عرض مشاركة واحدة
قديم 20-01-15, 04:00 AM   #59

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم
البارت الأربعون
,

,
المملكة العربية السعودية – الرياض
التاسعة مساءً
مدّت له بزجاجة العودِ المعتق وهي تبتسم وتقول بصدق
: الله يبلغني فيك معرس وأجهزك واعطرك بنفسي
ابتسم وهو يمرر عصا الزجاجة الصغيرة على اماكن النبض
لكزته مؤنبة
: قل آمين
ضحك رغمًا عنه
: آمين يا يمه آمين
دخلت تهاني لتستعجله
: عزوزي البابا يقول انزل بسرعة
خرج من الغرفة ليجد غالية أمامه
ابتسمت وهي تبخره وتتمتم
: قل اعوذ برب الفلق , بدر ليلة تمامه الله يحفظك , الله يبلغنا ونشوفك معرس
قال ساخرًا
: تلاحظين انّ كلامك كبير عليك , ما تحسّين انّك عجوز !
ضحكت لتقول
: ام زوجي مأثرة علي حيل
ابتسم وقبل ان يرد دخل بندر الصغير بثوبه
: خالو , جدّي يقول وينك يا اثول
انفجروا ضاحكين , لتؤنبه تهاني
: ولد عيب تقول لخالك كذا
رفع كتفيه
: جدّي يقوله
مدّ عبد العزيز بكفّه الى بندر الصغير
: يلا تعال ننزل
اختفى من امامهن , لتقول ام بندر بصدق
: يارب تحفظه وتتمم الأمور على خير
أمّنت غالية , وقالت تهاني بارتباك
: والله ان درى عن اللي في بالكم ان يقلب الدنيا عليكم , ويمكن يهج لبريطانيا , هذاني علمتكم
نهرتها والدتها
: الله يكفيني شرّ لسانك , انقلعي للمطبخ ولا يكثر
تأففت وهي تذهب الى المطبخ وتتمتم
: ما يعجبك اللي يقول كلمة الحق
مسحت غالية على كتفِ والدتها
: ما عليك منها بزر , انتي توكّلي على الله بس والله يكتب اللي فيه خير
زفرت وهي تقول
: ونعم بالله
,
دخل الى المجلس ليسلّم على عمومته وأبنائهم
حتى وصل الى رجلٍ ابتسم بحنو
ازدرد ريقه ولمعت عيناه
قال بخفوت
: حيّاك الله
عانقه الرجل بمحبّة
: الحمد لله على السلامة ابوي
قال ببحة
: الله يسلمك عمّي , شلونك , عساكم بخير
قال ابو عمر بهدوء
: الحمد لله يا ابوي , انا بخير والكل بخير
ابتسم وهو يبتعد عنه , ليجلس بجانب والده
امسك والده بكفّه وقال بهدوء
: تغيّر كثير صح ؟
قال ببحةٍ عميقة
: ليش عزمته !
شدّ والده على كفّه
: ما راح تهرب منّه طول عمرك , انت بديت حياة جديدة من يوم اللي سافرت تدرس برّى , كمّل اللي بديته , هروبك منّه ما له مبرر اساسًا !
أغمض عينيه ليجمع شتاته التي بعثرتها رؤية أبي عمر
الرجل الطيّب
ذو الابتسامةِ الرقيقة
هتف قلبه
" الصبر يارب , الصبر ! "
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الحادية عشرة صباحًا
ارتشف من قهوته وأنزل الفنجان بملل
: والله انت نفسية , جمعة شباب والرجال استسمح منّك , بس قلبك اسود
تجاهله وهو يعبث بهاتفه
رماه بالوسادةِ الثقيلة
: من اكلم انا ؟
رفع رأسه وعقد حاجبيه
: تراني بقوم ادفنك
تجاهله وهو يلتفت الى جدته
: يمّه عقلي ولدك , فشلنا مع الناس امس , لين رجعنا البيت وهو ما ضحك ولا ابتسم حتّى
قالت غير مبالية
: وش الجديد , من يومه مفشلنا
انفجر مالك ضاحكًا
قال سلطان وقد اعتدل في جلسته
: افا بس , ليه يمه !
قال مالك
: وش مسوي لها ومزعلها
قالت بتصريح لا جدال ولا نقاش بعده
: وبضل زعلانة طول ماهو معاندني ولا هو راضي يتعوّذ من ابليس
قال سلطان بجديّة
: وش عاندتك فيه ؟ انتي لو تطلبين روحي ترخص لك
قالت بحدّة
: تتزوج
تغيّرت ملامحه , وبدأ يغضب
شدّ مالك على كتفه , وقال بهدوء
: يمه وش لك بذي السالفة ! الزواج ماهو غصب , تبين تفرحين هذا حنّا وش كثرنا ما شالله , سالم خاطب وعرسه قريب وحسن بيخلص امور وظيفته ويتزوج وسعود مملك وبيتزوج , وانا ان شالله اضبط وضعي وبجيك واقول لك اخطبي لي , هو حر متى ما بغى بيجيك
قالت بحدّة
: لا تتدخل انت , هذاني اقول لك يا سلطان , انا بمهلك فترة ان ما طاح اللي براسك والله بتشوف منّي شيٍّ ما يسرك , جاك العلم يا ولد مساعد
لم يسيطر على نفسه ليرمي هاتفه على الحائط بقوّة
واتبعه بفنجان القهوة
جفلت جدّته بصدمة
صرخ بغضب
: وش تبون منّي ! ماني متزوّج لو تجيبين لي حورية
نهض من مكانه ورفس آنية الماء الزجاجية
صرخ به مالك
: وش جاك تعوّذ من ابليس
قال وقد بُحّ صوته
: تبين تجيبين لي بنت شوارع ما ادري وش تسوي من ورى ظهري اضفها في بيتي ؟؟ تبين تكسرين ظهري
بكت الجدّة ليدفعه مالك بقوّة , ويهتف بغضب
: بس يا تبن , انقلع برّى نعنبو هالوجه
خرج وهو غاضبٌ حانق يكادُ ينسف المنزل بمن فيه
تحرق قلبه في كلّ مرّة تذكر له الزواج
تعيده الى فترةٍ يودّ لو ينفيها من ذاكرته
تصرّ على ايلامه
شعر بيدينِ من حديد تحيطان بقلبه الهزِل
كفاكِ يا جدّتي ارجوكِ
ألن تكفّي حتى تري قلبي جثّة امامك !
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
العاشرة والنصف صباحًا
غيّرت ثوبها ولبست غطاء شعرها العريض
تعطرت برائحةِ العود العبقة
القت نظرةً أخيرة على المتكومةِ في طرف الغرفة
بعباءتها وحجابها , وتعانق حقيبتها الصغيرة
زفرت بهمٍّ وخرجت من الغرفة
مرّت بغرفةِ شقيقتها وطرقت الباب بخفّة
جاء صوتها
: تفضل
فتحت الباب بهدوء واطلّت برأسها مبتسمة
: صبحك الله بالخير
ابتسمت
: الله يصبحك بالرضى , حيّاك
: تعالي ننزل , البنات والشباب ما قاموا ؟
: رتيل راحت للمستشفى ودّاها علي وراح لدوامه , وتركي نايم ما داوم اليوم , ووليد وهديل تحت , ملاك وين ؟
قالت بهدوء
: نايمة , انا بنزل وانتي الحقينا
هزّت رأسها بصمت , لتخرج ام وليد وتنزل الى الأسفل
ابتسمت وهي تراهما مستلقيان امام التلفاز
: صباح الخير
نهض وليد ليقبّل رأسها
: صباح النور يا عمري , رجعت متأخر امس ولا لقيتك
: ايه طلعت نمت
هزّ رأسه بصمتٍ وبلع سؤاله عنها
قالت هديل بسخرية
: عادي اسأل السؤال اللي من الصبح يقرقع بقلبك , ما هنا غريب
قال ببرود
: أي سؤال
قالت ببرودٍ مماثل
: امس سألت امّي عن خالتي ولا قدرت تسأله , ومن شوي سألتني عن خالتي ولا قدرت تسأله , والحين صبّحت على خالتي ولا قدرت تسأله
تجاهلها وهو ينظر الى التلفاز
قالت ضاحكة
: خلّك محد بيقول لك شي لين تسأل
,
خرجت من غرفتها الى غرفةِ هديل
شعرت بنغزةٍ في قلبها من منظرِ ملاك
اقتربت لتهزها برفق
: يمّه ملاك
فزّت بشهقة
لتربت عليها بعطف
: بسم الله عليك يا امّي , قومي حبيبتي قومي نامي على السرير اريح لك
قالت بوجوم
: ماني نعسانة
: طيب يمه انزلي معي نفطر وتشربين شي يرد عافيتك , وجهك تعبان
نفضت نفسها من خالتها
: ما ابي شي
قالت ام علي باختناق
: ليش تسوين في نفسك كذا ؟ لا توجعيني فيك يا امّي , كافيني هم رتيل
قالت بجمود
: محد طلب منّك تشيلين همّي
: الأم يا يمّه ما تشيل هم عيالها باختيارها
قالت بهدوء
: لا انا ولا رتيل من عيالك
: انتي بنت اختي والخالة ام , ربّيتك وعشت عمري كلّه حسبة امّك , ورتيل بنتي , انا مرضعتها ومربيتها
قالت متضايقة
: اتركيني لحالي خالتي
: تكفين يا ملاك لا تعورين قلبي , قومي معي ماما , قومي حبيبتي
أجبرتها لتنهض
سحبت عنها عباءتها ومدّت لها لبسها البيتي
قالت بتعب
: وعلي وتركي
: ماهم فيه حبيبتي , البسي يلا بنتظرك عند الباب
خرجت لتنتظرها دقيقتان , حتى خرجت تجرّ جسدها عنوَة
مجبرةٌ على ان تساير خالتها
والّا ماتت همًّا !
نزلتا ودخلتا الى غرفة الجلوس
ارتاحت ام وليد لرؤية ملاك
قالت هديل بابتسامةٍ لطيفة
: صبّحهم بالخير
أشاحت ملاك ببصرها عن وليد بخوف
نظرَ اليها مطوّلًا
حتى نهض من مكانه وهو يقول باشمئزاز
: انا بفطر بأي زفت
قالت والدته
: ليش يمّه ! الحين نحط الفطور ونفطر سوى
قال بهدوء
: عليكم بالعافية
قالت هديل
: خذنا معك انا وملاك
ضحك بسخرية , وخرج
قالت هديل بعصبيّة
: وش قصده ذا ؟ وش حركات المراهقين هذه
قالت خالتها
: اتركيه
التفتت اليها وهي تتمالك أعصابها
: يعني جد هذه قلّة احترام لك ولأمي ولملاك , وش سوّت له ملاك عشان يسوي فيها كذا ؟ كان مسوي حنين وطيّب ويحبها ويداريها , في الأخير على اوّل غلطة تغلطها معه بحياتها يضربها ويقاطعها ويحتقرها ويهينها قدامنا كلنا ! ليش ان شالله ! يعني جد حسيت انّه منافق كان يهتم فيها ويوم رجعتي انتي خلاص ما عاد له شغل فيها
بكت ملاك مقهورة
ووجعٌ يدكّ قلبها بعنفٍ أكبر مع كلماتِ ابنةِ خالتها
ظننتني أعرفك تمامًا يا أخي , لم اعلم انّي اجهلك تمامًا
كان يجب ان اتوقع قسوةً منك
عقِب جنونك ضدّ والدك واقربائك
لم اضع نفسي يومًا في دائرةِ حقدك
لم اتصوّر ان يطولني يومًا !
اقتربت خالتها لتعانقها لكنّ هديل منعتها لتعانقها هي , وهي تقول بقوّة
: بس لا تبكين , لا يأثر فيك الحقير ذا , الله لا يحوجك له ولا يجعل حاجتك عنده
نهرتها والدتها
: لا تقوّين باسها على اخوها
التفتت الى والدتها وهي تقول بتهديد
: انا بكلم فهد يجبر عمّي ياخذ وصايتها...
قاطعها وليد بغضبٍ جم
: اقسم بالله يا هديل لو ما سكتّي ان لسانك اقطعه
سخرت منه
: بتتفرعن علي يعني ؟ نسيت نفسك انت ! ناسي عمّي واخواني وامّي ؟! يا حبيبي جنونك اللي تطلعه على ملاك ماهو علي
اقترب منها بغضب لتقفَ خالته في وجهه بحزم
: لا تنسى نفسك , ما اسمح لك ابدًا تمد ايدك على بنتي
قال بغضب
: خل تقوم معي بنت اختك
: ليش ان شالله !
: انا حر , وصايتها في ايدي لو بذبحها محد له عندي شي
بكت ام وليد رغمًا عنها
: بس يا وليد , كافي يا امّي , مو كنت بتطلع وش رجّعك ! اترك لي بنتي يا وليد لا توجعني فيها , اطلع يا يمّه اطلع واصرف عنّي شرّك
زفر نارًا تتأجج فيه
وخرج دون ان ينطق حرفًا
ركب السيّارة وظل يضرب كل ما تقع يده عليه
يفرغ الغضب الذي يحرق اوردته
الوضع يتأزم !
حتى هديل التي لم تكن لتجرح حبّها له يومًا في ان تجادله او ترفع صوتها فوق صوته
تقف ضدّه وبشراسةٍ اليوم
خالته غاضبة
ووالدته حزينة
وابنته !
فتاته الصغيرة
التي رعاها وربّتها عيناه المحبّتان
ارشديني يا ملاك
هل أخطئ في حقّك ام انّي على حق !
احتاج مشورتكِ فيكِ
حلّي معضلتي يا اختي !
زفر بقوّة وهو يلعن هاتفه الذي أعاده ليسمع كلماتِ هديل !
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
العاشرة والنصف صباحًا
صرخَ به
: ما لك حق تقول لها شي
تأفف وقال
: وش تبيني اسوي طيب ؟ والله لو قعدنا كذا ولا في عمره بيتكلم , والبنت راسها يابس قالت خلّه بالسجن دامك ما تبي تعلمني
قال صقر بغضب
: والله يا ذياب احسّك بزر ما تتأمّن على شي
غضب ذياب
: البزر انت يا حيوان , الحين انا بزر يومْ تركت حياتي وامّي ولاحقك مثل الحمار عشان احمي حضرة جنابك الكسيف ؟ انت تنطم ولا تتكلم ولا كلمة , انا قلت لها عشاني مو عشانك عشان سعد مو عشانك , حقّك ما تبيه طز فيك , احنا نبي حقنا
رمقه بطرف عينه , ثم انفجر ضاحكًا
قال باستخفاف
: قايلها انا بزر
رفع ذياب حاجبه مغتاضًا
: ما في كرامة ابد !
ضحك صقر وهو يرفع حاجبيه ويرد بصوت من بين اسنانه يفيد النفي
شربا قهوتهما بصمت
ثم نهض صقر
قال ذياب بجمود
: على وين ؟
: شعنده المدام ! رايح لبيت اهلي ليش تبي شي ؟
قال ببرود
: انقلع
سار من جانبه , ليقول ذياب بهدوء
: صقر
التفت اليه وهمهم
لم ينظر اليه ذياب , وقال بهدوء
: تعرفني اذا عصبت...
قاطعه صقر بضحكةٍ عميقة
ثم ربتَ على كتفه وخرج
دخل الى المنزل , بحث في الطابقِ الأوّل ولم يجد أحدًا
صعدَ الدرج ببطئ
اقترب من غرفةِ شقيقته
لكنّه توقّف قبل ان يطرق الباب
وقع بصره على الباب الذي بجوارها
ازدرد ريقه
واقترب من الباب الآخر متجاهلًا غرفة شقيقته
فتح الغرفة بهدوءٍ شديد
اكتسحته رجفةٌ عميقة
شعر انّ الأرض تدور من تحته , وتعيده تسعةَ أعوامٍ الى الوراء
الأثاث ذاته
صورةُ الصحراءِ القاحلة أعلى السرير في مكانها
ثوبه الذي خلعه ذلك الصباح وعلقه خلف الباب
لا يزال في مكانه ! وبجواره ثوبٌ لها
اقترب من خزانة الملابس بارتجافٍ ليفتحها
أغمض عينيه بقوّة , وقلبه يعنف قفصه الصدري من شدّة نبضاته
قفزت دمعتا ضعفٍ الى مقلتيه
احمّرت منهما عينيه
احتبستا ولم تنزلان , عاندتاه , وتكبّرتا على انهزامه
يا الله !
تسعةُ أعوامٍ والثياب مطبقةٌ ومعطرةٌ ومرتبة , بجانبِ ثيابها !
تراجع ليجلس على السرير بانهزام
حاوط رأسه بكفّيه
والتنفس يستعصي عليه
ياهٍ يا فتاتي !
في كلّ يومٍ يمر , تتجلى بشاعتي لي أكثر
ويتضح لي قبحي بدقة أكبر !
استطيع رؤية وجعكِ وخذلانك في كلّ شيءٍ حولي
في نظرة والدَيّ
وحقد عبد الله
وانكسار داليا
في ترتيب أواني المطبخ
ورائحة دهن العود الذي يُعَطّر به مجلس الضيوف
في غرفتي هذه !
وفي عينيّ اذا ابصرتهما في المرآة !
شعر بحركةٍ خارج الغرفة
نهض بتثاقلٍ , وهمّ بالخروج
لتباغته داليا بدخولها , وفي عينيها صدمة
حين رأته تراخى كتفيها
رفعت حاجبها الأيمن بحدّة
: وش تسوي بغرفة رتيل ؟
ابتسم بحزن , وقال بخفوت
: غرفتي اذا ناسية !
قالت بقوّة
: غرفة رتيل يا استاذ , انت من رجعت ونومتك في الصالة , الغرفة لرتيل واغراض رتيل فيها , واكيد بيجي يوم ترجع لها
خرج من الغرفةِ بصمت
لتتبعه داليا
التفت اليها ليقول بهدوء
: وش مصحيك ؟
قالت بعصبيّةٍ وكأنّها تذكرت امرًا
: اخوك النذل ما ادري وينه فيه , محرصة عليه ما يتأخّر علي
: وش عندك ؟
قالت متأففة
: ميداني , لازم اداوم في المستشفى
: طيب تعالي اوصلك انا
رفعت رأسها بسرعة
: تقدر ؟
ضحك بخفوت
: ليش ما اقدر ! يلا تعالي
رفعت الهاتف الى اذنها
: بقول لعبد الله
اتكئ صقر بكتفه الى الحائط
ردّ عبد الله باستعجال
: والله ماسكتني زحمة , بس افك منها اوصل اوراق للبريد واجيك
قالت ساخرة
: خذ راحتك حبيبي انا بروح مع صقر
قال بغضب
: اذبحك ان رحتي معه
قالت بصدمة
: ليه !
صرخ بها
: رتيل معك في المستشفى , لا يشوفها وتصير سالفة
صمتت لثوانٍ تفكّر , ثم قالت بهدوء
: ما عليك بحل زين , لازم اروح الحين
أغلقت الهاتف
رفعَ صقر حاجبه بسخرية
: ما يبيك تروحين معي ! وش الجنون اللي وصل له اخوك ؟
ضحكت وهي تتقدمه
: لا مو كذا , بس يقول طلعتيني من الدوام ومسكتني الزحمة وفي النهاية ما اجيك
همهم ببرود , ودّ صفعها على كذبها التافه
لكنّه تجاهلها
ركبت بجانبه , وظلّت تثرثر حتى وصلا
التفت اليها قبل ان تنزل
: اقول داليا
: هلا !
: رتيل اليوم تطبّق ؟
التفتت اليه بصدمة
قالت ببطئ
: وش تطبّق ؟
قال ببساطة
: تمريض
قالت بدهشة
: وش درّاك انها تمريض ؟
ابتسم بهدوء
: ما تلاحظين انّي جبتك بدون لا اسألك وش اسم المستشفى ؟
صمتت لثوانٍ طويلة لتستوعب
حتى اتسعت عيناها بصدمةٍ عنيفة
قالت بلا تصديق
: وش قصدك !
زفر وهو يشيح ببصره عنه
: انزلي داليا لا تتأخرين اكثر
امسكت بذراعه وهي تقول باختناق
: صقر وش قصدك
التفت اليها وفي عينيه حديثٌ عميق
حديثٌ لم تفهم منه حرفًا
حديثٌ موجوع , ثملٌ بالأسقام والخيبة
قال بنبرةٍ مهتزّة , لأوّل مرةٍ تسمعها منه
: انزلي داليا
نزلت دون ان تنبس ببنت شفة
أغلقت الباب وظلّت تنظرُ اليه
فتح نافذة السيارة
: بابا ادخلي داخل بمشي
هزّت رأسها بغير وعي , ودخلت الى المشفى
تسيرُ بغيرِ هدىً
اتصدقُ ظنوني يا صقر !
ايصدق ما فهمته من ايحاءاتك يا أخي !
,
,
المملكة المتحدة – تشيلسي
الواحدة مساءً
دخل الى غرفة الجلوس
زفر من مرأى والدته وجدّته
ألقى التحية بخفوت واستلقى بجانبِ والدته , ليريح رأسه في حجرها
قالت ببحّة
: تغديت ؟
: لا , وانتوا ؟
: منتظرينك
: ما اشتهي , تغدّوا عليكم بالعافية
داعبت شعره بحنان
: ليش حبيبي
قبّل كفّها وهو يغمض عينيه
: ما لي نفس والله , ابوي ما رجع ؟
: على وصول
فتح عينيه , لينادي بهدوء
: نانا
التفتت اليه , كانَ وجهها ذابلًا مرهقًا
قال بعطف
: الن يختفي هذا الحزن عن وجهك ؟
زفرت بتعبٍ لتقول
: لستُ حزينةً عزيزي , انا مرهقةٌ فقط
: متى ستحضرين الفتاة ؟
عقدت حاجبيها
: ايةُ فتاة !
قالت ام سعود بارتباك
: يعني خادمةً جديدة
رفع رأسه الى والدته ليقول بهمسٍ حاد
: لين متى ؟
همست برجاء
: تكفى يا سعود مو وقته
: والبنت وين ؟
: في الدار
نهض بانفعال
: حرام عليك تاركتها في الدار , بلاوي واشياء تخوّف تصير هناك , هذا بيت امها وبيت جدّتها , شلون نتركها هناك فهميني !
: سعود حبيبي للحين ما طرينا سيرة البنت لجدّتك , اصبر لين يخف حزنها على بنتها بعدين افتح لها الموضوع
نهض وهو ينهي النقاش
: جدّتي ماهي رافضتها عشان نناقشها في الموضوع , غضبها وطردها لخالتي كان عشان هالبنت اللي ما ادري ليش عندّت ولا رضت تعطيها اياها , الحين تقولين لي اسم الدار بجيب الطفلة
: سعود !
قبّل رأسها , ثم قال بحزم
: يمه الله يرضى عليك , الموضوع منتهي
صمتت لثوانٍ , ثم أخبرته باستسلام
همّ بمغادرةِ الغرفة لتقول جدّته بهدوء
: سآود مالذي يحصل ؟
ابتسم بمحبّة
: لا شيء حبيبتي , سأذهب الى مكانٍ قريب وأعود اليكِ بمفاجأةٍ ستحبّينها
ابتسم ابتسامةً صفراء وصمتت
وخرج هو من المنزل
احضار الطفلة ضروريٌّ الآن
سيغيّر جوّ الكآبةِ الذي يخنقهم
سيجلب شيئًا من المرح , ليلتهوا عن حُزنهم
لينشغلوا بها , حتى لا يتأثروا بسفره مجددًا !
,
,
الممكلة العربية السعودية – الرياض
الثانية مساءً
نهض عن سفرةِ الطعام
لتسأله والدته
: وش بتسوي الحين ؟
رفع كتفيه
: باخذ لي غفوة
قال والده بهدوء
: نبيك بموضوع
عقد حاجبيه ليقول بسخريةٍ مرحة
: الله يستر , دام بناتك متجمّعات اليوم وعندك سالفة لا بالله عيّنا خير
ضحكوا منه , ضحكةً صفراءَ مرتبكة !
قالت شقيقته أميرة بابتسامة
: غسل ايديك وروح للمجلس , بنجيب الشاهي ونلحقك
هزّ رأسه بصمتٍ وذهب
قالت تهاني بهمس
: انا مالي دخل ان سوّى بكم شي , اصلًا بقعد في غرفتي ما ابي اشوف
قالت غالية بعصبيّة
: انتي ما تعرفين تنطمين ! اعوذ بالله من لسانك اللي ما يقول خير ابد
قالت تهاني معترضة
: يبااا
ابتسم والدها
: اتركيها يا غالية
قالت اميرة
: تهّون حبيبتي اجلسي في غرفتك ابرك
قالت بعناد
: والله لا اجي , وبشمت فيكم اذا طربق الدنيا على روسكم
قالت والدتها من بين اسنانها
: سكّت بنتك
رمقها والدها بنظرةٍ جادّة , لتزفر وتصمت
نهضت غالية , وقالت
: قومي معاي نحضّر الشاهي
نهضت معها ودخلتا الى المطبخ
قالت تهاني برجاء
: غالية تكفين كلمي امّي وابوي , والله بيعصب , ما تعرفين عزوز يعني ! يعني شلون ضاقوا عليكم...
قاطعتها غالية بتأفف
: اسكتي , بس اسكتي ما تملّين ! لك سنتين على نفس الموّال , قروشتي روسنا , امي وابوي ماهو طايح اللي براسهم , وبيسوونه يعني يسوونه
ركلت الكرسي بغضب
: وش هالاستبداد , عنز هو ولا ثور عشان تاخذون قراراته عنه ! قسم بالله ان هجّ لبريطانيا حلال فيكم
دخلت اميرة , وقالت بهدوء
: كلمة زايدة وتعرفين وش يصير لك
صمتت وأولتهما ظهرها وهي تزفر بغضب



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس