عرض مشاركة واحدة
قديم 16-05-14, 05:06 PM   #5

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


البارت الرابع


همسة:
الى الذين ينقلون و لا ينسبون الرواية لي لا احل لكم سرقتكم الادبية



متابعين الاعزاء شرف لحروفي ان تتناثر حولكم
من رحم الواقع اروي لكم هذا البارت ارجو ان ينال اعجابكم اتقبل النقد عسى ان يتطور اسلوبي فما انا الا مبتدئة في مدرستكم
شكر خاص الى صديقتي صمتي قاهرهم و ياسمين >> ميشا
على نقدهم البناء و نصائحهم القيمة
شكرا لكل من شجعني لمواصلة رسم اللوحة
شكرا لاخي جدار الزمن على خاطرته الطيبة الجميلة


أين انت ابي؟


لا تنم ابي
وعيناي تنتظر غدِ

لا تغب ابي
فعطرك مازال يتكرر بأسمك
كلما رددته بفمِ

في طفولتي

في احلامي

وفي سريرك المتعبِ



لاتغلق عيناك عن ذاكرتي
فتنام الضحكات
ويحل طمع وجعي


لاترحل ابي

حتى انسى ادمعي
وتحرسني اناملك
بقلم المبدع جدار الزمن


الفراق.....
بحر من الدموع لا يسقي قلبها العطشان , حالتها كالمجنون بل و اكثر لانها مجنونة بعقل يدرك , بعقل يعي فاجعتها جالسة امام جسده الملقى على السرير بوجه شاحب و دموع جافة و روح غائبة يحدثها الموجودون فلا تبالي تعانقها خالتها و تقبلها و لا تشعر, مخدرة الجسد و الروح.
جدتها ليست احسن حالا منها من كثرة البكاء اغمي عليها اما عمتها فحالتها لا تقل عنهما .
كيف لا و قد كان اخاها الوحيد و ربته برفقة ابنائها .
في هذا اليوم كومة مشاعر القت بها رياح القدر, من يعزي من؟
بخطوات فتاة صغيرة شاحبة اللون جامدة الملامح..ميتة القلب وكأن صقيع الصدمة اقتلع جذور الاحساس من قلبها دخلت تعزيها ربما الوحيدة التي تفهم شعورها لانها جربته اكثر من مرة القت جسدها عليها تعانقها و تبكي على صدرها الما مكبوتا حرمت من التعبير عنه و هاهي الفرصة تأتيها لتفرغ الزحمة التي بداخلها بعد ساعة من المشاعر الجامدة عادت لنوبة البكاء من جديد بوجود صفية في حظنها و اخذت كل منهما تشكو للاخرى بلغة الصمت.
الصمت احيانا يكون اللغة الامثل لحزننا فالشعور السيء لا يتناغم مع الحروف و لا يقبل التزاوج مع الكلمات يأبى صنع جمل تعبر عنه لانه يستصغرها و لا يقبل بدلا للغة الصمت
دخل خليل ليعلن وصول الغسال و يطلب من المتواجدين الخروج من الغرفة , و انسحب الكل.
بعد وقت مر طويلا على اهل الميت خرج الغسال و مجموعة من الرجال معه معلنين عن قرب اخذ الميت لان ابن اخته احمد ابو صفية وصل من المطار و دقائق و يصل للبيت
سلمى كانت اول الراجعين الى والدها ضمته و تركت لنفسها حق الوداع له فاليوم اخر يوم تراه و اليوم اخر يوم تضع رأسها عليه و اخر يوم تقبله فيه .
في ثوبه الابيض كعروس كان سيزف الى قبره كفن يلتف حول ذلك الجسد كرهت الكفن لانه يضمه اكثر من ضمها له.
شهقات و اصوات عالية ترتفع اكيد وصل احدهم ففي الجنازات نعيش حالات من ازمات البكاء ترتفع كلما جاء احد المقربين للميت كأننا نعزي حالنا بمشاركته بكائه او كأن القادم يذكرنا بفجعتنا الاولى لما تلقينا الخبر ,ما اصعبها من فجعة فبين تصديق و تكذيب نجد انفسنا محاصرين يرفض العقل تقبل الامر.
كان احمد الواصل االجديد شهقاته تملأ المكان برفقته لعبة كبيرة شقراء اللون بعيون خضراء ترتدي فستانا اسود طويلا هل هذه الدمية في حداد؟
اي سخرية هذه يا ايتها الدمية باي حق ترتدين الاسود؟ فالاسود في قلوبنا في نبضنا في سنفونية تعزف من نوتات تنهداتنا يعزفها كمان الشهقات و بيانو الزفرات و قائدها فاجعة الموت , ايتها الدمية الدخيلة ارحلي فليس لك مكان بيننا...
تقدم احمد و اخذ سلمى يشم فيها روح خاله االتائهة التي تمردت عن جسدها و رحلت و دموعهما تتراقصان في رقصة واحدة .
و دميته واقفة امام الباب لم تتحرك بَيد ان طفلة كانت تراقبها بعيون حاقدة تريد غرس خنجر فيها .
تشعر بكل انواع الالم في جوارحها لا ينقصها سوى رؤية غريمتها كي تنقض عليها و تغرس اظافرها الصغيرة او تعضها في انفها الطويل البشع ليست دمية كما تبدو لكنها في نظرها امرأة من نار تحرق كل ما تصل اظافرها الملونة اليه.
امها لا تصل الى جمالها و لا الى طولها فهذه الواقفة امامها عارضة ازياء فرنسية.
تقسم ان الجمال ليس بالشكل و انما بالطباع لماذا تحكم عليها و هي لا تعرفها كلا ستكون زوجة الاب لن تطول علاقتهما فهي نزوة عابرة كغيرها سيمل منها و يرميها في اقرب محطة
صفية البنت البريئة الطيبة بدأت تتجرد من كل رداء براءة فالظروف هي من تنسج رداء الاخلاق الذي نرتديه و المحيطون بنا يفصلونه.
قُرعت طبول الوداع و اعلن عن لحظة الفراق و جاء التابوت الخشبي يحمله اربع رجال وضعوه امام الباب , امسكت قلبها خشية ان يسقط او يرحل مع مالكه تعالت الاصوات و اختلفت المواقف فسلمى ترفض ان تسلب ابوتها في نظرها الجسد موجود اذن ابي موجود و ام علي تناجي الكل باخذها مكان ولدها و اخته زهرة تبكي و تضم امها محاولة تخفيف الالم الذي تشعر به خليل منهار و ابوه اكثر منه ام سامر تبكي بحرقة و اسماء شبه فاقدة للوعي
لكن ما تفرضه سنة الحياة اخذ الميت فوق الصندوق للقبر الى محطته الثانية لحظة لا تنسى اربعة رجال بينهم سامر يحملون الميت في صندوق و طفلة يتيمة واقفة في طريقهم بدموع خائنة تسري بدون توقف على وجهها مبللة جسمها تترجاهم بنظراتها القاء نظرة اخيرة لوحة رسمت بماء الذهب لعلها اكثر تـأثيرا من مشاهد كثيرة لينحني الرجال موافقين على اعطاء الطفلة قبلة وداع اخيرة لترتمي بدون تردد على الارض نازعة الكفن من وجهه مقبلة اياه
ابي استودعك الله
3 ايام مضت بنكهة المرارة و العذاب , كما هي سنة الحياة نوراي قلوبنا تحت التراب و نمضي في حياتنا بلا قلوب او بشبه قلب كذلك كانت حياة عائلة علي .
جالسة في غرفة والدها بعيون حمراء كـأنها كانت تنزف دما مشخصة بصرها لمكان ما تذوق مرارة الفراق و الدمع متخذ على خدها مسارا طويلا كأن الدموع لا تجف من العين منكسرة الروح كانت لتتفاجأ بخطوات متثاقلة و مترددة تمشي نحوها رفعت سلمى بصرها اليها للتفاجأ بقبلة سريعة لا خدها و همسات حنونة
صفية : لا تبكي سأهديك ابي ليصير ابا لك .
كأن الاب يهدى افكار بريئة من عقول صغيرة ليت كل احلامنا طفولية فما اجملها و ما ابسطها.
بعيون دامعة تواجه عرضا مغري فصفية تهديها والدها و تتنازل عنه لما تفعل هذا؟
صفية كانت دوما حنونة معها و لم تؤذها يوما هل تحاول تعزيتها بعرضها او تحاول التخلص من هم قد رجع لحياتها كي يغمرها بالحنان و يرحل ليتركها يتيمة مرة اخرى هي تيتمت من الاب مرة واحدة لكن صفية فقدته مرات هل عاشت في كل مرة ما اعانيه اليوم؟
اكتفت بضمها تعبيرا عن امتنانها و شكرها لعرضها الطيب الجميل.
دخل خليل بابتسامة مزيفة على وجهه : سلمى هناك اشخاص يريدون يرؤيتك.
قالت بلا مبالاة : خليل تعرف انني لا استطيع رؤية احد التمس لي عذرا
رد مؤكدا ضرورة رؤية الضيوف : لا انهم ضيوف مهمون يجب ان تريهم
قالت : لكنني لا اريد
خليل : و ان اخبرتك انهم اعمامك
تغيرت ملامح وجهها من العدم الى التعجب اعمامها ليس تمتلك اعمام تتذكر ان والدها يوما حدثها عنهم و انه لا يستطيع الذهاب لرؤيتهم و قد يلتقون بهم يوما كانت متحمسة يومها لرؤيتهم فهي كانت تسمع رفيقاته يتكلمن عن ابناء عمومتهن و اعمامهن كانت تشعر بنقص في هذا الجانب فهي لم تمتلك يوما عما , لو كان جاءتها فرصة لقائهم يومها لكانت سعيدة لكن اليوم غير لا تريد رؤيتهم فهم لم يزورو والدها رغم مرضه الشديد , و لم يكلفوا انفسهم عناء المجيء للتعرف اليها فلما يريدون اليوم لقاءها؟؟
قطع خليل عليها افكارها فامساك يدها ليأخذها الى المجلس فيما سحبت يدها في عنف قائلة:
كلا خليل , لا اريدهم .
دخلت جدتها طالبة من خليل و صفية تركهما بمفردهما, و جلست بقربها واضعة يدها على رأسها تمسح على شعرها : ابنتي , افهم شعورك فانا اكرههم اكثر منك و احقد عليهم لانهم اذوا اباك بسبب الورث , كنت صغيرة و ليس لي في الدنيا احد رأني اعمل في مزرعته فاشفق علي و عرض الزواج فوافقت ولم اكن اعلم انه اب لاربعة اولاد و بنتين و زوجته حية لكنني تقبلت الامر كان جدك يتهرب من زوجته الاولى بسبب شخصيتها المتقلبة فحبها المجنون له جعلها تهلوس بملكيتها له فكانت تحرمه خيوله , اصدقائه , عائلته , ليجد نفسه في قفص محكم فكسر القيود بتمرده عليها و تزوج بي ليجد عندي النقيض فكنت اعطيه حريته و اغدق عليه بالحنان و الاهتمام دون ان استجوبه كل ثانية دون ان احرمه ما يريد و ما يحب جعلته رجلا علي , لم يكن يشعر بالراحة الا معي فيما كانت هي تموت كل لحظة و تتعذب في كل ثانية حاولت التخلص مني بكل الطرق لكن محاولاته زادت جدك تمسكا بي و لما انجبت عليا رحمه الله
ماتت بحزنها و قهرها حزنت عليها فيما كان وجود والدك يذكر ابنائها بموتها فحقدوا عليه منذ الصغر و لم يسمحوا له بالتقرب منهم و لما توفي جدك رحمه الله نصحته بعدم قطع صلة الرحم لكنهم طردوه معللين انه يريد ورثه من ابيه و قالوا ليس لك شيء عندك , غضبت حينها لكنني تفهمت حالتهم فنحن كنا دخلاء على حياتهم لا تقطعي رحمك و تكرري خطأ والدك اسمحي لهم برؤيتك عبري عن غضبك منهم انتقمي لابيك منهم بتأنيبك لهم لو رحلوا اليوم لن يعودوا ابدا لن نراهم مجددا و لن تكون لك فرصة اخرى اعرف انك في قرارة نفسك تريدينه الا انك تكابرين.
تنهدت سلمى مقتنعة برأي جدتها و رافقتها للمجلس.
منزلة رأسها كأنها خائفة من المواجهة تسمع اصوات رجال ليعم الهدوء بدخولها .
رفعت رأسها ببطئ لتجد اناسا غرباء عنها و تسقط مغشيا عليها بعد صرخت اطلقتها.
****
وقف على الشرفة ينظر للمارين بالشارع يحاول تناسي ما مر به هذه الايام كان وفاة علي فاجعة بالنسبة له كان يرى وردته تذبل تدريجيا امام عينيه ليشهد سقوطها ذلك المشهد ما زال يتكرر في عقله يريد انتزاعه لكن لا يستطيع يوراي دموعا تحاول التمرد و يرفع راسه للسماء محاولا استرجاعها لمكانه و ساحبا كمية هواء كبيرة يتنهد عذاب ذلك اليوم , لما انزل تابوت علي امام سلمى لتوديعه .
لحظة وداع ابدية كان كلما ودع احدهم ايقن انه كالمة وداع ستقلب يوما لتصير عادو لكن اليوم يدرك ان نظريته خاطئة فالموتى لا يعودون ابدا.
تألم بشدة لان سلمى لم ترجع معهم فجدتها الحت على امها بتركها عندها و بكت بحرراة و كان نحيبها و توسلها لابيه يكفي ليتركها عندها دهرا فهو اشفق لحالها .
دخل سامر لغرفته يتذكر كل لحزة مرت عليه مع سلمى في هذا المكان و قلبه يعتصر شوقا و ألما .اخته اسماء تتجرع يوميا الم الفراق و الحزن كأن موت علي احيا فيهم موت اختهم هكذا نحن نبكي في كل موت احبائنا الذين فارقناهم .



لامارا غير متواجد حالياً