لقد اخفقت فى اختيار الزمان والمكان المناسبين . لابد انى بدات افقد
مهارتى . فى المرة المقبلة لن اقع فى هذا الخطا . انا واثق من شىء واحد
هو انك لا تنفرين منى يا ليزا .
اجفلت اذا استطاع بهذه الكلمات ان ينتشلها من جمودها . رات فى
عينيه نظرة عميقة القرار حركت خفقات قلبها واثارت فى اعماقها خوف
غريبا .يبدو انه توصل الى استنتاجاته الخاصة بالنسبة الى خبراتها
العاطفية السابقة . ارتعدت بردا بالرغم من حرارة الجو وحرارة قلبها
اذا عاد القرار اليها فلن تكون هناك مرة اخرى ... نواياه واضحة ,بل هى
واضحة منذ لبداية وهى الملومة لانها عمت عنها ... انه جذاب ايضا الى
حد الخطر وواثق بالتالى من الوصول الى غاياته . هل كان هذا ما تقصده
عندما تحدث عن الاتفاقات ؟
كم يخيفها سحره هذا الان تعقلها يخونها حالما تصبح بين ذراعيه ...
قبل ان يتمكن من ايجاد فرصة اخرى عليها ان تجد طريقة لترك الشركة
نهائيا ... فى الوقت الحاضر ,قد يكون من الافضل ان لا تفعل شيئا من
شانه ان يثير شكوكه .
انسحبت باحتراس من بين ذراعيه ونظرت صوب النافذة . ثم
اغتصبت ضحكة قصيرة وقالت :
لقد هدات العاصفة . قد تنجح الاساليب العتيقة فعلا , اما الان
فعلى ان اعود الى بيتى .
لدى موعد عشاء لكنى ساتمكن من ايصالك . لااريدك ان تتعرضى
للبلل
لم يكلمها سيمون كثيرا بعد مغادرتهما المكتب , ربما لانشغال ذهنيه
بموعد العشاء . وهى ايضا لاذت بالصمت لفرط توترها واحساسها بالشقاء
عذبها شعور معين بان سيمون قد بدا يغزو مشاعرها بشكل لا يروقها . اذا
لم يكن لها مفر من الوقوع فى الحب , فلماذا لاتتعقل وتحب , على الاقل ,
شابا غير معقد على غرار بيل برايت ؟ لكن عناق بيل لم يثر فيها ايا من
الاحاسيس التى يثيرها سيمون ... قطبت محتارة وهى تعبر الدرب
بسرعة ... كيف بلغ بها الحمق الى حد اختيار الرجل غير الملائم لها
بتاتا ؟ لقد وجدت فى سيمون ردفورد ملاذا امينا لكنه قد يكون اشد فتكا
من العاصفة بل قد يكون اعصارا لايقاوم من شانه ان يقتلع قلب اى فتاة
بقوة وقسوة .
وصلت البيت فلم تجد امها هناك . وما نزعت معطفها و قبعتها حتى
رن الهاتف فالتقطت السماعة بشىء من الشرود وقالت ,الو , بيل ...
كنت فى طريقى الى البيت . تاخرت بسبب المطر . ان كنت تخابر بشان
السهرة غدا ساذهب معك . اما الان فيجب ان اتناول شيئا من الطعام .
اقفلت الخط بسرعة ثم وقفت تحدق الى السماعة وهى تحاول ان تتذكر
ما قاله سيمون بالضبط عندما نزلت من سيارته ... لقد قال : ان كنت
ستخرجين مع بيل مساء غد فليكن ذلك للمرة الاخيرة , اذا لا احب ان
يشاركنى احد سكرتيرتى مثلما لا احب ان يشاركنى احد صديقاتى
الحميمات .
هزت كتفيها بلا اكتراث وركضت الى الطابق العلوى .
رات مونيكا تقف فى الردهة وهى ترتدى مريول الرسم الملطخ
بالدهان . بدت اسعد حالا بالرغم من شرودها البسيط , فتساءلت ليزا فى
نفسها , كيف ستتصرف عندما تنقل اليها وجهة نظر سيمون حول بيع اللوحات للمخازن التجارية ؟ او استراليا ...
وهنا خرجت مونيكا رسالة رقيقة من جيبها وقالت :
انها من عمتك . استغرب ان تكتب الى بعد مرور هذه السنوات
ويبدو ان رسالتها طافت نصف ارجاء البلد قبل ان تصلنى . انها حائرة
فى امرها وتسالنى راى , هل اذهب انا لزيارتها ام تاتى هى بنفسها . انى
اعرف عمتك جيدا , وهى , على الارجح , ارادت التاكد من وجودى
على قيد الحياة , قبل ان تشد رحالها الى انكلترا .
لكنكما لم تريا بعضكما منذ امد طويل . الا تظنين ان الوقت قد فات
على استجماع الخيوط من جديد ؟
لست ادرى . كنا فى الواقع ننسجم مع بعضنا بعضا وهى كانت اول
|