عرض مشاركة واحدة
قديم 30-09-14, 03:01 AM   #8

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

3-حروب النظرات
استيقظت شانا فجرآ على صياح . الديكة وزغردة العصافير ,
وصيحة طير شبيهة بضحكة إنسان . قفزت الى النافذة علها تشاهد
بعض الطيور ولكنها في البدء لم توفق ثم لم تلبث أن رأت بعضها
تغادر أعشاشها القابعة على قمم الشجر . كما رأت ببغاء ملونآ ما
كانت لتلاحظ ألوانه الشبيهة بالوان الشجر لولا ابتعاده عنها .
وجدت نفسها تتجاوب مع الطبيعة المبتسمة حولها :
- حسنآ تصوروا هذا .. إنها أفضل من منبه !
راحت ترسل الشمس شلالآ ذهبيآ على الأرضي الحرجية
الواسعة وعلى سفوح الجبل البعيدة . كان المنظر المترامي أمامها
يمتد حتى اقدام الجبال حيث تغتسل الآن تحت أشعة الشمس
الصاعدة الى كبد السماء . يالهذه الأرض ! إنها جميلة رغم
خشونتها تمتلك الجمال والجاذبية الخاصة بها وهي دون شك أرض
خلقت للرجال . إنها أرض المقاتلين القساة الذين يستطيعون تحمل
معركة البقاء ضد عدائية الطبيعة .
تحولت أنظار شانا الى بيوت الرعاة المرتبة الجميلة الغنية
بالألوان والحدائق الساحرة ففي القرية بحسب ما قالته عمتها مدرسة
وأكثر من حانوت ومطار تقلع منه الطائرات إلى مدينة كريستشرش
التي تعتبر من أهم مدن البلد .
قال ليلة أمس للعمة :
- إذا أرادت أي منكما الذهاب الى المدينة للتسوق أو للتفرج
أصطحبها معي بكل ترحاب , فسأذهب الى كوينس تاون بعد ثلاثة
أسابيع .
لم تكن سهرة امس مملة , نعم هي لا تنكر أن بيري ركز
اهتمامه ووجه أحاديثه إلى العمة ولكنها كانت قانعة بالسمع فقط .
لا حظت أنه مرة أو مرتين صب اهتمامه عليها وكان بين الفنية
والأخرى ينظر إلى وجهها فتتوق الى أن تشاهد من جديد ابتسامة
من ابتساماته التي مازالت حية في ذاكرتها والتي كانت لها في
سنوات محنتها ملاذآ حبيبآ إلى قلبها .
بعد أن استحمت شانا ارتدت ملابسها وتوجهت الى غرفة
الفطور التي ارتها اياها لونا يوم أمس . كان بيري هناك , يقف
منتصبآ , طويلآ قرب النافذة . ينظر بعيدآ الى قطيع من الماشية يرعى
في السهول التي لا نهاية لها حين أحس بها استدار قليلآ سامحآ
لعينيه بالاستقرار على وجهها قبل أن يسأل بأدب :
- هل نمت نومآ مريحآ ؟
- أجل .. شكرآ لك بيري , فغرفكم تسر القلوب ومنزلك
جميل بيري !
أعقب قولها هذا صمت مطبق أحست خلاله أن لونها يشتد
أحمرارآ . إذا كانت عيناه تقولان إن هذا المنزل الذي أعجبها , كان
يمكن ان يكون لها , فأشاحت ببصرها عنه , تحس بغصة تتجمع في
حنجرتها .. قالت وهي لا تنظر اليه :
- سأصعد لأرى عمتي .. كان يجب ان تنزل الآن فهي
تستيقظ باكرآ عادة .
قاطعها بيري بهدوء :
- دقت عمتك الجرس للونا , وطلبت الفطور لتتناوله في
السرير .
قطبت شانا :
- ليست العادة التي تتبعها . إنها دون ريب مريضة , ليتك
تعذرني بيري .
- بكل تأكيد لقد بدت للونا على ما يرام ؟
ردت بارتياح متسائلة :
- صحيح ؟ ربما هي متعبة إذن .. ومع ذلك سأتفقد صحتها
للاطمئنان .
وكان رد عمتها حين سألتها بقلق :
- لا يا عزيزتي .. أنا لست مريضة , ولكنني أحسست بصداع
بسيط . فلما طلبت من لونا حمل الماء إلى غرفتي لأتجرع حبة دواء
تخفف الصداع عرضت علي إحضار الفطور إلى الفراش . فقررت
أن أدلل نفسي , فأنا هنا في عطلة أليس كذلك ؟
- طبعآ حبيبتي .. وهل ستنهضين قريبآ .
- أوه طبعآ .. لا أريد أن يمضي وقتي هباء , فأنا عازمة على
التجول والتمتع بالمناظر . من الافضل ان تنزلي الآن عزيزتي ,
لأنني لا أحسب بيري يقدم على تناول فطوره بدونك .
بعد دقائق كانت جالسة قبالة بيري تتمتع بفطورها وقال لها
دون ان تتوقع :
- إذا شئت القيام بنزهة على ظهر الخيل شانا فاتخذي لك
جوادآ من المزرعة .
- أخالني سأحب امتطاء الخيل شكرآ لك بيري .
- سأطلب من ريك أن يختار لك فرسآ . ولا أحسبه سيختار
لك إلا أونو الفرس الرمادية الجميلة الهادئة . ولكن رجاء لا تجعلي
المنزل يغيب عن ناظريك , هذا أمر لا نصيحة .. اتفهمين ؟
هزت شانا رأسها .
- أجل طبعآ .
- قد تتعرضين للخطر إذا توغلت في الأحراج والأدغال راكبة
كنت أو ماشية . فإذا قررت وعمتك القيام برحلة الى المرتفعات
فأعلماني لأبعث معكما من يرافقكما .
- أشكرك بيري شكرآ جزيلآ .
وأبتسمت له , ولكنها كالعادة لم تتلق ردآ فأكملت :
- بت أحب التنزه مشيآ منذ انتقالي الى منزل عمتي .
- أما كنت تتنزهين من قبل ؟ لقد قالت عمتك إنك لم تخرجي
كثيرآ إلا إلى عملك .
قطبت شانا , متسائلة عما كشفت عمتها من أوراق حياتها .
بقي ينظر اليها وكأنه يتوقع المزيد من التعليق غير أنها لاذت
بالصمت الذي لم يقطعه إلا اعتذار مهذب منه ذكر فيه أنه سيراها
وعمتها وقت الغداء .
ولكنها شاهدته قبل هذا , فحين خرجت لتأخذ الفرس وجدته
يتحدث الى عامل المخيم , فقالت بعد أن توقف الرجلان عن
الحديث :
- جئت لآخذ الفرس .
فسارع ريك يقول :
- سأحضرها لك بلمح البصر آنسة .
وسألته شانا معتذرة وعيناها البنفسجيتان شاخصتان الى وجهه :
- هل جئت في وقت غير ملائم ؟
- لبدآ .. لا يهم متى تأتين .. قلت لريك ان يتوقع مجيئك في
أي وقت .
وكان عليها ان تتحدث بما يبعد الصمت عنهما .
- ألن تمتطي فرسك اليوم ؟
- فيما بعد لدي اعمال أنهيها ..
وأتكأ على الباب واضعآ أصابعه تحت حزامه .
- لا بد أنه عمل رائع , أقصد العمل في الأرض .
- إنه مثير للاهتمام .
بعد رده المقتضب , ساد صمت آخر . قطعه ريك حين عاد
ممسكآ بلجام الفرس التي ركبتها شانا وعينا بيري النافذتين تراقبانها
أمام دهشتها , اجفلت الفرس قليلآ .. فنظرت شانا الى بيري
متسائلة عن تأكيداته السابقة التي ذكر فيها أن أونو فرس هادئة . قال
ريك مقطبآ :
- هذا غريب !
أما بيري فعلق على ما حدث وهو مقطب .
- لم يمتطها احد منذ فترة .
ولم تكن شانا قد اعتلت صهوة جواد منذ أربع سنين ففكرت
في أن ارتباكها الاوعي انتقل الى الفرس . وما استغربته أن بيري
قرر مرافقتها .
فنظرت إليه وقد تفاقم ارتباكها :
- كيف ؟ لديك أعمال أهم من مرافقتي ؟
- فلتنتظر الأعمال ساعة . ريك احضر لي ((فايتر)).
- حاضر سيدي .. دقيقة فقط !
بعد أقل من خمس دقائق على انطلاقهما استكانت الفرس
فتوقعت شانا مقطوعة الانفاس أن تسمع بيري يقول إنه سيتركها
الآن وحدها . ولما مرت خمس دقائق أخرى تنفست الصعداء ..
امتدت نزهتهما إلى طريق ضيقة تقع في دغل بعيد عن
المزرعة . وكان بيري يعرف الارض كظاهر يده ولكن المكان كان
بالنسبة لشانا غريبآ مخيفآ فقد ارتجفت حين فكرت في أن تجد
نفسها ضائعه في مثل هذا القفر المتوحش .
سألها بيري بأدب عندما نظر إليها وهما يسيران جنبآ الى جنب
فوق صهوتي جواديهما .
- كيف تبدو لك بلادنا ؟ أم لعل الوقت مبكر على اتخاذك
انطباعآ .
ردت شانا على الفور :
- إنها بلاد مخيفة .
- مخيفة ؟
- أعتقد أن إحساسي هذا مرده إلى المساحات الامحدودة
والعزلة التي تجعلني أشعر بالرهبة .. فالمكان هنا غير مأهول ..
أعني هذه الاراضي الواسعة ..
- اذن أنت لم تتأثري أيجابيآ ؟
- أوه ... بلى ! أجد أن كل ما يحيط بي جذاب وجميل حتى
غدوت متناغمة مع .. الألوان المتعددة التي تطبع جزءآ من الارض
حين تسطع عليها الشمس . هناك تباين كبير حتى في المناطق
القريبة من المنزل .. فهناك تباين بين ألوان الأشجار والأزهار وبين
لون المنزل نفسه , الذي تلونت المناخات جدرانه وطبعت حجارته
بطابعها الفريد .
كانت تتحدث مندفعة , وقد نسيت كل شيء , إلا الاحساس
الذي كان يتفاقم مع كل لحظة من لحظات مسيرها على أرض
نيوزيلندا .
- إنني أتمتع بهذا التغيير الذي كاد يكون كاملآ . بيري إن كل
شيء حتى الطيور مختلفة .
- اسمعت صياح الببغاء الأخضر فجرآ ؟ إنه يقترب عادة من
المنزل ليلتقط الفتات الذي تركته له لونا .
- أجل سمعته .. وتساءلت عندما عندما سمعت صوته عما إذا كان
ضحكآ .


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس