عرض مشاركة واحدة
قديم 30-10-14, 10:42 PM   #30

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


ـــــــــــــــــــــــ


الفصل التآسع




( “لماذا يموت الحب يا ملاكي الصغير ؟‎ ‎‏ ‏
لماذا تخبو تلك الجمرة المقدسة لتصير رمادًا برغم لهيبها الذي أحرقنا يوماً ؟
يبدأ فقدان الحب بأن نكف عن العطاء بعدها نكف عن الأخذ...” ) - مقتبــس -
عن أحمد خآلد توفيـق ...




كمآله للأحدآث المتوتره بضغط عصبـي شديـد على كلّ من فـ الطوآرئ ...
تجمعو حولهآ في محآوله لرفعهآ ونقلهآ للتروللي بخطوآت روتينه منتظمـه: يــللآ .. هـــآآ .. وآحـــــد ، إثنيـــن ، ثلآثــــــه
برآ الغرفـه ..
صآح وآحد من الأمن بـ ثنتين من الممرضآت: أحدّ إتصل بمعآرفهم !! شوفوآ بطآيقهم وتبـع من هآلحريم !!

/
/
/


بغرفة العمليآت كآنت بلآ وعي .. وجههآ شآحبّ .. فقدّ لونـه إلى حدّ تحوله للون الأبيض ! جفت شفتيهآ المشققه مآخذه اللون الأزرق بنفسجـي ..
ممده على السرير الأبيض والأنوآر مسلطـه عليهآ .. ثنتين من الممرضآت حآجبين بغطآ نصهآ الأعلى عن النص الأسفل ..


دخل بعد مآلبس ملآبس الجرآحه المعقمه مفرق أصآبعه عن بعض يعدل القفآزآت البلآستيكه .. قرب منهآ عند رجولهآ وهو يسأل عن الحآلـه ..
وآحد من دكآترة الإمتيآز المتدربين: حآدث سيآره بمدخل المستشفى
رفع رآسه ينآظره معقد حآجبيه: وشلون حآدث يصير هنـآ !! بمدخـل المستشفــى !!
سعود: وآحد كآن مسرع بيلحق جمآعته الظآهر إنهآ كآنت حآلة ولآده مستعجله وهذي ظهرت قدآمه فجأه ..
رفع رآسه لوجههآ بس مآيشوف شي .. الغطآ كآن حآجز عن وجههآ يمنعه يشوفهآ ..


سعود: وش بنسوي دكتور ؟!
رفع رآسه له بصدمـه من سؤآله .. سمع بعدهآ أصوآت ضحك من الموجودين وهمسآتهم الخفيفـه ..
- بنبره جآده حآزمه - : والله مآدري .. علمنـي إنـت .. الظآهر هنآ انتم اللي تسألون وانآ اللي أجآوب مو العكـس !!!
بلع ريقه بتوتر متفشل من حآله: دددد .. دكتـور عــ ... ععععـ .. عــديّ !
عديّ وهو مشغول بـ الجرآحـه فـ هآلسآق المتضرره: أهآ .. قللـي وش نسوي مع هآلحآله !
سعود: دكتور علي قآل .. قآآآل .. آممممم ... - حرك نظره لبآقي دكآترة الإمتيآز زمآيله يبي يشوف أي ردّ فعل لهم إنه يكمل إللي بيقوله ولا ينطم سآكت أحسن بدآل مآيخربهآ أكثر .. بس مآلقى اي ردّ حتى بملآمحهم -


كمل وهو بآيعهآ تجي مثل مآتجي: دكـتور علي قآل بتـر
عديّ وهو مشغول بوقف النزف والممرضه على يمينه تسآعده: دكتور علي قآل كذآ !!
سعود: أيوه هذآ مآظنـه دكتور علي وإنّآ بـ الطوآرئ
عديّ بإستنكآر: مآظنـه !!!!
أردف بإستخفآف :وإنت وشهو ظنـك ؟!
سعود بتوتر وآضح وهو يمسح جبينه المتعرق: ي ي ي يععععـ .. يعنـي .. يعنـي مآرحّ أعدل على كلآم دكتـور
رمقه عديّ بنظرة تحقيريه سريعه وهو رآفع له حآجب وآحد: كلآم دكتـور ؟!! وإنت حضرتك وش تكـون !! حـدّآد !
هزّ رآسه بقلة حيله .. مآفي فآيده مع المبتدئين وسذآجتهـم ..


إنتفض جسمه بحركه ملحوظه لمآ دآست على رجوله هآمسه له: يآغبي إنت الحين بموضع تقييم وهو يختبرك .. كآن عندك شي قوله الحين وبسرعه
سعود بنفس الهمس: شي زي ايش !!
تنهدت بنفآذ صبر: يآلله على هآلغبآء وآنت شلون دكتور .. أي شي ممكن يسآعد .. أي إقترآح

رفـع يده بسرعه متنحنح ..
نآظره عديّ بقرف - نظره سريعه - : خيــر !
سعود: إقترآح ..
عديّ: وش عندك !
سعود: شرآئـح .. نركب شرآئـح
عديّ بتركيز على الأوتآر إللي يحآول يوصلهم: آممم تمآم .. وبتقدر على هآلشـي !!
نزل سعود يده المرتجفـه وعيونه معلقه على زميلتـه سآره إللي هزت له رآسهآ بـ الموآفقه تشجعـه
سعود بثقه: بوجودك وتحت إشرآفك إنشآلله بقدر
رآفع راسه بنبره حآزمه له: رآقبنـي وخلك معـي .. بسألك عن كل خطوه بسويهآ

/
/
/


مرّ الوقت إللي تمت فيه العمليـه إللي كآنت سهلـه وبسيطـه بـ النسبه لـه .. وقرآر البتـر إللي كآن مقترح بشكل مبدئي وسط ضعط عصبـي ونظره مشوشه لطبيعـة الحآله بـ الطوآرئ مآكآن بمحلّـه أبدّ .. سكـت عنـه عمداً كآن منتظر احد يجآريـه ويصحح له هآلإقترآح الخآطـى بمجملـه ..
فسخ قفآزآته ورمآهم بـ السلـه .. طآلعهآ بنظره عآبره بعد مآنزلوآ الغطآ الحآجز وغطوآ جسمهآ ..
مآإستوعـب ورجـع بسرعه خآطفـه ينآظرهآ مره ثآنيـه ..

قرب من السرير بخطوآت سريعه وهم يتجهزوآ لنقلهآ ..
بعد الكمآمـه عن وجهه المصدوم بجمــــووود ..
لآحظت سآره ملآمحه إللي تبددت وشحبت فجأه بصدمـه قويـه للحين مو مستوعبهآ ..
- سألته بإستفسآر - : خير دكتور عديّ .. تعرفهــآ ؟!!



======
-----------
======




بنفس محيط المستشفى بس بجوّ أقل توتـر ...
رفعت جسمهآ بصعوبه مغضمه عيونهآ بألم .. نآظرت بـ الممرضه حصّه وهي تغرز إبرة مسكن بكيس الجلوكوز المعلق ..
إبتسمت لهآ حصّه تطمنهآ: بتصيرين أحسن إنشآلله
نزلت عيونهآ لأصآبعهآ المشبوكين ببعض - بنبره حزينه خآفته - : تعودت .. مو الأولى ولآ الثآنيه ولآ الثآلثه هـه ولآ حتى الرآبعه
حصّه: اذكري الله .. هو بيعوضك انشآلله ترآه مقدر ومكتوب لآ تكرهوآ شيئاً وهو خيراً لكم ..
رمشت بعيونها وهي تهز راسها بقلـة حيله زآمة شفتيهآ الرقيقه بأسى لتنزل دمعه يتيمه كآنت معلقه بأهدآبهآ ...



قربت منهآ حصّه سآحبه يدهآ اليسآر بين يدينهآ برآحه: إذكري الله
نآهد بهمس: لآ إله إلآ الله ...
حصّه: إتصلنآ بزوجك هو الحين فـ الطريق لهنآ
رفعت رآسهآ بصدمه شلون هآلموضوع غآب عن ذهنهآ .. " يآويلي .. يآويل حآلي .. ويلك يآنآهد وين بتروحين من هآلمصيبه .. بيقولون له مرتك سقطت جنينهآ وهو صآر له شهرين مآمسنّــي "
عقدت حصه حآجبيهآ بـ استغرآب لردة فعلهآ المتمثله بصدمه للحين مآفآرقت ملآمحهآ !
شددت على يدينهآ تنبههآ: إنتـي بخيــر !!
رفعت نآهد رآسهآ بملآمح مسكنـه تترجآهآ: طلبتك أمـــآآآنه
حصه: إيـه سمّـي ..
نآهد: لآ تعلموه .. لآحدّ يعلّمـه بـ الله طلبتكـم


تقطبت ملآمح حصه بـ إستفهآم مآتدري وش قصدهآ - سألتهآ بـ إستفسآر أوضح - : من قصدك نعلّـم .. وإيش نعلّـم ؟!! أنآ اللي مشرفه عليك
نآهد بتأكيد: مآحد غيرك ؟!!
هزت لهآ حصه رآسهآ بـ الإيجآب
أردفت نآهت بتوصيه شديده ورجآ بنبره صوتهآ: أمآآنـه أمآآنـه لآتعلمـي زوجي بتسقيطـي .. هو أصلاً مآكآن يدري عن حملـي .. توني اليوم كآن أول يوم كشف من بعد إختبآر الحمل إللي سويته بـ البيت ..
رفعت رآسهآ لحصـه إللي تقريباً ومن ملآمحهآ بآن إنهآ فهمت عليهآ ..
كملت نآهد: مآبيه يزعل ويآخذ بخآطره .. وده بولد من زمآن وإنتي تدرين بسآلفة كلّ محآولآت حملـي من قبل .. إنتي كنتي الممرضه المشرفه مع دكتوره صفآء أشرف مـو ؟!
هزت حصه رآسهآ بتفهم مبتسمه: أبشري مآبقولـه ..


حررت يدينهآ من يدّ حصهآ وامسكتهآ هي مشدده عليهآ بنظرة ترجي: وعــــد !!
حصه بتأكيد: وعــد .. مآبجيب خبر عن الإجهآض أبدّ
نآهد - بسرعـه - : ولآ عن الحمل بكبـره .. مآكنـه صآر .. تكفيـن يــآآآآ ...........
حصه بـ ابتسآمه: حصــه
إبتسمت نآهد بتعب: تكفين يآحصه .. المشكله مب بزعل زوجي .. أهله بينقدونـي .. مآرحّ يبطلون حكـي وآنغبن أنآ
حصه بـ إستيعآب تآم لكلآمهآ بعد مآ اقتنعت بحجة نآهد إللي مآكآن بهآ أي شك: ولآ يهمك .. لآتشيلين شي بخآطرك من هآلموضوع .. مآحدّ بيعرف أبدّ وإن سألوآ عن الحآله فهي مجرد صدمه على أختك ..



فتحت عيونهآ بفجـع توهآ تتذكر أختهآ .. همست بخفوت وسط صدمتهآ: صيتــــه
صآحت بحده والدموع متجمعه بعيونهآ: صيتـه .. صيته صيتـه .. صيتــه آختي وينهــآآآ .. وين أختي .. وش صآآآر عليهــآآآ
فكت يدينهآ مبعده عنهآ الغطآ الأبيض تحآول تنزل عن السرير ..
ثبتتهآ حصه بمقآومه: لآ حول ولآ قوة الآ بـ الله مآيصير كذآ
بمقآومه شديده من نآهد برغم تعبهآ ووضعهآ الآ أنهآ فكت يدينهآ من حصه ونزلت رجل وحده عن السرير ويدهآ الثآنيه على وسطهآ بألـم .. تأوهت بوجع وهي تقآوم تعبهآ: صيته يآرووحي .. يآقلب أختك وش صآر لك
رجعت ثبتتهآ حصه وهي تدفهآ من كتوفهآ ترجعهآ للسرير: تطمنـي على أختك توهآ طلعت من العمليآت ومآعليهآ شـرّ ..


هآلكلآم إللي قآلته الممرضه حصه وظنها بيريح نآهد ويهديهآ إلآ إنه كآن فآجعه على مسآمعهآ: وشهــــــــــــــووووو .. عمليـآآآآت !! ليييييــش .. لييش عمليآت وش إللي صآر لأختي .. إبعـدي .. إبعــــــــــــــدي عنــي - قآلتهآ بعنف وحده وهي تدف حصه تبعدهآ عنهآ -
طآح العمود إللي كآن مثبت عليه الغذآيه وفلتت الكآنه من ظهر يدهآ .. صآحت بألم وهي تبكـي من وجـع الكآنـه لمآ إنفصلت عن يدهآ ..
دخلو ثنتين من الممرضآت الفلبينيآت وحده منهم سآعدت حصه في تثبيتهآ كل وحده من يدّ والثآنيه بخفه وإحترآفيه وبحركه غير ملحوظه ضربتهآ إبره مسكنه خدرت أطرآفهآ وأخذتهآ بثوآني لعآلم اللآوعــي ..

فكت حصه يدينهآ مقطبه ملآمحهآ بحزن على حآل نآهد: لآ حول ولآ قوة إلآ بـ الله .. الله يصبرهآ على مآبلآهآ



خرجت من الغرفه مقطبه ملآمحهآ بضيق على حآلهآ .. قرب منهآ بسرعه وملآمح الفجع متمكنه من تعآبير وجهه لأقصآهـآ وهو يلحق الممرضه حصه: نآهـــد .. نآهــد وش فيهـآآ .. هي بخيـر !!
حصه بإستفهآ: إنت آدم زوجهـآ ؟!!
عقد حآجبيه بإستغرآب " زوجـهآ !!!! " - بلع ريقه بتوتر - : إيـه أنآ آدم بس مو زوجهآ .. علميني نآهد فيهآ شي ؟ صآبهآ شي ؟ هي بخير !! تكلللمـي وش فيك سآكته
رمقته بنظرة حآده " مآبطل أسئله ولآ عطآهآ فرصه تحكي ويلومهآ الحين ليش سآكته " ..
رفعت حآجب وآحد بإستنكآر " كل هآلخوف والفزع ومآهوب زوجهآ !! أول مآ أسعفوهآ مآكآنت تنآدي غير بإسمـه وإسـم صيتـه .. ويوم شآفو جوآلهآ آخر مكآلمه وآرده ومستلمه ولم يردّ عليهآ ثلآثتهم بإسـم آدم .. والحين هذآ هو آدم بس مب زوجهـآ !!! "
سألت ببرود: وإنت من تكون ؟!!


دفهآ من كتفهآ لمآ صكهآ بكتفه وهو يبعدهآ عن طريقه بيدخل للغرفه ..
ثبته بجمود صوتهآ الحآد: لآتدخل الغرفه فيه حريـم غيرهآ ..
لف وجهه لهآ وهمس بغير قصد .. حس صوته شـحّ وبـحّ من رعبه وخوفه عليهآ: هـي بخير ؟!!!
هزت رآسهآ بـ الإيجآب تطمنـه: الحمدلله مآبهآ شي ..
قرب منهآ مميل رآسه مضيق عيونه بإستفسآر: متأكده ! يعنـي .. يعنـي مآصآبهآ شي !! وضعهآ تمآم !! أقصد يعنـي .. يعــ .. يعنـي .. - حرك يدينه على بطنـه كإشآره -
بس كآن متلعثم ومو قآدر يجمع كلآمه بشكل مفهوم .. مسك جبهته بيده مآخذ نفس مسموع ..


ضيقت عيونهآ بشك من حركته هذي وهو يأشر على بطنه وسؤآله المبطن لهآ بشك " يمكن يدري عن حملهآ !! بس لآ .. حتى وإن كآن يدري مآبقول شي "
تكلمت بثقه: تطمن يآخوي هي الحمدلله بخير .. مآصآبهآ شي .. مجرد صدمه على أختهآ بس مو أكثر
آدم: أختهـآ !!
حصه: إيه أختهآ .. أختهآ هي إللي صآبهآ الحآدث وتوهآ طلعت من العمليآت
أشر لهآ بيده يسكتهآ شوي: لحظه لحظه معليش
حصه: ايوه أخوي
دخل يده بجيب ثوبه مطلع جوآله .. صآر يدور بعبث وتوتر بين الأسمآء يحس نفسه حتى مو قآدر يجمع الحروف ويربط الأسمآء ..
مدّ لهآ الجوآل: لو سمحتي هذآآ .. هذآ الرقم دقوآ عليـه .. خبروه بآللي صآر
نآظرت بـ الجوآل مستغربه ومو فآهمه شي ..


أردف يلحقهآ قبل تسأله أي شي بعد مافهم تعآبير وجههآ المستفهم بإستغرآب: هذآ رقم أبوهـم .. علي عبدالرحمن .. دقـوآ عليـه ..
حصه بشكّ: وإنت مو من الأهل ؟!
آدم وهو يحآول يدور تصريفه لهآلورطه بس يحس عقله الحين مشلول ومو قآدر يفكر بأي شي مآكآن يدري إن الموضوع بيوصل لصيتـه أختهآ وأنه حآدث .. وأنه بيتم إستدعآءه بصفته زوج لنآهد .. بأي حق هو إللي يستدعونه دون عن أي أحـد !!!


آدم: لآ من الأهل .. بس أهل زوجهآ .. أقصد إللي بـ الغرفه - أشر بعيونه على بآب الغرفه ورآهآ بتوتر وهو يبلع ريقه -
كمل: بس الموضوع حآدث .. ولأختهآ .. يعني الأولى أبوهآ إللي تستدعونه هو صآحب الشآن والصفـه ..
حصه بشبه إقتنآع: آمممم طيب تفضل معآي للشئون يآخذون الرقم ..
مشى ورآهآ غآيب الذهن مآيدري كن قلبه هدى وتطمن إنهآ بخير ولآ مآزآل بعده مقهور ومنآه ينزل هآلحمـل بأي طريقه .. أي طريقه غير أذآهآ ..


/
/
/


توجه للغرفه إللي هي فيهآ بعد مآعطآهم الرقم وهو مآله أي عذر .. كآن هو إللي طلب أهلهم بصفتـه أحد من الأهل .. وش فيهآ يعني .. بس تحمد ربّـه إنهم فلبين وهنود مشت عليهـم وعلى هآلممرضه السعوديـه إللي مآإعترضت أو شكت بـ الموضووع شكله مشغلهآ سآلفـه ..

قرب من سريرهآ شآد الستآره عليهم .. مسك كف يدهآ الموصل بـ العذآيه وهو يتحسسـه بطرف إبهآمـه ..
توهآ وإنتبهت وفكت شوي من الخـدر .. لفت وجههآ عليه بنظرآت إنكسآر بعيون مدمعـه ..
حسّ نبضآت قلبه تتسآرع برغم قهره وغضبه منهآ " أعشقهآ يآبشر .. جعل كل أذى الدنيآ كله فيني ولآ يجيهـآ "

سحبت يدهآ من يده شآبكه يدينهآ الثنتين على بطنهآ - هآمسه بحزن - : مآ أقدر يآ آدم .. مآ أقدر أنزلـه ..
تعلقت عيونهآ بعيونه بنظرة ترجي - همست - : أبيــــه
رفع رآسه للسقف زآفر نفس مسموع بنفآذ صبر ..
أردفت نآهد بنبرة ترجي وآهنه مرتجفه: تكفى يآ آدم .. لآ تضغط علي .. أبي أتمم حملـي .. أبـي أفـرح .. تكفـى رجيتك
هز رآسه بـ أسى وقلة حيله .. مهمآ قآل وعآد وزآد الموضوع بيدهآ هي ..


تقطبت ملآمحه بإستفسآر: نآهد إيش درآك إنه من صلبـي أنآ مو بسّآم ؟!!
نزلت رآسهآ عآضه على شفتهآ السفلى ...
آدم بهمس يستنطقهآ: هــآآ !
نآهد: بسّآم صآر له شهرين مآقربني ولآ مسنـي .. مآحد مسنـي هآلشهرين غيرك
تمّ معلق عيونه بعيونهآ بصدمه وعدم إستيعآب - همس بخفوت وسط صدمته - : من جدك تتكلميـن !!
هزت رآسهآ بـ الإيجآب ..
آدم: ودآمه مآمسّك إللي ببطنك هذآ من وييييييييييـــــن ! ولآ بتقولين له بكل هآلبرود إللي أشوفه .. ذآ ولد أخوك .. ولـد آدم


بحزم من بين أسنآنه لآيفقد أعصآبه الحين وهو على شعره: إنتـي . شلـون . تفكريـن . يآنآهــد !! حـتـى أنآ ضآيع منك ومو فآهم تصرفآتك .. وش إللي تفكرين فيـه .. وش إللي ببآلك وإللي ورآك !!
نآهد: لآتشيل همّ .. مآرحّ الزمك بشي .. ذآ إبنـي أنآ .. مآلك دخل فيه .. أنآ بدبر عمري بروحـي
آدم: علميني شلون بتدبرين عمرك .. إنتي مو لوحدك بـ الموضوع
نآهد: برضيـه هآلإسبـوع وبعدهآ بعلمـه إني حآمـل .. أنآ لسآتني بأول حملي مآرحّ يكون فيه شكّ بـ الموضوع ..


ميّل فمه بإبتسآمه سآخره وعيونه ع الأرض بنظرة إنكسآر وألم موجعـه " تحبني وتغآر علـي .. تمتنـع عن زوجهآ لأجلـي .. تحمـل بولـد من صلبـي .. وبكلّ جرأه وقدآمي تصآرحني برضوتهآ لزوجهآ هآلإسبوع لأجل مآيكون عنده أي شكّ يوم إنه يدرى عن حملهآ .. وش إنتي يآنآهـد .. من تكونين بـ الضبط .. وليش كل هآلضعف إللي يتملكنـي وأنتي معـي .. تتعآملين معي بمكـر وخبث وأدري عن هآلشي والمشكله مآشوف فيك غير طيبه وبرآءه .. سِحـر .. مآكنت أدري عنك قبل تدخلين بيتنآ بصفتك زوجه لأخوي .. يوم عن يوم جريتينـي لعندك .. طيحتينـي بشبآكك .. طحت ولآ أنآ دآري شلون أطلـع "


مسك يدهآ الموصله بـ الكآنه ويده الثآنيه على خدهآ يمسح دمعتهآ اليتيمه .. مآيدري هل حقيقيـه ولآ دمعـة تلآعب خبيثـه .. طبـع قبلـة عميقـه برآحـة يدهآ وهو مغمض عيونه بألـم .. علّهآ تفهم وتقدر إحسآسـه ..
فك يدهآ وخرج من الغرفه بهدوء ..

/
/
/


على بوآبة المستشفى .. رفع نظره للسمآ بترجـي ونزل بعدهآ رآسه عآض على شفته العلويه بأسنآنه السفليـه بلوم لنفسه: مستحي منك يآربي .. مستحي ومو عآرف شلون أنآجيك وش أقولك .. وبأي وجـه !!!! بضيــق خآنقــه فتح زرين من أزرآر ثوبه الطويل الضيق إللي محدد قوآمه النحيف ..
مشى لسيآرته بعد مآلمح سيآرة أبو نآهـد وورآهآ سيآرة أخوه بسّـآم ..

/
/
/


بخطوآت سريعه فـ الممرّ سآكن الحركه .. معطيـه ظهره رآفع سبآبته بتأكيد على كلآمه وهو يسبقه بخطوآت: لآ تنسى تعلم دكتور حسن إني بستلم حآلة اليوم وبشرف عليهآ ..
دخل مكتبه وقفله بدون مآيسمع منه أي ردّ ..
جلس على كرسيه وهو يفرك عيونه ويحآول يفتحهم على وسعهم ... يحسّ حآله مرهـق .. وهآلإرهآق جآله ضيـف ثقيـل فجأه ودون أي توقـع ..


سند ذقنه على ظهر كفوفه إللي شبكهم ببعض شآرد بذهنه " كنتي بين يديني اليوم يآصيتـه .. سبحآن الله من أول يوم غيآب لك بسبب الإستقآله وأنآ أفكر بهآلشي .. أروح لمكتب ملفآت الموظفين أدور أي شي عنك .. رقمـك !! واليوم إللي أقرر فيه هآلشي فعلاً وأنآ بطريقي للمكتـب أسمع إستدعآء الطوآرئ لغرفة العمليآت .. أجلت مآببآلي لبعد العمليـه وبعد العمليـه هذآنـي أشوفك ممده قدآمي .. كنتي تحت تحكمـي وتصرفـي .. كنتي بين يدينـي "

تنهـد بـ إبتسآمه متعبـه وهو يتذكر نفسـه وقت شآفهآ ممده قدآمه مغيبـه .. هذي فعلاً صيتــه !! هي نفسهآ ولآ مجرد تهيؤآت .. صرت أتوهم فيهآ !!
هز رآسه بـ النفي مبتسم وهو يمسح وجهه بيدينه: رحتـي ورديتـي لي يآصيتـه .. مآطولتـي !!

/
/
/


شدّ الستآره بقوه وعيونه عليهآ .. قرب منهآ بقلق وخوف وآضح ممسك بيدينهآ: نآهـد فيك شي !! وش تحسين فيـه !
إبتسمت بتعب وعيونهآ مدمعه: مآفيني شي الحمدلله
دنق عليهآ وحبّ رآسهآ بحـب وهو يتحمدالله إنهآ بخيـر ..
بعدت رآسهآ عنه بحده أول مآشآفته قدآمهآ: يوبـــآآآآآآه .. يوبـه صيته أختــي .. صيتـه يوبـه وش فيهــآ
أبوهآ " أبو سلطآن " : تطمني يآبوك قآلوآ إنهآ بخير مآفيهآ إلآ العآفيه


نآهد: منهم إللي قآلوآ .. يوبـه تكفـى روح بنفسك وتطمن عليهآ مب رآضيين يفكونـي أبرووح لهآ
قرب منهآ مآسك بيدهآ ومشدد عليهآ: إهدي يوبـه هي الحين بـ العنآيه من بعد العمليـه
برقت عيونهآ بفجع .. صآحت بحده: وشهـــووو عنآيــه !! ليش يوبـه .. لآتنكـر شي عنـي .. مآحد يدخل هآلعنآيه إلآ بـ الخطـر يوبه علمنـي الصدق الحين تكفــــى أختي صيتـه وش فيهآ ...
فكت يدينهآ الثنتين من يدّ زوجهآ بسّآم ويدّ أبوهآ وهي تضـرب وركيهآ بنـدب: ويــلـــي ويــلآآآآآآآه يآنآآس علمونـي وش فيهـــــآآآآآآآآآآ


أبو سلطآن بحزن من حآلة بنته نآهد وإنهيآرهآ: لآحول ولاقوة الآ بـ الله
نآظرت بسّآم بترجي وهي مآسكه بذرآعه وتشده: بسّآم تكفى طلبتك علمـني أختي وش فيهآ
بسّآم: إستهدي بـ الله يآنآهد والله مآفيهآ شي .. إصآبه برجلهآ سوو لهآ عمليـه والحمدلله جبرت .. بخير ومآبهآ من سـوء .. هي بـ العنآيه فتره مؤقته بس من بعد العمليـه توهآ طآلعـه الحيـن .. شوي وبنروحلهآ وبتجين معنآ بعـد ..


حولت نظرهآ لأبوهآ بتأكيد: ترووح الحيــن .. يوبـآآه إنت وبسّآم تكفوون روحـوآ الحيـن .. خذوونـي لهآ أبآ أشووفهآ
أبو سلطآن: نآهد يوبه وش بلآك .. إذكري ربك مآيصير تجزعين كذآ .. أختك بخير الحمدلله .. شوي وبنروح لهآ
تقطبت ملآمحهآ بـ إنكسآر وبوهن وآضح بصوتهآ: أخــــآآف .. أخآف أفقدهآ يوبـه ..


رفع أبوهآ عيونه لبسّآم إللي هزّ رآسه بتفهـمّ لخوفهآ المفرط على أختهآ من بعد فقدهآ لأمهآ وبنفس السبب حآدث سيَـآره .. وإلتزآمهآ من ذآك اليوم برعآية صيته أختهآ .. برغم زوآج أبوهآ من بعد وفآة أمهم بسنـه وحده بـس إلآ أنهآ أبـتّ أن زوجة ابوهآ تتدخل فيهـم بتربيتهـم هي وأختهآ بأي طريقـه .. كآنت نآهد قآيمه بدورين دور الأم والأخت بـ النسبه لصيتـه .. تكبرهآ بس بـ ثلآث سنوآت إلآ إنهآ إحتوتهآ وشآلت مسئوليتهآ وتربيتهـآ كأم حقيقيـه لهآ ..



بسّآم: خلآص بنروح إنّآ نشوفهآ الحين بس إنتي خلك هنآ
نآهد: أبي أروح معكم .. تكفـى بسّآم .. تكفـى يوبـه - ترجتهم وهي تنقل نظرهآ بينآتهم بترجي وإستعطآف -
أبو سلطآن: خلك إنتي هنآ الحين بنروح نتطمن ونشوف الوضع لآمنهم طلعوهآ من العنآيه جيتي معنآ ..

هزت رآسهآ بـتوتر موآفقتهـم: طيـب .. طيـب روحوآ يللآ .. روحـوآ بسرعـه
بسّآم: مشينآ يآشيـخ
أبو سلطآن وهو يطلع من البآب: لآحول ولآ قوة إلآ بـ الله .. قل لن يصيبنآ الآ مآكتب الله لنآ ..


/
/
/


كآن بـ الغرفه بعد مآنقلوهآ من العمليآت يوصي الممرضه الفلبينيـه سونآ مآحد يشرف على متآبعتهآ غيرهآ هي وميري بنبطشيـة الصبآح وثنتين من الممرضآت الأجآنب بنبطشية الليـل .. هزت رآسهآ بـ الموآفقه بعد مآ أكـد عليهآ ..
نفـخ هوآ من فمـه وهو يشوفهآ ممدده قدآمه مآيلفهآ غير اللون الأبيض مخدره وغآيبه بعآلم اللآوعــي .. مآيبي أي ممرضه من العرب إن كآنت إيمآن أو نرجـس أو غيرهم يحتكون فيهآ .. مهمآ هدد وتوعـد مآيضمنهـم .. الحريم مآلهم أمآن لآمنهم حقـدوآ ..


لف وجهه جهـة البآب مستغرب - بحـده - : ممنوع الدخول لهنآ .. تفضلوآ لو سمحتـم
سفهه بسّآم متوجه لصيته وهو مقطب ملآمحه بحزن وآضـح ..
أبو سلطآن: طمنآ يآدكتور .. وش حآل بنتـي
ضيق عيونه بإستفهآم: بنتــك ؟!!
أبو سلطآن: صيته بنتـي .. وش حآلهآ .. قللي الصدق أمنتك
حرك نظره لبسّآم بقهر وهو رآفع حآجب وآحد مستنكر تصرف بسّآم وسفـهه لـه .. هذآ غير نظرآت الحزن إللي بملمحـه لصيتـه ..
التفت بعدهآ للرجآل بأوآخر الـ خمسينآت من عمره إلآ إن له لحيـه طويلـه دآكنة اللـون .. وآضح التقـى والطيب على ملآمحه السمحــه ..



عديّ بنبره هآديه مطمئنه: تطمن يآشيـخ .. مآفيهآ إلآ العآفيـه .. إصآبه بـ الرجل اليسرى والحمدلله مبّ خطـر
أبو سلطآن وعيونه على بنته بحزن: لآ حول ولآ قوة إلآ بـ الله
عدي بـ إبتسآمه هآديه يطمنه أكثر: تطمنوآ .. حآلتهآ مستقره من بعد العمليه .. رجلهآ بتظل بـ الجبس فتره بنغير عليه من وقت للثآني وبعدهآ علآج طبيعي وإنشآلله مآيصير إلآ الخيـر .. يعني هآلحآله متكرره .. صحيح علآجهآ بيآخذ وقت بس بـ المقآبل الضرر مو مستديـم
غمض عيونه زآفر نفس مسموع برآحه وتفآؤل: الحمدلله .. رضيت بقضآئك وقدرك يآرب .. الحمدلله
عديّ: أعتذر منك بس مآتقدرون تظلون أكثر من كذآ
أبو سلطآن: إنشآلله إنشآلله
قرب من السرير وورآه عديّ اللي بعده عيونه على بسّآم بقهر مختفي ورآ نظرآته التفحصيّه الحآده له ..

دنق أبو سلطآن على بنته حبهآ من رآسهآ وصآر يتمتم بأدعية وأيآت قصيره من القرآن بصوت شبه مسموع وهو يملس على جبينهآ الملفوف بـ الشآش ...

تآبع عديّ حركة شفتيه السريعه وهو يقرأ على بنتـه لحد مآخلص وهو رآفع نظره لبسّآم: مشينـآ بسّــآم ..

حرك بسآم رآسه بـ الموآفقه وعيونه على صيتـه ..
أبو سلطآن: مشكور يآدكتور
عدي بـ إبتسآمه هآديه: العفو .. هذآ شغلنآ ووآجبنـآ ..
تقدمهم عديّ لبآب الغرفـه وتمّ وآقف وهو يشوفهم مبتعدين بخطوآت متثآقلـه فـ الممرّ ..


التفت لـ ميري مميل رآسه جهة الغرفه كإشآره لهآ تدخل وتبآشر شغلهآ إللي وصآهآ فيـه ..
التفـت عليهآ بنظره أخيره يشوفهآ قبل إنتهآء دوآمه وخروجـه من المستشفـى .. مآيدري الحين وش إحسآسه بـ الضبط .. وهو يشوفهآ ممدده قدآمه لآحول لهآ ولآ قوه .. يسعـد على مآصآر فيهآ لأنه حتى وإن كآن صآيبهآ بـ السوء إلآ أنه ردهآ لـه من جديـد وبدد إحسآس الفقد دآخله وإللي عذبـه بغيآبهآ عن عيونـه .. ولآ يحزن على حآلتهآ .. حتى وإن كآن يبيهآ تردّ له .. وآشكثر مرت هآلأيآم ثقيلـه عليه بـ هآلمستشفى إللي كرههآ بغيآبهآ إلآ إن آخر مآيبيـه أنه يشوفهآ بهآلحآلـه !



======
-----------
======


يتبـــــع ...


:::






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس