عرض مشاركة واحدة
قديم 18-12-14, 12:39 AM   #46

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم

الفصل – 22 –
كلمات حكيمة و لوحة قديمة !!.



" رايتشل كامليت ! "

فتحت تلك الفتاة الصغيرة عينيها السوداوين و حدقت نحو ذلك الرداء البراق , ثم نظرت نحو تلك العجوز ذات الستين ربيعاً وهي تحدق نحوها بأبتسامة لطيفة :
- هل أعجبك رايتشل ؟!.
أومات برأسها ذو الشعر الأصهب و أبتسمت بلطف :
- نعم جدتي روزاليا .

أخذته منها بحماسه ووضعته على قميصها الابيض المتسخ و بنطالها الأخضر ثم جلست تدور به بسعادة , فتوقفت ثم نظرت نحو جدتها متسألة :
- جدتي ؟ ... أين رداء كيسي ؟!.

تغيرات ملامح جدتها اللطيفة لتلك الجدة الصارمة و كان ردائها الأسود جعل منها شبحاً مخيفاً لرايتشل , فقالت العجوز :
- لا تهتمي بها , إنها فتاة صغيرة بغيضة . و ضغطت روزاليا على شفتيها المتشققتين وأكملت : إنها تذكرني بوالدها البغيض ذو الشعر الأصفر !. وحولت ناظريها بسعادة نحو حفيدتها رايتشل : بينما أنتي يا صغيرتي !.
أقتربت العجوز من رايتشل الهادئه و لمست وجنتيها الحمراوين فقالت بحزن :
- إنكِ تشبهين والدتك كثيراً , كم أحببتها كثيراً و لطالما أحبتني لذا ...!.
فحتضنتها العجوز بلطف و شعرت رايتشل بأنها تبكي من الداخل و لكنها كانت سعيدة بهذا الدفئ فلقد ماتت والدتها بعد أن أنجبت كيسي و أختفى والدها من حياتها و حياة أخيها الأكبر إلى الأبد و لم يكن أمامهم سوى تلك الجدة روزاليا و تلك الفتاة النحيلة التي أصبحت ذات البطن المنتفخ " ريتا تايرون " سابقاً !.

" ماااذا ؟!! ".

صرخت تلك الفتاة ذات الشعر الأصفر المبعثر على وجهها و الذي لا يرى منه سوى بعض حفنات بيضاء اللون و كذلك فاهها الصغير .
نظرت رايتشل بسعادة نحو أختها خارج الكوخ الخشبي و قد كان الثلج يتساقط بغزاره مغطياً تلك الأرض الخاوية , بدت كيسي كفتاة الشوارع ذات ثياب ممزقة على عكس أختها الكبرى التي أحبتها روزاليا حباً جماً !.

حدقت كيسي من خلف شعرها الأصفر و بدت مستاءة فقالت :
- لا أريد أن تتحدثي معي أبداً , إن تلك العجوز تكره أبي و أنتي كذلك... لذا أبتعدي عني !.
لم تستطيع رايتشل فهم أختها الصغرى إطلاقاً , لقد كانت كيسي حادة الطباع منذ الصغر و لم تكن رايتشل مهتمه بمثل هذة الأمور , كانت تود أن تريها الرداء الجديد فقط .

أتى ذلك الظل الطويل و لا يرى سوى شعره الاصفر القصير المغطى بطبقة من الثلج , كانت أنفاسه الباردة و السعال سيطر على صوته و لكنه مليئ بالدفئ .
أتى من خلف كيسي و حضنها بلطف و همس :
- إهدئي كيسي ... إن رايتشل شقيقتنا و لايجب عليكِ معاملتها هكذا .
هدأت تلك الصغيرة عندما رأت طول ظل أخيها و عادت ملامحها الطفوليه و أخذت تحدق بأخيها الأكبر .
فأقتربت رايتشل من أخيها بخجل :
- أخي أندي ؟! ... أنظر لقد جلبت جدتي هذا الرداء لي !.
أبتسم أندي بلطف و قال :
- إنه يلائمك تماماً رايتشل .
و فتح ذراعه الأخرى ليحتضنها مع كيسي و عندما أقتربت منه , دفعتها كيسي أرضاً و أمتلئ الرداء بالثلج فصرخت كيسي :
- أبتعدي عن أخي ... أنه لا يحبك أنه يحبني أنا فقط ... أنا فقط , أيتها العدوة !!.
لم ترد رايتشل و لكن كيسي ركضت مسرعه مبتعدة عندما رأت نظرة الغضب على أخيها أندي .
ألتفت أندي بعينيه السوداوين نحو رايتشل بلطف و تقدم نحوها فحملها بيديه و كانت رايتشل قلقة بل أنها كانت مستمتعه بدفئ أخيها الذي أكتسحها و كان أكثر دفئاً من تلك العجوز الأنانيه !.
فضغطت على قميصه المتسخ و أغمضت عينيها بهدوء و أستسلمت له بينما وقع ذلك الرداء البراق أرضاً :

- أحبك أخي !.



حدقت نيكول نحو رايتشل بإهتمام و سئلتها :
- هل أنت موافقة على طلب السيد براد ؟!.
أومات رايتشل بخجل و قالت :
- نعم يا سيدة نيكول !.

لم يكن براد متفأجئ من الرد بل كان راضياً و مرتاحاً على كرسيه المتحرك , و لكن نظرات إدوارد تحدقان نحوه بتحدي !.
سئل براد نفسه :
- هل كان يظن بأنني سوف أشارك بالسباق ؟ ... لا أظن بأنه غبي لهذه الدرجة أم ...؟!.
بدأ براد يحلل الوضع بطريقة فضوليه و أنتبه لتحركات رايتشل عندما أبتعدت عن إدوارد و حصانه و نظراتها للأسفل و الأحمرار قد زاد على وجنتيها !.
بدأت إبتسامة صغيرة بالظهور على وجنتي براد ! , لعله فهم ما يحدث هنا يبدو بأن إدوارد لم يكن يريد أن تكون رايتشل خصماً له ! ... هل هو الخوف من مواجهتها ؟ أم ... أنه مهتماً بها ؟!.

نظرت نيكول بعينيها الساحرتين و شعرها الجذاب الطويل و أبتسمت لسيدتها الصامتة فقالت :
- سيدة روبسن ؟ هل نبدأ السباق الأن ؟!.
أومأت السيدة روبسن برأسها رافضة فأبتسمت نيكول بتصنع بينما أفكار رأسها تداعبها بغضب :
- لماذا تريد تأخير السباق ؟ , إنها الرابعة و النصف مساءً !.

كانت روبسن الصامتة تتبع شرط مهماً في هذا السباق و قد وضعها قدماء القلعة في هذة العائلة العريقة , إن الوقت مهماً جداً و قد حددت روبسن وقت بداية السباق في ذهنها منذ البداية !.

الساعة الخامسة تماماً هو ما تفق عليه الجميع منذ القدم ! , قاعدة مهمه غفلت عنها الطبيبة نيكول و لكن روبسن لازالت مصرة أن تتم المراسم كما كانت بحذافيرها .

قفز إدوارد بحصانه العريض من خلف السياج الخشبي و دخل السهل الكبير الواسع , كانت مساحته شاسعه و رحبه يصعب رؤية نهايته بالعين المجردة ولكنه لا يخلو من أشجار الصنوبر العملاقة هنا و هناك !.

نظر إدوارد نحو كيسي فلاحظ أنها قد أختارت حصانها بسرعه , كان ذو لون رمادي و مليئ بالبقع البيضاء في شتى أرجاء جسده الهزيل .
بدأت بمسك الحبال ثم بدأت بالتحرك به هنا و هناك , يبدو أنها لم تتدرب منذ وقت طويل !.
لم تكترث كيسي لإدوارد و نظراته الفضوليه بل كانت تشمئز منه , لقد كانت تظن بأن السباق غير عادل ثلاثة فتيات و فتى واحد !.
سئلت نفسها مراراً إن بنية الرجل الجسمانية تختلف عن المرأة لذا هو يتقدم عليها في بعض الرياضات ! , و لكنها سرعان ماتذكر نفسها بأنه مبتدأ و لا يمكنه الفوز بصورة سهله أمام محترفه مثل أختها رايتشل !.

كانت رايتشل قد قفزت من السياج الخشبي و شد أنتباهها تلك الفتاة التي يشفق عليها من يراها الأن , لقد كانت ساندي تنظر نحو الخيول بغرابه !.
لم تعلم ماذا تختار ؟ ... أو ما الفرق بينها ؟ ... أو مالأسرع ؟ ... لم تكن بذلك الغباء و لكنها متوترة جداً و لم تعي مالذي تفعله بهذة الخيول ؟!.

فجأة نظرت ساندي نحو عيني حصانه مؤنثة ذات خصلات بيضاء على عينيها بل كان جسدها شديد البياض !.
لمست ساندي جبينها و تحسسته قليلاً بيدها الناعمه , فكانت الحصانه مرتاحة معها بل أنها بدأت تشتم رائحة وجها ساندي و تداعبها !.


– إنها جميلة , أليست كذلك ؟!.
ألتفتت ساندي لخلفها لتجد رايتشل أمامها و أبتسامه لطيفة على وجهها الهادئ !.
أجابتها ساندي بتوتر : - نعم إنها كذلك .
شعرت رايتشل بتوتر ساندي الغريب فدخلت في الموضوع مباشرةً و سئلتها : - سيدة ساندي ؟ ... أين صديقتك ذات الشعر الغريب ؟!.
توقفت ساندي عن الحركه عندما سئلتها رايتشل , يبدو أنها كانت تود أن تنسى موضوع إيزي لفترة و لكن رايتشل تبدو جادة في سؤالها , فأجابتها ساندي بتردد : - لا أعلم !.
نظرت رايتشل نحوها بجدية وقالت بعزم : - سيدة ساندي ؟ ... هل انتِ راضية عن نفسك ؟!.
نظرت ساندي نحوها بأستغراب و كأنها لم تستوعب السوال بل أنه أول مرة يوجه لها مثل هذا السوال الغريب , فردت : - لماذا ؟ ... لماذا تسأليني مثل هذا السوال ؟!.
أستمرت الجدية في نظرات تلك الصهباء و أكملت :
أنني لا أرى فتاة من عائلة ريتشارد المعروفة أمامي !.
تردد صدى هذه الكلمة في أرجاء جسد ساندي و أستطردت رايتشل :
عندما سمعت عن أسم السيدة ساندي ريتشارد .. خيل ألي أنني أرى فتاة قوية جادة في أمور حياتها ... خيل ألي أنها شبيهة لجدية و قوة السيدة روبسن و لكنني أرى أنك ... فتاة يائسة من حياتها !.

ارتفع حاجبي ساندي و اتسعت حدقتيها وسعاً و لم تصمت رايتشل :
أنكِ مثل سمكة تسبح مبتعدة عن الشاطئ محاولة الهرب من براثن الصياد !.

لم تستطيع ساندي الأحتمال أكثر , فاليوم يعتبر أسوء أيام حياتها على الأطلاق فلقد تم تحطيمها كلياً و هاهي تصرخ في وجه رايتشل :
يكفـــــــــــــــي ... لم أعد أستطيع سماع المزيد !.

لم يتدخل إدوارد او كيسي القريبان منهما , فقط كانا يستمعان للمحادثة بصمت و أستطردت رايتشل بهدوء عندما أنزلت ركبتيها للأسفل و أظهرت سكيناً من حقيبة بطناً صغيرة تحملها :
أسفة سيدة ساندي , و لكنني رأيت في عينيك شيء دافئ و لقد أغاضني ذلك الدفئ البرئ في عينيكِ , لقد كان يطاردني دوماً .
فبدأت بتقطيع فستان ساندي الطويل من الخلف و أكملت :
و لقد رأيت أيضاً بأن فستانكِ سوف يعيقك في السباق لذلك أردت مساعدتك ! , لكنني أتمنى بأن تكون أخر مره يساعدك أحد .

ونظرت رايتشل للأعلى نحو هذة الفتاة الصامتة و قالت بأبتسامة :
لا تنتظري مساعدة أحد , فلديك نفسك ساعديها أولاً و أخيراً !.

مسحت ساندي دموعها الساكنة في عينيها و أنزلت رأسها لرايتشل الجالسة , و أمسكت يديها بدفئ و قالت :
شكراً لكِ ... لم أعد أعلم مالذي أستطيع فعله ؟ ... و مالذي لا أستطيع فعله ؟ ... يبدو أن حياتي , لم تكن تعرف سوى صديقتي إيزي ... كالسمكة بدون ماء !.

أبتسمت رايتشل لها و علمت بأنها لم تكن غبية بل أنها إنسانه ناضجه و لكن تحتاج للإرشاد الصحيح فقط و أستطردت رايتشل بثقة :
بأمكان السمكه الصغيرة تحقيق المستحيل ... بإمكانها الفوز في هذا السباق أذا عزمت على ذلك .

بادلتها ساندي الإبتسامه و أومات برأسها بأصرار !.


كلمات من حكيمة رأت الحياة من منظور أخر ... و فتاة ناضجة تحتاج لمن يريها معنى الحياة الحقيقي ... و لكن السباق له أجابة أخرى !.


...#...


أقنعت ميريدث نفسها بعد محاولات فاشلة بالبحث عن ذلك الطابق السفلي و الذي يبدو سرياً و يخفي المزيد مما تريد معرفتة عن هذة العائلة و تاريخها المدفون !.

كانت تهم بالخروج و التحدث مع ذلك الرجل عن ما وجدته طوال وجودها في هذا المكان و لكن هناك شيء ما أستوقفها !.

تقدمت بهدوء نحو تماثيل الخيول وسط القاعة الكبيرة و الدرج الطويل من خلفها و بدأت تسمع شيئاً ما !.
رفعت رأسها للأعلى و كانها تسمع صوت خطوات سريعة !... كأرجل الفار هارباً من عدوه القط !.
أبتسمت ميريدث بمكر و همست بعدما أخرجت يدها من جيب سترتها تاركة الجهاز بداخل :
يبدو أن القلعة تود أن تكشف أسرارها لي !... لقد وجدتها !.

تكرر صوت صدى الركض من الأعلى و كأنه يجيب على تسأولات الخادمة الفضولية ! , فركضت للأعلى الدرج ذو البساط الأحمر حتى وصلت أعلاه و رأت رواق الغرف الطويل أمامها و كانت هناك شمعة في أخر الرواق تتطاير هنا و هناك ! ... بل أن شعر إيزي الأحمر أصبح أكثر ناراً من الشمعة التي تحملها !.

أستندت ميريدث على الجدار بهدوء و أخرجت رأسها لترى ما تفعله و لكنها تسأولات بأستغراب :
لقد بحثت عنها في كل مكان أين يمكن أن تكون قد أختبائت ؟!.

أرتفع حاجبي ميريدث دهشه عندما رأتها تتوقف قرب لوحة كبيرة لرجل عجوزاً في اخر الرواق ! , سئلت نفسها بهدوء :
مالذي تفعله ؟!.

فجأة ضغطت أيزي شيئاً داخل اللوحة و فتح أطارها كاملاً و ظهر أمامها درج ينزلق للأسفل , فتوغلت بداخله و أختفت عن انظار ميريدث الحائرة و عاد الأطار لوضعية الأغلاق !.

سمعت ميريدث صوت أغلاق الأطار و ظهرت من مخبأها و علامات الدهشة لم تمسح بعد ! , لقد كان كل شيء بقربها ... كل شيء تحت مراى عينيها تماماً ! ... كل يوم تذهب لهذة الغرف و تنظف مخلفاتهم بينما مفتاح السر داخل لوحة هذا العجوز ذو البطن المنتفخ !.

تقدمت ببطء و ثبات و كادت أن تتراجع لتخبر ذلك الرجل بالمستجدات و لكنها فضلت , أن تغامر بالدخول لعل تلك الفتاة الثرثارة تخلف وراها المستحيل بتصرفاتها الساذجة !.

خطت عدة خطوات و توقفت قرب باب إدوارد ريتشارد الذي كان شبه مفتوح و أبتسمت ميريدث بصمت , و تذكرت بأنها لم تبحث داخل غرفته و غفلت عن الكثير حول هذا الشاب ! , أعترفت بغبائها لأول مرة و بأن تلك الأيزي قد هزمتها هذة المرة و لكنها سوف تكون الأخيرة !.

وقفت إيزي أمام اللوحة الأن و تنهدت بصمت فرفعت يديها بهدوء نحو اللوحة , ولمستها بهدوء و قالت بجدية :
حان وقت أكتشاف الحقيقة , سيدة روبسن !.







التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 18-12-14 الساعة 12:57 AM
لامارا غير متواجد حالياً