الصبّاحُ ..
والطبيعة ُتتيقّظُ من رقادِها فتنضحُ جفنَها الوَسْنانَ بأنداءِ الغداة ِ ..
وتبحثُ عن حُللها وحلاها في خزائن الأرض ..
فكل حيِّ الى عمل ٍ دؤوب .
والطيورُ - بين أعشاشها والحقول - تُنائي وتؤوب .
والأفنانُ السليبة تتفطّر بالأوراق الغضّة ..
والقمحُ النّابتُ يحيكُ على أديم الثرى سلاسلَ من الخُضرةِ.
والنسيمُ الفاترُ يروِّضُ أجنحته ليحملَ الى الناس رسالة الزهر ةِ..
وسرُّ الحياةِ يستعلنُ في أسراب النحل فينتشي وتمرح ..
والريف كله يسبحُ في فيض سماوي من الجمال والنشوةِ والغبطة .
و (صاحِبُنا) يشعرُ بتدفق الحياة في جسمه ..
واشراق الصفاء في نفسه ..
وانبثاق الحب في قلبه ..
حتى ليحس انه هو في وقت واحد زهرة تفوح ..وخُضرة تروق ..وطائر يشدو ..وطلاقة تفيض على ماحولها البِّشر والبهجة !
العبّادي