عرض مشاركة واحدة
قديم 24-11-14, 12:10 PM   #26

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



*

مد لها آيس كريم -: هاتس
بتردد -: طيب تسيف آتسله ..
-: ارفعي غطوتس مابه احد
نظرت بقلق لجميع الأنحاء ثم رفعت غطائها عندما اطمأنت
فقد كان المكان خالياً من الاشخاص ..
-: آفاا ماتصدزيني
-: لا مهوب تسذا بس تعرف الحذر واجب
ابتسم ونظر للبحر -: ادري توقيتي للآيس كريم جداً غلط
وهي الأخرى ابتسمت -: وحرام يفلس راعي الآيس كريم
لعق من آيس كريمه -: ياحنون خفي علينا
ارتجف جسدها حينما هبّت عليهما نفحة باردة -: جاسم وش رايك
نخلي الحنان على يم ونرمي الآيس كريم
-: وش اللي غير رايتس
-: ترا راح امرض والسبة انت
التقطه من يدها -: خلاص برميه
-: ء ء لحظة ابي آخر وحدة حدز الوداعية
-: لا مافي باتسر تمرضين وسطّام مراح يخليني في حالي
-: خلاص ههفف ارميه
ذهب جاسم ليرميه وسامية اسدلت غطوتها
واصبحت تتأمله .. وكما تجري العادة انا وجاسم نأكل
الآيسكريم في كل شتاء ولا يهمنا إن مرضنا ام لا ..
عاد جاسم وجلس بهدوء ولم يقطع تأملها للبحر الغاضب
الذي تتصادم امواجه بقوة عظيمة ..
عقدت حاجبيها -: مو كن البحر يبي يقول شيء
-: والله لو تدرين ان البحر هو المخلوق الوحيد اللي كاسر خاطري
-: ?Why
-: لأن اصحابه يموتون فيه ومايقول شيء
او يقدر يسوي شيء .. يسمع لهموم الناس لكن مايساعدهم
بس يسمعهم وهو ساكت يمكن علشان يآخذون راحتهم
ويفضفضون له اكثر بس بعد يكسر الخاطر
يظل ساكن بمكانه ومايقدر يساعد احد فيهم ..
-: اي والله صدقت ياكم هم وياكم غم ارتمى فيه
~ اصوات محركات سيارة توقفت خلفهما .. نزل جنديان
-: خلكم مكانكم
جاسم التفت -: قصدك علينا !!
نزل ضابط ذو رتبة عالية وتقدّم إليهما
ولم ينتبه لسامية مع ظلام المكان وأضاء الكشاف -:
مهو انت جاسم بن عبدالله آل مقرن
بلع ريقه وشد يد سامية وهمس لها -: لاتخافين خليتس فيذا
وانا اشوف شيبون ..
همست بخوف -: طيب .. بس انتبه لنفسك تكفى
نهض إليهم -: ايه وصلتم بس ممكن تبعد الاضاءة
من فيذا اهلي معي ..
أحد الجنود الواقفين -: متأكد انهم اهلك
-: شدعوه تبي البطاقة المدنية بعد
-: والله لو عندك مانقول لا
الضابط -: خلاص انت جب
ماجينا نحقق في هالشيء
بطاعة -: حاضر طال عمرك
-: ايه ياجاسم جايين ناخذك طلع في لبس بالموضوع
واحتمال انك تلحق ولد عمك بالقصاص
سامية شهقت بقوة حتى كادت ان تطلع روحها من مكانها
جاسم آلمته شهقتها وكأنها انتزعت روحه معها
نظر للضابط بحزن -: طال عمرك متأكد !
القاضي انهى امورنا و القضية تقفلت
-: للأسف أُعيد فتح القضية ، محامي عقاب أدلى بأدلة قوية
إنك كنت معه والحين يلا معنا ..
جاسم بحيرة ويعلم بأنه مظلوم بات ينظر لأخته ثم إلى الضابط
ومن معه -: طيب ممكن تاخذوني بعد
ما اطّمن على اختي انها راحت مع رجلها
-: انت ماعليك روح واعطني رقم رجلها واطّمن
انها بتصل للمكان اللي جت منه
بحيرة لم يلفظ شيئاً فكيف يترك اخته بمفردها مع رجل غريب !
ليردف الضابط -: اللي اقولك عليه امر مهوب طلب
تنهد -: طيب خذ ××××××× 050
تفاجأ الضابط بل صُدم عندما ظهر اسم صاحب الرقم ..
كان سيسأله ولكن لم يره بل ذهب إلى اخته
-: صدقيني ياسامية اكيد الموضوع فيه غلط
شدت على يده وهي تبكي -: ذولي كذابين مراح يقصونك صح
قول ايه والله انك مظلوم وربي العالم
الله ينتقم منكم " اعتلى صوتها " الله ينتقم منكم يا آل مقرن
الله ينتقم منكم ....
وضع يده على فمها من فوق الحجاب -: خلاص آص مايجوز
-: ياجاسم هم ظلموك وانت مظلوم
لكن حسبي الله عليهم
قبّل يدها -: خلاص علشاني اهدي واعرفي ان الحق
يظهر ولو بعد مية عام .. امنتك الله
انتبهي على نفسك
اجشهت بالبكاء اكثر فهذا الحدث قد كان مرسوخاً في ذاكرتها
منذ ثلاث سنوات .. قال لها نفس الكلمات ولكن
ما اختلف انه كان عقد قرانها بسطّام آنذاك ..
نهض جاسم ليكلبشوه بالسلاسل ويأخذوه معهم
أما الضابط وجندي واحد بقيا ينتظران قدوم سطّام
الضابط مازال للآن متفاجئ ..
سطّــام يصير ابوه ولد عم ابوي !!
وقفت سيارة كانت ملك لسطام
نزل مهرولاً -: وش صاير ياعبدالعزيز
عبدالعزيز -: اعتذر لك لكن والله مابيدنا شيء
التقط انفاسه -: طيب وين الأهل
اشار بيده إلى مكان سامية من غير ان ينظر إليها
ذهب سطام لناحية سامية -: سامية
رفعت رأسها له -: سطام قولهم يرجعون جاسم
والله انه مظلوم آآآآآه ياقلبي .. والله مظلوم
احتضنها ليخفف من انهيارها -: خلاص ياروحي
خلاص كافي .. ربنا ما يرضى بالظلم لعباده
-: طيب ودني له
-: خلاص انتِ الحين قومي اوديك البيت
وبكرة نروح له
-: لا لا ابي الحين .. ابي اخوي ابـيييييـه
بحزم -: سامية وبعدين
يلا قلت قومي
بصوت منخفض -: طيب
ذهبت إلى السيارة بخطاً بطيئة تجرّ اطناناً من الخيبة خلفها
فتح لها سطام باب السيارة -: بروح اكلم الضابط
-: ايه تكفى وفهمه إن السالفة كلها غلط بغلط
-: ok ياقلبي انت هدي الحين
-: طيب ، اقفلت الباب خلفها وهي تسترجع احداث ما قبل ثلاث سنوات
سطام صافح الضابط مصافحة قوية -:
طمني عن احوالك ياولد العم
-: الحمدلله احياء نرزق وانت اخبارك واخبار الشيخ
-: الحمدلله ياخوي كلنا بخير الا بقولك
انت متأكد على سالفة جاسم
-: والله يا سطام القضية ماني متابعها من البداية
وقبل فترة مهي بعيدة اوكلوها لي ومحامي ولد عمهم ادلى ادلة قوية جداً
ومن ضمنها صور توهم عطونا اياها
-: خير ياعبد العزيز وش صوره !!
-: صور المتهم الثاني مع المتهم الأول وهم بمكان الجريمة
والمتهم الثاني هو اللي ماسك السلاح فبالتالي يصير المتهم الأول بريء
-: يعني افهم من كلامك المتهم الثاني هو جاسم ويصير هو المذنب الوحيد
-: ايه بالضبط لكن مهو هو المذنب الوحيد
عقاب ولد عمه اعترف بعد انه ساعده لكن اللي قتل جاسم
سطّام مسك رأسه -: لاحول ولا قوة الا بالله
متأكد ان الصور مي مفبركه لأن على حد علمي
الاثنين ماهم على وفاق ..
-: ياخوي العلم عند الله وعلى سالفة الصور انها مفبركة او لا
جاري التحقيق فيها ..
بفكرة طرأت بباله -: طيب اسمع عندي شاهد حضر مشهد القتل
-: شاهد !! .. غير ولد المقتول اللي يقول ان عقاب هو القاتل
-: ايه غيره .. وبتردد .. بس الشاهد امرأة
-: طيب ماعندي مانع خلها تجي بكرة المحكمة
وقت تناقش القضاة مع المحامين
-: ان شاء الله ياولد العم .. تامرني على شيء
الاهل بالسيارة
-: مايآمر عليك عدو .. والله يظهر الحق من الباطل
-: آمين يلا فمان الله
-: فمان الكريم
وكلاًّ منهما سار في طريقه ..
دخل سطام السيارة نادى على سامية عدة مرات ولم تجبه
فتركها واردف -: مراح اوديك البيت بلف كم لفة
ترتاحين شوي من ثم نروح البيت
لم يعلم ان سامية عالقة في الماضي بكل فكرها
اما جسدها هو الشيء الوحيد الذي تركته في الحاضر
... وفاة ابي كان كارثة كبيرة لأسرتنا المترابطة جداً
ومما يعني اني وتوأمي سنفارق والدتنا لنذهب لقبيلة ابي
كما تجري العادة فهم احق بنا من قبيلة امي المعادية لهم ..
فعندما رحل ابي رحلت السعادة من زوايا حياتنا جميعها
فأمي الأرملة رحلت بل نحن من رحلنا إجباراً
بعد اربعة اشهر توفت هي الآخرى
وهنا فقط اصبح كل شيء سراب
لامعنى للحياة لـ أن اعيش بها
ولا يحق لي ايضاً ان اتمنى كما يتمنى الآخرون ..
.. بهيبته وجبروته دخل عليّ انا وجاسم -: وش تسوون
بخوف ورجفه -: مانسوي شيء
وقف جاسم -: هالحين بروح احلب من النياق
نظر لسامية بشراسه -: وانتِ زهبي لي القهوة
نهضت بخوف -: حاضر
جاسم مسك يد اخته وسارا الى الخارج ولكن اوقفهما صوت عمهما -:
امكم تطلبكم الحل ..
سامية بفزع لفت -: وش قلت
-: لا يعتلي صوتك لا اقص لسانك
ذهبت له ومسكت بثوبه -: ياعم وينها امي ابي اروح لها
انت تمزح صح !
دفعها -: امك بقبرها من ثلاث ايام
جاسم لم يلفظ بحرف من الصدمة وهوى على الارض راكعاً على ركبتيه
امي تحللت .. امي لم اصلي عليها .. امي لم احضر جنازتها
امي لم ادفنها بيدي .. امي لم اكرمها حين موتها
ولم اقبّل قدمها ولم اودعها ..
ولم التقي بها منذ اربعة اشهر !
استيقض من صدمته عند سماعه لذلك الاصطدام
سامية هوت باغماءة على حافة الطاولة ..
~ تبعثرت هذه الذكرى لتأتي اخرى ~
طق طق طق
-: نعم
لا مجيب
بصوت منخفض -: جاسم وش تبي الحين
عمنا بيذبحنا ان لقى واحد فينا ما نام
ايضاً لا مجيب ..
فتحت الباب بهدوء وخوف -: جاسم ليه ماتـ ..
شهقت من الخوف ، وضع يده على فمها ودخل داخل الغرفة
واقفل الباب برجله -: آشششش
تجمعت الدموع في عينيها ولم تسقط
عضّت يده مما جعله يتأوه بقوة -: هي انتِ ياحيوانة وش سويتي
-: حر اللي ابي اسويه اسويه ويلا برا
بمكر وهو يقترب -: قدها اني اطلع برا
بخوف وهي تتراجع للخلف -: عقاب والله لأصرخ
واقعد البيت تسله ويشوفون سواتك
