مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب | واعادت لوسي السماعة وهي ترتجف, وسمعت جرس باب المنزل يرن , ثم همهمة اصوات , وفتح باب المكتبة والتفتت وجهها ابيض من الشحوب, فقد كانت تتوقع مارك, ولكن الداخل كان السيدة برونسون:
- آنسة بانهارد , بعض الناس وصلوا , معهم آلات تصوير , وقالوا إنهم يريدون مقابلة معك , هل ستقابلينهم؟ اتمنى ان لا تكون لديك اخبار سيئة؟ وهز لوسي رأسها , وابتسمت ابتسامة مطمئنة:
- لا بأس يا سيدة برونسون .. الأمر لا يتعلق بجدي, وأفضل ان لا اقابلهم , هل تستطيعين ان تبعديهم من هنا ... ارجوك.
- حسناً .. سأحاول .. ولكنني لا اعرف ... لا اعرف ابداً... وخرجت وهي تهز رأسها . وبمرور ساعات الصباح , بدأت لوسي تشعر بأنها محاصرة فالصحافيون لم يغادروا المكان , بل جلسوا في سيارتهم خارج المنزل , منتظرين ظهورها , وقال لها جيرمان عندما عاد:
- هاهي الشهرة اخيراً يا حلوتي .. هاهم في الخارج يحاولون التفكير بعناوين مثيرة عن الزواج الرومانسي . واعطاها جريدة فتحها على المقال المطلوب واضاف :
- هذا من عمل ماثيو .. كان ككلب له ذنبين هذا الصباح , لقد حاول رشوة الممرضات لاستبدال الماء في الابريق بشيء من الشراب.. وماذا عن العريس .. هل يحاول الابتعاد عن الاضواء ؟ لا استطيع لومه , فأحد الصحافيين سبق الجميع واجرى مقابلة مع سارة كليفتون , واثنتين من صديقاته القديمات , وستكونين مسرورة إذا عرفتي انهن يتمنين لك الحظ السعيد, فهن لاشك يعتقدن انك ستحتاجين اليه. واتقدت عينا لوسي بالغضب:
- كيف يسطيع ماثيو فعل هذا؟ ورمى جيرمان نفسه على كرسي وقال وهو يشير الى الصينية بجانبه :
- إنه سهل جداً عليه .. هل هذه قهوة, صبي لي فنجاناً , احتاج الى مايعيد إلي توزاني, فسرور ماثيو بنجاح مشروعه لم يمنعه من مهاجمتي, لقد ظننت انه مريض. وتقبل منها فنجان القهوة ونظر اليها بسرعة وتابع :
- انظري يا حبيبتي , اظن انك قلتي من قدر تصميم ماثيو على هذا الأمر, بالنسبة لك يمكن ان يكون قد ابتدأ بشكل مزحة , ولكن قد ينتهي الى ان يصبح حقيقياً.
- لا... لايمكن ... لا استطيع ...
- اتعلمين ... لو انني لا اعرف ان الأمر مختلف لظننت انه يعجبك . وتعالى الدم الى وجهها:
- انت سخيف !
- عجيب .. لقد بدأت اظن ان عليك المضي في الخطبة .
- ولكنك لست متورطاً بشكل شخصي ... والسيد ايفانز ليس عنده اهتمام بالزواج اكثر مني.
- لا؟ ... إذاً لماذا ترك كل هذا يحدث, على كل لم يكن مضطراً للخضوع لأي ضغط من ماثيو , وكان بمقدوره إقناعه بالتخلي عن الفكرة , ولكنه لم يفعل.
- اظنه يهتم بأمر ماثيو , ويريد ان يستعيد نشاطه , فلماذا لا يوافق ؟ الخطبة يمكن ان تفسخ في أي وقت.
- وكذلك الزواج .
- ليس بسهولة ... ولكنني لا ارى اساساً لهذا النقاش بيننا, هل تريد ان تراني متزوجة من مارك ايفانز؟ وجلس جيرمان بضع لحظات جامداً وهو يحدق امامه ثم قال :
- لا... إنه على الارجح آخر شخص في الدنيا قد اختاره صهراً لي في ظروف عادية , ولكن الظروف لم تعد عادية , فقد كان جدي صريحاً جداً وبقساوة معي الآن, وصاعداً. وتطلع بها مباشرة وتابع :
- لقد اصبح مارك ايفانز في مقعد القيادة , وعليّ ان أتقبل هذا, على الأقل في الوقت الراهن, وإذا كان سيصبح الريس واعمل انا تحت إمرته , فسيكون من المفيد ان اكون قريباً له عبر الزواج , ومن غير المحتمل ان يسبب لزوجته الحزن برمي شقيقها الوحيد الى الدنيا القاسية الباردة.
- لو كنت مكانك لما اعتمدت على هذا, من المؤسف ان ليس هناك درجة استاذ في الانانية الشخصية يا جيرمان, وإلا لكنت على رأس لائحة المؤهلين لها.
- ولكنني افكر بمصلحتك ايضاً, يا شقيقتي الطفلة , فماذا سيحدث لك في غمار هذا التغيير ؟ هل فكرتي في هذا ؟ انت لست مؤهلة بشكل كاف , وحتى لو كنت , ستحدث مشاكل عندما تفسخ خطوبتك مع مارك , مهما كانت زائفة ... فمن سيقوم بالفسخ سيبدو الآخر امامه احمقاً, وهذا سيسبب المشاكل في الشركة. وارتشفت قليلاً من قهوتها , ثم قالت :
- هناك حلول اخرى بالطبع , استطيع ان اتزوج شخصاً آخر. ونظر اليها جيرمان باعجاب:
- عليّّ ان اتركك واسافر دائماً! فقد تركتك عانس متدينة لأعود فأجدك وانت تخرجين المرشحين للزواج من خزانتك , من هو هذا الرجل المحظوظ؟
- هناك ايربي...
- غولمان ؟ وضحك ضحكة مدوية وتابع:
- ذلك ... الراهب!
- إنه ليس كذلك, لم أذكر لك هذا, ولكنني تغديت معه بالامس , وهناك إمكانية ...
- إنه يهواك لاشك, لقد كانت نظرته اليك دائماً بنسبة معكوسة من كراهيته لي, ولكن بعد إعلان اليوم , سوف يقنع عزيزنا ايربي بعبادتك من بعيد, انه سيعمل لمارك ايفانز ابتداء من الأسبوع القادم , وسرقة امرأته ليست على جدول اعماله.
- انا لست امرأة ايفانز! وارتجفت من جديد فقال لها جيرمان :
- بالنسبة لايربي انت امرأة مارك, إنه رجل متمسك بالشركة بكل قوة , ولهذا فهو دائماً كان ذا قيمة , وأنا لا افكر فيه كصهر , على الأقل ليس كمارك ايفانز.
- سأتذكر هذا دوماً... هل اقدم لك لائحة بالأسماء , كي تخضع لموافقتك؟ ووقفت بغضب دافعة كرسيها الى الوراء.
- ساتصل بايفانز واطلب منه نفي إعلان الخطوبة , او أي شيء ممكن فعله , ولن ابالي به لو بدأ احمقاً.
- ولكنه سيبالي .. وكذلك ماثيو . وبردت بعض من النار فيها وقالت :
- كنت ناسية هذا .
- ولكن اتصلي به على كل حال .. فأنا اتوقع ان يكون المراسلون مرابطون على بابه ايضاً, وقد يكون مهماً ان نعرف ماذا قال لهم , وربما تتفقان على تصريح موحد , إلا إذا كنت تفضلين الانتظار حتى صدور صحف الغد, لتكتشفي موعد الزفاف.
- لن يجرؤ على هذا. الاتصال بشركة ايفانز العالمية , لم يكن صعباً , وطلبت مكتب مارك واعطت اسمها , وبدا على فتاة الهاتف الذهول , وأوصلتها به رأساً, وجاءها صوت يقول:
- سكرتيرة السيد ايفانز .
- هل السيد ايفانز موجود؟ انا لوسي بانهارد.
- اوه .. آنسة بانهارد انا السيدة بروس, لقد كنت سعيدة جداً عندما طلب مني السيد ايفانز نشر إعلان خطوبتكما, انا اتمنى لكما اطيب الامنيات !
- شكراً لك, هل ليّ ان اتحدث اليه , ارجوك.
- اوه ياعزيزتي... إنه ليس هنا, لقد قال لنا مساء امس انه سيغيب اليوم بطوله .. هل جربتي الاتصال به في شقته؟
- لا... اعتقد ان الرقم ليس متصلاً معكم.
- بالطبع .. إنه مكتوب في مكان ماعندي .. ولكن كل شيء غير مرتب هنا, لا استطيع إيجاده, هل تذكريني به ...
- بالطبع... واملت عليها الرقم فدونته لوسي , وقالت لها السكرتيرة:
- واريدك ان تعرفي آنسة بانهارد إذا كان هناك اي شيء ممكن ان افعله لك, ماعليك إلا ان تطلبي .. فالجميع يتطلع شوقاً لرؤيتك عندنا. وخفضت صوتها وكأنها تقول سراً:
- السيد ايفانز يحضر لحفلة استقبال على شرفك , هل تعلمين هذا؟
- اجل.. السيد ايفانز لديه مفاجآت سارة كثيرة , شكراً لك على لطفك. وببطء وعلى مضض طلبت الرقم , واستمعت الى رنين الهاتف , وقلبها يضج عالياً وهي تنتظر الرد ومضت فترة طويلة , واخيراً سمعت صوت التكتكة التي تنتظرها , واحست بجفاف فمها , فمررت لسانها فوق شفتيها وجاءها صوت سارة كليفتون يقول بخشونة :
- آلو ... من المتكلم .؟ ثم بإلحاح اكثر :
- من المتكلم ارجوك؟ واعادت لوسي السماعة مكانها وشعرت بلآم تمزقها , وتمنت لو تستطيع الصراخ بصوت مرتفع , وعلمت مابها ... إنها تعلم منذ البداية, مع ان هذا الشعور غريب عليها .. إنها بكل مرارة وعاطفة... تغار . والجانب الآخر لهذه العملة .. غير المرغوب فيه ولايمكن الاعتراف به .. هو الحب ! |