[Mai sherif]

" وحشتني"...
اطالع تلك الكلمه المكتوبه برساله نصيه على هاتفي قرابه الساعه .. بذلت مجهودا لا يوصف في كتابتها.. وابذل اضعافه في قرار ارسالها.. اليوم ..ادخل اليوم الرابع منذ يوم شجارنا .. الذي انتهى بقرار اسامه .. الابتعاد لفتره ..لدراسة ابعاد الموضوع .. اربعة ايام ..لم يهاتفني .. لم يرسل رساله واحده.. ولم نلتقي .. شعور الاشتياق .. يجتاحني بطريقه زلزلت كياني .. نعم ..تمكنت من تحديد اول انواع المشاعر .. تلك التي تمكن اسامه من اكتشافها بي .. اشتقت اليه .. لجنونه ..عطفه ..رقته ..حتى سخريته .. وكأنني لم اعش قبلا الا به .. وان مامضي من حياتي .. محي بوجوده.. غربة مشاعر اعيشها بدونه.. وارض قاحله ايامي بغيابه ... لا أصدق انني اوصلته الي طريق سد .. ليس له مخرج .. وضعت نفسي وهو .. بمفترق طرق سخيف ..لكنني لست ملامه كليا ..له الحق بالغضب والانفعال .. لي مبرري.. عشت مامضى من حياتي .. اتعامل مع الجنس الاخر بطريقه رسميه ..ومشاعر جامده .. عمرا انقضى .. وانا اسير على ذات النهج .. وبين ايام ذاك العمر ..ظهر هو ..ليحاول مرارا .. تحطيم اسواري العاليه ..هو تمكن بالفعل من التسلل الى قلبي .. لكني عاجزة غن تخطي حاجز طبيعتي .. احتاج الي الوقت ... المزيد من الوقت ... او هكذا خيل لي.. كلماته الاخير قبل مغادرته .. حركت شي ما داخلي .. اوله الاشتياق .. ولا اعلم نهايته .. تدرج مشاعري نحوه ..يرشدني الي نهايه الطريق ... لاتغاضى عن ما اراه .. و اركن الي ترك الامور دون استعجال .. مادار بيننا في اخر حوار ... لازال يكرر في جنبات عقلي .. وكأنه قام بنحته على جدران العقل .. كي لا انسى.. ما وصلت اليه علاقتنا ....

" من غير عياط يا ندا .. نفسي اتناقش معاكي .. وتفهمي قصدي.."..
" انا قولت ... قولتلك قبل كده ..محتاجه وقت.. وانت قولت هتصبر .. ايه الي.. الي جد؟.."..
" الي جد اني تعبت ..تعبت بجد يا ندا .. وانت مش حاسه بيا .. "..
" انا ..".
" متقطعنيش يا ندا .. واسمعي كلامي للاخر.. احنا نعرف بعض من اربع شهور .. اربع شهور .. حاولت اوصلك بكل الطرق .. حاصرتك بكل الوسائل.. غلبت معاكي ..كل ده عشان عاوزك تحسي بيا .. بمشاعري ناحيتك .. بمدى اهميتك في حياتي ... اديت كتير قوي .. وملقتش منك الي يرضيني .. وانا بصراحه .. تعبت.. مش انانيه مني .. بس نفسي احس بأي تغير فيكي ناحيتي .. نفسي اشوف تغيير واحد .. واحد بس ..وهرضى .. انما انت .. غامضه .. ومش واضحه.. انت بتتعاملي معايا وكأني عدو ليكي .. نديه وعصبيه .. وانا .. تعبت .. تعبت ومش قادر..."..
" قصدك ايه.."..
"يعني نبعد .. فترة ..نحدد فيها اولويات العلاقه .. ونقرر بعدها.."..
"نقرر ايه!!.. انت بتتكلم جد.. انت مفكرنا مخطوبين .. وهي دبله الي بينا .. احب افكرك .. الي بينا يبقى عقد جواز .. يعني انفصلنا يبقى طلاق .. مستوعب حجم الكلمه.."..
" انت عمرك ما هتفهميني..نقرر ايه الي بينا .. مجبتش سيرة الطلاق .. انت حتى مش عارفه اهمية اي خطوه بنمشيها في مستقبلنا .. للدرجه دي مش واثقه فيا .."..
" انت الي قولت نقرر.."..
" وانت متسرعه ..نديه ..وعدائيه ..دا غير انك معدومه الثقه في الغير.."..
" انا مش كده.""
"تمام.. يلا .. هروحك..".
" مخلصناش كلامنا.."..
" انا قولت الي عندي... فكري ..وقرري.. وفكرة الانفصال ... شليها من دماغك .. انا راجل قد كلمتي.. حتى لو عيشتي معاكي .. هتبقى بالوضع ده .. انا الي اختارتك .. وهتحمل نتيجة اختياري.."..
" اسمعني ..."..
"عندي شغل مهم .. يلا بينا .."..
" اسامه.."..
"بعدين يا ندا .."..
"لا .. انت كمان عاوزة اقوال حاجه .. من حقي .."..
" طول ما في نديه في كلامنا .. مش عاوز اسمع حاجه.. يلا ورايا شغل مهم.."..
" انت كده اناني.."..
" ندا .. مش دلوقتي.."..
" لا .. دلوقتي ..x انا مش وحشه للدرجادي .. ولا انانيه .. انا واحده عاشت سنين عمرها .. مشاعرها لوح تلج ..وانت جيت .. ودخلت حياتي ..ولخبطت كل حاجه جوايا ... محتاجه وقت ارتب فيه نفسي .x وانت مش مديني فرصه .. مش انانيه يا اسامه .. انا مش انانيه .."..
" ارتحتي.."..
" لا ... انت مصورني اني بارده .. انا اول مره في حياتي اجرب المشاعر والحاجات دي .. تبقى معاك انت .. ارض وانت الي هتزرعها .. وهتحصدها .. وهتتمتع بانتاجها .. انا الارض دي .. انا الي عمري ما حسيت اهتمام زي اهتمامك .. ولا حب زي حبك .. انا الي اكتشفت فجأه.. اني بنت .. ليا مشاعر .. وممكن اتحب .. وممكن اكون محور حياة حد .. كميه حاجات اتبدلت جوايا .. وصراعات .. ومشاعر مكنتش اعرف انها عندي .. بدات تبان غير في وجودك .. بس مشكلتي .. مبعرفش اعبر .. بتكسف .. مش مستوعبه ..مش مدركه لوجود حاجه زي كده جوايا .. انا .. الي كل عمري حاطه نفسي في خانه اللامباله .. ومشاعري ديه.. مكنش موجود منها الا الحزن والفرح بس .. كل ده بيظهر لي فجأه .. وانت بتطالبني بأني ابدلك نفس شغفك وحبك .. لا .. وبقولهالك .. انا مش سطحيه ولا تافهه .. انا بفكر الف مرة قبل ما اتحرك .. عاوز حد تلومه ... لوم مجتمع وجيل بحاله .. لوم تربية غلط ..كبت ..وحرمانيه .. وغباء فكري متأصل .. لوم وعاتب في ده كله .. وبعدين ارجع لومني .. لو عتابك اثر في الي فات دا كله ..يبقى اعرف اني انا كمان هتغير بالسرعه نفسها الي هيتغير بيها كل الي فاتوا .. غير كده اوعى تفكر تتطلب مني اتغير بين يوم وليله ... اوعى .."..

اوصلني للمنزل .. طوال فترة القياده .. لم نتحدث . وكاننا ..اتفقنا على ما تبادلناه .. رغم بروده الاجواء بيننا .. الا انني .. اشفقت .. ام شي اخر .. فل يكن الان اشفقت.. اشفقت عليه من تصرفاتي .. ليس خطأه بالكامل .. وكذلك ليس خطأي .. نحن ضحايا مجتمع .. عنصري ..شرقي .. اتخذ الدين حجه ..ليقتصر به دور الانثى . ويكسر شوكتها .. مجتمع اخطأ في افكاره .. ورغم الخطأ .. تناقلته الاجيال
بفخر وعزه ..من جيل لجيل .. ومع مرور الوقت ..ترسخت الاخطا ..لتتطور الي معتقدات .. ومنها الي اعتناقات .. فمحرمات ..مجتمع شرقي متخلف .. وعذرا على اللقب الذي يستحقه بجداره .. تخلف في دراسة افكاره .. ليظلم بها ويقرر ويعبث بحياة الاناث .. كسلعه تعرض فقط للزواج ..دون اي شئ اخر ..

من ذاك اليوم .. تجدد اكتشافي لكم المشاعر التي احتلتني... اشتياق .. وحنين .. وغيره ..لا اعلم ماذا ساكتشف بعد .. لكن فكرة الابتعاد اتت جزء من ثمارها.. وبما ان فكرة الانفصال غير قابله للطرح .. هذا اراحني اكثر . بت متعلقه به .. ولا اريد الابتعاد اكثر .. اتشوق لاكتشاف المزيد مني .. ذلك المختبئ تحت طيات الزمن .. متحمسه .. لنفض غبار الزمن المتراكم .. لا كتشف المزيد والمزيد بداخلي .. اريد ان اسجد لله شكرا .. انني انثى... اريد ان اتبختر فخرا .. بميزة حباني بها الباري .. اريد ان اشعر الكون بانني انثى عربيه .. وافتخر .. اتوق لحريه العقل .. لحريه المشاعر .. لحريه التفكير ..لحرية التعبير .. للمساواة بين الرجل والمرأه ..لكن بشرع الله .. لابأفكار باليه .. اكل عليها الدهر وشرب .. ليتقئ افكار عقيمه ..مقيته ...
في غمرة تحرري .. اتخذت قراري .. حان الوقت .. لاطلق مشاعري .. لتحوم حولي .. كفراشات الليل المضيئه .. تنير دربي .. وتتدلني .. على نهر السعاده .. لانهل منه دون اكتفئ .. دون ملل .. ولا كلل .. ودون تردد...ارسلت الرساله .. وانتظرت الرد ... ومرت مده ..دون رد .. ولا حتى تقرير استلام الرساله .. قلق بسيط انتابني .. لارفع الهاتف .. للاتصال به .. ( الهاتف الذي طلبته قد يكون مغلقا) ... عاودت الاتصال اكثر من مره ..ليطالعني نفس الرد .. عرق ينبض بعنف في جاني صدغي .. وعرق بدا بالتجمع فوق جبهتي .. ونبضاتي تتسارع بقلق .. قلبي منقبض .. واعصابي على المحك ...
طرقات على باب غرفتي .. اخرجتني من توتري اللحظي ..فتحت الباب .. لاجد حسن ..وبجانبه عمر .. طلبا التحدث الي .. ليزيد النبض المزعج ..وتتعالى وتيرة انفاسي .. ما ان جلسا الي الكنبه المتواجده بالغرفه .. واحتللت ان مقعد المكتب ..

" مالكوا ... وشكو مش طبيعي"..
مفيش .. بس حسن عاوز يسألك عن حاجه.."..
" في ايه يا حسن؟.."..
" مفيش .. بس اصل .. اصل .."..
"اصل ايه .. في ايه .."..
" اهدي .. احنا لسه مش متأكدين "..
" من ايه .. انطق يا حسن.."..
" هووووف .. المكتب الي .. الي اسامه بيخدم فيه ..انضرب من شويه ... واحنا مش متأكدين اذا كان اسامه هناك ولا لاء.. متقلقيش.. هنوصله.."..
" لا هو مش هناك .. هو قالي انو مسافر في مأموريه .."..
" لا ماهو .. ماهو ماسفرش.. كنت عنده شغل واتلغى .."..
"انت بتقول ايه .. هو كان هيقولي لو اتلغى.. انت ملخبط بس.."..
" لا يا ندا .. اسامه كان معانا امبارح باليل .."..
" فعلا كان معانا يا ندا.."..
" لا .. لا .. انت بتخرف .. صح يا عمر .. قول انو بيألف .. قولوا حاجه ..متسكتوش كده..."..
" اهدي ..اهدي يا ندا ..ان شاء الله خير . "..
" اهدى ايه .. انتو قاعدين كده ليه .. انا هروح له حالا .. "..
" تعالي هنا بس.. لازم تهدي.. "..
" اسامه ..لا ..انتوا بتضحكوا عليا ... صح .. بتهزرو ..هو واقف بره ...قوله يدخل ..انا كنت غبيه معاه .. دخله وانا هريحه ..عمر قوم انده له ..بليزز .قوووم.. متقعدش كده. "..
" ندا .. ندا ... فوقي .. ندااااا....."...