عرض مشاركة واحدة
قديم 24-05-14, 05:49 PM   #131

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي






,,

حتى هي ليست بافضل منه حالا .. شعور الغربة يداهمها ويسيطر عليها .. لاول مرة تشعر بانها فاشلة في التصرف .. وكأنها ليست هي .. لا تعلم كيف تبدأ معه حياتها .. حتى فرحتها سُلبت منها بقسوة .. تبا لذاك الفهد .. كان عقلها يحثها ان تدعو عليه حتى تهلكه .. ولكنها لم تفعل .. اغرقت جسدها بالماء تحاول ان تغسل ذرات الذل منها .. وسخ الماضي اللعين الذي يقض مضجع مستقبلها .. ماذا اخبروه ؟ هل اخبروه عن كُل شيء ؟ ام انهم انقصوا .. او لعلهم زادوا ؟



تنهدت وهي تُنزل مجفف الشعر من يدها .. تنظر للونه .. أي حماقة فعلت؟! .. كيف لم تختر هي لون الصبغات .. تبدو غريبة .. كجنية بهذا الشعر الباهت .. زمت شفتيها لتحاول رفعه واذا بها تسقط ذراعها .. تشد على كتفها بيمناها .. ويمر عليها ما حدث آنفا .. لطيفا كان .. لتبتسم بهدوء .. وفجأة تعكر صفو وجهها حين تذكرت صراخه .. غضبه المخيف ..




فُتح الباب لتبلع ريقها .. تنظر إلى انعكاسه .. لا يتكلم معها .. حتى تحية صباح لم ينطق .. يدنو منها حتى لامس بجسده جانبها الايمن .. يلتقط هاتفه من جانب العطور المصفوفة .. ناطقا : اتمنى تطلعين تسلمين ع امي ويدتي وخواتي ..




فقط هذا ما قاله وابتعد .. لتنفخ هواء صدرها .. وتقف .. ستصلي ركعتين وستقرأ سورة الكهف حتى دخول صلاة الظهر .. وبعدها ستفعل ما طلبه ..





يمر بها الوقت .. تشعر باختلاف في روحها من بعد ان قرأت آيات ربها .. وكأن الغمامة التي سيطرت على عقلها تبعثرت .. تبخرت وتلاشت .. وها هي ترفع كفيها لخالقها تدعوه أن يكن معها .. أن لا يتركها ابدا .. وأن يغفر لها زلاتها صغيرة كانت او كبيرة .. تمسح وجهها بكفيها وتطوي سجادتها بعد ان سمعت نغمات طرق على الباب .. لتخرج بهدوء الى الصالة ومن ثم الى بابها لتفتحه ..


تُستقبل بالقبل والتهاني من شامة ومن ثم من كنة : الله يبارك فيكن .. حياكن ..



قالتها بخجل .. حياء لفها لا تعلم لماذا .. لتحتضنهن كراسي الصالة القطنية بعد برهة .. الصمت يلفهن .. لا يجدن حديث قد يجمعهن .. لتقف بهدوء : ايبلكن شيء تشربنه ؟



تمسكها كنة وتجلسها : مانبي شيء .. طمنينا عليج ؟ .. امس فالعرس حسيتج خايفة ومتوترة .. حتى ما كنتي تردين علينا .. وسمعت امايه العودة تقول انج تعبانة .




تبسمت : انا بخير .. بس تدرين لازم الوحدة تخاف فمثل هاليوم ..




" بس مب بهالشكل " .. قالتها كنة والتفتت لشامة الصامتة : ليش ساكتة وكانج ما تعرفينها ؟



بخفوت نطقت وهي تنظر للارض : مادري .. بس مستحية منها ؟




" ما بينا شيوم " .. واردفت وهي تقف : بطلع وياكن اسلم ع امكن ويدتكن .. بغير ملابسي وبطلع ..



لتقف بعد ان خطت خطوتان .. تلتفت : اممم .. في رياييل فالبيت ؟



-
لا تخافين ما في حد .. خذي راحتج .


قالت جملتها وما ان ابتعدت ريّا عن المكان .. التفتت من جديد لشامة : مستحية ؟ .. شاموه انتي بعدج زعلانه منها ؟




زمت شفتيها ومن ثم نطقت : مب سالفة مستحى .. بس احس اني زودتها وياها يوم اتصلت علي اخر مرة .. ظلمتها .. فيج تقولين مالي عين اطالعها .. هي كانت وياي مثل اختي واقرب بعد من اخت ..




تنظر إلى كنة : تبين الصدق حاسة بغرابة ان الدكتورة اللي اتعالج عندها صارت حرمة اخوي .. تعرف كل شيء عني .. اصغر الاشياء فحياتي تعرفها .. هالشيء يخليني متوترة وانا وياها ..



يصلها الحديث قبل ان تخرج من غرفتها .. تقف تستمع وتبتسم بخفوت .. خطت للخارج : شامة .. اللي بينا يبقى بينا .. وهني انا حرمة اخوج مب طبيبتج .. حطي هالشيء دايم قدامج وانتي بترتاحين ..




حدقت بها .. مختلفة بالبس الاماراتي "المخور " .. تعودت ان تراها بالملابس الضيقة .. بالشعر البني القاتم .. بالمكياج العميق .. اليوم هي بطبيعتها أكثر .. الا من ذاك الشعر .. لتقول وهي تقف : ريا .. ترى صبغة شعرج مب شيء.




"شامة " قالتها كنة باستهجان واردفت وهي تنظر لريّا : ما عليج منها ..



-
هي دايم تقولي كوني صريحة .. وهذا الصدق .. ترا حتى شبيب ما تعيبه هالالوان فالشعر .. يعني الخصل وايد فاتحة .



رمقتها كنة بنظرات أن اسكتي .. كُفي عن وقاحتكِ .. ولم تشعر الا بتلك تضحك .. تمسك خصلة من شعرها : ترى حتى انا متفاجأة من اللون ..



بشيء من التردد قالت : اخوكن عصبي؟




" هااا " .. نطقت بها كنة .. لتتوتر من ملامح وجهيهما .. وتبلع ريقها وكأن بها اجرمت في حقه .. لتبتسم شامة : ليكون عصب عليج ؟ .. ترى اذا قلتي هيه ما بصدقج .. عاد شبيب يعصب ومني والطريج مستحيييل ..




تدنو منها كنة تمسك بمعصمها لتخطو معها نحو الباب : شبيب طيب وحنون .. مب لانه اخوي بقول عنه هالكلام .. لا .. وفنفس الوقت ما يرضى على الغلط .. يوم يعصب ما تعرفينه ابد .




تقف تترك يد ريّا لتفتح الباب .. وتلتفت لها : عامليه بالطيب وبيعاملج احسن منه .. انتوا بعدكم ما تعرفون بعض .. كل شي صار بسرعة حتى يلسه مثل اي اثنين بيعرسون ما صارت بينكم .. بس صدقيني اخوي ما بتحصلين مثله .. وانتي من كلام شامة عنج باين انج والنعم فيج ..




هزتها تلك الحروف المكونة لكلمات كثيرة تجهل وجودها .. تطرحها في قالب من الاسئلة وسؤال يتبعثر وجدا .. هل سيرضى عنها إن عرف ؟ .. مشت بمعية شقيقتيه وكأن بها مغيبة .. حتى ما ولجن للصالة وجاءها صوت كنة : أوه العريس هني .




حتى رمشت وابتسمت على مضض .. تخطو لتقترب من تلك العجوز المرحبة بها .. تقع على رأسها مقبلة .. ترد على تهانيها بفرح تصنعته .. ترتفع من انحناءها على صوت شمسة تطالب ابنتيها بوضع الغداء .. تتحرك بتوتر .. تقبلها وتسأل عن حالها .. ليأتيها صوتها : مبروك ..




استشعرت الجفاف في نبرتها .. مغايرة تماما لنبرة تلك العجوز التي عادت تناديها لتجلس بجانبها .. وهو أكتفى بالصمت تخونه عينيه فينظر ناحيتها .. تبدو خجلة .. وبريئة وجدا .. وابتسامتها وجلة .. حتى أناملها التي تشد عليها جدته بين كفيها كانت تشده .. يستمع لثرثرة العجوز لها .. توصيها به خيرا .. ليبتسم مطأطيء رأسه .. ويرفعه على دخول هاشل المفشي لسلام .. والمتقدم من ريّا يمد لها كفه : مبروك حرمة اخوي ..



تصافحه وتبتسم : الله يبارك فيك ..



يتركها ويجلس بجوار شبيب .. يهمس له : حرمتك غاوية ..




لينفجر ذاك ضاحكا .. تتحملق الانظار ناحيته .. وتسمرت نظراتها هي على وجهه .. ملامحه الضاحكة .. انحناءه على شقيقه يهمس له بشيء في اذنه .. والاخر ينظر إليها لتستشعر أن الحديث عنها .. فتغض نظرها .. يزداد تنفسها .. ودقات فؤادها باتت تخنقها .. ترغب بالنهوض والابتعاد خلف الجدران .. كُل شيء لم تألفه بعد .. لينطق هاشل محطم اسوار تماسكها : يقولج شبيب لا تستحين ترا محد غريب هني ..




لتنهرهما تلك العجوز : شو بلاكم ع البنيه .. شبيب هذا وانت العاقل طايح مساسر وييا اخوك .. استحوا ..



" يدوه ما قلنا شيء " .. واردف : شبيب هو قالي اقول .. يقول بعد ..




" بس " صرخت بها شمسة واردفت : لا تقول ولا يقول .. عندك كلام لحرمتك تكلم وياها بروحك ..




تحوقل شبيب .. واكمل : شو بلاكن شبيتنا علينا .. نباها تتعود علينا .. شوفنها ساكته ومندسه ..




رفعت وجهها ناظرة إليه .. وبخفوت : بعدني ما تعودت .. هذا اول يوم ..




تربت تلك العجوز على كفها : ما عليج منهم .. شوي شوي وبتتعودين ..




يقتحم المكان صوت شامة تدعوهم للغداء .. وضع في الصالة الاخرى .. ليقف الجميع .. وتتفاجأ هي بكفه تمسك كفها .. ارتعشت خلاياها لفعله .. وتزايدت نبضات قلبها لصوته الهامس في اذنها : السموحه اذا ضايقتج .. كان قصدي ادخلج ويانا فالسوالف ..




ملامحها جمُدت .. ولسانها تشعر به ثقل .. تمشي بجانبه حتى ما جلس جلست وكأنها التصقت به دون ان تشعر .. الجميع اختفى هي فقط موجودة .. هذا ما احست به .. لم تسمع صوت شبيب السائل عن كلثم .. ولا صوت شامة المجيبة له بانها لا تزال نائمة .. حتى الهدوء الذي طال المكان لم تشعر به .. تمد يدها وتأكل كأن هناك من يحركها .. تزاحم شبيب على مكانه في الصحن .. يدها تاخذ من امامه .. جعلت الانظار ترمقها كل حين .. وهو يكف يده حتى تبتعد يدها .. شعر بالخجل من فعلها .. لتنتبه على صوت شامة المنادية لها .. ترفع نظرها وتبتسم .. لتنطق الاخرى : ترى الصحن عود .. اخوي مب عارف ياكل .




لم تفهم الا حين نظرت للصحن ومكان اكلها .. تتمنى ان تختفي .. ان لا توجد بينهم .. شتت شامة نظراتها بعد ان رمقها شبيب بنظرته .. عاد الهدوء لبرهة .. واذا بهاشل ينطق : الحين اللي يعرسون ياكلون من مكان واحد ؟




رباه في اي موقف وضعت نفسها دون ان تشعر .. اختنقت بانفاسها .. واذا بها تقف : الحمد لله .




وانسحبت من المكان .. لتعاتب شمسة ابنتها وابنها : الحين ما حلالكم الكلام الا ع الغدا .. وانتي ما ترومين تسكتين الين تخلص اكلها .. اخوج راضي انتي شدخلج ..




" تغدوا ما صار شيء " .. قال جملته وتابع تناول الطعام .. اما الاخرى ما ان ابتعدت عن الانظار حتى هرولت تغالب خجلها .. تلج الى دورة المياه ( اكرمكم الله ) وتردد وهي مستنده على الباب بظهرها : غبية .. غبيه .. غبيه ..




لتتحرك تغسل كفيها . تنظر الى وجهها : اووف .. شو صارلي ؟




ياتيها صوت طرقات خفيفه على الباب ومن ثم صوته : ريا .. انتي بخير ؟ ادري انحرجتي بس شيء صار وخلاص ..




وقبل ان يكمل حديثه استوقفه صوت هاتفه .. يدس يده في جيبه واذا به يبتسم .. ويبتعد بخطواته عن الباب .. تسمع صوته به فرح .. وتهاني زاد في اغداقها على المتصل .. ومن ثم يختفي كُل شيء .. صوته وهو ..





هدأ المكان وهدأت روحها قليلا .. فلا يزال بها شيء من حرج .. لا تعلم كيف اوقعت نفسها في ذاك الموقف المحرج .. تنهدت وخرجت تبعثر انظارها في المكان .. لتخطو نحو " الكنب " الطويل والوحيد في الغرفة .. تجلس بهدوء ويعانق كفيها بعضهما .. أتاها صوته مناديا باسمها فجفلت .. لتنظر إليه : لبيه ..




خرجت من فيها بحياء .. ليبتسم : عقب العصر بنروح السوق .. بنت عمي يابت ولد ونريد ناخذلهم هدية .. لان عقب المغرب بنزورهم ان شاء الله ..



-
ليش ما تروح وييا وحده من خواتك ؟



صمت لبرهة يتفرس فيها .. لا يعرفها .. مرة خجلة .. ومرة أخرى تكن واثقة .. وتارة ضعيفة وتارة اخرى يستشف فيها القوة .. ابعدت نظرها عنه .. ليصلها جوابه : ما طاعن .. يقولن بيسون عشا حقهم .. وقاللي اخذج وياي .





اذا لم تكن انت المقترح الامر يا شبيب .. مجرد احتياط بالنسبة لك .. ما بالك يا ريا ؟ .. أتشعرين بالغضب لانه لم يفكر بك .. هل امسيتي ترغبينه لك ؟ .. آه كم امقت تعلقي السريع بالاشخاص .. وطيبة قلبي كرهتها ..





يخرجها من افكارها صوت تلك الصغيرة وهي تقتحم المكان مرددة اسمه مرارا : شبشب .. شبشب .. شبشب ..شبشب ..




ليلتفت لها : هلا بكلثوم حبيبة قلبي .. ينحني يحضن وجهها بكفيه .. ويقبل وجنتيها مرددا : ما شفتج اليوم .. اشتقتلج .. كل هذا رقاد ؟




لترد عليه وهي تمسك بيده تطوحها بطفولية : اصلا ما رقدت الا عقب ما طلعت الشمس .. وكل شوي شاموه تصارخ علي .. انزين الرقاد مب بالغصب ..




لتترك يده متقافزة امامه بفرح : صح عمو جابر صار عنده نونو ؟




وتزيد من قفزاتها : اريد اشوفه .. اريد اشوفه .. بتاخذني صح ؟



يمسك كفيها الصغيرين : باخذج بس بشرط .. تروحين تتغدين وتخلين شامة والا كنه ايهزنج .. واذا بغن منج شيء تسوينه .. اوكي ..




" اوكي " .. صرخت بها لتهم بالخروج جريا واذا به يستوقفها ممسكا بها من وسطها .. يديرها باتجاه ريا : ما سلمتي .




ويمشي يدنو من تلك .. حتى اوصل وجه كلثم لوجهها .. فتحتضن ريا وجهها الصغير تقبلها .. وسرعان ما ينزلها وتجري مهرولة للخارج .. وينطق هو : هذي كلثم بنت ولد عمي .. موصيني عليها قبل لا يموت ..




" الله يرحمه " .. تمتمت بها وقد استوقفتها لمحة حزن في عينيه .. كيف انقلب فجأة بين فرح مع تلك الصغيرة إلى حزن جعله يهرب منها الى صالتهما .. غامض هو بالنسبة لها .. هل ستسبر اغواره يوما ؟ ام سيبقى الكتمان رفيقهما ؟ ..



,,


يُــتــبــع |~












لامارا غير متواجد حالياً