عرض مشاركة واحدة
قديم 23-12-14, 11:40 PM   #57

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وهذا البارت وصل وعذرًا على التأخير
وعذرًا لأنّ البارت اللي قبله أخطأت في رقمه
كان المفروض يكون الثامن والثلاثون , بس حطيته السابع والثلاثون
يارب كلّكم بخير
فيه سالفة تقرقع بقلبي بقولها لكم
بالنسبة للجفاف اللي في الرواية !
انا اكتب واستنفذ وقت وجهد نفسي وجسدي عشان اكتب بارت طويل ويليق فيكم
في النهاية ما القى أي ردّة فعل او تفاعل !
احس انّ اجحاف في حقّي للأمانة !
انا اكتب الرواية عشاني في المستوى الأوّل
وعشانكم في المستوى الثاني عل طول
لكنّي انزلها عشانكم تمامًا
انا قادرة اكتبها واكملها , واعرضها على المحيطين فيني من الناس اللي اثق في نقدهم ورأيهم
لكن موضوع انّي اكتب واتعب في البارت وانزله , وفي النهاية ما القى أي شي يدفع انّي اكمل في تنزيل الرواية
اتمنى تاخذون الموضوع بجديّة , لأنّ ممكن يكون آخر بارت أنزله :P
ارجو تستمتعون في البارت , وتعطوني رأيكم ان كان معي حق او لا
وأهلًا بالجميع ()*
,
,

بسم الله الرحمن الرحيم
البارت التاسع والثلاثون
,

,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الثالثة وخمسة عشر دقيقة مساءً
دخلت الى غرفته بهدوء
اقتربت ومسحت على شعره
همست بحنوْ
: عزوز , قوم يمّه , قوم يا حبيبي
همهم بخمول
قبّلت رأسه بحب
: قوم يمّه , كل لقمة وروح للصلاة
فتح عينيه ببطئ
ابتسم بكسل
: صباح الخير يمّه
ضحكت بهدوء
: الساعة ثلاثة حبيبي
مدد أطرافه , واعتدل في جلسته
قبّل ما بين عينيها
: يخليلي هالوجه , الله لا يحرمني هالدخلة
ابتسمت ابتسامة من يخبئ أمرًا
: ان شالله لا تزوّجت زوجتك تصحيك
ضحك ونهض من سريره
غسل وجهه واتجه الى غرفة الجلوس
رفع حاجبيه يحيي شقيقته الصغرى
التي مسحت دمعتيها وابتسمت في وجهه
عقد حاجبيه
: وش فيك !
أشارت ناحية التلفاز وهي تتعبر
: مات اخو البطل
ضحك ببحةٍ وجلس
قال باستخفاف
: الله يرحمه
شهقت بحزن
: مسكين تعذب بحياته , زوجته ماتت وولده مات , في النهاية اخوه الوحيد مات
زفر وهو يهرب بنظرِه عنها
قال بنبرةٍ كسيرة
: يكفي موت اخوه عشان يتعذب بحياته
تظاهرت بعدم سماعه واندمجت مع التلفاز
تبكي شقيق البطل !
بالأحرى تبكي شقيقها , بحجةٍ بلهاء جميعهم يمثلون تصديقها
دخلت والدته بصينية الغداء
وضعتها أمامه
: يلا يمّه سم بالله
قال يلوم شقيقته
: ليش خليتي امّي تجيبه
مسحت دمعها وقالت ببحة
: ما انتبهت والله
جلس أرضًا وسمّى بهمس
قالت والدته بعد صمت
: عمامك اليوم يجون يشوفونك ان شالله , ابوك مسوي عشا
هزّ رأسه بصمت
قالت بهدوء
: وابو عمر جاي
غصّ في لقمته , رفع كأس الماء ليشربه دفعةً واحدة
ثم صمت لثوانٍ
ثم قال بنبرةٍ أقرب للهمس
: حيّاه الله
ابتسمت
: ما شالله بناته كبروا
ازدرد ريقه
: ما شالله
قالت تهاني بارتباك
: عزوزي شلون نمت امس
هزّ رأسه
: الحمد لله
أنهى طعامه سريعًا , ونهض الى المسجد
وكأنّ جبلًا وقع على قلبه بذكر والدته لأبي عمر وبناته !
زفر بتعب
رفع رأسه ليهمس
: يارب ! انت أعلم بقلة حيلتي , وانت ادرى بهربي ورجوعي غصب عنّي , هوّن علي يا كريم , خفف ثقل حزني
مسح على وجهه ودخل الى المصلى
صلّى تحية المسجدْ
ودعى في سجودها كثيرًا
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الرابعة مساءً
أوقف سيارته أمام الفندق
نزل وسار الى المدخل وهو يرفع نظارته عن عينه
كانت عقدة حاجبيه تجمله رغم منظرها المربك
خطواته مثقلةٌ بغضبٍ يكظمه رغمًا عنه
ركِب المصعد الى الدورِ المنشود
اقترب من الجناح ليعترضه الحارس بصمت
أخرج بطاقة الهويّة خاصته ووضعها أمام وجهه ليصمته
تنحَى جانبًا ليفسح له المجال
: تفضل
قال بنبرةٍ فضّة
: دق لي الباب
طرقه ليأتي صوتٌ انثوي بعد ثوانٍ
: نعم ؟
التفت الحارس اليه , ليقول بهدوء
: ابي لولوة
قالت مستغربة
: من انت ؟
: قولي لها ذياب
مدّت رأسها الى الغرفة , لتصله همساتهن
: واحد اسمه ذياب يبي لولوة !
سمِع شهقة لولوة الخفيفة
وصوتُ امرأة كبيرة
: منو هذا بعد ؟
جاءت نبرةُ لولوة مستعجلة
: بعدين بعدين
نظرت الى المرآة لتعدّل خصل شعرها , وترتب لبسها البيتي
بيجاما بيتية بكمٍ طويل
فتحت الباب لتقول بهدوء
: مرحبًا !
ابتسم برسميّة
: شلونك ؟
هزّت رأسها
: الحمد لله , انت شلونك !
رفع كتفيه ببساطة
: عايش
قالت بحذر
: من وين عرفت انّي هني ؟
قال بهدوء
: ممكن تلبسين وتنزلين معاي للوبي , نتكلم تحت
ظلّت صامتة
ليقول بتأكيد
: ممكن ؟
صمتت لثوانٍ , لتقول
: اوكي
هزّ رأسه وهمّ بالاستدارة , قبل ان يشير باصبعه مستدركًا
: حطّي شي على راسك
تركها دون ان ينتظر جوابها
نزل الى الاستقبال لينتظرها
عادت الى الغرفة وهي تبحثُ بتوتر
قالت مها
: منو هذا ؟
أشارت بيدها
: بعدين افهمكم
قالت ام مها
: انزين شقاعد تسوين !
لم تجبها وهي ترتدي عباءة مها وترتدي حجابها باهمال
ضحكت منال وهي تعدّله
: شفييج تخسبقتي ! يبه على هونج نطري أعدّل شكلج تفشلين
أحضرت عائشة علبة مساحيق التجميل وهي تقول باستعجال
: لحظة حواجبج مو معدلين
رفعت مها حاجبيها مذهولة
: هي انتي ويّاها شتسوون ! جنها رايحة تشوف حبيبها
كتمن ضحكهن مرغمات
رفعت لولوة مرطب الشفاه وهي تتلفت
: مرايا بسرعة
فتحت لها منال الكاميرا الأمامية في هاتفها
رطبت شفتيها بلونٍ زاهٍ ثم قالت وهي تدور حول نفسها
: شكلي زين ؟
أشارت لها عائشة بابهامها
: بيرفكت , صج صج كويتية
ضحكت وهي ترفع حقيبتها
تبعنها الى الباب ليهمسن
: good luck
,
,
المملكة المتحدة – اكسفورد
العاشرة صباحًا
خرج من مكتب استاذه
سار على مهله في حرم الجامعة
ليجلس على طاولتها المعتادة
في مكانها الدائم
أراح رأسه على الطاولة , وأغمض عينيه بحلمٍ طويل
تمنّى لو يستطيع تخيلها
شعر بأنّه لم يتجاوز أعوامًا سبعة
وهو يتمنى امتلاك بلورة سحرية
تريه مكانها !
لو يعلم فقط ان كانت بخير
تلك الأنثى الباذخة البسيطة !
عينيها الغارقتان بثرثرة مشاعرٍ تحكيها نظراتها الباسمة
كفّيها الدافئتين , التان تربت بهما على قلبه الثملِ بها
لم يعتقد ان يحبها الى حدٍ لا يرى مداه
كان يدرك انّه سيحبها
كزوجةٍ تشاركه حياته , تنجب له أطفاله
تشدُّ على كتفه في ضيقه
وتعانقه ضاحكةً في سعادته
لم يعلم انّ انوثتها الرقيقة , الشبيهة بنبرتها
ستشتته
لتصنع منه سعودًا آخر
لتغرقه برضىً منه , في ابتسامتها الحلوة
أحبّها ليودع في قلبها قلبه أمانة
ليدسّ روحه في ثنايا ضحكتها الملتوية النبرة
ليرفرف معها كيمامة بيضاء , مسالمًا في عشقها
متمردًا على أيّ ظروفٍ تصدّه عنها
احببتك يا لين
احببتك بقلبٍ لم يعرف حبًا مع انثى جميلة مثلكِ , من قبل
لم تحبيني كما استحقُ منكِ
لأجدكِ فقط يا لين !
لأجدكِ , واثرثر لكِ بكلِ هذيانِ حبّي , ثرثرة باطشة
لأبطش باستهتارك , الذي آلمني
ولم يؤلمني احدٌ باستغفالٍ من قبل , كيف تجرأتي لتفعليها !
كيف فعلتيها يا لين !
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الخامسة مساءً
منذُ نصفِ ساعة تجلسُ أمامه
على شفا شفتيها كلماتٍ أبت ان تخرج
كلّما همّت بالحديث صمتت وانشغلت في أمرٍ آخر
زفرَ أخيرًا وهو يقبّل كفّها
قال بحنوْ
: وش تبين تقولين , آمري باللي تبينه ويوصل لرجليك
قالت بتهرّب
: ما ابي شي حبيبي
رفع رأسها ليقبّل جبينها الندي
: قولي , آمريني
ظلّت صامتة , وفي مقلتيها حار دمعٌ حزين
قالت خالته بهدوء
: بالها مشغول على ملاك
بلعَ غصّة ذكرها
ابنة قلبه العاقّة به !
قال بابتسامةٍ اغتصبت شفتيه
: صدق يمّه ؟
قالت ببحة
: على هواك , اذا تبيني انشغل فيها فأنا والله مشغولة , واذا ما تبي , فأنا ما فكرت فيها , وعسى الله يغفر كذبتي
ضحك بهدوء وقبّل رأسها
التفت الى تركي الذي رفعَ حاجبه بتساؤل
قال وليد بهدوء
: انا قلبي غضبان عليها , جيبها انت
صدّ تركي
: ما لي نزلة لبيت ابوك , ولا لي كلام مع ملاك
قالت والدته بعصبيّة
: كفرت ملاك عشان مالك كلام معها !
رفع يديه بتبرير
: مالي شغل فيها , كسرت كلامنا ورقعتنا بالطوفة وطلعت ذيك الليلة , اللي متصالح مع اللي سوّته يروح لها
قالت ام علي بـ "زعل"
: الله يرضى على علي , والله انّه يسافر لها وهو يضحك اذا طلبته , بار مرضي ماهو انت ويّاه
قال تركي وهو يقبّل رأسها
: يا يمّه الله يخليك لي والله ماهو عناد ولا بردّك , والله لو قلتي لي روح تدرين انّي اروح لها , بس اننا متضايقين من تصرفها
لم تجبه , ليزفر وينهض من مكانه
: خلاص ابشري , بروح أجيبها
اقترب من الدرج لينادي
: يا بنت
طلّتا عليه اختيه
: من تخاويني للشرقيّة
عقدتا حاجبيهما وقبل ان تنطقان , قال بملل
: ما فيها شي بسبع ارواح ولسانها يلوط اذانها , بروح اجيبها من منكم تجي !
قالت رتيل
: انا والله بذاكر ما اقدر
قالت هديل غاضبة
: تخسي ماني رايحة لها ام لسان
قالت ام علي بصوتٍ عالي
: والله ما غيرك اللي ام لسان وشكلي بقصّه وارتاح
عقدت حاجبيها وصمتت
قال تركي بجديّة
: اخصلوا علي , لازم وحدة منكم تجي معي
قال ام علي
: هديل
قالت هديل بملل
: لبيه
: يلا حبيبتي ما يصير اخوك يجيب ملاك بدون محرم
قال متضجرة , ولا تزال في الأعلى
: وذا اللي في حضنك ماهو محرمها وولي أمرها !
قال وليد ببرود
: والتراب لا تحشرين نفسك في سوالف الكبار
ضربت الأرض معترضة
تأففت والدتها وهي تصمت وليد بعينيها
: يلا حبيبتي , اعطيك ميّة ريال اذا تروحين مع تركي
قالت بتشكيك
: احلفي
ضربتها رتيل بخفّة وهي تضحك
: استحي على وجهك
أخفت ضحكتها وهي تقول
: ويشتري لي تركي حلويات وأكل للطريق
قالت والدتها بملل
: طيّب , يلا البسي قبل لا تليل الدنيا ثم تبطون بالرجعة
دخلت الى غرفتها ليعود تركي الى غرفة الجلوس ساخرًا
: ما شالله تعطينها كلمة وانا رجل كرسي واقف
: يرحم والديك فكني من شر لسانها , اشترْ لها اللي تبي تراها صايرة بزر ما تنحمل
اقترب ليقبّل رأس والدته
: يلا اجل انا بطلع للسيارة , ادعي لنا يمّه
قالت بمحبة
: استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه , حط بالك على الطريق حبيبي
قبّل رأس خالته التي قالت بصدق
: الله يجزاك خير ويطول عمر اميمتك ويحفظك حبيبي
ابتسم بهدوء وأشار لوليد مودعًا
تبعه وليد الى الباب وقال هامسًا
: لا تجيب سيرة امّي قدامهم , ملاك ما قالت شي
قال مستغربًا
: ليش ! واذا عرفوا ؟
: عادي مو مشكلة , بس انا ما ابيهم يعرفون الحين
هزّ رأسه متفهمًا
نزلت هديل ودخلت الى غرفة الجلوس
قبّلة وجنتي والدتها
: مع السلامة مامتي
: مع السلامة يا روحي
قبّلت رأس خالتها وخرجت الى شقيقها
رمقت وليد بنظرةٍ مغتاضة , وتجاوزته لتخرج وتركي يتبعها
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
اقتربت لتجلس أمامه
ابتسم وقال
: شكلك أحلى بالحجاب !
توردت وجنتيها , وأسدلت أهدابها عليها لتواريها
ظلّ ينظرُ اليها بابتسامة , حتّى حمحم وهو يعتدلُ في جلسته
: طيّب لولوة نتكلم في المهم
رفعت اليه عينيها باهتمام
قال بهدوء
: مو عارف من وين أبدأ لك , بحاول ارتب بالأولويّة , طبعًا انتي تبين تعرفين من وين عرفت مكانك
هزّت رأسها ايجابًا
: انا اصلًا اللي حاجز لكم في الفندق
عقدت حاجبيها بعدمِ فهم
: لولوة انا صديق صقر وزميله بالعمل
رفعت حاجبيها بدهشة
ضحك رغمًا عنه من تحركاتِ حاجبيها
تابع باستدراك
: احنا نشتغل شغلة وحدة , ووجودنا في استراليا كان لخدمة الشغلة هذه , وهذا احنا رجعنا , بس للحين ما خلصنا شغلنا
قالت بنبرةٍ غريبة
: يعني انت جذبت علي !
قال بحزم
: انا ما كذبت على أحد , ولا تعنيت من السعودية عشان اكذب , شغلي سرّي وما اقدر اطلعك عليه !
همّت بالحديث , ليقاطعها
: لولوة ما اشتقتي لجدّك !
دمعت عينيها دونَ مقدمات , قالت بوجع
: بموت من شوقي له , اوّل مرّة افارقه !
مدّ لها بعلبةِ المناديل
: اوكي لا تبكين على طول , اذا تبين جدّك لازم تساعديني
مسحت دمعتيها لتقول بلهفة
: مستعدّة اسوي أي شي ويرد
أخذَ نفسًا عميقًا
: راشد ارتكب جريمة قبل تسع سنين تقريبًا , وجدّك وعمّك ابو عقاب طمطموا له وداروا جريمته , وهم الشاهدين الوحيدين على اللي سوّاه
هزّت رأسها ايجابًا ليتابع
: الحين كل هالفترة هم بالسجن لأن ما في شاهد على راشد عشان نخلص من موضوع المحكمة والحكم وهالأمور
: انزين ؟!
