شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء ) (https://www.rewity.com/forum/f118/)
-   -   ملاك الحب ... " مميزة " مكتملة ... (https://www.rewity.com/forum/t109148.html)

*my faith* 22-04-10 11:32 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كبرياء دمعة (المشاركة 2605063)
سامح..لماذا لا تدعها وشأنها..لماذا لاتدعها تعش بسلام..ألم تتركها..وطلبت منها بأن تواصل حياتها..ماسبب هذا التغير..:icon28: :icon28:
حسام..أنت حقاً انسان..رائع وبكل معنى الكلمة..أهتمامك بنور..وسؤالك الدائم عنها..وعطفك وحنانك عليها.. :amwa7:..فلتبقى دائماً معها..ولا تتخلى عنها..
نور..فلتصبري صغيرتي..فالزمن كفيل بشفاء الجراح..ولتصمدي..:tears:
>>ايمان..حبيبتي..فعلا روايتك..رائعة..رائعة..ولا تكاد الكلمات تفيك حقك
:amwa7:
ماشاء الله عليك..يكفي إن أحداثها تدور في واقعنا العربي المسلم..وأحداث كثيرة أشرت اليها..ولم نكن نعرف عنها شيء..
:blushing:
استمري..ياحبيبتي...استمري.. :44: :44: :44:
فسوف أكون دائماً في انتظار القادم

حبيبتي كبرياء دمعه .. تسلمي يا روحي على تشجيعك لي .. ووالله انا سعيده ان الروايه عجبتك . وانشاء تظل كدا .. :eh_s(7):
والله انا مبسوطه بمتابعتك لي ..
في امان الله حبيبتي :amwa7:

رونق الروح 22-04-10 01:36 PM

ايمان ايه البارت الرائع ده وحته الجوابات دى جامده

نور بتحبه ومش وخده بالها :eek::eek:

كده ياحسام بتبعت لنور جواب وانا اللى قعده احب فيك واتخانق مع اصحابى عليكى خلاص انا اروح ادور على ركن الملم فيه جراحى :icon_smile_wailing::icon_smile_wailing::icon_smil e_wailing:

ايمان ياقمر تسلمى ويخليكى يارب للقرأ الغلابه اللى شكلنا وتنزلى برتات كتير مره واحده :tears::tears:
بس شوفى حل لحسلم ده وكبرى دور خالد علشان هند ماتبكيش ماشى:icon_smile_rotating:icon_smile_rotating

*my faith* 22-04-10 02:53 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة BUTEER FLY (المشاركة 2606904)
ايمان ايه البارت الرائع ده وحته الجوابات دى جامده

نور بتحبه ومش وخده بالها :eek::eek:

كده ياحسام بتبعت لنور جواب وانا اللى قعده احب فيك واتخانق مع اصحابى عليكى خلاص انا اروح ادور على ركن الملم فيه جراحى :icon_smile_wailing::icon_smile_wailing::icon_smil e_wailing:

ايمان ياقمر تسلمى ويخليكى يارب للقرأ الغلابه اللى شكلنا وتنزلى برتات كتير مره واحده :tears::tears:
بس شوفى حل لحسلم ده وكبرى دور خالد علشان هند ماتبكيش ماشى:icon_smile_rotating:icon_smile_rotating

هههههه والله ضحكتيني كثير يا بنتر فلاي .. بس حسام عمل الرساله لنور لما كان بيدرس وما كان بيعرفك .. يعني كان ماضي .. هههههههههه
وتسلمي يا روحي على كلامك الحلو:amwa7:

#nour# 22-04-10 05:44 PM

wen l part , wen l part, wen l part,wen l part , wen l part, wen l part,awen l part , wen l part, wen l wen l part , wen l part, wen l part,wen l part , wen l part, wen l part,awen l part , wen l part, wen l part,wen l part , wen l part, wen l part,apart,wen l part , wen l part, wen l part,a

*my faith* 23-04-10 03:26 PM

اقتباس:

--------------------------------------------------------------------------------
wen l part , wen l part, wen l part,wen l part , wen l part, wen l part,awen l part , wen l part, wen l wen l part , wen l part, wen l part,wen l part , wen l part, wen l part,awen l part , wen l part, wen l part,wen l part , wen l part, wen l part,apart,wen l part , wen l part, wen l part,a
ههههههههههههه والله يا نور موتيني ضحك ..
انشاء الله يا روحي بكره او بعده بالكثير بنزله لاني قد كتبته امس .. بس باقي عليه شويه تعديلات ..

رونق الروح 24-04-10 10:46 PM

فين البارت فين البارت فين البارت فين البارت فين البارت فين البارت فين البارت فين البارت فين البارت فين البارت فين البارت فين البارت فين البارت فين البارت فين البارت فين البارت فين البارت فين البارت فين البارت فين البارت فين البارت فين البارت فين البارت فين البارت فين البارت فين البارت فين البارت فين البارت فين البارت فين البارت فين البارت فين البارت فين البارت فين البارت فين البارت فين البارت فين البارت فين البارت فين البارت فين البارت فين البارت فين البارت فين البارت فين البارت فين البارت فين البارت فين البارت فين البارت

*my faith* 25-04-10 12:03 AM

هههههههههههههههههه
والله انا اللي جبته لنفسي لما علمتكم هذي الطريقه في الزنن .. ههههههه
بس عشان خاطر عيونكم شويه وبنزل البارت الجديد ..

*my faith* 25-04-10 12:11 AM


(5)
المجهول



كان السرور يتسلل إلى قلب نور بخلسة .. كلما قضت وقت أكبر برفقة حسام .. نظرت إليه والإبتسامة تشرق في ملامحها :
- هل تعرف يا حسام .. لو كنت أملك أخاً .. لما أحبني واهتم بي مثلما تفعل أنت .
رد حسام بإبتسامته الجذابة .. وعيناه تنطقان حنانا .. ثم وقف متهيئا للرحيل :
- يجب علىّ الذهاب صغيرتي .. حاولي أن تأخذي قسطاُ من الراحة .
لمح طيف حزين يطل من عينيها السوداوين .. فسارع قائلا :
- لا تحملي هم شيء .. سوف أطمئن والدتك .. وسأقدم أعتذارك للخال نبيل .
- شكرا لك .. يا حسام .
في ذلك الوقت أضاء هاتفها دالاً على اتصال أحدهم .. فلقد كان مضبوطا على الوضع الصامت .. لم ترد كانت تنظر إلي هاتفها بشرود شديد ..
- نور .. ألن تجيبي ؟.
- لابد أنه سامح أو رهف .. وأنا حقا لا أعرف بماذا اخبرهم .
تساءل حسام باستغراب .. وهو يعقد حاجباه :
- ولماذا يتصل بك سامح ؟.
- لقد رآني عندما خرجت من قاعة الإمتحان باكية .
- وما الذي جعله يذهب إلى هناك ؟.
وقفت نور صامتة أمام تلك التساؤلات .. وشعرت بالتوتر وهي تطالع وجهة الأسمر وقد ارتسمت خطوط جدية عليه .. كما أن قلبها بدأ يهزها بعنف جراء إلحاح ذلك الاتصال ..
أخذ حسام الهاتف .. ورد بهدوء بعد أن رأى اسم المتصل :
- مرحبا يا سامح .
ظلت هي تتابع الكلمات التي تخرج من شفتيه بأعصاب مشدودة .. فعاد يحدثه بجفاف :
- إنها بخير الآن .. لا تقلق .. لقد كان لديها مشكلة صغيرة في الكلية .
يبدو أن سامح لم يصدقه .. فعاد حسام يجيبه بعد أن تخلل صوته شيء من القسوة .. لم تعتادها في حديثه :
- ألا تعرف أنت مدى حساسية نور ؟.
ثم قال منهياً الحديث :
- إلى اللقاء الآن .. وسنلتقي في البيت إنشاء الله .
زم شفتيه بضيق ثم قال وهو ينظر إلى نور كأنه يوجه حديثه إليها :
- حسنا .. سابلغها سلامك .
مد حسام الهاتف لنور وكانت تشعر بالألم .. وهي تراه يغالب شفتيه حتى ينتزع إبتسامة حنونة يهديها لها .. خفضت عينيها بخجل .. إنها تشركه في كل تفاصيل حياتها .. حتى تكاد ترى كل انفعالاتها ومشاعرها تتجسد على صفحة وجهه .. ولم تفكر من قبل أنها يجب أن تخفي عنه بعض الأمور .. مثل مشاعرها نحو سامح .. فهي تنسى بأنهما أخوان .. ولابد أنه يجد صعوبة في التعامل معهما .. ويتألم لوضعهما الغير طبيعي .. لقد خسرت علاقه الاخوه التي تربطها بسامح منذ أن صرح لها بحبه .. وهي الآن تسبب الألم لحسام .. إنه لا يستحق منها مثل هذة المعاملة الأنانية .. يجب أن تصبح أقوى من ذلك فهي لم تعد صغيرة .
- صغيرتي .
استدعاها صوته الدافئ من شرودها الحزين .. فوضعت على شفتيها إبتسامة تسخر بها من نفسها .. كيف تستطيع أن تعالج مشاكلها بنفسها .. وهو لا يزال يشعرها بأنها طفلة صغيرة بحاجة رعايته واهتمامه ..
ودعها بعد ذلك محاولا ممازحتها .. وعيناه تلمعان وتكاد تكشفان نقاء روحه الجميلة :
- لا تنسي موعدنا غدا .. وستبقى مهمة طمئنت رهف عليك .
لم تستطع إلا الإبتسام له بصدق وهزت رأسها موافقة بصمت .. وهي تفكر بمدى جاذبيته حتى مع ملامح الضيق الذي يحاول اخفائه عنها .. مؤكد إنها لاتستحق إنسان مثل حسام ..
هكذا فكرت وهي تسمع صوت خالها نبيل المزعج من الحجرة المجاورة رداً على حديث حسام الهادئ .. والذي لم تفهم منه شيء .. بعد دقائق من خروجه سمعت نقراً خفيفاً على بابها .. من ثم دخلت والدتها والقلق يفيض من عينيها ويسيطر على تعابيرها .. جلست واحتضنت نور بحب .. وظلت بجانبها تربت عليها وتتخلل خصلات شعرها الأسود الناعم بأناملها الحنونه :
- هل تعلمين كم تؤلمني رؤية دموعك ؟.
كادت نور أن تعاود البكاء .. ولكنها استنفذت كل ما تدخره من دموع في يومها الطويل هذا .. فعادت الأم تحدثها بصوت منخفض :
- لقد شعرت اليوم وكأن الآف الخناجر تجرحني .. وأنا أطالع حزنك مكتوفة اليدين .
أجابتها نور بصوت غير مسموع :
- أنا حقا أسفه .
- لا عليك حبيبتي .. فأنا أشعر بتحسن شديد بعد مجيء حسام .. ولا يهمني إن كان صادقا فيما قاله لنا .. يكفيني فقط أنه قريب منك .
- صحيح .. كيف علم حسام بالأمر ؟.
- لقد استدعيته أنا .
شعرت نور ببعض الخجل من والدتها .. ولم تعرف بماذا تجيبها .. أطلقت حياة تنهيدة حارة وأردفت قائلة :
- كم يذكرني بوالدك .. فهو يشبهه في كل شيء .
ظلت حياة تتحدث بصوت حالم عن ذلك الزوج الحبيب .. الذي يكاد اشتياقها له يقتلها .. والذي لم تكن تجد فرصة لتتذكره .. إلا في فكرها المشغول دوما بإقتفاء أثاره في بيتها .. فهي لا تزال تراه في كل ركن وكل زاوية .. تكاد تسمع صوته .. وترى إبتسامتة العطوفه .. حتى أنها تشعر بطيفه يرافقها في كل خطوة تخطوها .. فهي مؤمنة بأنه لايزال موجودا في حياتها .. وسيظل كذلك .. مثلما كان دائما ..

في الصباح الباكر كانت تحس بالكثير من النشاط .. وتشعر بارتفاع معنوياتها بعد ذلك النوم العميق الذي حضيت به .. وكان أول ما قامت به هو اتصالها برهف وطمئنتها .. والتي ردت عليها بصوت مذعور :
- نور .. حبيبتي .. هل أنت بخير ؟.. ما الذي حدث لك بالأمس ؟.. ولما لم تجيبي على اتصالاتي ؟.
ضحكت نور بمرح ثم أجابت عن التساؤلات :
- صباح الخير أولا .. أنا بخير .. ولم يحدث لي شيء مهم .. ولكني كنت مرهقة بعض الشئ ولم أستطع الحديث .
- هل تدركين كم أقلقتني يا آنسة ؟.
بدأت نور تقص عليها أحداث أمسها بعد أن أعتذرت منها .. وقبل أن تغلق الهاتف ذكرتها رهف بموعدها مع حسام .. وحذرتها من الإستخافها المعتاد بصحتها .. خاصة بعد أن بعث حديث نور القلق إلى صدرها ..

بعد العصر بدأت نور تحضر نفسها للذهاب إلى عيادة حسام .. كانت تتوقع بعض المضايقات المعتادة من الخال نبيل ولكنها فوجئت بتجنبه لها .. عندما وصلت وجدت الخالة نظرة هناك فأحتضنتها بصدق وقبلتها وهي تنظر لها بإعجاب :
- إنك تكبرين وتزدادين جمالا ..
شكرتها بحياء شديد .. ثم سألتها عن أحوالها .. وعن أولادها الصغار .. محاولة أن تحول دفة الحديث عنها بعد أن شعرت بالإحراج الشديد من نظرات بعض الأشخاص الذين كانوا يتفحصونها لكي يتأكدوا من مدى صحة تلك العبارة ..
بعد دقائق كانت تجلس أمام حسام .. رحب بها بإهتمام بالغ .. وبدأ يجري عليها الفحوصات المعتاده ويسألها الكثير من الأسئلة .. ولا يدع تفصيلا صغيرا عن كل عاداتها مؤخرا إلا ووجه الآف الأسئلة عنه .. كانت نور تجيبه جادة في بعض الأحيان .. ومازحه في أحيان أخرى فهي لم تتعود منه هذا الأسلوب الطبي الجاد في الحديث .. كما أنها كانت تسعى لتخفيف توترها أيضا .. في الأخير أعطاها بعض النصائح الطبية .. فتسائلت :
- هل هنالك مايقلقك في حالتي ؟.
نفى بسرعة شديدة سؤالها :
- أبدا صغيرتي .. ولكن يجب أن تحرصي على النوم بشكل كافي ومنتظم .. ولا تجهدي نفسك .
- حسنا ..
تبادلا كلمات الوداع .. من ثم توجهت عائدة نحو بيتها ..
كانت الأيام تمر عليها بشكل رتيب جدا .. وفي ترقب ممل لظهور نتائج الإمتحانات .. وفي يوم وهي تجلس أمام حاسوبها المحمول .. وتسعى لتدريب سمعها في نفس الوقت .. على عدم سماع تردد صوت الخال نبيل وهو يؤدي سمفونياته الكثيرة والمعتادة .. فلقد كانت الساعة الواحدة بعد الظهر .. وهو وقت مقطوعته الشهيرة التي يستجدي بها المال من والدتها حتى يستطيع شراء القات ..

قلبت نور شفتيها وهي تفكر بتلك الورقات الخضراء التي تدمر بلدها الحبيب بصمت قاتل ..
كيف يفقد الرجل عقله عندما يحين وقت القات .. ويبدأ يسخر تفكيره في كيفية جلب المال لشراءه ..
متجاهلا أي أولويات في حياته .. فخالها هو أكبر مثال تضربه لتلك الدمى التي يحركها القات بخيوطه الوهمية .. فهو يكون مستعدا أن يقلب البيت رأسا على عقب ولن يمل أبدا حتى يحصد غايته .. وما أن يصبح المال في جيبه .. لا تدري من أين تاتيه تلك السرعة الخيالة للخروج من البيت ..
من ثم تأتي المرحلة التالية عندما يعود وبيده ذلك الكيس البلاستيكي المحتوي على الورقات التي تمص الحياة من كل البيوت .. وقد بدأ يمضغ بفمه بعضا منها كانت تلك المرحلة تعتبر من أفضل المراحل .. فهو يشعر بالسعادة والإنشراح حتى أنه يبدأ يدندن مع أي لحن يسمعه ..
وما هي إلا دقائق حتى تنشط مخيلته بسبب ذلك السم الأخضر الذي يلوكه في فمه .. فيعتقد بأنه أحد المشاهير في أي وكل المجالات أيضا .. ويبدا تغير وضعه .. ووضع أسرته .. من ثم بلده .. ووطنه العربي .. وقد يصل إلى تغير العالم كله نحو الأفضل من وجهة نظره وتحليله الشخصي ..
أما أسواء الأوقات عندما ينتهي المساء وتنتهي معه كل وريقات القات .. فينقلب ذلك السرور والإسهاب في الحديث .. إلى تجهم وضيق .. وعزوف تام عن الكلام .. وكأنه نسى طرق التخاطب مع من حوله إلا ليلقي الأوامر في طلب العشاء .. وغيرها من الأحتياجات ..

أفزعها ذلك الصوت الغير متوقع من خلفها .. عندما جذبها من أفكارها الساخرة والتي ترثي بها حال فئة كبيرة من شعبها :
- نور .. هل تودين شيئا من الخارج لأجلبه لك ؟.
كادت أن تفغر فاهها من شدة الدهشة بعد رؤيتها لذلك الشخص الواقف على باب حجرتها منتظرا .. فسارعت مجيبه :
- لا .. لا ..
ثم تداركت نفسها وعادت تقول بصعوبة بالغة :
- أشكرك .
أجابها الخال نبيل ببساطة :
- حسنا .
كانت تتابع بسمعها خطواته المتجهه نحو باب الخروج .. فسمعت والدتها تخاطبه :
- إلى أين ؟.. ألن تتناول الغذاء معنا ؟.
- لا .. فهنالك صديق سيدعوني للغذاء .
ما هي إلا ثوان وأصبح البيت هادئا جدا بعد خروج ذلك الإعصار الحي منه .. كانت نور لا تزال تحت تأثير الصدمة .. ما هذا التصرف الغير معهود منه .. لا يمكن أن يصدق عقلها ما شاهدته عينيها قبل قليل .. كان نداء والدتها هو المنقذ الوحيد لإنتشالها من الذهول .. فأسرعت تجيبها وهي تغلق جهازها .. وعندما دخلت المطبخ وجدتها تضع اواني الطعام بعصبية على الطاولة .. وهي تحدث نفسها بصوت مرتفع :
- من سيتناول كل هذا الطعام ؟.
جلست نور بهدوء ولم تضف كلمة واحدة .. ولا حتى تعبيرا ساخرا بملامح وجهها .. فهي لاتحب مثل هذة الأحاديث لأنها تدرك مدى قدرتها على الإحتمال .. ومؤكد ستفقد أعصابها .. وهي لا تود أن تجرح والدتها .. لذلك تفضل المشاركة بالصمت في كل المواضع التي تخص الخال نبيل .. عادت والدتها تكمل تساؤلاتها :
- أنا لا أعرف من أين ظهر لنا هذا الصديق .. الذي يغدق عليه بالمال والعزائم من الحين للآخر .
تنهدت حياة ثم قررت تناول غدائها بصمت كما تفعل ابنتها .. نظرت إليها نور برثاء ثم حدثتها لتغير ذلك الجو الكئيب الذي يلفهم والذي تكرهه هي كثيرا :
- أمي .. سوف ألتقي اليوم برهف في المجمع التجاري ..
- لماذا ؟.
- إنها تود أن تشتري هدية لخطيبها بمناسبة ترقيه في العمل .. ولقد نسيت أن اخبرك بذلك .
- لا باس .. ولكن لا تتاخري في العودة إلى المنزل .
- حسنا ..
بعد أن أدت نور صلاة العصر بدأت تتجهز للخروج .. وعندما صارت الساعة الخامسة كانت تعبر البوابة الضخمة للمجمع التجاري الكائن في مدينة عدن .. ومثلما أتفقت مع رهف وجدتها في أنتظارها .. تبادلتا كلمات السلام .. والتعبير عن اشتياقهما لبعض ..
لقد كان يوما جميلا قضته برفقه رهف .. فلم يكن التسوق وحده ما يجعلها تحس بتلك السعادة ولكنها تلك الصديقة المرهفة المشاعر خفيفه الظل .. والتي تجعل كل حدث يمر بحياة نور ذات طعم ومعنى مختلف ..
- هل تعرفين أن الخال نبيل عاملني بلطف هذا اليوم ؟.
- غير معقول .. هل قرأتم عليه بعض الآيات القرانية ؟.
ابتسمت نور نافية .. ثم أردفت :
- لقد كنت أفكر بالقات عندما جاء وقطع شرودي .
- وبماذا فكرتي ؟.
- كنت أحصي مراحله النفسية والتي يحركها في صدور متناوليه .. ورحلة شبابنا معه .. وخاصة هؤلاء الأولاد اللذين لم يكملوا دراستهم الثانوية بعد .. والذين يدمرون حياتهم بأيديهم قبل أن تبنى .
- معك حق .. فحتى شباب الجامعة الواعي يقع فريسة تلك المبررات .. بأنه يبعث على النشاط ويفيد في الإستذكار .
- لقد اصبح مجتمعنا لا يسير إلا به .. وأكثرية العلاقات والناسبات الإجتماعية تقوم بوجودة .. حتى في أداء واجب العزاء .
كانت رهف تستمع بإهتمام بالغ .. بعد أن وصلت مشاعر الأسى إلى قلبها .. ثم تحدثت فجأة بمرح :
- هل تعرفين أنهم كانوا يوقفون القتال في حرب 94 .. عندما يحين وقت القات .. ثم يعاودونه بعد أن ينتهي موعده .
هنا ضحكت نور مؤيدة حديث صديقتها .. وقبل أن تضيف شيئا .. رن هاتف رهف وأجابت والفرحة ترن في صوتها :
- مرحبا يا أحمد .
كانت نور تستمع لحديثهما بحب .. وبعد أن أبلغت أحمد سلامها على لسان خطيبته .. أجابت رهف لسؤال أحمد الذي لم تسمعه هي :
- نحن الآن في المجمع التجاري .. ألم أخبرك بذلك ؟.
رد عليها أحمد مازحنا :
- بلى .. ولكنك لم تخبريني بأنك تودين شراء هدية لي .
رفعت رهف حاجبيها بإستغراب بعد أن نظرت إلى نور بشك .. فهي لم تطلع أحدا على نيتها تلك :
- من أخبرك بذلك ؟.
- أخبرني هذا الكيس الذي تحملينه بيدك .. والمسجل عليه اسم إحدى محلات الذكور .
تلفتت رهف حولها وفرحتها تكاد تقفز من عينيها .. فرأت أحمد ينتظرها بجانب سيارته في أحد أركان الساحه التي امام المركز .. توجهت نحوه مندفعة .. وكان هو يتمنى لو استطاع تطويقها ليخمد ذلك الشوق الذي يعذبه في بعدها .. كانت نور تتقدم نحوهما بخطوات بطيئة .. حتى تسمح لهما بقضاء وقت أكبر مع بعضهما .. ثم ألقت التحية على أحمد .. فحدثتها رهف بحماسة :
- أليست مفاجأة رائعة يا نور ؟.
هزت نور رأسها بخجل وهي تحاول منع إبتسامتها .. فلقد كان أحمد يطالع ملامح خطيبته الجميلة والتي تزداد جمالاً في وجوده .. حقا إنها لا تعرف من أين يأتي هذا السحر الكامن بين عيني رهف عندما ترى حبيبها والذي يغمر كل ملامحها .. أشار أحمد لرهف بعينيه نحو ما تحمله بين يديها :
- ألا تودين المساعدة ؟.
احتضنت رهف ذلك الكيس .. وهي تمازحه :
- لا .. وأشكرك أيها الشاب الشهم .
ضحك أحمد وهو يفتح لهما باب سيارته .. بعد دقائق كان الثلاثة يتوجهون بسيارة أحمد نحو مدينة المعلا .. طلبت منهم نور إيقافها عند عيادة حسام .. فلقد مر وقت طويل لم يتصل بها منذ أن كانت عنده في العيادة للإطمئنان عليها .. رحب الخطيبان بذلك الإقتراح حتى يستطيعان إلقاء التحية على حسام ..
كانت نور تشعر بفخر شديد وهي تعرف أحمد بأبن عمها .. وبعد أن تبادل الأربعة الأحاديث الخفيفة .. وانسحبت رهف برفقة أحمد ليعيدها إلى بيتها .. جلست نور تنتظر حسام حتى يتجهز للرحيل فلقد كان قد انتهى من عمله ..
ظلت هي تتطلع لتلك الصور المعلقة على الحائط والتي لا تمل من رؤية الأطفال الذين يظهرون عليها .. وجدت بعض الملفات على مكتبه .. فأخذت إحداها لتتصفحه .. لم تكن لتفعل ذلك لولا إذ جذبها اسمها المكتوب عليه .. بالطبع لم تفهم شيئا من تلك الكلمات الإنجليزية الدالة على مصطلحات طبية .. ولكنها لا تدري لماذا تسلل الخوف إلى قلبها وهي تحاول حفظ تلك الكلمة المكتوبة أمام مربع المرض .. اختطف حسام الملف من بين يديها .. وكانت تدرك بأنه يخفي عينيه عنها عندما أعاده إلى مكانه وهو يدير لها ظهره .. تسائلت هي بصوت منخفض :
- حسام .. هل أعاني من مرض ما ؟.
- لا صغيرتي .. ما هذا الكلام الغريب .
لم يكن حسام يجيد الكذب أبدا .. كما أنه لا يستطيع إخفاء شيء عليها .. فوقفت لتواجهه بعينيها المتسائلتين :
- لا تكذب علي .. فأنا أعرف أنك تخفي علي أمرا .
رفع عينيه إليها .. محاولا التحدث ببساطة :
- أنا لا أخفي شيئا .. ما بك اليوم .. وما الذي دفع بهذة الفكرة إلى رأسك ؟.
- هذا الملف الطبي .
بدأ حسام يحدثها بهدوء :
- ألم أقم بفحصك قبل أيام ؟.
- بلى .
- إذا ألا يجوز أن أحفظ لك بياناتك في ملف كهذا ؟.
هزت رأسها باستسلام .. وكان هو يدرك بأنها لم تقتنع .. ومؤكد ستعاود استجوابه .. فراح يشتت انتباهها :
- كيف أنت هذة الأيام ؟.. وكيف علاقتك بالخال نبيل ؟.
نظرت له بإستغراب بالغ :
- هل أنت السبب ؟.
أجابها مسرعا كمن ينفي تهمة عن نفسه :
- السبب في ماذا ؟.
- لقد تغيرت معاملته معي كليا وأصبح شديد اللطف .. هل حدثته بشيء ذلك اليوم .
- لقد أعتذرت بالنيابه عنك فقط .. ربما هو يحاول التغيير من تصرفاته معكما نحو الأفضل .
- لا أظن فتغيره مقتصر في معاملته لي .
- وهل يضايقك هذا الشي ؟.
لم تجبه نور فهي حقا لا تستطيع أن تعبر بحرية عن أي شيء يخص الخال نبيل .. نظر هو إلى الساعة ثم استحثها على الرحيل قائلا :
- دعيني أوصلك الآن إلى البيت أنت والخالة نظرة .. حتى لا تتاخري .
بعد أن دخلت البيت وألقت التحية على والدتها .. وحدثتها بشكل مقتضب عن أحداث يومها .. توجهت مسرعة نحو جهازها .. لتتصفح من خلاله شبكة الإنترنت وبدأت تبحث عن تلك الكلمة التي قرأتها بالإنجليزية في ملفها الطبي .. لقد كانت لغتها الإنجليزية جيدة جدا .. ولكنها لا تفهم هذة الكلمات الطبية التي تظهر أمامها والتي لم تستطع ايجاد معضم المعاني في المعجم .. والقليل الذي فهمته زاد مخاوفها .. فأغلقت جهازها بعصبية ورمت نفسها على سريرها .. وهي تحس بأن رأسها سينفجر من كثرة تلك الأشياء التي تجهلها ..
أولا هذا التغير الذي أصاب خالها .. والمتبلور عليها هي فقط .. هل كان صراخها عليه هو السبب .. فهي تشك في أنه ينوي تحسين أخلاقه بدءً بها .. أو أن حسام هو من دفعه إلى ذلك التغيير .. ولم يرضى أن يطلعها على حقيقة الأمر بينهما ..
ولكن منذ متى وحسام يخفي عنها مثل هذة الأمور .. تذكرت في ذلك الوقت الإرتباك الذي أصابه عندما وجدها تقراء في ملفها .. يبدو أنه بدأ بتعلم كيفية اتقان الكذب عليها .. ولكن ما حاجته لذلك .. هي هي مصابه بمرض خطير .. وهو يخشى أن يصارحها بحقيقه ما تعانيه .. ويفظل ان يهتم بها دون أن تعلم .. أو ربما لن يحتاج الإهتمام بها بعد اكتشافه بأن حالتها لا تقبل العلاج .. هزت رأسها بسخريه وهي تحاول طرد تلك الأفكار منه .. مؤكد أن خيالها الخصب يساهم في تضخيم الأمور .. فيجعلها تبالغ في ردود أفعالها ..
زفرت بضيق عندما فكرت بنتائج إمتحاناتها .. إن كليتا أيضا شاركت في نسج خيوط المجهول التي تلفها .. وأقسمت على تعذيبها وعدم إظهار النتائج بشكل سريع .. فهي تكره هذا الوقت .. والذي تعده أسواء من فترة الإمتحانات نفسها ..
حتى أن سامح أبا أن يظل متفرجا .. وبدأ يؤدي دوره بأتقان .. ومع كل يوم يمضي يمعن في إرباكها واللهو بعواطفها ..
متى سيدركون جميعا .. بأنها تكره هذا الغموض .. ولا تود أن تقيد بحلقات سلسله المجهول التي يصنعونها ..

رونق الروح 25-04-10 12:42 AM

لاااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااا كده يا ايمان كل ما اقول انى هنساه تحطيه فى موقف يكبره فى عنيه

تسلمى ايمان على البارت الرائع والنهايه الغامضه ومن دلوقتى احد البارت الجديد ماينزل هفكر هى نور عندها ايه
تسلمى يا احلى ايمان وبعدين ايه حكاية نبيل ده فيه ناس بتعمل علشان الفلوس كل ده متدبريله حدثه وموتيه فيها علشان تريحينا منه

هبة 25-04-10 12:57 AM

مشكورة إيمان على البارت ...


نور ... ما تخلى الوساوس تأخذك و تجيبك >>> ما أظن إن عندك مرض خطير و إلا أول شيئ راح تشوفى حسام و أمك الحزن ماليهم و بالأخص أمك مش راح تقدر تمسك أعصابها لأنك بنتها الوحيدة ... فعاد ريحى رأسك من هالوساوس و فكرى ب حسام الفارس النبيل ...و بس


حسام ... أتمنى لو أستطيع التوغل فى عقلك و قلبك لأعرف كيف تفكر و تحس >>> الضيق اللى بان من مكالمتك مع سامح بيزيد الأمل جواتى من إن عشق نور متغلغل فيك و إنك بتحاول ترجع العلاقة بينها و بين سامح لإطارها الصحيح ... إطار الأخوة لحتى تقدر تخطو و تحصل على قلبها ... فى شيئ ثانى أقلقنى ... شو المرض اللى عند نور >>> قد ما فى حاولت إنى أطمئنها و لكن من داخلى مو مرتاحة <<< الله يستر ...


رهف ... ربى يسعدك أنت و أحمد و ما يغير عليكم ...


إيمان متابعاكى و شكراً لك




ربى يحمى بلادنا و شبابنا من كل شيئ بيأذيهم ... قبل فترة قرأت موضوع عن اليمن و القات ... الصراحة صدمت >>> مخدر و يعلمون مدى خطورته و ما زالوا يتعاطونه ... سواء كانوا جهلة أو متعلمون لا فرق ... و لكن التغيير يبدأ من واحد ... و إذا صمم الشباب الواعى على إيقافه فسيوقفونه ... و الطريق الطويل أوله خطوة ... رب العالمين معكم


الساعة الآن 12:46 PM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.