عرض مشاركة واحدة
قديم 21-10-14, 11:59 PM   #230

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Icon26

جزء السابع و الأربعين

~ قوانين نيكولاس ~

تـلكّ الليلة حينما انقلبت الموازين و لعب كل شخص دوره بمنتهى الدقةّ تخطّى البعضّ ذلك الخط الأحمرّ ليعبرواّ ناحية الممنوعّ لم يعد هناك فرقّ
بين الظالم و المظلومّ بين الخطأ و الصـوابّ هذّه الأمسية المظلمة انتهى الـرهانّ أعلن عن الفائزّ كذلك الخاسرّ حينها لم يعد هناك عودة للخلفّ فتح
نايت عينيه الداكنتين متذكراّ أحداثّ التي أدت إلى هذا التغيرّ ثم رسم على شفتيه ابتسامةّ بـاردةّ متهكمةّ ، عندّ إذن قطب ديميتري حاجبيه بعصبيةّ
لم يعد يحتمل البقاء هنا أكثرّ من هذاّ لذلك عـاد بضعةّ خطواتّ للخلفّ ثم نـظرّ إلى ساعته الحادية عشرّ ليلا ..
لابد أن السيد فلاديمير قد أرسل فـرقة أخرى لمساعدتهم فورّ إدراكه عدم وجوده معه و لن يدوم الوقت طويلاّ قبل اقتحامهم المكانّ جال بنظراتهّ في
الأرجاءّ لكي يتوقف حينما لمحّ أليكساندر الذي تمسكه كليرّ بحرص شديدّ ثمّ رمق ماري التي تقفّ بدورها إلى جانب فـرانسواّ تـنظر إليه بهدوءّ حالما
التقتّ أعينهماّ ببعضها البعضّ أشاحتّ وجهها بعيداّ حينها ابتسم ديميتري بسخريةّ ثم عـاد يركز نظراته علىّ نايت قد أعطى إشارةّ ما لأوسكارّ خلف
ظهره
ـ أذناك تسمع شفتيك تبتسم و عينيكّ تـرى لكن أخبرنيّ هل قلبك يصغي ؟ حينما ترجاك نيكولاس لمسامحتهّ حينما طلبت منه سكارليت ترك الانتقامّ حينما
أعربت إليزابيث عن حبهاّ نحوكّ ، حينماّ ترجاك بيترّ للعيشّ توسل لك جونسون من أجل فرصة آخرى حينما و حينماّ .. هل كنتّ تصغي ؟
رمقّ فرانسواّ إليزابيث بصدمةّ أكانت تخبره بكل ما يحدث فيّ القصرّ أكان ديميتري يعلم منذ البدايةّ بأي أمر يصير ؟ تـذكر ما حدث برفقة بيترّ ترجيه
المستمر لنايت بأن يترك الانتقامّ جانباّ محاولته تغير حياتهّ لماذا يعلمون بأدق التفاصيل عنّ نايت ؟ كشفّ معلوماتّ بمثل هذه السريةّ علانيةّ أمر لا يغتفرّ
حينماّ علا تصفيقّ نايت الهادئّ على كلماتّ ديميتريّ و هوّ يتقدم ناحيته قائلا بابتسامةّ باردة
ـ ماذا عنك ديميتري ؟ أتهاجمني و أنت أسوء مني بأميال ؟ تتهمني بالخيانة بالقسوةّ و أنت الأدرى من بين الجميع بالحقيقةّ ؟ إنك منـافق حقيقيّ إذ
أنك قد وقعت ضحيةّ لأكاذيب أنت وضعتهاّ فصدقتها..
أغلق ديميتري عينيهّ بهدوء محاولا الحفاظ على أعصابه إذ لم يكن يجيدّ يوما البقاءّ هادئا أمام نايت إذ أنه يستفزه حتىّ النخاع عـاد ينظر إلى ساعته
بعد ذلكّ نظر من حوله لكي تستقر عينيه على تلك الشاشةّ لم يعد هناكّ مكان للاختباءّ فصوره فيّ كل الأرجاءّ و لابد أن نايت سيحاول إثبات حضوره
لهذه الحفلةّ من أجل إلصاق المزيد من التهمّ به يـجدر أولا أن يعيد استعادة غـرفة المراقبة لكن كيف ؟ زفر بحدةّ ثم عـاد يرمق نايت بكرهّ قـالّ بعصبية
ـ افتح المخارج نايت لا رغبة لي بالحديث معك بعد الآن ..
هذا الحديثّ بالذاتّ لا يريد أن يعيد فتحه علىّ الإطلاقّ فما فائدةّ مناقشة أفعاله ؟ أكاذيبه الآن بعدما قد حدث ما حدث ؟ زفر بغيضّ عندما تقدم نايت
ناحيتهّ بخطواتّ هادئةّ كسولة ثم وقف أمامه لا يبعد عنهماّ سوى القليلّ بعد ذلكّ نظر إليه بعينيه الداكنتينّ ثم قـالّ
ـ للمرة الثـانية خسرت ديميتري لذا توقف عن اللعب .. لم يعد الأمر ممتعا
قطب حاجبيه بعصبيةّ لن يخسر أبدا فليسقط كلاهما أو ليرتفع كلاهماّ أن يفوز نايت مجددا احتمالية هذا غير موجودةّ حتى لو تطلب الأمر فقدان أعز
ما يملكّ فسوف يفعل من أجل الثأر منه سيفعل المستحيلّ ، تقدمّ منه بدوره ابتسم بّخفة قبل أن يرفع قبضته مجدداّ لكي يسددها نحوّ نايت الذيّ أمسكها
بكلّ هدوء حينماّ قـال ديميتري بحدةّ
ـ افتح المخارج اللعينة سحقا لك ..
لمّ يجبه نايت بل اكتفى بابتسامة متهكمةّ قد هز رأسه ببطءّ شديد نافيا طلب ديميتري الذي اغتاظ أكثر ما الذي يريده الآن ؟ أشاح بـوجهه بعيداّ حينما
لمحّ ضوءا أحمر اللونّ بدى كليزر حينها لا إراديا ضحكة بخفةّ أخيرا قرر فلاديمير الظهورّ بينما قطب نايت حاجبيه مراقباّ تلك النافذة بّعينين حادتينّ
قبل أن تظهر عليه ملامح الصدمةّ حينما قال ديميتري مجددا بنبرةّ ساخرةّ
ـ الإفراط في الثقة بالنفس مجلبة للخطرّ ..
بعد إنهاءه لكلماته المتـهكمةّ رفع يده دلالةّ على تحيةّ حينماّ أطلق الـرصاص على إحدى النوافذّ لكي يـعلوا صـراخ الكلّ بينما ضحك ديميتري بخفةّ هو
يمد يده ناحية إليزابيثّ التي أمسكتها بقوةّ بينماّ نـظرّ أوسكار إلى ويليام ببرودّ حينماّ صارت تلك النقطة الحمراء على قلب فرانسوا تماماّ قد جمد الأخيرّ
من الصدمةّ ، قـال ديميتري بّخبث
ـ الآن أريدك أن تسلم عزيزي أليكس قبلّ أن تصيب الـرصاصةّ قلب حارسك و هذه المرة سأحرص على إتمام مهمة جونسون
بقي نايت على حالّه هادئا بينماّ تقدم فرانسوا للأمام لكيّ يدفع كلير و أليكساندر خلفه بينما بقيت ملامحه نفسهاّ لم يكن مستغـرباّ جدا أن يقدم ديميتري
على فعل متهور مثل هذاّ لكن أن يكون هو ضحيته هذا ما لم يضعه فرانسوا أو نايت فيّ حسابهماّ ، ارتجف جسد أليكساندر برعبّ حالما وقعت عينيه
علىّ ديميتري لكي تـنزل دموعه دون إدراكه فأخفض رأسه بيأس قـائلا بنبرة مبحوحة خائفة
ـ أرجوك لا تفعل .. أنـا س
قبل أن يكمل كلامه رمقه ديميتري بنظراتّ غـاضبة حادةّ منبئة بما ينتظره منّ عقاب لكي يلتزم أليكساندر الصمتّ برعب و هو يتـجه لماري مسرعا
لكي يختبأ خلفها مغلقا عينيهّ إلى حيثما وجد الأمان في المرة الأولىّ بينما عض ديميتري شفته السفلى بعصبية واضحّة و هو يصيح قائلا بنبرة حادة
جعلت الكلّ يصدم منه
ـ لا تتصرفّ كالجبان و تـعال إلى هنا أو تظن أنك سوف تهرب مني ؟
ازداد ارتجاف جسد أليكساندر رعباّ لم يعد قادرا على الكلام حتىّ فبدأ بذرف دموعه دون قدرة له بينما نـظر نايت بسرعةّ إلى النافذةّ حيث كان يوجه
الإشعاع مباشرةّ إلى فرانسوا زم شفتيه بّعصبية هوّ الآخر ثمّ رمق بطرف عينه جثة جونسون المرمية بإهمالّ بعدّ ذلك نـظر إلى أليكساندر الذي يختبأ
خلفّ ماريّ ، حتى لو وجد أمرا ليفعله فسيكون قد تأخر الوقتّ زفر بحدة كاد أن يتحدث لما سبقته ماري قـائلة بّنبرة جادةّ و هـادئة
ـ لا تتهور كل كاميرات المراقبة مشـغلةّ و يستطيعّ نايت بأي وقت أن يبث ما يحدث هناّ مباشرةّ فهل تريد أن تثبت للعالم كلـه بأنك مجرم ؟..
رمـقها ديميتري بعصبيةّ و رفع يده بدون إرادته لكيّ يخبرها أن تكف هي عن تهورها حينماّ اعتبر سيد فلاديمير أنها إشارة أخرى لكي يطـلب من
قـناصه تغيير الـهدفّ ناحية ماريّ التي ظهرت الإشارة على جبينهاّ كانت لا تزال واقفة مكانها بهدوءّ تـرمق ديميتري بّجدية الذيّ و حالما رأى ا
لإشعاع موجه نحوها شحبّ وجهه كلياّ قـائلا بنبرةّ مصدومة
ـ ماري أيتها البـلهاء.. سحقـا لك
زفـر بعصبية قد ظهر التردد على ملامحه ليس هذا ما يريد فعله بكل تأكيد أسند رأسه على ذراعهّ بأسى حينماّ نـظرت نحوه إليزابيث بعصبية هي
الأخرى ما الذي يتردد بشأنه ؟ إنها ماري بحق السماء قتلها سيكون كقتل حشرةّ وجودها و عدمه واحدّ حينها اقتربتّ بخطوات سريعةّ للأمامّ كي
تـقول بنبرة حاقدةّ عالية
ـ ما الذي تنتظره ديميتري ؟ ضع تلك الحشرة في مكانها المناسب بحق السماء
رمقها ديميتري بنـظراتّ غـاضبة خطيرةّ لكنها لم تبالي بذلك بل أسرعت نحو أوسكار لكي تأخذ مسدس من بين يديه بكل قـوةّ و تصوب فوهته نحو
ماري هذه المرأة السيدة الثانية التي أخذت مكانهاّ ، عينيها مليئتين بالحقدّ و الكره صـاحت مجدداّ بعصبية
ـ إن لم تأمره بقتلها فسأفعل أنا ..
نظرت ماري نحوها بعينيها الواسعتين العسليتين كانت شـاحبةّ نوعا ما لم تكن هذه خطوةّ جيدة بالتأكيد هي دون أن تضطر لنظر خلفها تستطيع أن ت
شعر بّكلمات فلورا الصامتة المؤنبة لهاّ أو بعصبية فرانسواّ بخوف كلير و باضطراب كايل برعب أليكساندر المتمسك بها بكل قوةّ بقلق ويليام عليهاّ و
لم تحتج لأي حروف أو كلمات منّ أجل معـرفةّ ذلكّ لكنّ ليس لأنها تريد إثبات نفسهاّ أو لأنها متهورةّ قد فعلت هـذاّ بل لأنها .. زمت شفتيهاّ بعبوسّ
واضحّ قائلة بسخريةّ
ـ ما الذي تنتظرينه إليزابيث ؟ المسدس بين يديكّ أنا أمامك فما الذي تنتظرينه ؟ ألم تكوني تريدين التخلص مني سابقا ؟ حادثة انفجار السيارة قبل
الزفاف ، إرسال آرثر خلفي ، قبلاتك و حبكّ الجنوني لنايت ، منذ البداية كنت تريدين موتي فما الذي تنتظرينه أيتها البلهاء ؟
ارتجف المسدس بين يدي إليزابيثّ قد احتدت نـظراتها بكلّ حقد لم تعد تستطيع أن تفكر بمنطقية ، فعلا إنها هنا أمامها لا أحد يستطيع إيقافها فلماذا
تنتظر إشارة ديميتري ؟ لما لا تقتلها بنفسها ؟ هذه الوضيعة التيّ اعتبرتها نداّ لها التي أخذت نايت منها حتـى كايل لم يسلم منّها فحتى هو استطاعت
أن تستمليه إلى جانبها ، حيـنما صاحّ ديميتري بنبرة حادةّ
ـ إليزابيث لقد أمرتك أن تضعي المسدس اللعين جانبا فما الذي تنتظرينه ؟
استدارت إليزابيث نحوه تـحدق فيه بتوتر و ارتباك شديدّ قـبلّ أن تعود بنظراتّها إلى ماري الشاحبةّ ثمّ دون أن تكون لها قدرة الـرفض أخفضت المسدس
لكي يأخذه ديميتري من بين يديهاّ بعصبية بالـغةّ بعد ذلكّ رمق نايت المبتسم بسخريةّ لكيّ يتحدث بحدة
ـ لا تعتقد أنك تتلاعب بي مجددا نايت فلست أنا من يخدع مرتين و من نفس الـشخصّ ، لذا امسح تلك الابتسـامةّ الساخرة من شفتيكّ فلم أنتهي بعد ..
عينيه كانتا تـراقبان تحركاتّ نايت الهادئةّ الكـسولة بترقب منتـظرا أي خطأ يفعلهّ بينما هو بدوره يتقدم نحوه بـخطواتّ سريعةّ واثقةّ لكنّ أيضا مضطربةّ
قد فقد سيطرته على نفسهّ أو يظن أن بوجودها هناّ فسيتردد ؟ مـاري لا تعني شيئاّ له هي ليست أكثر من دمية يرغب امتلاكها لأنهّا و فقطّ ملك لنايت ،
زفرّ بحدة و لم يعد يقدر احتمال الأمرّ يظن نايت أنه يسير كل شيء حسبماّ يريد و فعلا هوّ كذلك فحتى لو لم يدركّ الآخرون ذلكّ إلا أنهم يسايرونه دون
دراية منهمّ ، قطب حاجبيه و قـال بنبرةّ عصبيةّ غاضبة
ـ عـودة ديميتري ماكاروف من الموت ؟ أو تظن أن هذاّ عنوان سيجلب اهتمام الصحافة ؟ أنت لم ترى شيئا بعد أيها اللقيطّ .. سأكشف عن قضية
نيكولاسّ سأفعل لكن كذلك عنّ الـرهان و عن خيانتكّ له أيضاّ عنك أنت الـطفل الغير شرعي له الذيّ فعل المستحيل من اجل إثبات نفسهّ استعمل كل
الطرقّ جميع الوسائلّ ليبرر غـايتهّ ، ..
نـظر إليه نايت بهدوء ثمّ أغلق عينيه لوهلة من الزمن أخفض رأسه هوّ يتلاعب بخصلات شعره الأسود من الأمامّ بكل عـشوائيةّ مستمعا لكلماتّ
ديميتري بعد ذلك رفـع مجددا رأسه و ابتسم ببرودّ قائلاّ بنبرة بـاهتةّ مبحوحةّ
ـ تـلك كانت قوانين اللعـبة ديميتري من يسرعّ في تنفيذ أوامره ينال استحسانه ، و أنا كنت مجرد لاعب فقطّ في قطعـة الشطرنج تلك مثلك تـماما
أو تظن أنه كان يحبك ؟ نيكولاس لم يحبب أحداّ لا أنا و لا أنت و حتمـا ليس والدتي أو والدتك لقد كنا نحن جميعا بمثابة تسليةّ ألم تدرك هذا بعد ؟
أشـاح ديميتري وجـهه بعيداّ قد أظلمت ملامحّه بأكملها متـذكرا تفاصيل تلكّ اللـعبة و القوانينّ التي أملاها عليهمّ نيكولاسّ كانت قـاسية أقل ما يقال
عنهاّ هز رأسه بسرعة نافيا هذه الأفكار و قبل أن يتحدثّ لاحظ نظراتّ نايت المستاءةّ قد أكمل كلامه بّنبرة حادة قليلا
ـ دعني أنعش ذاكرتك قـليلا، ما هو القـانون الأول من اللعبة ؟ لما اكتـشف نيكولاس كونكّ لا تأخذ أمر هذه اللـعبة بجديةّ ما الذي فعله ؟ أو اسم
سـيرينا يذكرك بشيء ؟
شـحب ديميتري كلياّ و بدأت أطرافه بالارتجاف اسم سيرينا بالطبـعّ كان هـذا اسم يعود لصديقته الأولى رفيقته طوال طفـولته كانت بمثـابة النور
لحياتهاّ و كانت أغـلى ما يملكّ ، كانتّ مخلصة لهّ أو هذا ما ظنه إلى غـاية أخذ نيكولاس لها منهّ سلبها منهّ كما لو كأنها لم تكن في يوم ما له أمام
عينيهّ رأى خيانتهاّ
كعـادتهّ فـتح البـاب المؤدي لغرفةّ نومّ نيكولاس كي يسلمه تقريره عن الحفلة السابقةّ زم شفتيه بعبوسّ و هو يـرى نـايت الفتىّ ذو الـرابعة عشر
من العمر يقفّ في أحد الزوايا المظلمة ممسكاّ بمسجل ما يستمع إليه بشرودّ فتوقف ديميتريّ قـليلاّ بترددّ ثمّ اتـجه نحوّه وضع يده علىّ كتف نايت
قـائلاّ بنبرة ساخرةّ متهكمة
ـ ماذا بك كأنك رأيت شبحا ؟
حينها أجفل نايت بقوةّ و استدار نحوه مسرعاّ كان وجهه شاحبا للغـايةّ رأسه مضمد قد تسللت بضعةّ خصلات على جبينهّ من خلف الضمادةّ كان يبدوا
مرتعبا فتحّ شفتيه لكي يتحدثّ لكنه ألتزم الصمتّ هوّ يستدير مغـادراّ حينها هزّ ديميتري كتفيه بعدمّ مبالاةّ و هوّ يتجه إلى غرفة نيكولاس مصفراّ ببرودّ
سوف يسلم تـقريره ثم سوف يعودّ للعب بأعصاب نايت مجدداّ ، هذا ما ظنه و هـذا مـا قالهّ عـندما فتحّ البابّ لكي يـرى رفيقته الوحيدةّ آخر من تبقى
له تـقبل نيكولاس بشغفّ بينماّ كان الأخير جالساّ على سريره تـاركاّ لها حريةّ فعل ماّ تشاءّ ارتجفّت أناملهّ بقوةّ عندما لمحه نيكولاس لكي يدفع سرينا
بعيدا عنهّ بخفة قبل أن يضع ذراعيه حول خصرهاّ العاري قـائلاّ بنبرةّ خبيثةّ ضاحكةّ
ـ ما الأمر ديميتري ؟ هل رأيت شبحا ؟
،ارتجفّ كيانه بأكملهّ و نـزلتّ دمعـة وحيدة كانتّ معلقة على رموشهّ لكي تتسلل و تأخذّ طريقها من بينّ وجنتيهّ إلى أسفل ذقـنهّ حينهاّ ركض أوسكار
فـجأة مسرعاّ إلى نايت و سحبه من يـاقة قـميصه نحوه قـائلاّ بعصبية حادةّ
ـ هل أنت بشر ؟ ألا تـدرك مدى ..
رمـقه نايت بهدوءّ ثمّ أشـاح هو الآخر وجهه بعيداّ هل أنت بشرّ قـال كمّ من مرة أضطر إلى سماع هذه الكلماتّ ؟ نـظرّ مجددا إلى ديميتريّ الذي يجاهد
نفسه كي لا يفقد أعصابه و أن لا يستسلم إلى ذكرياتّه حينهاّ تغيرتّ ملامح نايت لكيّ يظهر اليأس عليهّ و بـحدةّ دفع أوسكار بعيدا عنه لكي يخطوا
خطواته نحوّ ديميتريّ لكمـه بقوةّ في معـدتهّ ثم أمسكه قـائلاّ بعصبية
ـ مـا الذي فعله نيكولاس لكي يستحق ولائك ديميتري ؟ أي جانب منه تـراه يستحق الإعجاب ؟
دفـعهّ إلى الجـدار الذيّ خلفه لكي يرتطم جسده بقـوةّ عليه قد ظهرت عليه تعـابير الألم الشديدّ بينما عينيه السوداويتين كانتا تراقبان نايت بـنوعّ من
الـحيرة الـصدمةّ و عـدم الـرغبةّ في الاستماعّ حينها ازداد غـضبّ نايت لكيّ يـلكمه مجدداّ قـائلاّ بنبرة حـادة مبحوحـةّ عـالية
ـ لمـاذا تـسعى خلفي ؟ لمـاذا تـريد قـتلي ؟ بـحق السماء لمـاذاّ و نحن إخوة ؟ أنـا لا أفهمك .. أنا حقا لا أستطيع فهمّك بعد الآن
ضعفتّ قبضـة نايت شيئاّ فـشيئا قد ابتعدّ عن ديميتريّ بخطواتّ بطيئةّ ممسكا برأسه قدّ ضعف تنفسه أيضا قد مـرتّ تـلك الذكرياتّ عليه كماّ لو كأن آلاف ا
لأسهم تخترقّ ظهره ، ظهر من بين عينيه نيكولاسّ رجل في منتصف الثلاثينات ينـظرّ إليه من أسفلّ عينه بابتسامة تعـلواّ شفتيه وجههّ المتهكمّ و الـساخرّ
قدّ أشـار على شيء مـا قـائلاّ بنبرتهّ الخبيثةّ الضـاحكةّ
ـ ناي ما رأيك بـزياتنا ؟ هل نالت إعجابك ؟
كـانّ وجهه شـاحباّ بالكاد يستطيـعّ الكلام هو يـرى والدتهّ معـلقة بحبل إلى أعلى السقفّ في تلكّ الغرفة البسيطةّ ، مـدّ أنامله المرتجـفةّ للأمام كي يمسك
بيدها لكنّ و حالما لمست بشرتهّ بشرتهاّ الجافةّ أعـاد يده لا إراديا إلى الخلفّ كاتمـاّ صوت شهقته كيّ يخفض رأسه للأسفلّ حينما اقترب نيكولاس منّها و
هو يحيطّ خصرها بذراعه قـائلاّ
ـ لقد قـالت أعد لي نايت و إلا سوف انتحر .. أعتـقد أنها كانت جادة في كلماتها للأسفّ ، أنظر إليها ناي ألا تـبدوا مضحكـة ؟ تهددني بالانتحار ؟ أو لا تدري
أن حياتها مقـارنة بالحشرةّ فهي أقلّ بالنسبة لي
ضحكّ بـخفةّ و هو يّحرك خصلات شعرهاّ الأشقر بعشوائيةّ حينما رفـع نايت رأسه نحوهّ نـظر إليه بعينينّ بـاردتين للغـايةّ حادتينّ و باهتتينّ حركّ
رأسه للجهة اليمنىّ قليلاّ منحنيا إياهّ قد ظهرت على شفتيه ابتسامةّ غـريبةّ بينما كان جسده بأكمله يتوقّ لقـتله لنزعّ تلك الضحكةّ من فمهّ لإيذاقه طعمّ
الموت و لجـعلّ جسده ذاكّ يصمتّ للأبدّ أن يتوقف عن التنفسّ ، تـحدث بنبرتهّ المبحوحةّ الغـريبة
ـ أخبرني نيكولاسّ ما الشيء الأحب إلى قلبك ؟
رمـقهّ نيـكولاسّ باستغراب بعدّ ذلك ابتعد عن سكارليت التيّ قررتّ أن تأخذ حياتهاّ في غـرفته هوّ لعل هذاّ سيجـعله يّرتعب قليلاّ لعل هذاّ سيجعله يتذكر
ما فعلهّ لكن هيهتاه ، تـقدم من نايت بخطواتّ كسولةّ قـائلاّ ببرود
ـ أنا ؟ .. الـثـروة ، الـشهرة ، المـالّ لقدّ أحببت الأشياءّ التي لا يمكن إيذائهاّ لكن لماذا تسأل ناي ؟ أتـريد أن تأخذ أغلى ما أملك ؟ هل تـريد أن تطبق
قانوني علي أنا سيده ؟
ازدادت ابتسـامة نايت اتساعاّ و غـرابةّ أقـال يريد أن يطبق قانونه عليهّ ؟ هز رأسه نفياّ و قد بدأت يديه بالارتجاف أكثر فأكثرّ متلهفتين لأخذّ دمه
كي يتحدث بنبرته المبـحوحـةّ الغريبة
ـ لا على الإطلاقّ .. أنا لن آخذ ما تـملك بل سأجردك منه ، شهرتك مالك ثروتك و كبريائكّ سوف أجردك منـهم جميعاّ
ضحكّ نيكولاسّ بـخفةّ و حرك خصلاتّ شعره الأسود بّعشوائية لكيّ يبتعد مغـادراّ قد رفع هاتفه ليتصلّ ببيتر لآخذ جثة ابنتـه الهاربةّ حينما أغلقّ الباب
خلفهّ تقدم نايت بخطوات مرتجفةّ متعثرةّ لجسد والدته بّعناية شديدة نزعّ ذلك الخيط الملتف حول رقبتهاّ كي يضعهاّ أرضا نـظرّ إليها بعينين واسعتينّ
مصدومتينّ ثمّ أخفض رأسهّ ببطءّ قبل أن يضعه علىّ صدرهاّ مقاوما دموعهّ ، يريدّ تأنيبهاّ لماذا فعلت هذاّ و هي تعلم جيداّ أن نيكولاس لا يباليّ بها ؟
يـريدّ لومهاّ لما وقعت فيّ حب رجل مثـله ؟ يـريدّ توبيخهاّ لما أنجبت طفلا مثـله ؟ لماذا أحبته ؟ لما تـريد استعادته ؟ لما أنهت حياتها ؟ ..
أمسك نايت برأسهّ بقوةّ أجل سره الصغيرّ السرّ الذي لا يعلمه أحد سواه و نيكولاسّ و بيترّ ، سرّ وفاة والدته الحقيقيّ لم تكن وفاةّ طبيعيةّ بل كانت
انتحارّا نيكولاسّ دفعها لذلّك شحبّ وجهه بأكملهّ فاستدار بهدوءّ مقاوما صداع الذي انتباهّ كي يتحدث بنبرةّ باردة
ـ فـرانسوا افتح الأبواب ..
بـعدماّ قال أمره أومأ فرانسوا بالإيجابّ منفـذا بينما رمقه ديميتريّ بعصبيةّ قبل أن يستدير هوّ الآخر فأمسكه أوسكارّ من ذراعها جاذبا إياهّ إلى المخـرجّ
خلفهما كل من آرثر و زوجـته و إليزابيثّ التيّ ألقت نظرة أخيرة على كلا رجلي لبييرّ قبل أن تختفي عن أنظار الجميـعّ .. بينماّ و حينما وصلّ ديميتري
إلى البـوابةّ استدار مجدداّ نحو نايتّ الذي أعطاه ظهره ثـمّ قـال بهدوء
ـ أنت تفهمني جيـدا .. و أنا أيضا فلا تسألني و أنت مدرك للإجابة








لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس