29-06-11, 07:28 PM | #1 | ||||
قلم يجيد التجديف في بحر الكلمة
| الأرض الحالمــــه - مُعانق الظلام ..! الأرض الحالمـة - معانق :- ( 1 ) كَم جَميل أن نَجد لنا مساحَة كَبيرة الآلاف مِن الهكترات , نَبني بها فيها أحلامنـا .. لاغيـوم رمـاديـّة في النَهـار , ولا أصوات أشبـاح في جَوف الليـل .. يسقـُط أحد سكـان هذه الأرض الصَغيرة بعد ماعثرته عشبة صَعيرَة عرقلت سيره وهو يحمل الأخشاب على عاتقـه , نركض له سَريعاً لنساعده , نَعقد إجتماعاً طارِئاً لـ مَوضوع العُشبَة التي سَخَرت على صاحبنا وعَن إهمال أصحاب الطَرقات ومسؤوليتهم تجاه هذه الأمانة , لكِن ! نُعاتِب بـ ودّ مُتحابين , صادقيـن .. - نُطـوِّر أنفسنا للأفضـل , لا للَحضيـض .. حَمامـة سـلام, لا مَدافع ورشَّاشات كَلام وحروب , مصلحتنـا واحِدَة , مُشتَرَكـة . ليس لَدينا أشياء خاصَّة إن لم تُصبّ في مصلحتنا العامَة .. مُترابطين , ننتَظر ونَحتري جميعنا شروق الشّمس في كل صَباح . لكي نفتح [ رِزنامَة التاريخ ] ونمزِّق أيَّة مُلاحظَة سيئة كانت بالـ " أمـس " لكي لاتُعكِّر صفو حياتنا .. يُتبــَع . | ||||
29-06-11, 07:30 PM | #2 | ||||
قلم يجيد التجديف في بحر الكلمة
| ( 2 ) </B></I> بَعد بُـزوغ الصَّبـاح , أقاموا أهالي الـ " أرض الحالِمـة " صَلواتهم , كانوا يصلّون بخشـوع , يٍسترقون حتَّى أنفاس الإمام , يَلتقطوا كل حَرف يَنطًقها بحلاوَة الإيمـان .., تتساقَط أوراق الأشجـار فوقهم مَع رياح بارِدَة . واصوات الأطفال تأتي مِن خلفهم , ينتَظِرون الـ " حلـم " أن يتحقَّق , وهو العيش بِسعادة و" سَلام " .. التفت الإمام بعد إنتهاء صلاته , يتفقـَّد وجوه المٌصلّين , يعشق أن يرى راحة الصلاة في وجوههم الجَميلة . والنّور يعتلي جبينهم . يتهامسون ويهمسون بالاستغفار والتَسبيح . وبعدها لَم يَفتَرِقوا بَل مَشوا إلى السوق ليتم انفصالهم بعملهم هُنـاك . وجدوا المجنون ( إسقـاط ) يجتمع بسكّان الأرض , يحكي لهُم بأنه يحلم أن يكوِّن له أرض يديرها لوحده , والسكَّان يَضحكون على افكاره المَجنونة والغَريبة , إلى أن كان أحد الأشخاص الذين صلّى مع جماعته يمسك بطفل صَغير يأمره أن يذهب إلى بيته . وقال لـ " إسقاط " أن يترك عَنه هذه التوافه فماذا يريد بعدما رأى بأن هذه الأرض بها الكثير مِن الخير واهلها أهل خير مُتحابين , يُتبـَع .., | ||||
29-06-11, 07:32 PM | #3 | ||||
قلم يجيد التجديف في بحر الكلمة
| ( 3 ) أحد مَن منع الرّجُل " إسقاط " أن يكمِل مُهاتراته وقاطعه قائِلاً [ في الغَرب لديهم سِقراط ونحن لدينا إسقاط يَتفلسَف بِما ليس به عِلم ] , أمسك الرّجل عَجوزاً لكي يساعدها أن تقوم مِن مكانها , فقد مكثت وقتاً طَويلاً لكي تَستمتع لهذا غَريب الأطوار , أصرّ [ إسقاط ] أن يَكمِل ولكنه قد وَجد السَّاحة قَد أصبحت خالِيَة مِن النَّاس , خَشيَ أحد أمراء هذه الأرض أن تُغطيّ الغيوم الرماديـَّة السَّماء بعدَما رفع رأسه ووجد الغُبار قد تطاير فوق عُمامته الكَبيرة . فدخل قَصره سَريعاً ليأمر حَرَسه بتفقـّد أمر أحدهم , الأمير وملامحه به من عوالِم الكآبة :- لا أريد لحلمنـا أن يختفي , وتضمحله بعض شوائِب المُهاترات , عَلينا أن نَعمل وان ندرك واجبنا .. ( 4 ) وقف حارس على الباب المَوصود , فقد كَلّف نفسه بحراسة قداسة هذا المكان .. إنه [ نِبـراس ] , برغم جَمال هذا الإسم إلا بأنه يحمل رُعباً لِمَن يلتفت بالنَظَر إليه . كان يَشتهر بالغُبار الذي يُغطي أقدامه الصَغيرة . تبقى اثاره لمدة طوبلة وتُخلّد في ذاكرة حبات الرمال , </B></I> | ||||
29-06-11, 07:33 PM | #4 | ||||
قلم يجيد التجديف في بحر الكلمة
| ( 5 ) سيِّدي الوَزير, حاجز الحُلم قد انكشَف . فحينما يعلم مولانا بأن هُناك مَن يٌُريد تَغيير المَسار فربَّما يدفعه لعمل جُنوني تجاه شعبه . الوَزير :- مَن غير [ إسقاط ] ؟ .. العامِل :- صاحبً الحَرير . تفاجأ الوَزير فلم يكُن يتوقَّع ذلك , :- فِعلاً أنتَ تَمزَح . العامل :- لقد رأيته مُجتمعاً بإسقاط لعمل تِلك الزَعزعة التي أحدثها قَبل أيام . الوَزير :- لاعليك سننظر بالأمر على طريقتي الخاصة . حسناً إذهب الآن .. ( 6 ) صاحبً الحَرير [ أبو جوينـا ] كاد أن يملأه الرّعب حينما علم بأن خبَره قَد وصل إلى الوَزير , وظلّ يٌخطِّط في ساحَة بيته أن يُحرِّف قِصّته بأن تَكون " إشاعة " وبدأ يُتَمْتِم بالخَوف . وأمر أحد عائلته أن يمنَعوا دخول " إسقاط " إلى بيته لكي يبعد الشُبهة عَنه إلى أن تَهدأ الأمور . ( 7 ) المُدثــِّر , حَكيم المَنطِقَة . يَحترمه الجَميع ويطلبه أمير المنطقة للاستشارة بعد مفاوضاته مع الأمير . إلا بأن الوزير لايحبّه لغيرته الشَديدة تجاهه . ولكنهم يحترما بعضهم لأن العَمَل لديهم أمر مُقدَّس غير الأشياء الشخصية بينهم فهذا لموضوع آخر . المُدثــِّر :- بعد كل هذه الحياة الجَميلة , أمر سَخيف يٌحدِث ويعمل خَللاً في تَوازُن منطقتنا الصَغيرَة ؟ .. حقاً لشيء غَريب . الصَّاحب :- لِماذا يَخشون مِنه ؟ . المُدثـِّر :- الأحمق هو دائماً " مُلفِت إنتباه " العُقلاء . | ||||
29-06-11, 07:35 PM | #5 | ||||
قلم يجيد التجديف في بحر الكلمة
| ( 8 ) عَمّ الهدوء أرجاء أساطير المملَكة الصَّغيرَة , واحتست العصافير مِياه حَرَم السّوق المُجاور لِقصر الأمير .. وخرَج شَقيق أبو جوينا إلى بيته للبًَحث عَنه ولم يجده لتخرج له إبنته " جوينـا " أمسك عَمّهـا بيدها ليدخل بها إلى حُجرَة صَغيرة خَوفاً مِن إستغراق السَّمع . وجلسا على طاولة صَغيرة وطلب مِنها أن تحضر له بعض مالديهم مِن الطعام , لأنه قد مشى وقتاً طويلاً ليصل إليهم .. التفت عمّها إلى بعض فتحات البيت فقد كانت تشع مِنها النّور وقال :- هناك فتحات في بيتكم لماذا لم تحاولوا سدّها؟ .. ابتسمت جوينا بهدوء :- عَمّي لاتخف , ماذا بك؟ هل هناك أمر خَطير؟! .. اغمض عمّها عينه ليحاول أن يجمع كلماته لها وجمع ريقه وسقطت قطرة عرق مِن جبينه على يده , :- اسمعي جوينـا . والدك يٌحاول قتل نفسه ..! قطبت جوينا جبينها لأنها لازالت لم تستوعب الأمر :- قلت لكِ ذلك . والدكِ يريد أن يلقي نفسه بالتهلكة مع أشخاص ليس بحجمهم أبداً . جوينـا :- ماذا هناك؟ ماذا فعل ؟! .. نهض عمّها من كرسيه واغلق الباب :- والدكِ يريد أن يكوّن لنفسه مملكة . يريد أن يكون أميراً أو كشيء من هذا القبيل . ضحكت جوينـا بهستيريا رقيقة :- عمّي انت فعلاً تَمزح , والدي تاجر حَرير أينه واين قيادة أرض؟ .. إنه لايحبّ ولايفضّل هذه الأشياء . أنا أعرف والدي جيِّداً . جلس عمها ووجه يكاد أن ينفجر من الغضب :- جوينـا ... لقد انتشرت اشاعة بأن والدكِ يخطّط بشيء يضرّ المملكة و [ نبراس ] يستعد لمهاجمته . جوينـا :- مَن نِبراس؟! .. عمّها :- اسألي والدكِ عَنه ..\\ ----- محد وده يألف معي هالرواية ؟ | ||||
29-06-11, 07:37 PM | #6 | ||||
قلم يجيد التجديف في بحر الكلمة
| ( 9 ) اسمعي يا { جوينا } عليّ أن أخرج الآن واتمنى أن لا أكون مٌراقباً من قِبَل أحدهم . نهضت جوينا وفتحت الباب ووجدت أحد الفرسان يركض سريعاً مُمسكاً بحصانه حيث اختفى , فقال عمّها وهو يرتجف :- هل هذا نبراس؟! .. جوينا :- لا أعرف , هيا اخرج الآن .. وخرج يركض كالمجنون وهو يحادث نفسه : تباً ماذا فعلت يا أخي ..! ( 10 ) تجمّعن جاريات القصر يحكين ويسردن بعض القصص الغريبة التي حدث في الآونة الأخيرة في أرضهم الخضراء . وخاصة عن الاجتماع الأخير الذي حدث في قصر الأمير . ( 11) نهض الـ " مُدَثـِّر " مِن مكانه واستأذن الأمير بأن يلقي كلمته حيث كان وجه الوزير غير مرتاحاً للحَكيم أبداً حتى اتضحت معالم انزعاجه حينما وقف وقال :- مولاي هل نستطيع أن نخلي المكان؟ .. فأمر الأمير أن يكون المكان كما مايريده المدّثر حيث قال :- الوزير لاتخرج فنحن نحتاجك . واكمل حديثه :- ليس بعيب أو خطأ حينما نجد معارضين في الأرض , فهكذا هي الحياة واعلم بأنك غير منزعج من ذلك ولكنك تخشى على شعبك البسيط والصغير أن تلوّثها الأفكار الغريبة والشاذة لعقول هؤلاء الطيّبين . لماذا لانجمع كِبار هذه الأرض في وليمة واجتماع بسيط واريد أن أرأس دخولهم من أجل شيء ربَّما سيساعدنا تجاه خفافيش الظلام . فـ إسقاط لايضرّ برغم الإصغاء إليه لأمر خطير .. | ||||
29-06-11, 07:42 PM | #7 | ||||
قلم يجيد التجديف في بحر الكلمة
| ( 12) وصل الخبر إلى " إسقاط " بأن هناك حفلة وليمة سيقيمها الأمير وبدأ " إسقاط " يأمر الناس أن يجتمعوا حوله وقال : أبو الثكلى يحتاجه المتوكل وهم يحتاجون إلينا . خرج من بين الحشود [ نبراس ] حتى بثّ في قلب إسقاط الرعب وهرب يركض من بين الناس قائلاً : كنت أريد نصيحتهم بشيء . وابتعد الناس وتفرقوا واخذ نبراس عصاة إسقاط ورماها بعيداً عن الطريق . </B></I> | ||||
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|