آخر 10 مشاركات
أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          والروح اذا جرحت (2) * مميزة ومكتملة * .. سلسلة في الميزان (الكاتـب : um soso - )           »          كوب العدالة (الكاتـب : اسفة - )           »          خلف الظلال - للكاتبة المبدعة*emanaa * نوفيلا زائرة *مكتملة&الروابط* (الكاتـب : Just Faith - )           »          الإغراء الممنوع (171) للكاتبة Jennie Lucas الجزء 1 سلسلة إغراء فالكونيرى..كاملة+روابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          في غُمرة الوَجد و الجوى «ج١ سلسلة صولة في أتون الجوى»بقلم فاتن نبيه (الكاتـب : فاتن نبيه - )           »          قصر لا أنساه - مارغريت مايلز- عبير الجديدة -(عدد ممتاز ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          79 - قسوة وغفران - شريف شوقى (الكاتـب : MooNy87 - )           »          1 - من أجلك - نبيل فاروق (الكاتـب : حنا - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree2Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-05-10, 11:00 PM   #181

هند88

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء و أميرة حزب روايتى للفكر الحر

 
الصورة الرمزية هند88

? العضوٌ??? » 104364
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 13,296
?  نُقآطِيْ » هند88 has a reputation beyond reputeهند88 has a reputation beyond reputeهند88 has a reputation beyond reputeهند88 has a reputation beyond reputeهند88 has a reputation beyond reputeهند88 has a reputation beyond reputeهند88 has a reputation beyond reputeهند88 has a reputation beyond reputeهند88 has a reputation beyond reputeهند88 has a reputation beyond reputeهند88 has a reputation beyond repute
افتراضي


شكراااااااااااااااااااا هبة للوسام اسعدتيني .الله يبارك فيكم يا ايمان ونور الله لا يحرمني منكم .ايمان موفقة بالمشروع غاليتي

هند88 غير متواجد حالياً  
التوقيع

شكرا احبتي في الله
رد مع اقتباس
قديم 17-05-10, 09:19 AM   #182

*my faith*

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية *my faith*

? العضوٌ??? » 170482
?  التسِجيلٌ » Feb 2010
? مشَارَ?اتْي » 8,920
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Yemen
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » *my faith* has a reputation beyond repute*my faith* has a reputation beyond repute*my faith* has a reputation beyond repute*my faith* has a reputation beyond repute*my faith* has a reputation beyond repute*my faith* has a reputation beyond repute*my faith* has a reputation beyond repute*my faith* has a reputation beyond repute*my faith* has a reputation beyond repute*my faith* has a reputation beyond repute*my faith* has a reputation beyond repute
افتراضي

احلى تحيه لاحلى اعضاء ..
في البداية اقدم اعتذاري لاني كنت وعدتكم اني انزل البارت امس بس للاسف انقطع النت عندي ههههههههههههههههه
المهم هذا هو البارت الجديد انا عن جد استمتعت بكتابته .. وهو اكثر بارت مش قادره اتوقع ردود افعالكم فيه .. ههههههههههههه
الله يستر
ههههه
قرائه ممتعه وفي امان الله
-------------------------




(7)
عرض




عندما عادت نور إلى منزلها .. توجهت مباشرة إلى الحمام لتستحم وتجعل المياة الباردة تخفف من سخونة جسدها جراء حرارة الصيف .. وحرارة مشاعرها المتضاربة .. من ثم لجأت لسريرها الناعم هربا من كل مشاكلها .. حاولت أن تطرد كل الأفكار من رأسها .. وأن تنام بذهن خالي من الهموم ..
كانت نور تشعر بإرهاق شديد بعد كل ذلك التوتر الذي عانت منه خلال يومها .. فلم يستعصي النعاس عليها .. وسرعان ما غرقت في نوم عميق يشوبه الكثير من الأحلام الغير مفهومة ..
لقد رأت نفسها وكأنها عروس في حفل من دون عريس .. وكانت بالحلم تبحث عن عريسها بقلق بين ذلك الكم الهائل من المدعويين .. وبين الجموع لمحت سامح يبتسم لها بحب ثم يدير ظهره .. ويختفي .. ظلت تركض ورائه والدموع تغرق عينيها .. كانت تصرخ به :
- أنا هنا يا سامح .. لا تتركيني وحيدة .. لما لا تراني ؟..
إلى أن وقعت على الأرض بيأس .. أحست بيد تطوق خصرها.. وتوقفها على قدميها .. أمعنت النظر في ذلك الشخص لتجد أنه والدها الحبيب .. كم سعدت برؤيته في حلمها واحتضنته بشوق شديد .. ظل والدها يربت عليها بحنان بالغ دون أن يحدثها بشيء .. من ثم أخذها من يدها إلى حجرة منعزلة .. لتجد أن حسام يقف هناك بإنتظارها والحزن يرتسم على ملامحه بوضوح .. تقدمت منه بخوف .. ولا تدري كيف اختفى والدها .. ولكنها كانت مشغوله بذلك السر الذي يخفيه حسام عنها .. أخذ يديها بعطف وكأنه يخشى على أناملها الرقيقة أن تتكسر بين يديه .. ثم قال لها :
- نور .. صغيرتي .. لقد اخفيت عنك هذا طويلا وحان الوقت لكي أخبرك بحقيقة مرضك ..
في تلك اللحظة بالذات .. نسيت نور كل شيء .. نسيت العرس الذي يفتقر للعريس .. المدعوين .. ذلك الحبيب الهارب .. واباها العائد .. كانت لا تسمع إلا وقع نبض قلبها .. أخبرها حسام وهو ينظر بألم إلى عينيها السوداوين الجميلتين .. وكأنه يشفق عليها قسوة هذة الحياة ولكنه نطق أخيرا :
- نور أنت مصابة بـ .......
كانت نور ترى شفتيه تتحركان لكن دون أن تسمع كلمة واحدة .. كان صوت قلبها يتعالى ويطغى على كل صوت سواه .. وكلما تزايد النبض أصبح أقرب إلى لحن ثم إلى أغنية ..
كانت تلك الأغنية صادرة من هاتفها المحمول .. والذي كان سببا بإستيقاظها قبل أن يفصح لها حسام عن حقيقة مرضها بالحلم .. زفرت نور بضيق .. لقد كانت تأمل نسيان كل أحداث أمسها ولكن يبدو أن الأحلام .. لم توافقها الرأي .. أخذت الهاتف بكسل .. وأجابت بصوت ناعس وعينين مغمضتين :
- مرحبا .
- نور .. حبيبتي .. كيف حالك اليوم ؟.
- أنا بخير يا رهف لا تقلقي عليّ .
- هل جد شيء منذ الأمس ؟.
- لا .. ولكني قررت تجاهل الأمر مؤقتا ..
كانت نور تجيبها بخمول .. فقالت لها رهف بهدوء :
- نور هل استيقظتي أم أنك تهلوسين ؟.
ابتسمت نور .. وأجابتها بصوت خامل :
- لا أنا مستيقظة ما بك ؟. هل حدث شيء ما معك ؟.
- نعم .. لقد علمت أن النتائج قد ظهرت في الكلية .. وفكرت بأن أخبرك حتى تذهبي لتريها .
هنا قفزت نور من على السرير .. وهي تصرخ :
- حقا .. لما لم تتصلي بي قبل هذا الوقت ؟.
- اهدئي أنا لم أعلم سوى الآن ..
- حسنا .. أنا سأذهب لأراها وسأطمئنك فور وصولي .
أغلقت الصديقتان هاتفيهما والهواجس تتسلل إلى قلبيهما .. أسرعت نور في تحضير نفسها .. ثم خرجت مسرعة تسابق الدرج .. وهي تخبر والدتها بأن النتائج قد ظهرت .. شيعتها حياة بدعوات صادقة بالتوفيق .. وبأن يطمئن الله قلبها ..
ما هي إلا لحظات حتى كانت نور بين مجاميع الطلبة الذين يحاولون تفقد علامتهم .. سرعان ما اندست بينهم .. وبدأت تنقب عن اسمها واسم رهف .. لقد نجت الاثنتان بتقيمات متفاوته بين الإمتياز والجيد جدا والجيد وحتى المقبول .. ففي كليتها كان الطلبة يخافون الفشل ولا ينشدون الأمتياز إلا نادرا .. فكل هذا يعتمد على أساتذة الكلية وأساليبهم المتعددة ومزاجيتهم في التصحيح ..
كانت نور فرحة كثيرا .. وحين همت بالإتصال برهف وجدت أن هاتفها يرن :
- مرحبا .. يا رهف ألم تستطيعي الإنتظار حتى أتصل بك ؟.
- مؤكد لا .. هيا .. أخبريني ؟.
أجابتها نور بإستهتار :
- بماذا ؟.
صرخت رهف مازحة :
- نور .. لا تجعليني أغضب منك .
ضحكت نور بفرح وهي تجيبها .. لقد كانت سعادتها كبيرة جدا لدرجة أنها للحظة نسيت كل همومها :
- حسنا .. حسنا .. لقد نجح كلانا وبتقديرات جيدة جدا .
أطلقت رهف تنهيدة حارة .. وردت عليها وهي تشاركها فرحتها :
- آه .. حمدا لله .. مبروك يا نور .
- مبروك يا رهف ..
ضحكت الصديقتان مرة أخرى .. من ثم تبادلا كلمات الوداع .. وأغلقت نور هاتفها متوجهة إلى باب الخروج في الكلية ..
في ذلك الحين رأت سامح يقف في أحدى الأركان .. وكأنه ينتظر أحدهم .. ولكنها أدركت أنها هي المعنية عندما تقدمت منه أكثر ورأته يركز عينيه عليها .. كانت نظرته سببا في برودة يديها .. فكرت أن تتجاهله .. ولكنها عزمت على أن تذهب وتطمئن عليه .. وتدع الأمور تمر ببساطة بينهما .. كان وجهه يعلوه أمارات حزن مكتوم .. مما جعل القلق يتسلل إليها فحدثته بحيرة :
- سامح .. هل ظهرت نتائج إمتحاناتك ؟.
- نعم .
- وهل كانت مرضية .
هز رأسه مطمئنا :
- نعم .. لا تقلقي .
ظل يتفحصها مما زاد إرتباكها .. وجعل نبض قلبها يتعالى .. وكأنه يعلن عدم قدرته على مواجهة تلك العينين البنيتين .. سألها هو هذة المرة :
- وكيف كانت نتائجك أنت ؟.
حاولت أن تحدثه ببساطة متجاهلة كل ما تمر به من توتر لأحاسيسها بقربه :
- الحمد لله .. لقد كانت مثلما توقعت تماما .
هز رأسه وهو يحاول إنتزاع إبتسامة من شفتيه .. لقد بدأ حزنه هذا يقلقها .. فعادت تسأله :
- سامح .. هل بك شيء ؟.
- هل يمكنني أن أحدثك قليلا ..
- نعم .. بالطبع .
سارت بجانبه .. ليجلسا في ساحة الكلية .. كانت الكلية شبه فارغة .. فكل الطلبة المتواجدين .. متجمهرين أمام لائحة نتائج الإمتحانات .. ظل هو صامتا فترة من الزمن وكانت تنظر إليه بتوجس .. وهي ترآه يغالب نفسه حتى يبدأ الحديث .. فشرعت هي بالحديث أولا :
- ماذا هناك يا سامح .. لقد بدأت تقلقني ؟.
إبتسم لها مطمئنا ثم أجاب :
- هل يمكنني أن أتحدث معك بصراحة يا نور ؟.
لا تدري لماذا كلمته هذه زادت من توتر أعصابها ولكنها ردت عليه بهدوء :
- تحدث بما تريد .
- هل تحبينه ؟.
نظرت إليه بإستغراب شديد متسائله :
- من ؟!.
- ذلك العريس الذي تقدم لك ؟.
- ومن أخبرك بذلك ؟.
- لقد سمعت حسام يحدث أبي عنه .
- آه .
لم تكن تجد كلاما آخراً تقوله له .. وكانت تحاول منع مشاعرها من الهيجان .. فهي تشعر بجرح عميق في قلبها .. يسهل على أي شخص أن يدميه .. سمعت سامح يسألها بحدة :
- هل ستوافقين عليه ؟.
أخذت نفسا عميقا ثم نظرت له تتصنع الإستخفاف :
- وما الذي يجبرني على الإجابه ؟.
- لقد وافقت على أن نتحدث بصراحة .
ظلت صامته وقد بدأ الحزن يتسلل إلى قلبها .. فتساءل بإلحاح :
- أرجوك .. أجيبيني يا نور .
- هل لي أن أعرف أولا بأي صفة تسألني ؟.
- وهل يفرق ذلك ؟.
- نعم .
- إذا قلت أنني أسالك كإبن عمك .. وصديقك القديم ؟.
أطلقت نور تنهيدة أخرى .. محاولة إبعاد هذا الضيق الذي يتملكها .. وأجابته بصوت خافت وهي تنظر إلى الأسفل :
- أنا حقا لا أعرف إن كنت سأوافق أم سأرفض .. فأنا لا أجد سببا يجعلني أقوم بأحد الخيارين .
هنا تغيرت نبرة سامح .. وأصبحت أكثر شجنا .. وتحمل الكثير من الصبابة في طياتها :
- وإذا قلت بأنني اسألك كحبيب .. لايقوى على رؤيتك تضيعين من بين يديه ؟.
رفعت نور نظرها إليه والدهشة تعلو ملامحها البريئة .. وكانت تحوم بعينيها على قسمات وجهه الأبيض الوسيم .. محاولة أن ترى ثغرة تكشف بها كذبة .. ولكن محاولاتها بائت بالفشل .. فعينيه توحيان بمدى صدقه .. خفضت نور عينيها مرة أخرى .. وهي تحاول إبتلاع تلك الغصه التي تخنقها .. ولا تدري كيف استطاعت كلماته أن تجعل الدمع ينبثق من عينيها .. فأجابته بصوت مهزوز :
- لماذا تقول هذا الكلام .. ألا يكفي ما حدث بالأمس .. ألم يرضي غرورك بعد .
- أنا لا أريد إرضاء غروري يا نور .. أنت تعلمين أنني أحبك .. وأنني لطالما فعلت .
واجهته بعينيها الدامعتين :
- وبعد .
- ماذا تقصدين ؟.
- ماذا سيحدث بعد كل هذا الحب .. سنعود وندمره من جديد .
- لا .. لن يحدث ذلك .. وأنا اعدك .
كانت نور تشعر بأن ما تمر به الآن مجرد حلم .. هل من المعقول أن يعود إليها سامح .. كيف تستطيع إقناع نفسها بهذا .. ولكنها لا تجد في نفسها أي إحساس بالفرح .. هل لا تزال مجروحه منه لهذة الدرجة أم أن هنالك شيء آخر يسلبها فرحتها به .. لم يستطع سامح الصبر على صمتها .. فعاد يقول لها مطمئنا :
- أرجوك أن تصدقيني يا نور .. أنا حقا احبك .. ولطالما عانيت من بعدك عني .
عادت نور لتواجهه بعينيها السوداوين الجميلتين .. فراح يحدثها وهو يتاملهما بشغف :
- تزوجيني يا نور .
اتسعت عينيها .. ورمشت بهما غير مصدقة لتنثر تلك الدموع التي تبللهما .. في تلك اللحظة .. تذكرت شيئا .. شيئا حاولت جاهدة أن تطرده من تفكيرها .. شيئا جعل عبراتها تنساب بغزارة أكثر .. وهي تنظر إلى ذلك الحبيب الذي تدرك أنها لن تحصل عليه يوما .. فلقد تذكرت ذلك المرض مجهول الهوية :
- لا أستطيع .
عقدت الدهشة لسانه .. ولكنه سرعان ما تسائل بقلق يشوبه بعض الغضب :
- لماذا يا نور ؟.
وقفت نور وكأنها تعلن إنتهاء حديثهما .. ولكنه أمسك بيدها ليوقفها .. أشتبكت تلك الإسوارة التي أهداها إياها بين أنامله .. فعاد يتسائل وهو ينظر إليها :
- أولست تحبينني أنت ايضا .
عضت نور على شفتها السفى وهي تحاول منع نشيجها .. ثم نزعت يدها برفق من قبضته .. وراحت تخلع إسوارته بيد مرتجفة .. ثم أعادتها إليه :
- إنساني يا سامح .. ألم تنصحني أنت بذلك ؟.
- ولكني لم أستطع ..
أجابته بتوسل .. والدموع ترثي حالها :
- أفهمني أرجوك .. أنا لم أعد أصلح لك .
- أهذه طريقتك الجديدة في رفضي ؟.
عادت نور تعض شفتها ثم أدارت ظهرها له وحاولت الرحيل حتى لا تعذب نفسها أكثر .. وتعذبه معها .. كان سامح يقف كالمذهول وهو يشعر بتلك الإسوارة التي تستقر بين أنامله .. وكأنه لم يكن يتوقع رد فعل كهذا منها .. ثم إستيقظ من شروده فجأة وناداها باسمها .. فتوقفت فور سماعها لصوته .. تقدم منها اعتقادا منه بأنها استجابت لنداءه .. ولكنه ما أن إقترب .. حتى رآها تسقط مغشيا عليها .. استطاع هو التقاطها قبل أن ترتطم بالأرض .. وحاول أن يوقضها وهو يربت على خدها بقلق ويحتضنها بذراعه الآخرى :
- نور .. ما بك يا نور ؟.
كان القلق يتملكه وحمد الله أن سيارة حسام كانت بحوزته .. حملها بين ذراعيه .. ثم أجلسها بالمقعد الذي بجانبه .. وربط حزام الأمان حولها .. وإتجه بأقصى سرعته نحو عيادة حسام .. كان الخوف يستبد به مع كل دقيقه تمر .. فنور لا تزال مغمى عليها .. وكأنها تغض في نوم عميق .. في العيادة وقفت الخالة نظرة فزعه .. عندما رأت سامح يحمل نور بين ذراعيه ويصرخ بها :
- أنقذيني يا خالة .. نادي حسام بسرعة .. فلقد أغمي على نور .
خرج حسام من حجرته على إثر ذلك الصراخ .. وروعه منظر نور بين ذراعي اخيه .. ولكنه سرعان ما استعاد هدوءه وأخذها من سامح برفق .. ثم وضعها على السرير .. بينما راحت الخالة نظرة تعتذر من والدة ذلك الطفل المريض وتخرجها من الحجرة لتنتظر الطبيب حسام حتى يفرغ .. بدأ حسام يرخي من حجاب نور الملفوف حول رأسها .. وراح يتفقد نبضها ويقوم ببعض الإجراءات الأوليه للتأكد من سلامتها .. في الوقت الذي كان سامح يحوم مثل الطائر الجريح .. وهو يراها مغمضة العينين :
- ما الذي يحدث لها ؟.
ظل حسام صامتا .. فعاد سامح يلح عليه بالسؤال وبقلق واضح :
- لما لا تجيبني ؟.
- إهداء يا سامح .. ربما هو مجرد هبوط في السكر .. سبب لها الإغماء .
كان سامح يتابع حركات أخيه التي تحاول إيقاظ نور .. وكان يدرك أنها كانت لتستيقظ بشكل أسرع من هذا لو كان مجرد إغماء .. فتساءل بقلق أشد :
- إذا لماذا لا تستيقظ ؟.
- سوف تستيقظ عندما تستطيع ذلك .
كان سامح يشعر في قرارة نفسه أن حسام يخفي عنه شيئا فبرودة المتعمد هذا لم يخدعه .. وكان يدرك وهو يرى حاجبيه المعقدين .. أنه يعاني من خوفه عليها .. مرت دقائق أخرى .. وبعدها فتحت نور عينيها بهدوء .. نظرت بإستغراب وهي ترى حسام أمامها .. والذي كان يبتسم لها بحنان بالغ تلك الإبتسامة الجذابه .. والتي لم تستطع إلا الرد عليها بأخرى وهنه ..
لفها بذراعه ورفعها حتى يساعدها على الجلوس .. تقدم سامح منهما بسرعة واحتضن وجهها الملائكي بين يديه وهو ينظر إليها بملئ عينيه :
- هل أنت بخير يا نور ؟.
أحست ببعض الضيق من جرئته ولمسته لها .. وشعرت بالكثير من الخجل .. فأمسكت بيديه وابعدتهما عنها ..إضطربت ملامحه قليلا .. عندما ذكرته حركتها بذلك الموقف الذي سبق إغمائها .. وأحس من نظرتها تأكيدا على رفضها لعرضه .. ولكنه ظل واقفا أمامها بحيرة فهو لم يتعود أبدا مثل تلك المعاملة منها .. قالت وهي تنظر إليه ببساطة محاولة إخفاء ما تعانيه من وجيعة .. وكانت تشعر بأنها تحكم على قلبها بالعذاب لقسوتها عليه .. ولكنها تدرك أنها مجبرة على هذة القسوة :
- لا تقلق يا سامح .. وليس هنالك داعي لوجودك هنا .. فحسام سيحرص على إيصالي إلى البيت .
نظر سامح لأخاه الذي أوماء له بعينيه مطمئنا .. فعاد وحول نظرة نحو نور التي كان وجهها هادئ القسمات .. فودعها مستسلما :
- حسنا .. إنتبهي لنفسك يا نور .
هزت رأسها بالإيجاب .. ومع خروجه بدأت عزيمتها بالإنهيار .. وظلت تتطلع للباب بعينين دامعتين .. كانت تشعر بالألم يطبق عليها الخناق .. يعتصر قلبها .. لم تشعر من قبل بمثل هذة الوجيعه حتى يوم فراقهما الأول .. كان هنالك شيء مختلف هذة المرة .. شيء أكبر منهما الإثنين .. قرار إتخذته رغما عنها .. لاتدري لماذا تذكرت حلم الأمس .. كم هو مشابه لما يمر بها اليوم من أحداث حزينه .. شعرت بأنامل حسام الدافئه تمسح الدموع من عينيها .. أتاها صوته العميق الملئ بالحنان :
- هل أنت بخير .. صغيرتي ؟.
أغمضت نور عينيها وجاهدت لكي تستطيع السيطرة على دموعها المنسابة بحرقة على خديها الناعميين .. كانت تحتاج لكل ما تملكه من قوة تحمل .. كانت مصرة على أن تجعل حسام يفصح لها عن سره .. فهي تدرك أن ما أصابها اليوم لم يكن مجرد إغماء .. نظرت إليه بعد أن أخذت نفسا عميقا حاولت معه تهدئة نفسها وإعادة صوتها إلى نبرته الطبيعية .. ثم نظرت له ملئ عينيها .. وبتحدي واضح :
- متى سيحين الوقت لتخبرني .. يا حسام ؟.
ارتبكت قليلا .. بعد أن كانت اللوعة والقلق يسيطران عليه .. ولكنه أجابها بهدوء كالمعتاد :
- أخبرك بماذا صغيرتي ؟.
- أنا لست صغيرة يا حسام .. ويمكنني تحمل الأمر .
وقبل أن يهم بإقناعها .. قاطعته قائلة بإصرار أشد .. بعد أن سكن الدمع على رموشها الندية :
- أرجوك .. لا تكذب علي مجدد .. لأني لن أسمح لك بذلك .
أخذ حسام نفسا عميقا .. ثم جلس بجانبها شارد الدهن .. كان يدرك أن لامفر من معرفتها للحقيقة .. ولكنه لا يدري كيف يواجهها بذلك .. كم هو صعب عليه أن يرى صغيرته تعاني الحيرة .. ولكن هل يهون عليه أن يجعلها تعاني الصدمة .. مؤكد أنه لن يقوى على ذلك .. راحت نور تستحثه مجددا .. والخوف يتلصص على قلبها :
- يجب أن تخبرني يا حسام .
نظر إليها وحاول أن يحدثها ببساطة :
- لقد كنت أشك بالأعراض التي تعاني منها .. ولكني لم أكن متأكدا من ذلك .. لهذا راسلت أساتذتي في لندن .. وكان ردهم مجرد تاييد لشكوكي .. ولكنهم أيضا لن يستطيعون الجزم بشيء إلا بعد إجراء الفحوصات والإختبارات عليك .
كانت نور تستمع له والدهشة تتملكها .. والخوف يستبد بها .. أنها لاتستطيع شرح تلك الإضطرابات التي أصابتها فجأة مع كل كلمة ينطق بها حسام .. كمن يعلم أن هنالك خطر محدق يتربص به .. عادت تستحثه على الحديث بعد أن صمت ونظر إلى الأرض :
- أكمل .. ألا يوجد لهذا المرض اسم معين ؟.
ضغط حسام على أسنانه وكأنه يحاول كتمان تلك المعلومات التي لابد أن يقولها :
- بلى .. إنه مرض يعرف باسم (( الخُدار )) ..
عقدت نور حاجبيها .. وتغضن وجهها وهي تحاول تحليل ما تسمعه من إبن عمها .. فعاد هو يوضح لها برفق وقد شعر بإصفرار وجهها :
- إن لديه اسم شائع وهو (( النوم القهري )) .. إنه مرض نادر جدا .......
لم تعد نور تعي شيئا مما يقوله .. كانت دموعها الصامته والتي عاودت الإنسياب على مجرى خديها .. تحجبان عنها الرؤيه .. وأفكارها المحتشدة تمنعانها من سماعه .. صمت حسام بعد أن أدرك ما أصابها من ذهول .. ولكنها انزلقت بجسدها بسلاسة .. من على السرير ووقفت على الأرض ثم إتجهت نحو الباب .. دون أن تنطق ببنت شفه .. شعرت بيده تمسك بذراعها فنظرت إليه وكأنها تستغرب فعلته ..
- صغيرتي .. هل أنت على ما يرام ؟.
مسحت نور دموعها بيدها الحرة .. ووضعت إبتسامة لم تستطع إخفاء الحزن منها .. ثم أجابته بهدوء وكأن الحياة قد توقفت بداخلها :
- أنا في أحسن حال .. حقا .. لا داعي للقلق .
ظل حسام يتشبث بذراعها وملامحه تقطر مرارة .. كانت تشك للحظة أنه يوشك على مشاطرتها الدموع .. رغم كل ما تحسه وتعانيه إلا أنها تحب حسام .. ولا تقوى أبدا على رؤيته في مثل هذة الحالة .. فقالت بصوت خافت وفي نيتها أن تطمئنه :
- هل تعرف .. أنا سعيدة .
ظل حسام يتفحصها بقلق .. فنظرت هي إلى عينيه :
- فلقد كنت على حق عندما .. رفضت عرض سامح للإرتباط بي .
هنا سقطت يد حسام من على ذراعها .. وتاهت كل المفردات من ذاكرته .. لم يجد كلاما يحدثها به .. أحست نور بأنه يعذب نفسه من أجلها .. فودعته مجددا وهي تبتسم بشكل أكثر اقناعا :
- لا تقلق يا حسام .. فهذا مجرد إختبار من الله .
خرجت نور .. لتتركه يعاني الذهول بدلا عنها .. فهي لم تكن يوما ضعيفة الإيمان .. حتى يوم موت والدها كانت حزينه حدا ولكنها قوية أيضا .. في حين توقع الكل إنهيارها .. إنه فضل من الله عليها .. إذ يلهمها الصبر عند الأزمات ..
ما إن وصلت إلى البيت .. إطمئنت على شكلها قبل أن تدخل .. وتفقدت خديها المبلولين من آثار الدموع .. وراحت ترسم على شفتيها أوسع وأصدق إبتسامة استطاعت اصطناعها .. كانت والدتها تنتظرها بقلق :
- لما تاخرتي يا نور ؟.
- أخذني الحديث مع زميلاتي .
يبدو أن والدتها لم تقتنع بالإجابة وكانت ستهم بطرح سؤال آخر عليها .. ولكن قاطتها نور وهي تقبلها وتتوجه إلى حجرتها :
- لقد نجحت وحصدت علامات مشرفة .
تبعتها والدتها بعيون قلقة :
- ما بك يا نور ؟. تبدين متعبة يا حبيبتي .
- نعم قليلا .. لذلك لا أجد في نفسي قابلية لتناول الطعام .. وأود أن أنام فقط .
لم تستطع حياة معارضتها .. فلقد كان يبدوا الإرهاق واضحا عليها .. ولابد أنها بحاجة للراحة ..
حمدت نور ربها إذ أن والدتها لم تلح عليها كثيرا في تناول طعام الغداء .. فهي لم تكن لتقوى على إحتمال مزيد من الحوار معها .. ولا بد أنها كانت لتنهار وتفضح أمرها .. ألقت بجسدها على السرير .. وظلت تسترجع كل ما مر بها اليوم من أحداث .. وما هي إلا ثواني حتى أنتشلها النوم من أفكارها اليائسة .. بعد أن أحرقت مخدتها بدموعها الساخنة .. لم تشعر بنفسها حتى جائت والدتها في المساء لتيقظها برفق :
- نور .. نور .. هيا إستيقظي يا ابنتي .
كانت تشعر بأنها لا تستطيع التحكم بجسدها .. فلقد كان يتملكها خمول شديد .. وكأنها تود أن تهرب من واقعها بهذا النوم المريح .. عادت والدتها تيقظها :
- هيا يا حبيبتي .. فإبن عمك ينتظرك بالخارج .
نهضت نور فزعه :
- من .. سامح ؟.
- لا يا حبيبتي .. إنه حسام .
- آه .
- هيا .. إنهضي كي تتناولي غدائك قبل أن تخرجي معه ..
تسائلت نور بحيرة :
- إلى أين ؟.
- لقد أخبرني أن عمك يود رؤيتك .
نظرت نور إلى الساعة لتجد أنها السابعة مساءً .. تعجبت من نفسها .. فهي لم تتعود أبدا النوم كل هذة المدة بعد الظهر .. أخذت حماما منعشا .. من ثم شرعت في تحظير نفسها .. وتناولت لقمتين بشكل سريع لتحاول تهدئة والدتها فهي تدرك أنها لن تخرج من البيت إذا لم تتناولهما .. وما هي إلا ربع ساعة حتى أصبحت تجلس بجانب حسام في سيارته .. نظر إليها متفحصا .. فابتسمت له بصدق مما بث الإطمئنان إلى قلبه المحب لها .. لم يحدثها بشيء .. وإنما حرك سيارته بإتجاه مدينة عدن الكائن بها منزلهم .. كانت تشعر أنه يتصرف على غير العادة لابد أن هنالك أمرا يشغل تفكيره .. أو أنه لا يزال يؤنب نفسه على بوحه لها بحقيقة مرضها .. كانت هي أيضا شاردة الذهن .. ولم تشعر إلا والسيارة تتوقف وينزل منها حسام .. نظرت حولها فوجدت أنه أوقفها في العقبة ذلك الطريق المطل على أحب المناظر إلى قلبها .. نزلت من السيارة تتبعه بإستغراب .. وما أن رأت ذلك المنظر الخلاب حتى أسرها بجماله الطبيعي .. أخذت نفسا عميقا وملئت رئتيها بالعبير الصادر من بحرها الصافي .. بأمواجهه المتراقصة بهدوء تحت ضوء القمر المكتمل .. كانت أضواء الليل الحالمة تشاركة رقصته الرمنسية .. فتهتز بنعومه على صفحات مياهه الداكنة ..
رأت حسام يجلس على صخرة مستطيلة الشكل .. وأشار لها كي تجلس بجانبه .. لم تمانع ذلك .. فلقد كانت تشعر بسعادة شديدة لوجودها هناك .. أخبرته وهي تجلس بجانبه :
- هل تعرف أنني أعشق هذا المكان ؟.
هز رأسه وإبتسامته الجذابة تشرق في ملامحه :
- لهذا أحضرتك .
نظرت له نور بتعجب وشعرت أن حسام يعرف عنها الكثير .. دون أن تكلف نفسها حتى مشقة الحديث .. ابتسمت برضى وهي تتسائل :
- كيف تستطيع معرفة كل شيء يتعلق بي يا حسام ؟.. لابد أن لديك قدرة على قراءة أفكاري .
ضحك بمرح .. بعد أن لاحظ تعدل مزاجها .. وعلو حالتها النفسية .. فأجابها مشاغبا :
- ربما .
حولت نور نظرها نحو ذلك الجمال المتلألئ أمامها .. كان المكان مرتفعا .. وكانت تشعر بأنها تملك الدنيا .. أو على الأقل تملك إستقرارها النفسي .. وهي تجلس هنا مغمضة العينين .. تنصت بسكون لهدير البحر وإيقاع أمواجهه .. كان ذلك الجو الشاعري الذي يحيط بها يعمل على تصفيه صدرها من كل ما علق به من هموم .. عندما فتحت عينيها .. وجدت حسام يتأملها بنظرات ملؤها الإعجاب .. خفضت رأسها بخجل شديد .. وتورد خداها بسبب تلك النظرة .. إنها تعرف كيف يراها هو بالذات .. فلطالما رأت نفسها من خلال عينيه كأجمل ما تكون الفتاة .. قطع حسام ذلك الصمت الحيي الذي يلفهما :
- لقد كذبت بشأن رغبة والدي في رؤيتك .. وذلك لكي استطيع الإنفراد بك .
أحست نور ببعض القلق .. وتسائلت وهي تحاول أن تستشف من خلال عينيه ما يخفيه عنها .. ولكن لم يظهر عليه سوى الإرتباك :
- خير .. إن شاء الله .
- لقد كنت أود أن أحدثك عن مرضك صغيرتي .
حولت نور نظرها نحو البحر .. وكأنها تستنجد به من هذا الواقع الذي يصر على أن يمسك بتلابيبها .. ظلت تستمع إليه بهدوء وهو يحدثها بصوته العطوف :
- إنه مرض نادر مثلما أخبرتك سابقا .. ويعرف باسم (( الخُدار )) .. يظهر هذا المرض لدى حوالي 1–2 % من أقارب الدرجة الأولى لمرضى الخُدار .. وذلك مقارنة ب 0.2–0.18 من الفئة العامة لأفراد المجتمع .
- ما الذي تود قوله يا حسام .. فأنا لم أفهم شيء ؟.
- ما أريد قوله أنه نادر ومزمن أيضا .. ولم يكتشف علاج له بعد .. ولكن في نفس الوقت .. يستطيع الإنسان التعايش معه .. وهنالك بعض العقاقير المنبهة والتي تساعد على تباعد فترات حدوثه .
صمت حسام قليلا محاولا تفسير ملامح نور المعقدة والتي علتها الكآبة .. ثم عاود الحديث مطمئنا :
- أنا لا أريدك أن تستسلمي صغيرتي ... فنحن قادرون على التعايش معه ... ولكن تظل هنالك مشكلة .
سارعت نور بالسؤال :
- وما هي ؟.
- يجب أن نسافر بك إلى لندن حتى تجرى عليك بعض الإختبارت ليستطيع الأطباء معرفة العلاج الذي يناسبك .
هنا توترت نور وهي تجيبة متوسلة :
- أرجوك يا حسام .. أنا لا استطيع السفر .. فأنا لا أود أن نطلع أحدا على هذا الخبر .. فوالدتي مؤكد ستنهار إن علمت به .
حاول تهدئتها كعادته :
- صغيرتي .. إنه حقا ليس بالسوء الذي تتخيلينه .
عادت نور تشرد بعينيها .. لقد كانت تدرك أن حسام يحاول بث الأمل بداخلها .. فهي ليست صغيرة لتجهل ذلك :
- يكفي أنه مرض لم تسمع به من قبل يا حسام .
حلق الصمت مجددا فوق رأسيهما ليضيف مزيدا من الحزن في قلبيهما .. كان هو أيضا البادء بالحديث :
- صغيرتي .
استرعت كلمته إنتباهها .. وراح هو يحدثها .. وكأنه يصارع الكلمات بداخله ويخرجها بصعوبة :
- لم يكن هذا فقط ما أردت الحديث به معك .
ظلت نور تنصت له بترقب .. فحدثها ممازحا ومحاولا تخفيف توترهما معا :
- لقد قررت أن أعرض عليك ثلاثة عروض .. وأنتي متضطرة لأختيار أحدهم .
ضحكت نور .. وردت على حديثه المازح :
- ألا أملك حق الإتصال بصديق ؟.
- لا .. فأنا هنا ويمكنك استشارتي .
هزت نور برأسها معلنه موافقتها .. واستعدادها لسماع ما في جعبته :
- أول عرض .. أن توافقي على ذلك العريس الذي تقدم لك .. بعد أن أتاكد من حسن أخلاقه طبعا .
شعرت نور بضيق شديد .. فلقد نسيت تماما مشكلة ذلك العريس .. لذلك سارعت بالرد عليه :
- لا .
_ لماذا ؟.
أجابته بعصبية بعض الشيء :
- لأن أمواله لن تستطيع شرائي ابدا .
- حسنا .. حسنا .. صغيرتي إهدئي أنا لم أكمل بعد كل خياراتك .
أحست نور بأنها بالغت بالإنفعال .. فصمتت من جديد في الوقت الذي راح هو يعرض عليها الخيار التاني محدثا إياها بصوت خافت .. كان الوقت الذي يمر يزيد بداخلها إحساسها بغرابه حسام .. فهو يتصرف على غير عادته .. والمعاناه تظهر جليه في ملامحه .. يبدوا أنه منزعج من شيء ما .. أو لعله مشغول البال .. ولكنها الآن لم تعد تستغرب ذلك .. فمؤكد أنه يحمل همها هي :
- ثاني عرض أن ترتبطي بسامح .
هنا تسارع نبض قلبها .. عند سماعها لاسم حبيبها المجروح .. تذكرت كل تلك الكلمات التي قالتها له .. كم كانت قاسية عليه .. كيف استطاعت ذلك .. كيف تحملت رؤيته ملتاعا من أجلها .. ولكنها مع ذلك ليست نادمة على ما فعلته :
- ما هو الخيار الثالث ؟.
- أنتِ لم تجيبي على الثاني ؟.
- مؤكد لن أوافق ؟.
- وهل يمكنني معرفة السبب ؟
- لأنني لم أعد أصلح للإرتباط بأي شاب .
- لما تقولين هذا الكلام صغيرتي .. أنت حلم جميل يتمنى الجميع تحققه .
زفرت نور بسخرية :
- هذا لا يعطيني الحق بتدمير حياة سامح .
- لقد أخبرتك يا نور أنك تستطيعين التعايش مع مرضك .
أجابته بحرقة :
- وما ذنبه هو ليتعايش مع إنسانه مريضة .
ظل حسام صامتا .. كانت تحس بآلامها هي ترتسم على ملامح وجهه الجذاب .. لم تسمح لدموعها بالإستسلام .. كفاها ضعفا .. فالدموع لن تحل أياً من مشاكلها .. عندما طال الصمت بينهما وأحست بتردده وكأنه عاجز عن مواصله الحديث .. أستحثته هي :
- وما هو العرض الأخير ؟.
نظر إليها والشغف ينبض من عينيه .. كانت نظرته حارة .. صادقة .. نظرة لم تتعودها منه .. كانت تشعر بأن وراء هذة النظرة الدافئه .. بحر كبير من الأسرار .. ما الذي يخفيه عنها يا ترى .. وهل تستطيع هي تحمل مزيد من المفاجآت في يومها هذا ..
أخذ حسام نفسا عميقا .. وهو يحول نظره إلى البحر ثم عاد يخصها .. بتلك النظرة المميزة .. التي تشعر وكأنه لم يرمق فتاة قبلها بهذه الطريقة .. إحساس جديد يخلقه بداخلها .. لا تستطيع تفسيره .. ولكنه يجعلها تشعر بالإرتباك .. والكثير من الخجل .. لم تكن يوما لتشعر بالخجل أمام حسام .. لذلك إبتسمت متعجبة من مشاعرها الغريبة تلك .. وحتى تشجعه على مواصلة حديثه .. كانت تفكر بداخلها .. بمدى روعة حسام .. إنه يشعرها دوما بالأمان .. وأنه لن يتخلى عنها مهما حاصرتها الهموم .. فرغم كل ما عانته اليوم .. يبقى وجوده بجانبها .. أهم شيء في حياتها .. واليد الرحيمة التي تمسكها بحرص حتى لاتقع في هاوية الأحزان .. رد حسام على إبتسامتها بإبتسامته الجذابة التي تخطف الأبصار .. ثم نطق أخيرا بما لم تكن تتوقعه ابدا .. وكادت لوهله أن تشكك في سلامة سمعها :
- تزوجيني .. صغيرتي نور ؟.


*my faith* غير متواجد حالياً  
التوقيع




رد مع اقتباس
قديم 17-05-10, 12:43 PM   #183

اسراء التركي
 
الصورة الرمزية اسراء التركي

? العضوٌ??? » 78338
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 653
?  نُقآطِيْ » اسراء التركي has a reputation beyond reputeاسراء التركي has a reputation beyond reputeاسراء التركي has a reputation beyond reputeاسراء التركي has a reputation beyond reputeاسراء التركي has a reputation beyond reputeاسراء التركي has a reputation beyond reputeاسراء التركي has a reputation beyond reputeاسراء التركي has a reputation beyond reputeاسراء التركي has a reputation beyond reputeاسراء التركي has a reputation beyond reputeاسراء التركي has a reputation beyond repute
افتراضي

اولاً كيف حالك يا عزيزتي إيمان وكيف مشروعك والله الحمد الله اني لقيت فرصه اني ادخل واقراء لان اليومين دول امتحانات الاولاد وهما الان في المراجعات ربنا معهم جميعاً
انا لسه مخلصة الجزء6و 7 ايده كله ايده كله عزيزتي ايمان مش عارفه ليه حاسه ان سامح بيعمل كده في نور عشان حاسس ان حسام بيحبها يمكن .
حسام أخيراً نطقت والله ده اكبر مفاجئة بجد انت انسان رائع نور بالله عليكي تزوجي حسام هو الوحيد الي بيحيك ويخاف عليكي ارجوكي يا نور لا تتركي حسام

ايمان لي استفسار هو تمت تغير شكل الصفحة ولا جهازي هو الي فيه حاجة عشان ساعات يهنج كده وشكرك علي البارت الرائع الذي انهيته بقنبلة من العيار الثقيل


اسراء التركي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-05-10, 02:50 PM   #184

monny

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية monny

? العضوٌ??? » 99503
?  التسِجيلٌ » Oct 2009
? مشَارَ?اتْي » 22,026
?  نُقآطِيْ » monny has a reputation beyond reputemonny has a reputation beyond reputemonny has a reputation beyond reputemonny has a reputation beyond reputemonny has a reputation beyond reputemonny has a reputation beyond reputemonny has a reputation beyond reputemonny has a reputation beyond reputemonny has a reputation beyond reputemonny has a reputation beyond reputemonny has a reputation beyond repute
افتراضي

واو واو واو
ايه الفصل التحفة ده؟
دلوقتي وصلت الاحداث في الرواية الى اعلى درجة من السخونة
عايزينها تزيد تسلمي يا جميلة على الرواية التحفة دي
في انتظار الفصل القادم على نار بليز بليز بليز لا تطولي علينا


monny غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-05-10, 02:51 PM   #185

غرام العيون

? العضوٌ??? » 110268
?  التسِجيلٌ » Feb 2010
? مشَارَ?اتْي » 505
?  نُقآطِيْ » غرام العيون is on a distinguished road
افتراضي

تسلمي ايمان على الروايه الحلوه
نور.............اعتقد انك بتوافقي على حسام بس مش حرام تكسري قلب سامح............
مشكوره ايمان والله يعطيك العافيه


غرام العيون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-05-10, 06:33 PM   #186

*my faith*

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية *my faith*

? العضوٌ??? » 170482
?  التسِجيلٌ » Feb 2010
? مشَارَ?اتْي » 8,920
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Yemen
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » *my faith* has a reputation beyond repute*my faith* has a reputation beyond repute*my faith* has a reputation beyond repute*my faith* has a reputation beyond repute*my faith* has a reputation beyond repute*my faith* has a reputation beyond repute*my faith* has a reputation beyond repute*my faith* has a reputation beyond repute*my faith* has a reputation beyond repute*my faith* has a reputation beyond repute*my faith* has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اسراء التركي مشاهدة المشاركة
اولاً كيف حالك يا عزيزتي إيمان وكيف مشروعك والله الحمد الله اني لقيت فرصه اني ادخل واقراء لان اليومين دول امتحانات الاولاد وهما الان في المراجعات ربنا معهم جميعاً
انا لسه مخلصة الجزء6و 7 ايده كله ايده كله عزيزتي ايمان مش عارفه ليه حاسه ان سامح بيعمل كده في نور عشان حاسس ان حسام بيحبها يمكن .
حسام أخيراً نطقت والله ده اكبر مفاجئة بجد انت انسان رائع نور بالله عليكي تزوجي حسام هو الوحيد الي بيحيك ويخاف عليكي ارجوكي يا نور لا تتركي حسام

ايمان لي استفسار هو تمت تغير شكل الصفحة ولا جهازي هو الي فيه حاجة عشان ساعات يهنج كده وشكرك علي البارت الرائع الذي انهيته بقنبلة من العيار الثقيل
حياتي انا باحسن حال والمشروع الحمد لله سلمته الخميس وخلصت منه ههههههههههه
والله انبسطت من ردك وفرحت ان البارت نال اعجابك ..
اما بالنسبه للمنتدى ايوه هو الاستايل اتغير مش العيب من جهازك يعني بس لو حابه ترجعي الاستايل القديم بتلاقي في اخر الصفحه خيارين روايتي 2010 اللي هو الان مطبق ولا روايتي واللي هو الاستايل القديم ..
في امان الله يا روحي وانشاء الله بنلتقي مع البارت الجديد


*my faith* غير متواجد حالياً  
التوقيع




رد مع اقتباس
قديم 17-05-10, 06:35 PM   #187

*my faith*

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية *my faith*

? العضوٌ??? » 170482
?  التسِجيلٌ » Feb 2010
? مشَارَ?اتْي » 8,920
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Yemen
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » *my faith* has a reputation beyond repute*my faith* has a reputation beyond repute*my faith* has a reputation beyond repute*my faith* has a reputation beyond repute*my faith* has a reputation beyond repute*my faith* has a reputation beyond repute*my faith* has a reputation beyond repute*my faith* has a reputation beyond repute*my faith* has a reputation beyond repute*my faith* has a reputation beyond repute*my faith* has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة monny مشاهدة المشاركة
واو واو واو
ايه الفصل التحفة ده؟
دلوقتي وصلت الاحداث في الرواية الى اعلى درجة من السخونة
عايزينها تزيد تسلمي يا جميلة على الرواية التحفة دي
في انتظار الفصل القادم على نار بليز بليز بليز لا تطولي علينا
ههههههههههههه والله فرحت كثير بردك موني واشتقت لك كمان ..
تسلمي يا قمرايه على ردك المشجع جدا وان شاء الله ما رح اتاخر عليكم ..


*my faith* غير متواجد حالياً  
التوقيع




رد مع اقتباس
قديم 17-05-10, 06:37 PM   #188

*my faith*

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية *my faith*

? العضوٌ??? » 170482
?  التسِجيلٌ » Feb 2010
? مشَارَ?اتْي » 8,920
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Yemen
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » *my faith* has a reputation beyond repute*my faith* has a reputation beyond repute*my faith* has a reputation beyond repute*my faith* has a reputation beyond repute*my faith* has a reputation beyond repute*my faith* has a reputation beyond repute*my faith* has a reputation beyond repute*my faith* has a reputation beyond repute*my faith* has a reputation beyond repute*my faith* has a reputation beyond repute*my faith* has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غرام العيون مشاهدة المشاركة
تسلمي ايمان على الروايه الحلوه
نور.............اعتقد انك بتوافقي على حسام بس مش حرام تكسري قلب سامح............
مشكوره ايمان والله يعطيك العافيه
هههههههههه نيالك يا عم سامح لاقيت نصيره جديده لك .. انت تقريبا الوحيده اللي واقفه مع سامح .. طبعا بعد ما اتخلت عنه سمول هههههههههههه
بشكرك يا روحي على قرائتك للروايه وان شاء الله يظل رايك فيها على طول كدا


*my faith* غير متواجد حالياً  
التوقيع




رد مع اقتباس
قديم 17-05-10, 06:49 PM   #189

كرامة

نجم روايتى وقارئة متألقة وعضوة فى فريق ترجمة الروايات العالمية.


? العضوٌ??? » 105816
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 1,487
?  نُقآطِيْ » كرامة has a reputation beyond reputeكرامة has a reputation beyond reputeكرامة has a reputation beyond reputeكرامة has a reputation beyond reputeكرامة has a reputation beyond reputeكرامة has a reputation beyond reputeكرامة has a reputation beyond reputeكرامة has a reputation beyond reputeكرامة has a reputation beyond reputeكرامة has a reputation beyond reputeكرامة has a reputation beyond repute
افتراضي

بصراحة بارت ولا اروع :icon30:
تسلم ايديك امووونة
وانا فعلا كان عندي احساس انه تغير الخال نبيل مش لله ..
بس ما كنت متخيلة انه ناوي يزوجها ...

بس اوعي تجوزيها ..ولسه نقعد نستنى لما تتطلق ولا تترمل :41:

بس حسام الثاني بديت انجن منه ..مايعترفلها ويريحنا ..
بس يمكن قصة هالعريس اجت لصالحها علشان يتنحنح شوية

واحلى حاجة لما نور زعقت في سامح :60:
ايوه كان لازم تعمل هيك من الاول :44:


كرامة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-05-10, 07:14 PM   #190

كرامة

نجم روايتى وقارئة متألقة وعضوة فى فريق ترجمة الروايات العالمية.


? العضوٌ??? » 105816
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 1,487
?  نُقآطِيْ » كرامة has a reputation beyond reputeكرامة has a reputation beyond reputeكرامة has a reputation beyond reputeكرامة has a reputation beyond reputeكرامة has a reputation beyond reputeكرامة has a reputation beyond reputeكرامة has a reputation beyond reputeكرامة has a reputation beyond reputeكرامة has a reputation beyond reputeكرامة has a reputation beyond reputeكرامة has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
- تزوجيني .. صغيرتي نور ؟.
واخييييييييييييييييييييير ا نطقها :44:

الله عليك يا امونة بجد هذا احلى فصل :icon30:


بس والله حزنت شوية على سامح ..ولو انه بيستاهل هو اللي اتخلى عنها في الاول :crazy:

وحسام لما حس انه نور فعلا راح تضيع منه ...طلب ايدها
يعني كان لازم ييجي واحد ويخطبها علشان يحس على دمه
وان شاء الله الست نور ترفض خليني اخلص عليها


كرامة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:44 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.