عرض مشاركة واحدة
قديم 20-01-15, 12:24 PM   #9

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثالث عشر

- هل قرأت في حياتك كتاب النبي أرميا ، يا هوت ؟
- لا يا سيدي لم أكن على اتصال مباشر. وإنما الآيات المختارة فقط .
- أنهى ساك بجلي قراءة أنجيلهُ.كان يقرأ فيه طوال العشرة أميال الأخيرة حيث أخذه الوكيل الخاص وايز ساعتين تقريبا ليُبحِرَ بهِ.
- الرب لديه رجل جيد في أرميا.
- نعم، سيدي.
- تم تفويضه من قبل الإله يهوه ليخبر الناس أشياء لا يريدون أن يسمعوها كما أنّها لم تكن معروفة منذ عهد قريب .
- كانت معرفة هوت بأنبياء العهد القديم غامضة،لذلك هو يتفق مع تخمينات بجلي بصوت الخنزير المبهم
- أنه يقتلهن أتعلم . "
- محاولا بيأس أبقاء السيارة على الطريق وهو يتابع بجلي في نفس الوقت ، تساءل هوت فيما إذا كانت الأسبقية للضمير "هي" للنبي أم للرب أم قضية مجهول كان يصلّي بجاليـة كليري فزيّن لهــم الأوهــام.
- يحتمل أن تكون على صواب يا سيدي. بالرغم من ذلك هو يحصر نشاطه بهذه المنطقة وحتى الآن لـــم تربط القضية في أي جزء من الأجزاء الأخرى من المقاطعة--قد يعتقد أحد ما أن بعض القضايا قـــد تـم اكتشافها الآن.
- يا للجحيم ولكن أنظر إلى هذه المنطقة . مسح بجلي ردنيه على الشباك المتجمد في الجهـــة اليمنى من السائق لتحسين رؤيته لمنظر الأنجماد الطبيعي. هنــاك مئات الأميــال المربّعة من الصقيــع الصلــب في الخارج أنها أراض جبلية وعرة.أنهار قيعانها صخرية. كهوف. حتى أنه نال حياة البر في جانبه وكل ما نعرفه عنه انه كان يطعم الفتيات للدببة.أثار ذلك المسبب ألحامضي لهوت.تذوق آخر كأس قهوة شربـه حامضاً من مؤخرة حنجرته.فقال" دعنــا أن لا نتمنى ذلك يا سيدي."أنها منطقة مأهولة بالسكان بشكـل متناثر. أن ابن العاهرة الذي قصف متنزه أطلانطا الأولمبي كان مختبئاً هنا لسنوات قبل أن وجدوه.
- لا يا هوت لو كنت أنا أقتل النساء الشابات، لاخترت مقاطعة مثل هذه أراض للصيد ، تأكيدا للكلام سأله، تلك هي ؟
- نعم، سيدي."
- لم يكن هوت سعيد جداً ليرى الوجهة المقصودة في حياته . كـان يقود السيارة طوال الليل على طـــرق مناسبة أكثر لابتزاز الأموال.وعلى تقاطع واحد غير بعيد جدا عن شارلوت، كانت سيارة دورية الطرق السريعة تسد تعلية المدخل.خَرَجَ الضابط وتحَرّك إلى هوت ليأمرهُ بالرجوع. فبقى هوت في مكانه بناءا على طلب بجلي. أقترب رجل الدورية منهم يصيح بغضب" ألا تروني أؤشر لكم ؟ لا يمكنكم أن تأتوا من هذا الاتجاه فالطريق السريع مغلق. أنزل هوت زجاج شباك السيارة ومال بجلي وأومض لرجل الدوريـة بهويته وشرح له أنه في مطاردة ساخنة مع مجرم.جادل الضابط ، نزع الرتبة وهدده بأقصى تهديد بأن يدفع سيارته خارج الطريق إذا لم يحركها حـالا . حرّك الضابط سيارته . تصرّفَ هوت ليجعــل الإطارات فوق التعلية بدون أن تعوم . ولكن ربطت عضلات رقبته وظهره في عقد منذ ذلك الحين. بدا بجلي منيعا تجاه خطرهم. أما ذلك أو أنه وثق بمهارات هوت في القيادة أكثر من هوت نفسـه. سمح بجلي بوقفتين لتناول المقبلات والقهوة التي أخذوها معهــم. ففي آخـر وقفة لهم كان لهـوت بالكاد وقت ليغلق بنطلونه بزمام منزلق بعد استخدامه للمبولة قبل أن قرع بجلي الباب وأمره أن يسرع.قلّل الفجر من الظلام بشكل هامشي فقط. يمكن للغطاء أن يكون سميكاً وواطئاً .
فالضباب والثلج العاصف حـددا الرؤية لمسافة أقدام قليلــة. تعبت عينا هوت من الإجهاد ليرى ما خلــف حلية غطاء المحرك. بلغت سرعته القصوى خمسة عشر ميلا في الساعة. ستكـــون القيادة بشكل أسرع
بمثابة انتحار.فالمطر الثلجي المتجمد الذي هطل أمس أصبح الآن هائجا نتيجة تساقط ثلوج ثقيلة، تشبه

70



الثلوج التي رآها هوت في حالات نادرة من سنوات حياته السبع والثلاثين . قبل أن يلتقـوا بن تيرني أراد أن يأخذ دش ويحلق لحيته ويعمل مليء أبريق من القهوة السوداء.وفطور حار مشبع.ولكن عندما اقتربا من حصن كليري نَصَحهُ بجلي أن يقود السيارة مباشرة إلى منتجع في ضواحي البلدة. أن منتجــع ويسلر فولز هو عبارة عن مجموعة من القمـرات على بحيــرة صغيرة تكونت من شلال فوقها مباشرة. تراكمت أكوام ثلجية عميقة مع طول السياج المحيط بساحة اللعب.كان الدخان يأتي من مدخنة المكتب. بدا المكان عبارة عن أكليل ثلجي مهجور ما عدا تلك الإشارة التي تدل على وجود بشري. قاد هوت السيارة خــارج الطريق السريع بعناية على ما تمناه أن يكون طريق خاص. وكان يتعذر تمييزه تحت الثلج العميق.
- سأل بجلي أي قمرة له ؟
- رقم ثمانية. أمال هوت رأسه على الاتجاه الأقرب إلى البحيرة."
- ولا زالت مسجلة باسمهِ ؟
- كان فيها لحد البارحة مساءا ولكن سيارته الشيروكي ليست هنا. لاحظ هوت ذلك بخيبة أمل فقط .
- توجد سيارة متوقفة أمام قمرة واحدة وكانت مدفونة جزئيا بالثلج. ولم يكن هنالك أثر للإطارات.
- هل يمكننا أن نراجع ذلك مع المدير ؟
- سأله بجلي لأي سبب ؟
- نظر هوت إليه قائلاً " أنا لا أستطيع أن أرى من هنا ذلك الباب للقمرة رقم ثمانية ، هو منفرج.
- وافق الوكيل الخاص وايز فقال " أنا أراهن بأننا إذا طرقنا عليه سيفتح مباشرة ، قـــال ذلك بابتسامـــة مخادعة " ولكن يا سيدي إذا كان هذا هو شخصنا، لا نريده يخرج بسبب انتهاك حقوقه المدنية. "
- إذا كان هذا شخصنا سأنتهــك رأسه برصاصة قبل أن أدعه يخرج بسبب الكلام ألأجرائي الفارغ. أوقف هوت السيارة أمام القمرة رقم ثمانية.وعندما خرج من السيارة شعر بتحسن ليقـف ويمدد رجليـــه حتى أنه غاص إلى كاحليه في الثلج.امتصت الريح نفسه خارجا من رئتيه وبدت كرات عيونه تتجمد بسرعة ولكن كان أحنائه لظهره جديرا بتلك المشقات.بدا على بجلي أنه لم يلاحظ كل من الأمرين أما الثلج الذي يعمي البصر أو الريح الباردة على نحو موجع.شق طريقه نحو السقيفة الملفوفة للقمرة. حاول أن يفتح الباب وعندما وجده مقفلا، دس فيه بلا مبالاة بطاقة ائتمان. وبعد ثوان كان هو وهوت في الداخل. كانت ادفأ من الخارج ولكنها لا تزال باردة بما فيه الكفاية لتبخر أنفاسهما. كان لون الرماد في الموقـــد كئيب وبارد. فالمطبخ الصغير المجاور للغرفة الرئيسية نظيفا.لم يترك فيه طعام. الصحون مغسولة ومتروكـة في المفرغة. بقت لفترة طويلة بما فيه الكفاية لتجف.
وضع بجلي يديه في وركيه وتمحور ببطء،آخذا بتفاصيل الغرفة الرئيسية.لا يبدو أنه كان هنا لفترة. لـم يقد سيارته الشيروكي خارجا من هنا صباح اليوم أو أننا رأينا حتى بهذا الطريق حيث يهطل الثلج. هل لديك أي فكرة أين يقضي السيد تيرني ليلته ، يا هوت ؟ "
- لا يا سيدي."
- لا صديقة له في الجوار ؟
- لا أعلم بذلك ."
- أقرباء ؟ "
- لا . أنا متأكد من ذلك. كان طفلاُ وحيداً . مات والديه ."
- إذن أين يقضي الليل ؟
- ليس لدى هوت جوابا على ذلك. وهناك تبــع بجــلي إلى داخل غرفة النوم الأمامية وبعد أخذ نظرة على عجل هنا أشار بجلي نحــو سرير مزدوج قائلاً" أن السيدة بجلي ستعتبر هذا السريــر مركب من قــذارة ستقول بأن الرجل يصنع السرير بهذه الطريقة ويزينه بأي حال من الأحوال. "
- نعم سيدي . "
- كان هوت رجلاً لكنه لم يترك فراشه مبعثراً،هو يتفحص دائما ليرى أن الحافات السفلية لملاءة الفراش

71



متساوية. ولا يترك الصحون في المفرغة. فهو يجففها بنفسه ويضعها بعيدا في مكانها المناسب. وهــــو يرتب الأقراص المدمجة حسب الحروف الهجائية لأسماء الفنانين المسجّلين،ليس العنوان،ويجعل ساحب الجورب مرتب حسب الألوان ، من الأخف إلى الأكثر قتامه متحركا من اليسار إلى اليمين. ولكنه يقطــــع لسانه قبل أن يناقض السيد بجلي.يبدو أن تيرني قد عاش في غرفة النوم بخلاف الغرفة الرئيسية للقمرة فقد ألقى في الزاوية زوج من أحذية رعاة البقر الملوث بالطين. كانت هناك حقيبة تجهيزات مفتوحة فــي منتصف أرضية الغرفة مع مواد وملابس سكبت خارجها . تناثرت المجلات على المنضدة وأسفل الشباك. قاوم هوت إكراهه لترتيبها عندما قـــــــام بمسح سريع للأغطية اللامعة.
- سأله بجلي" خلاعة ؟ "
- رياضة مغامرة. الخلاء، اللياقة. الأنواع التي يكتب مقالات عنها.
- قال بجلي وقد بدت عليه خيبة أمل" حسناً، تباً.
- ستدلّنا تلك الغرفة هناك على أن تيرني نزوة لطيفة ."
- نحن نبحث عن الذين يلائمون لمحة حياة غير ثانوية. قال هوت ذلك مدركا ما فعـل حيث كان يشير إلى ميوله الإلزامية الاستحواذية الخاصة.
- قال بجلي صحيح. ولكن هذه الغرفة الملعونة تبدو كغرفة ابني الأكبر. إذاً أيهما غرفة تيرني ؟ مضطرب
عقليا أم كما يبدو هو بالضبط شخص عادي يحب الخلوة ولا يستخدم كتب الحيلة ليحصل على إشبـــاع جنسي كان السؤال بلاغي. أيهما الجيد، منذ سماعه أن الخلاعة تعزو إلى كتب الحيلة بقى هوت صامتا. كان باب المرحاض مفتوحاً. نظر بجلي إلى الداخل فقال عادي ولكن مادة ممتازة. أشار بعـد أن تفحص عدة علامات. بيانات بطاقة الائتمان ستشهد على ذلك. قال هوت " أنه لا يتسوق من المخازن المخفضـة انقلب بجلي على عقبيه وغادر الغرفة بسرعة.مشى بتثاقل عبر مكان الجلوس ثم فتح الباب المؤدي إلى غرفة النوم الثانية. لم يخط أكثــر من خطوتين في الغرفــة مع أنه نشأ قصيــراً فقال"هنا نذهب يا هوت! أندفع هوت لينظم إليه في مدخل الباب فقط. صاح آه يا رجل . صور النساء الخمسة المفقودات مطبوعة على الحائط فوق المنضدة التي عرفها هوت بأنها منضدة طعام حيث يجـب أن تكون في المطبـخ الصغير لم يتغيب عنه درج نقوده هناك حتى رآه هنا . كانت على المنضدة حاسبة شخصية ودليـل كنز دفين من مواد مطبوعة.روايات جرائد عن النساء المخطوفات قصت من جريدة نداء كليري بالإضافة إلى جرائد ببعد راليه وناشفيل . أشّرت الفقرات بأقـلام ذات رؤوس لباديــة ملونة . احتوت مجموعــة من الأوراق القانونية الصفراء على صفحات من ملاحظات مخربشـــة والبعض منها مشطوبة تماما ، ووضـع أسفـل البعض منها خط أو تمت ملاحظتها كموضوع يستحق المراجعة والتذكر. كان هناك خمس ملفات واحـــد لكل من النسوة الشابات. تحتوي الملفات على أوراق لملاحظات مخطوطة،قصاصات جرائد،صور كانت قد نشرت عنهن في ملصقات أشخاص مفقودين أو في وسائل الأعلام . وفي كل مرة توجد هناك عبارة (المذنب غير معروف) وقد تم التأكيد عليها بشكل بارز بقلم تأشير أزرق.
- أشار بجلي إلى هكذا مقطع قائلا" أزرق ."
- أنا لاحظت ذلك يا سيدي. "
- لون توقيعه."
- هكذا يبدو. "
- حتى منذ أن أخذ توري لامبرت .
- نعم سيدي . "
- الحاسبة----"
- أنه أستخدم كلمة سر بدون شك. "
- هل تعتقد أن بإمكانك أن تفتح هذا يا هوت ؟
- سأحاول بالتأكيد يا سيدي . "

72



- واضح ، أحملها هناك، أقل ما تريدوا أن تنفخوا رؤوسكم تنظفوها.
- "أرفعوا أيديكما واستديرا ببطء تقريبا" . نفذا بجلي وهوت كما طلــب منهما ووجــدا نفسيهما مطرقين رأسيهما إلى أسفل بندقية رش ذي ماسورتين.
- قال هوت" مرحبا سيد ألمر أتتذكرني ؟ "
- شارلي وايز ؟ "
- كان واقفا في منتصف الغرفة وقد رفع البندقية إلى صدره عندما ناداه هوت بالاسم، حدق بعينين نصف مغمضتين ببؤرة أحسن. كان وجهه أحمر مليء بالتجاعيد كفاكهة الكاكي التي كانــت في الشمس لمــدة طويلة جدا. كان يلبس قبعة بحار شعثاء وقد أكلها العث حيث تتدلى منها جدائل شعر خيطية حيث كانت سوية مع لحيته الكثة.حددت شفتيه بلطخات من عصير التبغ حيث ظهرت في ابتسامته التي كشفت عـن لثات بلا أسنان خزنت على شكل ثلاثة جذل سمراء.
- الله قوي.كدت أقتلكما.قالها وهو يخفض فوهة البندقية " هل أتيت لتعطي السيد تيرني مكافأته. ؟"
- فكّر هوت للحظة قبل أن يتذكّر القصة الملفقة التي سيخترعها ليشرح له اهتمامه ببن تيرني.
- آه. هذا الوكيل الخاص المسؤول بجلي .
- كص أنت هناك ؟ "
- قال كص ألمر" آه يا للجحيم . أنا أخبرت الشرطة ظنّا مني أن شخصا ما كان هنا يسرق حاجيات السيد
تيرني في الوقت الذي كان غائبا .
- دمدم بجلي بنهر من اللغة التجديفية تحت أنفاسه.
- استدار الرجل المسن ليشير إلى ضابط الشرطة الذي دس رأسه داخل الباب الرئيسي حاملا مسدسه في يده ونظر إلى وكلاء مكتب التحقيقات الفيدرالي نظرة فضولية سريعة قائلا" هؤلاء اللصوص ؟
- نحن ليس لصوص.استطاع هوت أن يخبره بصوت بجلي حيث كان لديه ما يكفي من الهراء وكان على وشك أن يستعيد السيطرة على الموقف الذي أنكشف بسرعة.
- دفع هوت إلى الأمام وأغلق الباب المؤدي إلى غرفة خلفهما بعنف لمنــع الاثنان الآخرين من رؤية مــا اكتشفا.
- واصل بجلي الحديث قائلا" نحن وكلاء مكتب التحقيقات الفيدرالي وأنا أريد منك أن تعيد مسدسك إلى قرابه قبل أن تطلق النار على شخص ما والذي أعنيه هو أنا .
- كان ضابط الشرطة شاب تحت سن الثلاثين عاما ما لم يفقد هوت تخمينه. لقد هيجه ساك بجلي الجبـان
بنغمته الاستبدادية.وبعد أن وضع مسدسه بعيدا هل تذكّر أن يطلب هوياتهم. أنهم أذعنوا. راضيا بأنهما
أفادا ليكونا كذلك قدّم نفسه بشكل ذكي. هاريس من قسم شرطة كليري. لمـــس حافة قبعتــه التي رشت بالثلج الذائب . كانت ملابسه الرسمية محشوة في حذاء مطاطي طويل . بدت سترته الجلديـة المخططة على قياسه أو صغيرة جدا مانعة ذراعيه من أن يتدليا بصورة طبيعية على جانبيـه . برزا إلى الخـــارج عدة درجات من جسمه.
- حك كص المر لحيته وهو يحدق بهوت قائلا " أنت وكيل مكتب التحقيقات الفيدرالي بلا خداع ؟
- أجاب بجلي بدلا عنه قائلا" لا خداع
- إذن ماذا تعملان هنا كلاكما ؟ وماذا تريدان من السيد تيرني ؟
- لنتحدث .
- حول ماذا ؟ هل هو مطلوب لشيء ما ؟ ماذا فعل ؟ قال هاريس " أريد أن اعرف ذلك بنفسي. هل أنـــك تنفذ أمر قضائي بإلقاء القبض ؟
- لا شيء من ذلك . نحن لدينا أسئلة قليلة نوجهها إليه.
- هه.أسئلة."مضغ هاريس تلك للحظة وقد أعطى كل منهما التقييم المريب فقال"هل جلبتما أمر قضائي بتفتيش هذه الغرف ؟ وهكذا أعتقد هوت أن هاريس لم يكن عديم الخبرة مثلما ظهر. متجاهلا السؤال.

73



- سأله بجلي أن اسم رئيسك بيرتون صحيح ؟
- نعم سيدي دوتش بيرتون. "
- أين يمكنني أن أجده ؟
- الآن ؟
- كان سؤالا غبيا لم يتنازل بجلي للإجابة عليه . لم يكن هاريس يميز الجدول الزمني ما عدا كلمة الآن .
- أدرك هاريس غلطته فتلعثم وهو يقول " حسناً آه، أنا سمعت برقية بأن الرئيس كان ذاهبا ليجمع شمـل
كول هوكنز.هو لديه سيارة فرش الرمل الوحيدة في البلدة-ثم يأخذه إلى الصيدلية ليحتسيا بعض القهوة
- سأل بجلي قائلاً " هل تعرف أين هي الصيدلية يا هوت ؟
- أومأ هوت بالإيجاب. ثم ألتفت بجلي إلى هاريس فقال" أخبر الرئيس بأننا نود الالتحاق به خلال نصـف ساعة أحصل عليه؟ "
- سأخبره ولكنه متلهف ل ...."
- لا شيء مهم كهذا. أخبره أنني قلت ذلك ."
- أجاب هاريس نعم سيدي . وماذا عن أمر إلقاء القبض ؟
- أمال بجلي أصبعه بسرعة إلى الضابط الشاب الذي تثاقل عليه قائلا "فيما بعد.بدا حجم حذائه كبيرا جدا على خلاف سترته.أنسحب بجلي قريبا منه وتكلم بنغمته مستعجلا فقال"إذا أوصلت رسالتي إلى الرئيس بيرتون بالجهاز اللاسلكي الخاص بالشرطة, قل له أن الأولوية أن نلتقي صباح هذا اليوم . لا تذكر أية أسماء.هل تفهم ؟ هذه أولوية قصوى،مسألة حساسة جدا.التقدير حيوي.هل يمكن أن اعتمد عليك سـرا؟
- بالتأكيد سيدي. أنا أفهم. لمس حافة قبعته وأسرع خارجا .
حينما تمت إعادة تعيين هوت في مكتب التحقيقات الفيدرالي- فرع شارلوت، رحّب بالفرصة ليخدم تحت
أسم المدير المشهور. وإلى الآن وهو يعمل مع بجلي على الخطوط الجانبية. كانت فرصة هــوت الأولى
ليشاهده في العمل ويلاحظ مهاراته التي أصبح فيها أسطورة مع الوكلاء الآخرين والمجرمين على حد سواء.تعلم زملاؤه منه . وتعلم منتهكي القانون منه أيضا ولكن لأذيتهم . بالرغــم من أنه لم يناقش أيام خدمته في الشرق الأوسط فالقصة التي تحدث فيها بجلي نفسـه وثلاثة رجــال آخرون قامــوا بنشاطات أستخبارية ضد نظام الرئيس صدام حسين دون أن ينفذ بهم حكم الإعدام.
على الرغم أن ذلك ما كانوا يفعلون بالضبط،فقد أقنع بجلي الأشخاص الذين قاموا بأسرهم بأنهم قبضوا على الأشخاص غير المطلوبين حيث كان الخطأ في الهوية وسيكــون عليهم جهنــم إذا دفعــوا مــالا إذا أصيبوا بأذى أو أسيئة معاملتهم أو قتلوا بأية طريقة. وبعد أسرهم بخمسة أيام مشت الرباعية المتربة من الرجال العطشى إلى جماعة اللوبي المؤثرة لفندق هيلتون في مدينة بغداد مما أثار دهشة زملائهم الدبلوماسيين والكادر ألأعلامي الذي خلصهم من الموت . توسعت القصة مع كل أعادة للرواية . ولكن هوت لم يشك في جوهرها. كان بجلي مستقيما كالسهم ولكنه أمتلك الروح والعقل كأكثر الرجال خداعـا. كـانت سمعته في التلاعب مستحقة جيدا.لم يكشف شيء من النتيجة للشاب هاريس ولكنه أستأنف الأنا بشموله في {أولويتهم القصوى}{ومسألة حساسة جدا} وبذلك جعل هاريس ينسى أنهم ليس لديهم أمر قضائي بالتفتيش،وذلك،جعلهم بشكل أساسي يمسكون باليد الحمــراء التي تاحبر وتدخل.وأن بجلي قــد أكد أيضا على هاريس أن يتصل برئيسه بدون تأخير إضـافي حيث تخلص منـــه عمليــا وخلصهــم مــن إستجواب كص ألمر بدون مستمعين.
- أنا أحب بعض القهوة، ألا تحبها يا هوت ؟ وقال فجأة"سيد ألمر هل بالإمكان أن نثقل عليكم بالضيافة ؟
- نظر الرجل إلى بجلي بإساءة فهم قائلا" هه ؟"
- قال هوت وهو يشرح له " هل حصلت على قهوة ؟
- آه أكيد،أكيد. في المكتب.ونار مشتعلة أيضا. راقب خطوتــك فأن هذه الدرجـــات مزحلقة كالمخــاط على مقبض الباب. وبعد بضعة دقائق جلسوا على كراسي هزازة سلمية الظهر أمام النار المطقطقة.بدأ الثلج

74


يذوب داخل حذاء هوت ويجعل قدميه باردتين،مبللتين وغير مريحة. وضعهمــا أقرب ما يمكــن إلى النار كانت أقداح القهوة التي أعطاهما كص ألمر ماحبّرة ومتّسخة مثل أسنانه الثلاث،ولكن تخميرها كان قـوي ويسمط ولذيذ .أو ربما كان مذاقها جيد فقط لأن هوت يشتهيها بشكل سيء جدا.وبكل رغبته في مساعدة مكتب التحقيقات الفيدرالي لم يزودهم كص ألمر بمعلومات أكثر من التي حصل عليها هـوت منه قبل ذلك كان بن تيرني ضيفا وسيما هادئا وبطاقة ائتمانه بريئة من التهم وأن الشيء الوحيد الشاذ فيه هو رفضه لمديرة المنزل أن تقوم بتنظيف القمرة عندما كان يشغلها. وتلك ميزة توضح بما اكتشفاه في غرفة النـوم الثانية.
- إذا كانت فقط هذه مراوغته فأنا لا اشتكي كما قل لهم كص"اقتلوني بالفأس"هو ضيف مثـالي.أنه يترك القمرة بحالة جيدة دائما ، يطفئ المصابيح ، يضع زبالته في الحاويــة التي لا يمكــن للدببــة وحيوانات الراكون أن تدخل إليها. نعم سيدي أنه يطيع الأوامر تماماً..
- قدم بجلي تعليقا وهو يشير إلى رأس محشو مثبت على جدار صخري فوق الموقد قائلا" ذلك أيل رائع سيد إلمر." ماهو قتيلك ذلك ؟ "هذه وسيلة بجلي التي كان مشهورا فيها. خلال الاستنطاق، فهو يلقيها بشكل دوري كتعليق خارج الموضوع. قال أنها تفيد في جعــل الأجوبة تلقائية. بتبديــل المواضيع فجــأة يجعل الشخص الذي كان يستوجبه يتوقع ما هو السؤال التالي ويصوغ الجواب ذهنيا. كانت هذه وسيلة لجعل الرد غير مرشح لسؤال وثيق الصلة .
- هل سبق وأن تحدث لكم السيد تيرني عن النساء ؟
- كان كص إلمر معجبا بغنيمته، حرّك رأسه فيما حوله ونظر إلى بجلي بتساؤل قائلا" النساء فقط ؟
- الزوجات، الزوجات السابقات، الصديقات، الحبيبات ؟ خافضا صوته مضيفا" هل عمل مراجعة في وقت مضى عن حياته الجنسية ؟ "
- ضحك الرجل العجوز فقال" لا حيث أنا تذكرت. وأنا أعتقد أنني تذكرت ذلك. أنا أقطعه بالفأس إذا كانت
ربة بيته تزاوجه، وهو لم يخبرني أنه كان مطلّقا .
- هل تعتقد أنه مستقيم ؟"
- سقط فم الرجل العجوز مفتوحا معرضا لهم وجهة نظر غير مشهية لفم بلا أسنان فقال" أخبروني هل
هو شاذ ؟ هو ؟"
- أجاب بجلي" لدينا سبب يجعلنا نعتقد أنه شاذ جنسيا.ولكن يبدو غريب قليلا حيث أن رجلاً أعزباً وسيماً مثله لم يذكر لك الجنس الأجمل.
- مرة أخرى أصبح هوت معجبا وكان بجلي يتقصّى ذاكرة كـص إلمر مــن دون أن يظــهر له ذلك. أعتبر
ألمر أن إلمر يكره أو يخاف من الشذوذ الجنسي. رجل مثله لا يريد نزيله زبونا مع الذي يصبـح ودودا، ليكن أي شيء ما عدا رجل الرجل مختلفا إلى النخاع. لذا لو أن تيرني عرف أسم امرأة في محادثة فأن الرجل العجوز سيجهد دماغه ليتذكرها.وبينما كان يركز هبط خنصره القذر إلى خصلة الشعر الخارجـــة من أذنه وبدا ينقب فيها عن الشمع.الآن أتذكر أنه قال لي صباح اليــوم التالي شيئـا ما عـــن تلك الفتاة الأخيرة التي فقدت."
- هل تمانع أن أصب لنفسي كأساً آخراً ؟ ومن دون انتظار الجــواب نهض بجلي وذهب إلى ماكينة صنـع القهوة على المنضدة عبر الغرفة.أتى هو هنـا إلى المكتب ليسمع عن موضوع وكان يقرأ في الصفحـــة الأمامية. فقال أنا أقتلني بالفأس ، يبدو أن البلدة أصيبت بنوع من الجنون . قال أنه متعاطف مع أقرباء الفتاة أي أنهم يمرون به جميعهم.عاد بجلي إلى كرسيه الهزاز ينفخ في قهوته ليبردها.فقال"هذه قهوة ممتازة سيد ألمر. حضرة الوكيل الخاص وايز" أكتب ملاحظة عن العلامة التجارية من فضلك.
- بالطبع."
- أنا أود أن آخذ بعضا منها إلى شارلوت للسيدة بجلي.وجه سؤاله إلى ألمر قائلا"هل أن ذلك كل ما قاله
السيد تيرني عن الفتاة ؟
- آه دعني أرى،قال الرجل العجوز وهو يحاول أن يواصل حديثه"آه،لا.أشار بأنه رآها يوم واحد وبالتالي

75


اختفت.
- سأله هوت قائلا" هل قال لك أين ؟
- في المخزن حيث كان يشتري ملابسه . قـال أنه وقــف هنــاك ليشتري زوج من الجــوارب الجديدة وقد سجلته له.
- كم كان الوقت حينذاك ؟ "
- حيث كان هو في المخزن ؟ لم يقل ذلك. لف جريدة ثم اخذ خريطة وقال أنه ذاهب يتنزه إلى القمــة. أنـا حذرته أن لا يسمح للدب أن ينال منه. ضحك وقال أنه سيحاول أن لا يدع ذلك يحدث. على أية حال، ألم تكن الدببة في سبات في هذا الوقت مـن السنـــة ؟ أشترى بضع قطع مــن الحلوى مستطيلة من حبيبات
حلوى من الماكنة هناك وغادر.
- هل تحدث معك من قبل عن النساء المفقودات الأخريات ؟ "
- لا. لا يمكن أنه قال كما أتذكر ثم توقف ألمر فجأة عن الحديث. أعطى بجلي نظرة فطنة، ثم حول نظرته المغرورقة بالرشح إلى هوت الذي حاول أن يجعل تعبيره هادئا. وعندما نظر إلمر إلى الخلف نحو بجلي
أبتلع ريقه بصعوبة. وتمنى هوت على الرجل أن يبصق التبغ الذي في فمه أولا.
- أنتم كلكم تعتقدون بأن السيد تيرني الوحيد الذي خطف تلك النسوة ؟ "
- لا على الإطلاق.نحن نريد أن نتحدث معه وبهذا يمكننا أن نرفع أسمه من قائمة الاحتمالات التي لدينا.
- لاحظ بجلي عاطفة أكثر عند التحدث عن كتاب النبي (أرميا) لكن كص إلمر لم يخدع بعــدم المبالاة التي يبديها.
- هز رأسه وهو يكنس صدره بلحيته القذرة فقال " أنا أعتقد أنه آخــر شخص يمكن أن يقــوم بمثل هذه الدناءة.
- مال هوت إلى الأمام وهو يسأل، هل سبق وأن سمعته يبدي ملاحظات ازدراء عن النساء ؟
- أزد..... ماذا ؟
- تعليقات سلبية أو خالية من الأغراء .
- آه.تقولون حول النساء ؟
- سأله هوت قائلا" أما عن النساء بصورة عامة أو عن امرأة بصورة خاصة ؟
- لا أنا أنهيت ما قلته لكم،المرة الوحيدة التي قال فيها أي شيء عن--"وتوقف عن الحديث برهة وتناول علبة (دكتور ببر) فارغة وبصق فيها. فقال انتظروا.دقيقة واحدة الآن تذكرت بعض الشيء تواً أغمـض عينيه قائلا" نعم، أنه يعود لي. كان في الخريف الماضي. أنا أتذكر كنــا عندما جالسين على الأرض في العراء معجبين بالخضرة.أصّر أن أشاركهُ الشراب،وأنا قلت أكيد.لأزيل برد هواء المساء فهمت.وبطريقة ما نزل علينا دوتش بيرتون .
- سأله هوت معرضا دهشته فقال " رئيس الشرطة ؟
- نعم ، نعم. لم يكن دوتش رئيسا للشرطة لمدة طويلة، شهر أو نحو ذلك فقط ، وكنا نتحدث أنا والسيد تيرني أنه كيف سيُعَض عضة كبيرة شنيعة على ما جرى للنساء المفقودات وكل شيء .
- ماذا قال بذلك الشأن على وجه الخصوص ؟"
- لا شيء . فقط ذلك . بصق في العلبة الثانية. مسح فمه بظهر يده، وأبتسم لهما وهو يقول" أن تيرني قال لي أنه متهم بزوجة السيد دوتش السابقة الآن ."
- غمز بجلي لهوت كما لو أنه يريد أن يتأكد بأنه منتبها للحديث. فقال" ماذا بشأنها ؟
- يبدو أن السيد تيرني التقى بها في الصيف . ازدادت ابتسامة كص إلمر عرضا وظهر أنه مرتاحا فقال"
مسألة حقيقية، أستطيع القول متأكدا أنه لم يكن فقيرا. فقد قال لي" أنه بدا مأخوذا بسيدة بيت دوتش السابقة."
- أوقف بجلي تأرجحه البطيء على الكرسي قائلاً" مأخوذا فيها ؟ "
- ضحك الرجل العجوز ببرود قائلاً" عيون حالمة، متيمة، قرنية ، سمّها ما شئت. "

76


الفصل الرابع عشر


استيقظت ليلي وهي تشعر بالبرد. فقد استغرقت لحظة لتتذكر أين كانت ولماذا . نائمة بكامل ملابسها تحـت ثلاث طبقات من البطانيات وقد سحبت ركبتيها إلى صدرها تقريبا.كان عظمها يقشعر من البرد الذي أخترق كل الطبقات. تمددت بمواجهة الموقد ، ولكنه لم يعد يبعث حرارة. مضى على الجمر الذي كان يحتـرق فيه فترة طويلة منذ أن تحول إلى رماد.قلبت البطانية إلى الأسفـل بعيــدا عن وجههــا وزفــرت من فمهــا غيمة لابد وأن حوض غاز البروبان قد فرغ خلال الليل.سيكون الموقد هو المصدر الرئيسي لتدفئتهما الآن. يجب أن تنهض وتكدس الحطب في المشبك المعدني،تجعل الضرام منطلقا.فتحركه ليجعلها تدفأ.ولكنها لم تستطع أن تخرج بنفسها لتغادر تلك الشرنقة من الدفء النسبي . لا تزال الغرفة مظلمة ، باستثناء ضــوء رمـادي باهت يرسم حافات الستائر. فالريح قوية كمـا كانت في الليلة الماضية وبين الحيـن والآخــر يضرب طــرف شجرة مغطى بالثلــج على السقـف بشــدة. إذا كان هنالك يوم مثالي للعناق فهو اليوم. ربما يجب أن توافق على مقترح تيرني.إذا فعلت قد لا ترتعش من برودة الثلج.ولكن لا،هي اتخذت القرار الصحيح . سيغير مثل ذلك التآزر فحو عزلتهما ويعقد الموقف عشرة أضعاف .أنه معقد بما فيه الكفايـة لمجرد قبلة. مجرد قبلة ؟ بصعوبة.سيكون مدهش ولكن مختصر.تخلّى تيرني عنها فورا وهو يدير ظهره لها،سيواصلان محادثاتهما كما لو أن القبلة لم تحدث قال من المحتمل أن يكون ذلك أكثر أماناً لكي ينام.وقد مضى عليه عدة ساعات يعاني من الصدمة. وهو يحاول أن يظهر بأنه مل من الملذات كما هو، وافقت.جادلها مرة أخرى لتأكل شيئا لكنها قالت بأنها لم تكن جائعة أيضاً، عرض عليها أن تستخدم الحمّام لأول مرة .على الرغم من أنها كانت هنا في الداخل سحب فراش الحشو من السرير إلى غرفة الجلوس . وبّخته على عدم انتظاره لها لتساعده فقال لها" ليس عليك أن تقومي بجهد مع فراش الحشو بينما يمكن للجهد أن يآدملك نوبة الربو فذكّرته أن لديه صدمة في دماغه ولا يجب أن يجهد نفســه أيضاً. ولكنها كانت قد أنهت الجدل هناك وتكورت تحت حصتها من البطانيات في الوقت الذي خرج هو من غرفة النوم.أطفأ المصابيح وتمدد على أحدى الأرائك ثم سألها فيما إذا كانت تشعر بالدفء بما فيه الكفاية وعرض عليها إحدى بطانياته ولكنها رفضتها قائلة" "شكراً." أنها كانت على ما يرام، لم يكن مرتاحاً.استغرق فترة ليستقر . سألته فيما إذا لا زال رأسه يؤلمه وقال أنه ليس سيئا جدا.سألته إذا كان يريدها أن تفحصه له،إن كان بحاجة إلى إضافة مطهر أكثر وأشرطة ضماد جديدة، وقال لا،شكراً فحصه لبرهة عندما كان في الحمام . وتساءلت كيف عمل لرؤية مؤخرة رأسه بينما كانت هناك مرآة واحدة فقط.ولكنها لم تتابعه.ذكر ذلك رغم أنه مكدوم كالجحيم، لم يلاحظ أية علامة على وجـــود نزف داخلي، واستجابت باستهانة فارغة"مثل ذلك جيد."أشّر نخيره غير الواضح على نهاية حوارهما.أستغرق ساعة على الأقل ليسقط نائما.وكانت متأكدة جداً بأنه لازال مستيقظاً عندما انحرفت عنه. وخلال الوقت المتخلل بين إطفاء المصابيح وسقوطه نائما،كانت متمددة بشكل متصلّب وصامت و ..... ماذا ؟ ما هو المتوقع ؟ كان التوتر بينهما غليظا بعد القبلة بما يكفي لقطعه بسكين.أصبحت محادثاتهما رسمية أكثر من المتوقع تجنبا النظر إلى بعضهما البعض بالعين المجردة. كانا مؤدبين أحدهما تجاه الآخر كثيراً.تجاهل القبلة جعلها ذات مغزى أكبر.لو أنهما تمازحا بشأنها،قال بعض الشيء مثل كلمة ( يا سلام.!) أن ذلك بعيد على الأقل.كان فضولنا مقنعا الآن، يمكننا أن نستريح ونبقى على قيد الحياة." وسيكون صرف النظر عن القبلة أكثر سهولة."وبدلا من أن يتظاهرا بأنها لم تحدث. ولا عرفا كيف شعر الآخر بها . وهكذا لأن كلاهما كان خائفاً من الإفساد ، عمل أو قول شيء ما سيقلب الميزان الضعيف، جرى ذلك بشكل غيــر ملحوظ ولحد الآن بعد كل هذا التفادي الأخرق واللامبالاة المزيفة للقبلة ، توقعت أنه سيتمتم بشكل جزئي بشيء من هذا القبيل" هذا هراء ، أترك الأريكة وأنظم إليهـــــا في الفراش الحشو تحت البطانيات. لأنها لم تكن مجرد قبلة بل كانت مقدمة. قال" أنا لست على ما يرام. دقَّ قلبه فيما بعد وكان يمسك وجهها بيديــه القويتين،التي كانت معجبة بها طيلة المساء وهي تضغط فمه على فمها. لم يتردّد أو يطلب الأذن. معتذراً أو متردداً ؟
77



لم يكن بأي شكل من الأشكال .كانت شفته جائعة وتطلب المزيد منذ اللحظة التي تلامست فيها شفتيهما. أنقلب عليها وهو يفتح سترتها ووصل إلى الداخل. ألتفت ذراعاه حولها، دس ركبتيه ببطء، سحبهـا إلى الأعلى نحوه. انحدر بيده إلى الجزء المنخفض من ظهرها ومسك لحمها وسحبها نحوه حيث قال "بلا مراوغة أريدك". أنتشر تيار الهواء الحار من الرغبة على بطنها وفخذيها. شعرت بالنشوة أن تجرّب ثانية ذلك التسارع من الإحساس الذي لا يمكن أن يضاعفه مخدر أو مشروب. ولم يكن هنــاك أزيز آخــر مثلــه، لا شيء يقارن بالوخز المسمم من الإثارة الجنسية. ولسنوات لم تفعل ذلك بالتأكيد منذ أن ماتت أيمي ،وفي حينها لم تكن لديها أو لدى دوتش مصادر عاطفية ليمارسوا الجنس بطريقة جيدة. لقد حاولا، ولكنه أصبح من الصعب عليهما للغاية أن يتظاهرا بالحماس له. ولم تحاول أن تزيّف رهزات الجماع. كان قصورها عن الاستجابة على مسافة أدنى من احترامه لذاتهِ ، حيث كان فاشلاً قبل ذلك . هــو يريد أن يعيد أنــاه بقيامـه بسلسلة من المسائل.كان بإمكانها أن تغفر له ذلك.فهو يذهب إلى النساء الأخريات ولذلك لم تعد قادرة على العطاء ولم تستطع أن تصفح عن مسائل كانت موجودة حتى قبل أن حملت بأيمي . استغرقت وقــت طويل لتفهم لماذا نام دوتش مع نساء أخريات خلال السنوات المبكرة من زواجهما،حينما كانت حياتها الجنسية فعالة وجيدة. ولكنها أدركت بالتأكيد أنه يحتاج إلى أعادة طمأنة في الفراش بصورة ثابتة لدرجة أكبر منهُ بكثير.وأدركت أيضاً كم كان شيئاً متعباً أن تقوم بتزويدهِ بتلك الطمأنة على قاعدة بلا توقف. لا يوجد مقدار كافي جدا من التعزيز . لقد التقت أول مرة في مناسبة جمع تبرعات رابطــة الســود للصدقة الحسنة بقسم شرطة أطلانطا راكبة موجة الإعلان والدعاية الأخيرة لحل قضية القتل المتسلسل، كان دوتش ولد ملصق القسم وقد طلب أن يتكلم في المأدبة على المنصّة،كان وسيما، ساحرا وبليغا.رزمة من التألق تبهر البصر ونجم سابق لفريق كرة القدم في الكليّة. تحول إلى بطل حل مشكلة الجريمة حث المتألقين من الحضور أن يكونوا كرماء بمساهماتهم وحث ليلي أيضا لتقترب منه بعدئذ وتقدم نفسها وبنهاية الأمسية عملا موعــد للعشاء . وتزوجا في غضون ستة أشهر وفي خلال عام من حياتهما الزوجية لم يستطيعا أن يتقدما نحو الأفضل فقد عملا كلاهما بجد في حياتهما المهنية،ولكنهما لعبا وأحبا بعنف. اشتريا القمرة ولجئا إليها في عطل نهاية الأسبوع ،فهما لا يغادران غرفة النوم أحيانا.وخلال تلك الأوقات يأتي بنفس مطمئنة إلى غرفة نومهما.يتباهى في الطريقة التي يمارس فيها الجنس.كان شريكا كريما وحساسا،حبيـب متحمس ومراعي لشؤون الآخرين وزوج مساعد. ثم بدأت المشاجرة، مرتفعة من استيائه من قــدرة دخلهــا التي تجاوزته إلى حد بعيد جادلته حيث ليست هنالك مشكلة حول من يجمع مالا أكثر. فهو أختار مهنة الخدمة الحكومية حيث أصبحت الوظائف الأقسى قليلة الأجور وفي أغلب الأحيان لا تحظى بتقدير.كانت تتكلم الصدق .وهــو يسمع فقط تبريرات فشله المحسوس . خاف أن لا يصل إلى نفس المستوى من الانجاز في قسم الشرطة حيث أنها في المجلة.أصبح هاجسه عن الوقت الإضافي مع فشلـه يحققان نبوءة ذاتية.كان نجم ليلي يرتفع آنياً.أستمر نجاحها ليحطّم غروره.أراد تصليحهُ مع النساء اللواتي اعتبرنه كالبطل الجسور فأرادَ بتهوّر أن يكون كذلك . كانت ليلي تواجهه بخداعهِ كل مرة،أبدى ندما عميقاً،أدعى أن شؤونه كانت لا شيء أكثر من علاقات مؤقتة بلا معنى. ولكنها لم تكن بلا معنى بالنسبة إلى ليلي التي هددت أن تتركه في نهاية المطاف. أعلن دوتش بأنها إذا تركته فأنه سيموت وأقسم لها بأن يبقى مخلصاً،أخبرها أنه أحبها وتوسل إليها أن تصفح عنه. لقد فعلت لأنها كانت حامل بأيمي أن وعد الطفــل عزز صلــة الزواج. ولكن لحين ولادة أيمي فقط.وخلال الشهور التي تلت ولادة أيمي بدأ يرى امرأة شرطي.وعندما أتهمته ليلي بما عرفته من حقيقة، أنكرها ولامها على شكّها علاوة على معاناتها من الإعياء والكآبة والهرمونات غير المستقرة. لقد أهانها بسخريتهِ أكثر من أكاذيبهِ الواضحة. وفي منتصف أرض معركة الزوجية خلقت أيمي منطقة حياد استطاعا بواسطتها أن يتعايشا بسلام ولّدت حب كافي لكي يجعل الأشياء تبدو طبيعية تقريبا.أن بهجتهما المشتركة بالطفل ساعدتهما على نسيان خلافاتهما السابقة. تجنبـــا المواضيع التي تسبب الاحتكاك. لم يكونا سعداء تماماً ، ولكنهما كانا مستقرّين . فماتت أيمي وانهارت دعامات الزواج في عطلة نهاية الأسبوع تحت ثقل حزنهما وأصبحت العلاقة بينهما سيئة بشكل متزايد وفكّرت ليلي بأنها يمكن أن تتعرض للأسوأ. ومن ثم فعلت . تذكّرت ذلك الحدث الآن حيث كان بالنسبة له بمثابة عاصفة موت الزواج . ارتجفت ليلي فسحبت

78


ركبتيها نحو صدرها بشكل غريزي وأخفت رأسها في المخدة بعمــق . وعلى أية حــال تذكــّرت بعــد ثوان قليلة بأن زواجها أصبح تاريخاً . لم يكن عليها أن تفكّر فيه أكثر . فقد وضعت بالأمس أشارة أنعتاقها من دوتش. لن تتقيّد به من الناحية القانونية أو العاطفية، يمكنها أن تنظر قدماً بإمعان. كان توقيت دخول بن تيرني حياتها ساخراً بغرابة. ظهر في اليوم الذي تحررت فيه. هو لم يوقظ المحسسات الجنسية في الليلة الماضية فقط بل أيقظهــا بالصخب والضجيج. صنعـت قبلته لها حلقة أذن. لقد انجذبت إليه في اللحظة التي أبتسم لها من مقعده على الحافلة الصدئة ذات الصرير. وفي غضـون ذلك اليـــوم على النهـــر أثمرت عن حب كل شيء عنه . نظراته بالتأكيد . ما الشيء الذي لم تكن تحبه ؟ ولكنها أحبته أيضا ، ذكاءه،والبساطة التي فيه فهو يمكن أن يتحدث عن أي موضوع . أنجـذب الآخرون في المجموعة إليــه في ذلك اليوم أيضا وأعلنت بنات الكلية عن هيامهن فيه حتى المتكبرات فالذي بدت مستاءة من مهارة تيرني المتفوقة في ركوب زورق الكاياك في بداية الأمر أخذت تسأله في نهاية اليوم عــن الأرقام التي حققها . فجــذب تيرني الناس إليه بالجهد الظاهر . لم يكن أحدا منهم غريبا عنه . بقي هو الشخص الغريب لحد الآن.صادق أناس بدعوتهم للتحدث عن أنفسهم ولكنهُ لم يكشف شيئا عن نفسه.هل كان ذلك تناقضاً جعلهُ غامضاً ومغوياً ؟ جفلت حتى من التفكير بكلمة مغوياً . بسبب ألوانها الشرّيرة المنعاحبة . ولكنها لم تستطع أن تفكّــر بكلمة أفضل لتصف مغناطيسية تيرني.وكانت لديه استجابت لتلك النوعية الغامضة إلى درجة مقلقة في مناسبتين وأصبحا يتقدّمان نحو قبلة الليلة الماضية منذ أول كلمـة ترحيب. منفصلان بما لا شك فيه.لذلك عندما قبّلها كانت القبلة شبه حتمية حيث أنها ببساطة مؤجلة منذ بضعة شهور كانت قبلة تستحق الانتظار. فهي لديها ذكريات حية عن إبهاميه اللتين يضغطان على عظام خديها عندما أمال وجهها إلى وجهه ، من نفسه على شفتيها،من لسانه المنزلق بصورة شاعرية في فمها وتفكيرهُ بها مما سبب دوامة عمّقت الرغبة بداخلها وألتفتت لتنظر إليه وهي تُحدِث ما أمكنها من الضوضاء وابتسمت له، كان طويلا جدا بالنسبة للأريكة.أن مسكة مسند ذراعه نصف عجل وهو يطوي الوسادة ليجعلها مسنداً لرقبته ويجعل مؤخرة رأسه مرفوعة . كـــان مغطى بالبطانيات إلى ذقنــه الذي أصبـــح في الليلة الماضية مضلّلاً بالجذامة نتيجة تعرّضِــهِ للريــح والشمس منذ سنين ولكنه تحمّل ضررها بشكل رائع جدا . أحبّت الحدود التي شعّت من زوايا عينيه. كانت شفتاه متصدّعة قليلا. تذكّرت ذلك من القبلة،كيف كانت تمسحان على شفتيها.هي ليس لديها مانع في قبلة أطول أو قبلة ثانية.أن رفضها النوم معه لا يستثني بالضرورة التقبيل،لكنه أخذها على ما يبدو في حد ذاته أما ذلك أو لا يحبّه بطريقتها. لا . مستحيل . حتى لو لم تكن تشعر بالضغط الواضح في ملتقى فخذيه، كانت دمدمتهُ التي أطلقها عن نكران الذات كافية لإقناعها حيث أنه كان بقدرها إذا لم يكن أكثر منها.بدت غاضبة تقريبا عندما أوقف القبلة فتخلى واستدار عنها.إذن لماذا لم يستمر ؟ أو على الأقل يسأل فيما إذا كانت على ما يرام لو فعلها ؟ أوضحت أنها لم تكـن لديها ميول رومانسية نحو دوتش.يجب أن يفترض أنها لم ترتبط بشخص آخر ولكن قطار أفكارها خرج من السكة.لم تكن متورطة مع شخص آخر ولكن ماذا بشأن تيرني ؟
لم يلبس خاتم العرس . لم يذكر زوجة أو أي مغزى آخر، ولكن عليها أن لا تسأل على وجه الخصوص. لم يكن يعني شيئا حيث أنه سألها عن موعد اليوم الذي التقيا فيه. كان الرجال المتزوجين يواعدون النسـاء الأخريات طوال الوقت. لم يقم بعمل مراجعة لزوجة أو صديقة من اللواتي يقلقن عليه عندما لا يعـود إلى البيت، ولكن لم يكن يعني ذلك أنه لا توجد واحدة تخطو الأرض بشكل مسعور وتتساءل أين كان ومع من
عندما تساءلت عن دوتش ليال عديدة تحاسبه فقط. كيف أن بساطتها تفترض أنه لم تكن هنالك امرأة في حياته.رجل يبدو مثله؟ تعالي يا ليلي كوني واقعية.انحرفت نظرتها عنه إلى حقيبة ظهره التي لا زالت على الأرض تحت نهاية المنضدة في المكان الذي دفعها إليه في الليلة الماضية.أدعى أنهـا لا تحتوي على شيء مفيد.على أية حال ربما تحتوي على شيء ما غني بالمعلومات المفيدة.
*****
- " سكوت ؟"
- "هـــــــــــــــــــــ� �م ؟ "
- "أنهض . "

79


- "هـــــــــــــــــــــ� �م ؟ "
- "أنا قلت أنهض ."
- أنقلب سكوت على ظهره وهو يفتح عينيه محدّقاً. كان وز واقفاً في مدخل باب غرفة سكوت وقد عبس وجهه عليه. سند سكوت نفسه على مرفقيه ونظر من خلال الشباك إلى بياض كلّي. لم يستطع أن يرى حتى سياج الفناء الخلفي للبيت فقال" ألم يعطلوا المدرسة ؟ "
- بالتأكيد أنهم فعلوا ولكنك أذا كنت تفكر بأنك ستضطجع على مؤخرتك الاحبولة طــوال اليوم فقــد جاءك شيء آخر. أنهض. سأكون بانتظارك في المطبخ. لديك مهلة ثلاث دقائق. ترك وز الباب مفتوحا وهـــو يشير له بأن لا يعود إلى النوم بالنسبة لسكوت.سقط سكوت على المخدة.لم يكن يسمح له النوم حتى في يـوم ثلجي سيكون كل شخص في هذه البلدة قد أخذ ضربة من هذا اليوم، ولكن لا، ليس هـــو، ليس أبن المـدرّب أراد أن يسحب الأغطية فوق رأسهِ ، أمكنهُ أن ينام طيلة اليوم لو ترك لوحده بعيدا. ولكن إذا لم يكن في المطبخ في غضون ثلاث دقائق فسيكون عليه جحيما ليغل فيه. ثوان قليلة من النوم لا تستحق الإزعاج وبكلمة تبا لاذعة رمى الأغطية. كان رجله العجوز يحسب لهُ الوقتْ حقّا وعندما دخل إلى المطبخ نظر وز إلى ساعة الجدار،ثم نظر إليهِ حيث علّمه أن لا يعملها في الموعد النهائي. جاءت والدتـه لإنقاذه.
- صباح الخير يا حبيب. لحم خنزير مقدد وبيض أم بسكويت الوفل ؟
- أيهما أسهل." جلس على المنضدة وصب لنفسه قدح من عصير البرتقال، تثاءب على نحو واسع.
- سأله أبوه" كم الوقت عدت إلى البيت الليلة الماضية ؟
- أنا لست متأكد حتى أنك لم تكن في البيت. "
- كنت مع دوتش ."
- كل ذلك الوقت ؟ "
- ساعات ."
- هل وصلت إلى الجبل ؟
- بالمناسبة انتهى وز من سرد أحداث الليلة الماضية لهما. قدّمت دورا لسكوت صـحن من لحــم الخنزير المقدد وبيضتين مقليتين وقطعتين من كعكة الوفل.
- شكرها بابتسامة .
- قال وز" لدينا مغادرة حقيقية وبصورة خاصة قيادة السيارة إلى تلك الحانة الرديئة السمعة حيث أخذنا كول هوكنز. كنا محظوظين أننا هربنا بــدون أن تطلق علينــا طلقة أو تنكــح مؤخرتنا من قبــل الثلاثي القرويين."
- وز !
- ضحك من رعب زوجته فقال" ارتاحي دورا. أن سكوت يعرف أشياء كهذه تستمر، ليس أنت يا بني ؟
- أطرق سكوت رأسه وأستمر في الأكل محرجـا لأمــه. فكّر والده أنه كــان حاداً باستخــدام اللغة الفضّــة بشأنهِ، حيث كان يعده بمنزلة مجتمع الرجال الذين كانوا يسمح لهم بتلك الامتيازات، كان مزيّفاً بالطبع، لأنه في كل احترام آخر كان يعامل مثل طفل بعمـر سنتين . لديه أشهــر قليلة تفصلــه عن عيــد ميلاده التاسع عشر ولكنه لا زال يتلقى توجيهات ماذا عليه أن يأكل ومتى يذهب إلى النوم ومتى ينهض من نومه. أنه أكبر عمرا في صف الكبار. جعله والده يعيد في المرحلة السادسة ليس بسبب انه فشل في أي مقرر تعليمي وليس بسبب أنه غير ناضج من الناحية الاجتماعية أو أنه غــــير منسجم بأية حـــال.
ولكن بسبب أن وز أراد أن يعطيه سنة زيادة لينشأ وينمو قبل أن يذهب إلى رياضة المدارس المتوسطة كونه أعتقل هذا إذلال ولكن وز أتخذ قرار مناقشته أما معه أو مع أمــه، لقـــد تمسك بقراره بالـرغم من احتجاجاتهما. بدأ كشافوا الكلية ينظرون إلى اللاعبين بحدود الدرجة السابعة أو الثامنة قال له " سنة أخرى من النمو ستعطيك منفعة. آتيا من مدرسة صغيرة مثل مدرستنا ستحتـاج أن ترفــع كل ســاق إلى الأعلى قدر ما تستطيع. لا زال وز يتخذ كافة القرارات بشأنه. أصبح سكوت رجلا من الناحية القانونية. يمكنه أن يذهب إلى الحرب ويموت من أجل بلده لكنه رغم ذلك لا يستطيع أن يواجه أبيه.كما لو كان يقرأ

80



عقلهُ قال وز" أنهي إملاء نماذج الطلبات هذا اليوم فليس لديك عذر بعد ذلك." الجميع مدعوين إلى بيت (غاري) لزيارته. كان ( غاري) أحد زملاءه في الصف.أن سكوت لا يحبه بصورة خاصة، ولكن لديه غرفة استجمام مع منضدة لعبة البول.أن قضاء يوم ثلجي برمي العصا له جاذبية أكثر من ملء استمارات طلبات التقديم إلى الكلية.قال أبوه" أنهي ملء الاستمارات أولا.سأفحصها هذه المرة لأرى فيما إذا انتهت. سوف أخذك بعد الغداء إلى الجمنازيوم لذا لا تتغيب عن العمل."
- لا أستطيع أن أحرك نفسي."
- هز وز رأسه قائلاً" أنت سقطت على الجليد، ضربت شيئا ما، احبر ساقك. لا سوف أخذك . "
- قالت أمه " أنا لا أعتقد بأنك تصاب بأذى لو حذفت شخصاً واحداً يتمرّن.
- إذن هذا يوضح كم تعرفين القليل عنه. أليس كذلك يا دورا ؟ "
- رن الهاتف.
- قال سكوت " أنا سوف أرد .
- خطف وز الهاتف من يده فقال" أنا سوف أرد. أنت تبدأ بتلك ألاستمارات. "
- حمل سكوت صحنه إلى المغسلة وطلب أن يساعد أمه في ملء غسالة الصحون .
- هزّت رأسها فقالت الأفضل أن تعمل ما قاله لك وز. وحالما تنتهي فأنك سوف تنظم إلى أصدقاءك في الحال.
- أنهى وز المكالمة الهاتفية فقال" كان ذلك وليام رت. وقف الشعر خلف رقبة سكوت إلى النهاية. ثم قال" سأصل إلى الصيدلية مباشرة .
- قال سكوت" لأي سبب ؟ "
- نظرت دورا من الشباك إلى الخارج فقالت" هل يفتح محله اليوم ؟ "
- آه . هو يفتح. سوف لن تصدقي من وصلوا توا للاجتماع بدوتش . حبس سكوت ودورا أنفاسهما قبل الهمسة المسرحية فقال" مكتب التحقيقات الفيدرالي ".
- سألت دورا" ماذا يريدون من دوتش ؟ "
- أمكن لسكوت أن يخمن ذلك و



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس