عرض مشاركة واحدة
قديم 04-04-09, 10:20 PM   #11

مشمشة
 
الصورة الرمزية مشمشة

? العضوٌ??? » 3793
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 595
?  نُقآطِيْ » مشمشة is on a distinguished road
افتراضي


الجزء السادس

ظن اللواء ابراهيم أنه سيشعر بالراحه بمجرد أن تتزوج ساره ويتخلص من مشكلاتها . لكن هيهات . فلقد قضى الليل بطوله يدور فى أرجاء البيت وهجره النوم ولم يفارقه القلق وهو فى كل لحظه يتخيل ابنته فى بيت رجل يكرهها و تزوجها مضطرا
وبدأ يتسلل الى نفسه الشك والأوهام وكلمات ساره تدوى فى أذنيه كأبواق الخطر
الدراسات والأبحاث تقول ان الإرهابيين من الممكن ان يكونوا من عائلات غنيه وحاصلين على أعلى الشهادات العلميه
انه همجى متطرف ..مهووس متعصب لآراءه الدينيه
ان امثاله لا يظهر عليهم السلوك العدوانى الا اذا وقعوا تحت نوع معين من التأثير ..وفى الغالب يكونون شديدى الذكاء ويخدعون من حولهم
ارهابى بلحية سوداء
سيكوباتى
كانت كلماتها كسياط تلهب قلبه ..
وأخذ يتحدث الى نفسه ويلومها بشده :ترىأتكون ساره على حق؟
هل خدعت حقا فى هذا الإنسان؟
كانت أطول ليله قضاها فى حياته ..قضاها خلف النافذه يعد الدقائق والثوانى لتشرق الشمس
اخيرا طلع النهار ..فارتدى ملابسه بسرعه واتجه الى باب الفيلا . لكنه توقف عندما سمع صوت سماح : أبى . هل ستذهب الى ساره؟
التفت اليها وقال بدهشه : ما الذى أيقظك فى هذا الوقت المبكر؟
سماح بحزن : أنا لم أذق طعم النوم..سأذهب معك الى ساره
.................................................
أصيب على بدهشه كبيره عندما فتح باب بيته فى تلك الساعه المبكره من النهار ليجد صهره وابنته وعلى وجهيهما ارتسم القلق والتوجس
قال اللواء ابراهيم بطريقته العسكريه المباشره : آسف لأننى أيقظتك من نومك
عقد على حاجبيه باستغراب وقال : تفضلا ..لم أكن نائم ..كنت أصلى الضحى
أدخلهما الى حجرة الإستقبال فقالت سماح بلهفه : أين ساره ؟
نظر اليها على بدهشه وقال بهدوء : سأوقظها حالا
جلس اللواء ابراهيم وأخذ يهز ساقه بعصبيه وتوتر حتى جاءت ساره وعلى وجهها دهشه كبيره فاحتضنتها سماح بلهفه وقالت بقلق : ساره . كيف حالك ؟ هل أنت بخير؟
زفر على بضيق لم يستطع اخفاؤه وقال : سأحضر لكم شيئا تشربونه
وبمجرد أن دخل الى المطبخ حتى قالت ساره بدهشه : أبى . هل حدث شئ؟
الأب بقلق : أخبرينى أنت .. هل أنت بخير؟
سماح بتعاطف واشفاق : هل ضربك أو آذاك؟
ساره بعجب : لا . ولم يفعل ذلك؟
سماح وهى تخرج هاتف محمول من حقيبتها وتعطيه لساره : لقد أحضرت لك هاتفك الذى تركتيه فى البيت
زفرت ساره بضيق وتناولت منها الهاتف باستسلام ووضعته على المنضده بلا اهتمام
نظر اليها الأب بصمت وتنهد بحراره وكأن عبئا ثقيلا انزاح عن صدره وقال براحه : الحمد لله
التفت الى سماح وقال بصرامه : هيا بنا
سماح بتوسل : أبى أرجوك . أريد أن أجلس معها قليلا
فى تلك اللحظه جاء على من المطبخ يحمل صينيه عليها أكواب العصير وبعض الحلوى ووضعها على المنضده الصغيره
قال اللواء بسرعه : عذرا . لن أستطيع البقاء . يجب أن أرحل الآن فموعد عملى قد اقترب
سلم على ساره التى مازالت مندهشه وقال : مبارك يا ابنتى
أوصله على الى الباب فقال له اللواء بصوت خفيض حتى لا تسمعه ساره وأختها اللتان ماتزالان فى الحجره: على.أعلم أن هذا ليس من حقى ولكن أرجوك أن تسمح لساره بالإحتفاظ بسيارتها
أخرج سلسلة مفاتيح من جيبه فتناولها على وقال بهدوء يحمل بين طياته لهجة عتاب : سيادة اللواء ..لست انسانا بهذا السوء ولست بشرير أو سادى يعذب زوجته أو يؤذيها ..ولا أنا برجل يقطع زوجته من رحمها . فمن يستطيع تحمل مثل هذا الوزر أمام الله ؟ ..ولو أردت الإنتقام منها فلن يمنعنى سوى خوفى من الله وليس أى انسان
ساره ابنتك .ولك أن تهديها ما شئت كما أن أشياءها الخاصه ملك لها ليس من حقى أن أمنعها عنها أو آخذها منها
أطرق اللواء ابراهيم بخجل ظاهر . ثم رفع رأسه وسلم على على بحراره وضرب على كتفه وهو يبتسم باعجاب وقال : تذكرنى دوما بوالدك ..أنا سعيد لأنك زوج ابنتى ..مبارك يابنى واعذرنى . فأنا أب
هز على رأسه وابتسم ورحل الأب وخلفه سماح التى رمت على بنظرة كراهيه شديده قبل أن يغلق الباب ثم التفت الى ساره وقال : أختك تكرهنى
قالت ساره والدهشه لم تزايلها بعد : لا أفهم لماذا حضرا فى ذلك الوقت المبكر ولماذا رحلا بتلك السرعه؟
ارتسمت على وجهه ابتسامه ساخره مغتاظه وهو يقول : لقد أراد أن يطمئن أنك بلا كدمات أو كسور أو حروق .. لا شك أنك نجحت الى حد بعيد فى اقناعه بوجهة نظرك في
مد يده اليها بمفاتيح السياره وقال : لقد ترك لك والدك هذا
تناولت منه المفاتيح ثم أمسكت رأسها بألم فقال بلهفه : هل أنت بخير؟ يبدو عليكى التعب
قالت : لا شئ مجرد صداع بسيط يأتينى كلما استيقظت من النوم ويذهب سريعا
قال باهتمام : هل نذهب للطبيب؟
قالت : لا داعى ..سيزول بعد قليل
سألها برفق : ساره..ألن تصلى الصبح؟
صمتت قليلا ثم قالت بحذر : هل هذا أمر يجب أن أنفذه؟
ظهرعلى وجهه خيبة الأمل و أطرق برأسه قليلا ثم قال : لو أمرتك فهل تفعلين؟ حتى لو لم تكونى مقتنعه؟
قالت بعد تردد : نعم ..لقد اتفقنا على ذلك
هز رأسه بأسف وقال بصوت ظهر فيه شئ من الحزن : ولكنى لا أريدك أن تصلى رغما عنك ....فقط تنفيذا لأمرى
بل أريدك أن تصلى وانت مقتنعه أنك يجب أن تصلى من أجل نفسك ..لأنك لو لم تكونى مقتنعه ومخلصه نيتك لله فلن تنفعك صلاتك بل ربما تنقلب ضدك وتصبح حجة عليكى
قالت بدهشه : ولماذا أمرتنى بالحجاب اذا؟
قال بهدوء : الحجاب أمر مختلف ..لو تركتك بدون حجاب فسأتحمل أوزار بعدد كل عين تنظر الى جمالك ابتسم وهو يكمل : كما أننى أغار ..ومن لا يغار فليس برجل
.................................................. ..
عند الظهيره ....كان على ينتظر زياره هامه
فتح على باب البيت بعد أن سمع صوت الجرس ليفاجأ بمظاهره مرحه صاخبه مكونه من أخوه وأخته
ودخلت أمه بعدهما لتضع على المائده علبتين كبيرتين مطبوع عليهما اسم أحد المطاعم الشهيره وهى تقول : هذا غداء العروسان
جلس الجميع فى حجرة الإستقبال حتى أتت العروس بالحلوى والعصائر وهى ترتدى ثوب رقيق زادها جمالا لكنها فوجئت باستقبال لم تتوقعه ابدا ..تهانى وقبلات حاره وصخب وفرح أزال من نفسها كل توتر و تردد
جلست ساره على الأريكه بجوار على الذى اتسعت ابتسامته بسعاده كبيره وسأل هبه : كيف تستذكرين درورسك بدونى يا كابتن؟ بالتأكيد افتقدتينى .أليس كذلك؟
قالت بمرح : لقد أصبح جو البيت أكثر هدوءا ..وساعدنى ذلك على المذاكره بتركيز أكثر
قال أحمد بحماس : طارق ولؤى واسلام يسألوننى عن موعد المباراه القادمه
رفع على حاجبيه وقال مشاكسا اياه : لماذا؟ هل اشتقتم لهزيمه جديده؟ لم تستردوا أنفاسكم بعد من هزيمة 7 ـ 1
التفت الى ساره وقال : حاولت كثيرا اقناعه أن يلعب فى فريقى ولكنه يرفض دائما..انظرى ..لقد انتفخ وجهه من كثرة الهزائم المتواليه
أحمد بانفعال : بل قل انك تخاف من ان نرد لك الهزيمه مضاعفه
قالت هبه بمرح : أتظن ان من فى طوله يمكن ان يهزم؟؟ يكفى ان يقف كحارس للمرمى ولن يحرزوا أية أهداف
انطلق احمد وهبه يتشاكسان وسألت ساره على : لماذا اخترت لعبة كرة القدم؟ ان السله تناسب بنيتك الجسمانيه اكثر
همس فى اذنها : لأن أحمد لا يحب كرة السله
ظهرت على وجهها الدهشة لكنها لم تعلق

ظهرت على وجهها الدهشة لكنها لم تعلق
أخرجت الأم من حقيبتها علبه مغلفه على شكل هديه وهى تقول لساره بود : هذه هدية عرسك ..لقد جاءت متأخره ولكنى انتظرت حتى موعد فتح المحلات ...افتحيها ....
امسكت ساره بالعلبه وظهر فى عينيها الإمتنان وبدأت تفتح العلبه
اتسعت عيناها بذهول لقد كانت العلبه تحوى مجموعه من الحلى الذهبيه الجميله ودبلتين احداهما من الفضه
نظرت اليها ساره وهى مرتبكه من الفرح وقالت بسعاده كبيره : انها جميله ..رائعه ..ولكن ..ولكنها غاليه جدا
قالت الأم بابتسامه ودوده : هذه شبكتك يا ابنتى ..فليس هناك عروس تتزوج بدون شبكه
نظرت الأم الى على نظره لائمه غاضبه وهى تقول : هذه هى الأصول يا باش مهندس ..شباب هذه الأيام لا يعرف الأصول
فغر على فاه واتسعت عيناه بدهشه وهو ينظر الى امه ويشير الى نفسه كأنه يقول ..هل انا من تقصدين؟
قالت له امه بلهجه آمره : هيا ..ألبس عروسك الشبكه
ارتدت ساره الشبكه فى جو رائع من الفرح والسعاده التى شغلتها تماما عن آلام رأسها التى كانت تسيطر عليها منذ الصباح
بدأ أحمد وهبه فى غناء مجموعه من اغانى الأفراح الفلكلوريه وساره تضحك بسعاده كبيره وعلى يصفق لهما ويشاكسهما كعادته وبعدها تقدمت هبه من ساره واعطتها باقه جميله من الزهور ومعها علبه صغيره وهى تقول : هذه هديتى للعروس أتمنى ان تعجبك ..لقد اشتريتها من مصروفى الخاص
قال على بمرح : ماذا ؟ منذ متى ذلك الكرم الحاتمى؟ وانا الذى كنت اجلس بالساعات اتوسل اليكى لتقرضيننى ..لو كنت اعلم ذلك لتزوجت منذ زمن بعيد
قالت ساره بود : بالتأكيد ستعجبنى ..يكفى انها منك
قفز أحمد من مكانه ووقف أمام على وقال بجديه وهو يقدم له علبه كبيره : أما هذه فهى هدية العريس ..افتحها وأخبرنى برأيك فيها
بدأ على يفتح العلبه وهو يضحك...وفجأه.....بووووووووم
فرقعت العلبه فرقعه مدويه جعلت ساره تضع يدها على اذنها اليسرى بألم شديد و قفزت هبه صارخه بفزع ووضعت الأم يدها على صدرها واخذت تلهث من الإنزعاج وأطلقت العلبه قطع صغيره من الأوراق الملونه اللامعه انتشرت فى انحاء الغرفه وهبطت على رؤوس الجميع بشكل ساحر
واخذ احمد يقفز ويصفق بصخب : هييه ..هيييه ..هذا انتقامى من دعاباتك السيئه التى أغرقتنا بها فى البيت
ابتسم على ابتسامه عريضه مغتصبه ونظر الى ساره وقال : لا تصدقيه انه يمزح
ثم التفت الى احمد وقال وهو يضغط اسنانه ويضحك بغيظ : تعالى يا حبيبى تعال ..أريد ان اعبر لك عن رأيى فى هديتك الرائعه
حاول احمد ان يهرب ..لكن على امسكه من ملابسه وجذبه بقوه وارقده على بطنه فوق ساقيه وأخذ يعضه من مؤخرة ظهره وأحمد يصرخ ويرفس بقدميه والجميع يضحك بشده ...
الا ساره التى لم تستطع ان تضحك بسبب الألم الشديد فى اذنها والصداع الرهيب الذى عاودها كأشد ما يكون فهربت الى المطبخ بحجة انها ستعد الشاى..وبمجرد ان غادرت المكان حتى سألت الأم على : زوجتك تبدو متعبه..هل هى مريضه؟
قال على باهتمام : لا ..ولكن يبدو ان الم رأسها بدأ يعاودها ثانية
قالت الأم بعتاب : هل ضايقتها بدعاباتك السخيفه ؟
قال : وهل تظنى انها تستطيع ان تتحملها؟
أجفل عندما سمع صوت زجاج يتكسر يأتى من المطبخ وظهر على وجهه القلق ..فقالت أمه : اهتم انت بزوجتك فيبدو انها ليست على ما يرام ...اذهب اليها وسنرحل نحن الآن حتى لا يتسبب وجودنا فى اى احراج لها....وسأتصل بك الليلة لأطمئن عليها
بعد رحيلهم دخل على الى المطبخ بسرعه فوجد ساره تجلس على كرسى وتسند رأسها الى المنضده بألم واضح وعلى الأرض فنجانين مكسورين فقال بقلق حقيقى : ساره ..ما بك ؟ هل انت بخير؟
تحاملت على نفسها حتى لا تظهر له ألمها وقالت : لا شئ ..انه صداع بسيط ..سأحضر الشاى حالا
عقد حاجبيه بقلق وقال : لقد رحلوا ..اذهبى انت لترتاحى وسآخذك فى المساء للطبيب
قالت بعناد : لا داعى ..أنا بخير
قال بلهجه آمره : اذهبى لترتاحى وسأهتم انا بالأشياء المكسوره
فى المساء ذهبا الى الطبيب وبعد ان فحصها جيدا وسمع شكواها جلس الى مكتبه وأخذ يسجل ملاحظاته وامامه جلس على وساره وسألها الطبيب : هل وقعت على اذنك أو اصطدمت رأسك بأى شئ أو أصيبت بأى اصابه؟
قالت مباشرة : لا لم يحدث
قال على باحراج : آ ....احم ..لقد ...لقد صفعتها
التفتت اليه ساره بدهشه كبيره ونظر اليه الطبيب بذهول وقال : نعم؟!!
فكرر على : لقد صفعتها على اذنها اليسرى
نظر الطبيب الى الملف الذى أمامه وسأله بتعجب : تقول انكما عروسان حديثان !!
على بهدوء : نعم..تزوجنا فقط بالأمس
تجهم وجه الطبيب وأخذ يتأمله وهو يهز رأسه ومط شفتيه باشمئزاز وسأله : أخبرنى بصدق ..هل تحب القطط؟
كتم على ضحكه كادت تفلت منه وتساءلت ساره بدهشه : قطط!!
عاد الطبيب الى أوراقه وهو يقول : ما علينا .. ومتى صفعتها؟
على : أول أمس ..
هز الطبيب رأسه بعجب وسأل ساره بتهكم : ضربك أول أمس وتزوجتيه بالأمس!!!
هزت ساره رأسها موافقه ببطء وهى لا تفهم ما علاقة كل هذه الأسئله بحالتها
قال الطبيب بضيق وهو يكتب العلاج فى دفتره بعصبيه : الحياه غريبه حقا ....هل تتناولين أى نوع من انواع الدواء أو العقاقير؟
ساره : نعم ..كبسولات زام
نظر اليها من فوق نظارته وقال بدهشه : زام!!
قالت : انه منشط للذاكره وخلايا المخ والـ...
قاطعها بضيق : واين هذا الدواء ؟
قالت : لقد انتهت الكبسولات منذ يومين
قال بنفاذ صبر : واين العلبه؟
قالت : رميتها
قال بعصبيه : واين النشره الروشته ..اسم الطبيب ..اى شئ
قالت : ليست معى فأنا اشتريه من أمريكا
ضحك ضحكه قصيره متهكمه ومط شفتيه باشمئزاز وقال : زام !! اهذا دواء أم اسم فيلم امريكى؟
خفض على رأسه وأغلق فمه محاولا باستماته الا ينفجر ضاحكا
جذب الطبيب الورقه التى كتب فيها العلاج من دفتره بعصبيه كبيره حتى ان جزء منها تمزق وقال بضيق كبير : أريد صورتين للأشعه على رأسك واذنك اليسرى من الأمام ومن الجانب ..وهذه المسكنات للصداع والألم حتى أرى صور الأشعه ولا أريد أن أرى وجه أى منكما حتى تحضرا صور الأشعه ...
استطرد بلهجه اشبه بالصراخ : هل فهمتما....هيا ...الى الخارج
هتفت ساره بذهول وهى تركب السياره بجوار على : أرأيت ما فعله؟؟ لقد طردنا !!..لم أرى فى حياتى شخصيه بهذا العجب
اطلق على العنان لضحكاته بعد ان كتمها طويلا وقال : لا تنخدعى بمظهره ..فهو أفضل طبيب فى تخصص الأعصاب فى مصر
قالت بدهشه : ما كل هذه الأسئله؟ وما علاقة القطط بالموضوع؟؟
قال لها وهو يضحك بشده : لديكى الحق ان تتعجبى ..فأنت قادمه من امريكا ....لدينا هنا اعتقاد خرافى قديم يقول أن الزوج اذا اراد أن تطيعه زوجته ويسيطر عليها يأتى بقطه ويذبحها أمام عينيها فى ليلة الزفاف ليخيفها
نظرت اليه بدهشه وسألته : وهل كنت لتفعل ذلك؟؟
قال باستنكار : بالطبع لا ..فقائد جماعتنا لم يأمرنى بذلك
كادت أن ترد عليه لكن الصداع لم يترك لها فرصه
بعد ثلاث ساعات ..........
كانت ساره واضعه رأسها على الوساده ومغمضه عينيها بقوه وتضغط على أسنانها باستماته حتى لا تصرخ من فرط الألم الذى فشلت كل المسكنات فى تهدأته ويدها اليمنى متشبثه بالوساده تحاول اخفاء ارتعاشتها المستمره التى زادت بشكل ملحوظ ولم تكن لديها القدره للسيطرة عليها
جلس على بجانب رأسها وقال بقلق : ساره..لماذا تخفين ألمك عنى؟
لم تستطع ان ترد عليه ..كانت تخشى ان فتحت فمها تخرج كلماتها صراخا أليما لا تستطيع ايقافه
أمسك على بيدها اليمنى واخذ يخلص الوساده من بين أصابعها برفق حتى نجح أخيرا وبمجرد أن أمسكها بين يديه حتى أخذت يدها ترتجف بشده فازداد قلقه وأمسك يدها بقوه محاولا تهدئة ارتجافتها المستمره وقال بحنان : يجب أن تعلمى أنه ما من انسان أقرب اليكى منى ..يجب أن تتحدثى الى حتى لا أقتل قلقا عليكى
بدأت كلماته تصل اليها وبدأت دموع الألم تهرب رغما عنها من عينيها وتسيل على الوساده
فقال لها بحنان بالغ : ساره ..مابك؟ ؟أرجوكى أخبرينى
فتحت فمها أخيرا وتحرك لسانها بصعوبه وهمست بألم : مؤلم..مؤلم..مؤلم....
بدأ صوتها يعلو وهى تكرر الكلمه حتى تحولت الى صراخ وأخذت تبكى بعنف وهى تتشبث بملابسه وتصرخ : على انقذنى ...انه مؤلم ..مؤلم...آآآآآآه ....رأسى تحترق
أصيب على بالهلع الشديد واتصل بالطبيب الذى حضر بسرعه فى ذلك الوقت المتأخر من الليل وأعطاها حقنه كبيره ذهبت بعدها فى نوم عميق
وجلس الطبيب الى على وسأله بعد تردد وتفكير : أخبرنى ..هل تتناول زوجتك أى نوع من أنواع المخدرات؟
أصيب على بصدمه وهتف قائلا : ماذا؟ ..لا ..ابدا..مستحيل ..انها لا تطيق رائحة السجائر
الطبيب : اهدأ قليلا ..وقل لى ما هذا الدواء الذى تتناوله ؟
قال بتوتر : لا أعرف
زفر بضيق وقال : وهى ايضا لا تعرف ...ربما تكون مصابه بادمان **** معين وهى لا تدرى ..لقد مرت على بعض الحالات المشابهه
اسمع..اريد تحليل كامل للبول والدم فى أسرع وقت ..هل تفهم؟..
قال على بحيره : ولكن؟....
قاطعه الطبيب قائلا : ان زوجتك تعانى من أعراض الإدمان والتحاليل ستجعلنى أتأكد من التشخيص وعندها سيكون العلاج مختلفا .
ظهر على وجهه صدمه كبيره وشرد بعيدا فى صمت
فقال الطبيب بتعاطف : يؤسفنى أن يحدث لك هذا ومازلتما عروسان....لا تخبرها بما قلته لك ..فربما لا تعلم بالأمر ..لو انهارت معنوياتها فسيزداد الأمر سوءا
ولكن ..هل انت مستعد لخوض تلك التجربه الأليمه ؟
نظر اليه على بصمت ثم شردت عيناه بعيدا مجددا
فقال الطبيب : اذا لم تكن مستعدا لحمل تلك المسؤليه فأرسلها الى أهلها وأخبرنى حتى أتحدث الى من سيعتنى بها وأمليه تعليمات علاجها..
يجب أن تقرر بسرعه ..هل أنت مستعد لقبول هذا التحدى؟
عقد على حاجبيه وظهر على وجهه الهم وصمت ولم يرد ...




مشمشة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس