عرض مشاركة واحدة
قديم 07-12-14, 09:42 PM   #257

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي الـ 53 - الغطاء الأبيض

الجزء الثالث و الخمسين

~ الغـطاء الأبيـضّ ~

حينمـا غادرت عـينيـه ذلك المنظر لكي يتلاشى تـدريجيا من أمـامه و لم يبقى سوى الذكريـات تلكّ الأحداث المـاضيةّ السـابقةّ التي تـركتّ آثـرا عـميقاّ
في نفـسه فجعلته يصبحّ على ما هـو الآنّ رجـل يتـعامل بـمسدسه فقطّ غـايته الانتقـام و لا غـير حتى لو عـنى ذلك مـوته ، كان يمسك بين أنـامله سيجـارةّ
يدخـنّ بكثـافة بالرغم من أنه لمّ يكن يدخن قبـلاّ و بخـطواتّ هادئةّ اتجـهّ نحـو المـدّخل رفعّ أنـامله ثمّ حرك المقبضّ لكي يفتـحّ البـاب لوحدّه مصدرا صريـراّ
مزعـجاّ مرعـباّ
استنشقّ كميـةّ أخرى ثمّ حرك خصـلاّت شعره الأسودّ بعـفويةّ لكيّ تصبحّ مبعثرةّ في كل اتجـاهّ حينماّ فتـح البـابّ دخل إلى قـاعةّ كبيـرة نـوعاّ ما دمر نصفها
نـظرّ إلى تـلك المدفـأة القـديمةّ بجانبها يوجد كرسيّ فـخمّ أسـود اللونّ بزخرفاتّ ذهبيـةّ ملفتة فـابتسمّ بكل سخـريةّ لطالما احتـلّ هذا الكرسيّ نيكـولاس قدّ كان
يجـلسّ عليه واضـعاّ قدما على الأخرىّ و بين يـديه يوجدّ مسدس صـغيرّ ماكاروف هـذا قد كـان اسمـهّ يمسحـهّ دومـاّ و العـجيبّ في الأمرّ أن ذلك المسدسّ
لطالما كان متسخـاّ
ـ أعـدت ديميتري ؟ أيـن هو تـقريرك ؟
تـجاهل نغـمةّ صوت نـيكولاسّ البـاردةّ المنـاديةّ نحوهّ قد كانّ يدرك أنه مجرد خيالات لا أكثـرّ و لا أقـلّ ثم نـظرّ إلى الأعـلىّ يوجد سـلمّ طـويلّ يـصلّ للطـابقّ
الأعـلىّ فعـبرهّ بهدوءّ لقدّ كان مهتزا يوشك على التحطم لكيّ يصـل إلى رواق مـظلمّ داكنّ لا أكثر للحيـاةّ فيه جالّ بعينيه على ذلكّ السـجادّ الأحمرّ قدّ صـارّ
لونه داكناّ ثمّ نـظرّ إلى الجـدارّ حيثّ عـلقتّ صـورّ لكل من نيـكولاسّ و جـدّه أيضاّ جميـعّ أسلافّ ماكاروفّ السابقينّ كانتّ نـظراتهم واحدةّ تعـلوها الكبرياءّ
و البـرودّ أيضاّ الـكرامةّ العـاليةّ و الفـخرّ ..
ـ مـا الذيّ تـفعله ؟ لقدّ طـلبت منـك أن تـقتله ..
استـدار ديمـيتري إلى الخلفّ حيثماّ كان مصدرّ الصـوت قدّ بدت مـلامحـهّ هادئةّ للغـايةّ ثمّ تـقدمّ بخطواتّ بطيئةّ نـحوهّ لكيّ يقفّ أمـامّ بـابّ ما بدى عـادياّ
جداّ فلفّ يده حول المقبضّ لكي يفتحّه لولا أنه ترددّ لمّ يبدوا أنه راغبّ بالدخول إلى الغـرفةّ لكـنهّ بـتصميمّ عـبرّ أول خـطوةّ نـحو ماضيهّ كانتّ حالة تـلكّ
الغـرفةّ أسوءّ من المنـزلّ بأكمله كلّ شيءّ محـطمّ فيها الأوراقّ متنـاثرةّ فيّ كل مكانّ و كتـبّ عـديدةّ مزقتّ لنفسّ الصـفحة الأثـاث قدّ قـلبّ رأسا على عـقبّ
إلا كـرسيّ واحدّ
أغـلق ديميتري عينيه لم يستـطعّ أن يوقف سيل الذكـرياتّ ، لقدّ كان الأمرّ صـعبا في البـدايةّ لكنه أجبر نفسه علىّ تـقبلّ ما يحدثّ من حوله فعـادّ ينـظرّ إلى
الكرسي بعينين بـاردتينّ إن أراد أن يقتـل نايت هذهّ المـرةّ سوفّ يسدد فوهة المسدس نحوه دونّ تـردد فيجب عليه أن يـواجه أحداثّ تـلك الليلةّ مجددا تمتم
بـكلماتّ خافتةّ
ـ لقد عـدت أبي ..
بالرغم من أن ما قاله كان متأخـراّ لكنه بدى صـائبا بالنسبةّ له ثمّ جـلسّ على ذلك الـكرسيّ يضع قدما على الأخرى مغـلقاّ عينيه قدّ انهـالتّ إلىّ ذهنه
مجـموعةّ منّ الصـورّ كان بطلها نيـكولاسّ نفسهّ بنبرةّ صـوته المبـحوحةّ و نـظرتّه البـاردةّ وجـهه الشـاحبّ و عينيه الداكنتينّ قدّ كان يتـحدثّ بـنغـمةّ متهكمـةّ
للغـايةّ موجهاّ فيهاّ سيـلاّ من الغـضبّ الشديد الشتمّ إليهما ..
ـ لقدّ قـلت لك بـوضوحّ أن تـقتله ألم أفـعل ؟ فـما الذي تـفعله أمامي الآن ؟ اقــتله إنه الـعقبة الوحيدة التي تقف فيّ طـريقك أقـتل نـايت ..
بالفـعلّ لطالما كان نـايت العـقبة الوحيدةّ التي تقفّ بينــّه و بين تـحقيقّ أحـلامه ، إنه الـرجلّ الوحيد الذي استـطاعّ لا أن يقفّ فيّ وجهه فقطّ بلّ حتىّ أمـام
نيـكولاسّ لقدّ كان فـريدا بـطريقةّ غـريبّة خاصةّ كما لو كـأن قـلبه لم يـعرفّ الخوف قـطّ و لمّ يترددّ قطّ فحتىّ لما أخبرهما نيكولاسّ أن الطـريقةّ الوحيدةّ لكيّ
يعتـرف بأحدهما للملأ هو أن يقوم أحد منهما بهزيمة الآخرّ آخذ أخلى ما يملك و المـهمة الأخيرةّ تكمن في قــتله ، أخذ حياة نايتّ ..
وقفّ ببطءّ ثم عـبرّ الغـرفةّ إلى مكـتبةّ صغيرةّ بالـزاويةّ أمسكّ كـتاباّ أحمـرّ كان لفيلسوف ما عـرف بـميله للجانبّ الآخر رغبـته الشديدةّ في الانتقـامّ ثم فتـحه
لكيّ يجد مسـدسا مميـزاّ فيّ نهايتـهّ علقّ أول حرفّ من اسم نيـكولاسّ كان غـريباّ لكن جدّ متقن العـملّ فرفـعهّ ديميتري بهدوءّ ثم أغـلقّ عينه لكيّ يسدد فوهته
نحوّ كرسيّ الذي كان يجلسّ عليه سـابقاّ ، همسّ لنفسه بنبرةّ بـاردةّ تعـلواّ تدريجياّ معّ كلّ كـلمةّ ينطقّ بها
ـ كيفّ تـطلبّ مني أخذ حيـاته و أنت عجـزتّ عن ذلكّ أبي ؟ لمـاذاّ قـمت بتلك اللعـبةّ و أنتّ تـميل له منذّ البـدايةّ ؟ لمـاذاّ أعجبت به و أنتّ مدرك لخيـانته لكّ ؟
لمـاذاّ ؟ و أنا الذيّ نفذّ كل أوامرك لم أنل و لو بجزء من ذلك الاهتـمامّ ؟ أنـتّ غيرّ منصف ّأبيّ غيرّ منصف على الإطلاقّ فبسببّك أنظر ما صرت عليه الآنّ ..
تـلكّ الكلماتّ التيّ كانت حبـيسةّ قلبه طـوالّ حيـاته قدّ سمعهـاّ الصدى الآنّ بعد فواتّ الأوانّ فـلاّ نيكولاسّ على قيدّ الحيـاةّ و لاّ كل شيءّ كان مثلما كانّ بلّ
مجرد حطـامّ وّ ظلمـةّ هـذاّ ما صارت عليه عـائلةّ ماكاروف العـريقةّ ، أمسكّ المسدسّ جيـداّ و هو يصيـحّ بحدةّ
ـ قـمت بكلّ شيء من أجـلكّ لقدّ تـخليت عنّ سيرينا من أجلكّ تـركتّ أميّ من أجلكّ و كلّ أصدقائيّ لكّ فقطّ ، تـعلمتّ أن أحب المـادةّ مثلكّ و أتصفّ بالكبرياءّ
مثـلكّ أيضاّ فـأيّن أخطـأتّ ؟ لماذا لم تعترفّ بيّ ؟ لماذاّ لم تثني عليّ قـطّ ؟ أو لست الأحقّ بأن أكون جانبكّ ؟ أخبرنيّ .. لقدّ قلتّ لك أخبرنّي بحق السماءّ
أين أخـطأت ؟
أطلق رصـاصةّ على ذلكّ الكرسيّ تـلتها أخرىّ و الغـضبّ يـعلوه فيّ لحظة نسيّ تـماما أن نيكولاسّ لم يعد قـيد ّالحياةّ فـتـقدمّ بخـطواتّ سريعةّ و أخذّ يضربّ
أيّ شيءّ أمـامه بعصبيةّ و هوّ يرددّ كلماتّ كانت حبيسةّ قـلبهّ
ـ أيهـا السافلّ الوغـدّ ما الذيّ فـعلته لتـنال حب الكـلّ ؟ أنت لا تستحقّ حب أحدّ يجدر بكّ الـموت ، أيهاّ الـجرذ الـحقيرّ ابن الـ .. أنـا أحق بالفوز منـكّ ، نـايتّ
أكرهـكّ أمقــكّ أكرهكم جميـعاّ
دفـعّ بالكرسيّ جانباّ ثمّ صـاحّ بقوة قدّ علت صرختـهّ الغـاضبةّ في الأرجاءّ لماذاّ لم يمسكّ نيـكولاس بالمسدسّ لماذا لم يقتـل نايتّ حينهاّ ؟ لمـاذاّ لم يقتله و
قد عـلم بخيانته له ؟ لمـاذاّ لم يوجه فوهته نحـوهّ حينماّ أدركّ أنه قدّ أخذّ أحبّ الأشياءّ إليه كبريائه و أمواله سمعـتهّ و دمائه فلماّ لم يفعل ؟ لا بلّ ازدادّ إعجابه
بهّ بينما هوّ الذيّ نفذّ كل شيءّ على أكمل وجه تماما مثلماّ أراد لم ينل أبدا ثناءا منهّ صـاحّ مجدداّ بـحدةّ
ـ أبـيّ أنـا سوف أنجز المهمـةّ التي أنت فشلت بهاّ سوفّ أقتل نايت و هكـذاّ سأهزمكما مـعاّ ..
بـعدّما قال ذلك فتح عينيه على وسعهماّ بدهشة قدّ وضع يده على جبينه مستغـربـا سرعان ما تحولت دهشته تلكّ إلى ضـحكاتّ مدوية فيّ الأرجاءّ بـاستمتاع
لما قـالهّ لمّ تتوقفّ تـلكّ الضحكاتّ على الإطلاقّ بل ازدادت قـوةّ كـأنه قدّ حررّ نفـسهّ أخيـراّ من تلكّ القيود الملتفةّ حولهّ ، حـولّ يديهّ قدميهّ و عـقله أخيراّ و قدّ
نزعّ تلكّ الكمامةّ من حولّ فمه فأطلقّ العنان لتلكّ الأسرار التي احتلها قلبه طوالّ هذه المدةّ قدّ أخذ يرددّ بكلّ ضحكةّ
ـ سأقتـلّ نايت ، نـاي أخي العـزيزّ الصغير أنت التـاليّ ..
تـوقفتّ ضحكـاتهّ فجـأةّ قدّ عـاد يضعّ يده على جبينه عينيـهّ داكنتين كماّ لو كأنهما لمّ تريا النـورّ قطّ كذلكّ قـلبه حالماّ فتـحّ العـنانّ له و لما تـركّ حقدّه كرههّ
و مقـته يتغلغلّ أكثـرّ فيّ جسدهّ فيّ عـروقهّ و دمائهّ حينهـاّ فقد القـدرةّ على التحكمّ بنفسـهّ لماّ يبلغّ المـرء أشدّ أنـواعّ الـكرهّ يفقّد القـدرة على التميزّ بين الخطأ
و الصـوابّ فـيرى ما يفـعله هوّ الـصوابّ بعـينهّ و غـايتهّ أي كانت وسيلته فيصّل إليهاّ ، قـالّ بنبرةّ مستمـتعةّ
ـ لنـجعلّ هـذاّ مسرحّ الأحداثّ مجـدداّ ، مـا رأيكّ أبيّ ؟ سوفّ أنهي سلالةّ مـاكاروف العـريقةّ في نفسّ البقعـةّ التي بدأتّ بهاّ لاّ تـقلقّ سأحرص علىّ تنـفيذّ الأمرّ
على أتمّ وجه بمثـاليةّ لم تـرها عيناكّ قبلاّ ، حينهاّ سأتخـطاكم ..
نـظرّ من حـولهّ بنوعّ من الخبثّ ثمّ حـملّ غـطاءّ أبيضّ كان على الـسريرّ ليـضعهّ فوقّ الكرسيّ و يعيده إلىّ مكـانه السابقّ أخـذّ يعـيدّ تـرتيبّ المكانّ إلى نفسّ
ما قدّ كان عليه سابقاّ باستمتاع غـريبّ و هوّ يتمتمّ بـأيّ كان من المفترضّ أن تكونّ الأريكةّ و أيّن صفحـةّ كـتابّ قدّ كان مفتوحاّ عليهاّ بالرغم من أن ما حوله
كانّ محـروقاّ نصفهّ أو محـطمّ إلاّ أنه وجـدّ متعتهّ فيّ إعـادّة ترتيبّ كلّ شيءّ .. كماّ لو كأنه لاّ يرى ما أمامـهّ و أنّ هذه الغـرفةّ التي يقفّ فيهاّ هي على ما كنت
عليه سـابقاّ و أنّ ذلك الـكرسيّ يجلسّ عليه نـيكولاسّ ينتـظرّ المـواجهةّ الأخيرةّ بينّ أبنائهّ ..
ـ نـايّ أيها العـزيزّ ستواجه نهايـتكّ قـريباّ،

/

كانّ يجلس أسـفلّ الأرض على السـجادةّ متكأ علىّ الأريـكةّ خلفه ممسكاّ بين يديه أوراقّ كتب عليها عدةّ نوتات مـوسيقيةّ جـديدةّ يحـاولّ تـجريبها حينمـاّ زم
شفتيه بـنوعّ من الكسلّ لكيّ يرفع نـظرّه نحو السـاعةّ قد كانتّ تشيرّ إلى الثـانيةّ زوالاّ فابتسـمّ لا إرادياّ و هو يـدرك تـماماّ أن صـديقه لاّ يزال مستيقظا يـعملّ
كعـادتهّ حـمل هاتفه يـريد أن يتصل به لكن سرعان ما احمرت وجنتيه إحراجاّ إنه يدرك جيـداّ أن الجميـع سوف يستلـمه على ما فـعله خلال تـلك المقـابلةّ أجل
لقد كان متـهورا للغـايةّ لكنّ حينما تـكلم قـلبه عما يكتـمه قـررّ عـقله التـزام الصـمتّ ..
ضحك بـخفةّ على نفسه و استـدارّ للخلف حيثما كان فـلورا نائمةّ كانتّ تـمسك بأوراقّ عديدةّ تخص قضيتهاّ و التي رفضتّ رفضاّ تـاما أن تـسلمه إياهاّ لكي
ينتهي بها المطافّ نائمةّ دون أيّ تـردد ، عـفويتها هـذّه و صفاتهـا الساذجةّ هي ما جذبته نـحوهاّ أكثـرّ و أكثـر فـمد يده ناحيةّ خصلةّ من خصلات شعرهاّ
الأصهبّ الـطويلّ و أبعدها عنّ وجههاّ لكي تـقطبّ هي حاجبيهاّ بإنزعاجّ و هي تستديرّ للجهة الأخرى معـطيةّ إياه ظهرهاّ قـائلةّ بشتيمةّ سريـعةّ
ـ الـلعـ .. عـليك أيـها الـوغد
كتـمّ ضـحكته يبدوا أن لسانها مستعـدّ دوما لإطلاقّ كيل من الشتائـم مما جـعله يستمتـعّ أكثرّ و هو يعـيد نفـسّ الـحركةّ بـطرفّ ورقـته لكي تـستدير مجددا نحوهّ
و هي تشتـمّ بانزعاج قبل أن تفتحّ عينيها نـظرتّ نـحوه بدهشـةّ لم تستـوعبّ موقفها حتىّ الآن حينما تـحدثّ ويليامّ بنـبرةّ مـرحةّ هادئةّ
ـ فـلورا عـزيزتي دعينـا نتـزوجّ ..
حالما قـال ذلكّ اعتـدلت بسرعة في جلستها و هي تنـظرّ حولها بعدم استيعابّ لقد كانت في شقتهاّ هي حيثما غـفتّ بعد مجيئها من حفـلةّ نجاحها مع السيدة
فرانسيس و قد كانّ ويليام برفقتها لما قرر أن يجلسّ معها قـليلاّ لكن كيفّ آل الأمرّ لكي يطلبّ يدها لزواجّ فرمشتّ بعدم فهم لكيّ يضحك ويليامّ بخفةّ و هوّ
يـمسكّ بمعصمهاّ قـائلاّ بخفةّ
ـ حينما تنتهـيّ هـذه الحـربّ و يـعود كل شيء إلى ما كان عـليه سـابقا هلا تـزوجت بي آنستي الجميـلةّ ؟
قـطبت حاجبيها مسـتغـربةّ و هي تنـظرّ إليه كان مبتسـماّ كعـادته بكلّ جاذبية خصلات شعرهّ الأشقرّ ربطتّ معظمها بعيـداّ عن جبينه عينيه الزرقاوتين تراقبانهاّ
بـلطفّ شديدّ مما جعل وجنتيها تحمرانّ بشدةّ إنها لا تستطيـعّ مقاومته على الإطلاقّ فأشاحتّ وجهها بعيداّ عنه قـائلةّ بـتوترّ
ـ لكن ما الذي تـقوله ؟ هل أنت ثـمل ؟
ضحـكّ بـخفةّ ثمّ ضرب جبينها بـطرفّ أنامله لكيّ تـستديرّ نحوه حينما أحـاط ذراعيه حـولّها ضاما إياهاّ إلى صـدره حينها فقدتّ الإحساس بآخر ذرةّ تـفكيرّ فيّ
ذهنها كما لو كـأن عقلهاّ بأكمله صارّ فارغـاّ بينماّ وضع ويليام رأسه على كتـفهاّ قـائلاّ بنبرةّ هادئةّ
ـ لا أريـد أن أفقـدك ..
لما قـالّ ذلك ابتسـمت فـلوراّ بهدوء هي الأخرىّ مـدركةّ سببّ جملته تـلكّ لكيّ تـضع يدها علىّ رأسه ربتت عليه حينمـاّ تنهد ويليامّ بنوعّ من الـراحةّ قـولّ تلكّ
الكلماتّ لا شيءّ أسهل من ذلكّ فـلماذاّ لا يعبرّ نايت عنّ مشـاعره ؟ لاّ شيء أفـضلّ من الحـبّ المتبـادلّ و أن يجدّ شـريكته هيّ فـلوراّ الفتـاةّ التي لطالما ساندتهّ
يـا له من محـظوظّ ، تـحدثتّ فـلوراّ بـخفةّ
ـ أنـا لن أذهب إلى أيّ مكان سنبـقىّ معـا ..
حينهاّ ضحكّ ويليامّ بـخفةّ و هو يضـعّ يجلسّ بجانبها رمقـته فـلوراّ بلطفّ فبادرها هو بنفسّ النـظرةّ لكيّ ينـطلقّ ضحكاتهماّ الـرنانةّ فيّ الأرجاءّ حينماّ رن الهاتف
فجـأةّ أمسكّه ويليام بإستـغرابّ من هذا الذي سيتصلّ بهذه الساعةّ ؟ مهمـاّ كان المتصـلّ فـلابد أنه لم ينـظر لسـاعةّ قبلّ أن يرفع هاتفـه بينمـا وجهت فـلورا أنـظارهاّ
نحو الشـاشةّ مستنـكرةّ قبل أن يأخذّه ويليام من بينّ يدهاّ و يـرفع السـماعة لينتقلّ إلى مسامعه صـوتّ رجل مـاّ
ـ مسـاءّ الـخير هـل هـذاّ رقم الآنسـة لاّ أقـصد السيـدةّ آ .. ؟
لقدّ بدى أن الـرجلّ قد وجـدّ صـعوبةّ كبيرةّ فيّ لفظّ إسم السيدةّ أو أيّ كان الـشخصّ الذيّ يبحثّ عنه قدّ كانتّ لهـجتهّ نوعاّ ما غـريبةّ كما لوّ كـأنه يجاهدّ نفسهّ
فيّ العـثورّ على الكلماتّ المناسبةّ فقطب ويليام حـاجبيه ثمّ أخـبره بـهويته و أنه اتصـلّ بالـشخصّ الخطـأ لكيّ يعتـذرّ الـرجل فـوراّ قد بدى أنه يستخدمّ ألفـاظّا
متلعثمةّ لكيّ يتـحدثّ بلغـةّ انجليزية صـحيحةّ إذّ بدت لكـنتهّ غـريبةّ كمـا أن الـرقمّ خارجيّ لكنّ لم يبديّ ويليامّ فـعلاّ اهتـماماّ بـل أغـلقّ الهاتفّ لكيّ لا يـزعجهما
أيّ أحد آخر ثمّ استلقى على الأريكة مجدداّ بجانب فـلوراّ التي نـظرتّ إليه بـدهشةّ إذ لم يبدي أي رغـبةّ في المغـادرةّ بلّ حتى أنه عـدلّ من جسده لكيّ يستـطيعّ
الاستلقاءّ جيـداّ فقـالتّ له بنبرةّ محـذرةّ
ـ أنـتّ لن تـنام هنـا ، أتسـمعني ..
فتـح عينه اليمنى ليّ يـرمقهاّ بنوعّ من الاستعـطافّ لكن نـظراتهاّ له كـانتّ مهددّة و محـذرةّ فيّ آن واحدّ لن تسمـحّ له بالبقاءّ أكثـرّ فـوقفّ بخيبةّ أمل كبيرةّ و
هوّ يمسكّ بطانيتهاّ عـابراّ غـرفةّ المعيشةّ ببطءّ مدركاّ أنه لا جـدوىّ من النقـاشّ معهاّ و بالفعلّ لم يكنّ هناكّ جدوىّ فـنظراتهاّ كانتّ أكثرّ من كافيةّ لتخبره أن
يـحمل نفسهّ مغـادراّ قبل أن تـقومّ هي بحـملهّ و طردّه فـرافقتهّ إلى غـايةّ البـابّ لكيّ يقومّ بضغط على المقبضّ مستديراّ ناحيتهاّ رامقاّ إياهاّ بنظرةّ مترجيةّ
ـ ألا أستطيـعّ ؟ شقتي فيّ فوضىّ عـارمةّ هيـا من فـضلكّ ..
أومـأتّ نفياّ بـرفضّ قـاطعّ لقدّ كانتّ تسمحّ له سـابقاّ بالبقاءّ ليسّ برغبتها الخـاصةّ لكنّ لأنه كان عـنيداّ لكن ليسّ بعد الآن يجبّ عليهما الحذرّ من تصرفاتهماّ
فلا أحد يدركّ متىّ يلتقطّ أيّ صحافيّ صـورةّ لهما و يقومّ بنشرهاّ خصوصاّ و أن الإعـلامّ لا يدركّ حقيقةّ الفتاةّ التي اعترفّ لهاّ لكيّ يتنهدّ ويليامّ بقلةّ حيلةّ قبلّ
أن يبتسـمّ بـمرحّ مشيـراّ على وجنتهّ
ـ ألن أحصلّ على قـبلةّ ؟
احـمر وجهها بـأكمله لمّ يعلم ويليام إن كان احمراره خـجلاّ أو غـضباّ فلمّ يعلم ما الذيّ يفعله فهلّ ينتظرّ قبـلته أم ينجو بحياتهّ لكنه اكتفى فقطّ بابتسامة مرتبكةّ
لكيّ تقطبّ فلوراّ حاجبيهاّ قائلةّ بنبرةّ غاضبةّ حاولتّ فيها أن تخفيّ إحراجهاّ
ـ إن لمّ ترحلّ فسوف تـحصلّ على ركـلةّ ..
ضحك بـتوترّ أهيّ جـادةّ ؟ لكنّ حالما رآها تـرفع كم قـميصهاّ الأبيض بـلع ريقهّ مغـادراّ بسرعة حينماّ وصل إلى بـابّ شقته استـدارّ نحوهاّ ينـظرّ إليهاّ قبل أن
يـغمزّ لها بـنوعّ من الـمرحّ و يبتسمّ بكلّ جاذبيةّ قـائلاّ بنبرةّ ضـاحكةّ
ـ إن كانتّ منكّ فهي بمثـابةّ جـنةّ ليّ ..
لمّ ينتظرّ لكي يرى ردةّ فعلها بلّ دخلّ بسرعةّ مغلقاّ البابّ خلفهّ فيّ حينّ نـظرتّ إليه فـلورا ّبدهشـةّ قد احمرتّ وجنتيهاّ خـجلاّ لكيّ تخفضّ رأسهاّ محـاولةّ أن
تـنزعّ ذلك الاحمرارّ من على خديهاّ لكنها لم تستطعّ فيّ النهايةّ عـادتّ إلى شقـتهاّ و هيّ تـجسّ نبضـاتّ قلبها المتسـارعةّ لم تعـتدّ بعد على تصرفاتهّ العـفويـةّ
إنهاّ تـجعلهاّ تـرتبكّ أكثرّ و أكثرّ إنـه الـرجلّ الذيّ لطالماّ أحبتـه لقدّ نالتّ حبه أخيـراّ ..
لكنّ لم تـدمّ سعادتهاّ تـلّك كثيراّ إذّ و حالما أغـلقّت البـاب انتـقلّ إلى مسامعهاّ صوتّ الـجرسّ استغربتّ فيّ البدايةّ لكن سرعانّ ما ابتسمت بـخفة لابد أنه ويليامّ
قدّ يكون نسي شيئاّ غيرّ أنها و عندماّ فتحتّ بـابّ شقتها على وسعه اندفعت الـشرطةّ إلى الـداخلّ فجأّة و دونّ أن يحق لها الـحديثّ تـحدثّ الـرجلّ الأولّ قـائلاّ
بنبرةّ بـاردةّ و هو يكبل ّيديها بالأصفادّ
ـ فـلوراّ روبرت أنتّ رهن الاعـتقالّ







لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس