فتابع يقول بقسوة :
اخبرتنى انك كنت تعرضين لوحات للبيع فى متجر والدها صباح يوم
السبت . لم اشا ان اصدقها . لكنى اطلب اليك الان ان توضحى لى
الحقيقة ؟
تشبثت بشرارة الغضب التى اندلعت فيها فجاة وقالت حانقة :
لم اكن اعرض لوحات للبيع ولايحق للورا تنسون ان تقول للك ذلك ,
كان يجب ان ادرك انها ستركض اليك بالخبر لكونها واحدة من صديقاتك
الحميمات !
اخرسى ! تذكرى انك مجرد سكرتيرة لى وهذا لا يخولك انتقاد
اصدقائى !
اجابت بتعثر وشبة اختناق :
لكنك تعطيها الحق بان تنتقد اصدقاءك ! الا اعتبر ابنة خالك ؟
من المفروض ان تكونى قريبتى ... اجل , هذه حجة جيدة وسادخل
فى تفاصيلها عندما اجد الوقت للقيام بتحريات كاملة حولها . لم تقصد
الانسة تنسون ان تنتقدك شخصيا . قالت فقط انها سرت لرؤيتك
ةاعربت عن املها فى ان تتكلل مهمتك بالنجاح . انما ازيدك الان
يا عزيزتى ليزا ان تطلعينى على حقيقة القصة .
لايجب ان تصغى باهتمام الى كل ما تسمعه . لقد تدخلت لورا بما لا
يعنيها .
لا تدخلى لورا تنسون فى الموضوع !
اخبرتنى انها تشعر بالوحدة لانك سافرت الى لندن .
ليزا , هل لك ان تصمتى ؟ لست مهتما بما قالته .
بل يهمك ذلك فانت تردد اقوالها عنى وتقذفنى بها عمدا .
وعلى حين غرة , اظلمت السماء فى الخارج وتبع ذلك قصف رعد
قوى , حتى هذه اللحظة كانت الحرارة خانقة منذ الصباح وحين التفتت
صوب النافذة رات قطرات المطر الاولى تضرب الزجاج . قريبا ستتحول
الى سيل جارف برافقة مزيد من الرعد .اجتاحت جسمها النحيل رجفة
تلقائية . انها لاتخاف العواصف الا اذا رافقها برق ورعد , لكن ما يخفيها
اكثر هو احتمال ان يكتشف سيمون ما تعانيه من خوف داخلى مزلزل .
وفى محاولة منها لضبط اعصابها قلصت يديها على حافة المكتب فابيضت
مفاصل اصابعها لفرط المحاولة .
حدق سيمون فى يديها المتقلصتين انما اخطا فى تفسير السبب اذ عاد
يرمق وجهها ويقول :
لقد توسلت البائعة ان تاخذ تلك اللوحات . هل تذكرين ذلك ؟
ما كانت لتاخذهم لو لم تتاكد من جودتهما . ثق انى لم اضطر الى
التوسل .
ليس هذا المهم . تهمنى خلاصة الموضوع وهى انك فى ضيق مالى .
كلا , لست كذلك .
بل ستقبلين بزيادة الراتب !
تاججت عيناه الداكنتان ورن صوته كالفولاذ فى ارجاء المكتب متناغما
مع هدير العاصفة فى الخارج .
كان الرعد يقصف من بعيد ثم اجفلت ليزا حين لمعت السماء فوق
البناية . يجب ان تهرب قبل ان تشتد العاصفة ويفتضح امرها
هل انت خائفة ؟
ترددت خجلا من جبنها ومن نظرته المتمعنة . اجابته وهى تتنفس
عميقا وتحاول التحكم باعصابها :
بالطبع , لست خائفة .
اذن لنعد الى قضية الراتب .
لا اريد مطلق زيادة يا سيمون . امى فنانة موهوبة وهى ترسم منذ
سنوات وتبيع لوحاتها . فكرنا فى المخزن كسوق جديد وليس فى ذلك ما
يدعو الى الخجل .
احس بوجود لغز ما واعتزم التوصل الى حله . فحدسى لا يخيب ابدا
يا عزيزتى ليزا ... اذا ارادت سيدة ما ان تبيع شيئا برضائها التام فهى
تبيعه بنفسها بدل ان ترسل ابنتها الصغيرة لتقوم بالمهمة عنها .
انا لست بنتا صغيرة .
الم يترك لها سيلاس مالا على الاطلاق ؟ لم يوصى لها بشىء فى وصيته
انما كان بامكانه ان يؤمنها بطريقة اخرى .
قلت قبلا لم يترك شيئا .
اخبرتنى انه لم يدفع لك زيادة الراتب على حدة , انما لم اذكر
وضع امك .
قطبت محتارة وعجزت عن تذكر ما قالته له بالضبط , يا له من ثعلب !
|