[العبادي]

هاهي الشمسُ قد لألأت رؤوسَ النخيل وراحتْ ترشقُ الظلالَ بأشعتِها النَّديةِ ..
وهي تضاحكُ النيلَ الحبيبَ فتزيده طلاقة ..
وتُطالعُ الزهرَ الكئيبَ فتُكسِبه أناقة ..
وتصارعُ البردَ في أوراق التين وأطرافِ التوت فتطيلُ بقاءَها فترة أخرى من الزمن !
وأنفاسُ النهر ِالسعيدُِ اللاهثِ من عبء القرون تتصاعدُ حاملة أنين الأمواج وخفق المجاديف ..
والأطيارُ يبحثن بأرجلهن ومناقيرهن في عساليج التين وأغصان التّوت ..
والحقولُ مطلولةُ النّبات .. منضورةُ الزهر ..
والطرق الآتية من القريةِ تسيلُ تسيلُ بالعذارى المصريات الحِسان يصفّقن بالأكفِّ المخضوبةِ ..
ويحدونَ بالأصواتِ النّدية :
( على بلد المحبوب وديني
زاد وجدى والبعد كاوينى
ياحبيبى انا قلبى معاك
طول ليلي سهران ويّاك
تتمنى عينى رؤياك
أشكيلك وأنت تواسينى
يامسافر على بحر النيل
أنا ليّه فى مصر خليل ..
من بعده مابنام الليل
على بلد المحبوب ودينى )

العبّادي