عرض مشاركة واحدة
قديم 30-11-14, 12:32 AM   #29

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الجزء السادس والعشرون













أديم











كل ما حدث كان كالكابوس وها قد سحبني ذاك العالم لحيت أنا الآن لا بل يبدوا أنه سرق

مني ليان أيضا كما أهداها لي نظرت لغيث نظرة خوف وتوجس وحيرة بقدر ما تمنيته

أن يتكلم تمنيت أن لا يقول شيئا فهل كان سؤالي يحتاج منه كل هذا الجهد لإخراج الجواب


جمعت شتاتي وقلت " قل شيئا يا غيث لا تقتلني بصمتك أرجوك "

تنهد وقال " لم أجدها هناك لقد اختفت "

قلت بصدمة " اختفت ولكن كيف "

قال بهدوء " هذا ما حدث يا أديم وحتى من كانوا هناك قالوا أنها غادرت سيرا على

قدميها ولم تتحدث مع أحد "

قلت باندفاع " ولكن ليس لها أحد غيري لا أحد "

ثم قلت " أشقائها أو شروق وحدهم من تعرفهم ليان أذهب للسؤال عنها هناك "

قال " حسننا أعطني عناوينهم وسأذهب فورا وسأتردد على المنزل دائما فقد تعود إليه "

قلت " عد لأخباري اليوم يا غيث أرجوك "

قال بقلة حيلة " لا أستطيع فالزيارات ممنوعة وعارف وصديقك فعلا كل ما بوسعهم ليسمحوا

لي برؤيتك وهذا الضابط متعب جدا ولم تجدي حتى الأوامر التي جاءته من مركز العاصمة "

تنهدت وقلت " لا تتأخر عني إذا "

قال بعد صمت " خلال الأيام القادمة سينقلونك لسجن العاصمة "

قلت بصدمة " سجن العاصمة .... هل صرت مجرما حقيقيا هل سيعلم الجميع بما حدث "

ربت على كتفي وقال " لا تخف يا أديم إن صرت هناك أخرجناك على الفور حتى صدور

الحكم وكثر مروا بنفس القضية وخرجوا منها ووالد رنيم أحدهم كما تعلم "

قلت بأسى " بعد كم من السنين سيكون ذلك "

قال " لن يكون سنينا أبد اطمئن فأنت تعرف المحامي عارف جيدا وسنحاول التفاوض مع أهله "

قلت بيأس " لابد أنها نهايتي هناك في السجن هذا ما أراده والدي لنا "

قال بغيض " بما تهدي يا أديم فوالدي لم يطلب منك قتله إنها مشيئة الله يا رجل "

قلت بحرقة " بلى هوا من أدخلني هذا العالم الغريب عني وأقحمني فيه هوا من وضع ليان في طريقي "

وقف وقال " لا تدع الشيطان يستغل ضعفك الآن يا أديم وأخبرتك أن الأمور تجري

لصالحنا فقد وجدنا كل من كانوا موجودين يوم الحادث وسيشهدون لصالحك "

ثم غادر وتركني كالغريق الذي مدوا له بعصا وأمسك بها فلا هم رفعوه وأخرجوه

ولا هم تركوه يغرق فبقي يعيش على الأمل الكاذب

بعد يومين عاد غيث ليزيد ناري اشتعالا وهوا يخبرني أن ليان غير موجودة عند أخوتها

وأنهم لم يروها منذ تزوجت وشروق قد رحلت من المدينة قبل الحادث وحتى هاتف ليان

وجده محطما في المنزل ولم تأخذه معها ولم تعد حتى الآن أخبرته أن يُبقي البيت مستأجرا

ومفتوحاً أيضا ويترك لها رسالة تجدها حين تأتي فلا مكان لليان غيره فقد سأل عنها حتى

في الحي الذي كانت تسكنه وذهب لبيتها القديم ووجده قد تم بيعه ولم يرى ساكني المنزل

الجدد أي واحدة بمواصفاتها

أين ذهبتِ وتركتني يا ليان وكيف فعلتي ذلك بي , ترى ما جرى لك وأين أنتي الآن فحتى

المستشفيات جابها غيث وسأل عنها وبلا فائدة




حور



كان ينقصني من الحنين إليه أن تكون شقيقته التي تشبهه في كل ملامحه أمامي كل حين

ليزداد الحديث عنه والشوق إليه , حتى أنه يتناول أغلب وجبات الغداء والعشاء هنا ليكون

