عرض مشاركة واحدة
قديم 08-08-14, 02:17 PM   #5

مَآليْكُون
alkap ~
 
الصورة الرمزية مَآليْكُون

? العضوٌ??? » 318349
?  التسِجيلٌ » May 2014
? مشَارَ?اتْي » 58
?  مُ?إني » الشّرقية , المملكة
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » مَآليْكُون has a reputation beyond reputeمَآليْكُون has a reputation beyond reputeمَآليْكُون has a reputation beyond reputeمَآليْكُون has a reputation beyond reputeمَآليْكُون has a reputation beyond reputeمَآليْكُون has a reputation beyond reputeمَآليْكُون has a reputation beyond reputeمَآليْكُون has a reputation beyond reputeمَآليْكُون has a reputation beyond reputeمَآليْكُون has a reputation beyond reputeمَآليْكُون has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثاني
هويـة
كُل شيء كان مشتتًا، صعبًا و ضيقًا و شعور آخر ما عرفته، لكن عقلي الجديد أخبرني أنه إنزعاج من قبلي، ما كُنت متوقعة هذا الكم الهائل و الثقيل من المشاعر الخارجة من عقلي في آنٍ واحد
همهمات من حولي، حاولت أن أركز على صوت واحد، كان صوت ذكوري
" لا بأس، إن الجسد قد شًفي كما أنه قوي للغاية " قاطعه صوت أنثوي، " لكن هل ستتحكم فيه؟ إنها مجرد روح يافعة دكتور سالير "
سمعت تنهيدة من شخص كان قريبا مني " إنها مألوفة بنظر تومَاس، لديه قليل من الذكريات عنها، لكنها القائدة على ما أفترض "
" ستصحو الآن، يجب عليها ان تتذكر آخر لحظات هذا الجسد " أنصت للصوت الأنثوي، و رحت أبحث في عقلي الجديد، رأيتُ شمس المغيب تميل للغرب و أشعتها البنفسجية تلمع على وجهي، و سرعان ما يتقدم لي رجل أربعيني و صوته كان مألوفا جدا لدي إلا أنني شعرت بكراهية الجسد ناحيته، ثم فجأة أغمضت عينايّ و شعرت بفوهة تبتلعني، جرف كنت في جرف !، مشاعر عديدة هجمت عليّ خوف وقلق و كثير ما يشابه بوخزات إبرة . . إنه " الألم " هكذا فسره عقلي
خِلال لحظات, رحت أفتش في عقلي باحثة عن هوية الجسد، فانيسا يبدو جميلًا و ذلك الوجه الهادىء الوسيم كان لي، مُلكًا لِي
فجأة شعرتْ بصَوت في عقلي، صوت حاد ملىء بالحقد و الكراهية " إنه ملـكِي، هذا الجسد لي أنا وحدي، إنه لي أنـا " كانت المشاعر قوية و أحسست بأني أفقد السيطرة و كما أنه يتم إرسالي لمؤخرة العقل حتى تتحكم هي فيه " إنـه لي أنا أيها الأوغاد " كَانت قوة الغضب و الكراهية عارمتين بشدة، و كأنهما موج عاتي عنيف !
شددت على أطرافي بضعف، ثم حاولت السيطرة على عقلي لكنها كانت مصرة و قوية جدا في التحكم، مشاعر هائلة راحت تضغط علي، تسحقني تحتها كأنما هي صخرة ضخمة ترميني في الظلام خارج الجسد
أخذت أتنفس بعنف، ثم حاولت تحريك اطراف اصابعي، أفلحتُ قليلًا، و تذكرت القصص عن عالم بشريّ، لن أخذل مجددًا بعدما كنت في عالم النـار، لن أقهر بسبب هذه الآدمية الغبية !
شددت على نفسي و رحت احاول دفعها بعيدا، للخلف في العمق حتى لا تفرض سيطرتها المرعبة علي، أرسلت فانيسا بعيدا في الأعماق و أغلقت عليها بصعوبة إلا أن وجودها لازال قويا و مأثرا فيّ !
فتحت عينيّ بقوة، حتى فاجأني الضوء المسلط عليّ، كنت راقدة في مشفى او بغرفة عمليات !، حركت يدي على عيناي لأبعد الضوء عني
" كيف تشعرين ؟ " كان الطبيب سالير قريبا مني شعرته به يراقبني، " شعور غريب، لم أتوقع أن يكون الأمر هكذا، مزلزلاً بشدة " همست محاولة التعود على الضوء
" هل تستطيعين تحريك الجسد ؟ " سألني شخص آخر كان صوته يظهر انه شاب يافِع عشريني، " أعتقد هذا، لكن شخصية الجسد شديدة الكراهية لي إنها تفرض قوتها علي في عقلي"
" يُمكننا تبديل الجسد من أجلكِ " رد علي الطبيب، لكنني هززتُ رأسي بلا و رحت أنظر في الأرض
" لقد طلبتُ ما كنت اريده و قد حصلت عليه، لن أستسلم عبثا بهذه السهولة أيها الطبيب" ثم رفعت رأسي نحوه مصممة على قراري بالبقاء في هذا الجسد
" لكن إحذري شخصية جسدك المضيف كانت قائدة و عقلها يملك معلومات عن وجود بقية البشر، عليك أن تغوضي نزاع داخلي بينك و بينها، عليك ان تحكمي سيطرتك حتى في الداخل "
إقترب مني المباحث الشاب و إبتسم " إذا هل إخترت إسما ؟ " نظرت نحوه كان يبدو جميلًا، إلا ان جسدي رفض ان يتقبل التفكير في كونه وسيمًا " أجل، فانيسا إسم يروق لِي ! " فجأة و خلال ثانية ادت فانيسا لتفرض سيطرتها بشكل أثقل وأكثر قوةً في عقلي " إنـه جسدي يا وغد، لا يحق لك أخذه أبـدا، إنـه ملكي !! " و شعرت بأنها قد بنت حاجزا عميقا قويا بيني و بين ذكرياتها ! و وجودها اصبح أكثر حقيقية و تأثرا في داخلي
" هل أنتِ بخير فانيسا ؟ " سألني ذلك المباحث بإبتسامة لطيفة، " آه أجل . . أعقتقد انه يجب علي الإعتياد على قوة التحكم في الجسد، و محاولة التصدي للشخصية السابقة " ، علق الطبيب سالير " تحتاجين للراحة إن الجسد قوي لكنك يجب ان تتاحي حتى تعتادي عليه و على المشاعر التي فيه " ثم نظر للمباحث الصغير " أرشدها لغرفتها، تحتاجين لقليلٍ من الراحة يا فانيسا ثمها سنبدأ بعلاجك يوم غد كي لا نفوت اي معلومة من ذكريات الجسد ! " و إنصرف بهدوء
" هيا تعالي سأريك غرفتك فانيس " أرشدني للخارج ثمها مررنا بعدة إنعطافات ثم صعدنا للأعلى و إلتفتنا يمينا و يسارا مرتين حتى توقفنا امام طابق كامل من الغرف بجانب بعضها " هنا هي غرفتك رقم v ، نحن نضع فيكِ ثقتنا بأنك ستحكمين السيطرة على الجسد بسرعة، كما ذكر بسجلك، يبدو عنكِ أنك قوية و ذات صمود عالٍ فاني، إن إحتجت إلى أي شيء نادني بالضغط على الزر الأحمر الذي بجانب الباب " ثم إنصرف بخطوات رقيقة
انا ، لم تكن هذه تجربتي الأولى في الزرع إلا أنني قجمت طلبا لجسد أقوى و أكثر مقاومة لحريته غير مطيع، حتى أكشف وجود بقايا بشر في هذا الكوكب لينعم بالسلام منهم، فرغم سجلاتهم الحشية لازلت أتعجب لقدرة بقائهم مدة طويلة عريقة !، لم تكن تجربتي السابقة مسرة فقد إستسلم جسدي السابق للموت و الذبول، حتى هلكت و لم أستطع البقاء فيه أطول، و رغم هذا فقد إكتشفت اماكن كان البشر يلجئون فيها !
كنت ذا قيمة عالية لدى الباحثون، لكنني طلبت مجازفة بإحضار جسد لا طاعة له في الزرع، بل جسد يفرض جوديته و سيطرته حينما تتدخل الروح فيه و تتخلل في أطرافه بفضولية منزعجة عنده !
تحركت قليلا للمرآة، كان الجسد جميلا لإمرأة يافعة عشرينية قوية و صامدة مثلِي . . تقريبا
إرتميت على المقعد بعفوية، و أغمضت عيناي محاولة إختراق ذك الحائط الذي بيني و بين ذكرياتها حتى سرقني النَوم .
إقترب مني بسُرعة، ما كنت قادرة على الهرب سريعا، لقد وجدوني بعدما أخذوا أخي الأكبر و أصبح منهم، ركضت او ربما حاولت الركض منه
" دعني وشأني" صرختُ حتى يتركني و لكنه أحاطني بذراعيه و وضع خنجرا على رقبتي، " كيف جئت إلى هنا ؟ " كان المكان صحراء حارة و فارغة، كيف لي أن أتوقع انني سأجِد أولئك الأوغاد هنا حتى ؟! " إقلتني أفضل الموت على أن أصبح وحشا مثلكم ! " ضغط علي بقوة " أنتم أصلا وحوش حمقى، تدخلتم في عالم لا يليق بكم، انتم منبوذون من هنا و من الأجساد التي سرقتموها ! " إتضح الأمر في عقلي، لكنني مع ذلك رغبت بالهرب بعيدا لأبعد ما يكُون، هو يظن انني منهم اولئك الأغبياء الحثالى !
" دعني . . إنني لست منهم ! " و سرعان راحت يده الحرة تتحس رقبتي، أصابعه الدافئة جعلت جسدي يرتعش " أوه ... كلا ! كل هذا الوقت و لم يمسكوا بك ؟! " فجأة أدارني نحوه و ضمني إليه، كنت أشعر بأمان غريب معه و لكن رغبتي لازالت قائمة بالهرب " إنني آسف، توقعتك من الذين ينقبون عنا حتى تحت الصخر! أعتذر " و لكنه ضغط على خدي بيديه بحنية و قبّلني فجأة، منذ متى شعرت بقُبلة و منذ متى قبلت أحدًا؟ ، و متى شعرت بكمية مشاعر غريبة تسري في صدري و قلبي يرفرف كطائر طنان
" أنا آسف ... لقد خطفوا رفاقي منذ ثلاث سنين، و لم أرى بشري منذ ذاك الوقت !! " إبتسم بلطف ثم تركني، كان يبدو كملاك لولا الشمس الحارقة و شعره البُني الأشقر يلمع تحت الشمس، و عينيه تشبهان في لونهما الخضرة الحية، الحياة بحد ذاتِها، كان بشريًا واضح من عينيه !
" أنا إدوارد مانسشتر . . " كان صوته يألفه جسدي و يرتاح لرؤيتِه كثيرًا في الأحلام،
حتى أن مشاعر من الأمان و الطمأنينة كانت تتدفق بأعماقي، و إمتزج فيه شعور بسلام أيضًا !
. . .
فتحتُ عينايّ فِي الظُلمة، شعرت كأنه عُمي مؤقت و سرعان ما إستطعت الرؤية، كُنت مُخدرة تمامًا لم أتذكر سِوى أنني خلدتُ للنوم، لمحت ضوء خافت يختبىء خلف الستار، تحركت قليلًا لأحرك جسدي، كان المكان صامتا في الداخل إرتحت لأنني تمكنت من السيطرة عليه، شخصية الجسد قوية جدا و لا عجب انه بعد تلك الذكريات الجميلة قد هدأت أخيرا
تحركت لأفتح الستارة، و رحت أغير ثيابي، دخلت الحمام و نظرت مليًا في المرآة جه جمِيل و لا تنقصه شائبة ! " كـلا . . إنه لي ها الجسد ملكي ! " هكذا عادت فانيسا مجددًا في عقلي و بقوة غاضبة آمرة، أجبتها بهدوء " إنه لي الآن " ثم تحركت خارجًا لألتقي بمباحثي الشاب
" إذا هل لديك أية معلومات عن شخصية جسدك المضيف آنسة فانيس ؟ "و إبتسم أنثورن أمامي بإشراقة كأنه طفل صغير و ليس رجل شاب يافع، "إسمها فانيسا هورين، ترعرت في عاصمة واشنطن، أبويها ماتا في حادث قبل الإستعمار بخمس عشر عاما، كانت يتيمة و عاشت مع أسرة قد تبنتها، هربت بعدما أن أمسكت مباحثنا عائلتها بالتبني، إلتقت بـ . . "
خلال تلك اللحظة سمعتها تصرخ " كلا، لا تقولي إسمه ! " لكنني سرعان ما تجاهلتها ببرود " إلتقت بشاب عشريني إسمه إدوارد مانسشتر، لقد تعاونا معًا في إيجاد آخرين منهم، حتى أن ادوارد رسم له ندبة خلف عنقه و راح يجلب المؤن من المدن الكبيرة مدعيًا أنه منا " نظر إلي أنثورن بتفهم " حاولي إمدادنا بأكثر قدر ممكن من المعلومات فانيسا " أومأت برأسي و سُرعان ما تهت في ذكرى أخرى
" تبًا " كَان صوت إدوارد و هو يغلق باب الكوخ، حينها عرفتها انهم قد وجدونا نحن السبعة " لقد تعثر توماس بالطريق و سقط منه مصباحه " وجهت نظري لتوماس كان شعره الأحمر لامعا كالنار و كان يلهث مثل إدوارد " لا بأس لقد نجحنا في إضلالهم إدوارد " إبتسم توماس و راح للداخل
" هل أنت بخير ؟ " همست و إقتربت منه كان كتفه ينزف، " آه، لقد إنزلقت في الطريق " إقتربت منه و مزقت قطعة من قميصي " دعني أوقف النزيف " قلتها و راحت أصابعي تتلمس كتفه بحذر حتى أنزلت القميص قليلا " لن أؤذيك إدوارد, أرِخ كتفك " جففت الدماء و لففت القطعة حول الجرح بإحكام " هكذا سيكون الجرح أفضل حالا بدلا من أن يتلوث " ثم إبتسمت، شدني نحوه في قُبلة، ما كُنت لأتوقع أنه يعرف فعلًا كيف يستخدم شفتيه لدرجة تشتيت تركيزي بأكمله !
" شُكرا لكِ فاني . . " قالها بصوتٍ لطيف و هُو ينظر نحوي بحنان، كَانت ذراعاه تعانقاني لأشعر بأمان و هدوء حينما أكون بجانبه فقط
" فانيسـا ؟ " كان أنثورن يلوح بيده أمامي " لم تتكلمي منذ دقائق ! هل أنتِ بخير ؟ " أومأتُ رأسي و هززته بتساؤل بعدها " هل يمكنني تغيير إسمي ؟ " نظر إلي أنثورن " آه، طبعا بالتأكيد " حركت ذراعايّ بحركة خفيفة على الطاولة و مددتهما " أفكر في إسِم هيورن" ثم أمسكت بخصلة من شعري و رحتُ أعبت بها " آه حسنا، هيورين يبدو لائقًا عليكِ، أرجوك إن كان لديك أية معلومات او ذكريات أخرى عن شخصية الجسد أخبرينا حتى نستطيع إيجاد آخرين و نحوّل العالم إلى مكان أفضل "
هُنا صحت فانيسا و قالت بسُخرية " أنتم تحولونه إلى جحيم لا يطاق !! لمَ لا تعودون من حيث أتيتم و تتركوننا بسلام أيها الحثالى !؟ " كانت نبرتها تهكمية و إشمئزاز تجاه معالجي أنثورن، كانت تتقرف من رؤيته، أحسست بعضلات وجهي تتحرك لحركة إشمئزازية لاإرادية مني، كانت هي تُفرض سيطرتها في عقلي " حسنا، يا أنتِ لا تخبريني أنه يعجبك !! " كانت ساخرة مني أيضا، هززت رأسي كانت قوتها عارمة، ربما لأن رغبتها الشديدة كانت ان تتحكم بجسدها و تطردني خارج حياتها، و كأنني ما كنت إلا سقمًا عنيدا دخل جسدها، فيروسا معتوهًا ستتخلص منه و بأسرع وقت ممكِن !
" أعتقد أنني أحتاج لبعض الوقت، حتى أستخرج معلومات تفيدكم أكثر، إنني آسفة سيدي " إبتسم أنثورن : لا بأس، هيورن، لكِ كل الوقت لتأخذي راحتك أيضا " ألقى تحيته ثم إنصرف خارجًا بخطواته الرتيبة، بقيتُ هناك لوحدِي .
و فانيسا ترميني بذِكريات لا تتصل ببعضها البعض وكلها قديمة جدًا، قبل الإستعمار الفضائي كما تسميه هِي، كَان العالم بالفعل عالمًا جميلاً، قبل مجيئنا و كأنه قد تم تحويل كل هذا إلى رعب و هروب و قضية حياة أو موت، ما كان الأمر لدى فانيسا يُعتبر قضية حياة أو موت، كان الأمر كله البقاء على حقيقتك لوحدها، قدرتك و سيطرتك في جسدك أنت، دون أن يتطفل عليك مخلوق أم الأربع و الأربعين رِجلًا لتتخطى سيطرته فِيك حدود سيطرتك أنت !
كنت أرى وجهة البشر نحونا كراهية و حقد و نفور لا يُطاق، و كأننا جِئنا لنسلب ما كان مُلكا لهم، و لنسلب أنفسهم و أحبابهم، و نسرقهم بإسم كذبة " بأننا سنجعل العالم مكانا أفضل، بلا عنف و بلا خوف، فقط هنالك صدق و كياسة و تعاونًا بين الجميع و الأهم الثقة و التفهم " كل هذا جعل فانيسا ترتعد قرفًا إزاء الأمر كلِه، و لكنها سرعان ما أصبح وجودها صمتا في عقلي، و كأنها أفاقت لأمرٍ ما و أخفته عني خلف ذلك البناء الهائل الذي بيني و بينها، كنت حرة أخيرا " لا، لستِ كذلك " أجابتني بصوت بارد هادىء، ثمها إختفت و لم يعد لوجودها أثر ،
خرجتُ و عدت لمنزلِي، حاولت أن أنسى أمر إدوارد و الآخرين، لا أريد أن أشفق عليهم أبداً لكن بعدما تحصل على الجسد تأتي مشاعره أيضا مهما كانت .
رحتُ أجهز أوراقي للمحاضرة التي بالغد، لم أشعر بوجود فانيسا طوال ساعات الليل، كان هادئا جدا و كأنها قد تبخرت فجأة، كنت خائفة ان كانت تخطط للسيطرة على جسدي او حتى تفكر في طريقة للهرب بعيدا عن هذا المكان، حتى تستطيع العودة لإدوارد
إنتهيت من واجباتي، حتى إستليقت في الفراش، إذ فجأة تبتاغني ذكرى أخرى من ذكريات فانيسا
" لست مضطرة بالتضحية بنفسك لإنقاذ الجميع فانيسا، إنه ليس ذنبك" كنت أشعر بالذنب الشديد لأنني لم أستطع إنقاذ تلك العائلة المسكينة، " إنه ليس خطأكِ، كما أنه ليست مسؤوليتك لوحدك بإنقاذ الجميع، لا تحاولي تمثيل دور البطلة كل مرة يا فاني، هذا سيؤذيك في عدد المرات التي ستفشلين فيها " أمسكني إدوارد و أقعدني على الأريكة بجانبه " لا تقلقي، نحن معكِ دائمًا، سأظل انا بجانبك للأبد، لن أدعهم يأخذونِك " شدني نحو صدره حتى أهدأ، أو على الأقل حتى أستطيع الكلام و وقف دموعي تنهدت بحساسية و همست نادمة " إنني خرقاء، لو أنني فقط إستطعت الوصول إليهم باكرًا، لكانوا هنا الآن " ضغطت يداه على ظهري كان يحاول يائسًا مساعدتي لكنني كنتُ خرقاء فعلًا، " إنه خطئي إدوارد، لقد خسرت أربعة أرواح بسبب سذاجتي " كنتُ مكسورة كان هذا الأمر يحصل للمرة الثالثة، فلقد خسرت أسرتين من قبل !، و الأمر هذه المرة كان شديد الوطأة شديد الألم، لأن تلك الأسرة كانت الأم تحمل جنينًا في رحمها ! " لقد دمرتُ للتو حياة جديدة يا إدوارد " كنت مهزومة أكثر مما أتوقع، هشة جدا شديدة الحساسية " لقد قلت لكِ إنه ليس خطأكِ يا فانيسا، لقد حصل بدون إرادتكِ، لا تحملي ذنبا لم ترتكبيه ! " ثم رفع رأسي إليه " لكننِي كنت لأستطيع فعلها لو أتيت باكرا فقط " أخذ نفسا ثم أشاح بوجهه بعيدا عني " فانيسا، ألا تفهمين لقد أنقذت الكثيرين ووزعتهم في أماكن إختباء مثالية جدًا، إن البشر يخطؤون أحيانًا يا فاني، لا تكونِي مثل تلك المخلوقات التي لا تُخطىء أبدا، إنه مقدر فحسب ! " ثم نظر نحوي مجددًا " أنتِ لست مجبرة على إنقاذ الجميع، كما أنكِ حاولت بأقصى جهدكِ و نحن لم نرَ من قبل شخص يُقاتل بضراوة مثلما تفعلين ! " أحسست بالإطراء و تصاعد الدم إلى وجهي، " لقد فعلت أفضل ما لديكِ فاني " ثم أخفض وجهه نحوي " كما أنكِ تستحقين مكافأة " لم أفهم مقصده، و لكن حينما هممتُ بالرّد كانت شفتايّ مشغولتان في تقبيله . .
نهضت فجأة، كان حلمًا تلك المشاعر التي تدفقت في داخلي، جعلني أشعر بأن شفتا إدوارد لازلتا عليّ، تحركت من السرير و جلست لأخرج دفترًا و أكتب المعلومات التي يجتاجها معالجي أنثورن " كـلا، لا تخبريه ! أرجوك " كانت فانيسا بصوتها اليائس، " توقفـي ! " صرخت و هي تحاول منعي و لكنني أكملت كتابة المعلومات،
" أرجـوك ، إنه لحمايتهم أرجوكِ ! " راحت تترجاني و لكنني لم أبالٍ أنا مخلصة لبني جنسي و لا يهمني هؤلاء البشر الغوغائيين " نحن لسنا غوغائيين، سترين أنه يوجد فينا خيرٌ، نحن نحب و نكره و ننسجم و نتفرق، هنا في عالمنا كل شيء له ضده كي يكون الكوكب متجانس نحن قصدنا الحفاظ على كوكبنا و لكن أنتم الذين لم تفهموننا جيدًا ! بأننا ندمر هذا الكوكب و نجره للهلاك، لقد سلبتوا منا الحياة و أنفسنا ! أليس هذا كافيا لكم و بأنكم تعبثون فيما كان يخصنا لوحدنان ذكرياتنا أسرارنا، رغباتنا، مشاعرنا أيضًا !! " أنهت كلامها بنبرة قوية غاضبة، و سرعان ما وجدتني أمزق الورقة و أرميها في القمامة " لا تشكريني ! " قُلتها هامسة و أنا أشعُر بفرحة فانيسا تتدفق في داخلي، أشعر بأننا صرنا كيانٌ واحد بعقلين مُختلفين،
" سأفعل ما بوسعي كي أعيدك إليهم، لديّ خطة " أخبرتُها قبل أن ألمم أغراضي و أخلُد للنوم، و فرحتها كانت تنتشر في أعماقي، " شكـرًا لكِ . . " سمعتها هامسة قبل أن أغرق في حُلمٍ آخر .


مَآليْكُون غير متواجد حالياً  
التوقيع
أحيَانا تكُون الكِتآبة فقَط تفسِيراً لشُعور ولّى و إنقضَى ,
رد مع اقتباس