توقف وتكتف -: اصرخي وان جو بقولهم
هي اللي طلبتني اجي غرفتها ونشوف مين اللي بيصدزونه
بقهر وهي تعلم النتيجة -: حقير ماتخاف الله
صفّق وهو يقترب اكثر وكلما اقترب
عادت خطوة إلى الخلف حتى لاصق ظهرها الحائط
بورطة ومأزق اصبحت تنظر يمنةً ويسرةً
الغرفة صغيرة وليس هناك مفر فقط الباب ولكن كيف !
افاقت بشهقة عندما لامس بطنه بطنها ووضع يده
على رقبتها بقوة -: لمن آمرتس بشيء لازم تنفذينه
ولمن اقولتس تعالي غرفتي تجيني مب تعطيني طاف
بآلم -: آآه خنقتني
افلت قبضته منها ، دفعته -: كح كح انت ماتخاف من الله
يعذبك ماتخاف منه وهو ينظر لك الحين
ماتخاف منه وانت عندي وانت منت بمحرم لي وانا اغطي عنك
عاد إليها مرة آخرى وثبتها على الحائط بالرغم عنها
فليس هناك مقارنة بقوة الأجساد
-: مهي مشكلتي ان كنت احبتس
بحقد -: حبك جني اعوذ بالله
-: قلت لتس انتِ لي وترا خطبتس من ابوي
-: هه هه وعلبالك بوافدز ترا أعلى مافي خيلك اصعده
-: لا تتحديني
-: اتحداك لأن هذا وجهي ان ابوك وافدز ويلا برا
دفعته ولكن لم يتحرك خطوة حتى
فدفعها له بلا معنى ! ...
اقترب من وجهها كثيراً ونفسه يلفح بها
ثم اخذ خصلة جديلة شعرها الطويلة وقبّلها .. وهمس -: اقولتس انتِ لي
سقطت دموعها تأذت كثيراً وقرأت آية الكرسي بصوت مرتفع -:
" الله لا إله الا هو الحي القيوم لاتأخذه سنةٌ ولانوم له مافي السمواتِ
ومافي الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلّا بإذنه يعلم مابين أيديهم
وماخلفهم ولا يحيطون بشيءٍ من علمه إلّا بماشاء وسع كرسيه
السماوات والأرض ولا يئوده حفظهما وهو العلي العظيم "
استمع لتلاوتها ثم ابتعد بهدوء وغادرها بهدوءٍ ايضاً
ليس ككل مرة بتحرش بها ويراودها عن نفسها
يذهب عندما يسمع صوت احدهم او هي التي تفلت من قبضته
كانت هذه المرة الأخيرة فبعدها بثلاث ايام حدث ماحدث ..
... كانت سامية بالمطبخ تطبخ الغداء سمعت عيار ناري
خلف البيت ابتسمت بسخرية -: ياهذي الاصوات اللي مانخلص منها
ولكن صوت العيار الناري مختلف هذه المرة
فهذه المرة يلحقه صوت طفل يبكي بشدة
فهرولت هي بجلال الصلاة إلى الخلف ونظرت من النافذة
اذا برجل ملقى على الارض والدماء تغرقه
وفتى قد يكون بالخامسة عشر ولكن هيئته الجسمية صغيرة
كان يحتضن يد هذه الجثة ويبكي بقوة
وشهيق عميق ..
شعرت باغماءة من منظر الدماء ولكن تمالكت نفسها قليلاً
فباتت عيناها تبحث عن المجرم
كان الواقف عقاب وبيده السلاح وخلفه جاسم
الذي يرتجف وبيده وعاء حليب
صرخت سامية بألا شعور -: جـــاااااااســــم
عقاب عندما نظر إلى الاعلى
هذا الصوت يعرفه جيداً حتى وان كان الجلال يغطي صاحبته
رمى السلاح وهرول إلى المرعى ..
خرج العم من المنزل باتجاه المرعى
وصُدم من المنظر الذي رآه ..
جثة رجل ملطخة بالدماء
فتى يبكي وينادي بـ يبه
وابن اخيه الواقف مما يعني انه هو القاتل ..

سامية شعرت بهز على كتفها افاقت بفزعة
-: نــعــم .. " وبألا وعي "
لا لا تاخذونه والله ماهو بهو .. والله ماهو بهو
سطام وهو يعلم انها منهارة -: خلاص بس ياسامية
لنا نص ساعه برا البيت الحين انزلي
وبكرة نروح المحكمة وقولي كل اللي عندك
بأمل باهت -: جــد !! انا انا اروح عادي
-: ايه ياروح سطام ..
يلا الحين ننزل البيت ولا احد يدري باللي صار
طــيــب ؟
-: ايه طيب ان شاء الله



*


في اليوم التالي الساعه الثالثة والنصف
اخرجت من الحقيبة هاتفها الخاص بالجامعه " من غير كاميرا "
وجدت اتصال من امها .. اتصلت بها -: السلام عليكم هلا يمه
-: وعليكم السلام ياهلا بك بنيتي بشريني شلون اختبارك
بتنهيدة -: الحمدلله تعرفي ان هالدكتور الماسخ اعطانا
اسئلة ماهي بالكتاب بس يعني الصيغة نفسها
-: وجاوبتي عليهم يمه
-: اجتهدت
-: الحمدلله من رحتي وانا ادعي لك
ايه تذكرت جهزي نفسك الحين انا بالسيارة
جايين لك مع سلطان بنروح نكمل الاشياء
بقلق -: مع سلطان ؟!
-: ايه الله يهديهم لو كانوا أجلوه بكرة مهو بأحسن ؟
بداخلها قالت .. اليوم بكرة اصلاً الآيام ماصارت تفرق عندي
بالآخير النتيجة وحدة " انا انتهيت "
-: يمه عبير وين رحتي
-: معك يمه معك
-: يلا الحين حنا قريبين من الجامعه خليك عند البوابة
-: طيب يلا مع السلامة
-: فمان الله
واقفلت بعد سماع صوت انهاء المكالمة احتراماً
نزلت وارتدت عبائتها وربطت نقابها المسدل عليه طبقة على عينيها
وعند رنين الهاتف خرجت .. تمتمت
سلطان ! .. هو من ذلك اليوم لا يحدثني
ألهذه الدرجة هنتُ عليه على ان يقطع بي هكذا
صعدت السيارة والقت بهمس سلامها
والدتها واخيها ردا السلام
-: هلا بعروستنا ويييه ما اتخيل البيت دون عبورتي
لكن اللي مصبرني اني اعرف عدل
ان هذا مصير كل بنت تروح لبيت رجلها صح سلطان ولا انا غلطانه
-: هااه ايه صح صح بالضبط
وهي تراقب ملامحه -: ليه احسك منت فرحان لأختك
-: لا بالعكس الله يسعدها بس أي زواج هذا
اللي في يوم وليلة خطوبة وملكة وزواج بنفس اليوم
لا وعلى من ؟ .. على واحد عياله بعمرها
عبير تجمعت الدموع بمقلتيها فكلام اخيها
كان كالملح والليمون على جرحها الغائر ..
ام سطام -: صح ان الاحوال تغيرت عن زمان بس ترا
كذا كنا زمان اذكر ابوكم خطبني من غير لا ينظر لي
وبعدها بأسبوع تزوجني ملاك مع زواج
بقهر -: طيب فيه فرق اسبوع لا وابوي كان شباب وقتها
-: خلاص نصيبها ياوليدي صح ياعبير
عبير لم تجب فقد كانت تواسي دمعات عينها بصمت
لفت والدتها -: عبير !!
اخذت نفس عميق لكي لايتضح صوتها المتحشرج بنغمة البكاء
ولكن لا فائدة فواضح للعيان انها تبكي -: هااه
بفجيعه -: تبكين ؟!
-: لا بس ما اتخيل ابتعد عنكم
-: ياقلبي وحنا وش قلنا امس
-: مانسيت لكن يمه ذا شيء فوق ارادتي اني ابكي
اتخيل بكرة اقوم الصبح وما اشوفك ولا اشوف صالحة
ولا اشوف الجودي ولا أي احد فيكم
وهي الاخرى بكت ..
سلطان تورط -: خلاص بس
طول الوقت من امس تبكون ماطفشتوا
لا والمصيبة الادهى صالحة والجودي وحتى محمد بعد
مسوين حفلة دموع وكل واحد فيهم يستعرض من يبكي اكثر
ابتسمت عبير بالرغم عنها وهي تتذكر
كيف كانت ردة فعل صالحة والجودي ومحمد -:
احم ايه سطام يدري ؟!
سلطان تذكر ان سطام بحالة لا يرثى لها
ولا يستطيع البوح بالذي حدث له بأمرٍ منه -:
سطام هالفترة مشغول حيل
والدتهم -: بشغله ! .. وعلى قلبي هالمسكين مايرتاح ابد
عبير تقصد سلطان ولكن لم تستطع الحديث معه مباشرة -:
لا تقولون له عن الزواج حتى يخلص شغله ذاك الساع علموه
والدتهم -: عادي علموه الحين ومب شرط يجي بس يبارك لك باتصال
بسخرية قالت في سرها .. أي مباركة هاته التي
تعنينها يا امي فهل هناك تهنئة للعزاء !
فقد مات حظي ومات معه شبابي فقط عزوني على جرحي
-: لا يمه على قولة عبير نقوله بعد مايخلص شغله ..


*


بعد صلاة العصر
دخل منزله وقبّل رأس والدته
رن الهاتف ..-: ياعوض شف منو
-: حاضر يمه
التقط سماعة الهاتف ورد -: السلام عليكم .. نعم مين
-: وعليكم السلام من معي عوض ؟
-: ايه تبين الوالدة لحظة بس
وابعد السماعه .. يمه يمه مره تبيك
-: طيب ياوليدي كاني جاية
ونهضت لتأخذ السماعه منه..-: السلام عليكم
-: هلا وعليكم السلام يم عوض
-: يا الله ان تحيها ام عمرو شخبارك وشخبار العيال
-: والله ان تبين اخباري ماتسرك
واخبار العيال ياقلبي على وليدي العود مجروح قلبه
-: سلامته عمرو وش فيه
-: ماصار نصيب بينه وبين القشرا
زين عيت مادري وش يبي فيها
-: وش فيها المار مهي منجدها ماهقيت والله
عوض عندما سمع اسم المار ترك كل شيء
وانصت بجميع جوارحه ..
-: يالله مالهم نصيب يم عمرو
-: بس تعرفين شلون اول بنت يخطبها
والواضح انها عاجبته ومن هم صغار
فحسيت خاطره انكسر تخيلي يم عوض وش عذرهم
عذرهم انها تبي تكمل جامعة لا والأدهى طب مع الرجاجيل
مادري شلون هذي اهلها راضين
-: استغفر الله مع الرجاجيل مايصير
يلا ربي يرزق وليدك باللي افضل منها
-: آمين يارب الا ماردوا لك ع الجوهرة
بلعت ريقها وهي تنظر لولدها -:
والله اني تهورت
وادعي انهم يرفضون لأن عوض مايدري
-: هاااو يم عوض ليه ماقلتِ له
-: يم عمرو انتِ قلتي اخطبي له ثم خليه يعرف
-: اجل قولي له الحين
-: ان شاء الله يلا فمان الله
-: في حفظه
اقفلت السماعه وعوض اعتدل في جلسته
وبلع ريقه بألا شعور -: وش فيها المار ووش اللي مادري عنه
بتردد -: سمعت كلامي يا قليل الحيا
-: يمه سمعته لأني جالس يعني اغطي اذوني
وانا جالس شلون تجي ذي
-: آآخخخ منك كان قمت سوالف نسوان مايصير
-: ماعليه وش صاير الحين
-: لا بس هذي جارتنا ام عمرو خطبت ألمار لوليدها وم..
قاطعها -: ووافقت !!
-: هاو وش فيك ماخليتني اكمل كلامي
-: طيب وافقت ولا لا
-: لا ماصار بينهم نصيب علشان عمرو يبي وحدة
ماتدرس بالجامعه وهذي تبي تدرس لا وتقول طب مع رجاجيل
تنهد بأريحية وضحك شبه ضحكة -: لا من قالك
مع رجاجيل الحين فيه عيادات خاصة بالنساء
تشتغل فيها بعيد عن الرجاجيل ..
-: صدز يمه
-: بالعقل هو اهلها مراح يخلونها
-: اي والله انا استغربت عاد الله يهدي ام عمرو
تحب تقول من راسها
-: آمين .. الا يمه دام ماصار بينهم نصيب
يصير تخطبينها لي ...

___________

انتهى ..

وملاحظاتكم وانتقاداتكم البنائة لنرتقي للأفضل ..

***

ملامح من البارت الجاي ..


لمحة متوترة ..: اسمعي بقفل السيارة ونروح المحكة مشي

لمحة يائسة..: بس يمه انا ابي المار

لمحة خلقت بلا ملامح ..:
عيناك ! هذه اللمعة التي بهما تذكرني بلمعة وضعف احدهم
نعم بالضبط عينا والدك .....

***


سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

اللهم صل وسلم على نبينا محمد

كفارة المجلس ..
سبحانك اللهم وبحمدك
اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك




فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس