , هي لا تعرف الآلة لكنها تعرف اللحن , كان متحدا مع لحنه كأنه لا يرى هذا الجمع الغفير حوله , أعجبتها عزلته الإختيارية , طالما أغرتها العزلة وهو الآن معتزل وسط أكبر عزلة يمكن لبشري أن يجدها , اقتربت وجلست على أرضية الطريق في مواجهته لم يرَها , فاستقبلت لحنه وشرعت له أبواب روحها ربما تنالها عزلته فتدلف إلى صندوق الروح ولا تفتح لأحد مجددًا , وياليتها ما فعلت !

هاجمتها الرائحة الشهية لكعك والدتها , فتلفتت حولها لا أحد يتجول ليبيعه , مهلًا ! إنها تنبعث من بين طيات لحنه كأن الكعك سيخرجه مخبوزا من بين الأوتار ! , تلك الطفلة التي قفزت من أفكارها لترقص بجانب الدرويش .. فاجأتها ,
كانت تجيد الإحتضان لم يكن يسعدها أكثر من حضن والدتها وصديقتها الأثيرة , هذه اللهفة التي تنتابها عندما تتكوم بكاملها جانب قلب أحد ما كانت هي ما تعيد لها ابتسامتها , لكنهم اغتالوا أحضانهم فلم يعد هناك متسع لها وضاقت عليها قلوب من ظنتهم أحبة فما رحبت وجاءت هنا في وطن الغربة .. ما أجمله !

نهضت من جانب الدرويش دون أن يبالي , جمعت فتات الكعكة وأشارت لخيال الطفلة بأن يتبعها , أبت وازادات تشبثا بالدرويش , عادت إليها وهي تصرخ :- تريدين البقاء معه ؟ , أحب أن أعلمك أنه لن ينتبه هو فقط غارق في لحنه الحزين غير منتبه لمن يتجمع حوله يستمتع بأنين أوتاره , تعالي يا صغيرة بقائك بجانبه لن يفيده ربما لو غادرت دائرته ينتبه لرحيلك ربما يلحق بنا ويبتسم ويعيد الكعكة التي فتتها أوتاره

جذبت الصغيرة من ضفيرتها فتأوهت ومضت معها دون مقاومة وهي تلوح للدرويش الذي رفع عينيه الباكيتين مرسلًا لهما قبلتين عبر الهواء , لم تلتفت وهي تسحبها خلفها لكنها وعدته بالعودة إن استعادت كل ما اغتالوه بداخلها , أما هو فأكمل من جديد لحنه الوحيد ليتفرج عليه المزيد والمزيد

تمت

(قصة مشاركة في مسابقة قصة من وحي صورة)



التعديل الأخير تم بواسطة فاطمة كرم ; 21-01-15 الساعة 11:54 PM
فاطمة كرم غير متواجد حالياً  
التوقيع


لقراءة أعمالي (روايات- قصص- مقالات- جوابات :D ) انقر هنــــا
رد مع اقتباس