معها بجناحها ولا تأكل وحيدة هي لا تتوقف عن الحديث عنه وعن ما يعني لها ولعائلتها

وكأن أحدهم أخبرها أن هناك شخص هنا يموت شوقا إليه فلا تدعيه ينساه وزيدي شوقه

شوقا , لقد طلب مني زبير أن أكون معها في وجبات الطعام التي تكون فيها وحيدة فقررنا

أنا وهي اليوم أن يكون غدائنا مميزا فطهوناه بطريقة مختلفة وأعددنا الأطباق وكأننا في

مطعم فخم جدا ومرحنا كثيرا في إعداده وجلست معها في جناحها لنتناوله وما أن بدأنا حتى

انفتح الباب ودخل من لم أتمنى دخوله اقترب منا وقال بهدوء وابتسامة وهوا ينظر لجود

" ما كل هذا هل تحتفلين بعدم وجودي معك اليوم "

قالت بذات الابتسامة " بل أرفه عن نفسي لأنسى غيابك عن طاولتي "

نظرت لها بضيق وقلت " تقولينها في وجهي يا جود "

ضحكت وقالت " لا لا لم أقصد ذلك , آه ياله من مأزق "

وقفت وقلت مبتسمة " استأذن منكما فخدا راحتكما في الطعام "

قال بحر معترضا " لا فأنتم من جهز كل هذا إن خرجتِ فلن آكل "

قالت جود برجاء " ابقي برفقتنا يا حور رجاءً "


آه منك يا جود ومن شقيقك هل تعلمين ما صنعتي بي , جيد أن زبير غير موجود على

الغداء اليوم كي لا يسألني سؤال ليس له جواب لدي , جلسنا ثلاثتنا نتناول وجبة الغداء

في صمت حين كسرت جود ذلك الصمت بحجارة كلماتها وقالت

" حور هل درستِ بالجامعة هنا هل هي كالتي هناك أنا لم أرهما يوما "

قلت بعد صمت " درست ثلاث سنين هناك وواحدة هنا "

قالت مباشرة " وأيهما كانت الأفضل "

قلت بحزن " المكان لا يحدد جمال الأيام التي تقضينها فيه بل هم الأشخاص والأشياء

الجميلة التي تعيشيها هناك تجعله جميلا أو سيئا "

قالت بهدوء " إذا لابد وأن ثمة سنة كانت أجمل "

ابتسمت بحزن وقلت " نعم كانت تلك التي تحولت بعدها جميع السنين لخراب وجميع الأماكن

لمنفى للذكريات كانت واحدة جميلة وأخرى تعيسة حد التعاسة واثنتين لم يساويا عندي شيئا "

قال بحر بصوته الهادئ " هناك من لازال يزور خراب الذكريات ذاك حتى اليوم لعلها


السنين تعود ليتغير فيها الكثير "

قلت بحزن كادت تتفجر معه عيناي دموعا

" لا شيء تعيده الذكريات وأماكنها إلا الوجع والحنين "

قال بألم " والكثير من الندم أيضا "

قالت جود بحيرة " فيما تتحدثان أنا لا أفهم شيئا "

وقف بحر وقال " فيما تحدثتِ أنتي فيه لكن يبدوا أنك شاردة الذهن اليوم "

ثم غادر وقالت لي " هلا شرحتِ لي شيئا "

ابتسمت ابتسامة تعصرني ألما وأحاربها جاهدة لتكون طبيعية وقلت

" عن الدراسة والسنين لا شيء مهم "

انهينا طعامنا الذي لم أتذوق منه طعما ولم أرى له شكلا غير أشياء تدخل جوفي

وتسافر فيه خرجت وصادفت زبير داخلا فقال " حور ما بك تبدي متعبة "

قلت " لا شيء ألم تعدني أن تأخذني اليوم لمنزل عمي "

قال مبتسما " وأنا عند الوعد هيا جهزي نفسك "



رنيم



لقد سافرت منذ فترة برفقة غيث ووقعنا ورقة التعاهد التي سوف تحميني منهم مدى

الحياة لقد كان من أهم الإحداث في حياتي وأخيرا انزاح الهم الذي عاش معي منذ

صغري وعشت في رعب وخوف دائمين بسببه , لم أرى أدهم الذي اختفى منذ

وصولي هناك وقمت بزيارة والدتي أيضا لقد صنع لي غيث معروفا لن أنساه أبدا

بدأت أحاول تقليص المسافة قدر الإمكان رغم علمي بمشاعر غيث اتجاهي وأصبح

الحديث بيننا يأخذ مناحي أخرى ولكن لن يتغير شيء مادام غيث لا يسمح لي بالخروج

أو اقتناء هاتفا خاص بي لقد تغيرت نظرتي للأمر قليلا وصرت أعذر تصرفاته

" رنيم لحظة من فضلك "

التفتت لمصدر الصوت فكان غيث ويبدوا على وجهه بعض التعب والشحوب

وقفت وقلت " عن إذنك يا جود قليلا "

قالت بابتسامة " خدي راحتك يا رنيم "

سار وسرت خلفه ولا أشعر بالاطمئنان أبدا فهوا خرج من العصمة منذ يومين

واتصل وقال أنه لن يعود مبكرا وقفنا في طرف الحديقة تنهد بضيق فقلت

" غيث ما بك يبدوا لي أمراً سيئا قد حدث "

مرر أصابعه في شعره الأسود الكثيف وقال " أديم في السجن "

شهقت ووضعت يدي على فمي ثم قلت " ماذا حدث "

تنهد بضيق وقال " قتل رجلا في الجنوب "

أحسست بالأرض تدور من تحتي وأنني أفقد توازني فأمسكني وقال

" رنيم ما بك أردتك أن تسانديني لا أن أساندك "

وقفت على طولي وقلت " يا إلهي ما هذه المصيبة يا غيث هل أخبرت خالتي "

قال بضيق " لا لذلك أردت الحديث معك علينا أن نرى كيف سنخبرها "

قلت " ولما فعل ذلك "

قال " دفاع عن العرض "

قلت بحيرة " عن عرض من "

قال بعد صمت " زوجته "

كادت عيناي تخرج من الصدمة وقلت بنفس متقطع

" غيث أرحمني أنت تعلم أني متعبة من الحمل خفف الصفعات عني "

أشاح بوجهه وقال بضيق " مع من سأتحدث إذا مع زوجة زبير أم مع شقيقة بحر "

أمسكت يده بكلى يداي وقلت بحنان

" أنا آسفة لم أقصد ذلك ولكن الخبرين مفجعان وغير متوقعان "

تنهد وقال " علينا أن نجد طريقة لنخبر والدته "

قلت بحزن " من علم من إخوتك "

قال " لا أحد حتى الآن لا أعلم ما سأفعل وعليا العودة إليه والبحث عن زوجته

التي اختفت منذ يوم الحادث "

قلت وأنا أمسح بيدي على ظهره وكتفه " عليك أخبارهم لمساندتك لا تحمل

كل هذا لوحدك يا غيث فستشعر بالراحة لوجودهم بقربك "


قال " شكرا لك يا رنيم جدي لنا حلا لنخبرها أرجوك "

قلت بهدوء " اترك الأمر لي فقط كن قريبا تحسبا لأي طارئ "

قال في حيرة " أخاف من وقع الخبر عليها قد نخسرها بسبب ذلك "

قلت " لما لا تخفوا الأمر عنها إذا حتى تجدوا حلا للقضية "

تنهد وقال " لن يجدي ذلك وستعلم إن منا أو من غيرنا "

قلت بهدوء " زبير موجود هنا يمكنك المغادرة الآن وسأطلب منه أن لا يخرج في

حال احتجناه وما أن تغادر ضيفة خالتي سأتحدث معها بطريقتي "

وضع يده على كتفي وقال " اتصلي بي لو حدث أي شيء حسننا وأنا سأذهب للشركة

وعليا زيارة المحامي والتحدث مع بحر وصهيب أيضا إن اطر الأمر "

أمسكت يده بقوة وقلت " أعانك الله يا غيث كن قويا كما عرفتك دائما "

قبلني على خدي وغادر في صمت سرت بخطوات ثقيلة كأن ساقاي مقيدة بالسلاسل

وصلت عند جود ولاحظت خروج ضيفة خالتي فقلت لها

" جود هلا أسديتِ لي معروفا "

قالت بحيرة " ما بك يا رنيم تبدين لي شاحبة جدا هل قال لك غيث شيئا "

تنهدت وقلت " سنتحدث فيما بعد قومي الآن فقط بالبحث عن زبير وأخبريه أن لا يخرج من

القصر ولا من مكانه حتى أطلب منه ذلك والحقي بي عند خالتي فساقاي بالكاد تحملانني "

وقفت جود وغادرت من فورها وتوجهتُ أنا حيث كانت خالتي دخلت فنظرت لي بابتسامة وقالت

" مرحبا برنيم يبدوا لي أن حملك أصبح متعبا لك جدا "

جلست بجانبها وقلت " لي صديقة لديها مشكلة هي من تتعبني "

قالت بتوجس " خيرا يا رنيم ماذا حدث "

تنهدت وقلت " ابنها مسجون في قضية قتل لكن خروجه منها يبدوا قريبا "

قالت بحنان " حمدا لله فهوا على الأقل سيخرج منها سالما ولتحمد الله أنه لم

يمت فالموتى وحدهم من لا يعودون "

قلت لها بهدوء " لو خيروك بين موت أحد أبناءك لا قدر الله أو سجنه ما كنتي ستختارين "

قالت " لا أتمنى كليهما لأبنائي ولكن قضاء الله لا راد له وسجنه عشرين عاما ويعود إلي

أرحم عندي من موته "

أمسكت يدها وقلت " خالتي أنت هي صديقتي وأديم هوا أبنها "

شهقت بقوة ووقفت على طولها فوقفت معها وقلت

" خالتي أذكري الله واحمديه أنه لم يمت وقضيته سيخرج منها قريبا "

قالت والدموع بدأت تنزل من عينيها

" حمدا لك يا رب على كل حال وويل قلبي عليك يا بني "

أجلستها وأعطيتها كوب ماء وقلت

" كوني قوية يا خالتي من أجل أبنائك أرجوك وسيعود لك قريبا إن شاء الله "

قالت بحزن " من قتل ولما وكيف "

قلت بهدوء وأنا أحتضن كتفيها " دعي غيث يحكي لك فهوا من يعلم كل شيء فقط

أعلمي أنه ليس ظالما في قتله له والقانون يقف في صفه "

تنهدت وقالت " علمت أن كثرة غيابه لم تكن أمرا طبيعيا فلم نره منذ شهور , كله من

وصيتك يا شامخ انظر ما فعلت بابني "

قلت وأنا أربت عل كتفها " قدر الله وما شاء فعل يا خالتي لا تستمعي لكلام نفسك والشيطان "

قالت بهمس " استغفر الله استغفر الله "

قلت بحنان " هل تشعرين بشيء يا خالتي "

قالت بتعب " لا , أحظري لي عسلا فقط "

نهضت من فوري توجهت للمطبخ فدخل زبير وقال بانفعال

" ماذا هناك يا رنيم ماذا حدث "

تنهدت وقلت " أديم في السجن وكان عليا أخبار خالتي وأردتك أن تبقى

هنا في حال حدث لها مكروه "

قال بصدمة " في السجن لماذا "

قلت مغادرة " تكلم مع غيث وافهم منه , عليا العودة لها حالا وعدم

تركها ولا تخرج من القصر رجاء يا زبير "

عدت لها فكانت تمسك رأسها بيديها ناولتها ملعقة من العسل وأخذتها لغرفتها

لترتاح هناك بعد عناد طويل منها وبقيت ممسكة بيدها أحاول تثبيتها بكلماتي

وأقرأ على مسمعها آيات من القرآن ثم اتصل غيث بهاتفها أجبت فجاء صوته

مباشرة قائلا " ماذا حدث معك يا رنيم "

قلت بهمس " كل الأمور بخير وهي ستنام الآن "

قال " ما كان ردة فعلها هل تعبت "

قلت بذات الهمس " لا والحمد لله لقد بسطت لها الأمر "

قال " هل أخبرتها بكل شيء "

قلت " أخبرتها أنه في السجن وأنه قتل شخصا ولم أخبرها عن السبب أو زوجته "

تنهد وقال " لقد أزحتِ عن عاتقي حملا ثقيلا يا رنيم "

قلت بهدوء " وما نفعي إن لم تجدني لمثل هذا الوقت سأكون بجانبها وإن حدث شيء

سأتصل بك فكن مطمئنا "

قال " حسننا أنا أعتمد عليك فلا تتركيها أبدا حتى أعود للتحدث معها "

قلت بهدوء " حسننا وداعا الآن "

قال بهدوء " وداعا وشكرا لك "

لازمت خالتي طوال الوقت وزبير كان يطمئن عليها كل حين وجود المسكينة هي

من قامت بتحضير العشاء لوحدها فحور في بيت عمها منذ الظهيرة , كانت خالتي

تلح عليا طوال الوقت لتتحدث مع غيث ولكني كنت أمانع ذلك فيكفيه ما هوا فيه الآن

وبعد أن أتعبتني معها خرجت واتصلت به فقال بتوجس

" ما بك يا رنيم هل من مكروه "

قلت مطمئنة " لا كل شيء على ما يرام فقط هي خالتي حاولت معها جهدي ولكنها تصر

على الحديث معك أعلم أنك مشغول الآن ولكن عليك طمأنتها بنفسك لتصدق "

قال " هل أنتي بجانبها الآن "

قلت " لا لقد خرجت لأكلمك وحدي وفي حال رفضت لن تصر علي لتأخذ مني الهاتف "

قال بهدوء " حسننا دعيني أكلمها "

جود

لا تقلقوا فلن أنسى أن أحكي لكم ما حدث طلبت مني رنيم أن ابحث عن زبير

فجلت القصر كثيرا ثم وجدته نازلا من السلالم فقلت له بحياء

" زبير "

وقف ونظر لي مطولا ثم قال " نعم يا جود هل من مكروه "

قلت وعينيا أرضا

" أوصتني رنيم أن أبحث عنك وأخبرك أن لا تخرج من القصر وتكون قريبا "


قال بحيرة " لماذا ما الذي حدث "

نظرت له ثم أخفضت عينيا مجددا وقلت

" لا أعلم لقد ناداها زوجها وتحدثا ثم طلبت مني أن أخبرك بذلك "

قال بتوجس " ماذا قال لها وماذا قالت لك "

رفعت كتفاي وقلت " لا أعلم ولكنها لم تكن بخير "

قال بحيرة " وأين هي الآن "

قلت " مع والدتك "

قال " أين "

قلت " لا أعلم "

قال بضيق " لا أعلم لا أعلم ألا يوجد لديك شيئا غيرها "

قلت ودموعي بدأت بالنزول

" لأنني حقيقتا لا علم لي ولا يحق لي أن أتدخل فيما لا يعنيني "

وغادرت راكضة نزولا وتوجهت لجناحي الحالي دخلت إلى هناك وارتميت على

السرير وبكيت كثيرا ولم أخرج يومها إلا وقت تخضير العشاء فلا أحد غيري رنيم

مع والدة بحر ولا أعلم لما ولم اسأل وحور غير موجودة



بعد لحظات دخل المدعو زبير كان يتحدث عبر الهاتف مع أحدهم وما فهمت من

الأمر أن أحد أخوته يواجه مشكلة خطيرة خفت جدا وخشيت أن يكون بحر ولكني

لن أساله أبدا هذا الفض قليل الدوق



أنهى مكالمته ثم اتصل بزوجته وأخبرها أنه لن يذهب اليوم لإرجاعها ثم اتصل

ببحر فحمدت الله أنه بخير ولكن انشغل بالي على شقيق بحر كان من يكون



ألم يجد هذا مكانا غير المطبخ ليتحدث فيه , ثم أخد قارورة ماء وغادر ولم يعتذر

حتى عن فظاظته معي لابد وأنه يرى أني أنا المخطئة في حقه

وعند العشاء لم تجلس لا رنيم ولا الخالة لتناول العشاء فقد رفضتا ذلك وضعت عشاء

زبير على الطاولة وغادرت لجناحي فليأكل أو ليمت جوعا فلن أخبره عنه



ميس



غادرنا صباح اليوم متوجهان لمنزل السيد جيمس هوا ضابط شرطة وقد اتفق معنا على

أن نزوره باكرا قبل ذهابه لعمله وخلال الطريق كان صهيب يتحدث عبر الهاتف مطولا

لقد أتته مجموعة من الاتصالات كان غاضبا ويتحدث معهم بحدة وغضب يبدوا لي مختلفا

جدا ويبدوا أنه كان صادقا عندما قال أنني لم أرى وجهه الحقيقي بعد

صرخ بالرجل كثيرا ثم رمى بالهاتف وقال

" عديمو النفع وكأنني أشرح للجدار "

نظرت له باستغراب فنظر لي وقال بضيق " هل ترينني للمرة الأولى "

قلت بعد صمت " نعم بكل تأكيد "

تنهد بضيق وقال " أنظري إذا لنظرة الناس لك "

قلت بصدمة " لي أنا "

قال " نعم فهل تعلمين ما قال أخي يوم لقائك بأعمامي قال لي إنها تشبهك تماما "

قلت بصدمة " حقا قال ذلك "

ثم ابتسمت وقلت " تبدوا لي رائعا وجذابا وأسلوبك راقي جدا ومميز "

ضحك وقال " هل تغيرت نظرتك لي الآن يالك من محتالة "

وصلنا حينها فنزلت وأنا أقول

" لا لم يتغير رأيي بك ولكن الصفات التي تشبهني فيها رائعة جدا "

أغلق باب السيارة وقال " إذا لما لا تتزوجين بي "

قلت وأنا أتوجه للمنزل " لأني لا أريد زوجا رائعا أريد واحدا سيئا جدا "

ضحك وقال وهوا يتبعني " آه شكرا هل ترينني رائعا "

وقفت واستدرت نحوه وقلت بحدة " صهيب لننهي الأمر "

قال بابتسامة " أوامرك سيدتي فقد قلتي شيئا سحريا "

هززت رأسي بيأس وقلت " لو أفهم ألألغاز التي تقولها فقط "

قال ونحن نقف أمام الباب " أخبرتك سابقا لن تفهمي ولن تهتمي "

استقبلنا السيد جيمس بالترحيب فهوا كان أحد أصدقاء والدي المقربين وبعد وفاته لم ينقطع

عن السؤال عنا , دخلنا ثلاثتنا لمكتبه الخاص جلست وصهيب مقابلين له فقال

" نعم يا ميس عما تريدي التحدث معي في موضوع والدك "

قلت بهدوء " كل ما تعرفه عن قضية سجنه والقضية الأخرى في دولته "

وقف وجلب ملفا بحث عنه لبعض الوقت ثم عاد للجلوس وقلب الورق كثيرا ثم قال

" لقد أتهم والدك باختلاس أموال من من شركة تأمين عمل بها هنا وكانت القضية كبيرة

جدا وملفقة أيضا حكم عليه بالسجن خلالها عشرون عاما لتظهر براءته بعد أربعة سنين

على يد محامي أسمه جورج جيلاس وخرج من السجن بعدها وأعاقت يد خفية كل تحركاته

للحصول على فرصة عمل جيدة من جديد للعمل بالشركات مما أطره للعمل بعيدا عن شهادته

وتخصصه أما القضية الأخرى فلم يكن يتحدث عنها مطلقا وأعتقد أن المتسبب فيهما واحد "

قلت باستفسار " ومن وراء ذلك "

هز رأسه نفيا وقال " لا أعلم "

قال صهيب " وكيف أثبت المحامي براءته أي من كان المذنب الحقيقي لابد وأنه يعلم "

قال وعيناه على الملف " المحامي أيضا كان من طرف شخص مجهول عني ويبدوا لي أن

السيد نبيل كان يعرف من يكون ذاك الشخص جيدا وباقي تفاصيل القضية قد ينفعكم هوا بها "

قال صهيب " هل يعيش هنا في دبلن "

قال " أجل أعتقد ذلك سأجلب لكم المعلومات عنه فانتظرا حتى الغد فقط "

وقفت ووقف صهيب بعدي مباشرة فقال السيد جيمس

" هل أنفعكما بشيء آخر إن احتجتما شيئا فأعلماني "

قال صهيب مصافحا له " شكرا جزيلا لك سأكون عندك في الغد من أجل المعلومات "

نظر لصهيب باستغراب ويده لا تزال تصافحه وقال

" هل تقرب للسيد نبيل أيها الشاب "

قال صهيب " أجل أنا ابن شقيقه شامخ "

قال بابتسامة " حقا هل أنت ابن شامخ "

قال بذات الابتسامة " نعم وهل تعرف والدي "

قال جيمس " نعم فأنا من أخبره عن وفاة نبيل لأنه هوا من طلب مني ذلك وقد اتصل بي

قبل عامين أيضا وهوا يحاول البحث عن عائلته فكيف هوا الآن لقد كان متعبا قليلا "

قال صهيب بحزن " لقد توفي منذ العامين ذاتهما قبل أن يوفق في الوصول إلى هنا "

قال بحزن " ليرحمه الرب هوا الشخص الوحيد الذي حكا لي عنه نبيل لقد كان يحبه على ما يبدوا "

قال صهيب " وكيف علمت أنني أقربه "

قال جيمس بابتسامة " من طريقة مصافحتك لي إنها واحدة نبيل وشامخ وأنت الآن "

نظرت باستغراب فأنا لم ألحظ ذلك أبدا وقلت بابتسامة

" يفترض بهم أن يجعلوك محققا وليس ضابطا "

ضحك وقال " بعد كل هذا العمر يا صغيرة , المحققين عملهم يحتاج لعقل لازال صغيرا "

صافحته وشكرته ثم غادرنا عائدين للمنزل وفي الطريق نظر لي صهيب وقال

" يوجد هنا شارع يسمى بشارع قرانفتون إنه من الشوارع الأشهر بأوروبا وبه

محلات راقية جدا ما رأيك أن نقوم بالتجول فيه ونشتري بعض الأغراض "

نظرت للنافذة وقلت " لا أريد "

تنهد وقال بضيق " ألا يوجد لديك جملة غيرها أبدا "

قلت ببرود " بلى لدي "

قال بذات الضيق " إذا غيريها بها من فضلك "

نظرت له وقلت " أخرج من حياتي "

ضحك وقال " لا لا أتركي الأولى أفضل "

نظرت للأسفل وقلت بصوت هادئ يشبه الهمس " صهيب "

نظر لي مطولا وقال بهدوء " نعم يا ميس "

طال صمتي فقال " ما بك يا ميس هل كنت تنوين قول شيء "

نظرت للنافدة وقلت " لا لاشيء "

قال بعد صمت " ميس "

نظرت له وقلت " نعم "
قال مبتسما " لا شيء " ثم ضحك

ضربته بحقيبتي على كتفه وقلت " تبا لك هل تحسبني طفلة لتعاملني هكذا "

قال من بين ضحكاته " بلى فأنتي تتصرفين كالأطفال "

نظرت جهة النافذة وقلت بضيق " يا لك من عديم ذوق هل تقول هكذا لفتاة "

قال مبتسما " وهل يوجد من هم أجمل وألطف من الأطفال فالجميع يحبونهم "

عدت للصمت وأكملنا طريقنا عليه , ترى لما يعاملني عكس طبعه لا يحبني بالتأكيد ولن

أصدق ذلك أبدا , نظرت له وقلت

" هل الشفقة علي ما يجعلك تعاملني بلين عكس طبعك "

قال بهدوء " لا قطعا "

قلت " ولما إذا "

تم هددته بسبابتي وقلت

" لا تقل لن تفهمي ولن يهمك ذلك قم بتغيير هذه الجملة فهمت "

نظر لي ثم للطريق وقال " وهل ستفهمين حقا إن أخبرتك "

وصلنا حينها للمنزل فقلت وأنا افتح باب السيارة

" لا تقل لي ذلك كان ما سيكون فأنت مخادع ومحتال دائما ومراوغ فلن أصدقك "

قال بصوت مبتسم " تعرفين الجواب إذا وترفضين تصديقه "

نظرت له من النافذة وقلت " لأنك كاذب وليس لأني أرفض التصديق "

ثم غادرت ودخلت المنزل









نهاية الجزء السادس والعشرون



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس