عرض مشاركة واحدة
قديم 06-11-14, 12:49 AM   #34

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



‘,



بسم الله ,

كلمه وضعتها بأول سر قابع بالصفحة الاولى ,,
والان..اسمّي..اخيراً..واخراً


النبره الأخيره..البحه المحيكه
الهمسه الأخيره..النقطه السكينه
بآخر السطر الهامس..القوي الصامت
الذي بداء..وانتهى..بجهورية اسراره..

الشيء الأخير..العتبه القابعه بنهاية سلم الأحرف
عندما ارفع ظهري..واضع النقطه..واتنهد حزناً فرحاً
بأني فضحت اسراري..وجهرتها معكم..



نبداء .. وننتهي ,,
بالشكر الجزيل ,, لجميع من وضع لي تعليقاً بسيطاً
دفعني لكتابة سطر واحد ,, بارت واحد
كلمه صغيره من قلوبكم الكبيره التي ضمت أحرفي هنا .. كبيرٌ معروفها بقلبي !
,,




السر الواحد والثلاثون ,, الأخير !

,, النصف الأول ,,


سأخبرها بسر..أنني افنى دونها !





بدآيه
.
.
كنت صغيره..بعمر النضوج
شابه..شابت مبكرا
قتلت..ولكنها لم تمت..بل قتل خوفها وارتجاف اطرافها
ولم يمت حنانها ولمعة اعينها وشخصيه اجمل من بياض القمر
ضربت..لم ينحني ظهرها..بل ازداد صلباً للأعلى..
قوت..واصبحت " في "..بطلة أحرفي..وابتسامة اطرافي حينما يأتي دور احرفها ,,

عنفوان آسر..وطول متوسط
شعر بني يهدده الشقار..وابتسامة طفل
وقلب مليئ بأشخاص لا يستحقون
وذاكره تعج غبره..باشياء قديمه..قدم جمالها معها

تبتسم..رغم كل شيء
تنحني لها خطوه..لتتفائل بالقادمه..

تبوح سرها الأخير,,وكلها أمل بأن تصبح جريئه بجهره علناً ,,
لذا سر اليوم ,, جاهر ,, بصوت واضح ,, على منبر الحق
سبقته اعتاب الأمل ,,

تبقى في .. وتبقى اسرارها !
تقتبس شخيصتها القويه ,, وتجهر اليوم !

.
.




كندا ,,
في يومها الثالث بعد وفاة سيدة احرفها هنا ,,
مساء السادسه ,,
بين ضوء العصير ,, وظلام مقبل ,,



جالسة وعينيها خارجاً..تطل من بلاكونتها الصغيره المطله على حديقة الحي..
عينيها تنظر للمجهول..ولا ترتكز على اي شيء..متنقله..بين ضحكاتهم وصداقتهم..
بين ابنتها الصغيره التي لم تفتح عينيها بعد الا قليلا..وكأنها تعلم بأن شيء ما سلب منها..
مرتديه قميص نومها القصير..لنصف ساقها وعلى كتيفيها غطاء طويل سحبته معها خارجاً..
شعرها الطويل جدا..الذي غافلها وطال بتلك الاشهر التي نست نفسها مع عبدالله الهارب..
ومع حملها الساكن..والان..مع وفاة صديقة عمرها الراحله..
لا تعلم في..كيف مرت تلك الايام الثلاث..انتقل جثمان العنود لسعوديه لتدفن بمقبرة البقيع كما كانت تتمنى..
وراكان لازال هنا موجود..ارسلها وبقي مع العنود الصغيره بكندا..
غريب الأطوار..والأعين..والتصرف..ب ات راكان اخر فعلا..
لم تكن بحال افضل منه..فقد كانت في تحتضر بهدوء..ساكنه..وداخلها ضجيج مرعب..

لم تبكي في..ولم تنزل من عينيها دمعه واحده..
فقط تلك الدمعه الواحده الحارقه..التي صبت عل خدها ساعت انزفاف الخبر..وانزفاف العنود بسريرها امامها..
بعدها هجرها الدمع..وسكنتها السكينه المخيفه..
اطراف شعرها تتطاير وهي تشد الغطاء على كتفيها..وعينيها لا زالت تتأمل سماء كندا الملبده بالغيوم..
بجوء بارد لطيف..وبطنها المنتفخ بجنينها ذات الخمسة اشهر..تتناسى امره تماما..
سمعت باب الشقه يقفل..وعلمت بدخول عبدالله بعدما انهى كل اوراق شهادته..
وبلغ رسالته..وانهاها..
لفت برقبتها قليلا اليه وهو يدخل البلكونه..وعينيه عليها معقدا حاجبيه واضعا يديه داخل جيوبه
اقترب اليها عبدالله وهو يشد الغطاء على كتفيها اكثر..وهو يرى اطرافها المتراجفه..
نزلت عينيه على قدميها العاريتين..ليقطع الصمت ببحة صوته من برودة الجو
: ليش طالعه كذا بذا الجو ؟ ادخلي برد عليك..
لم تستجيب..ولا كأنه هنا..
تنهد عبدالله وهو يغمض عينيه لتغطي نبرته الجديه : في..انتي حامل و
قاطعته في وهي تلف عليه بعينيها اللامعتين : عبدالله..العنود ماتت
تنهد عبدالله ليغمض عينيه ويدلك جبينه تذمراً من حالها : طيب..ليش ما بكيتي ؟ ابكي طلعي الي بداخلك..
تر الكبت ماراح يفيديك..والصياح مب عيب !
رفعت عينيها في اليه مرة اخرى وهي تقطب حاجبيها : مب عيب ! .. قد ايش انك ما تفهم
اعطته ظهرها وهي تمشي قاصده الدخول ليستوقفها بعدما لقي الحل لحالتها : طيب فهميني..
ليش ما تبكين عليها ؟ مب صديقة عمرك ؟ مين الي مايفهم اللحين ؟
واقفه بظهرها امامه..اغمضت عينيها تهدء نفسها..لتكمل سيرها..

مشى عبدالله خلفها..ليمسك بيدها ويلفها خلفه : لما اكلمك ماتعطيني ظهرك وتمشين..اللحين بفهم مين اغلى ولدك ولا صديقتك ؟
جرت يدها منه وهي بأشد حالات عصبيتها المكبته : صديقتي..وش عندك ؟
ابتسم عبدالله بخفه : اي واضح..والدليل انها راحت وانتي ماطاحت منك دمعه..
بلعت ريقها وهي ترجف بصمت..رفعت عينيها عليه : عمرك ماراح تفهم ايش يعني موت..وايش يعنى بكى
مشت بهدوء ليقاطع سكونها : انا يوم مات ابوي..صحت..هذا وانا رجال ومعي عذر ما اصيح واقول انا رجال..
بس اني صحت لأني فقدت عزوتي..اما انتي صديقة عمرك كله الي ضحيتي عشانها بالكثير ماهز خبر
وفاتها منك شعره ..
وصلت حدها..لم تعد تسيطر على سكونها..لفت يمينا قليلا وهي تنظر للفازا الصغيره بجانبها..
التقطتها بغفله لترسلها سريعا بإتجاه عبدالله..
الذي لم ينتبه لها الا بعدما رمتها عليه..ليحاول الإبتعاد ولكنه لم يسلم كثيراً.. فقد مست رأسه قليلا
بجرح لم يكن كبيراً..
مسح عبدالله عليه ليلاقي قطرات الدم على يده اليمنى...لم يكن خطيراً
ولكن في تفجائت من نفسها وفعلتها..نظراتها متسلطه على رأسه..وعلى يده اليمنى المتحسسه للجرح
الذي طبعت عليه دمه..
اقتربت بخفه..حتى وقفت امامه وهي ترجف..رفعت يدها لجرحه..لتلمسه وعينيه عليها..
رفعت عينيها اليه بعدما علمت بجرحها له..
في برجفه : انا ماكنت اقصد..كنت اتوقع انك بتبعد عنها..ماكنت بوعيي..اانا مدري شسويت..
عبدالله اغمض عينيه بشده على حالها..امامه في..ميته بالحيا..ترجف ألما من ألم كبير يسكنها
اطراف شعرها منسدله على جميع جسدها بفوضويه عفويه..وعينيه تنتقل بكل مكان..
تائهه لحد الوجع..ضغط على نفسه عبدالله وهو يبعدها عنه..
: منتي صاحيه..قوة رجال ذي ماتقبل لك..يموتون ناسك ولا تصيحين عليهم..واللحين ماسكه رجلك بتفلقينه

مشى عنها..وهي واقفه خلفه..تنظر لمكانه القديم قبل قليل امامها..
عينيها مغمضه بشده..ويديها قابضه تمنع رجفتها..
سقط عنها الغطاء..وهي تمشي متجهه لدورة المياه..تريد الهرب..
منه..ومن حالها..
لم تكمل طريقها..حتى وقفت امام طاوله الزجاج الصغيره تسبق المكان المقصود..
لتفرغ ما بها بضربه بقبضة يدها اليسرى..على سطح الطاوله..
لتكسر بيدها..ويتناثر الزجاج من حولها..
وقف عبدالله على صوت انهيار شيء ما..ليلف بقوه على الصوت المتجهه من نهاية الشقه..
ليراها واقفه..بوسط الزجاج..والدم ينتثر من حولها..ولا يعرف مصدره..
حست بأنه ورائها..لتلف بهدوء تنظر اليه واقف ينظر اليها بصدمه شلت اطرافه..
همست في بهدوء مخيف : قوة الرجال..دائما تكون مصطنعه..وينهارون..مثلك لما أنهرت بوفاة ابوك
وانت اقوى رجال بعيني..يقولون دايما احذروا قهر الرجال..
بس مادروا ان قهر الانثى اكبر..لاني مانب رجال اصبر..ولاني بنت انهار..
دايما بالوسط انا عبدالله..الوسط الي بدون احساس..مثل ماتبي تقول..
ماتت عنود عبدالله..ومات كل شيء بعدها..ومت انا معاها..وماتت قوتي وعنادي وصبري..
حتى احساسي..ماعدت احس..

رفعت في يدها النازفه امامه..وهو ينظر اليها بإرتجاف..
اشارت في ليدها النازله..وقالت بآخر صوت قوي لها : حتى هذا .. ماعدت احس فيه .. لان كل شيء يبكي العنود
نزلت يدها..لتغمض عينيها بهدوء..وتعطي دموعها فرصة العبور..
كانت تبكي..بإرتجاف تائه..تغمض عينيها قليلا..لتفتحها قليلا على عبدالله المتأمل..
الذي تعمد استفزاها..وتعمد جرحها بالحديث..حتى تنهار..حتى تبكي..حتى ترتاح وتهرب من سجن سكونها
المخيف..تعمد عبدالله افراج في..ولكن لم يتعمد ألمها..
اغمض عبدالله عينيه..ورفع رأسه للأعلى بصوت هامس بتعب عظيم يجتاحه..
لتلك المنهاره امامه..همس : يارب..

ليركض اليها بقوه..بعدما كانت تحاول الجلوس ارضا والزجاج يلمئ المكان..
ركض اليها وهو يجرها من مكان قد يجرحها فوق جرحها..وقد ينزفها فوق نزفها..
كانت مستسلمه تماما للوجع..ولدموع..وللإنهيار..ول كبت انفرج..ولعبدالله
رفعت رأسها اليه..وهو قريب منها جيدا بعدما جرها من مكان فوضويتها..
همست وعينيها تلمع بدموع تجتمع وتسقط..لتجتمع من جديد : هذي انا عبدالله..هذي انا
مهما حاولت اوقف..انا اصلا بجلس..
رفع يديه لوجهها..ليلمه بيديه ويمسح دموعها بإبهاميه..لم يمل..
فقد كان يسمح..لتدمع في من جديد..
كان يحاول ضبط رجفتها .. ولم ينجح .. فقد كانت ترجف بين يديها..وعينيها بعينيه..وكأنها تثبت له
انها بالحقيقه..اضعف من كل شيء !
لم يجد نفسه..الا وقد ضمها بين ذراعيه بشده..ليدفن رأسها بين أضلع صدره الواسعه..
ويدفن همها بهمه..وحزنها بألمه..ويشاركها كل شيء..لانها في..فقط لأنها في !

كانت تدفن رأسها بصدره..ببكاء عميق لم تبكيه من سنوات..
كانت متعلقه بصدره..وبكتفيه..وبه كله !
كان يريد فتح صدره ليدخلها..فقط لكي ترتاح..
كان يغمض عينيه بعد كل شهقه..وبعد كل رجفه..لأن المها يصله..ويصله..حتى كاد يقتله ويموت معها !

دمها لطخ ثيابه..ودمعها لطخ صدره..
وحبها لطخ حياته التي نوى ان يقضيها معها انتقاما ووسيله للوصول الى مال ابيه !
راوغته عينيها..واستغله قلبها..حتى وقع !




*
*




يومٌ جديد ,,
لعله يحمل الجديد وينيره !


الرياض ,,
7 مساء ,,



تشعر انها شيء جديد,,قد مسه ماء بارد لتدب به الحياة من جديد,,متغيره كلياً
شعورها ينير قلبها الراجف..وتفكيرها ينصب بحياتها فقط..ولم تعد تلتفت للوراء مطلقاً

اكتشفت اشياء كثيره بايام قضتها هنا بالعياده..تحت يد دكتورتها النفسيه..
التي تحاول ان تبدل نفسيتها..وتبدل نجلاء..وحياتها..وماضيها..ربم ا نجحت!

المها كثيرا عندما بدت تصحى من غيبوبة السنين..وذكريات الماضي..وايام تلونها السواد
اكتشفت انها هي من لونتها..وصنعتها..ونسجتها..وف تحت لها ابواب حياتها لتقتحمها وتقتلها..
شيء ما عبث بنجلاء..لينصع لها ماض سيء..جعل الحاظر اسوء!

ربما فقد الأبوه..جعل منها نجلاء الصانعه لأشياء غريبه غير موجوده..
تمكنت منها حتى كادت ان تقضي على حياتها الزوجيه..

اغمضت عينيها نجلاء وهي تقرر صنع حاظر جديد..بذكريات جديده..بقلب جديد
لا تريد اي شيء يذكرها بما كانت..
فتحت عينيها وهي تصلب ظهرها وتقف قائمه من على الكرسي الطويل..
لتلم شعرها وتبتسم وهي تلتقط كأس الماء البارد من يدي دكتورتها..
: شكرا دكتوره..مبسوطه انه اخر يوم لي بالعياده..وحزينه عليك بنفس الوقت!
: بالعكس حبيبتي..لا تحزنين..انتي اسهل حاله عندي بالعياده..وهذا يرجع لقلبك المفتوح وقابليته للعلاج
بس طبعا راح يكون عندك مواعيد تراجعيني فيها..وماراح تهملين نفسك اكيد..

ابتسمت نجلاء وهي تهز رأسها..لتلم نفسها وتخرج..
ماشيه بتلك الاسياب الملونه..التي تعمل جاهده ان تغير نفسية مراجعينها المشاة..

تتذكر كل شيء..
ماضي العقد..والدموع..ورفض الزواج..والافكار المترفه بالعقد..
وابيها الراحل..بلا ذكرى جميله..
ونجلاء القديمه..وسعود وايامه الصابره
تريد ان تتذكر كل شيء..حتى تودعه هنا..
وتخرج بدونه..!


مشت وهي تنظر لذلك الذي ينتظرها بالخارج..واقف اخر الممر ينتظر خروجها..
ابتسمت من تحت غطائها..وعينيها تتقوس ليلمح سعود ابتسامتها من خلف ذلك السواد..

اقترب منها ليمسك بيديها الاثنتين وهو ينظر لعينيها..
تنهدت نجلاء وهي تنظر لسماء الذي يخالجها قرص الشمس على نهاية موعد..
على نهاية اشياء كثيره..
وعلى بداية اشياء أكثر !






*
*



ذاته اليوم ,,
مع تقدم المساء ,, الى الثامنه

وتقدم الأفكار..والقرارات..
وايضا العقول !

كعقل جمانه مثلا !




جالسه بالصالون الواسع..عينيها تبحث بكل مكان بداخلها..
ومستقره على فنجان القهوه السوداء بين يديها..

سكنت يديها تلك القهوه..وطردت النوم من عينيها..
حتى فاضت منها الهالات السوداء..والافكار السوداء ايضا..
تشعر بأنها على قمة جبل..مخيره بأي بقعه تنزل وتسكن بها..
وهيه جاهله بتلك البقع..وماذا تحتوي حياتها ومصيرها بداخلها !

قررت منذ ايام..ولكنها لم تمتلك الجرأه تجاه نفسها قبل الجميع
ان تصرح بماذا قررت..وبماذا تفكر..
خطبه على خطبه..تعلم مدى حكم هذا الشيء..
ومدى حرمته..!

ولكنها بين هذه وتلك..تحب شخص..وأحبها آخر..
وهي بين عقلها..وقلبها..تتأرجح !

اهتز ما بداخل الفنجان مع رجفتها..
: هلا يمه..بسم الله فجعتين!
ام عبدالعزيز : لي سنه اهرج مدري على مين..وين سرحتي!
تنهدت جمانه : لا يمه معك..بس افكر شوي
ام عبدالعزيز : ايه بس يالدنيا..مدري وش وراكم يابنات بطني..وحده مهججه خويتها لكندا تتزوج الي تحبه
ولا دريت ب هالسالفه الا بعد ما توفاها ربي..والثانيه متغيره مهب على خبري ومخليه الناس ينتظرون
ردها شهر !
جمانه تتنهد : يمه الله يستر عليها..البنت حبت وتزوجت على سنة ربنا ورسوله..الله يرحمها ويصبر قلب في
ام عبدالعزيز تبحث بحباة التمر امامها : امين يارب..الله يجعلها بنيتها ذكر طيب عن امها ويلطف فينا..
جمانه تصمت بلا رد..
لترفع عينيها على تكملة تمتمة امها : وابوك..انا مدري وش صاير فيه..قلبي ناغزني..
له اربع ايام يدق كل يومين يقول بتأخر وانا مسافر..حتى الديره مب راضي يقولي وينه فيه..
والصوت مبحوح ويرجف..وشيء غريب انا حاسه فيه..الله يستر بس..!!
لازالت جمانه بلا رد..وبلا تجاوب مع فضفضه امها..وكأن مابها يكفيها!
لفت ام عبدالعزيز اليها بعد برهه لتجدها تغط ايضا : المهم عجلي علينا يابنتي..ترى الناس ينتظرون ردنا وحنا بنكمل شهر عيب ترا !
هزت رأسها جمانه : طيب يمه..اليوم ارد لك..
وضعت الفنجان..لتقف هاربه من القرار..ومن القول..ومن البوح..ومن زفة قدرها !


مشت وهي تسابق الخطى..وبالحقيقه تقدم خطوه..وتأخر الأخرى!
جلست على سريرها وهي تلقط التنهيده الاخيره..وتلتقط هاتفها..
وتكتب اليه..الى الرقم الأخير..الذي اتصل عليها منذ ايام سابقه..يزف اليها قراره الغريب..
ارفضيه..لكي أأتي !

ابتسمت جمانه..ولا تعلم لماذا..هل بسبب جرأه حروفها المرسوله..ام بسبب اعجابها بقوتها التي أتت اخيرا ؟

هل تعيش مع من تحب ؟ ام تفضل العيش مع من احبّك ؟
تلك جمانه ..





*
*




يومٌ آخر ,,
في بدآيته ,, وصباحه ,,


وكأن الايام تتقاسم على احزانهم واوجاعهم..
طال الألم..حتى تمكن من قلوبهم..
ولكن يجب ايقافه !

هكذا كانت اعين فلوه..وهي تفتح عينيها بعد هروب طويل..دخلت بنوم طويل..
تصحو تؤدي فروضها..وترجع لنوم..
تريد ان تتناسى عمليتها الأخيره..وحزنها الأخير..ونقصها وحرمانها الذي بدأ من اليوم..
قضيه هي فلوه..من كثير قضايا تحاك هنا..
بلا حل..بلا قطع ألم..وبلا رحمه!


نزلت قدميها من على السرير الطويل..وهي تنزل قميصها الى نصف ساقها..
امتدت يداها على شعرها الطويل لكي تلمه..وقفت وهي تمسك بطنها الأخير
لا تدري..هل تلك وسوسه..ام هي واقع..تشعر بفراغ من الداخل..
فراغ انوثه..فراغ انجاب..فراغ روحي..فراغ عاطفي..
تشعر بذلك الفراغ القابع بداخلها..تريد ان تمليه..بأي شيء..
فقط لكي تتناسى واقعها..
ولكي تبدأ من اليوم..تبدأ من تلك اللحضه..
التي وقفت وهي تبدل ملابسها بفستان انيق ناعم..الحقته بمساحيق خفيفه تنعش وجهها..
لتقف بهدوء..وهي تتحاشى امساك رحمها القديم..كما تعودت منذ ان خرجت من عمليتها..

مشت بعنفوان..وقوه..مرأه حديديه..قررت ان تكون..
بلا كسر..وخدش..وبلا رتوش ايام..ترفض ان تترك أثر على ايامها..

نزلت بهدوء لتنتهي من عتبات السلم..لتنتهي به قبل ان تدخل الصالون
بصوت رقيق..طفولي..جميل متسائل..

: طيب هي ليه كذا نايمه على طول ؟ وماصارت تحبني زي اول ؟
تنهد عبدالرحمن وهو منشغل بالاب توب امامه : ياحبيبي هي تعبانه شوي..لما تصير زينه تصحى
تذمر غيث من إجابة ابيه : لا غلط..مب صح..هي ماعادت تحبني زي اول..ليه طيب هي بتروح مثل ماما نهى يعني؟
رفع عينيه عبدالرحمن لتمد يده وينزل شاشة الجهاز من امامه ويلف على غيث : بسم الله عليها..
لا تقول كذا مره ثانيه ولا بزعل عليك..ومليون مره قلت لك لا تقول ماما نهى مره ثانيه..
تنهد عبدالرحمن وهو يرجع ظهره للوراء..ويرفع نظره للأعلى : ايييه ياوليدي..ماظنتي بقدر على فراقها
برى بيتي..هالمره تجيب طاري الموت اعوذ بالله..الله يرجع لي فلوه الأوليه..

لف على غيث ليجده ينظر للوراء ويبتسم..لم يصمد ثواني بمكانه حتى قفز واتجه لمكان ما..
لف عبدالرحمن على مكان ركضه ليجد فلوه من خلفه بإبتسامتها القديمه
تنزل ظهرها قليلا لمستوى غيث وتحمله..
لم تتمالك نفسها..هي حضنته بقوه اغمضت عينيها حتى لا تخرج دموعها وتفضح ضعفها الجديد
وقف عبدالرحمن وهو يمشي لناحيتها..وعينيها لم تنزل عنها كلياً..
مبتسم على ابتسامتها..وفرحه غامره تغمر قلبه وهو يراها تتفتح من جديد..

جلست فلوه على الكرسي خلفها وبحضنها غيث..المتعلق بشده على عنقها
وكأنه لا يريدها ان ترجع لعالمها المنطوي منذ ايام مضت..
عبدالرحمن بهمس يجلس بجانبها : ليش نازله ؟ كان ريحتي فوق ويجيك غيث..
فلوه تتنهد وهي تمسح على رأس غيث : لا..خلني انزل..تعبت وانا فوق..
غيث يرفع رأسه اليها ويهمس بدموع : ماما انا احبك..لا تخليني مره ثانيه وتنامين
نظرت اليه..لتدمع ولا تمسك نفسها..لتضمه بقوه الى صدرها لكي لا يرى دمعها : وانا احبك بعد حبيبي..
ولا راح اتركك لا تقول كذا..انا هنا معك على طول..اصلا ماعاد لي غيرك يبوي..
تنهد بقوه عبدالرحمن..ليرفع نظره للأعلى ويغمض عينيه..يتقطع من أجلها..
ويصله ألمها..وبحة صوتها الناقصه..وعينيها الحائره التائهه..مهما هربت..تظل تلك الفلوه
التي قضى معها سنين طويله..حفظ نبرة صوتها..ولمعة عينيها..وارتجاف اطرافها..وقوتها وضعفها وكلها..

سحب غيث من حضن فلوه وهو يرسله لجلب الماء..
لينطلق غيث لجلب الماء من اجل امه..على حد قول ابيه انه ستهدئ بسببه..
لتنزل رأسها فلوه بعدما تابعت زول ركض غيث..
ليلف عبدالرحمن رأسها باطراف اصابعه..لتنظر لعينيه كما يريد
همس عبدالرحمن اليها : انا معك..لو ظروفك تتعبك..اتعب معك
امتلئ محجر عينيها بالدمع..الذي انتهى على ثوب عبدالرحمن بعدما سحبها لحضنه..
ملاذها..ومحجر ألمها..واستمداد قوتها..ودفن ضعفها..كلها بين أضلع هذا الرجل..

اتى غيث بعدما وضع الكأس بجانبها..وهو ينظر اليهم..حتى ادخل رأسه بالوسط
: انا بعد معكم..دخلوني..
ابتسمت فلوه وهي تمسح دمعها..وتمسح ألمها..
وتدفنه بينهم..لأن الحياة من اليوم..اصحبت عبدالرحمن..وغيث!





*
*



صبآح كندا ..



فتحت عينيها على ربيع الجو,,لم يتقدم البرد الى اطرافها كما كل صباح,,
كان ذلك الصباح هادئ,,وكأنه يحاول تهدئة جوها ايضا..
مهما تقدم العمر بفيّ..لن تنسى هذا الصباح..لا تعلم لماذا لم يهجرها..تذكره جيدا
من نسمة الهواء منذ صحت..الى وقوفها وهي تصنع قهوتها..بيدها اليمنى فقط..

سكبت قهوتها بفنجانها الصغير..لترفع يدها الملفوفه بالشاش الأبيض..
تذكرت كيف لفها عبدالله بعدما عقم جرحها وأمرها بتذكيره لتغيير الضماد..
تريد ان تبتسم..على وقوف عبدالله بجانبها رغم كل شيء..
رغم انها مخطئه بحقه..ورغم انه طلقها وهو محق..بعد ان رأها تخرج من سيب مظلم من خلف بيتهم
مع ابن خالتها..حاولت ان تنسى هذا الموقف كثيراً..ولكنها لم تستطع..
تريد الفرصه..حتى تشرح ما يسخرج بيدها من مبررات..
ولكن لا مجال اليوم..ولا غدا..ولا بضعة ايام بالأمام..لأن الفقيده قبرها لم يجف..
والجروح على فراقها لم تبرى..ويبدو ان جرح في من رحيلها..عميق وبرأه صعب !

تنهدت بقوه..وهي ترجع للواقع وتمس فنجانها خوفاً من تأثره بالجو ويبرد..
حملته وهي تمشي قاصده البلاكونه..لتتوقف وهي ترى مكتب عبدالله الصغيره بآخر الشقه
كان مفتوح..مشرعاً بابه..هي لم تدخله قط..ولا تتذكر هو كيف بالداخل..
بما انها تريد الهروب والتفكير..دخلت بهدوء..وهي تتأمل جنباته..
كانت الأرواق تملئ المكتب..والرفوف مليئه بالكتب الغريبه..والملفات الصغيره..
عرفت وجذبت انتباهها الورقه الموجوده على سطح المكتب..جلست وهي تضع الفنجان على جانب السطح
لتأخذها وتخرجها من ظرفها..وهي تتفقدها بلطف..حتى اخرجتها وبدأت تقرأها بانجليزيتها البسيطه..
حتى عرفت هويتها..ابتسمت بخفه على نجاح ذلك الرجل المثابر..عرفت انها وثيقة تخرجه..
وثيقة رسالتها التي أداها بوقت قصير..كإنجاز كبير..ارجعتها محلها على وضعها..
رفعت الفنجان لفمها وهي تشرب القليل..وعينيها تدور حول جنبات المكتب..بتفقد نظري بسيط..



استوقف نظرها شيء ما..ليرتجف الفنجان بين يديها وتضعه سريعاً..
على آخر المكتب شمالاً..كان قابعاً شيء ما..
تعرفه جيداً..وتعرف محتواه..طردت تفكيرها وهي تسحبه بسرعه اليها..
حتى استقر على يديها..كما أول مره استقر على قلبها وعقلها وحياتها !
وضعته على المكتب..لتقف وتتجه للباب..هاربه كعادتها..

ليس هو..يشبهه فقط..من المستحيل اساسا يوجد بمكتب عبدالله بكندا!!
ماعلاقته اصلا عبدالله بذلك الملف..ليس هو..مشابهه فقط..
وقفت من مشيها..لترجع ادراجها للمكتب..بعذر القهوه..
حتى وجدت نفسها تجلس..وتسحبه لتتصفحه ببرود..
نفس الصفحات..نفس الاوراق..نفس العناوين والارقام..بذاته..
هو ذلك الملف الأزرق..الذي لعب بعقلي وحياتي منذ سنين..
حتى دار بي الزمن..وجلبني الى هنا..

مع كل ورقه تلفها لتتناول الأخرى..تتذكر سنه..ويوم..
كل لحظه عاشتها منذ ان قرأت ذلك الملف..
حتى انتهت بالصفحه الأخيره..ستطويها..لأنها تذكرت آخر سنه لها..
بصحبة عبدالله..ربما لم يأتي ذلك الملف بخير عليها..الا وجود عبدالله بجانبها..
رغم كل شيء..هذا الملف ربما سبباً بوجودي هنا اصلا..

الصفحه الأخيره..أسمها..واسمه..
قد شطبوا..كما شطب اسماء فوقهم كُثر..
رأت اسمها الثلاثي..بجانب اسم عبدالله..
عليها خط أحمر..كما انهم انتهوا من ذلك الملف..ومن محتواه..
لم تفهم مطلقاً..كانت تمسك الفنجان بيدها الملفوفه بشده حتى تفرغ ربكتها فيه..
سكب على شاشها القليل منه..وحمدا لله انه لم ينتظرها وبرد !

وكأن الزمان يعيد نفسه..بالضبط كما كانت موجوده قبل 7 سنين..ممسكه ذلك الملف
وبيدها فنجان قهوتها الذي سكب على معصمها الأيسر ولم ينتظرها وبرد..
عندما كانت تتصفح هذا الملف لأول مره..

رجف بطنها بشده..لأول مره..سقط الفنجان على سطح المكتب..وبلل الملف وبالذات الورقه الأخيره..
سكبت القهوه سوادها على سواد ذلك الملف ومحتواه..
وفي الممسكه ببطنها مغمضه عينيها بسبب حركة جنينها المباغته لها..
بللت شفتيها..مغمضه عينيها..ويديها كلتاهما على بطنها تهدأ من حركة ابنها..

ما إن فتحت عينيها..حتى رأته واقفاً اتيا من الخارج..
على باب المكتب..مستنداً عليه..عينيه عليها فقط..وعلى فوضتها المسببه على سطح مكتبه..
اقترب عبدالله بهدوء وعينيه عليها..
مال برأسه قليلا : وش عندك هنا ؟ ياسلام على القهوه الي كابتها على ورقي..
نزل رأسه الى المكتب ليحاول ترتيب ما يمكن ترتيبه !
لتتوقف يديه على الملف المسكوب اغلب القهوه عليه..
مفتوح على الورقه الأخير..حيث اسمها وأسمه..
رفع عينيه لها ليحاول قرائه ملامحها وماذا فهمت..
ليجدها تنظر اليه ببرود..وضعت يديها على سطح المكتب تستند عليه..لتقف وتمشي بهدوء
حتى خرجت من المكتب..وهي تعي انه شريك ذلك الرجل..الذي دمر حياتها..
لم تكترث للموضوع كلياً..وهي تمشي وتجلس..وتغمض عينيها..
شعرت ان مصيبة رحيل العنود..اكبر بكثير من عبدالله وعمها !

لذا صمتت..وصمت معها جنينها..





*
*




يوم آخر ,,

وكأن الايام تتسابق بخفه شديده ..
لإشراقة شمس جديده ..
بعد ايام كانت تشرق بها كسوفاً ,, من اشياء محيطه بهم ,, تجبرهم على عدم رؤية قرصها كاملاً
ولكن القدر ,, واشياء خطت منذ زمن ,, غالباً تتحكم ببيئة الاجواء ,,
ولكن لابد من نقطه .. اخر السطر قابعه ..
تنهي كل هذا .. بفرح .. بحزن .. بدمعة تخالط الشعورين .. بإبتسامه ربما .. ونور يأتي من بعيد ..


لابد من هذا .. الكئآبه ليست طويلة الأجل ..
ولكنها تحيا بينهم الآن ..
كان جالساً بالصالون .. سانداً رأسه للخلف .. ينظر للأعلى ..
الى السقف .. الى اعلى قمة بيتهم .. الى السماء .. حيث ذهبت ارواح كثيره ..
وغادرت بلا عوده .. لحياة جديده .. لحياتنا المديده .. للحياة الأصليه هناك ..
ولكن الحياة المؤقته .. المليئه بالأختبارات .. تضعنا انانيين بعدم رحيل الأخر ..

انتبه لخالد النازل بسرعه وهو ينظر لساعه المشيره للخامسه عصراً ,,
: وين رايح ؟
لف خالد ببرود القوه وبإحمرار الأعين : للعنود
لم يدع له فرصة الرد .. وضرب بالباب خارجاً


الفقد موجع .. الموت أطرم .. فكرة انه ذاهب بلا عوده .. بلا لقاء آخر .. بلا موعد يتجدد ..
كانت تمزق صدره .. لطالما اشتاق لها .. لطالما غضب عليها ..
فكرة انها ذهبت لمكان لا يستطيع ان يذهب عليها ويوبخها كعادته
ويقرر ان تلك المره تكون عتاب الأحبه .. عتاب الأخوه ..
ولكن لا مجال للقرار .. فمكانها بعيد .. وطويل .. ومستحيل !

لسآن حاله واقف .. صامت بألم .. لا يتسطيع تحريكه والصراخ .. والعتب
لماذا هربتي ؟ لماذا تزوجتي ولم تدعيني اشهد على عقدك ؟
لماذا تزوجتي شخصاً لا اعرفه واسأل من يكون لكي أأتي اليك واقول ونعم الرجل ؟
لماذا تسحب خطواتك التي لاطالما كانت هادئه .. وتحولت الى ركض طويل ..
طال بك الى كندا ؟ لماذا لم تتجرأي الا عندما كبرتي ؟
لم يسعفني الوقت للوقوف بوجهك .. فلقد اختفيتي تماماً .. ولم تدعيني حتى انظر اليك للمره الأخيره ..

زف خبر زواجك .. انك هاربه .. متزوجه .. مستوره في احد بقع كندا ..
لم ارتاح رغم انك هربتي حلالاً .. لم تغمض لي عين .. اريد رؤية زوجك ..
اريد رؤيت يديك الصغيرتين التي ربيتها منذ ان كانت تحتفظ بنعومة اظافرها .. اريد رؤيتها وهي متزينه بدبلة زواجك
زف خبر حملك .. بطفل صغير داخل احشائك الصغيره ..
كل شيء كان كالسكاكين بصدري..عندما حكى لي خالد اخيك المساند ببرود ..
وكأن الأمر لا يهمني .. نبرة صوته اتذكرها للآن .. عندما كانت مكحله ب أتركها وشأنها ..

كيف بي تركك .. وانا الذي ربيتك .. وأقف دائما كالأخ الأكبر لك ..
نعم كنت متعجرفاً .. وقاسٍ .. ولا امتلك اعصابي .. ولاكنني أخ .. أخ اكبر ..
كبرتي امام عينيه .. حتى شعر بأبوته .. ومزعتيها يا عنود هرباً ..

لم تكن تلك الأخبار شيئا .. ولم يكن شعور سكاكينها مؤلماً ..
بحجم زفاف خبر وفاتك .. الذي اتانا يتمخطر من خالد الهاذي ..
الذي يقولها ببرود .. ويسقط مغشياً عليه .. بعد ان احتفظ به يومان بصدره ولم يبوح به ..
رحلتي بالموت .. وجريتي معك طفلك .. ولم تدعيه حتى ان يذكرنا بك ..
مؤلم .. ان اؤؤجل ميعاد العتاب .. حتى تأتين انتي وتعتذرين
مؤلم .. ان اؤؤجل ميعاد العتاب .. حتى تأتين حامله بطفله تقول لي خالي وبعينيك عودة وطن
مؤلم .. ان اؤؤجل ميعاد العتاب .. حتى قسم انه لم يأتي .. لأنك لن تأتين ..
لم تجعلين لي فرصه حتى ان اوبخك على فعلتك .. بهروبك
حتى سحبتي مني الفرص كلها .. وهربتي الهروب الأكبر ..
حتى لم تسمحي لي بضمك .. وبضم طفلك .. وان اخفف من ضميري المتعب منذ هروبك ..
قاسيه ياعنود .. سنتين تتلذذين بتعذيب ضميري المحتظر ألما ..
حتى قسمتي على قلبي موته .. بموتك ..
اعطي قلبي الحنون فرصه .. وضميري الحي فرصه .. وشعور أبوتي فرصه ..
لن لا يسامحك ابدا .. ابدا يا أبنتي !



رفع رأسه عن السقف .. وارمش بعينيه ثلاثاً حتى تتوه دموعه بعينيه ..
ووقف متجهاً للمكان الذي اعتاد على زيارته بالايام الأخيره ..
وقلبه..ولسانه..خذني معك..للعنود..
حيث وجودها .. ولو من تحت التراب ..
ذهب ليمارس ابوته..واخوته..حتى لو بالدعاء..ولمس تراب قبرها الجاف..


بعد الرحيل الأبدي ,, يمكن لكثير من الضمائر ان تستفيق
والمشاعر ان تهيض ,, لكن بلا فائده ,,
لانه أبدي !





*
*






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس