21-07-10, 06:34 PM | #61 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة
| 5- مع التيار أحست رهبة لقائه في الصباح التالي , أنما لم تقدر أن تتحاشى رؤيته بسبب الوضع الجديد الذي كان ينتظرها , فحين دخلت المطبخ , قالت لها السيدة ماسترز: " صحة السيد ديننغ ليست على ما يرام يا عزيزتي". ماذا حدث الآن؟ تساءلت وهي تصعد الدرج.... هل أعتلق قلبه حقيقة هذه المرة؟ طرقت باب كليفورد وفتحته فوجدت موراي في الغرفة , كان يقبض على رسغ كليفورد ألا أنه أرخى يد أخيه عندما رآها , كان موراي يحمل في يده الأخرى ميزان حرارة ويهزه ليهبط الزئبق , وكانت عيناه باردتين حين ألتقتا عينيها للحظة خاطفة , وقال: "أصر خطيبك على أن أقيس حرارته , أنه لا يكاد يعطس حتى يمد يده الى الميزان". فغمغم كليفورد وهو يريح رأسه على الوسائد: " وماذا يقول الميزان هذه المرة؟". فأجاب موراي ببساطة: " حرارتك مرتفعة قليلا بسبب الرشح الذي ألتقطته على الأرجح من السيدة ماسترز". فتأوه كليفورد وسأل وهو يلصق خده بالوسادة: "ألا يمكنك أن تعطيني شيئا لتخفيض الحرارة؟". وأستفسرت أدريان من موراي قائلة: " أأنت متأكد من أن الأمر مجرد رشح؟ كيف تعرف ذلك ما دمت لست طبيبا؟ قد تكون الحرارة بداية مرض أسوأ". فرمقها بأحتقار وأجاب: " يا ألهي! كم أكره أن أكون طبيبك عندما تنجبين أطفالا يصابون بأمراض الطفولة , وأضطر الى معالجتك مع أطفالك لأنك ستكونين في حالة عصبية سيئة". تجاهلته وأستدارت الى خطيبها تقول: " هل تريدني أن أستدعي الطبيب يا كليفورد؟ أخبرني رقم هاتفه....". فقاطعها موراي والكلمات تخرج من بين أسنانه: " لا , لن تستدعي طبيبا , أنه يشكو مجرد رشح , فكفي عن القلق بحق السماء! حبيبك لن يموت بين ذراعيك من رشح عادي". تجاهلته للمرة الثانية وسألت خطيبها: " هل آتي لك بشيء يا كليفورد , أتحب أن تشرب شيئا ساخنا؟". فأخذ بيدها وقال: " شكرا لكل هذا العطف يا عزيزتي". أنحنت لتمسح العرق عن جبينه , فأبعدها قائلا: " لا , لا أريدك أن تلتقطي العدوى". فقال صوت خلفها بأزدراء: " بالطبع لا يريد ذلك, لأنك أذا مرضت فلن يجد من يخدمه ويدلله بهذا الهوس , وأذ ذاك ستحل به مصيبة أكبر". أستدارت بعنف وقالت وعيناها تتوهجان غضبا: " هل لك أن تلتزم شؤونك الخاصة؟". أستدارت صوب الدرج شامخة الرأس , فأمسك بكتفيها وجعلها تواجهه ثم طقطق بسبابته وأبهامه وقال: " بعد الذي جرى ليلة أمس , ما علي ألا أن أفعل هكذا حتى تأتي بلا تردد ولا أحجام". هتفت: " أوه , دعني وشأني!". وركضت تهبط الدرج. رجعت بعد الظهر وجلست في غرفة الأستقبال تراجع النص الذي طبعته في اليوم السابق , كان موراي في غرفته وكليفورد نائما. رن الهاتف فهرعت ترد عليه خشية أن يوقظ رنينه كليفورد , كان المتحدث أمرأة , وسألت: " هل يمكنني التحدث الى البروفسور ديننغ , من فضلك؟". فتنفست أدريان في عمق وقالت: " أتقصدين السيد كليفورد ديننغ أم.......". " بل أقصد البروفسور دينينغ , الدكتور موراي ديننغ , أعتقد أنه موجود على هذا العنوان". كادت السماعة تسقط من يدها , لكنها تمالكت صوتها , وسألت بلهجة السكرتيرة الدقيقة: " من المتكلم من فضلك؟". " أعلميه أن غريتل ستيل تطلبه ,هلا فعلت ذلك؟". صعدت الدرج بخطى ثقيلة وطرقت باب غرفة موراي , ففتحه وقال: " نعم؟". فسألته: " بروفيسور دينننغ؟". " أجل , أنا هو". " هناك من يريدك على الهاتف , سيدة أسمها غريتل ستيل". شكرها وقد شعت عيناه , وهبط الدرج قبل أن تجد وقتا للتنفس. وسمعته يقول وهي تنزل السلم بدورها: " هذا موراي..... غريتل يا عزيزتي , كم يسرني أن أسمع صوتك! متى رجعت؟". مرت به أدريان في هدوء ودخلت غرفة الأستقبال لتبعد صوته عنها , أذن هذه هي صديقته الخفية , المرأة التي كان يتجنب ذكرها , كانت غائبة والآن عادت من السفر , صوتها دل على أنها دمثة وشابة , وما كان هناك أدنى شك في أن موراي يعزها كثيرا , أستندت أدريان الى ظهر المقعد وأغمضت عينيها ,كانت تبكي في داخلها وتذرف دموع اليأس. | ||||
21-07-10, 06:53 PM | #62 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة
| أذن هو رجل أكاديمي عالي المستوى من خارج عالمها , يعيش حياة مختلفة تماما عن حياتها , ويخالط أصدقاء على المستوى الفكري ذاته , كم هو يضحك الآن من خطيبة أخيه الجاهلة , العديمة الثقافة! وسمعته يقول لصديقته: " متى أراك؟ هل لنا أن نلتقي في منتصف الطريق؟ أحجزي الليلة غرفة في مكان ما فلعلني..........". أقفل الخط أخيرا , ودخل غرفة الأستقبال فألقى بنفسه على المقعد المقابل , وسألها بتحد: " ما بك صامتة؟ ألن تبدأ الأسئلة بالأنهمار؟". فقالت بنبرة أتهامية: " لقد أخبرتني أنك أستاذ محاضر , تقوم بأبحاث........". " هذا صحيح في الجوهر فأنا أحاضر ..... لاحظي الفرق بين التعبيرين , كذلك أعمل في البحوث". " لكنك بروفيسور , منذ متى حصلت على الدكتوراة؟". " على ماذا؟". " على الدكتوراة في الفلسفة؟". " أوه , آسف لبلادتي .... حصلت عليها منذ بضع سنوات". " وهل الآنسة ستيل ..... صديقتك المفضلة؟". " لديك فضول رهيب حول النساء في حياتي ولا أدري لماذا .... لكن أعلمي أنها السيدة ستيل , بل هي أرملة البروفسور الراحل ديفيد ستيل الذي لقي مصرعه قبل سنة في حادث طيران مأساوي". توقف لحظة ثم أضاف: " كان ديفيد أعز الأصدقاء الي". " آسفة". " لقد عادت لتوها من السفر , وكانت قد أخذت أجازة لمدة سنة , قضت معظمها في جامعة أوسترالية حيث قامت ببعض الأبحاث , أختها تعيش هناك ولذا سكنت معها على أمل أن يساعدها ذلك على نسيان خسارتها الفادحة لزوجها". " هل هي ... زميلة لك؟". " أجل , أنها تعمل تحت أشرافي وفي القسم نفسه , ولذا سأراها كثيرا من اليوم فصاعدا , هل أنتهيت؟ أذا طرحت أسئلة أخرى حولها سيتبادر الي أنك تغارين منها". توردت حتى منابت شعرها وتشاغلت بالنظر الى الأوراق المطبوعة فأنحنى صوبها وسأل: " هل تغارين منها يا أدريان؟". فأجابت بصوت هادىء أثار أستغرابها: " أنسيت أنني مخطوبة؟". حدق الى يدها اليمنى وقال: " ألم يشتر لك الخاتم بعد؟ ألا يريد تحذير سائر الرجال من عدم قطف هذه الزهرة التي تخصه وحده , لشدة سروره وزهوه بموافقتك على الزواج منه؟". فسألته وهي تنظر الى الأوراق على حضنها: " لو كنت ألبس الخاتم , هل كان ذلك ليردعك ليلة أمس؟". فأجاب في وضوح تام: " كلا , لا شيء كان ليردعني ليلة أمس". ناداها كليفورد في تلك اللحظة , فغادرت الغرفة وصعدت الدرج بسرعة. كان يجلس على فراشه وطلب منها كوب ماء , ناولته أياه فجرعه بنهم , كذلك بدا متوردا من الحمى , فسألته مبتسمة وهي تحاول أخفاء القلق في صوتها: " كيف حالك الآن؟". " ما زالت متعبة, أين موراي؟". أستغربت مجددا أعتماده على أخيه الأصغر وأجابت: " في غرفة الأستقبال, هل أطلب منه أن يصعد؟". أومأ برأسه فنادت موراي الذي أرتقى الدرج بخفة , وبدا غير مبال بأخيه كعادته , أستوضحها الأمر فقالت: " حرارته مرتفعة , هل تنصح بأستدعاء الطبيب؟". دخل غرفة أخيه دون أن يجيبها , وجس جبين كليفورد ثم وضع أصابعه على رسغه كما لو كان يجس نبضه , راقبته أدريان في أستغراب , فأبتسم لها وقال: " ها هي دروس الأسعاف الأولى , تفيدنا من جديد". وسأله كليفورد بصوت أبح: " هل أنا بخير؟". " أنت على أحسن ما يرام بالنسبة الى الرشح الذي تشكو منه". تركها وذهب الى غرفته وما لبثت أن سمعته يناديها وحين ذهبت اليه ناولها قرصي دواؤ وقال: " أنني أحتفظ بكمية من هذه الأقراص للطواريء , دعيه يتناولها مع الماء أيتها الممرضة". نفذت طلبه بلا معارضة, وقد بدا لها طبيعيا بحكم الظروف أن تتلقى الأوامر منه , أما كليفورد فأبتلع الحبتين بسرور طفولي كما لو أنهما تحتويان مادة سحرية كفيلة بشفائه , بقيت معه حتى موعد الشاي , وكان قد تحسن وأنتعش قليلا , ووعدته بأن تعود مساء لتطمئن عليه. | ||||
22-07-10, 07:09 PM | #69 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة
| اخبرت أمها أن مخدومها مريض وأنها مضطرة للعودة لأتمام عملها , فتقبلت أمها الأمر لأعتيادها على مواعيد عملها غير المنتظمة , وقالت تلح عليها: " لا تتأخري في الرجوع كما فعلت الليلة السابقة , فلا أحب البقاء طويلا لوحدي". تذكرت أدريان سبب تأخرها بمزيج من الألم والسرور , وأكدت لأمها أنها ستعود باكرا هذه المرة. وجدت كليفورد في أنتظارها , وأثبتت لها الصينية الفارغة انه تعشى جيدا , ناولها بضع صفحات كان كتبها بعد ذهابها وقال: " أنها قليلة وكتبتها بخط مزعج , لكن حبذا لو تكرمت بطبعها هذا المساء". أخذتها الى الكوخ بصحبة فليك الذي سرعان ما ربض في مكانه المعهود عند قدميها , كانت العتمة بدأت تتجمع فأضاءت النور وعملت بعض الوقت , ثم لما أشتد الظلام في الخارج وراحت الهوام تحوم على زجاج النافذة في محاولات اشلة لأختراقه , رفعت رأسها فجأة , أذ سمعت صوتا خارج الغرفة , فقفز قلبها لظنها ان موراي اتى. أنجذب بصرها الى النافذة فرأت وجها يحدق فيها. فتحت فمها لتصرخ فما وجدت صوتها , عندها هب فليك يجعر ويكشف عن أنيابه وعواؤه يملأ الكوخ , فأستدارت حدقتا الوجه البشع اليه ترقبانه وهو يحاول القفز الى النافذة , ثم أبتعد الرجل وأختفى , فيما تجمدت أدريان رعبا أذ حسبته سيدخل الكوخ. ركض فليك الى الباب وقفز عليه مرارا وعواؤه العالي كفيل بتخويف قبيلة من اللصوص , ألا أن الرجل لم يدخل , وبعد عشر دقائق من الخوف الرهيب تجرات أدريان على فتح الباب وهمست للكلب: " تعال يا فليك .... يجب ان نعود الى البيت.... أبق معي يا صديقي". فهم الكلب مرماها , فركض معها بين الأشجار وظل الى جانبها حتى وصلا البيت , اندفعت تفتح باب المطبخ وواجهتها ظلمة الداخل أذ كانت السيدة ماسترز قد صعدت الى غرفتها , وأخذت تتحسس طريقها , وأندفعت أخيرا الى غرفة الأستقبال , كان موراي هناك ووقف لدى دخولها فكادت تسقط بين ذراعيه. كان لونها مخطوفا من الذعر وجسمها يرتعد وأسنانها تصطك فلا تقوى على الكلام . " يا ألهي! ماذا حدث؟". سألها موراي فلم تستطع جوابا , فيما أخذ الكلب المنفعل يدور على نفسه كاشفا عن أنيابه. ألتصقت بموراي فعاد يستفسر ملهوفا: " ماذا حدث يا أدريان , أخبريني". فقالت متلعثمة: " لا بدأ ..... أنه الرجل ال.... الذي حذرتني أمي..... منه والذي ش.....وهد يتسكع في القرية". فأجلسها على المقعد في رفق وقال: " سأخرج لأتقصى الأمر". فتمسكت به وهتفت: " لا , لا تفعل ! فقد يكون في الخارج وقد يؤذيك". فأقتلع يده من يدها المتقلصة وقال باسما: " لا تقلقي علي فأنا قادر على حماية نفسي". خيل لأدريان أنه غاب لزمن طويل قبل أن يعود ويقول: " لم أر له أثرا لكن السياج مكسور , لا بد أنه جاء عبر الحقول وصعد عليه الى الحديقة , من الأفضل أن نخابر البوليس". فتوسلت قائلة: " موراي , لا تخبر كليفورد , فقد يقلقه ذلك". " لن أخبره حتى في الحلم , فهو لن يقلق فحسب بل سيطير صوابه ذعرا..... ليس عليك أنت و لا تخدعي نفسك .... بل على كتبه الثمينة التي يحتفظ بها في الكوخ". وبعدما خابر المخفر عاد يطمئنها: " قالوا أنهم سيعممون أنذارا في المنطقة الى كل رجال البوليس , وطلبوا أن نعلمهم أذا ما ظهر الرجل مرة أخرى". ثم أبتسم لها وسأل: " أهدأت الآن قليلا؟". أومأت برأسها وأجابت: "أعتذر لكوني طرحت نفسي عليك.... كنت خائفة جدا ولا أشعر بما أفعل". فعلق بجفاف: " أدركت أنك ما فعلت ذلك بدافع الحب". ثم أردف مقطبا: " من الأفضل لك ألا تعملي في الكوخ ليلا حتى يمسكوا بذلك المتسلل ..... لو ما كان فليك هناك.....". وأنحنى يداعب الكلب هامسا له: " اعتن بسيدتك جيدا يا صديقي". ثم قال للفتاة: " أفضل لو تتخلين عن نزهاتك المسائية في الوقت الحاضر يا أدريان , حيث لا أمان بوجود شخص مريب كهذا". " وأنا أفضل أن لا أخبر أمي كيلا تقلق..... ليس علي بل على تركها بمفردها". فجلس موراي وقال مفكرا: " غريب جدا أن يتشابها الى هذا الحد ...... خطيبك زأمك , هل يقدمان دائما مصالحهما على مصالح الغير؟". تمهلت في أعطاء الجواب ثم قالت في وجوم: " نعم ". | ||||
22-07-10, 07:42 PM | #70 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة
| جلس على ذراع المقعد وأطبق أصابعه على رسغها فعرفت أنه أستطاع جس نبضها المتسارع ........ سألها: " هل أعطيك شيئا يهدئك؟". فودت لو تخبره أن لا شيء يهدىء أعصابها ما دام هو قريبا منها الى هذا الحد. " ماذا ستعطيني ؟ حليبا ساخنا؟". " بل حبة دواء مهدئة". " لا شكرا , سأتحسن قريبا". ثم أغمضت عينيها وقالت: " يجب أن أعود الى الكوخ لآتي بالأوراق". " سأذهب معك ثم أوصلك الى البيت". شعرت بالأمتنان لتفهمه فضغطت على يده , ولما أنتبهت لغلطتها سحبتها ونهضت واقفة , قالت بشيء من الذعر: " سأمضي الآن الى الكوخ". تبعها عبر الحديقة وفليك يقفز أمامهما ,أرتجفت قليلا فأحاط كتفيها بذراعه وسأل: " بردانة؟". " تركت كنزتي على المقعد في غمرة خوفي". ساعدها على أرتدائها , وأنصرف الى ملاعبة الكلب حتى وضبت الأوراق المطبوعة وأقفلت باب الكوخ خلفها. وفي الردهة , قالت: " يجب أن ألقي على كليفورد تحية المساء ,أبق هنا يا فليك". فقال موراي: " لا بأس , سأرعى كلبك بينما تودعين حبيبك". فحز في نفسها أن يعود الى سخريته وكأن أنسجامهما السابق لم يكن . وسألها كليفورد: " هل أنهيت طباعة النص؟". " ليس.........تماما , لكنني سأكمل الطباعة في الصباح". فقال حين ناولته الأوراق: " أشكرك على عملك حتى هذا الوقت المتأخر". وأضاف شاردا وهو يتفحص الكلمات: " أرجو ألا تكوني تعبت كثيرا". لم يكن يفكر فيها أطلاقا لذا لم تجد ضرورة للجواب ,وسألته: " هل تشعر بتحسن يا كليفورد؟". تطلع اليها فورا وقد جذب أهتمامه هذا الموضوع المحبب الى قلبه , وأجاب في حذر وكأنه يرفض الشفاء بهذه السرعة : " أشعر بتحسن قليل". فردت باسمة : " ستتعافى غدا على الأرجح". " أشك في ذلك يا عزيزتي فالرشح لا يزول بسهولة ,وعلي أن أحترس كما تعلمين ,فأنا ما شعرت بالعافية الكاملة أبدا". فقالت لترضيه: " أعرف ذلك يا كليفورد وكنت أحاول فقط أنعاش معنوياتك". " شكرا يا عزيزتي , لكنني تأكدت منذ زمن بعيد بأنني لن أكون أبدا كسائر الرجال من الناحية الجسمية". ثم أخذ يدها وأردف: " أنت تدركين هذا يا أدريان , أليس كذلك؟". أومأت وأبتسمت له بأقتضاب , هل يحاول أفهامها أن حياتهما الزوجية ستكون ( مختلفة) , وأنها يجب ألا تأمل في أكثر من أن تظل زوجة بالأسم ؟ أنه يتكلم كما لو أنها لم تدرك هذه الحقيقة بعد , قالت لنفسها في سخرية غريبة عنها , وسرعان ما أخافتها ..... هل يعني هذا أنها باتت ترفض في أعماقها فكرة الزواج منه , هل أ عناق موراي لها جعلها تفهم أكثر , وبالتالي لن تكتفي بذلك الزواج الخالي من الحب , فتتوق سريعا الى الحب الحقيقي الذي سيحرم عليها الى الأبد؟ أوصلها موراي حتى باب بيتها ورفض دعوتها للدخول , وقفا ينظران الى بعضهما في الظلام , لم يكن يحاول لمسها , وكان حديثه موضوعيا كحديث رجل غريب , وقال: " سأسافر غدا". فخفق قلبها وسألته وهي تخشى جوابه: " هل سيطول غيابك؟". " سأمكث يومين حيث ألتقي غريتل , فقد مضت سنة منذ رأيتها لآخر مرة". قالت في نفسها , لو لم يكن يحب غريتل لما أنتظر طوال هذا الوقت وبكل هذا الصبر ..... وعاد موراي يقول: " لا تقلقي على كليفورد , فهو موسوس على صحته , ويعاني فقط من وفرة في الخيال , أنه يحبك لأنك تدعمين أوهامه وتأخذينها على محمل الجد". كان هناك ضوء يأتي من النافذة , فأستطاعت أن ترى نظرته التي فضحت المرح المفتعل في صوته , كان فيه حزن مستسلم جعلها ترغب في ألقاء رأسها على كتفه حتى يزول ذلك الحزن. قالت بصوت ثابت: " أرجو لك رحلة ممتعة , ولا شك أن غريتل ستسعد برؤيتك بعد طول الغياب". " ستكون سعادة مشتركة ., تصبحين على خير يا أدريان". " وداعا يا موراي". | ||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|