عرض مشاركة واحدة
قديم 05-04-09, 05:47 PM   #16

القاصة الصغيرة

قاصة و نـاقدة أدبية في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية القاصة الصغيرة

? العضوٌ??? » 83256
?  التسِجيلٌ » Mar 2009
? مشَارَ?اتْي » 825
?  نُقآطِيْ » القاصة الصغيرة has a reputation beyond reputeالقاصة الصغيرة has a reputation beyond reputeالقاصة الصغيرة has a reputation beyond reputeالقاصة الصغيرة has a reputation beyond reputeالقاصة الصغيرة has a reputation beyond reputeالقاصة الصغيرة has a reputation beyond reputeالقاصة الصغيرة has a reputation beyond reputeالقاصة الصغيرة has a reputation beyond reputeالقاصة الصغيرة has a reputation beyond reputeالقاصة الصغيرة has a reputation beyond reputeالقاصة الصغيرة has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الخامس: ظل الظلام





أدارت بأصابعها الضعيفة قرصا دائريا في الراديو القديم وأمالت رأسها على كرسيها الخشبي الهزاز وراحت تحرك ساقيها كطفلة صغيرة نسيت أنها عجوز، سقط خيطها الصوفي على الأرض ليتدحرج بين صفوفه الخشبية اللامعة، إنها تذكر تلك الخطوات الثقيلة وهي تدفع باب المنزل الحديدي لتستقبله روحها الشابة بسعادة وترجع للخلف ليدخل، لقد انعم الله عليها بحياة سعيدة بعد شقاء لم تكن تحلم بنهاية له، مالت بجسدها العجوز لتلتقط الصنارة الرفيعة التي انزلقت هي الأخرى، كانت قطتها (ميسي) تقف حائرة أمام عينيها الرماديتين بجفنيها المجعدتين، وبصعوبة رفعت رأسها لتتذكر أنه من المفترض أن تكون (ميسي) بالخارج فقد وضعتها بالحديقة بعد أن أغلقت الأبواب والنوافذ بسبب الهواء البارد، نعم ذلك الهواء البارد الذي يدخل من خلال شقوق لا تراها لقد أخبرت ابنها (مراد) بذلك ولكنه تجاهلها أم أنه لم يسمعها أم أنها لم تخبره، عقلها العجوز بات يعيش صراعا مريرا مع نفسه، ربما هي نفسها قد أدخلت (ميسي) دون أن تدري، الهواء البارد صار أشد برودة وظهرها المتعب وساقيها تتجمدان، كانت عيناها تحدقان في تلك العينين الغريبتين، عينين في ظل الظلام إن كان له ظل ومن خلف الحدقتين الخضراوين اتسعت عيناها لتعكس خوفها ونبض قلبها بشدة عندما اختفى صوت الأثير المنبعث من الراديو، وكأن الزمن توقف فجأة ليسقط ما هو أثقل من الحجر كضربة لتسمع تمزق نسيج وتحطم كسرات جمجمة وانزلاق سائل أحمر، بدت الرؤية ضبابية عندما لعقت (ميسي) وجهها العجوز.

ضربة أخرى..
بسم الله الرحمن الرحيم... سقطت على أم رأسي من على السرير لأجد كعادتي أنني درت حول نفسي وأنا نائمة، فتحت عيني ببطء لأشاهد السقف الغريب، ربعت ذراعي بانتظار أي كان ليرفعني وهذا الكان هو بطاريتي الفارغة المدعوة بالطاقة التي أنتجتها الميتوكوندريا في دورة كربس التي لم أذاكرها إلى الآن رغم مرورها علي مليون مرة على الأقل..

يا آنسة.. هل تريدين شيئا ما؟..
اعتدلت بسرعة لأحدق في الفتاة الواقفة أمامي: لا أحتاج إلى شيء سأنزل لتناول الإفطار بعد قليل؟
قفزت الفتاة ضاحكة: سأتناول الإفطار معك..
وبدون كلمة إضافية خرجت كما دخلت، فحككت رأسي وشعري المنفوش و وقفت على قدمي، كانت النافذة مفتوحة فتسلل هواء الصباح الندي ليمدني بالنشاط، تحركت نحو الستائر فرأيته يسير أمامي عركت عيني لأتأكد من صلاحيتها فلم أجده، أنا متأكدة أنني رأيت ذلك الرجل، ليس هذا مهما، أغلقت الستائر وبدلت ثيابي وغسلت وجهي بسرعة ثم ألقيت بالمعجون بغضب لقد أعطاني البائع معجون الحلاقة!!

سرت ببطء وتأملت المكان حولي .. تفضلي من هنا..، كانت تلك الفتاة المزعجة تناديني وتشير نحوي كالقرد فسرت نحوها وما إن وضع البيض المقلي وكوب القهوة السوداء الساخنة أمامي حتى همست إلي قائلة..

كنت محجوزة في بيت جدتي فسفر والداي الدائم يقطع كياني ،علي أن أبحث عن الاستقرار بنفسي، استقرارا يمنحني الحرية دون مراقب كجدتي الشريرة التي تراقبني من خلف النافذة،علي أن أتخلص من تلك العجوز التي تتحكم بكل شيء حتى عمي طلق زوجته بسببها، لو أنها ترحل ليرتاح الجميع..
لقد شارفت الشمس على المغيب، حملت حجرة بحجم كفي وكلي إصرار، فتحت الباب الأمامي ودخلت غرفتها لأجدها نائمة وهي جالسة على كرسيها، فرفعت الحجر وبضربة قوية قتلتها، عندها شعرت بالخوف واستيقظ تفكيري الشيطاني، أسرعت راكضة لأخرج من الباب الأمامي إلى الحديقة في حين اندفعت قطة إلى داخل المنزل كان علي أن أخفي الحجر عن الأنظار و أفضل مكان هو إعادته إلى مكانه، وهكذا انتهت مهمتي في القضاء على الشريرة العجوز.
صمتت الفتاة فشعرتُ بدوران المكان حولي لا بد من أنني أهذي و لكن نظرة واحدة إلى تلك العينين تعيدني إلى الواقع البغيض، تابعت الفتاة قائلة بابتسامة مخيفة: إذن ما رأيك؟
حركت رأسي و قلت: رأيي أن لديك خيالا واسعا و قد حصلت على اهتمامي.
قالت الفتاة بسخط: و لكنني قلت الحقيقة المجردة، ثم لمعت عيناها.
فقلت محاولة الحفاظ على رباطة جأشي: و إن كان ما ذكرته حقيقة ألا تخافين من أن يتم إعدامك؟ فقالت الفتاة: لا يهم ما دمت قدمت للبشرية خدمة رائعة.


القاصة الصغيرة غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس