الاختلاسات بضعة جنيهات تافهة ؟ انها متاكدة ان مونيكا ليست لديها اية
فكرة عن حقيقة الوضع , اذا فايه متعة ستجنى من الاحتفاه باصدقاء
قدامى وفى هذه الظروف ؟ لا ريب ان الضيوف سيكونون اصدقاء سيلاس
القدامى لانه سيسهل على سيمون الماكر , فى هذه الحالة ,ان يحصل من
مونيكا على قائمة كاملة باسماء رجال الاعمال الذين كانوا يترددون
باستمرار على منزل سيلاس . لاحيلة لها فى معارضة الاقتراح كما ان
حدسها لن يكفى وحده لاقناع امها بالتراجع , فنظرة واحدة الى وجه مونيكا
المشرق تثبت ترحيبها بالفكرة اضافة الى ان قيامها بعمل كهذا سيشعرها
مجددا بحاجة الاخرين اليها وسيعيد اليها بعضا من اهميتها السابقة
وهنا تذكرت ليزا وضعهما المادى المتازم فقالت على الفور :
ماما , هل خطر لك ان تفكرى فى النفقات ؟ لا يمكننا ان نقيم
حفلات عشاء كما فى الماضى . لاريب انك شرحت له ذلك ؟
فقذفتها مونيكا بنظرة صاعقة وقالت :
لم اجد داعيا للتفسير يا حبيبتى فسيمون ردفورد رجل واسع الخبرة
وليس غبيا . انه يعرف جيدا كم تكليف الضيافات هذه ولذا سيتكفل
بجميع النفقات .
حدقت اليها ليزا منذهلة . كانتا تتناولان العشاء فى المطبخ , وكعادتها
فى المرة الاخيرة لم تجد شهية الى الطعام . اجتاحت قلبها ثورة عارمة
على سيمون ... لو انه عرض عليها الاقتراح قبل ان يعرضه على امها
لافهمته بصراحة ان يذهب به الى الجحيم . ان حياتهما معقدة اصلا ولا
تحتاج الى مزيد من التعقيدات . قد لا تكون لديه دوافع خفية وراء هذه
الفكرة لكنها تشك فى ذلك , فسيمون لا يقوم باية خطوة الا بعد درس
وتفكير , و هو ليس كذلك من النوع الذى يلقى الكلام على عواهته .
انتابها ارهاق مفاجىء من مجرد التفكير فى اقامة حفلة واحدة .الم يخطر
لامها ان ذلك سيزيدهما غرقا فى مستنقع المشاكل ؟ غمغمت بتوتر :
اتساءل احيانا , ايكما اكثر جنونا من الاخر , انت ام سيمون
ردفورد ! هل درست الامر من كل جوانبه ؟ مثلا , من سيطهو كل ذلك
الطعام ؟
الحارسان الجديدان . سيقومان بذلك لقاء سكنهما المجانى فى الشقة
وبرضاء تام .
حدقت ليزا بشرود الى غطاء الطاولة الازرق ... اذن لم يغفل سيمون
عن اى شىء وسوف تضيع وقتها سدى ان حاولت ان تعارضه .
ركزت مونيكا بصرها على وجه ابنتها التعيس وقالت بلهفة :
الاترين ان ذلك سيعزز مركزنا بالنسبة الى البيت ؟ لم يسعنى ان
ارفض اقتراح كهذا .
يبدو انك فعلت كل شىء عدا الرفض .
لعله يسرك ان تعلمى انه سيدفع لى اجرا , فقد اتفقنا على راتب
بسيط .
بدا صوتها حذرا ومنجرحا فى ان . اما ليزا فاحست بشحوب بارد يغزو
وجهها وقالت :
ماما , ليتك توافقين على ان تمنعى عن اخذ اى مبلغ مهما كان صغيرا
حتى لنفسها عجزت عن تفسير سبب عزوفها الحقيقى عن اخذ اى
شىء من سيمون , وحتى قبلاته لم تجنى منها سوى العذاب . حاولت
اخفاء ضيقها فاردفت قائلة :
يجب ان تفهمينه ان مطلق عمل ستقومين به سيكون مقابل جزء من
بدل الايجار او مقابل صيانة البيت ان شئت , لكن اياك ان تاخذى منه
قرشا , فنحن مدينتان له بما فيه الكفاية .
كما تريدين يا عزيزتى , انه مبلغ تافه فى اى حال ولايستاهل هذه الجلبة
اقتصرت اول حفلة عشاء على ستة اشخاص فقط ولم تظهر ليزا بتاتا
لترحب بالحضور . كان الامر غاية فى السهولة بل انها استطاعت ايجاد
عذر مناسب تقبلته امها لكنه لا يرق سيمون على الاطلاق . فلقد لاحظ
تغيبها وحين سالها صباح اليوم التالى عن مكان وجودها وقت الحفلة
اجابته بعناد :
كان من الممكن ان يخل وجودى باعداد الضيوف المزدوجة .
ليس هذا هو الجواب المطلوب لسؤالى .
|