كنت أستمع بدوري إلى لحن الدرويش وأنا أقرأ كلماتك فرأيت بدور طفلة صغيرة إلا أنها ما كانت ترقص لقد كانت ترسم أحلاما لم تعرف بأنها لن تتحقق .. كانت تعبث بأقلام الزينة الخاصة بوالدتها دون أن تخمن بأنها ستعرف يوما تتزين فيه فقط لتغطي على شوقها لمن أحبت .. لم أستنشق رائحة الكعك .... بل رائحة قهوة تركية معطرة بالهال والمسك .. لها نكهة ظننت أنني نسيتها لولا أن أعادت الألحان العذبة المذاق الشهي تحت أنفاسي .. الغربة هي نقطة انعدام للجاذبية والقيود الغربة هي يا أستاذي .. هي أن يقتلعك أحدهم من جذورك ... فترى مكانها خاليا في تربة بلادك عالما بأن شيئا لن يملأه من بعدك .. قد تغرسها في مكان آخر ... في تربة أخرى ... إلا أنك أبدا لن تنسى تلك الحفرة الخالية ... التي إن كنت محظوظا .. انتهت كمثوى أخير لرفات روحك ألحان درويشك صدمتني فاطمة .... إذ أنني أرى في اليوم ألف درويش ... وأسمع في اليوم ألف لحن باكي يحمل بين نوتاته طريقا سالكا نحو صندوق روحي رائعة إذ لا أجد أي كلمات أخرى قادرة على وصف ما تفعلينه بي بألحانك توتة |