هاهو الليلُ ينجلي عن صبح ٍ بديع ..
سماءٌ صافية ..
وشمسٌ مُشرقة ..
والكتاكيتُ - الصيصان - في قفصها تنعمُ بحرارة الشمس ودفئها ..
فيا أيها الكتكوت فيكَ كلُّ معاني الحياة ومشاكلها ومظاهرها ..
فإسمُكَ - في لهجتنا المصرية - كتكوت ..
فمن أين كان لكَ بهذا الاسم ؟
فلاهو في القاموس المحيط .. ولافي لسان العرب ولا في المعاجم كلها ..
أعمدتْ اللغةُ الى انكارك تقليلا من شأنك ؟
لا .. ان العربية وضعت لأتفهِ الاشياءِ وأحقرها أسماءً تُعدُّ بالمئات ..
وهي تُسميكَ فرخا ..
ولكن الفرخ اسمٌ يشمل صِغار الطير كلها ..
و العامة أنصفوكَ فخصّوكَ بإسم لكَ وحدك .. هل جاءوا به من الهيروغليفية القديمة .. لا أدري !
وماذا ياكتكوت لو قرر مجمع اللغة العربية محو اسمك بحجة انه غير عربي ؟
جاءت أختي فَرَمَتْ الحبَّ للكتاكيت ..
ويالهول ماكان بينهم من خصام ونزاع واستباق وضرب وطِعان !!
هذا ذكّرني بحكايةٍ عندما قال الولدُ وقد رأى قطتين تغطان في النوم وقد وضعت كلٌ منهما رأسها على الآخرى
قال : هكذا يكون الإخاء ..
فرمى والده قطعة من خبز اليهما فإشتبكتا في تنازع وخصام فقال : هكذا يكون الاخاء حتى تدخل الدنيا بينهما !
وكانت حباتُ القمح ِهي الدنيا التي عَكّرتْ حياة الكتاكيت ..
وهل الإنسان إلا هذه الكتاكيت ..
وهل حياة الانسان على هذا الكوكب إلا نزاع وصراع وحروب ..
أيها الكتكوت
كل الفرق بيننا وبينك أنك استعملتَ في نزاعكَ منقاركَ الوديع وجسمكَ اللين الغض .
ولكن الانسان الراقي -ابن الحضارة وصاحب ميثاق حقوق الانسان - يستعملُ في مدافعة خصومه من المدمِّرات والمُهلكات مالاتخطر لك على بال .!
ربنا سبحانه أعطى الانسانَ عقلا ليُنظم عيشه فأفسده ..
وأعطاه فكرا لينظم السلام فأشعل الحروب ..
أيها الكتكوت الرقيق اللطيف جهِلتَ الانسان فإستأنستَ به صغيرا ..
وعندما فهمتهُ على حقيقته فرَرتَ منه كبيرا ..