عرض مشاركة واحدة
قديم 20-10-14, 10:13 PM   #8

العبادي

مشرف المنتدي السياحي وكاتب متألق في القسم الادبي ونجم منتدى الفن وقلم مميز بخاطرة من وحي الكلمة

alkap ~
 
الصورة الرمزية العبادي

? العضوٌ??? » 328428
?  التسِجيلٌ » Oct 2014
? مشَارَ?اتْي » 3,140
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » العبادي has a reputation beyond reputeالعبادي has a reputation beyond reputeالعبادي has a reputation beyond reputeالعبادي has a reputation beyond reputeالعبادي has a reputation beyond reputeالعبادي has a reputation beyond reputeالعبادي has a reputation beyond reputeالعبادي has a reputation beyond reputeالعبادي has a reputation beyond reputeالعبادي has a reputation beyond reputeالعبادي has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك rotana
?? ??? ~
هالعصفور الربيّتو . دشرني وطار .. ضاع وما عدت لقيتو . ما أدري وين صار .. تودّدت الطير الطاير . قلتلو روح .. بيتو عالي وعالداير . زنبق مشلوح .. من بعد فراقو صاير . قلبي مجروح .. دمعي عا خدّي وداير . أغنّي أشعار ..
افتراضي

حُر ِمْتُ - فيما حُرمْت - لذّةُ اللعبِ ..
فلا أعرفُ نردا ولا شطرنجا ..
ولا ورقا ( كوتشينة ) ولاكُرة ً ..
وما عبّدتُ نفسي لكيفٍ .. ولا عَلِقتُ بسيجارةٍ ولا أركيلةٍ ولا قهوةٍ ولا حتي شايا !!
فرماني حظي العاثرُ بليلةٍ جمعت نُخبة من الأصدقاءِ يعرفون اللعب ولايعرفون غير اللعب ! ..
فجلستُ بينهم كما يجلسُ الأصمُّ بين مُتحدِّثين ..
أو كما ينظرُ الأعمى بين رسّامين ..
أو يجلسُ المُتَزمِّتُ بين حشاشين ..
يُحرِّكون الورقَ ولا أفهم ..
ويتصايحون ولا أعلم ..
ويتضاحكون ولا أفقه !
ويَزعمُ أحدُهم أنّه كسب ولا أدري لِمَ كسب ..
ويفجأ آخرٌ أنه خسر ولستُ أعلم لِمَ خسر ..

فتبرَّمتُ بجلوسي بينهم .. وزادَ من تبرّمي أنهم لايشعرون بوجودي .. ولا يأبهون بحضوري !
ففكرتُ في حِيلةٍ أهربُ بها من هكذا مأزق ..
وفكرتُ أن أعتذرَ وأخرج فحالتْ دونَ ذلكَ حَوائِلٌ ..
وفكّرتُ أن أتعلم اللعب ..
وقلتُ لنفسي : أحتالُ في صرفهم عن لعبهم ..
فهتفَ هاتفٌ في أعماقي : أيُّ حق ٍ لكَ أن تُحكّم ذوقكَ في أذواقهم ؟..
فإهتديتُ الى فكرة راقت لي : أن أنقل غرفتي وكتبي العتيقة وحاسوبي الرّفيق وتليسكوبي الفلكي
إلى غرفةِ اللعب .. إن لم يكن ماديا فليكن بالخيال .
فلأتخيلُ أن هذه الغرفة هي غرفتي ..
وأني جالسٌ إلى مكتبي ..
وأن مائدة اللعب هي المكتب وأن لعبهم هو موضوعي !
لقد هربتُ منهم بخيالي وفكري وقلت :
كأن لعبَ الورق هو القدر ..
وكأن مُفرِّق الأوراق هو موزعُ الأرزاق .. يُعطي هذا أوراقا فتكون رابحة ويعطي ذلك أوراقا فتكون خاسرة ..
إنّ اللعب بالورق كاللعبِ بورق الحياة .. لايستطيعُ أحدٌ أن يُغيّرَ أوراقه .. بل هو مُكلّفٌ إن يلعبَ بها .. وبها وحدها !
وإنما مهارته تُقدَّرُ بلعبه بما يملكُ من أوراق ..
أوَ ليسَ الانسانُ هكذا في الحياة مُكلفٌ إن يلعبَ بورقه .. وكل مهارتهِ أن يلعبَ على أحسن الوجوه ..
فإن خُلقَ ضعيفا في عقله قويا في يده ..
أو ضعيفا في يده قويا في قلبه ..
فليعرف موطنَ القوةِ والضعفِ في مواهبه ثم يلعبُ بموهبته الأقوى ..
فإن كان موهوبا في الرسم وأراد أن يستبق في الأدب كان كمن يريد أن يلعب بورق غيره ..

والموهبةُ عند الخائبِ خُسران .. كالورق الرابح في يد الغفلان .
والموهبة الشائهة عند الماهر قد تؤدي الى الربح في الكثير من الاحيان والمثلُ الأقربُ الى ذهني هو عالم الفن الذي اُقتُحِمَ بغير أصحاب المواهب .. فكلُّ من لوَّنتْ خديها .. وحمّرت شفتيها .. وكشفت صدرها - قليلا أو كثيرا - حسب رغبتها في النجاح .. ثم تهزهزت قُبالة الكاميرا وتغنجت وتدللت وتهتكت وتفلّتت صارت مطربة موهوبة تُفتحُ أمامها الأبوابُ وتُغدَقُ عليها الأموال !

إن اللاعبَ الماهرَ بأوراق الكوتشينة قد يُصابُ بالخُسران مرة ولكنه لا ييأس بل يَجِدُّ ويستحثُ مهارته ونبوغه فإذا هو رابح في آخر الأمر ..
وكذلك الانسانُ في هذي الحياة تعترضُ طريقَه العقباتُ .. وقد يُخفِقُ في بعض المحاولات .. ولكنه يتعلم من اخفاقه فينجحُ في آخر الأمر .

وبقيتُ غارقا في فكري حتى انتبهتُ على تصايح اللاعبين إعلانا بإنتهاء اللعب ..
وتعالت الضحكات ..
واختلفتْ سيما الوجوه ..
فمنها الناضرة ..
ومنها العابسة ..

وأيَّا كان فقد ظفروا بهذه التسلية الخفيفة ..
وظفرتُ بهكذا أفكار ..
فأينا كان أربح ؟

العبّادي


العبادي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس