آخر 10 مشاركات
نجم محترق -ج2 من سلسلة زهور الحب الزرقاء- للمبدعة: نرمين نحمدالله [زائرة] *كاملة* (الكاتـب : نرمين نحمدالله - )           »          انتقام النمر الأسود (13) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          جنون الرغبة (15) للكاتبة: Sarah Morgan *كاملة+روابط* (الكاتـب : مستكاوى - )           »          رواية / أُم عيسى *مكتملة* (الكاتـب : Cloud24 - )           »          خلف الظلال - للكاتبة المبدعة*emanaa * نوفيلا زائرة *مكتملة&الروابط* (الكاتـب : Just Faith - )           »          هواجس الماضي الجزء الأول - قلوب زائرة - للكاتبة * زينب التماذلي * كاملة+الروابط* (الكاتـب : zainab al-tamathly - )           »          79 - أنا ملك لك - جانيت ديلي - ع.ج** (الكاتـب : عنووود - )           »          قراءة فى مقال حديقة الديناصورات بين الحقيقة والخيال (الكاتـب : الحكم لله - )           »          همسات حروف من ينبوع القلب الرقراق..(سجال أدبي)... (الكاتـب : فاطمة الزهراء أوقيتي - )           »          84-امرأة لورد الشمس - فيوليت وينسبير - ع.ج ( إعادة تنزيل)** (الكاتـب : * فوفو * - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-03-10, 07:06 PM   #21

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


ولمحت قلادة يونانية تلمع خلال فتحة قميصه ذكرتها هذه القلادة الملتصقة بصدره بما كانت تحاول جاهدة أن تنساه , أحساسها بها في الظلام .... تلك الليلة الأولى....
ونهضت مسرعة , وقالت:
" يجب أن أذهب لأمشط شعري , وأضع أحمر الشفاه".
وأستدارت وذهبت الى غرفتها , وتجنبت النظر في عينيها في المرآة , وأرتجفت يدها وهي تضع أحمر الشفاه , وكان عليها أن تمسحه وتعيد طلاء شفتيها باللون الوردي.
وحدقت دومني في فمها ذي الشفة العليا الرقيقة الحساسة والشفة السفلى السخية المتلئة , وأحست أنه تمزق عندما أستسلم بصمت لفمه الذي قال لها بفتور:
" أحتفظي بحبك .... هل طلبته منك مرة؟".
وأشاحت بوجهها بسرعة , ووضعت الصندل في قدميها , ثم أخذت حقيبة يدها , وألقت نظرة أخيرة على صورتها , كانت رقيقة ورشيقة , ولم تتزين ألا بخاتمين , الدبلة الذهبية البسيطة , والخاتم الفيروزي الذي كانت زرقته تضاهي زرقة عينيها.
دومني ستيفانوس , أبتسمت للفكرة وأن أرتجفت لغرابة الأسم , دومني دان ذهبت الى الأبد , تاركة فقط الكيان والوجه اللذين دفعا رجلا الى طرق ملتوية ليفوز بأمتلاكهما... وأبتعدت عن المرآة , ولحقت بزوجها لزيارة بلاكا والأكروبوليس.
وكانت شوارع البلاكا مهملة وضيقة , ومليئة بمحلات مفتحة الأبواب كالسوق وبيوت ذات شرفات خشبية ....
وشعرت دومني بأصابع بول الدافئة على مرفقها وهو يشير الى الثوم والفلفل الأسود في واجهة محل بقالة , والأحذية الشعبية القديمة خارج محل أحذية , سلال الفاكهة الجميلة , وكان هناك بائع أسفنج يحمل مجموعة أشبه بالجالونات الملونة , وبائع بطيخ يجر عربة خشبية (كارو) , وأشترى بول شرائح من البطيخ ,وبعدما أكلت دومني قطعتها تلاشى أحمر الشفا مع العصير , وبدت كمراهقة في أجازة وهي تحملق حولها في الناس الذين أمتلأت بهم الشوارع الصاخبة الزاهية .
وضحكت من فوق كتفها لبول وقالت:
" أنه مثل زقاق أعرفه في بلادنا , بائع الأسفنج سيختفي أذا داهمته الرياح".
وأبتسم , وأقترب منها قليلا ,وقال:
" هل أنت سعيدة؟".
وأومأت برأسها , ذلك أن البلاكا كانت ذات سحر لا يقاوم , وأمسك بول بأصابعها المبللة بماء البطيخ ,وصعدا معا السلالم غير المستوية , ومرا أمام المقاهي القديمة حيث جلس الشيوخ أمام أكواب القهوة التركية , يمضغون الكلمات اليونانية , فيبدون كما لو كانوا يتشاجرون.
ورأن دومني اليونانيات , ذوات الأجسام الضخمة بصحبة بناتهن الرشيقات , ولاحظت أن شبانا عديدين كانوا على الكثير من الوسامة بتشبههم الأسود وكثيرون بالملابس العسكرية , وأخبرها بول أن الخدمة العسكرية أجبارية , وعندما نظرت اليه لمحت ظلالا تتحرك على صفحة وجهه , ثم نظر جانبا الى أحد المحلات , ولم تستطع أن ترى عينيه وكانت نظارته الشمسية في جيب قميصه , لأنه لم يكن بحاجة اليها في ذلك المكان حيث أختفت الشمس وراء سطوح المنازل.
ووقف أمام واجهة محل صغير يعرض بعض المصنوعات الوطنية , أحذية مطرزة , وحقائب يد , وشرائط حريرية من الخرز وكذلك من المشابك والأقراط , وقال بول وهو ينحني فوق المعروضات:
" دعيني أشتري لك تذكارا لزيارتك بلاكا".
وخرج من المحل رجل معمم ,ووقف يرقب بول وه ينتقي قرطا على شكل قلب , وسأل الرجل عن الثمن , ودفعه له , ثم جذب دومني , وعلق القلبين الزرقاوين الصغيرين في أذنيها , وهتفت:
" القرط رائع يا بول , يجعلني أشعر كما لو كنت من جواري الحريم ".
ولكن بول لم يبتسم , وأمسك بها فجأة من خصرها , ورفع ذقنها بيده الأخرى وبدا فمه في مثل عنف ذراعه , وحدق بعينيه الذهبيتين في عينيها , وقال في صوت خافت , أجش :
" هل هذا ما تشعرين به؟ مثل جواري الحريم , اللواتي كن يشترين بالمجوهرات؟".
ونظرت اليه مغلوبة على أمرها , وقالت مرتبكة:
" لم أقصد ذلك, كنت أمزح".
" اللاشعور أحيانا يدفعنا الى نطق كلمات نعتقد أننا لم نكن نعنيها".
ثم حرها من قبضته , وأكملا مسيرتهما الى الأكروبوليس في صمت.... وشعرت دومني بالرغبة في البكاء .... جواري الحريم! أنزلقت الكلمات من فمها لتفسد عليه بهجته بشراء هدية صغيرة لها.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-03-10, 07:23 PM   #22

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

ووقفت دومني وهي تشعر بضآلتها وسط الأعمدة الشامخة تنظر أعلى فأعلى وتستشعر تناسق هذه الأعمدة وعظمتها وهي أشبه بالأصابع تشير نحو السماء.
أخذها بول الى دهليز العذارى حيث صوّب السياح ألات التصوير وأخذوا يلمسون التماثيل التي بدت وكأنها تتحرك- وأراها شجرة الزيتون القديمة التي ما زالت موجودة , رمزا للأمل.
وتسمرت نظراتها عليه وهو واقف على السلم الكبير وقد أغرقته الشمس بأشعتها الذهبية , ولمحت من جديد على وجهه ذلك التعبير , كما لو كانت ذكرى متوحشةداهمته وهو يتأمل عاصمة اليونان القديمة.
وكان بول يحمل معه آلة تصوير , فألتقط لها عدة صور وهي متكئة على عمود أستر , وقال في أبتسامة ساخرة:
" ستتوقع كارا أن نحمل معنا مجموعة من صور شهر العسل".
" أذن لا بد أن نأخذ صورا معا , لنسعد كارا".
وبمساعدة أحد السياح الأمركيين وقفا جنبا الى جنب ,وبدأ هو يستعد لألتقاط عدة صور لهما , وقال الأميركي وهو يداعبهما بلهجته المرحة:
" أعرف أنكم معشر اليونانيين تتحفظون أمام الآخرين , ولكن وضع ذراعك حول السيدة سيبدو لطيفا".
ورمق بول دومني بنظرة متهكمة ثم أحاط خصرها الدقيق بذراعه , وجذبها الى جانبه , وكانت أبتسامتها أمام آلة التصوير متوترة كجسمها , وشعرت بأصابعه تغو في خصرها وتؤلمها , ثم أنتهى التصوير , وتركها متجا الى السائح الأميركي الذي قال له:
" ستظهر صو زوجتك رائعة , تماما مثل واحدة من بنات الأغريق".
وأبتسم بول للسائح شاكرا وه يسترد آلة التصوير , فرد الأميركي العفو باليونانية وهو مغتبط بنفسه لأنه تمكن من معرفة هذا القدر من النونانية .
ثم ألقى بول نظرة الى ساعة معصمه وقال لزوجته:
" لا بد أنك جائعة , هل نأكل في أحد المطاعم هنا؟ أم تفضلين أن نعود الى الفندق؟".
وجزعت من فكرة العودة الى الفندق, ليس بعد ! المطعم قد يكون صاخبا, مكتظا بالغرباء الذين تستطيع أن تنسى بينهم نفسها ساعة أخرى على الأقل , وقالت بسرعة:
" أحب أن آكل هنا في أحد المطاعم طعاما يونانيا".
وهبطا السلم المغطى بالحشائش , وتنبهت الى أن الناس ينظرون اليهما , ينظرون الى اليوناني الطويل الوسيم , وعروسه الأنكليزية , تماما كما حدث في كورنوال ذلك اليوم حين ذهبا الى لوو لأسترجاع الشيكات , ولكن في ذلك اليوم شعرت دومني بفوران جميل يسري في شرايينها , أما الآن , فالفوران ما زال موجودا لكنه لم يعد جميلا.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-03-10, 05:33 PM   #23

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

5- نافذة القلب

كانا في طريقهما الى مطعم تقدم فيه اللحوم المشوية الى جانب السمك , عندما نادى أحدهم بول ,ووجدا نفسيهما محاطين بعدد من الأشخاص المرحبين : زميلان من زملاء بول , بصحبة زوجتيهما , وكانتا سيدتين باهرتي الأناقة , ترتديان الملابس الحريرية , وتضعان على رأسيما قبعتين بورود , وتمسكان بأصابع مكسوة بالقفازات , حقيبتين غاليتين , تفحصتا بعيون سوداء ملابس دومني العادية , ولاح أنهما صدمتا لأن زوجة رجل أعمال هام تبدو في ملابس بسيطة أشبه بملابس السائحات.
لكن الزوجين في الجانب الآخر , أبتسما لدومني في سرور واضح, وألحا أن تنضم هي وبول الى جماعتهم لتناول الغداء.
وأشار بول الى المطعم وراء صاحبة مباشرة وسأله بالأنكليزيلأن دومني لم تفهم اليونانية جيدا بعد:
" هل تنوي تناول الغداء هنا يا كوستس؟".
وأجاب كوستس في الحال بأنكليزية ذات لكنة , أن هذا المكان مشهور بتقديم الأطعمة اليونانية , وأنهم سيتناولون فيه غداءهم , وأومأ الى زوجته مؤكدا رغبته ذلك أنها كانت تتمنى الذهاب الى مكان أكثر فخامة , والطعام فيه أجمل منظرا , مع أنه بلا نكهة.
وقالت أنجيليكا ادومني وهما تتبعان الرجال داخل المطعم :
" أيستغرق كوستس وقتا طويلا حتى بات مرموقا , سنوات طويلة أرتديت بصبر الملابس الرخيصة , والآن أذ أصبحت أملك الملابس الرخيصة , والآن أذ أصبحت أملك الملابس الأنيقة التي يسعدني الظهور بها, يأخذني للطعام في مكان شعبي متواضع , تفهمين طبعا , اليوناني يحب أن يكون السيد".
وأبتسمت دومني , فهمت جيدا شيئا واحدا فقط : أن بول يتوقع منها أن تظهر أمام أصحابه العروس المشرقة , وكان من الصعب عليها أن تعترف لنفسها أنها لا تجرؤ على معارضة رغباته , وها هو كبرياؤها بالمقارنة؟
وتتبعته بعينيها , وكان المطعم مكانا يمكن أن يأسر دومني في أي وقت آخر , بصحبة ناس أقل فضولا وصخبا , المقاعد حول المائدة المتواضعة من الخيزران والجدران بيضاء تتدلى منها آلات الموسيقى الفولكلورية الشبيهة بالقرع العسلي , ومن كل الأرجاء أرتفعت أصوات المناقشات باليونانية وسط ضباب الشواء.
وأصطحب بول دومني لتختار لنفسها الحساء والخضروات واللحم , وأختارت السيدتان الأخريان عصافير مشوية , وفزعت دومني لذلك في سرها , ما كانت لتأكل هذه الطيور الصغيرة لو أن بول أمرها بذلك , وهو لم يفعل بطبيعة الحال ,ولمحت أبتسامة على شفتيه عندما طلبت شرائح من اللحم المشوي , ورغبت أيضا ببعض البطاطس المحمرة , وفي الحال طلب بول أن تكون طازجة ,وعندما عادا الى المائد , كان كوستس يطلب شرابا يونانيا أبيض , وقال لول لدومني:
"لن يعجبك هذا الشراب".
وطلب مشروبا آخر مع السمك المدخن الذي قررا هو ودومني أن يتناولاه بدلا من الحساء , وأنهمكت أنجلينا وميرها في الطعام بشهية , وأبتسم كوستس وهو يرفع كأسه لدومني عبر المائدة , وقال كلمة باليونانية فهمتها في الحال , كانت تعني (كوني سعيدة) وأبتسمت لليوناني اللطيف وتمنت لو لم تنطق عيناها بأن السعادة لم تعد أكثر من مجرد كلمة بالنسبة اليها , ذكرى لحريتها في الأستمتاع بحياتها في سلام في مدينتها فردان , بحماية من عمها الطيب.
ثم خفق قلبها بعنف حينما سألتها أنجليكا بصوت مرتفع سمعه كل الجالسين حول المائدة عن عدد الأطفال الذين تتمنى أن ترزق بهم , وحدقت دومني في صحن ملوءا بالزيتون الأسود ذي اللمعة البنفسجية , أطفال من بول!
وأختلست نحوه نظرة جانبية قبل أن تواجه أنجليكا بأبتسامة , وتمتمت بأجابة مبهمة , وتبادلت اليوننيتان أبتسامات المعرفة , أذ أعتقدتا أنها خجول لأنها أنكليزية , وسرعان ما حولا دفة الحديث الى مسرحيات الموسم.
وقالت ميرها موجهة كلامها لدومني:
" يجب أن تقنعي بول بأن يأخذك الى المسرح , وأحذرك لأن المقاعد من حجارة , ولكنني آخذ معي دائما وسادة , في الموسم الفائت شاهدنا مسرحية (أليكترا) وكانت رائعة".
وتنفست دومني الصعداء أذ أستطاعت أن تتفرغ لطعامها وهي تصغي الى وصف ميرها للمسرحية , وبينما كانت تأكل البوظة اللذيذة , لاحظت الأبتسامة التي تعلقت بطرف شفتي بول وهو جالس يستمتع بأحتساء القهوة التركية , وتدخين السيكارة الرفيع , لعبت دورها بما يرضيه , وأرتباكها بشأن الأنجاب , فسر على أنه بسبب الحياء , وبدون شك أنه سر أيضا لتجاهلها نظرات الأعجاب بشعرها الذهبي ولون بشرتها الأبيض , من الرجال الجالسين على مؤائد قريبة.
وعندما أنصرف بول ودومني للعودة الى فندقهما , كانا يحملان معهما دعوة الى بيت ميرها يوم الجمعة , وأخرى الى بيت أنجليكا يوم السبت.
وقال لها بول وهو في المصعد المتجه الى جناحهما في فندق هيلينيك:
" أح***! وقال لي كوستس أنه لم ير أبدا من قبل عينين كعينيك في مثل زرقة بحر اليونان".
ورفعت دومني هاتين العينين الزرقاوين الى وجه زوجها الأسمر , وردت بأدب أنها هي أيضا أحبت أصدقاءه.
وفجأة أمسك بها من كتفيها , فجعلها تحس بدفء يديه وعنفهما من خلال قماش البلوزة ,وقال :
" لا تتحفظي معي , نادني بالقرصان اليوناني , أصفعي وجهي , ولكن لا تكوني دائما مؤدبة".
قالت بجفاء:
" سأتعلم , أمهلني يا بول , أمنحني وقال".
قال معقبا:
" الوقت طريقة للهرب ".
ووصلا الى باب جناحهما , ودفع المفتاح في القفل بشيء من العنف , وخفق قلبها , أذ أدركت في تلك اللحظة أنه لن يظل بعيدا عنها مدة طويلة , كانت له رغبات الرجل القوي العاطفي , وقد تعلمت أنه يمكن أن يكون بلا رحمة.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-03-10, 05:54 PM   #24

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وفي اليوم التالي بدا جناحهما أشبه بمحل أزهار عندما أنتشر خبر وجود بول ستيفانوس في أثينا , وأنه جاء بعروس أنكليزية , فأستمر وصول سلال الأزهار , وعلب الفواكه والحلوى , وأيضا هدايا العرس للسيدة ستيفانوس الشابة , ولم تكن دومني سوى أنسانة , لذلك لم تستطع أن تقاوم حب الأزهار , وتذوق الحلوى والفستق والعنب الذهبي ولكنها دهشت للهدايا الأخرى من زجاجات الشراب , والملاعق الصغيرة الفضية , والأطباق المزخرفة , وشرح لها بول تقاليد اليونانيين في الترحيب بضيوفهم بتقديم الحلوى أو المنعشات في هذه الأواني.
وأبتسمت دومني وأستدارت في الحال لتدفن وجهها في باقة من زهور البنفسج وقالت:
" أحب البنفسج".
وصمت بول , وأتجه ناحية باب الشرفة ليشعل سيكارا , وأختلست نظرة نحو كتفيه العريضين , ورأسه الداكن , وأنبأها شعور خفي بأن أزهار البنفسج مهداة منه , وأحست بضرورة شكره ., لكن الكلمات لم تسعفها , كيف عرف أنها أزهارها المفضلة؟ وهي لم تتحدث معه أبدا عن مثل هذه الأشياء , وهو لم يرها أبدا في غابات فردان منحنية فوق حوض البنفسج في الربيع لعنه من يدري...
وفي الليلة السابقة لرحيلهما الى أنديلوس حضرا حفلة راقصة في يخت في ميناء أثينا , كان المركب الكبير مزينا بالأنوار الملونة , وكانت حلبة الرقص على السطح , تحت النجوم وفرقة موسيقية صغيرة تعزف الألحان.
أرتدت دومني ذلك المساء ثوبا من الشيفون اليوناني ذي الزرقة الباهتة المبطن بالحرير , وعقصت شعرها الى أعلى وعلقت بالشينيون العسلي الناعم أزهار البنفسج الرقيقة , وقبل أن تخرج مع بول الى الحفلة , لف حول ذراعها أسوارة فضية ذات مشبك من حجر ثمين نادر لونه بنفسجي , وتحسست الأسوارة بأصابعها , كانت أشبه بقيد العبودية.
أما بول فقال:
" أزددت جمالا في اليونان , شمسنا أدفأت بشرتك وجعلتها بلون العسل , أخبريني ألا أستحق قبلة على هديتي؟".
ورفعت وجهها أشبه بفتاة صغيرة مطيعة , وضحك هو بنعومة وقال مازحا:
" أنك تخافين اليوناني عندما يقدم الهدايا أليس كذلك؟ ترى ما الذي أخفيه؟".
ونظرت في عينيه النحاسيتين , فالعينان كما يقال نافذة القلب , وكان كل ما رأته أبتسامة غامضة , وأنعكاس صورتها في مقلتيه , كانت له عينان نفاذتان , ومثل كل شيء آخر فيه , كانتا جميلتين ومتوحشتين ,ولو لم يكن الزوج الذي كانت تخافه , لكان حتما أن تعجب به في سترة السهرة البيضاء التي أرتداها فوق قميص حريري أبيض مع رباط عنق داكن , هكذا فكرت دومني , وهما يخرجان معا من جناحهما كأي زوجين سعيدين في طريقهما الى سرحة مرحة.
وكانت دومني تحب الرقص , تعلمته في المدرسة الداخلية وكانت تخرج بصحبة باري للرقص مرات عدة , طرأ باري على بالها حينما شعرت بضغط يد بول وهما يرقصان في صمت على ظهر اليخت الساحر , كانت تتبادل مع باري طوال الوقت الهمسات والضحكات , وهما يرقصان في نادي الشاطيء , حيث كانا يلتقيان عندما كانت تتسلل من المدرسة بعد الظلام بمساعدة زميلة لها وكان ذلك سرهما الساحر (الرومنطيقي) منذ البداية.
" أنك تجيدين الرقص لم تكن لدي فكرة أنكم تقيمون حفلات كثيرة في فردان".
" لم تكن لدينا الأموال الكافية لذلك, تعلمت الرقص في المدرسة الداخلية".
" ولكنك تبدين معتادة على مراقصة رجل أكثر من مراقصة فتاة , وقد لاحظت ذلك من قبل".
وكانت في لهجته رنة فضول , وخفق قلبها خفقة لا يستطيع غيره أ ن يحركها , كأنه تيار كهربائي يسري من كيانه الى كيانها , وقالت:
" نسيت أن لي أبن عم , فعندما كان دوغلاس يعود الى البيت , كنا كثيرا ما نرقص في الصالة على أنغام الغرامفون القديم".
" آه .... دوغلاس... أعتقد أنك كنت تهتمين كثيرا بهذا الشاب".
وسكتت الموسيقى , ووضع أحدهم في يدها كأسا من الشراب اليوناني , وخلال الساعات التالية رقصت دومني مع رجال آخرين , بينما أختفى بول , وقال لها أميركي شاب:
" بعض اليونانيين يلعبون الورق في أحدى احجرات في الداخل , أنهم يحبون لعب الورق".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-03-10, 07:34 PM   #25

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

كان ذهنها شاردا وهي تفكر في أبن عمها , وتتابعت أفكارها : هل حقا يعتقد بول أنها تزوجته لأهتمامها بدوغلاس بأكثر من مجرد علاقة القارابة؟ يا للغرابة ,ويا للحذاقة المخيفة من جلنبه لظنه أنها لا بد أن تكون رقصت كثيؤا مع رجل كانت تعتم به!
كانت تهتم به! هل يعني ذلك أن حب باري لم يترك قلبها أبدا؟ يا له من حب يائس وهي التي لم تكن لديها أية فكرة عن مكانه , لكنها تعرف أنهما لو ألتقيا من جديد , فلا بد وأن يكونا كغريبين لأنها لم تعد دومني دان.
وضاقت دومني بالرقص ولمحت سلما ضيقا , سلكته لتجد نفسها فوق سطح آخر لليخت , وقفت وحيدة أمام السور , وداعبت نسمة شعرها ووجنتيها , وأنعكس ضوء القمر فوق سطح البحر , وألقى ظلاله على ساريات المراكب الأخرى الراسية , وقلوعها وأحست أن في صوت هدير المياه حزنا له صدى في أعماقها , ورفعت عينيها نحو النجوم , وتساءلت عن مستقبلها مع بول وأرتجفت عندما لمحت نيزكا يفر من الفضاء .... بينما أرتفع في هذه اللحظة صوت عميق يقول:
" تبدين بعيدة مثل هذه النجوم يا دومني".
أقبل بول في خطواته الصامتة ,ووقف وراءها ولم تلتفت دومني وأحست بأنفاسه تداعب شعرها , بينما أستقرت يداه في قوة ودفء على كتفيها , وظلت في مكانها بلا حراك قلبها فقط ينبض وشفتها السفلى تهتز في عصبية.
وهمس بول:
" أنك تحبين الأستمتاع بالوحدة بين الحين والآخر , أليس كذلك؟".
وأومأت برأسها , فعاد يقول بصوت هادىء:
" ستحبين الجزيرة يا دومني , أنها مكان لمن يعشقون الحرية والطبيعة البكر , أصغي الى البحر , أنه يرنم بأغنية عذبة".
سألته:
" هل تسمع البحر من بيتك؟".
" من بيتنا يا دومني".
ورفع يديه عنها , وأستند على سور السطح وعندما نظرت اليه كانت عيناه تبرقان وتتحركان كعيني قطة في الليل , وكان شعره مجعدا , كان يشرب ويلعب الورق , وأحست بتقلص عصبي في حلقها لما لمحته فيه من الأستهتار , وقال بسخرية:
" لماذا تخافين مني يا صغيرتي الى هذا الحد؟".
أجابته:
" أليس من الطبيعي أن نخاف ما لا نفهم؟".
وأفتر ثغره عن أبتسامة وهو يقول:
" صحيح أننا معشر اليونانيين لا يسهل فهمنا أبدا , أغلب ما نحس به غامض , لكنه في أي حال أما النار في البركان أو الجليد تحت البحر , ولكن الشيء نفسه يمكن أن يقال عن الأنكليز , أنت يا دومني وأنت واقفة هنا هل تعتقدين أنني لا أجدك لغزا؟ دومني الفتاة ذات الأسم النادر الجميل الذي يناسب شخصيتها , دومني..... التي ستحصل على أنتقامها عندما أبرهن أنني شيطان أذ أآخذ ما لن تعطيني أياه!".
ورفع رأسه الى الوراء ,وضحك في وجه القمر , وهمت بأن تبتعد عنه , ولكنه بسرعة ودهاء مثل النمر , قيد معصميها بيد واحدة , ورفع وجهها باليد الأخرى , وقال وعيناه تشعان بريقا ذهبيان.
" يا عاصفتي الصغيرة , أجل, سأحصل على ما أريد".
وهرولت بعيدا عنه , وهبطت السلم لتعود وسط الساهرين.
جلسا في العربة التي أقلتهما الى الفندق متباعدين , لم تنظر اليه في المصعد ,وهي واقفة ببرود في ثوبها اليوناني , وقد تجمدت عيناها كحجر الفيروز في يدها اليسرى , تبادلا في غرفة الأستقبال تحية المساء , ثم دخلت دومني غرفتها , وأغلقت الباب بصوت مسموع , وهمت بأن تغلقه بالمفتاح , لكنها تراجعت , فأغلاق الباب سيكون أعلانا صريحا عن الخوف الذي في قلبها , وهي لا تريد أن تمنح بول هذه السعادة.
كان ذهن دومني مشغولا , فأستسلمت لنوم قلق مليء بالأحلام المضطربة غير أنها لم تستطع أن تتبين ما دارت حوله أحلامها , ونهضت فجأة لتجد وجهها غارقا في الدموع , وجلست في سريرها تتحسس الدموع , حينئذ لمحت من خلال نوافذ غرفة نومها ألسنة لهب أحمر ترتفع وتسارعت خفقات قلبها ,ورفعت الأغطية عنها , وهرولت لترى مصدر هذا اللهب.
وفتحت باب الشرفة , ووقفت في الخارج بقميص نومها , تحدق في أتجاه مصدر اللهب , كانت منبعثة من الميناء ,وسمعت أصوات عربات الأطفاء , لكنها لم تنتبه ال صوت بابها وهو يفتح ليأتي بول ويلحق بها الى الشرفة.
وسألته في قلق:
" هل يمكن أن تكون النار مشتعلة في يخت ( الساحرة الفضية)؟ يا للخسارة أذا كانت هي , أنه مركب جميل! أرجو أن يكون أصحابك قد خرجوا بأمان".
وأقترب من سور الشرفة , وأطال النظر ناحية الميناء , كما لو كان يقدر مكان وجود يخت أصحبه بالضبط ,وصاح:
" كلا , أنها ليست ( الساحرة الفضية) فهي راسية في مكان أبعد , اللهب شديد جدا و فالأغلب أن تكون سفينة شحن".
كانت ألسنة اللهب تلقي ظلالها الحمراء عليهما , وبدا وهو مقبل على دومني في بيجامته السوداء الحريرية , بقامته الطويلة أشبه بالشيطان وتمتم شيئا باليونانية , حينما كانت هي تتراجع في أتجاه غرفتها و وألقت صرخة صغيرة عندما تبعها , وأغلق باب الشرفة وقالت وهي كارهة لرجفة صوتها:
" أنا... أنا سعيدة لأن النار ليست في ( الساحرة الفضية)".
ولم يرد , وأرغمت نفسها على أن تنظر اليه ,واقفا يتأملها في قميص نومها , فجعلتها نظراته تحس كما لو كانت عارية ,وقال:
" أتهمتني ذات مرة أنني أشتريتك يا دومني , هل تعتقدين ذلك حقا؟".
" هل تعتقد يا بول أن هذا هو الوقت لتجمع الفوائد عن تمزيقك تلك الشيكات؟".
فألتقط أنفاسه , ثم تحرك خطوة مقتربا وأطلق ضحكة متوحة وقال:
" نعم يا عزيزتي, الوقت حان لأن تكفي عن لعب دور الزهرة المنكمشة , ضقت ذرعا بذلك ,خاصة وأنا أعلم أن لجمالك البارد وكبريائك وجها آخر".
صاحت برغم الذعر المستبد بها:
" تريد أن تذل كبريائي , أليس صحيحا يا بول؟".
وتسمرت في مكانها , وبحركة سعيدة خاطفة ماكرة , أخذها بين ذراعيه وقاومت بعنف لتتخلص منه وأنطلقت تردد:
" دعني يا بول".
ووصلت أصابعها الى مكان الندبة والى شعره المجعد.... وعادت تقول:
"أنا , أنا سأكرهك".
قال ونظرة تملك في عينيه:
" ألم تكرهيني منذ البداية يا عاصفتي الصغيرة؟".
وحملها بين ذراعيه وأغلق الباب خلفهما , كانت كتفاه العريضتان أشبه بجناحين يحتويانها وهو يضعها فوق السرير.
وأستيقظت دومني قبيل الفجر وبحرص شديد أنسحبت وفزعت عندما تمتم شيئا في نزمه , وأهتز قليلا , لكنه عاد فأستغرق في النوم , وأبتعدت دومني كما لو كانت تهرب من نمر.
وعندما وصلت الى غرفتها وضعت أزارها فوق كتفيها , وجلست بجانب النافذة ,تراقب أصابع الفجر الوردية , كان المنظر رائعا لكنها شاهدته بحسرة.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-03-10, 12:54 AM   #26

سمسمه60

? العضوٌ??? » 95990
?  التسِجيلٌ » Jul 2009
? مشَارَ?اتْي » 55
?  نُقآطِيْ » سمسمه60 is on a distinguished road
افتراضي

يارب تخلصيها بسرعه لانها روعه يسلموا علي العمل الرائع

سمسمه60 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-03-10, 01:49 PM   #27

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

6- البيت وقمة الصخرة

لم تنس دومني أبدا لحظة وقع بصرها على أنديلوس, التي كانا في طريقهما اليها في مركب بول , مع بحار شاب من سكان الجزيرة يمسك بدفة القيادة , وآخر يقوم على خدمتهما .
ظهرت الجزيرة فجأة وسط البحر الأيوني الأزرق , واضحة تماما وسط أضواء بلاد اليونان الصاخبة , وأمسكت دومني السور بيديها حيث وقفت , كانت أنديلوس محتلة في الماضي من الأيطاليون والرومان.
وكان اليونانيان يتحركان بسرعة لتنفيذ أوامر بول , ولا شك أن كل سكان الجزيرة يحترمونه , بل ويحبونه لأنه بنى لهم مستشفى , ومدرسة لأبنلئهم فيها حمام سباحة وملعب ومكتبة , ولم يكن بول هو الذي أخبرها بذلك لكن أنجليكا وميرها كانتا مصدر هذه المعلومات.
ووقف بول بجانبها متكئا على السور , قميصه الأبيض مفتوح , ونظارة الشمس تخفي عينيه ,وشعره الأسود أزدادت تجعداته بتأثير هواء البحر , لكن دومني كانت تشعر بهزة في أعصابها فما تزال تحت تأثير ما حدث منذ ثلاث ليال , فأثناء تلك الأيام في البحر , أحتاجت لكل شجاعتها لتتعامل معه بصورة طبيعية.
وقال بول:
"أننا نقترب من الجزيرة , هل أنت مشتاقة لرؤية بيتك الجديد؟".
كان يعرف جيدا ما في قلبها , أنه الشوق للحرية شوق طيور البحر وهي تنطلق مع الرياح.
وأجابت:
" أتخيل بيتك فوق قمة( صخرة النسر) بيتا ذا شأن , هل عاشت فيه أسرتك منذ سنين عديدة؟".
ونفث بول دخان سيكاره وقال:
" بناه جدي , هو وأخوه لوكاس مؤسسا شركة خطوط ستيفانوس للملاحة , وأثناء حركة التمرد تعرض العمل لهزات خطيرة , شأن كل شيء في اليونان , لكننا بمرور الوقت تغلبنا على العقبات , وسارت الأمور على ما يرام".
وظل صامتا دقيقة أو أكثر , وبطرف عينيها لمحته يتطلع نحو الجزيرة المقتربة عابسا , ثم أستطرد:
" البيت الذي سآخذك اليه ,ليست له جذور عميقة في الماضي مثل فردان ,ولكن يمكنك أن تقولي عنه أنه الرمز الشامخ للأنتصار على الطبيعة الوعرة , أن أراض اليونان غالبا ما تكون قاحلة , والحياة صعبة بالنسبة للكثيرين من أبناء وطني".
قالت لمجرد الثرثرة:
" ولكن عشيرة ستيفانوس حققت النصر".
وأحست بنظرته الفولاذية وهو يقول:
" حققناه بالعمل الجاد , لم يحدث أن تورط أحدنا في السرقة".
وبنغمة ذات مغزى قالت وهي تشعر بشيء من الزهو لقدرتها على أن تلقي سهامها مثله:
" لا أحد أبدا يا بول؟".
وتأملت أمواج المحيط المتلاطمة بلا نهاية , تحت أشعة الشمس الذهبية كأنها الألم والفرح ترتفع ثم تهوي لتبدأ من جديد.
ومس زوجها بجانبها:
" البحر يحوي كل شيء , الحياة نفسها , تجمع الصخب والحيوية والسلام".
قالت معقبة:
" البحر قاس , أنه يأخذ مثلما يعطي".
وألقى ببقايا السيكار في البحر وقال :
" القسوة موجودة في كل شيء , حتى في الفرح , وعلينا أن نتقبل ذلك".
وعاد يقول:
" أعرف أنه من العسير عليك يا أسيرتي الحالمة أن تواجهي حقيقة أن الساعات التي أمضيتها معي تلك الليلة لم تكن بغيضة تماما".
حاولت التخلص منه وهي تقول:
" دعنا لا نتكلم في هذا الأمر".
لكنه تمسك بأسرها وقال وهو يهزها:
" أنا ألح في سماع ردك".
ورفعت رأسها وواجهته بعينين تشعان بريقا أزرق وقالت:
" هذه الساعات , كانت كما أردتها أنت , أجل يا بول, ولكن قلبي ملكي".
قال وعيناه في عينيها:
" لعلك تعتقدين أن زواجنا علاقة مستبدة , حسنا , دعيني أخبرك يا دومني أنك أذا عشت مع رجل تحبينه , فستكتشفين أن هناك وقتا للصراع , ووقتا للتقارب ووقتا للتباعد , الحب والكراهية ليسا غريبين أحدهما عن الآخر , أن البسالة وكبح الجماح لا وجود لهما ألا في الكتب الخيالية".
قالت:
"أنا أتوقع البسالة يا بول , أنه خيال المراهقة بعينيها , لقد لقيت منك كل ما توقعت ندما أقسمت على طاعتك".
قال بلهجة تحذير:
" وتذكري أن الشرف كان ضمن ما أقسمت عليه".
قالت والرياح تداعب خصلات شعرها , وقد أمتلأت عيناها بزرقة سماء اليونان ومحيطها:
" من المؤسف أنك أنت لم تتذكر ذلك يا بول".
وأهتز ركن فم بول بعصبية وهو يحدق فيها , وتحركت عيناه فوق بلوزتها المطرزة المستورد من جزيرة كريت والتي كانت الرياح تداعبها وكان شعرها المتطاير يحيط بوجهها , ويضفي على وجنتيها ضياء ورديا .
وقال بول بتهكم:
" أهل أنديلوس سيظنون أنني أسعد رجل على الأرض".
قالت بسرعة:
" أتمنى لو كنت أمرأة عادية".
وأطلق ضحكة عميقة وقال:
" تتمنين ذلك حقا؟ سواء عادية أو جميلة كنت ستظلين دومني".
وكانت تسمعه , ولكن أهتمامها كله كان مركزا على الحركة التي لاحظتها بجانب المركب , وقالت مشيرة نحو حركة المياه:
" هل يوجد سمك القرش في مياه اليونان؟".
وأنحنى ليتابع الحركات التي كانت تموج ثم تدور وتقفز وذراعه ملتف حول خصرها:
" أنه درفيل".
للمرة الأولى ترى درفيلا , أبهجها ذلك , وأستدارت وأبتسمت لبول في أشراق.
قال بول:
" أسماك الدرفيل تأتي الى ساحلنا وستنعمين بمتعة مراقبتها أثناء أقامتك في البيت القائم على ربوة النسر".
وضحكت لمنظر تحركات الدرفيل في البحر , ثم سألت:
" ألن نقيم بأستمرار هناك؟".
" ليس دائما".
" أعتقد أن الأعمال تحتم عليك السفر".
" أجل , سأقوم برحلة بعد شهور قليلة".
وكان أهتمامها كله موجها الى الدرفيل لكن شيئا ما في لهجته جعلها تنظر اليه , ولم يكن من المستطاع قراءة عينيه , لأنهما كانتا خلف نظارة الشمس لكنها تساءلت أذا كان يعتبرها مجرد نزوة, وفي الوقت المناسب سيتركها تذهب وأحست بشيء ما يغوص في قلبها , هل هي ملكه فقط طالما أن ذلك يروق له , تماما كما كان يمسك بها في تلك اللحظة بذراع قوية وأصابع صلبة تقيد معصمها , وأجتاز مركبهما ميناء أنديلوس , لأنهما كانا متجهين الى المرفأ الخاص داخل ممتلكات بول لكن دومني أستطاعت أن ترى في الميناء مراكب الصيد الملونة والمنازل البيضاء ووصل الى مسامعها صوت صياد يغني , وظل صوته يلاحقهما حتى أبتعدا.... وفي أهتمام سألت:
" ماذا تعني كلمات هذه الأغنية؟".
ورد بول ورنة سرور في صوته:
" أنه يغني لحبيبته التي يتمنى أن يتزوجها عندما تستقر أخواته .... ليست أغنية عاطفية على النحو الذي توقعته , أليس كذلك؟ ولكن هذا هو التقليد في اليونان , أذا كان الأبن هو العائل الأساسي للأسرة فيب أن يساعدها حتى تتزوج أخواته".
وهمست دومني :
" كم هو صعب على الشاب المسكين , لا غرابة أن صوته يبدو حزينا".
قال بول بجفاء:
" آه , لكن فتاته تحبه, وهو يعرف أنها ستنتظره , وأن قلبها سيختزن الحب".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-03-10, 08:36 PM   #28

cartonat

? العضوٌ??? » 1865
?  التسِجيلٌ » Feb 2008
? مشَارَ?اتْي » 737
?  نُقآطِيْ » cartonat is on a distinguished road
افتراضي

تسلميلي و بانتظار التكملة


cartonat غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-03-10, 09:25 PM   #29

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وأهتزت دومني لجمال الكلمات , لكن هل يريد دائما الأنتظار حلاوة الحب ؟ أن هذه الفكرة تعبر بكل تأكيد عن العاطفية , ومع ذلك زعم بول أنه لا يؤمن في الحب!
وكان المرفأ محاطا بصخور قاتمة , والمياه الزرقاء تنساب اليه في رقة وتكسر عند القناة الضيقة , وفكرت دومني في الجو العاصف , وكيف أنه لا بد أن تبدو المياه وكأنها تغلي بين الصخور في هذا الممر الضيق فتصعب الملاحة.
ومن الشاطىء , رأت أبراج الصخور ترتفع نحو السماء والطيور تبني أعشاشها فيها وتطير بينها وأعشاب البحر المزهوة تكسوها.
ورسو بجانب صخرة كبيرة , ولاحظت دومني أن الشاطىء يتكون من مجموعة صخور , تفصلها المياه , والحشائش تتلوى فوق الرمال الشاحبة كالثعابين , وتعلو بجانبها بعض الشجيرات الصغيرة التي تحميها من الشمس المحرقة.
ووقفت دومني تتلفت حولها , وتتساءل عن كيفية الوصول الى البيت من الشاطىء ولم تلبث أن أكتشفت الطريقة , فقد أقبل أحدهم يحمل بطارية كهربائية كبيرة , ناولها لبول وهو يبتسم , وتكلم معه بول باليونانية , مشيرا الى المركب, ومعطيا أوامره بالنسبة للحقائب , ثم قاد دومني عبر فتحة كهف واسع.
وقال لدومني:
" منذ زمن بعيد كان هنا مخبأ للمهربين , أنه يوصل مباشرة الى البيت , وهو آمن تماما , أن حركة المد والجزر بطيئة هنا , ولا تشتد ألا عندما يكون الطقس سيئا , ومن الحكمة حينئذ الأبتعاد عن الشاطىء".
وضحكت دومني قائلة:
" يا لها من طريقة مبتكرة لوصول عروس الى بيتها , لكنها تناسب شخصية القرصان فيك".
وتردد صدى كلامها في الكهف , ونظرت دومني اليه وهما يعبران الممر الصخري , رجل غريب, متقلب , يضحك مثل صبي صغير.
وقال:
" الأرض ترتفع و هل تحسين بها؟ سنصل حالا الى باب يفتح على السلم الذي يقود الى الحديقة , هذا الممر السري يعجبك أليس كذلك؟".
وورافقته بأبتسامة قائلة:
" أجل , تعرف أنني خيالية".
قال بأعتداد وبلهجته الخاصة:
" هذا شأن الأنكليز".
وبعد دقائق أضاءت البطارية بابا خشبيا , يفتح على سلم حجري , وقال بول محذرا:
" من فضلك, كون حذرة, السلالم متآكلة بفعل السنين , والآن أحترسي".
وأمسك بها عندما أوشكت أن تفقد توازنها ,ولمدة لحظة , في الضوء الخافت , ألتصقت به وأحتبست أنفاسها وأعتقدت أنه سيعانقها , لكنه أخلى سبيلها , وتابعت صعود السلم , محاولة ألا تبدو متعجلة , وتبعها في صمت حتى وصلا الى الخارج , حيث يوجد ممر يخترق حديقة تعلوها شرفات فسيحة ,وكانت أشجار السرو تملأ المكان بألوانها الخضراء والذهبية ,وأشجار الفلفل مليئة بالعصافير المغردة , وقال بول وهو ينحني ليجمع باقة من الياسمين ذي الرائحة العطرة ويضعها في شعر دومني:
" في الجانب الآخر من البيت غابة صنوبر".
وتدلى الياسمين من شعر دومني وأحاط بوجهها , وملأ برائحته أنفها , لكن ما معنى أن يتوجها بورود الحب في تلك الحديقة التي بدت معلقة فوق البحر , كأنه يريد أن يقول لها بدون كلمات , أنها في تلك الليلة ستكون لأول مرة وحدها معه في بيته.
كان البيت فوق قمة الصخرة , معزولا عن العالم , وكان يبدو غامضا في عيني الفتاة التي جاءت اليه عروسا , كانت جدرانه ذهبية , مع وجود سلالم تقود الى شرفة واسعة رصت حولها المقاعد والأرائك والموائد ,وعدد هائل من الأواني تنبت فيها أنواع مختلفة من النباتات , ومن فوق السور لم تر دومني سوى هوة سحيقة عميقة يليها البحر والصخور , وتراجعت لاهثة بعض الشيء , ثم أستدارت لتواجه بول وهو يقول وقد مد يده السمراء اليها:
" تعالي.... دعيني أريك البيت".
وذهبت معه , وما زالت متوترة من منظر الهوة , ودخلت البيت ويدها في يده من خلال باب زجاج , وقال وهو يشير في أتجاه الغرفة الكبيرة بمقاعدها الوثيرة , ومراياها الأثرية القديمة قال:
" هذه هي غرفة الأستقبال".
ثم أستدار ناحية المدفأة الحجرية وسألها:
" هل أعجبتك؟ الليل هنا بارد والأنكليز يحبون النار في المدفأة أليس كذلك؟".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-03-10, 09:26 PM   #30

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

ورمته بنظرة طويلة , فجأة بدا لها أكثر غرابة من أي وقت مضى وأومأت برأسها بسرعة ردا على سؤاله , ثم أدارت بصرها بعيدا عنه , الى الجانب الآخر , حيث رأت سلما خشبيا نصف دائري يقود الى منصة يرتكز فوقها بيانو , كان سواده لامعا , وكان يبدو رائعا , ورقت نظرات دومني ,كان البيانو من وسائلها الترفيهية المفضلة , ورغم أنها لم تدرس العزف,ألا أنها كانت ذات أذن موسيقية , وكان عمها يحب أن تعزف له على البيانو القديم في فردان.
وهمس بول:
" هل أعجبك يا دومني؟".
وأومأت بالأيجاب , ورغبت في الجلوس أمامه , وأن ترفع عنه الغطاء اللمع الذي يحجب عالما كانت تستطيع دائما أن تنسى فيه نفسها .
وقال بول:
" أنه لك".
وأستدارت تنظر اليه بعينين مرتابتين وهي تقول:
" لي أنا؟".
أبتسم قائلا:
" جيء به من أثينا منذ ثلاثة أسابيع , أما هذه المنصة فكانت لأستعمال جدي الخاص , حيث كان يوجد مكتبه المهيب , وفي الواقع فأن هذه الغرفة كانت مكتبا , وهذه القطع من الأثاث جمعتها من أركان غريبة في البيت وأمرت بتنظيفها ونظفت حتى أستعادت لمعانها , وهذه الأبسطة من جلود الدببة كانت في غرفة المختلفات أيام زوجة أبي.... آه ... ولكنك لا تهتمين بهذا كله!".
ولمست معصمه بحياء , حيث الشعر الذي يحيط بالساعة , وقالت:
" بالعكس يا بول , هذه الغرفة رائعة , ولكن أخبرن , ما هذه الكلمات المحفورة على حجر المدفأة؟".
وسار نحو المدفأة ,وتبعته ,ولاحظته وهو يمر على الحروف اليونانية بأصبعه قائلا بصوت خافت خال من التعبير :
" هذه الكلمات تقول: تحدوا قوى الظلام مثل أبوللو".
همست وهي تفكر في عجز بول عن مواجهة الضوء القوي , أو أشعة شمس اليونان التي يحبها:
" أبوللو كان رمز الضوء".
وتذكرت أنهما أستمتعا مرات عديدة بحمامات الشمس على شاطىء يبعد عدة أميال عن أثينا ,حيث يدفن وجهه في الرمال , ويترك بقية جسده للشمس التي توجه الطعنات لعينيه ما لم يحمها خلف النظاراتين , وأحست دومني أن لذلك علاقة بالضوء الذي تعرض له , والذي نتجت عنه تلك الندبة المخيفة فوق عينه اليمنى , وسألته:
" متى سأرى أختك غير الشقيقة؟".
وكانت قد فمت من أحاديثه أنه يحب هذه الأخت كثيرا , لكنه لم يكن على وفاق مع أمها , وكانت أمه قد ماتت وهو ف الرابعة من عمره , وأخوه ما زال طفلا , وتزوج والده بعد ذلك بسنوات , وكانت كارا ثمرة هذا الزواج غير السعيد , وقد مات والد بول فجأة أثر أزمة قلبية , بينما كان يقود يخته في البحر الأبوني , وكانت زوجته معه فغرقت عندما فقد اليخت توازنه وهو تحت قيادة رجل فارق الحياة.
وكانت كارا تعيش مع عمة بول , لأن مسؤوليات العمل كانت تبعده كثيرا عن أنديلوس , وخططت دومني أن تستضيف الفتاة خلال عطلات نهاية الأسبوع , لقد أحست غريزيا بأنهما ستكونان صديقتين.
وقال بول:
" سنذهب غدا لنرى كارا والعمة صوفيولا , والآن لنكمل جولتنا في بيتك الجديد يا سيدة ستيفانوس".
بيتها الجديد! كان مليئا بالممرات والأبواب غير المتوقعة , والأثاث الداكن , والأبسطة اليونانية المصنوعة يدويا ,وأخيرا الغرفة التي ستنام فيها , الغرفة المجاورة مباشرة كانت غرفة بول, وقد أستقرت حقائب كل منهما في حجرته , وذهب هو ليأخذ حقييبته الصغيرة الخاصة وظهر من جديد قائلا أنه سيهبط الى الطابق السفلي ليعمل ساعة أو ساعتين , ووقفت تختبر بأصابعها المشاعل الأيطالية الجميلة الموضوعة على مائدة زينتها , ثم قالت:
" شكرا يا بول على البيانو".
وعكست لها المرآة صورته , كان طويلا فارعا , وكان رأسها بمحاذاة قلبه , وجذبها نحوه وهو يطوق خصرها , وهمس في طيات شعرها الناعم حيث كانت باقة الياسمين ما زالت معلقة وقد أنتشر شذاها :
" الآن يا دومني تبدأ حياتنا معا بالفعل".
وألتقت نظراتهما في المرآة , ودب الأضطراب القديم في أعماق دومني عندما لمحت نظرة الرغبة في عينيه النحاسيتين.
ثم دار في غرفتها وسألها:
" هل أعجبك مخدعك؟".
قالت وهي ترتعش:
" أنه جميل جدا".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:27 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.