1* من انا؟ اوحت الغرفة على الرغم من بساطتها بالطمأنينة والسلام وكيف لاتكون كذلك، وهي التي كانت مفرا له من الكابوس الذي كان يعيشه ولقد استطاع في الايام القليلةالماضية ان يمعن النظر في تلك الغرفة ولكنه الان وبعدما راح جسده يتخذ عليه مطالبا ادراك كم هي ضيقة.كانت جميع الراهبات اللواتي اتعنتين به وخدمنه حتى اعدن اليه صحته رائعات حقا. ومع هذا، كانت تلك بيئتهن لا بيئته، فهن قد اخترن العيش زاهدات بالحياة مكرسات انفسهن في خدمة الله واتباعه من الانسان.كأن يأتيه في بعض الاحيان حس باطني يؤكد له ان هذا النمط من العيش بعيد عن النمط الذي اعتاد عليه. كأن يتألم كثيرا حين يحاول تحديد هويته ولم تستطع العناية واللطافة التي حظي بهما من تخفيف كآبته الناتجة عن عجزه عن تذكر اي شيء قبل تحطم الطائرة، وعلى الرغم من ان الطبيب اخبره بأن حالته لم تكن غير عادية وان ذاكرته ستعود اليه في اي وقت، فقد شعر بأنه بدأ يفقد الثقه بتشخيص الطب.لقد اخبروه بحادث الطائرة. وكان عاش كوابيس عدة عندما نقل الى مستشفى الارسالية الواقعة في الجبل وكان عليهم ان يخبروه بأنه لم ينج احد سواه. بدا هاذيا ودهشا وكان ينضح عرقا كلما سمع ازيز طائرة تحلق في الفضاء. الا ان هذا الخوف لم يلبث ان راح يقهقهر تدريجيا ليحل محله شعور بالراحة رافقه فضول زائد.لم يستطع في البدء فهم لغة الراهبات ولغة ذلك الطبيب الاسمر الوجه، ولكنهم عادوا فاستخدموا الانكليزية الركيكة ليشرحوا له ان الطائرة قد احطمت عندما كانت تجتاز منطقة الانديز في امريكا الجنوبية وان المستشفى واقعهفي جبل قابع في مقاطعة مونترفيرد. وهي قرية صغيرة برتغالية اللغة تحاذي بولفيا والبارغواي. |