ابتسم بهدوء
: قلت لك الشاهدين الوحيدين جدّك وعمّك , والاثنين حاولنا بكل الطرق نقررهم على راشد ورفضوا , اذا اعترفوا عليه بننتهي من كل هالمعمعة , وانا اوعدك لو اقتنع يشهد , انا بسعى في التخفيف عليه
قالت بذعر
: ليش يدّي شنو عليه يعني !
قال يطمئنها
: سجن من سنة ونص الى سنتين , اذا اعترف انا بسعى تكون اشهر ويطلع
قالت بتساؤل
: شمسوي راشد !
ظلّ صامتًا , لتقول بهدوء
: مها حاولت تعرف من عمّي ابو راجح...
قاطعها بحدّة حاول كبتها
: صقر
صمتت لثوانٍ , ثم قالت
: حاولت تعرف من صقر شنو سبب اللي صار كلّه ورفض يعلمها بأي شي
: عشان كذا ما اقدر اقول لك شي
قالت بحزم
: وانا ما اقدر اساعدك بشي
همّت بالنهوض , ليقول بحدّة
: بتضرين نفسك وجدّك كذا
رفعت كتفيها
: ما في شي ثابت عليه , ما بيضرّه السجن دامه ماكل شارب نايم , انتوا اللي قضيتكم بتطول الى ما لا نهاية
زفر بغيض
ليقول من بين أسنانه مغتاضًا
: وش هالعناد
تقدمت بجسدها لتقول
: ما ابي اكون على عماي , لازم اعرف شاللي يصير حولي
قال بتهديد
: وان علمتي احد من اهلك
هزّت رأسها نفيًا
: ما راح اعلم احد
كان مضطرًا ولا خيَار أمامه سوى تصديقها !
ملأ رئتيه هواءً , ليزفره ببطئ
سامحني يا صقر !
لأجلك سأعصي أمرك وافشي سرك
أعدك انّها المرةُ الأولى والأخيرة
وسأصمت فمي للأبدِ عنك
يا هدية الحياة لي
يا أخي من رحم الدنيا
الذي لفضك ليرمي بك اليّ , ونسيك لأتذكرك وأعيش من اجلك
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الخامسة مساءً
مدّت له بالورقة
: حطها على مرايتك وعلى مراية السيارة وفي كل مكان
أخذ الورقة ليلقي نظرة , ثم قال ساخرًا
: لا يكون سواقك الخاص وانا ما ادري
قالت بهجوم
: أي ما شالله على السنة اللي فاتت واللي قبلها وطول السنين لمّا رتيل تعطيك الجدول – أشارت لعينيها وقالت تقلد صوته بسخريةٍ مغتاضة – من عيوني كم رتيل عندنا !
اختفت ضحكته ليسترق نظرةً مختلسة الى الذي يجلس أمامه
الذي رفع رأسه عن هاتفه بسرعة وهو يعقد حاجبيه غضبًا
ابتسم من جديد ليقول بنبرةٍ مبطنةٍ بالاستفزاز
: وانتي تجيبين نفسك لرتيل ! انتي وين وهي وين
قفزت عليه بغضب
: لاااا والله
ضحك وهو يبعدها
: يا بنتي ثوبي , طيب دقيقة نتفاهم
ابتعدت وهي تنفخ بغضب
: خير
: رتيل بتروح وتجي معك !
قالت بسخرية
: لا طبعًا , اخوانها يودونها ويجيبونها
قال برقّة , او على الأقل هكذا سمعها صقر !
: عادي اصير لها سواق اودّيها واجيبها
قالت داليا وهي تلوي شفتيها
: يا حنيّين
اكتفى بأن يظلّ مبتسمًا
ليقول صقر بسخرية تحرقُ جوفه
: ما شالله وش هالاهتمام ببنت عمّك
قال مبتسمًا بهدوء
: رتيل ماهي ايْ احد
هزّ رأسه
: ايه , زين علمتني
انتبهت داليا الى مغزى عبد الله , والى مرارة نبرةِ صقر !
نظرت الى عبد الله بحدّة
ليرفع حاجبيه ببرود
هزّت رأسها بانتقاد
ليشيح ببصره عنها
جلست بجانب صقر
وظلّت تنظرُ اليه
لم يكن منتبهًا اليها
يهزّ قدمه بتوتر
ويعض شفتيه بغيض
نظرت اليه طويلًا
وللتوْ اكتشفت انّها لم تخبره كم اشتاقت اليه !
انّها لم تتصرف بشوقها وحنينها الذي هشّم قلبها في غيابه
لم تعانقه طويلًا , ولم تقبّل كتفيه وجبينه بمحبة
مذ جاء صدّت عنه لأجلِ رتيل
فكّرت لثوانٍ
لن تخسر رتيل احد اخوتها من اجلها ابدًا !
لا تزال حرارة صفعتها على وجنتها , حين سمعها علي ذات مرّة !
ابتسمت من بين دمعتين تعلقتا في مقلتيها
اقتربت لتقبّل كتفه
التفت اليها مستغربًا
قالت بعبرة
: والله اشتقت لك , بكيت عليك كثييير , كلْ يوم كنت اصحى من النوم وانا اتمنى يقولون لي صقر رجع , يأسوا من رجعتك يا صقر وانا انتظرتك وتيقنت انّك بتجي , انت اخوي , حبيب قلبي وسندي , مستحيل ما ترجع ! رجعت يا صقر !
مسح على شعرها ونظرته انكسرت
قال بابتسامةٍ متحسرة
: رجعت يا داليا
عانقها لتجهش بالبكاء
قبّلت كتفه من بين بكاءها
: الله لا يجعلني ابكيك , عسى يومي قبل يومك يا صقر , بكيتك عمر ولا فيني ابكيك اكثر
قبّل رأسها وابتسم بهدوء
: بسم الله عليك
ازدرد عبد الله ريقه
قال ببحةٍ ساخرة
: وخروا عنها الدراماتيكية
ابتعدت عن صقر وهي تمسحُ دمعها
قالت بنبرةٍ غريبة
: من حق مشاعرك انها تطلع , لا تخنقها وتقتلها عشان لا تندم , ومحد بالدنيا بيحبّك او تحبّه كثر اخوك الوحيد ! ولا احد بيصفق لك لانّك هجرت اخوك عشانه , ولا احد بيوم بيهجر اهله عشانك
نهضت لتخرج من الغرفة
نهض خلفها وقد ارتجف قلبه من كلماتها
قال ساخرًا
: مدري وش تخربط ذي
خرج من الغرفة ومن المنزل , ليهرب من عيني صقر التي تتهمه , عيني صقر المنكسرة بسببه , ليهرب من ظنون شقيقه الوحيد
لا يعلمُ ايّ قوّةٍ اقتحمته ليكسر بشقيقه ببرود
ليلهمه الظنون السوداء وهو يضحك
كيف قسى على صقر !
رفيق الصبا
الشقيق الوحيد
الذي احبّه كثيرًا
وأعطاه كثيرًا
كيف يدهس قلبه ويوجعه بأكثر ما احبّه في حياته !
زفرَ حسرةً على نفسِه الأمّارةِ بالسوء
كيف أطاعها وانقاد لها دون عناء !
كيف أضاع مبادئه , أمام اعتقاداتٍ بلهاء !
كيف أوجع شقيقه الوحيد , الذي خاله دواءه من كلِّ داء !
,
,
المملكة العربية السعودية – الدمام
الثامنة والنصف مساءً
أوقف السيارة أمام منزلِ ابي وليد , وأطلق زمّاراتها لينبّه الحارس
فتح الحارس الباب وهو يحييه مبتسمًا
ابتسم في وجهه ودخل
أخرج هاتفه واتصل بفهد
الذي أجابه بعد رنتين
: يا هلا
: السلام عليكم
: وعليكم السلام ورحمة الله , وش اخبارك !
: الله يسلمك بخير الحمد لله , يا ليت تطلع لي انا في بيتكم برى
قال بذهول
: صادق !
: أي والله توْ دخلت
أغلق فهد الهاتف وخرج مسرعًا
ابتسم بتعجب وهو يقترب لينزل تركي من السيّارة
سلّم عليه وسأله عن أخباره
قبل ان يقول
: طيّب فهد لا هنت ناد ملاك , انا جاي آخذها
عقد حاجبيه
: تاخذ ملاك !!
: ايه
قال معتذرًا
: سامحني يا تركي بس ما اقدر ارسل اختي معك من الدمام للرياض !
قال تركي بهدوء
: اعذرني بس ولي امرها هو اللي مرسلني , وانا ماني بروحي هديل معاي
قال فهد بنبرةٍ مختلفة
: وليش ما جا وليد ؟
فكّر تركي بسرعة ليقول
: تعبان شوي ويبي يشوف ملاك
قال فهد بقلق
: عسى ما شر !
: لا ان شالله ما عليه شر , ان شالله يومين ويخف , انت بس نادْ ملاك الله يخليك برجع للرياض عندي دوام بكرة
قال فهد بغيرِ اقتناع
: والله مدري وش اقول لك
ضحك تركي رغمًا عنه
: يا رجّال وش فيك متربّين سوى تمون علي اكثر منّك ! وهذاك بيتها اكثر من بيتكم
رفع فهد أحدَ حاجبيه
: يا شيخ
ظلّ تركي مبتسمًا
ليقول فهد مستسلمًا
: طيب انزلوا تقهوو وتعشّوا
: جعلك تسلم والله ما اقدر اتأخر
حاول فهد ثنيه لكنّه رفض
ليدخل فهد وينظر الى ملاك التي قالت بتساؤل
: وش فيه ؟!
: قومي لمّي شنطتك بترجعين الرياض
فزّت بلهفة
: وليد جا !
هزّ رأسه نفيًا
: تركي
تراجعت بتخاذل
قالت ام فهد بتعجب
: ابوك ما بيرضى تروح مع تركي للرياض !
التفتت اليها بحدّة وقبل ان تجيبها قال فهد بهدوء
: يعني انا اللي برضى تروح مع تركي لحالها ! معاه اختّه هديل , يلا ملاك تركي مستعجل
قالت بتردد
: بس انا ما ابي ارجع !
قال بهدوء
: وليد تعبان ويبيك
قفزت بشهقة
: وش فيه !
رفعَ كتفيه
: والله ما ادري بس يبيك
صعدت الى غرفتها مسرعة , ليخرج فهد الى تركي ريث ما تنزل
كان قلبها ينبض بجنون
ترى ما به ! وممَا هو متعب
كان قلبها يتهاوى , كأوراقٍ تلتهمها نارٌ مُتأججة
الّا وليد !
لن تحتمل ان يصيبه ايُّ مكروه
قالت بهمسٍ باكٍ
: يارب احفظه وابعد عنّه كل سوء
نزلت سريعًا وودعت زوجة ابيها واختها الصغرى
وخرجت
اقتربت من السيّارة وهي تقول بخوف
: تركي بالله عليك وش فيه وليد
لم ينظر اليها تركي وقال بجمود
: ان شالله خير
قال فهد مبتسمًا بهدوء
: طيّب هديل ما بتسلم !
فتح تركي الباب وهزّها برفق
: هديل
همهمت , ليرفع صوته قليلًا
: قومي اشوف
فتحت عينيها بانزعاج
: شتبيي
ابتعد وهو يشير الى فهد
نظرت اليه بعدم استيعاب
حتى شهقت بخجلٍ وهي تعتدل في جلستها
نزلت لتصافحه بهدوء وخجل
قال بابتسامة
: شلونك ؟
هزّت رأسها ايجابًا
: الحمد لله
أخيرًا ودّع تركي فهد وركب السيارة
لتركب ملاك خلف هديل
سار عائدًا الى الرياض , وكلاهما صامتان لم يتحدثا اليها أبدًا
ولم تكن لتنشغل بهما اصلًا
كانت روحها ترفرف بهلعٍ على شقيقها الأب
اوّلِ قلبٍ توسدته حين احتاجت للدفئ
اوّل كفّين اطعمتها حينَ بكت جوعًا
اوّل من ابتهج لخطواتها الأولى , ورفعها حين تعثرت
لم تشعر بدمعها الذي بلل نقابها
كان ترتجف ان يكون سوءً اصاب وليد
وهو غاضبٌ منها !
مالذي يؤلمك يا اخي ليأتي تركي ويسطحبني في هذا الوقت !
ويحي يا وليد ان اصابك مكروهٌ وانت عنّي غاضب
لن ارحم نفسي ابدًا , ولن اغفر لها ابدًا !





فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس