عرض مشاركة واحدة
قديم 04-11-14, 06:59 PM   #1323

سلام12

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية سلام12

? العضوٌ??? » 319863
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,422
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » سلام12 has a reputation beyond reputeسلام12 has a reputation beyond reputeسلام12 has a reputation beyond reputeسلام12 has a reputation beyond reputeسلام12 has a reputation beyond reputeسلام12 has a reputation beyond reputeسلام12 has a reputation beyond reputeسلام12 has a reputation beyond reputeسلام12 has a reputation beyond reputeسلام12 has a reputation beyond reputeسلام12 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك max
افتراضي الفصل الخامس عشر

الفصل الخامس عشر ..

هل تلك دمعة التي انحدرت على خده المتجعدة ؟ أم أنها قطرة عرق تزحلقت من جبهته ولكن أصابعه المرتعشة على صفحة بشرته هي من أكدت أنها دمعة نزفها من عينيه دون إرادة منه ... الإنسان غريب بطباعه .. تارة تراه يقسو على الجميع دون أن يرف له جفن وتارة تراه يضحك بسخرية على شخص وقع أو شخص خسر جميع ما يملك .. وتارة تراه يشفق على حاله ولا يشفق على الجميع .. هل كانت الدنيا ترسم له خطوط متعرجة ؟ لترى أن كان يستطيع الخروج منها بالاتجاه الصحيح دون الاستعانة بممارسة الخدع التي تعمي الأشخاص عن الحقيقة التي حاكها هو بطريقته وكان جميع من كانوا يعيشون معه دمى استطاع اللهو بها متى شاء ؟ .. ليعوض النقص الذي تملكه .. وكأنه بتلك الكلمات يستطيع أن ينسيهم ما ذاقوه منه ..
لملمت أفكارها وهي تجول بنظراتها إلى رجال عائلتها .. الحياة صعبة للغاية تشعرك بالغربة وأنت في موطنك .. حتى وان كنت بين عائلتك اللذين أصبحوا غرباء عنك .. حتى انك تنظر إلى هيأتهم إلى عينيهم لتجد لاشيء .. لا مشاعر لا أحاسيس لا تعاطف لا إنسانية تلك القسوة التي زرعها شخص أخر بهم منذ أن وضع بذورها بين قلبوهم ليكونوا ما هم عليه أشواك ضارة و نباتات سامة هذا ما حصده .. تمتمت بداخلها ( أشواك ضارة ونباتات سامة .. ) لتعقد حاجبيها تريد التركيز على ما يقول .. انه يتحدث ويتحدث عن وعن .. فكرت ( وماذا بعد ؟ .. حسنا ليقول ببساطة أريد منكم أن تسامحوني بدل أن يدور ويلف دون معنى معين .. )
استمعت إلى الكلمات التي ينطقها " لن أقول لكم سامحوني .. لأنني لا استحق منكم ذلك .. ولكن أن استطعتم في يوما ما أن تتجاوزوا كل ما فعلته بكم .. وشعرت بما في قلبي من الم فأتمنى منكم أن تسامحوني بإرادتكم .. اعرف أن خمس فتيات أذقتهن العذاب .. ( صمت ينظر بعينين مرتبكة إلى الكاميرا ليكمل ) ابنتي التي رحلت ( ارتجفت حدقتي عينيه بعاطفة ) أنها كانت أغلى ما عندي ولكنها فضلت المغامرة بالحب .. لم أكن أريد أن امنعها عن حبها لكنني كنت أخاف عليها من خذلانه لها ( لتقع نظراته على سطح مكتبه بانكسار ) وكم كنت مخطئ بذلك .. ليأتي يحيى من بعدها ليحب هديل .. لم تخف ِ عني نظراتهم .. وقد كنت دوما أريد هديل لكريم .. لذلك أردتهم أن يبتعدا عن بعضهما حتى لا يقعا بنفس خطئي .. شاب ناضج يحب مراهقة .. كنت أريده زواجا عاديا حتى لا يقع احد بحب الأخر ... اعرف أنني أخطأت بحساباتي وأنكم جميعا لستم أنا و لستم هي .. ( ليتلكأ في حديثه ) ولكن ولكن أخطأت في حق إنسانة منذ سنوات مضت حتى قبل أن تتزوج ابنتي .. ليتني لم استمع لقلبها وهو ينبض لقلب احد أبنائي .. ربيتها بينكم حتى كبرت ووقعت في غرامه و اصريت على أن يتزوجها وكان معترضا على ذلك .. وحتى الآن أراها وهي تتعذب بحبها له وهو لا يلتفت إليها أنجبت له الاثنين من الأبناء ولكنه لم يرق قلبه لها .. لان الغبي قلبه تعلق بواحدة خانته وهجرته .. لانتقم منه بابنته التي أحبت ابن عمها الذي كان لا يعتبرها شيئا في حياته ... وكم ندمت على ذلك .. ( على وجهه المجعد تعابير الأسى ) صعب هو ما مررتم به بسببي لقد كنت أذيق الجميع من نفس الكأس التي ارتويت منها .. لعلهم يشعرون بما يختلج قلبي .. أنا مجرد رجل عاشق تخلت عنه زوجته وحبيبته .. تجرعت الألم من امرأة ليست كباقي النساء .. تخلت عني لأنها لم تجد السعادة لدي .. لكن صدقوني لم أكن أريد موتها لقد أردت أن يموت زوجها وليس هي .. كنت أريد الدخول لحياتها ما أن يموت .. أنا دوما اشعر بالأسف على حالي وحالكم لأني أعذبكم معي .. ( خفت صوته بحشرجة مؤلمه ) كبريائي هو الذي ثأر هنا ( أشار إلى خافقة بيده ) هنا الحروب جميعها قامت من غيرة وحقد وحسد أكثر من خمسة وثلاثون سنه وأنا أحارب واخسر معاركي .. ( عينيه شردت بفراغ ليكمل ) أنا أسف اعرف أنها لن تفي بحقكم ولكن أتمنى أن تفهموني ليس للقلب مسيطر .. لقد أدخلتكم حرب ليست لكم .. وأخيرا أقول جميع الأملاك سيقسمها المحامي بحسب وصيتي ..... "
لينقطع الفيديو .. هدوء طويل وصمت رهيب يخل للناظرين أنهم فقدوا ألسنتهم التي كانت تعلوا قبل نصف ساعة .. فقد ظلوا على ذلك الصمت دقائق معدودة .. تتقافز الأفكار على حدة بينما العقول تتخاطب مع بعضها وبأعين متسائلة ..( أكان الذي يتكلم والدنا ؟ .. أم شخص أخر ! .. )

ليقطع أفكارهم المتبعثره صوت المحامي وهو يتنحنح ليقول بصوت جهوري " هنالك أشخاص لم يتواجدوا في هذا الاجتماع .. نجلاء وسمر لقد جعلوا من هديل وكيلة عنهم "
( التفت الجميع إلى هديل وكأنها متهمه بينما نظرات يحيى الباردة تجعلها تشعر أنها ارتكبت خطاء فادح ارتفع وجهها بكبرياء عن نظرات أعمامها وأبنائهم .. لتستمع إلى كلام المحامي .. )
أكمل المحامي ليقول " أما سليم وأخته تخلفا عن الحضور بسبب سفرهم .. لا باس بذلك .. عندما يعودون سنقسم الورث وذلك بعد شهر من الآن .. و كريم .. يجدر بي مقابلته على انفراد في السجن .. وبذلك سأقنع المحكمة أن يكون متواجد أثناء تقسيم الورث .. وسأترككم الآن .. إلى اللقاء .. "

************************************************** ******

بعد عدة أيام ...
وقت الظهيرة ..

" يا الهي .. كيف تحملت هذا السمج ؟ ... سوف افقع له عينه التي تنظر إلى كل حركة تصدر مني ... " تمتمت سمر بذلك وهي تختلس النظر الى ذلك الجالس على مكتب والده ..
(( كيف أن ذلك الشيخ الكبير والذي يدعا أبو ياسر أن لديه ابن منحرف كهذا ؟ .. فلقد اعتذر اليوم الثاني ذلك الشيخ منها وقال أن هذا ابنه الوحيد بعد موت ابنه ياسر رحمه الله ( وقد كان الأسى مثكل عندما نطق باسم ياسر انه يستمع إلى الناس وهم ينطقون أبو ياسر ولكن عندما نطقها هو انطفأ بريق عينيه بالحزن الشديد ) , وقد اخبرها انه لا يعرف كيف يتصرف مع هذا الابن ؟ ولقد ذكر أن اسمه هاشم .. وقد كان عمره عشرين عندما توفي أخيه أثناء الانهيار الثلجي وهو كان بصحبته .. )) ...
( كم عمر هذا الطائش الآن ؟ ) فكرت بذلك وهي ترتب القمصان الصوفية لتتفاجأ بالظل الطويل الذي بجانبها .. ألقت نظره لا مبالية عليه .. أنها تعودت على حركاته الصبيانية .. كيف تعودت على سماجة هذا الشخص ؟ .. هل بسبب تبلدها الذي أصبح ملازما لها ؟ ... أنها فقط أيام عملت هنا .. أصبحت تعتاد الأمور البسيطة ... ولكن هذا الكائن لا يعد شيئا بسيطا ..
" ما الذي تريده الآن ؟ .. " أخبرته بصوت جامد وهي تنظر إليه ببرود ..
هز كتفيه بلا مبالاة ليقول وقد التمعت عينيه بشقاوة " هل استطيع أن ادعوك للغداء أم أن هذا مخالف لقوانينك ؟ .. "
تلك العينين البريئة مع لمعت الخبث توترها جدا .. قالت له وقد ابتلعت الخوف في داخلها بصوت حاولت أن يكون حازم حتى يعرف أنها ليست من أولائك الفتيات اللاتي يبعن أجسادهن للشهوة " لو سمحت أستاذ هاشم .. ( توقفت قليلا عند اسمه لتكمل بصلابة ) ابتعد عن طريقي لم اعد استطيع أن اعمل بشكل جيد بسبب تواجدك وحشر انفك فيما لا يعنيك لتأتي الآن وتطلب مني الخروج معك .. من تظنني ؟ .. أنا لا ارغب بان يأخذ عني أهل القرية فكرة سيئة هيا ابتعد .. " وأشارت بيدها وهي تنظر إليه بتحدي .. فكرت بمرارة وهي تنظر إليه ( لماذا لم افعل ذلك مع عمر ؟ لماذا لم أوقفه عن أذيتي ؟ .. ) تذوقت طعم المرارة في حنجرتها .. لتستمع إلى ضحكته التي جلجلت أركان المحل ... نظرت إليه بحنق لتقول تهدجه " توقف حالا ... قلت توقف .. ما المضحك ؟ .. "
امسك ضحكته بكفه وهو يشير بأصبعه انه لن يضحك نظرت إلى بشرته التي احمرت من الضحك .. كان جميلا بشكل ملفت .. أيعقل أن هذا الشخص لا يحب أحدا ! ... أم انه لا يميل إلى فتاة ما ..
" ما بالك يا فتاة ؟ .. كل هذه المحاضرة من اجل إنني طلبت منك الخروج لتناول الغداء .. لقد غيرت رأي سنأكل هنا .. ما هي نوع الصامولة التي تحبينها لأجلبها لك ؟ .. اعتبريه كاعتذار على تصرفاتي .. وأنا كنت معذورا عندما رأيت فتنه تعمل لدى والدي .. "
امتقع وجهها بالاحمرار وكأنه انتقل منه لها لتقول بصوت هادئ " كان يكفيك الاعتذار بالكلام .. وثانيا لا تغازلني هكذا مجددا .. "
" اوووه اتعتبرين هذه مغازلة .. الم ترين المغازلة الحقيقية ! .. أنت فتاة لا تفقهين شيئا حقا ... " قالها بصوت رجولي يبعث القشعريرة .. ومن ثم غمز لها ليرى سرحانها ليقول بمرح " اعرف انك معجبة فيني ... "
فتحت فاها بصدمة لتنظر إلى حركاته الصبيانية لتقول وهي تحدجه بالنظرات " واثق لهذه الدرجة .. أنا لا أراك إلا رجل يعيش مراهقة متأخرة جـــــدا جــــــدا " قالت كلمتها الأخيرة باستفزاز .. هذا الشخص يثير اهتمامها بطريقة غريبة .. كيف لها أن تكرهه ؟ و تريد ان تعرف ما الذي يخفيه خلف هذا القناع المزيف ؟ ... فضول حقا تسميه فضول بحت .. أنها تفتقد أيام الطفولة وهذا الشخص يذكرها بتلك الأيام التي عاشتها قبل أن تقع صريعة في حب عمر ...

.................................................. ............................

" الم أخبرك أنها ستعجبك .. " نظرت إليه بطرف عينيها وهي تتناول الصامولة المليئة بالجبن الحامض .. طعمها كان لذيذ وشهي ...ولكن وجودة وهو يعلق على كل شيء يجعلها تتمنى أن تضرب برأسه بأقرب كوب عصير .. وهذا الكوب هو أمامها ماذا تفعل له ؟ ... ابتسامته التي لا تفارق وجهه تقييضها ... جيد انه لم يرغمها على الخروج لتناول الطعام معه .. هاهي تجلس بالكرسي المقابل لمكتب والده وهو أمامها ينظر إلى كيفية أكلها ..
" انك تأكلين كالعصافير .. " تعليقه أرغمها على النظر إليه بشرود .. لتعقد حاجبيها وكأنها تذكرت موقف حصل قبل سنوات كثيرة .. هذه الجملة نطقها شخص أخر ومع إنسانه أخرى .. جعلتها ذلك اليوم تمسك بدموعها وهي تراها تضحك بدلال مع عمر .. هذه الذكرى جعلتها تمسك بالصامولة بشدة لتقضمها بشراهة وفي قطعتين والصامولة كان حجمها 10 سنتيمترات ليصبح فمها ممتلئ بها بشكل مضحك .. لتسمع قهقهته لترفع نظراتها إليه بحنق وهي تراه بمنظر جميل كان رأسه مرتد للخلف وهو يضع كف على عينه والكف الأخرى على قلبه من شدة الضحك .. لا تعرف كيف فقدت تلك الذكرى لترسم شفتيها شكل ابتسامة جميلة لتنفجر ضاحكة ... لم تعد تستطيع أن تكتم ضحكتها من حركاته الصبيانية .. لتعض شفتيها تكتم فيها ضحكتها لتقع عينيه بعينيها ... ابتسم لها ليردف ممازحا " لا اصدق ان لديك أسنان .. اقصد أسنان جميلة .. "
ابتسمت له براحة من حركاته العفوية لتقول " حقا .. أذن كيف كنت أكل بلساني ؟ .. "
اعتدل بجلسته ليقول بصوت جذاب " ربما لماذا لا ؟ .. عندما لا تضحكين لمدة طويلة أمام الناس وفمك الجميل هذا يكون مغلقا لا يظهر أسنانك الرائعة سأقول هذا الكلام .. لماذا تخفين هذه الضحكة المغرية عن الجميع ؟ .. "

تنهدت وهي تتذكر سبب تعاستها وآلامها .. لتقول بهدوء خافت " هل أحببت من قبل ؟ "
لوى شفتيه ليقول بلا مبالاة " ماذا تقصدين بالحب ؟ .. فانا أحب أمي وأخي اللذان توفيا وأحب حياتي الخالية من الهموم .. "
ابتسمت بأسى لتتذكر والدتها وأخويها أنها لم تشعر أنها تحبهم حتى والدها .. لتقول بهدوء يعكس شعورها " أنا لم اقصد هذا الحب الصافي بين عائلتك .. ولكن لماذا لم تقل أبي ؟ .. ألا تحبه ! .. "

قال لها بهدوء مماثل لها وهو يشرب عصير الليمون بتأني " أبي .. هل تعرفين إني لم انطق هذه الكلمة منذ سبع سنوات ؟ .. "
أصابتها نوبات فضوليه لا منتهية عنه لتسأله وهي ترتب شعرها الذي تنافرت خصل ضفيرتها منه .. ولم تنتبه إلى نظراته على خصل شعرها الكستنائية التي تحاول أن تجعلها مرتبه " لماذا تفعل هذا معه ؟ انه إنسان مميز ورائع .. أسفه على تدخلي ولكن كلماتك جعلتني أريد أن اعرف المزيد .. هل هذا ممكن ؟ .. "
انزل الكوب على الطاولة الرصاصية اللون ليقول " من هو ؟ .. "
" من ؟ .. " سألته بتعجب ..
ليقول ببساطة وهو ينظر إلى عينيها لعله يجد فيها شيئا " من هو الذي جعل منك طيف باهت ؟ ... جعل قلبك يتألم .. هل هو زوجك الأحمق ؟ "
أردفت بمرح كاذب وهي تحاول أخفاء نظرات عينيها التي تألمت " هذا غش أنا من سالت بالبداية .فاجب أولا . وكيف عرفت أني متزوجة . "
تقدم من على كرسيه ليضع كفيه على الطاولة ليقول " من الخاتم الذي بأصبعك .. " عينيها انتقلت إلى الخاتم الذي بأصبعها .. حتى الآن لم تخلعه .. أنها نسته في خضم صراعاتها الذاتية ..
أكمل " هل ستخبرينني قصتك ؟ إذا أخبرتك ؟ .. "
ابتلعت ريقها أنها لا تمتلك الشجاعة لهذه الدرجة لتخبر شخصا لا تعرفه إلا منذ عدة أيام بكل الإذلال الذي حصل لها .. هبطت معنوياتها الفضولية .. أنها تريد حياة لا تذكرها به .. وكلما أرادت ذلك تذكرها الأيام بما فعله هو بها ...
قالت له بخفوت " لا أريد أن أخبرك بشيء ولا أريد أن اعرف عنك شيئا .. سأبدأ العمل لقد انتهى وقت الاستراحة .. وهاهو أول زبون يقف أمام الباب .. " وقفت لتبدأ عملها ولم ترى تلك العينين التي تلمع وتريد أن تعرف بما حصل لها ...

************************************************** ******
الهواء يضرب بشرتها البيضاء وهي تحاول حمايتها بالشال البنفسجي الذي تحمله معها ويلف رقبتها .. شعرت بضربة من كرة ثلج على ظهرها لتضحك .. لتنحني لتجمع الثلج بكفها التي حمتها بالقفازين .. لكن ما أن أرادت الوقوف تفاجأت بجسده الذي ارتطمت به من الخلف .. لتبتسم بشقاوة الطفولة التي انحرمت منها لترمي بالكرة الثلجية على وجهه الباسم .. ليصرخ وصوت ضحكاته تجلجل المكان .. المليء بأهل القرية وغيرهم من السياح .. كان المكان مذهل ... والبحيرة المتجمدة كانت أكثر من رائعة ... خطف خصرها ليحملها وهي تضحك ... ليركض بها إلى أعلى التل بعيدا عن الجميع .. وهو ينظر إلى الفتيات الأجنبيات من السياح اللذين ينظرون إليهم مبتسمات وهن يغمزن لها وله ... احمر وجهها وقد شعرت بالحرارة تسري بجسدها من التصاقه بها .. أنها مهما حدث بالماضي تظل تريده مثلما يريدها هو ... ستكون الليلة له .. مهما شعرت بالخوف من تلك العلاقة ... انه سليم الذي أحبته في خضم هذه الظروف أنها تحاول أن تقول له الكثير عن حبها له ولكن لسانها ينعقد فقط تخرج كلمة احبك وتصمت كالبلهاء .. تذكرت كلام عمته عن زوجته السابقة لم تذكر لها ان كانت جميلة أم لا .. ان كان يحبها قبل وفاتها .. إذا كان ساعدها في مرضها وبقي معها حتى موتها هذا يدل على حبه لها .. شتت أفكارها الغريبة على غيرتها من امرأة مدفونة تحت التراب وروحها عند الباري .. أرجعت رأسها إلى الخلف ليستقر على كتفه وهي تبتسم مغمضة العينين عندما توقف رفرفت بعينيها الزمردية لتلتقي بعينيه الملونة بين الزرقة اللامعة وبين الرمادي والترابي ... ابتسمت بإغراء وهي تقبل خده الخشن غير الحليق .. كان الصمت هو دليل الدعوة والانجذاب بينهم .. لينزلها ببطء .. ويلفها ناحيته ليصبح وجهها مقابل وجهه بشبر واحد ... حاصر خصرها بيديه كالمصيدة ليقربها منه ليسألها بصوت أجش مليء بالعاطفة " إلى متى سأنتظر دعوتك لي ؟ .. "
ارتفع اللون الأحمر إلى خدها ووجهها .. إنهما يحبان بعضهما .. وهي تريده .. ولكن يجب ان تفاجئه .. قالت بنعومة مع بعض الإحراج الذي يتسلل إليها وهي تسند جبهتها على جبهته حتى تريح نفسها .. وقد شعرت بأنفاسه اللاهثة على صفحت بشرتها " سليم .. أنت وعدتني ان تنتظر حتى أكون مستعدة .. لكل الذي سيحصل بيننا .. "
تأوه وهو يطبع قبلة ناعمة على شفتيها الصغيرة الوردية ليقول " وأنا عند وعدي .. ولكن صبري بدأ ينفذ .. أنا أريدك .. " وطبع قبله أخرى ولكن هذه المرة بادلته القبلة لتشتعل العاطفة بينهما لتتمسك بكتفه وهو يعصر خصرها بطريقة أغرتها وجعلتها حقا تريد المزيد منه .. فكرت بداخلها ( أنها تحبه وتريده .. يجب أن تسعده مثلما أسعدها ) ..

.................................................. ................................

نظر إلى بشرتها المتوهجة وهي تنزل معه عن التل وهو متمسك بخصرها بتملك .. انه متشوق ليمتلكها بكل عنفوان .. انه يريدها ان تجرب العاطفة الكثيرة التي يكنه لها .... هو يحبها ولكن هو رجل ويحتاج لها لتكون له عقلا وقلبا وجسدا وليس ان تعطيه القليل فهو يعطيها ما لم يعطه لزوجته الأولى .. هو يقدر ظروفها وما مرت به من مصائب وأحزان .. ولكنه عوضها عن ذلك كله .. هو فعل كل ذلك لأنه يحبها .. وهي ماذا فعلت من اجله ؟ .. أحيانا يشعر بأنها تجعله الشخص الذي يحميها حتى تهرب من براثن عائلتها .. وأحيانا يستمع إلى كلمة احبك التي تخرج من فمها الصغير الوردي بعد ان يقبلها بجوع ليفكر ان كانت حقا تحبه لما حتى الآن لم تعطه الإشارة .. التفت ليبتسم ببهوت من بين أفكاره وهو يراها كالقطة السيامية وهي تضع بشرتها الناعمة البيضاء على خده الذي لم يحلقه منذ مدة طويلة وهي تحرك بشرتها عليه وكأنها مستمتعة بذلك لتقول بهمس تلك الكلمة السحرية وعينيه لا تحيد عن فمها المغري الصغير والمتوهج من قبلاته قبل قليل " احبك سليم .. " وتصمت حتى أنها لم تقل كلمة أخرى غيرها .. تنهد بداخله ليكتم ذلك الإحباط ليقول بهدوء " وأنا أيضا حبيبتي .. " نظر إلى تعابير وجهها المتغيرة ليقول بخوف " هل أنت بخير ؟ " نظر إلى شفتيها التي ترتجف انه قبل قليل يجذبه هذا الفم أما الآن فيجذبه بشدة فيحاول التماسك حتى لا يقبلها و يصبحان فضيحة أمام المتواجدين في المكان .. " أنها على وشك البكاء " هكذا تمتم بسره وهو يجذب جسدها ليحتضنه ليهمس بإذنها و هو يحاول تهدئتها " ما بك ؟ .. اخبريني ما الذي حصل ؟ .. " شهقتها جعلت جسده يتصلب دموعها لطخت وجهها .. لتقول وهي تكتم شهقتها وتدفن وجهها في رقبته " هل مللت مني سليم ؟ .. انا اعرف إني قصرت عليك .. ولكنني لم اشعر منذ زمن طويل بهذه المعاملة والحب .. "
قال لها بحب وهو يمرر يده على رأسها المغطى بالقبعة الصوفية " من قال لك إنني مللت ؟ .. "
ابتعدت عنه لتقول وهي تقوس شفتيها بنعومة فطرية جعلته يفكر إذا تقدم الآن أمام الناس وقبلها .. هل سيصبحان فضيحة وحدث لهذا الموسم ؟ .. " عندما قلت لك إنني احبك قلت لي وأنا أيضا .. " وازدادت شهقاتها الناعمة وهي تضع كفيها على وجهها ..
ارتفع حاجبيه ليمسك بكفيها الصغيرة التي تغطي بها وجهها ليبعدها عنها وهو يقول بخفوت مس قلبها " وهل نسيت ِ كلمة حبيبتي ؟ .. "



يتبع ...


سلام12 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس