آخر 10 مشاركات
بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          383 - همسات الندم - جين بورتر (الكاتـب : أميرة الورد - )           »          أميرتى العنيدة (87) للكاتبة: جين بورتر ..كاملة.. (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          366 - عروس الصقر - جين بورتر (الكاتـب : أميرة الورد - )           »          عروس من الخيال (75) للكاتبة: آنا ديبالو (الجزء 2 من سلسلة عرسان أرستقراطيين) *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          مذكرات مقاتلة شرسة -[فصحى ] الكاتبة //إيمان حسن-مكتملة* (الكاتـب : Just Faith - )           »          62 - قل كلمة واحدة - آن ميثر - ع.ق ( مكتبة زهران ) (الكاتـب : pink moon - )           »          رهاني الرابح (90) للكاتبة: سارة كريفن ...كاملة... (الكاتـب : silvertulip21 - )           »          الفرصة الأخيرة (95) للكاتبة: ميشيل كوندر ...كاملة... (الكاتـب : سما مصر - )           »          معذبتي الحمراء (151) للكاتبة: Kim Lawrence *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-07-16, 10:36 AM   #1

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
Rewitysmile9 357- من اجل ولدي -ايريس ويليامز - المركز الدولي(كتابة/كاملة)**




(357) من أجل ولدى
للكاتبة إيرس ويليامز
المركز الدولى للطباعة والنشر
الملخص
×××××
كان أملها الوحيد فى الرجل الذى تمقته !!!
كانت حياة لوسى تتحطم من حولها بمعنى الكلمة ففى أثناء كفاحها المستميت كأم لا زوج لها لصصبى ذى عشر أعوام لم يكن أمامهامن خيار سوى أن تلجأ لطلب المعونه من الرجل الذى تمقته أكثر من أى شى أخر
جوناس وودبريدج بأحث عن الأجناس البشرية ومؤلف ورحالة ووسيم وسامة طاغية.تمكنت لوسى من تجنه لأحدى عشر عاماً
وحين عرض جوناس أن يخرج لوسى من ورطتها كانت شروطه غريبة بقدر ما هى مفزعة فقد كانت لوسى تخشى أن يطلع على سرها التى أحتفظت به منذ أمد بعيد



محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

ندى تدى likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 08-07-16 الساعة 01:31 PM
Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 08-07-16, 01:07 PM   #2

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

مقدمة
*****
هل الحب هو الوجه الأخر للكراهية؟!
سألها جوس:
-هل ستأتين لتعيشى معى هنا كزوجة لى؟
نظرت إليه لوسى بإمعان وهى مستغرقة فى تفكير عميق:
-هل يعنى ذلك مشاركتك الفراش؟
نظر إليها ساخراً :
-هل يبدو التصور مفزعاً؟
ردت عليه كاذبة :
-نظراً لأنى لم أفكر فى الأمر من قبل فلست أدرى حقا ,ولكنى أريد أن تذكر أمامى كل الشروط قبل أن أوافق,هذا كل ما فى الأمر
وصمتت برهة ثم قالت:
-لأنه أن لم يقبل ولدى الفكرة فسوف يلغى الأمر كلياً
نبض جانب فم جوس
-وإذا وافق فهل ستقبلين؟
وخشيت لوسى أن تجيب لقد كانت مشاعرها تجاه هذا الرجل تدعو للحيرة هل حقا ما يتردد من أن الحب هو الوجه الأخر للكراهية؟


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-07-16, 01:08 PM   #3

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الأول
**********
بالنسبة لأغلب قاطنى مدينة (أبو ستبريدج)كان بعدها عن الطريق السريع هو أهم أسباب أفتتانهم ببلدتهم.مدينة ملئية بالحياة والود ولم تمسها بعد حركة التطور ويتمثل ذلك فى سوقها التى تتوسطها وما يحيطها من مزارع حتى تبدو وكأنها لوحة زيتية رائعة .
وقد أعتادت لوسى دراموند أن ترتاح إليها كموطن.لها أما فى تلك الليلة بالذات فقد كانت تتوق متنهدة للطرق باهرة الأضاءة لقد تسلقط الثلج على مدى الأسبوع الفائت جاعلاً من قيادتها لسيارتها عملية كلها حذرة ولكن مع هبوط الليل هبطت درجة الحرارة إلى ما يقترب من التجمد وزادت الطرق زلاقة كما زاد الأمر سوءاً حين خفض الضباب الرؤية بقدر كبير
ولهج لسان لوسى لمخترع مصابيح الأضاءة المخصصة للضباب حيث أنعكست أضواؤها على علامات الطريق وخف بالتالى تصلب جسدها وهى تحدق خلال الزجاج الأمامى وتقود سيارتها بسرعة السلحفاة قلقة أن تفوتها ملاحظة علامة المرور المشيرة لمدينة (أبو تسبريدج) وكان الطريق شبه خال لحسن الحظ فالعقلاء من الناس ظلوا فى منازلهم فى مساء السبت المتجمد ذلكوتمنت لوسى لو كان فى أستطاعتها أن تحذو حذوهم وضغطت أسنانها لأزدياد كثافة الضباب تحاول ما أمكنها أن تنظر للموقف نظرة فلسفية
التركيز الحاد منها له جانبه الحسن إذ يبعد عنها ما تحسه من آلم فراق توم وهو أمر لم تتعوده على الأطلاق
قبلات الوداع الخاطفة ثم رحلة العودة وطرفت عينيها بحدة وهى تبذل جهدها للتحديق خلال الزجاج وسرعان ما أطلقت زفرة ارتياح حين بدت فى العتمة الإشارة التى تنتظرها أخيرا وارتفعت معنوياتها بصورة ملحوظة وهى تدور لتأخذ الطريق المؤدى إلى (أبو تسبريدج)
ولم يطل بها الأرتياح وهى تضغط بعنف كباحة السيارة لقد أختفت العلامات الأرضية المضيئة من منتصف الطريق وأدركت أنها دخلت فى طريق خطأ وغاص قلبها وهى تدرك أنه الطريق المؤدى إلى (أبو تسوود)والذى هو بالضبط آخر منزل فى العالم تود الأقتراب منه
وبدلاً من الأنصراف لتأنيب نفسها ركزت لوسى طاقتها لمهمة توجيه السيارة الضخمة القديمة خلال الطريق الذى تتناثر المطبات على جانبيه وهذا ما كان عليه أيام كانت معتادة قطعه بدراجتها بإنتظام ,وزمت شفتيها متعزية إلى حد ما بأن أحداً لن يكون فى الخارج ليرأها فيرميها بتهمة التسلل لهذا المكان وعلى وجه الخصوص جوناس وودبريدج مالك المنزل فأشهر مواطنى المدينة سيكون الأن فى (ليمبوبو) أو(هنبدوكوش) أو غيرها من البقاع غير المأهولة فى العالم يجمع مواد كتابه فهو نادراً ما ينظر لـ(أبو تسبريدج) كموطن يستقر فيه شهقت لوسى وهى تدفع ثمن شرودها حين أنزلقت السيارة فى حفرة متجمدة من المياه وتمكنت بصورة ما من تفادى وقفة فجائية ولكن قلبها كان يدق بعنف وهى تقود بكل حذر وهى تغبط ساكنى المدن الأكثر إضاءة والأقل ضبابا أوهـ لكم كانت تحن إلى مسكنها
وخف الضباب قليلا وهى تجتاز بوابة (أبو تسوود) وقادت السيارة بقدر أكبر من الثقة وهى تخافها وراءها فما هى إلا ميل أو بعض الميل وتكون قد عادت للطريق المؤدى إلى المدينة ولم تكد الفكرة ترد على خاطرها حتى دخلت فى حائط كثيف من الضباب وضغطت الكابحة بعنف وأنزلقت الإطارات على غلالة من الثلج وصرخت فزعة والسيارة تخرج عن الطريق لتدخل حفرة ملئية بالمياه المتجمدة ثم تتوقف متخذة زاوية ميل حادة
وبعد فترة أطمانت فيها على سلامة أعضاءها أخذت لوسى تجاهد حزام المقعد بأصباع مرتعشة فتخلص منه ليتزن جسمها مع ميل السيارة وكان من حسن الحظ أن يظل أحد المصابيح مضاء وعلى ضوئه أمكنها أن تخلص نفسها وحاجاتها لتخرج إلى الطريق وأخذت تبحث عن مصباح الجيب فى حقيبتها وأسنانها تصطك بعنف.لم يكن ممكنا فى ضوئه الضعيف حصر الخسائر ولكن شيئا واحد اً مؤكدا لن تتحرك السيارة من موضعها إلا بمعاونة ألة الجر ولم يكن أمامها من خيار عدا أن تقطع الطريق سيراً على القدمين
وبعد صراع لإطفاء النور الأمامى أغلقت لوسى أبواب سيارتها وبدأت السير وكان الطريق ضيقا يحفه من الجانبين سياج قد علاه الجليد.وبدأ غريبا موحشا على ضوء المصباح الضعيف ورفعت ياقة معطفها وسارت بأسرع ما يمكنها من خلال الضباب الذى يصفع وجهها فى لفحات باردة....لقد لقيت ما يكفيك يا لوسى دراموند قالت لنفسها هذا صوت عال معزية نفسها بأن هذه المغامرة ستكون على الأقل مادة خصبة لخطابها نصف الأسبوعى إلى توم
وأمتلأت نفسها بهجة حين وصلت طريق المدينة لايزال أمامها ميل تقريبا ولكن ما أن تقطعه حتى تتحسن الأحوال.وجدت فى (هولى لودج) تكاد ركبتاها تتخاذلان مع إحساسها بالأرتياح
المسكن! البوابات البيضاء مفتوحة على مصاريعها كالعادة وخلفها تشمخ العلامة الكريهة (للبيع) كغراب البين ينظر إليها ساخراً خلال الضباب كان المنزل يلفه الظلام .رغم ثقتها بإنها تركت أضواءه مضاءة لأن توم قد ذكرها بأن تفعل وسلطت أشعة مصباحها على الباب وفتحته بحذر فلم يندفع مقتحما وجهها مهاجما سوى الظلام وصوت قطرات ماء كريهة .
وأضاءت لوسى نور الصالة متوجسة ولكن بلا نتيجة فتملكها الذعر وهى تسلط الضوء الخافت على سجادة الصالة المتربة والماء لا يزال يتساقط من السقف عليها ثم قفزت فى فزع لصوت أت من الطابق العلوى وأندفعت صاعدة السلم إلى الممشى المؤدى للغرف وأنقبض قلبها لكمية مشمع الأرضية التى نزعت من مكانها وأندفعت للغرف تتفحصها على ضوء مصباحها فوجدت لفرط ارتياحها أن الدمار الأكثر كان محصورا فى الصالة وفسحة السلم وبدءأ ضوء المصباح يتراقص فأسرعت إلى خزانة الصالة لتفصل الكهرباء عن المنزل ثم إلى المطبخ بحثاً عن شموع والثقاب .ألا سحقا للجليد !!!!هتفت من أعماقها بحقد لماذا لا يكتفى بجمال منظره بدلاً من أن يتسبب فى الحوادث ويفجر أنابيب خصوصا إذا كانت الضحية هى لوسى دراموند؟!!
وما أن أنتهت من إشعال كل شمعة وقعت فى يدها حتى بدأت فى أسترجاع هدوءها
وتفكر فيما يمكنها عمله بدأت بأقفال المحبس الرئيسى ثم بدأت إجراء مكالمتها الهاتفية طالبة عمال الكهرباء والسباكة وكان أحباطها أن ترد عليها زوجات السادة المبجلين متعاطفات مع ورطتها ومتأسفات لأنشغال أزواجهن فى إستدعاءات مماثلة ومؤكدات لها أنهن قد وضعن أسمها فى قائمة الأنتظار
وقامت مكتئبة لتتفحص التلفيات فى فسحة السلم مرة أخرى مصدومة النفس لحقيقة أنه ما من كوب شاى يلوح فى الأفق لتهدئتها وفى نفس الوقت تقريباً تزامن صوت تشقق مزعج من شئ هوى على رأسها فأنحطت جالسة بين الركام ومطلقة صيحة آلم.أن هذا لكثير ولكن رغبة منها فى الأنفجار باكية خمدت مع صوت حركة فى الظلام أتية من أسفل ,جف لها حلقها لقد نسيت فى هلعها أن تغلق الباب الخارجى وهناك شخص فى المنزل معها.تصلبت من الخوف وأطفأت المصباح وهى تهب واقفة وبدأت أصوات الأقدام تصعد السلم وفى نفس اللحظة التى كان صوت ينادى بأسمها كانت تطيح بالمصباح فى وجه القادم بكل عنف وهى تصرخ بكل ما أوتيت من قوة وقد جن جنونها
وأنصبت عليها عبارات الضيق ويدان تحيطان بها فصارعت تجاهد تحرر نفسها ثم سمعت صوت لاهثا فى أذنيها :
-بربك يا لوسى أهدئى كدت تعميننى
وتعرفت لوسى على الصوت فتجمدت أطرافها وهزها الرجل هزة خفيفة :
-هل أصبت بأذى؟هل أقتحم أحد المنزل؟هل أنت بخير؟......
لوسى أخبرينى!!
وقالت بصوت أجش :
.-أنا بخير
ثم أرتعدت أوصالها وهى تنهض عن الأرض قسراً وضوء المصباح مسسلطاً على وجهها فعبست لسقوط الضوء على عينيها
شتم الرجل وهو يتحسس جبهتها ثم قال بأقتضاب :
-أنك مجروحة أيمكنك السير ؟
فردت عليه بتوتر:
-بالتأكيد !
وجاهدت أن تسير فى ثبات والرعدة لاتزال تسرى فى أوصالها وسألته بجفاء وقد تملكها خدر منعها من أن تشعر بالدهشة لأى شئ بعد ذلك :
-ماذا تفعل هنا يا جوس ؟
حملق إليها جوناس وددبريدج على ضوء الشموع:
-لقد كان الباب مفتوحاً وناديتك فجاءتنى الأجابة هجوما بمصباح لعين أنا أعلم جيداً أننى شخص غير مرغوب فيه بالنسبة إليك يا لوسى ومع ذلك فقد أصابنى القلق عليكى حين رأيت سيارتك ساقطة فى أحدى الحفر عند منزلى
هزت لوسى كتفيها :
-أسفة أن أقتحمت عليك المكان
تقلص فمه :
-هل أصبت بأذى حين أنزلقت السيارة ؟
-لا لا لقد سرت من هناك إلى هنا
-ولماذا إذن هذا الدم على جبهتك؟
-قطعة من السقف هوت على رأسى ...أعتقد أن الأنابيب قد أنفجرت
هزت رأسها وأخذ جوناس يتطلع إليها ملياً ثم سال أخيراً:
-وأين توم؟
-لقد عاد عصر اليوم وكنت عائدة عندما وقعت فى الحفرة
حك ذقنه وهو ينظر إليها بفضول:
-هل كنت أتية لرؤيتى يا لوسى؟
حملقت إليه فى بلاهة :
-لرؤيتك ؟!!رباه....لا
فقال متصلب الوجة :
-ولماذا إذن كنت فى الطريق الخصوصى لى ؟
-لقد أخذت الطريق الخطأ فى الضباب
وساد صمت مشوب بالحرج مرة أخرى وهى تتمنى أن ينصرف لقد مر وقت طويل منذ أن رأته آخر مرة ووقت أطول منذ أن حادثته,كانت الأضواء الخافتة المتراقصة ترسم أشياء غريبة على وجهه ولكنها تعرف زواياه وأخاديده كما تعرفها بالنسبة لوجهها .
ليس من لزوم لأنوار ساطعة لتتبين أنه فارع الطول وسيم كعادته لا يحمل أى قدر زائد من اللحم على كتفيه العريضين ولايزال أجمل من وقعت عيناها عليه من الرجال .وجه ملائكى كما كان يقول والدها دائماً وكان وصفاً صادقاً وكان هناك فرق خفى بينه وبين سيمون أخيه الأصغر وملازم صبا لوسى لقد كان سيمون وسيماً أيضاً ولكنه كان ذا روح مشرقة مرحة محبوبة من الكل بما فيهم جوناس وعلى الأخص جوناس
قال جوس مكرراً فى ضيق :
-لقد سألتك هل طلبتى أحد السباكين؟
وأنتبهت ترمش بعينيها :
-آهـ نعم ولكن بلا طائل وأيضاً الكهربائى
-سوف أكلف تود كارتر بهذا أول شئ فى الصباح
لم تكن لوسى تهضم فكرة أى معونة من جوناس وودبريدج ولا حتى على هئية تود كارتر الرجل الغاية فى اللطف والذى يدير ضيعة جوس فقالت بجفاء:
-أرجوك لا داعى لتتعب نفسك سوف تتم التصليحات فى حينها
تقدم منها جوس بخفه وأمسك كتفيها :
-وإلى أن يحين ذلك كيف ستدبرين أمورك يا لوسى دراموند بدون ضوء أو حرارة أو مياة؟
وأخترقت نظراته عينيها وهو يهزها برفق
-ألايزال من المستحيل أن تقبلى منى عونا حتى بعد كل تلك السنين ؟
فردت عليه بلا أنفعال :
-بلى !!
أنزل يديه ثم خطا إلى الخلف :
-إذن فلا تزالين تحملين لى فى نفس الحقد يا لوسى ألم يخطر فى ذهنك عدم عدالة مسلكك هذا؟إنك تعلمين أكثر من أى إنسان إننى كنت فاقد الصواب حزناً حين مات سيمون ولم أكن حتى أتبين ما أقول فى ذلك اليوم أقسم أنى لم أكن أقصد جرح شعورك إلى تلك الدرجة
فردت عليه بنعومة :
-فليساعدنى الله أن فعلت إذن.والآن هلا أنصرفت حتى أخلو لمكالماتى فأنا أعرف أين أجد لنفسى مبيتا هذه الليلة
وبدأ على وشك أن يقول شيئا ولكنه هز كتفه وقال:
-حسنا يا لوسى ولكن أن أردت شيئا ...
-لن يحدث !!
ثم أضافت فى صمت
-ليس منك
وشعرت بالأرتياح وهى ترأه يقرأ ما يدور فى ذهنها
-عمت مساءاً يا لوسى ومضى بدون أن ينظر خلفه مخلفا أياها وحيدة مع ضوء شموعها
وبخفة أدارت لوسى رقم صديقتها بردى روش مساعدتها فى محل العاديات الصغير على ضفاف النهر فى أطراف المدينة وأصاب صوت صديقتها الآتى عبر آلة الرد على المكالمات لوسى بخيبة الأمل وهويخبرها بأنها قد مدت إجازة نهاية الأسبوع إلى يوم الأثنين ولم يصبح أمام لوسى سوى أحد الخيارين أما أن تقضى الليلة حيث هى وهو أمر لم يكن قابلاً للتصور أو أن تأخذ طريقها للمدينة فى هذا البرد القارس لتبيت فى شقتها أعلى متجرها وصاحت :
-هذا اليوم بالتأكيد هو يوم نحسى
-لم تحصلى على غرفة ؟
كادت تصعق هلعا وهويظهر مرة آخرى من الظلام وحملقت إليه :
-هل التصنت أحدى هواياتك ؟
-لا !وقف على عتبة الباب واضعاً يديه فى جيبه :
-ولكن من أجل هدوء بالى فقط ,أفضل أن أعلم أين ستقضين ليلتك قبل أن أمضى إن قصدى شريف أعدك بذلك لقد أنتظرت بغية أن أوصلك بسيارتى إلى أى مكان تريدين
ودت لو تقول له أنها تفضل السير حافية القدمين ولكنها آثرت أن تكبح كبرياءها وقالت :
-فى هذه الحالة ربما توافق أن تأخذنى إلى المدينة حيث أقضى الليلة فى متجرى
-على كرسى أمام النافذة ؟
تحكمت لوسى فى غضبها بصعوبة :
-لا بل فى الشقة التى تعلوه
رفع حاجبيه :
-وهل أثثت أذن ؟!!
-ليس بالكثير ولكن بها كهرباء ومن ثم فهى أفضل من هذا المكان
هز رأسه هزه خفيفة :
-حسنا.سأنتظرك فى السيارة إلى أن تجمعى حاجاتك
-شكراً
هلاعت لوسى إلى أعلى والمصباح فى يدها ثم جمعت بعض الملابس والأطعمة وأغلقت الباب الخارجى وكانت السيارة اللاند روفر الخاصة بـ(أبو ستوود) منتظرة لدى البوابة وجوس متكئ عليها يدخن.ألقى سيجارته حين ظهرت لوسى وتناول عنها حقيبتها فى دماثة ثم أجلسها فى المقعد المجاور للسائق وأنطلق بها وهى مقطبة الجبين:
-بالمناسبة كيف حدث ورأيت سيارتى يا جوس ؟أنها بعيدة عن منزلك؟
-كنت عائداً من عند تود كارتر فوجدتها ساقطة فى الحفرة فتوقفت بطبيعة الحال لأنظر أن كان أحد بها يحتاج للمساعدة وقرأت رقمها فعلمت أنها سيارتك
سألته بفضول:
-وكيف عرفت أنها ملك لى؟
رماها بنظرة جانبيه :
-أنا أعرف.من السهل على تتبعك يا لوسى
حدقت لوسى إلى الجمود فى الزجاج الأمامى :
-نعم بالتأكيد إن أسم لوسى دراموند من الأسماء ذائعة الصيت فى (أبو تسبريدج)
-نعم بأطيب صورة ممكنة
-بالقطع كل أنسان عطف على
تنهدت وتابعت:
-شئ يدعو إلى الأختناق لكم أتوق لأن أعيش مجهولة فى مدينة كبيرة ولكن ذلك ضرب من المحال فتوم يحب هذا المكان وهنا مصدر رزقى .فأنا هنا باقية وربما يكتب على شاهد قبرى("لوسى دراموند"ولدت وترعرت وماتت فى "أبو تسبريدج")
وكانت تعلم أن مرافقها لم تفته نبرة المرارة فى صوتها ولكنه ظل صامتاً إلى أن هتفت وهى تنحنى محملقة إلى الطريق :
-جوس لقد تخطيت مكان الألتفات
-أعلم وفى هذه الحالة الأفضل أن أخذك إلى (أبو تسوود)
-ماذا؟!
والتفتت إليه مذعورة ولكنه ظل فى قيادته بدون أن تهتز له جارحه
-ارجوك أنت تعلم أن هذا غير مناسب
هز رأسه :
-لماذا؟بالنسبة لى يبدو غباء مطلق أن تستلقى على الأرض بينما هناك العديد من الغرف فى منزلى تستجدى النزلاء وإذا كنت قلقة بشأن اللياقة فآل بنسون يقطنون معى وبذلك سمعتك ستكون فى أمان
رفعت ذقنها :
-قد يبدو الأمر مسلياً بالنسبة لك ولكنه لشخص مثلى له ‘عتبار جوهرى
رد موافقاً فى هدوء:
-نعم يا لوسى ولكنى مصر أن تقضى الليلة فى راحة وأمان
أذعنت لوسى عاجزة -لشدة أرهاقها-عن المزيد من الجدل ولو كانت صادقة مع نفسها فهى لا تتوق لقضاء الليل على أرض صلبة وحيدة ولو كان هذا العرض قد أتى من شخص غير جوناس وودبريدج لقفزت له طرباً أن التعقل فقط هو الذى يدفعها لأن تتحمله لهذه الليلة فقط,فالمشاكل العويصة تملأ حياتها فى تلك الأونة ولا باس من أن يحمل عنها أحد عبء بعضها لساعة أو ساعتين ليعطيها فرصة أن تخفف قليلاً من همومها التى تبدو متراكمة يوماً بعد يوم.
-هل أخذ السكوت على أنه موافقة؟
-نعم حسنا.وشكراً لك
دعكت عينيها :
-ربما يخيل لك أن هذا بسبب أنك فأجاتنى وأنا فى ظروف سيئة ولكن فى الحقيقة هى أنى مجهدة بصورة لا تسمح لى بالجدال
ضحك ضحكة قصيرة وهو يقول :
-لابد أنها حالة أستثنائية
دار بالسيارة ليدخل المنحنى المؤدى إلى (أبو تسوود)وترجلت لوسى من السيارة فور أن توقفت وقد تملكها التوتر وهى تنظر للمنزل الذى تعرفة تمام المعرفة .أخذ جوس بذراعها يقودها إلى داخل المنزل ورحب بقدومها ضوء ساطع على زجاج نوافذالمنزل مشيعاً جواً من الدفء ولكن لوسى كانت ترتعش.سألها وهو يفتح الباب:
-أتشعرين بالبرد؟
أشار لها إلى الصالة ولم تكن تشعر بالبرد بل بتسلط الذكريات وقف فور أن خطت داخل المنزل تتطلع فى أرجائه الأرضية الخشبية اللامعة والواسعة...السجاجيد الفارسية المألوفة لها السلم الداخلى المزين باللوحات على حوائطه المكسوة.أبتلعت ريقها بصعوبة كان المنزل على هيئته تماماً ولم تصدق أن سيمون لن يقبل هابطاً السلم مرحباً بها وأبتسامته العريضة تملأ وجهه الوسيم وكأنما قرأ جوس أفكارها فمد لها يده ولكنها تراجعت عنه جافلة فقال بسرعة :
-سأحضر مسز بنسون
ومضى عبر باب فى آخر الصالة وما أن أختلت بنفسها حتى بدأت تتأمل نفسها فى تقزز فإذا كان الصدار الذى ترتديه جديداً نسبياً فإن تنورتها التى من صوف التويد وحذاءها ذا الرقبة الطويلة كانا فى الخدمة منذ فترة كما أنه لم يكن خافيا عليها حالة وجهها وشعرها فوسط الظلام والرطوبة داخل (هولى لودج) كان آخر ما تفكر فيه أثناء ذعرها هو مظهرها أما هنا فى هذه الصالة المتناسقة بجمال وما فيها من مدفأة رخامية ومرايا تزين المكان فقد شعرت بنفسها متسخة ومنخفضة المعنويات
عاد جوس وبصحبته السيدة بنسون فاخرجها من شرودها بجفول وتهللت المرأة الطيبة المحيا ذات الشعر الرمادى بالترحيب بها :
-لوسى مرحبا بك يا لها من ليلة ليلاء لقد قال مستر جوناس إن هناك متاعب فى بيتك يا عزيزتى
أبتسمت لوسى فى أسى موافقة وأمدت السيدة بنسون بالتفاصيل المقبضة وهى تقودها إلى غرفة الضيوف الرائعة وأخبرتها أن مستر جوناس سيكون بأنتظارها بغرفة المكتب وتركتها تصلح من شأنها وبعد غسل جيد لوجهها وإعمال الفرشة فى شعرها المجعد بهمة ونشاط دفعتها غريزتها إلى أضافة شئ من اللون إلى عينيها ووجنتيها أهو خط دفاع؟!سألت نفسها ثم هبطت مسرعة إلى حجرة المكتب وقرعت الباب
دعاها جوس مرحبا إلى الدخول فى الحجرة الت لم تدخلها من قبل وكانت كتلة من الخشب المقطوع الأشجار خلف المنزل تطقطق داخل المدفأة الضخمة مدت لوسى يدها إلى الحرارة المتولدة وهى تنظر بعين الخبيرة إلى المكتب ذى الطراز الفنى وإلى المنضدة ذات السطح الجلدى المكدسة بالكتب والأوراق ودهشت إذ رأت جهازاً لمعالجة النصوص على مكتب جانبى وبدات الآلة العصرية غريبة وسط أكوام الكتب
-أذن فأنت تمارس الكتابة هنا
والتفتت إلى جوس تنظر مباشرة فى وجهه فى الضوء لأول مرة
فردعليها نظرتها بمثلها صاعداً ببصره من حذاءها المتاكل مروراً بتنورتها التويد البنية فسترتها الحمراء إلى أن أستقرت نظراته على وجهها زكان وجهه قاتماً لوحته شمس أجنبيه حامية وشعرت لوسى بوخزة غير متوقعة وهى تنظر إلى عينيه المسحوبتين الزرقاوين وما يحيط بهما من تجاعيد لقد كان قريب الشبه بقدر كبير من سيمون نفس الشعر الكث البنى ولكن اللمعان الذهبى الذى تتذكره جيدا قد أصبح يميل إلى لون الفضة مضيفاً ملامح النضج على وجهه كما لو كان تقدم به العمر فى ليلة واحدة عبر تلك السنين الطويلة لقد مرت أيام كان فيها جوناس وددبريدج أجمل مما يحق لأى رجل أن يكون أما الآن فهو مختلف فالأجهاد يكسو عينيه والتصلب يبدو واضحا على ثغره البديع ولم يكن أى من هذين العاملين ليقلل مقدار ذرة من سحره الذى يفتن جنس النساء
وسمحت له لوسى بإن يجلسها أمام النيران بالقرب من مائدة وضع عليها الشاى وبعض الشطائر فى أوعية وأطباق فضية وقال لها :
--لقد تصورت أنك لابد قد فأتك العشاء وسط كل ما واجهتيه من إثارة وهز كتفيه مبتسماً ثم أن مسز بنسون مقطنعة بأنك تتضورين جوعاً وقالت أنك كنت دائمة الجوع فى الأيام الخوالى
ردت لوسى بأسى :
-وأمامها جسد يثبت مقولتها ولكن أرجوك أن تشكرها فليس من الممتع أن يفاجأ شخص بضيف بعد حلول المساء
-أن هذا أمر نادر الحدوث بما لا يسبب أية مشكلة ثم ركز عينيه عليها ألست تميلين للنحافة يا لوسى لقد كنت أكثر أمتلاء فى تلك الأيام
-لقد كانت أكثر فى أشياء كثيرةلم أعدها الآن.ومن منا ليس كذلك؟
صبت لنفسها بعض الشاى ثم غيرت الموضوع :
-أين كنت أخيراً يا جوس؟ منطقة حارة كما يلوح على وجهك
-فى فيجى
-ولقد عدت لتكتب كتاباً عنها؟
نعم لعدة شهور ثم ابدأ بعدها فى تأليف كتاب كلفت به عن البرازيل عن تأثير إزالة الغابات فى الحياة القبلية البدائية فى حوض الأمازون وتمطى بجسده أمام النار محملقاً إليها شارد اللب
-لقد شاهدت برنامجك التلفزيونى كان عن موريشيوس أليس كذلك؟
-وهل أعبجك ؟
-جداً (تنهدت) ولكن برامج كهذا تشعرنى بالأكتئاب فالبلدان البعيدة ذات الأسماء الغريبة تثير القلق فى نفسى
أستدار ناظراً إليها :
-ألا تسافرين فى الإجازات يا لوسى أبداً؟
-حين يكون بإمكانى ولكن دائما داخل هذه البلاد لم يكن فى أمكنة غريبة قط
سادت لحظة صمت قال بعدها بصوت هادئ :
-لقد حزنت لوفاة والدك فقد كنت أحبه حباً جماً لابد أنه ترك فراغاً كبيراً فى حياتك
وخيمت غمامة على عينيها :
-لقد مضى فى الطريق الذى أختاره كما تعرف فبعد عشاء مع رفاق سلاح الطيران القدامى عاد ليرقد فى فراشه رقدة لم يصح بعدها لقد هزنا المصاب أنا و توم فقد كان رحيله مفاجئاً أقصد لم يكن بلغ من العمر عتياً ثمانية وستون عاما فقط كان لايزال يدب بالنشاط والحيوية
-وهل لهذا السبب تعرضين منزلكم للبيع ؟
-نعم مع أسباب أخرى وتلفتت حولها تستلهم ما تغير به الموضوع ثم قالت متهللة :
-أرى لديك وحدة معالجة النصوص إنى بصورة ما كنت أتخيالك ممسكا بقلم ذهبى تكتب على مكتب من ذلك الطراز الفنى هناك وليس لأنى لم أقترب من هذه الغرفة على الأطلاق فقد كنت تأبى أن أقترب منها أنا أو سيمون وكنت تبقى بابها موصداً على الدوام
-وهو ما يعنى أنى تصرفت بحكمة فى أمر واحد على الأقل لأنه ماعدا ذلك لم أخطى فى حق سيمون أليس كذلك؟ولا فى حقك أنت يا لوسى وتلاقت العينان الزرقاوان مع عينيها بما لا ينكر معناه وتوتر الجو على التو بأشياء لم تقال ,وحملقت إليه لوسى مسلوبة الإرادة لا تقوى على تحويل بصرها عنه وتدفق الدم على وجنتيها ثم ما لبث أن فر تاركا وجهها فى شحوب الأموات والذكريات تكتسح عقلها وبدأ من النظرة التى كست وجه جوس أنه يفكر فى نفس الشئ يتذكر ذات يوم حين وجدا نفسيهما وحيدين على غير توقع فى ذات المنزل ولكن وقتها كان الجو صيفاً حاراً عالى الرطوبة وكانت هى فتاة صغيرة قليلة الحيلة واقعة فى حب بلا أمل...أخذت شهيقاً طويلاً مرتعشاً بينما هب هو عن كرسيه ليركع أمام كرسيها برشاقة عرفت بها حركاته وتعتبر سبباً من أسباب جاذبيته وأخذ بيدها وهو يميل عليها وقد أربد وجهه من فرط الأهتمام .هتف بصوت أجش :
-لوسى ....
لكن مع سماع صوته زال السحر عنها فجذبت يدها وأنكمشت مبتعدة عنه مشيحة برأسها عنه فهب على قدميه متمتماً بالسباب وعاد إلى كرسيه وضمت لوسى يديها الواحدة إلى الآخرى بقوة لمنعها من الأرتعاش وهى تلوم نفسها أن تقبل العودة للمكان الذى كان مسرحاً لما شهدته من شقاء فى الماضى .ومن سعادة أيضاً حتى تكون عادلة وطال الصمت بينهما هذه المرة ولكنه كان مختلفاً عن سابقه ولم يعد مشحوناً بالإعجاب وبعد برهة تجرأت بأن تلقى نظرة فى أتجاهه كان يحملق إلى النا ر بعينين حزينتين وقد إستحال وجهه خطوطاً تعبر عن المرارة ودهشت لوسى لما شعرت به من تعاطف غير متوقع تجاهه وراحت تتلفت إبتغاء الحصول على موضوع حديث يبدو طبيعياً ثم قالت :
-لا أاك تتمتع بشتاء هذه الأيام فى (أبو سبريدج)يا جوس وبدأ سؤالها تافهاً حتى لأذنيها وأحمر وجهها وهو يوجه إليها نظرة ساخرة:
-لا يا لوسى والطقس الأن سيئ حتى بالنسبة لهذا الوقت من العام الا ترين ذلك؟أسوأ يوم من أيام شهر مارس أتذكره والتوت شفتاه فى إبتسامة مرحة ماذا سنفعل نحن البريطانين لو لم يكن تقلب الطقس يسعفنا فى لحظات حرجة
فأنبرت ترد عليه :
-ربما لهذا السبب قاطنى الأمكنة الأكثر إعتدالاً فى الطقس يتميزون بسرعة الإنفعال فليس لديهم موضوع كهذا ينفسون به عن حرجهم
خفف من توترها أن ترى شيئا من الأرتياح قد بدأ يلوح على وجهه ولكنه أستمر ينظر إليها ممعنا فى تفكير فسألته :
-ماذا هناك ؟هل تغيرت أنا كثيراً؟
فرماها بنظرة حذرة :
-نعم ولكن ليس هذا ما يجول فى خاطرى (وبدأ متردداً وهو يستطرد)لست أريد أن أقحم نفسى فى أمورك الشخصية يا لوسى ولكن ألم تجر عليك وفاة والدك كثيراً من الصعوبات المادية؟
-مادامت المادة لم تكن شيئا وافرا فى حياتى فإنه لم يحدث أى تغير
سألها جوس بسرعة :
-ألا يعمل المحل جيداً؟
-ليس سيئا ولكن....ثم توقفت محمرة الوجه وأكملت يجب ألا أشغلك بمتاعبى .متى عدت؟
-بالأمس وكنت أود رؤية توم قبل سفرى
-يمكنك أن تراه حين يعود المرة المقبلة لو كنت مقدراً أن تظل مدة هنا
تململت فى جلستها ونهض جوس وتمطى بجسده بادباً ضخماً ومسيطراً فى سترته المنقوشة وبنطلونه السميك وأرتعش وهو يضع المزيد من الخشب بالمدفأة :
-لقد كنت على حق بخصوص الطقس أن شعورى بالبرد زائد بعد طول إقامتى فى الأمكنة الحارة كان حرياً بالدم أن يتجمد فى عروقى هذه الليلة يا لوسى يا لها من فوضى!!!
بل فوضى أكثر مما تتصور .فكرة لوسى بإكتئاب وهى تحملق بالنار إن ما تحتاجه بالفعل هو مصباح سحرى مع جنى قوى ليحي لها كل مشاكلها وجفلت حين أنتبهت إلى أنه يكلمها وقال مكرراً:
-أتريدين شراباً يا لوسى ؟يبدو أنك محتاجة لشئ من
وجدت أنه على حق كانت بحاجة ماسة إلى شئ يعطيها الشجاعة
ولو كانت شجاعة الشراب الزائفة وقالت بدون تفكير :
-لا باس بقليل منه وبدت أسنانه ناصعة
-مذاق رجولى بصورة تدعوا للدهشة فهزت كتفيها :
-الشراب الوحيد الذى كان والدى يحتفظ به فى المنزل وكنت أشاركه فيه كرفيقة لشرابه ولكنه لم يكن مفرطاً فقد كان ضغط دمه مشكلة فى أواخر أيامه
تقبلت منه الشراب شاكرة وتجرعة نصفه دفعة واحدة مثيرة عجب جوس وخطر لها فجأة ما فى الموقف من عدم ملاءمة فهى فى البيت الذى أقسمت ألا تطاه بقدمها مرة أخرى مع الرجل الذى أقسمت ألا تحدثه مرة أخرى طوال حياتها ومع ذلك فهما معا أمام نيران المدفأة كرفيقين معتادين ذلك كل ليلة وأبتسمت فنظر إليها جوس متحيراً
-أبتسامة حقيقية يا لوسى؟لقد بدأت أعتقد أنك نسيتها
-لقد خطر بذهنى فجأة غرابة الموقف
-تقاسم الخبز مع العدو ؟ومضة عيناه بزرقة
-لماذا لا تتناولين معى عشاءاً كاملاً معى غداً ؟ فردت وقد شحبت ابتسامتها :
-لا أظن أنه أمر حكيم
-ومتى كانت هذه الأمور تؤخذ بحكمة ؟
لقد أرسلت إلى هدية من السماء هذه الليلة مع عطف كريم من الطقس لأمد يد العون الممدودة لك على الدوام
نظرت إليه بثبات تريد أن تقرأ ملامحه بدون نجاح :
-أتمنى أن أصدق أنها ممدودة بحسن نية أو أنها ممدودة إلى.لو كنت صريحاً لأعترفت أن توم من ترمى إليه
هز جوس رأسه ثم بدأ يقول بعناية :
-لا أنكر تعلقى برؤية توم على الدوام
-لماذا ؟
-لأنى متعلق به ومن ليس كذلك ؟ثم تجمدت ملامحه ولكنك كنت حريصة على إبعاده عنى أليس كذلك يا لوسى ؟أنت تنكرى على أية علاقة معه عدا ساعة أو ساعتين مرة كل حين وحين
نظرت إليه ببرود :
-ولكنك أنت من أنكر العلاقة يا جوس حينما علمت بأننى حامل أعلنت بوضوح قاطع أنه ليس لى أن أدعى نسبته لسيمون وهو ما لم أفعله قط إنك رفضي أن تكون عمه منذ أحد عشر عاما يا جوس أتريد منى أن أبدى تعاطفا لأنك بصورة ما غيرت رأيك؟
لقد تلفظت بألفاظ لا تفتقر فى وجهى وقتها
غار الدم من وجه جوس ومست نظرته وترا عميقا فى نفس لوسى على الرغم منها وقال لها :
-لقد طار عقلى وقتها حزنا على سيمون وكانت كارولين قد فرت مع عشيقها قبل مصرعه بعدة أيام أتذكرين؟ لقد كانت كبريائى محطمة فى ذلك اليوم النحس يوم اتصلت من المطار
-بل كانت ثلاثة أسابيع فى الواقع
عبس لها :
-ثلاثة أسابيع !ماهذا الذى تتكلمين عنه؟
-ثلاثة أسابيع بين فرار كارولين ومصرع سيمون
-إنك تتذكرين جيدا إذن
-أوهـ بالتأكيد لقد أنغمست فى الشرب وقتها إن أمورا كهذه يتذكرها الإنسان جيدا
-أحقا؟!!
قفز متجها إلى خزانة الشراب وسألها :
-أتريدين كأس أخرى ؟
فتحت فمها لترفض ولكنها أطبقته ومدت له يدها بكأسها الفارغة
-أيمكن أن نصل لتسوية ودية يا لوسى ؟
أستدار لها وأكمل :
-مادام والدك قد توفى فلابد أن توم يفتقد صحبة رجولية فى المنزل أن لم يكن فى المدرسة,هل قضاء ساعة أو أثنتين معى بين وقت وأخر يعتبر أمرا أكبر من أن أطمع فيه؟
سألته:
-لماذا لا تتزوج وتنجب لك ولدا من صلبك؟
دهشت لما بدى على وجهه من قتامة وقال متصلبا :
-إن لدى أسبابى وليس منها ما يعنيك بأية صورة على ما أظن
نظرت إليه شاحبة فقابل عينيها بعينين خاليتين من الأنفعال ثم قال يستحثها :
-حسنا!هل ستدعينى أرى توم فى المستقبل أم لا ؟
خفضت بصرها ليديها كما لو كانت لم تراهما من قبل تدقق النظر فى كل أنملة من أصابعها ثم قالت أخيراً:
-إذا أراد ذلك فإنى لن أمنعه من زيارتك ولكن ذلك متروك له
نهض جوس ثم أنهضها من على كرسيها ناظراً إليها بتركيز :
-هل أنت جادة يا لوسى ؟
هزت رأسها بعلامة الأيجاب فأنحنى بحنان ومس جبهتها بشفتيه ثم قال :
-أشكرك.أن لهذا معنى كبيرا بالنسبة لى,كأنى بسيمون قد عاد أخيرا
-ولكنك كانت لك مشاعر أخرى يوما ما
كانت تعلم أنها تتصرف بسخافة ولكن جرحاً غائراً عمره أحدى عشر عاماً ليس من السهل نسيانه :
-لو لما يأخذه والدى لصيد السمك بالقرب من منزلك لما حدث وعرفت به قط
-إن نظرة واحدة لوجهه كافية يا لوسى
وأستدار ليتكئ على جانب المدفأة محملقاً إلى نيرانها :
-ألا تصدقين مدى حبى لتوم؟حتى ولو لم يكن أبن سيمون لاحببته بنفس القدر
وضحت له :
-أنه ليس قريب الشبه بسيمون إنه أقرب شبهاً بوالدى......وبى
-عدا عينيه (وأستدار ليواجهها):
-أيصعب عليكى تماماً أن تغفرى لى يا لوسى؟
نظرت إليه بأمعان وتفكير عميق:
-إنك تسأل الكثير لقد قدمت ما يكفى من تنازلات بالنسبة لتوم فلماذا تهتم بعد ذلك بغفرانى؟
-إلى هذه الليلة بكل صراحة لم أكن أظن أن له أهمية
عبس وفى عينيه ما يشبه الدهشه:
-لقد أنقضى ما حدث بيننا منذ وقت طويل ومع ذلك ما أن رأيت سيارتك واقعة فى تلك الحفرة حتى شعرت أن لكمة قاسية سددت إلى بطنى
-أتقصد أنك أعتقدت أن توم معى؟
-لا لم يخطر هذا ببالى إطلاقاً لقد كان كل خوفى أن يكون قد أصابك أذى وأنطلقت كطائر أفزعته النيران إلى (هولى لودج)لأتلقى ضربة على وجهى جزاء ما تجشمته من عناء
-لقد ظننتك مقتحماً كما أن قطعة من السقف كانت قد وقعت على رأسى ولا تتوقع من أحد تصرفاً منطقياً فى مثل هذه الظروف (نظرت فى عينيه بجد)أذن فأنت تشعر بالندم وجئت مكفراً عما أقترفت ؟عمل طيب يا جوس وشكراً لك والآن أفكر فى الأنسحاب إلى الغرفة الرائعة التى أعدتها مسز بنسون فغداً الأثنين ليس أفضل أيامى وسيزداد سوءاً بتفكيرى فى منزلى
-أتركى معى المفاتيح وسأرسل السباك والكهربائى
نظرت إليه بشك :
-لست أريد أن أسبب لك المتاعب
فأبتسم لها إبتسامة خالية من المرح قائلاً:
-أقل ما يمكننى عمله فالله يعلم مدى حاجتك للمعاونة
فأبتسمت بخجل وهى تخرج المفاتيح
-إنها الحقيقة هاك المفاتيح والآن تصبح على خير وشكراً لك مرة أخرى
أصر على أن يصحبها إلى غرفتها وشعرت بحرج وهو يضيئ لها الغرفة ويسألها أن كانت محتاجة شيئاً ما
-لقد قامت مسز بنسون بكل شئ فماذا أحتاج فوق ذلك؟
-نوماً هنيئاً إذن
مال وقبل ثغرها فحملقت إليه بحيرة كما لو كان قد صفعها:
-أهو حق الليلة الأولى ؟
أربد وجهه :
-لم يكن سوى تصرف برئ أما مادمت ذكرت حق الليلة الأولى فلست مؤهلة له أليس كذلك فلعلك تذكرين أن هذا الحق كان يمارسه رئيس القبيلة مع العذارى فقط من العرائس


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-07-16, 01:09 PM   #4

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثانى
************
من تبسيط الأمور أن يقال إن لوسى قد قضت ليلة قلقة فأى ذوبان جليد كانت قد بدات تشعر به تجاه جوناس وودبريدج تجمد مرة أخرى إثر تحية المساء التى قذف بها فى وجهها كانت تخلع ملابسها فى حالة مزاجية أبعد من أن توحى لها بالنوم كما أن الدفء بالغرفة كان أكثر مما تعودت عليه فى جو(هولى لودج)البارد مما جعلها ترقد مدة طويلة بلا نوم تغلى من الغضب أولا تجاه جوس ثم تهدأ بالتدريج مع تحول ذهنها إلى سيمون ثم والدها وبطبيعة الحال إلى توم
طفل طبيعى فى العاشرة من عمره بعيدا عن الهندمة له عينا والده وشعر أمه الفاحم المجعد وولع بأجهزة الكومبيوتر ولعبة الكروكيت ويتخذ من جده بطله فى الحرب الذى بعثه مرة أخرى إلى الحياة بمقدمه للوجود.وها هما وحيدان أخيراً بعد وفاة توماس المفاجئة بعد رأس السنة بقليل ومن بعدها فقط بدأت تشعر بمرارة العيش كأم بدون زوج فقد كان يحمل عنها مشقة الحياة ولا يسمح لها بأى شعور من التعاسة تاركاً لأهل (أبو تسبريدج)الطيبين مهمة أن يشعروا بالأسف من أجلها ليس فقط لأنها قد حملت فى سن مبكرة وهى فى السابعة عشر بل أيضا لأن رفيقها الذى لم تعرف غيره سيمون قد توفى قبل أن يتمكن من الزواج بها
ولم تكن فى تلك القصة الفمحزنة برمتها سوى نقطة مضيئة واحدة كانت لوسى تعمل منذ الرابعة عشر أثناء نهايات الأسابيع لدى كاسندرا بيج صاحبة محل العاديات وكانت هذه السيدة العجوز غريبة الأطوار وهى من أسرت لها لوسى المحرومة من الأم بسرها فقامت السيدة على الفور بإعطاءها عمل دائم سامحة لها أن تحضر طفلها حين يرى النور بل وتطوعت بأن تنقل الخبر لتوماس والذى أثبت بأنه لم يكن أحد أبطال الحروب بلا معنى فبعد قيامه بعدد لا يحصى من الغارات الجوية على برلين لم يدر بخلده إلا أن يطمئن روع صغيرته ويواجه معها الحياة طبقاً لهذا التطور الجديد .
وكان الوحيد الذى شذ عن هذا التعاطف وروح المساندة هو جوناس وودبريدجلأنه تحت وطأة حزنه على سيمون وغضبه الجامح ضد لوسى أنبأها بكل جلاء أنه ليس لها أن تدعى أى علاقة للمولود بسيمون فليس هناك دليل على أبوته له وقد قال لها هذا بفظاظة أثارت الرعب فى نفس المراهقة الصغيرة ولم يهمها بعد ذلك أن ثاب إلى رشده بعد ساعات فقد كان الجرح فيما يخص لوسى قد وقع حاداً وقاطعاً وكم تردد بعد ذلك جوناس على (هولى لودج)ليصلح ذات البين ولكنها كانت صارمة فلم تقبل أن ترى وجهه وكانت تطلب من والدها بإصرار أن يصرفه وكان جوناس من وجهة نظرها أسعد حظاً منها من عدة وجوه فهو مشتغل بعلم الأجناس البشرية ووارث ضيعة كبيرة وأمامه بذلك أن ينفس عن أحزانه فى عمله وأن يبتعد عن (أبو تسبريدج) ما يشاء أما لوسى وهى تتقلب أرقة فى غرفة الضيوف بـ(أبو تسوود) ممتعضة لهذا الكرم من الطبيعة لجوناس وددبريدج إذ حبته بذكاء فطرى فى الكتابة مع جمال الجسم وحلاوة تقاسيم الوجه وكأن كل ذلك لم يكن كافيا له راح يطالب بتوم أيضا
إلى أى مدى سيفقد توم رفيقا من الرجال ؟حمد لله أن له الرفقة من الذكور فى مدرسته أغلب الوقت وعلى الأقل لن تقلق على مصاريفه الدراسية فى المدرسة فقد دبر لها والدها هذا الأمر حتى يبلغ توم الثامنة عشر ربما فى أثناء ذلك تهبط على رأسها ثروة بضربة حظ فسيكون أمامها بالتأكيد أن تدبر مصاريف الجامعة له بعد ذلك وليس تحت لديها الآن إلا ما يضمه متجرها من عاديات والذى تستأجر المبنى المقام فيه وتعتبر فاتورة الإيجار هى العقبة التى تلوح فى الأفق أمامها الآن من حسن حظها ألا يعلم جوس بآلامها ومصاعبها المالية وما هى فيه من شظف عيش وتنهدت فى أكتئاب ها هى الآن وقد بلغت ثامنة وعشرين عاماً منبتة الصلة بجنس الرجال عدا توم بعد وفاة والدها وهو ما يفسر شعور الأرتياح الذى كانت تشعر به فى جلستها الممتعة أمام النار بصحبة جوس بصرف النظر عن الماضى وكان أمراً مؤسفاً أن يفسد كل هذا بقبلته
وعادت إلى التراجع معترفة بأن قبلته بحد ذاتها لم تكن أمراً منفراً ولكنه الدافع وراءها وتقلبت لوسى لترقد على ظهرها محملقة إلى السقف لو كانت صريحة مع نفسها فقد هزتها قبلته من الأعماق يا لغبائها !بعد سنوات من الأعتقاد بأنها قد تحصنت ضد سحر جوناس الطاغى فأن الحقيقة كانت أمراً مختلفاً لقد كانت لوسى وهى ذات سبعة عشر ربيعا تعبد الأرض التى يمشى عليها وكانت مجرد لمسة منه تحيل جسدها إلى أتون من النيران وهاهى تفزع لأكتشاف أنها لاتزال هكذا إذ بصرف النظر كم ينفر منه عقلها فإن الخيانة الآتية من استجابة جسدها له كانت أمراً مخجلاً وقالت لنفسها بمرارة بإنها الغريزة الفجة ليس إلا!!!
كانت الهالات السوداء تحيط بعينيها فى الصباح التالى ولكنها تركت وجهها عاريا من المساحيق وعقدت شعرها وراء رأسها بشريط أسود بعد أن أرتدت بنطلوناً أسود من الطراز المستخدم فى الأنزلاق وسترة من الجرسية مثل سترات صائدى الأسماك لتذه بهما إلى المحل .إن على جوناس أن يتقبلها كما هى .كان مستغرقاً فى قراءة الجريدة حين لحقت به على الفطور وكان هناك شئ من السواد حول عينيه أيضا ولكنه كان وجها جميلا بصورة تثير التوتر لقد كان فى الواقع جذاباً بصورة تعجز الكلمات عن وصفها فى سترته البيضاء الثقيلة وبنطلونه القديم من صوف الدنيم
حياها قائلاً:
-صباح الخير يا لوسى وهو يقدم لها مقعداً ويتفحص وجهها وهى تجلس :
-إنك تبدين مرهقة هل كانت الغرفة غير مريحة؟
-مريحة أكثر من المعتاد فأنا متعودة ما هو أكثر خشونة
أبتسمت له بأدب وهى ترفض طبق اللحم المحمر بالبيض الذى قدمه لها :
-شكراً خبز محمص فقط
قال لها :
-المفترض أن تبدئى يومك بشئ من الفطور الجيد فأنت تعملين بجد فكيف تتوقعين أن يقاوم جسدك بدون وقود؟
-أنى أكل كفايتى وصبت القهوة لكليهما إن توم يحب الفطور المطهو أما أنا فلا أتحمله فى هذة الساعة من اليوم
-فى أى ساعة تفتحين متجرك؟
-فى أيام الأثنين أفتحه على راحتى فهو عادة يوم هادئ ولذا أفتجه عادتاً فى التاسعة والنصف كما ان السياح قليلون فى هذا الوقت من العام وليس للمحل زبائن دائمين إلا نادراً ومن ثم فأستغل يوم الأثنين لأعمال النظافة العامة للمحل وما به من بضائع والحركة فى كساد شيئا ما فى الوقت الحاضر ومن ثم فحجم العمل ليس مرهقاً كما يبدو
وأمسك لسانها عندما وجدته يراقبها بتركيز شديد
قال لها بلا مجاملة :
-أن منظرك فظيع أللم تنامى هذه الليلة ؟
-ليس لوقت طويل
-هل أنت قلقة بشأن المنزل؟
هزت رأسها :
-أنى غير موافقة على بيعه فمن ذا الذى يريد منزلاً ذا طراز عتيق دون تدفئة مركزية؟أما من يريده فمقابل حفنة من الجنيهات ويعتبر الأمر ميؤوس منه بعد ما أصابه من فوضى
عبس جوس وهو يمسح قطعة خبز بالزبدة :
-وأين ستقيمين بعد بيعه؟
-فوق متجرى وهذا الجزء داخل الإيجار على أية حال ومن غير العملى ألا أستغله وأنا أستخدمه فى الوقت الحاضر كمخزن ورفضت أن ترفع بصرها إليه
-وتوم كيف يتقبل الأمر ؟
-ليس تماماً ولكنى شرحت له الظروف وأدرك أن لا خيار أمامنا
أبتسمت فى مرح :
-سأتمكن على الأقل من متابعة حركاته داخل المسكن فى أثناء العطلات
-بتقيد حريته فى عدة غرف فوق محل؟ليس فى ذلك متعة كبيرة لصبى فى عمره
وليس مستقبلاً مغرياً لأمه أيضا ولكن لوسى تجنبت أن تقول هذا فليس من شأن جوناس وودبريدج بأية حال حتى لو كان قد جشم نفسه تدبير مبيت لها تلك الليلة
قال جوس:
-أتظنين أنى أتدخل فى شؤونك؟
بدأ نوع من الأرتياب على وجهها :
-مادام ذكرت هذا فنعم
-0بالتأكيد لى بعض الحق فى الأهتمام بأمرك يا لوسى
وتشابكت نظراتهما بصورة لم تدع مجالاً للشك فى مقصده فحملقت إليه بنظرة جامدة
-لست أوافقك
وتشاغلت بصب قدح من القهوة وأسعدها أن تجد رأسها صافياً حين رفعته إليه وقال جوسبهدوء:
-ولكنك كنت تظنين النقيض فى يوم ما
-كنت صغيرة وغريرة وقد تقدمت فى العمر الآن وأتمنى أن أكون أكثر حكمة عن يوم أن....
وتخاذل صوتها إلى الصمت ماخوذة بحملقة العينين الزرقاوين إلى وجهها
-يوم جرفنا شعور طاغى بالتجاذب المشترك وأنت لاتزالين فى سن مبكرة يا لوسى
وأزداد صوته عمقاً وخشونة وتوترت أعصا ب لوسى وراح قلبها يدق بكل عنف ثم قالت بإقتضاب وهى تجذب عينيها بعيداً عنه بمشقة بالغة :
-ليس هذا حديثاً ملائماً للفطور ولو كانت لديك ذرة من اللياقة لتركت ذلك المشهد فى مكانه من الماضى
ومن تحت جفنيها المسدلين رأته يميل بجسده إلى الوراء وقد عليه الأسترخاء التام وسألها بحدة:
-أى مشهد تقصدين بالضبط؟أتقصدين كل المرات التى لم أكن أستطيع مقاومة إحاطتك بذراعى أو أن أجذبك للجلوس على ركبتى حتى أستطيع أن أضمك ؟!!!أم تقصدين يوم جرفتنا الغريزة إلى الخطيئة؟لقد كنا خاطئين يشيننا عدم الأخلاص.فقد كنت مرتبطة بسيمون وأنا بكارولين وحتى لو لم أكن كذلك فلم يكن من الشهامة أن أسرق من أخى حبيبة قلبه أليس كذلك؟
-إنك لم تسرقنى.....
-لا وبكل لعنة أغريتك,أليس كذلك؟
وتوقف عن الكلام وهبت هى واقفة ولكنه أجلسها بيد حازمة:
-أجلسى دقيقة من فضلك يا لوسى مادمنا فتحنا الموضوع فإننى أريد أن أتأكد من شئ واحد.أتنكرين أن كنت راغبة فى بنفس الصورة؟
وحملقت إليه صامتة ليس بنفس الصورة على الأطلاق لقد كانت النزوة تشدك إلى ولكنى كنت غارقة فى حبك يا معبودى غلى أذنى وكم كان مؤسفاً أن تنحط من عليائك بتلك الصورة
قالت بصوت مرتفع :
-لا لست أنكر لقد كنت متعلقة بك كمراهقة ولكن الحوادث التالية شفتنى من ذلك تماماً على ما أظن
والتوت شفتاه فى أبتسامة خالية من المرح :
-وهى حقيقة أتضحت بكل جلاء لقد مللت كثرة طرقى بابك وأنت مصرة هلى إيصاده فى وجهى
نظرة إليه فى أستغراب :
-وماذا كنت تتوقع غير ذلك ؟
فتحولت شفتاه إلى السخرية :
-أيمكن القول إنه كان يراودنى الأمل ؟لقد كان لدى غاية فى الأهمية أردت أن أقوله لك ولكنك كنت ترفضين حتى أن تدعى والدك يسمح لى بالدخول
وهز كتفيه:
-لقد نلت ما أستحق بصورة او أخرى ولم يعد ذلك مهما فقد مضى عليه زمن بعيد
-هذا حق فلننس الآن ما فات ونهضت من الأفضل أن أنصرف ثم قالت متصلبة هل يناسبك أن تأخذنى الآن؟
نهض جوس على الفور ولكنه عاد وجلس قائلاً:
-بالتأكيد واكن يجب أن أكمل قهوتى أولاً
رفعت لوسى ذقنها :
بالتأكيد وسوف أصعد لأرى أننى لم أترك شئ ورائى
وكانت تعلم تماماً أنها لم تترك شيئا ولكنها كانت محتاجة بشدةن إلى أن تبتعد فترة عن قربه وحين عادت وجدته فى أنتظارها وسألها :
-جاهزة؟ثم لوح بيده تجاه النافذة الثلج ينهمر مرة أخرى
نسيت لوسى التوتر بينهما وأندفعت للنافذة :
-أوهـ رباه يجب أن أذهب للبيت لأرى ماذا جرى فيه أكثر مما حدث
-ليس من داع لقد كلمت نيد وسوف يرسل من يهتم بالسباكة والكهرباء وميكانيكيا ليأخذ سيارتك وأنا أنصحك بأن تخاطبى شركة التأمين يا لوسى
وصدمتها الكلمة بشدة وغمغمت شيئا غير مفهوم وهما يأخذان طريقهما بطول المدخل المسور ومنه إلى الطريق ولم تقل شئ أخر إلى أن وصلا المدينة حيث ترؤكت جوس ينزلها عند متجرها غير عابئة بالعيون الفضولية وفتحت أبواب متجر العاديات الجذاب الذى يزهو بنوافذ عرضه الزجاجية الأنيقة ولأفتة من الحديد المطاوع
-من الأفضل أن أصعد لأتأكد من الأنابيب هنا يا لوسى
وأبيض وجهها
-رباه أنى لم أفكر فى الأمر
وأندفعت عبر المحل صاعدة السلم درجتين فى كل وثبة وحين وجدت كل شئ على مايرام كانت تتهاوى من فرط الأرتياح
ونادى جوس من أسفل:
-كل شئ على مايرام؟
نزلت لوسى السلم جرياً :
-نعم شكرا للسماء
وتخللت شعرها بأصابعها :
-لو وجدت الماء يتساقط فوق بضائعى الثمينة لأصابتنى الهستريا
كان جوس ممسكاً بحزمة من الخطابات ناولها لها قائلاً :
-بريدك.سأنصرف الآن وقد أطمأننت عليك
-جوس...وترددت لوسى شاعرة بالحرج إننى أقد لك صنيعك من كل قلبى.فشكراً لك على إستضافتى ليلة أمس
وتقابلت عيونهما وشعرت بالحرارة تتصاعد من وجنتيها حين رأته ينظر إليها فى تعجب:
-أنك تكرهين أن تكونى مدينة لى بشئ يا لوسى دراموند ثم مس خدها مسا خفيفا بإصبعه :لا تجهدى نفسك فى العمل إلى اللقاء
كررت وراءه إلى اللقاء وأخذت تراقب طوله السامق وهو يشق طريقه خلال قطع الأثاث والزينة الأثرية والفنية ثم أستدارت متنهدة إلى مكتبها دقيق الصنع وأوصلت أبريق القهوة بالتيار الكهربى لتنال منها شئ وهى تنظر فى بريدها الذى كان يحتوى على النشرات الدعائية والكتلوجات المعتادة وفاتورة الكهرباء وفاتورة الإيجار وكادت عيناها تخرجان من محجريها وهى ترى الأرقام المطلوبة .لو كانت أمس لوسى دراموند تنوى تجديد العقد فسيكون ذلك مقابل رفع الأجرة إلى النصف وسكنت حركتها فجاة على مكتبها إنها كانت متوقعة زيادة فى الأجرة ولكن ليس بنفس القدر ولم يكن الأمر يسبب مشكلة لو بيع المنزل ولكن نظرا أنه لا يوجد مشتر له فى تلك اللحظة وليس من المحتمل أن يوجد إلى أن يتم إصلاحه من الدمار الذى حدث به فهى لا تدرى من أين ستحصل على المبلغ المطلوب أنهامدينة بالفعل للبنك بضمان بضائع محلها وبالتالى هذا الطريق مسدود أمامهاوإذا كانت مصلريف دراسة توم قد سددت فهناك المصاريف الأخرى المتزايدةبينما هى تواجه موسم كساد لنشاطها وليس من المحتمل أن يدخل المحل هاو لقطعة أثرية من القطع المتميزة فى سعرها
وأخذت تتساءل فى يأس ماذا عساها أن تفعل أنها لا تملك شيئا ذا قيمة عدا بضاعتها ولو باعتها جملة فى مزاد لفقدت مورد رزقها وأمسكت بالمنفضة والممسحة لتبدأ أعمال النظافة الأسبوعية وعقلها فى دوامة بحث عن مخرج لها من ورطتها وكانت كل واجهة عرض لمحلها منسقة على هيئة حجرة منزلية بقدر الأمكان لتجذب نظر العملاء بما توحيه من راحة نفسية أكثر من ترتيبها طبقا للقيمة المادية أو العصر الذى تنتمى له القطعة,وراحت تنفض الغبار عن أرفف مكتبة جورج الثالث وتمسح الغبار عن ظهر الشيزلونج المخملى وتعيد ربط الحبال الحريرية السميكة لستارة من الحرير الدمشقى ثم أنبرت إلى منضدة من خشب الورد تجلوها لأعطاء أكبر قدر من التاثير الجمالى ثم راحت تسوى كرسى هزاز على هيئة حصان ذى عينين بديعتين وقالت تخاطب الكرسى :
-أن سعيدة أن أراك مبتهجا يا بيجاسوس ثم تركته إلى القطع الأخرى التى لا حصر لها من الخزف والزجاج المتناثرة فى المكان ثم أنهت عملها بتلميع خزانة أوان فضية من العصر الفيكتورى وكان زبونها الوحيد طوال اليوم سيدة طاعنة فى السن طلبت إناء صابون زخرفيا بديعا وسيدة شابة طلبت منضدة زينة لنباتاتها وعزت لوسى نفسها بأن هاتين الصفقتين على ضالة قيمتهما لم تكونا متزقعتين فى هذا اليوم وكان هطول الثلج قد توقف ولكن الجو ظل قارس البرودة وخلت الشوارع من الكثير من روادها وأغلقت لوسى محلها خلال فترة الغداء وذهبت للمخبز لشراء بعض الخبز الملفوف بالجبن وراحت تتناوله وهى غارقة فى أرقام دفاترها حتى أصابها الصداع بدون أن تعثر على حل سحرى لا مفر من قرض كبير وسريع
كانت لوسى غارقة فى أفكارها حين دق جرس التليفون :
-لوسى ؟
كان صوت جوس
-هل أنت مشغولة ؟
-لا يا جوس ماذا هناك؟
-لقد أعيدت الكهرباءللمنزل ولكن السباكة ليس اليوم
شعرت لوسى بالذنب بالذنب لنسيانها ما فى منزلها من فوضى وهى غارقة فى أرقامها :
-لم يكن لك أن تتحمل كل هذا العبء حقيقة يا جوس أنى أسفة
كان فظاً وهو يقول :
-لا تكونى غبية لقد سجبت سيارتك ويقول صاحب الجراج أنه سيتصل بك غدا لإبلاغك بقراره النهائى ,لكنه ليس متفائلاً فى الواقع
لم تدهش لوسى :
-لست أعتقد أن يكون كذلك ولكن شكرا لأبلاغى
-فى أى وقت تقفلين المحل؟
-حوالى الخامسة
عبست لوسى فى السماعة
-ليس عليك أن تتجشم هذا حقا يمكننى السير
-كفى هراء سأراك فى الخامسة
وأنهى محاولة أعتراضها بإغلاق الخط
كانت لوسى تشعر بالضيق لتصرفه على أن له اليد العليا ولكنها سعيدة فى نفس الوقت لتجنب السير فى الظلام فى نهاية اليوم وفجأة إعتدلت فى جلستها لفكرة هبطت على رأسها ولكنها سرعان ما هزت رأسها لامحال ف؟إذا كان جوناس وودبريدج هو أفضل من يمكنه ان يقرضها فى المدينة فإن سؤاله ذلك يتعارض مع كل مبادئها.ولكن هل ستضمن المبادئ لتوم الصغير الملابس الجديدة أو تدفع نفقات إصلاح المنزل وتدبر مبلغ الأيجار؟
ولن يكون سوى قرض مؤقت همس بذلك هاتف فى ذهنها فقط إلى أن تبيع البيت
وستبين بشكل قاطع أنها ىستدفع الفوائد فجوناس وودبريدج لن يعجز عن تدبير مئات من الجنيهات
وعبست بل بضعة الألف فى الواقع لو أرادت حل كل مشاكلها
لا قفزت واقفة مطوحة بدفتر حساباتها لن تجد القوة على أن تطلب هذا الطلب
سوف تتجمد الكلمات على شفتيها لقد كانت قد أقسمت ألا تحادثه مرة أخرى فكيف بالله تتصور نفسها تسأله قرضاً؟
وباعت لوسى بعض القطع فى فترة بعد الظهر الأمر الذى أثار دهشتها أشياء ليست عالية القيمة ولكنها أكثر مما توقعت فى يوم قارس البرد من أيام الأثنين ولكن لم يكن من شأن ذلك أن يخفف قلقها وحين ظهر جوس فى الخامسة تماماً كانت سعيدة أن تغلق المحل بعد أن شغلت جهاز الإنذار ضد السرقات
وسألها وهو يساعدها على دخول اللاند روفر :
-يوم طيب؟
فتنهدت بعمق وهما ينطلقان بالسيارة :
-ليس سيئاً
فعلق على قولها قائلاً:
-تبدين مكتئبة
-أسفة
-ولن ترفع أخبارى معنوياتك على ما أظن؟
فشدت نفسها قائلة :
-ماذا لديك الأن؟
-يجب تغير كل المواسير قبل أن يزور خبير مثمن المنزل وهو ما سيفعله أى مشتر (ألتفت ناظراً إليها)أن شركة التامين ستدفع بالتأكيد كل النفقات
قالت لوسى متلعثمة :
-لقد تركت التأمين يسقط
-ماذا فعلت؟!!!
-لم أتمكن من دفع الأقساط يا جوس كنت سأستانف الدفع الشهر القادم ولكن ...(وتوقفت عن الكلام تحاول أن تهدئ من صوتها)لن أستطيع مطالبة شركة التأمين وعلى تدبير المبلغ بنفسى
أطلق جوس سباباً خافتاً وهما يخلفان أضواء المدينة وراءهما :
-لوسى أن المنزل غير قابل للسكن فبعض الأنابيب قد تشققت تماماً ويقترح السباك ان يعيد تجديد الشبكة بأكملها وبدلاً من إجراء ترميمات لبعضها لتجمد الماء مرة أخرى
جلست لوسى مدهوشة :
--أواهـ يا رباه!!!ولكن ألا يعنى ذلك تغيير الأرضيات وإعادة الطلاء و......
تخاذل صوتها حتى توقف وهما يقتربان من هولى لودج وهى تحملق بمرارة إلى لافتة للبيع والتى بدت وكأنها تتعمد أغاظتها و جوس ينزلها من السيارة .كان داخل المنزل مضيئاً وتمنت لوسى لو لم يكن فأضواء الشموع كانت قد خففت الحجم المرعب للدمار الليلة الماضية وها هاو واضح بكل تفاصيله المقنطة ,التلطيخات البادية على السقوف والحوائط فى الصالة السجادة التالفة وجو الرطوبة الشائع فى المكان وفى الطابق العلوى كانت النفايات الناتجة عن تساقط السقف قد أزيلت وما أن لمحت لوسى منظر السقف فوقها حتى تهاوت جالسة على أعلى درجات السلم :
-ليس بالمنظر البديع
وحاولت أن تبتسم لجوس
-ليس بالذى يوحى بالفكاهة ,أنه فى حالة يرثى لها هى أجمعى حاجياتك
وسألته:
-ماذا تقصد؟
فقال بأنفعال :
-إنك أتية معى هيا أحزمى حقائبك
-لايمكن أن أفعل ذلك لا يمكن أن أترك المنزل فى هذه الحالة إنه منزلى
ورفعت يدها فى أستجداء وكست وجه جوس ملامح أب يواجه طفلاً عاصياً من أبنائه :
-لست مقيمة فى هذا لامنزل حتى يتم إصلاحه وتذهب عنه ما فيه من رطوبة .لوسى كونى عاقلة
وكانت تعلم أنه على حق ولكن الأمتعاض الذى بدأ فى صوته دفعها للعناد :
-حسنا ولكنى لن أفرض نفسى عليك سوف أقيم مع بردى
وأندفعت محتكة به إلى المطبخ وبعد عدة رنات من جرس التليفون بعد أن طلبت بردى جاءها صوت رجولى يرد عليها فسألته مأخوذة :
-هل....هل بدرتيا موجودة؟
-نعم من السائل؟
-لوسى دراموند
وجاءها صوت بردى مجلجلاً وغاص قلب لوسى :
-لوسى حبيبتى كيف حالك ؟
وقبل أن تجيبها لوسى أنطلقت بردى كنهر متدفق :
-لقد عدت لتوى ,كانت عطلة أكثر من رائعة....أتدرين؟لقد عاد معى بول !وسوف يقيم معى لفترة ولكن لا تقلقى فلن أتأخر عن العمل ولكن سوف تسمحين لى بساعة أو ساعتين يا عزيزتى أليس كذلك؟
سمعت لوسى صوت مكتوم ثم ضحكات خافتة
كيف أحوالك أنت يا لوسى هل وصل توم بالسلامة؟
ردت لوسى بابتهاج:
-نعم أن توم بخير
-هل كنت تريدين شيئا محدد؟
-لا.....لا...مجرد الأطمئنان أنك ستحضرين غدا
-بكل تأكيد يا حياتى ,إلى اللقاء
أنزلت لوسى السماعة وأستدارت إلى جوس كان متكئاً على الباب ضخماً مرعباً
-لم أسمعك تطلبين منها الأقامة يا لوسى
-لا إن معها ضيفا
وحاولت الأبتسام متفلسفة
-مادامت الكهرباء قد عادت فليس هناك مانع أن أقيم هنا
-بأستثناء إصابتك بالتهاب رئوى -وارتعش قيلاً-أحزمى متاعك وهيا قبل أن نتجمد
-يمكنك الأنصراف فأنا باقية
وأتخذت مظهر بغل عنيد وهى تضم ذراعيها فى تحد
-ليس فى المنزل قطرة ماء للطهى أوللحمام أو لصنع كوب شاى ثم أنى-وضم ذراعيه مقلداً أياها-لن أتزحزح من هنا إلا وأنت معى
سألته غاضبة :
-ما سر هذا الأهتمام المفاجئ ؟أنك لسنوات لم تكن حتى تعرف بوجودى ....
-أختيارك أنت وليس أنا .أننى ظللت أحاول التقرب منك ثم من جهه أخرى كان هناك لديك والدك إلى وقت قريب يهتم بأمرك
-لست أريد أحداً يهتم بى
-أحقاً؟
وتعمد النظر فى عينيها فأحمر وجهها
-أن....أن هذا موقف طارئ فأنا فى العادة أعتمد على نفسى ولو لم يكن الطقس لما حدث هذا إن أحدا لا يمكنه أن يتنبأ بما يخبئه القدر
وتحرك تجاهها :
-هذا حق,لذا فعلى المرء تقبل المعونة حين تعرض عليه حتى وأن أتت من إنسان هو مثال النذالة
حملقت إليه بتحد:
-لأسباب حقيقة
هز كتفيه :
-لست أنكر أننى تصرفت تجاهك بطريقة سيئة فى موقف ما ولكن ذلك كان فى ظروف غاية فى السوء وحاولت على الفور إصلاح خطئى.أبعد كل هذه السنين يا لوسى لا يقبل قلبك أن أقدم لك خدمة بسيطة؟وخاصة حين تكونى فى حاجة ماسة أليها ؟
وتخاذل كتفاهاماذا تراها تفتعل هذه الضجة من أجلها؟جال هذا بخاطرها فى وهن أن الكبرياء سلعة باهظة الثمن لا تقدر على ثمنها ومن الغباء أن تزيح عنها يده الممدودة بالعون وهى التى تود أن تسأله قرضاً فى نفس الوقت وهو ما أقتنعت فجأة أنها لابد فاعلة له.إذا كان أمن توم متوقفاً على أن تبتلع كبرياءها وتسأل جوس قرضاً فلن يكون هناك تردداً فى الأمر وقالت لنفسها إن هذا من أجل تومك وعليها أن تفعله
-حسنا يا جوس إنى أتية.وشكراً لك,ولكن إلى لأن يتم إصلاح المنزل
مد جوس يده يسوى شعرها الذى أصبح شعثاً لزجاً بصورة فظيعة بفعل الهواء المشبع بالرطوبة
-يا لك من مسكينة يا لوسى أيتطلب ذلك كل هذا لامجهود
نأت بنفسها عنه وقالت :
-إنك تعلم هذا فلا تواصل تكراره ,سوف أعود لإليك سريعاً
أبتسم جوس لها أبتسامة كسولة :
-لاداعى للعجلة أمامنا العمر بأكمله
عبست له ثم تولت عنه بسرعة صاعدة السلم والسجاجيد المشبعة بالماء تنز تحت قدميها.لقد نسيت عادة جوناس أن يقول شئ ويقصد شيئا أخر ولقد أدى هذا إلى أثارة غضب كارولين.مسكينة يا كارولين أو ربما محظوظة يا كارولين إذا كان لاعب البولو الذى فرت معه ثرياً,كم كانت جميلة,وكم كانت بالنسبة إلى الفتاة الصغيرة ذات السبعة عشر عاما ً ذات الشعر المجعد الصعب التصفيف ةالأنف الشامخ والصدر الناهد مثالاً للفتاة الشقراء الرشيقة رائعة الجمال كانت تتجاهل لوسى هذا حق
ولكنها كانت أيضا تمقت مداعبات جوس لفتات أخيه الصغيرة وما أن لاح لها مانويل فيلاس كبديل حتى أخذت تتشاجر مع جوس من وراء سيمون حول هذا الأمر متعمدة أن تسمع لوسى الشتائم التى توجهها للرجل الذى يطارد الفتيات الصغيرات
وتذكرت لوسى كيف تحولت الأمور فى صيف ذلك العام.فحين تسترجع الأحداث ترى كيف بدأ الأمر لها فى لحظة ما مشرقاً بهيجاً مع أول حب لها غير مشروع ثم ما لبثت مصادفات الأنتقام أن صبت غضبها على رأسها ورأس جوناس وودبريدج ولم يعد أى شئ كسابق عهده.أنفجرت كارولين بالغضب فى وجه جوس وهجرته إلى رفيقها الأرجنتينى الوسيم وأنغمس جوس فى الشراب ولوسى تتحاشاه كما يتحاشى المرء الطاعون وكان سيمون المسكين هو المتحير للأمر كله.غشيت عينى لوسى قتامة لقد كان سيمون مسكيناً بحق كان شاباً لدرجة درامية لأن يفقد المرح والحياة عصر ذلك اليوم المشرق من أيام الصيف ولما كانت رحلته رحلة طيران منفرد فقد أصر أن يأخ1ها معه للمشاهدة وكانت شاهدة على الحادثة الفظيعة.أندفعت الطائرة الصغيرة إلى عنان السماء ثم هوت إلى الأرض بينما كانت لوسى تقف متجمدة من الصدمة وكتلة النيران تنفجر حيث سقطت الطائرة ثم كان عليها بعد ذلك أن تقوم بالواجب غير المشكور بإبلاغ النبأ المفجع لأخيه لقد قتل سيمون وكان مقتلة فى رحلة من دروس الطيران الممنوعة ,كان سيمون أخفى أمرها سراً
صاح بها جوس معيداً إياها للحاضر :
-لوسى أن أتجمد من البرد هل أستعددت ؟
-كما أنا دائما !
تمتمت بهذا لنفسها وهى تغلق الحقيبة بعنف وتنزل درجات السلم ركضاً


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-07-16, 01:10 PM   #5

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثالث
***********
أخذت مسز بنسون عودة لوسى أمراً مفروغاً منه وتجهمت لمجرد فكرة بقائها فى ذلك المنزل الرطب البارد بينما هناك الغرف المعدة فى أبو تسوود
قالت لوسى وهى تعلق ملابسها:
-ولكن ذلك يعنى عملاً إضافياً لك
فردن عليها مديرة المنزل :
-على الأطلاق بل إن مستر جوناس رفض أن أطهو لكما عشاء الليلة فهو سيأخذك للعشاء بالخارج
-أوهـ هل سيفعل ذلك ؟
فكرة لوسى متعجبة وقالت له حين لحقت به به فى غرفت المكت بعد ذلك:
-لم تذكر لى أننا سوف نتناول العشاء بالخارج.إننى لم أحضر ملابس تليق بذلك
لسبب بسيط أنها لا تملك شيئا منها!!!
نظر إلى ردائها الصوفى الأحمر النسيط ثم أبتسم:
-إنك تبدين رائعة يا لوسى
لم تكن لوسى تتشترى ملابس إلا البسيط منها لأنها لاتتنافى فى أى وقت مع الموضة وفى تلك الليلة بالذات شبكت بروش والدتها على صدرها كنوع من النزوة الطارئة
-لم أذكر هذا حتى أتحاشى الجدل معك نظرا لميلك لذلك أعترفى بهذا يا لوسى
وأبتسم مشيراً إلى الصينية التى عليها أنواع من الشراب :
-أيروق لك شئ؟
تقبلت منه كأس رفعتها إليه قائلة:
-نخب منقذى
ضيق من عينيه لها:
-شكرا يا لوسى يا لسماحتك
فأبتسمت له قائلة:
-على الضيف أن يكون مهذباً مع مضيفه
ودهشت من التعبير الغريب فى عينيه :
-أسفة أنى حقا صعبة المراس فى البداية
نظرا اليها فى شك :
-هل أنت كذلك يا لوسى ؟أننى أتساءل عن سبب تراجعك هذا
رشفت رشفة من الشراب لتخفى حرجها .هل هو قارى أفكار؟لقد قررت أن هذا هو أفضل شئ .هذا كل ما فى الأمر
-حسنا لأن هولى لودج لأن يكون قابلاً للسكنى فيه قبل أسبوع على الأقل
وحملقت إليه فى ذعر :
-كل هذه المدة؟ثم أخذت نفسا طويلاً :
-فى هذه الحالة هل لى أن أطلب مدرسة توم من فضلك؟يجب أن أخبره عن هذا التطور
-بالتأكيد-وأنهى شرابه-سوف أذهب لمحادثة مسز بنسون وأنت تجرين مكالمتك
أتصلت لوسى بالناظر شارحة له سبب التغير المؤقت فى العنوان وحين عاد جوس كانت لوسى تجوس خلال الكتب المكدسة على الأرفف تتأمل المجموعة واسعة الأختيار من كل فن وعلم قال لها مبتسماً:
-هيا بنا يا لوسى
أنبقض صدرها لقد كانت أبتسامة سيمون تشبه هذه الأبتسامة تماماً
جاهزة حين تكون كذلك وأن كنت لا أرى سببا يدفعك لهذا فلست ضيفتك بالمعنى المفهوم
قال لها بلهجة قاطعة :
-عليك فقط بالهدوء وتمتعى بالسهرة بلا جدل
ثم ساعدها على إرتداء معطفها وضم ياقته جيداً تحت ذقنها وهو ينظر فى عينيها :
-إلا إذا كنت تعتقدين بالتأكيد أن قضاء الأمسية معى أمر يتطلب تحملاً وليس يدعو للإمتاع
فوجئت بهذا القول فهزت رأسها متوردة الوجه :
-لا بالتأكيد لا يا جوس ومن جهه أخرى-أكملت بصراحة-أننى غير متعودة على أن أدعى إلى العشاء وحرى بذلك أن يمتعنى ولو من باب التجديد
-شكرا جزئلا يا لوسى
كانت أبتسامته حزينة وهما يدخلان السيارة :
-أن هذا يدمى شعورى
فغمغمت وهما ينطلقان:
-أسفة ولكنها الحقيقة على الرغم من أى شئ
ضحك جوس قائلاً:
-والتى لها صفة سيئة هى المرارة
أبتسمت لوسى لنفسها موافقة فى صمت
كان جوس وجهاً مألوفاً كما هو واضحاً فى المطعم الذى حسبته لوسى أولا أنه منزل خاص
فخارجه يبدو بناء من الأحجار السميكة والنوافذ ذات الأطار من الرصاص أما داخله فغرفتان فسيحتان متصلتان عبر بهو فسيح ذى سقف مقوس تزينهما مدفأتان من الخام ,وشعرت بخجل أكثر مما توقعت لردائها فرغم أن باقية النسوة كن يرتدين ملابس ثقيلة مثلها أنها كانت الوحيدة التى ترتدى رداءاً يباع فى المحلات الشعبية
سألها جوس حين أتخذا مجلسيهما :
-هل يعجبك المكان؟
-وكيف لا؟إنه مكان جميل يا جوس
ونظرت إلى تمثال أبو الهول من الخشب المذهب فوق أحدى المدفأتين قائلة :
-ما لم أكن مخطئة فهذا التمثال من عهد الإمبراطورية الفرنسية الأولى
كانت بادية التاثر ونظرت لجوس فى خبث :
-كل ما أتمناه ألا تصل فاتورة الحساب إلى ثمنه حين تدفعها
ضحك حتى بدأت نواجزه ناصعة فى وجهه الأسمر وتعجبت لوسى من النسوة اللاتى ألتفتن تجاهه:
-لو حدث هذا لكان فى محله فالطعام هنا من وحى الخيال
وتخففت لوسى من همومها مستمتعة بالأمسية فلا بأس من ذلك ولو لعدة ساعات مترفة وقالت بسعادة غامرة وهما يقرأن قائمة الأطعمة :
-همم ماذا تختار لى؟
نظر إليها نظرة غريبة :
-على الرغم من أنى أعرفك منذ كنت صبية شقية ومكتنزة الجسم فيؤسفنى ألا أعرف شيئا عن ذوقك أللهم إلا بالنسبة للأثرى من الأثاث .هل أنت نباتية أم من النوع الذى يفضل شيئا قليلاً من كل شئ؟
أشرقت عيناها وهى ترتشف من شرابها :
-قد يثير أمتعاضك يا جوناس وودبريدج أن تعلم أن مطبخى لا يزيد فى أصنافه على الفاصوليا مع الخبز أساساً.ومن ثم فأى شئ هنا سينال استحسانى
ورفعت عينيها عن القائمة مبتسمة فدهشت أن رأت شيئا يشبه الألم فى عينيه وهو ينظر إليها بحدة وهو يمد يده ليمسك بيدها فى رقة وقال متبسطا :
-سوف أخذ بكلمتك إذن
وأشار إلى النادل الذى كان يحوم حولهما .كان الطعام كما توقعت أشهى ما ذاقته فى حياتها وزاد من إحساسها بالمتعة جو الدفء المحيط بهما والخدمة الراقية وأزيز الأحاديث الهامسة التى تملأ المكان
سألها بعد فترة لم ينجح فيها من أستخلاص كلمة منها :
-هل أعجبك؟
فوضعت السكين والشوكة وتنهدت فى رضا عميق :
-رائع لم أكل من زمن كما أكلت الليلة
أنحنى تجاهها وهو يملأ لها الكأس:
-ألا تاكلين بالخارج أبداً؟
هزت رأسها :
-ليس منذ وفاة والدى ,عدا الذهاب إلى المقصف مع توم فى فترات عطلته
عبس قائلاً:
-ولكن بالتأكيد خرجت مع رجال بخلاف توم ووالدك يا لوسى
-نعم.بين دهر وأخر
نظرت فى عينيه وأكملت:
-كأم بدون زوج لطفل فى العاشرة فإننى أحيا حياة مثالية رغما عنى فأنا أكسب عيشى فى (أبو تسبريدج) وأعتمد على طيبة قلب أهلها وقد تقبلوا زلتى الأولى بتعاطف ولكن لا أتصور أنهم يقبلون زلة أخرى بنفس الروح
سألها بهدوء :
-هل لاتزالين تشعرين بالعداء تجاهى يا لوسى ؟
أمعنت لوسى فى الأمر جيداً قبل لأن تجيبه:
-لا.ليس ححقيقة يا جوس إنك بالتأكيد قلبت حياتى شقاء بموقفك من حملى خصوصاً مع ما كان ينتابنى كفتاة فى السابعة عشر من شعور بالذعر وبالأثم والحزن على سيمون كل هذا فى وقت واحد
حملق جوس فى كأسه الفارغة:
-أعلم أنه لك يكن من حقى ما فعلت وعذرى الوحيد أننى لم أكن فى وعيى وقتها
-لقد نظرت إلى الأمر نظرة مناقضة بكل تأكيد وقتها كل ما كنت أريده ......
وماتت الكلمات على شفتيها فنظر إليها بدهشة :
-كنت محتاجة للعطف وليس للمال
لم تكن هذه هى الحقيقة.لقد كانت محتاجة لما هو أكثر من المال أكثر بكثير ولكنها لم تكن لتطلعه على ذلك
-أن فكرة الحصول على دعم مالى منك لم تخطر على بالى قط
ومرة أخرى راجعت نفسها إذ أنها كانت مقبله على أن تسأله قرضاً فعليها أن توطن نفسها على أن تتصرف بكل لباقة معه وأبتسمت له أبتسامة مرحة:
-فلنبتعد عن هذا الموضوع يا جوس دعه حيث هو,فى الماضى هل لى أن أطلب الحلو من فضلك؟
أطلق جوس ضحكة عفوية جذبت إليه أنظار الحاضرين خصوصاً النساء وكانت لوسى تعتبر هذا أمراً طبيعياً فقد كانت ترى أنه يتمتع بضحكة ساحرة وها هى ترى أن هذا لا يزال حقيقياً حتى هذا الوقت
وأنقشع جو الكأبة مع المرح الذى صاحب أطباق الحلو وتحول الحديث إلى أسفار جوس وإلى جولات لوسى فى ربوع البلاد بحثاً عن تحفها وعن صديقتها بردى روش ومعاونتها فى المتجر
-أن لبردى دائما رجلاً فى عقبيها فهى تجذبهم كما تجذب النار الفراشات
-وهل تودين شيئا من هذا القبيل أن تجذبى الرجال كأنمها الفراشات؟
نظرا إليها من فوق قدح قهوته.أبتسمت له وقالت :
-بهذا الوجه الذى لى .ولاداعى لذكر أبن فى العاشرة!!!
ثم أضافت مستغرقة فى الذكرى :
-رغم أن ناظر مدرسة توم كان مهتما بى فى بداية الأمر متصوراً أنى أرملة وحين عرف بالحقيقة أنصرف عنى على الفور فلم أكن جديرة أن أكون زوجة ناظر مدرسة
نظر إليها جوس بتركيز :
-وهل كنت ترغبين فى ذلك؟
فتجهم وجهها وهى تجيب :
-لا رباهـ ! ليس هذا مناسب لى على الأطلاق مهما كانت شكواى من أسلوب حياتى فى بعض الأحايين فأنا مستمتعة بها تماماً فأنا أقابل ناس كثيرين أثناء تجولى وأتناول مع بعض منهم شراباً خفيفاً أو غداء فى مقصف ولكنى لا أسهر مع أحد على الأطلاق فغالباً ما أكون مجهدة تماماً فى نهاية اليوم
-ولكن هذا خطأ
فتسعت عيناها :
-وما الخطأ فى ذلك؟
-أن تحرمى نفسك من التمتع فى هذا السن
مال أتجاهها وقال بأهتمام :
-أنت فتاة يالوسى بربك لا تنسى
هزت رأسها :
-لا أرانى فتاة يا جوس بل أم لتوم ولكم أشتاق له لدرجة انى أشعر بالذنب لذلك أحيانا فهو يحب مدرسته وكان والدى صارماً فى رأيه أن يبعثه إلى حيث يتلقى العلم وأعتقد أنه كان يخشى أن أصرف فى تدليله
أبتسم جوس عن غير إرادة :
-مما أعرفه عن توم أنه ليس من الطراز الذى يقبل ذلك.ولكن ألا تظنين أن والدك أراد أن يرسله إلى مدرسة لأسم جده فيها سمعة محترمة؟
نظرت إليه فى دهشة :
-هل قال لك هو ذلك؟
-لا ولكن هذا شئ أفترضته دائما فما دام الولد لا أب له فسوف يدعم من موقفة فى المدرسة أن يكون جده قد درس فيها من قبل ويعتبر بطلاً أسطورياً كقائد قاذفة قنابل جسور ومن تمكنه من الهرب من الأسر وكل تلك القصص البطولية أعتقد أن دراموند العجوز كان يريد أن يعطى حفيده أحسن بداية ممكنه
-يا لسعة أفاقك يا جوس على شاكلة أبى تماماً ومع ذلك كيف دبر والدى المال لضمان الدراسة لتوم هذا ما لم أعرفه قط -أبتسمت فى أسى-كان والدى يعيش يوم بيوم تاركاً الغد يدبر أمره بنفسه
وألقت نظرة على ساعتها :
-رباه أن الوقت تأخر هلا عدنا.....رجعنا الأن ؟
ونهض جوس على الفور وعلى وجهه تتراقص إبتسامة خفيفة ساخرة وهمس فى أذنها وهما يبتعدان عن المائدة:
-حذار لقد كدت تقولين هلأعدنا إلى منزلنا
أحمرن وجنتاها وهو يدفع الحساب ثم يقودها إلى الخارج حيث الظلام الحالك والبرودة القارسة وكانت نتف الثلج تتساقط خفيفا ولف جوس ركبتى لوسى بوشاح صوفى فى أثناء رحلة العودة التى تطلبت منه الحذر البالغ ,قالت له لوسى منفعلة :
-لكم أنا سعيدة أنك تتولى القيادة إن مغامرتى الليلة الماضية ستبعدنى عن عجلة القيادة لفترة ما
سألها:
-هل أنت عصبية الأن؟
-لا
وكانت هذه الحقيقة التى أدهشت لوسى فرغم الجو القاسى كانت تشعر بجوار جوس بالراحة التامة والأمان .قال لها
-أنك محتاجة لسيارة أكثر رشاقة فهذه الدبابة القديمة أستهلكت تماماً ولم يكن قد فعل أكثر من تأكيد ما تعرف أنه الحق ومع ذلك فقد شعرت بأن كلماته قد وقعت فى نفسها وقعاً سيئا وفى نفس الوقت شدت من عزمها على أن تسأله القرض ليس فى الأمر شئ كل ما عليها هو أن تبتلع كبرياءها وان تعرض الأمر بكل ما تملك من لطف وبأسرع ما يمكنها,فور عودتها مثلا,وإلا فعليها أن تقضى ليلة أخرى مسهدة فى غرفة جوس وودبريديج الدافئة المريحة وكانت مسز بنسون قد أخلدت لنوم عند عودتهما ولكنها تركت لهما صينية عليها أقداح القهوة وبعضاً من بسكويت صنع منزلى وسألها جوس:
-أتريدين شراباً يا لوسى ؟
فردت مبتسمة :
-لا شكرا لك لقد كان العشاء رائعاً
فقال بإقتضاب :
-يسعدنى أنه أعجبك ,هل لك فى بسكويت ؟
رفضت شاكرة وأسفت فى نفس الوقت لقد كان سيمون مغرماً بما تصنعه يدا مسز بنسون من هذا البسكويت
-ما رأيك فى شى من الموسيقى ؟
-لا شكرا لك
وأخذت نفس عميق عليها أن تفاتحه فى الموضوع قبل أن تخونها شجاعتها أنها تعلم ذلك جيداً
-جوس .هناك أمر أريد أن أحدثك فيه
نظر إلى وجهها المتوتر وجلس :
-نعم يا لوسى ماذا هناك ؟
لعقت شفتيها الجافتين ونظرت إلى يديها المرتعشتين حتى أن القهوة كادت أن تنسكب من القدح فى الطبق فوضعته بحرص على المنضدة بجوارها
-أريد أن أسألك معروفاً يا جوس
ثم أنطلقت تحت وطأة ما تشعر به من يأس:
-معروفاً كبيراً لك أكن لأسأله صدقنى لو لم يكن أمامى طريق أخر
كانت عيناه تراقبانها ولكنه ظل هادئاً وقال مشجعاً :
-أستمرى
وتنحنحت:
-أريد...أريد أن تقرضنى بعض المال .
أخيراً خرجت العبارة من فمها
-هكذا(كان وجهه خالياً من التعبير كصفحة بيضاء) أتصور أننى الملجأ الأخير لم تلجى إلى ألا بعد أستنفاد كل الطرق التقليدية الأخرى للأقتراض
هزت رأسها شاعرة بالتعاسة ثم أخرجت كل ما فى جبعتها من مشكلات كيف أن والدها لم يترك شئ عدا لامنزل وما فيه من مصاريف دراسة توم وأعتطته فكرة عن القرض الذى هى مدينة به للمصرف وفواتير النفقات الخاصة بالمحل ومنها فاتورة الإيجار وأخيراً ما يعلم عن السيارة والمنزل
ثم أنهت حديثها مجهدة:
-كل ما تحت يدى من أشياء ذات قيمة هو ما يضمه المتجر من بضاعة ولو تصرفت فيها فلن أجد وسيلة أخرى لكسب عيشى بصراحة لا أرى مخرجاً يا جوس
-ومن ثم فقد لجأت إلى ؟
كان صوته خالى من التعبير ولكنها أنكمشت فى داخلها وهى تنظر فى عينيه
-لو لم تظهر لى فجأة فى هولى لودج لما فكرت فى ذلك
وعضت شفتها مدركة أنها تسئ عرض الأمر
-أنى لم أرك منذ أعوام ,أقصد أنك غالباً فى الخارج....
خفت صوتها حتى صمتت وراحت تشرب من قهوتها الباردة
-كم المبلغ الذى فى ذهنك يا لوسى ؟
نظرت إليه قائلة:
-أيمكن.....هل تستطيع أن تدبر لى الفى جنيه يا جوس علاقة عمل صرفة بالتأكيد بما فيها من فوائد....
قاطعها:
-لوسى أنك غير واقعية تماماً هل فكرت فى هذا الأمر جيداً؟
-أعلم أنه مقدار كبير
-ولكنه ليس كذلك!هذه النقطة إنه ابعد عن أن يكون كافياً
ملأت هذه العبارة الصريحة قلبها بالقنوط
-أتقصد أنى بحاجة لأن أقترض مبلغ أكبر
هز رأسه :
-سيتكلف المنزل هذا المبلغ على أقل تقدير ليعود إلى سابق هيئته وأنت محتاجة لسيارة جديدة.لقد تحدثت مع ستان بورتر وأنت ترتدين ملابسك عن سيارتك وقال أنها لا تستحق عناء الأصلاح
أصابها الدوار لقد كانت الأمور أسوأ مما تخيلت :
-ولكن يا جوس ليس بأمكانى شراء سيارة جديدة ليس لأنى لا أستطيع تدبير سيارة صغيرة ولكن سيارة صغيرة لا تنفعنى فى نقل ما أشتريه من بضائع
-وهل تستطيعين فى حالتك المالية هذه أن تتدبرى أمر شراء بضاعة جديدة على الأقل ؟
وتركزت عيناه الزرقاوان على عيناها فهزت رأسها ببطء وهى تشعر بأن العالم يتهاوى من حولها لقد كانت الحقيقة أشد مرارة على عقلها حتى أنه رفض أن يتقبلها .وقال جوس بهدوء:
-أعتقد أن لدى حلا فأمسكت لوسى أنفاسها وهى تسأله :
-وما هو؟
أبتسم أبتسامة ساخرة :
-أرجو ألا تستائى يا لوسى لقد آن الأوان أن أعترف لك بأننى أريد أن أسألك معروفاً أيضا
تصلب جسدها فى جلستها وكلها حذر:
-ألهذا السبب أخذتنى إلى العشاء الفاخر؟
-لقد كان بأمكانك أن ترفضى ولكن نعم جزئيا كان هذا دافعا أمر غريب أليس كذلك ؟كل منا يملك شيئا يحتاج إليه الأخر فهل يمكن أن نصل لأتفاق معا؟
حملقت إليه بشك متزايد :
-أن طلبى وأضح تماماً فأنا بحاجة للمال وأنت تملك منه الشئ الوفير لأن تقرضنى ما أريد
-أعطيك يا لوسى وليس أقرضك
وأبتسم حين أتسعت عيناها وكررت وراءه:
-تعطينى .هل قلت تعطينى؟
هز رأسه بهدوء
-أننى على أستعداد لأن أتحمل عنك قرض المصر وأدفع إيجار المتجر وأصلح لك المنزل وأشترى لك سيارة جديدة
-وماذا بإمكانى أن أدفع لك مقابل ذلك؟
سألته بتوجس:
-لا أراك محتاجاً إلى بعض قطع أثرية كما أنى متأكدة من أنه ليس جسدى ما تنشده أيضا !!!
تقدم منها وأنهضها على قدميها ممسكاً برسغيها وأرتعدت فجأة وهى تنظر فى عينيه وقال لها بكل بساطة:
أنى أريد توم


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-07-16, 01:11 PM   #6

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الرابع
***********
قابل تدفق الدم فى وجه جوناس وود بريديج الوسيم شحوب كشحوب الأموات على وجه لوسى وهى تسأله بصورة مباشرة فجة :
-أتقترح على أن أبيع ابنى؟
التوت شفتاه أمتعاضاً وهو يضغط بأصابعه على رسغها :
-هلا تلطفت وأستمعت لما أفكر فيه من تبادل للمصالح بيننا؟
-إذن فهى صفقة مهما كان الشكل الذى ستضعها فيه
وجذبت يدها بعنف وراحت تدعك المناطق الحمراء فى موضع قبضة أصابعه على رسغها وقال شارد اللب :
-أسف يا لوسى لم أقصد أن أصنع تلك العلامات على بشرتك
-أعتقد أنى سأتناول هذا الشراب يا جوس أعطنى أياه من فضلك
بينما هو يستدير ليصب الشراب جلست هى فجأة وقد أبدت ساقيها تخادلاً مزعجاً من أن تحملاها وتقبلت منه القدح شاكرة ورشفت رشفة تهدئ نفسها بها ثم فالت بسرعة حين جلست :
-خبرنى فيما تفكر يا جوس ليس...لأنه يهمنى بأى حال ولكن بما أنك أنفقت على العشاء كل هذا المبلغ لتضعنى فى وضع نفسى ملائم فمن العدل على الأقل أن أسمعك
وتضاءل لحد ما شعورها بالأحتجاج الملح أمام ما قدمه من أقتراح وأخذت تراقبه بفضول متسائلة إن كان حقا مجرداً مكن المشاعر كما يبدو أمامهها كان وجهه يبدو خاليا من العواطف كما لوكانا يناقشان مسألة قانونية مجردة لشخصين غيرهما
قال لها جوس هادئاً :
-فى عبارة بسيطة يا لوسى إننى بحاجة لوريث ليس بمعنى أن اؤسس شجرة عائلة ضخمة ولكن أريد أحد يجرى فى عروقه دم وود بريديج ليمتلك هذا المكان بعد رحيلى ومن أفضل من توم ؟إننى أحبه وشاكر لك أن سمحت أن أرى منه شيئا فى السنوات الثلاثة أو الأربعة الماضية
ردتت لوسى بأمانة:
-إنه يحبك ولولا هذا ما فعلت وكان والدى هو من أقنعنى أن أفعل
تلاعب فم جوس عند الأركان وقال :
-هكذا.كان على أن أدرك ذلك لقد كنت غبيا بالفعل أن تصورت شيئا من اللين منك تجاهى
لم تحر لوسى جواباً عن ذلك وظل هو هادئاً فترة قبل أن يستطرد:
- تعلمين كيف وقع نبأ مصرع سيمون .ففوق ما أشعر به من حزن عميق كان الشعور بالذنب هو ما يقض مضجعى
تساءلت مدهوشة :
-شعور بالذنب؟
-لقد كنت الواصى على سيمون.أتذكرين؟ليس فقط أخوه ,لقد تركه والدى فى رعايتى وهو طفل صغير وفى ذلك الصيف كنت فى صراع مع مشاعرى نحوك وما تلا ذلك من شجار مع كارولين بسبب ذلك لدرجة أعلمتنى من أن أرى ما تحت أنفى ومضتت عيناه الرائعتان بنظرة باردة ملتهبة أرسلت الرعدة فى نخاع لوسى
-لو لم أرفض بصورة مجردة من المشاعر أن يحصل سيمون على دروس طيران فربما أتخذت الأمور مساراً أخر وأبتسم أبتسامة لاذعة:
-كل ما قضاه معك من فتراتبعد الظهر كان يقضيها أيضا فى العمل فى مكاتب المطار ليدبر مصاريف تلك الدروس.وقد قمت بتغطيته يا لوسى أنزلت الغمامة على عينى كلية ولم يدر بخلدى قط أن تكذبى على
أسدلت جفنيها :
-لم أكذب .هو الذى فعل وخطيئتى أنى تركته يفعل
أخذ نفس عميقاً
-ولم يكن هذا هو الشئ الوحيد الذى تركته يفعله يا لوسى ففى فترات ما بين دروس الطيران كنت تتركينه يعطيكى دروساً فى أمور أخرة ,أليس كذلك؟
حملقت إليه :
-هذا موضوع لست مستعدة للخوض فيه ولو أستمررت فى هذا الحديث سوف أغادر بيتك الأن وفوراً وتأكد من أنك لن ترى توم بعد ذلك على الأطلاق
أقنعه شئ ما فيها بصدق عزمها على تنفيذ تهديدها وأخذت تتلذذ بمراقبة ما يبذله من مجهود ليستعيد تحكمه بنفسه قبل أن يستطرد:
-بإختصار كل ما تركه سيمون وراءه هو بعض الميداليات والصور وتوم
خيم صمت ثقيل قطعته لوسى أخيراً:
-أفهم من ذلك أنك ستعترف به قانوناً كعم؟
هز رأسه :
-كلا ولكنى على أستعداد لتسوية كافة ديونك لو وافقت أن أكون زوج أم
أتسعت عيناها كما لو أن صاعقة أنقضت عليها بينما تراجع جوس بظهره مسترخيا وعلى شفتيه أبتسامة مشرقة بصورة محنقة:
-نعم يا لوسى بعبارة أخرى أطلب يدك
هزت رأسها :
-ألهذه الرجة تريد توم؟
-لا تبخسى قدر نفسك يا لوسى إننى فى منتهى السعادة أن تكونى جزء من الأتفاق
رفض عقلها تماما أن يساير ذلك :
-عد بذاكرتك يا جوس إلى ما تفوهت به من الفاظ نابية وأنت ترفض الأعتراف به حين أخبرتك أننى حامل ولا أرانى قادرة على تقبل فكرة أنك بعد ذلك تطلبنى للزواج
-أصعب عليك أن تفهمى ذلك ؟أنها الغيرة!! الغيرة الحمقاء التى دفعتنى لأقذف بوجهك أشد الألفاظ جرحا للنفس
وأدار وجهه بتقزز من نفسه :
-كما أنى كنت بحاجة إلى من إلقى باللوم على رأسه كنت أبحث عن كبش فداء أى أنسان عداى وقد كنت أنت
ليس فقط من أتاح له فرصة تعلم الطيران من وراء ظهرى بل من قبلت أن تحمل منه رغم أننى وانت كنا .....أهـ يا الجحيم!لكم كنت خجلان من نفسى بعد أن أنطلقت هاربة يومها كنت على أستعداد أن أضحى بعمرى لأستعيد ما تفوهت به فى وجهك بمجرد أن عدت إلى رشدى
هب جوس متجهاً إلى البار لكنه غير رأيه فوضع القدح الفارغ وأستدار مواجهاً لها وقال :
-والأن ماذا لديك بالنسبة لعرضى يا لوسى؟أتاتين هنا كزوجة لى ةتدعين أمر تربيته مشاركة بيننا ؟
نظرت إليه بتمعن :
-وهل يتضمن ذلك مشاركتك الفراش يا جوس؟
نظر إليها ساخراً:
-هل هو تصور مفزع إلى هذا الحد يا لوسى؟
-بما أن الأمر لم يسبق أن خطر على بالى فلست أدرى ولكنى أريد أن أعرف بنود الأتفاق بكل دقة ثم أنه أن لم ترق الفكرة لتوم فلن يكون هناك دين مهما بلغ قدره يجعلنى أقبل,فتوم هو ما تطلبه حقيقة فإذا لم يقبلك كأب بديل فلا معنى للموضوع بأكمله أليس كذلك؟
لاح نبض بركن فمه :
-وإذا قبل؟
أستغرقت هى فى التفكير بينما الساعة الفرنسية الطراز على المدفأة تدق بالثوانى دقات رتيبة وأخذ يراقب وجهها العابس بوجه مترقب إلى أن نضب معين الصبر لديه فسأل :
-حسنا؟
تنهدت تنهيدة أستسلام:
-حسنا جداً يا جوس أعتقد أنه لا مخرج لدى سوى القبول
تحول الترقب على وجهه إلى سخرية:
-ها أنت كشأنك دائما يا لوسى تمرغين كرامتى .ليس ممتعا لرجل أن يشعر أنه المخرج الوحيد .أن هذا جارح لعزة نفسه
-أتصور أنها المرة الأولى بالنسبة لك.فمن هو فى ملامحك لابد أن النساء يتساقطن تحت قدميه يا جوناس وودبريدج
-ولكن كارولين كما تتذكرين قد فرت مع شخص أخر
أندفعت قائلة:
-أعلم السبب
لكنها أمسكت لسانها وهى تعض شفتها
عاد جوس للجلوس واضعاً ساقاً على الأخرى وعلى وجهه ابتسامة ساخرة:
-أتعلمين حقاً؟لم أكن أدرى أن كارولين تسر لك بأسرارها
-كلا أنها لم تفعل,بل لم تكن تحبنى على الأطلاق ولكن بعد أحدى حركاتك تلك صادفتنى ذات يوم وأنا قادمة هنا على الدراجة لمقابلة سيمون فقفزت من سيارتها وسلقتنى بلسانها ثم أعطتنى نصيحة مخلصة
سألها متعجباً :
-وما هى؟!!!
عبست لوسى وهى تتحاول تذكر الكلمات بحذفيرها:
-أعتقد أنها نصيحة تحذيريةألا أخدع بك....فأنت لا تدرك مدى رغبات المرأة وأنت مستغرق مع كتبك الكئيبة عن أصناف البشر المتخلفين
أطاح جوس برأسه إلى الوراء مقهقهاً وهو يخلل شعره بأصابعه بقوة :
-يا لكارولين المسكينة لكم تفتقر إلى خلايا الذكاء فى رأسها أتمنى أن يكون مانويل العظيم كما كان سيمون يدعوه دائما قد عوضها
ثم عاد للجد :ولكن رأيها ليس له أعتبار لديك أم ماذا؟إن الحقيقة أنها كانت غاضبة بسببك ومن جهه أخرى فقد كانت فتاة تمتلك من وقت الفراغ بقدر ما تفتقر إلى الذكاء لشغله
سألته لوسى:
-وكيف إذن خطبتها؟
ثم أحمر وجهها :لا حق لى فى أن أتدخل فى أمر شخصى
لم يزد عن أن هز كتفيه
-ربما جذبت لها لأسباب تقليدية ولكن سرعان ما أكتشفت عدم وجود أهتمامات مشتركة بيننا تسوغ الزواج وللأسف لم يخفف ذلكمن جرح كراكتى عندما فرت مع مانويل
-ربما ذلك ناتجا عن ثقتك المفرطة بنفسك بالنسبة للنساء
-ربما.ولكن لم يكن فى ذهنى وقتها أى تحمس لخوض مجازفة الزواج إلى الأن
وتعلقت عيناه بعينيها فتململت فى جلستها وتمتمت :
-لابد أن ولعك بتوم فائق عن الحد لتقدم على هذه المجازفة الآن
-هذا حق.ولكن أمن الصعب عليك تصور أن ولعى بك لا يقل عن ولعى بتوم؟
وأبتسم أبتسامة شاحبه :
-لقد كنت كذلك طوال حياتى وأنت تعلمين جيداً فلسنا غرباء عن بعضنا كلية وأمسك بيدها فجأة :
-لابد أنك مجهدة تماما هيا بنا إلى النوم
كاد الدم أن ينفجر من وجهها ونهض وأنهضها ضاحكا :
-على أنفراد بالتأكيد
سارت أمامه متعالية معتزة بنفسها إلى أن أمسك برسغها على باب حجرتها وقال :
-لوسى.ما أسرع وقت يمكنك فيه رؤية توم ؟
ومس شغاف قلبها مدى اللهفة فى صوته على الرغم منها :
-لا يمكننا طلب أجازة له قبل ثلاثة أسابيع ولكنى أعتقد إننى يمكننى السفر إليه يوم الأحد ةالقادم وأطلبه لآخذه للغداء .....
توقفت وتذكرت أنها بدون سيارة قال لها بسرعة:
-أستعيرى إحدى سياراتى إذن كان بإمكانى أن أخذك إلى هناك بنفسى ولكنك بحاجة إلى الجلوس على أنفراد معه
-حسنا سأرتب الأمر مع الناظر إذن
-أليس هو نفسه من كان هائماً بك؟
أبتسمت أبتسامة عريضة :
-إنه بعينه عمت مساءاً يا جوس
بدأ لها للحظه أنه مقبل على تقبيلها ولكن يبدو أن ذكرى الليلة الماضية جعلته يتراجع فرفع يدها إلى فمه ومس أطراف أصابعها بفمه
-عمت مساءاً يا لوسى نوماً هنيئاً
كان هذا لطيفا رغم كل شئ دار هذا بذهنها وهى تبدل ثيابها لاولكن غير متوقع بعد هذا اليوم المليئ بالأحداث وتملكتها الهواجس وهى تفكر فى الأسبوع المقبل فأقل ما يقال أنه سيكون صعب جدا أن تعيش مع الرجل الذى طلب يدها تحت سقف واحد مادامت أنها لم تتمكن من إعطائه جوابا إلا بعد إستشارة أبنها
قبيل أستغراقها فى النوم طغت فكرة على ما عداها فى ذهنها جالبة معها القلق العنيف لصراحتها لصراحتها هل لو رفضت الزواج به يظل مستعداً لإقراضها النقود؟
حين نزلت لوسى صباح اليوم التالى للفطور مرتدية زياً أكثر جاذبية مما ترتتدية لعملها غالبا فوجئيت بطبق واحد على المائدة وضايقها أن تشعر باليأس لذلك
-أنا فقط مسز بى؟
وضعت مسز بينسون وعاء القهوة على المنضدة وقالت :
-نعم عزيزتى
وأخرجت من جيب مريلتها خطابا قدمته لها :
-لقد ترك لك مستر جزناس هذه المذكرةوالآن دعينى أعد لك شئ بدلا من الخبز المحمص
تطلب الأمر بعض الوقت لتقنع مسز بنسون أنها لا تريد سواه وما تركتها حتى أسرعت بفض ظرف الرسالة غير قادرة على أن تأكل شيئا إلا بعد قراءتها
(سأكون فى لندن عدة أيام لمقابلة الناشر وبعض الأعمال الأخرى وسيكون هذا أفضل بالنسبة لك يا لوسى
أرجو أن تعتبرى نفسك فى بيتك ولا تتردى فى طلب أى شئ من مسز بنسون وأذا لم تعجبك اللاندروفر فهناك الفولكس فاجن يمكن أن تستخدميها كل يوم أراك مساء السبت القادم)
كانت الرسالة بأسمه الأول وأخذت لوسى تتأمل الحروف مستغرقه فى التفكير كانت قد وطنت نفسها على أسبوع من الأمسيات تقضيها معه وها هو بلباقة أستل نفسه منها تاركا لها شعورا من الأذلال وأكلت بعضا من الخبز وتجرعت ما يحويه وعاء القهوة كاملا ثم ذهبت تبحث عن مسز بنسون لتأخذها إلى الجراج خلف المنزل
قالت لها مسز بنسون بابتسامة حانية :
-لقد تصور مستر جوناس أن اللاندروفر قد تكون ضخمة بالنسبة لك
-إن هذه القطعة من الجمال مناسبة لى فى حجمها تماما أراك فى المساء مسز بنسون وقادت السيارة بحذر وهى تؤقلم نفسها عليهابينما عقلها يعمل بأقصى طاقتها لو كانت مزعمة تعود إلى بيتها أو إلى شقتها فوق المتجر فهذه أحسن فرصة لها فهل كان على ثقة تامة بموافقتها ؟ربما نظر لموافقة توم كإجراء روتينى ولكنها لا يمكنها أن تعود إلى هولى لودج وهو فى حالته الراهنة ولا إلى الشقة قبل بعض التجديدات الأساسية كأضافة حمام ومطبخ ولعل مستر جوناس وودبريديج قد علم بذلك وتنهدت لوسى وهى تصل إلى مشارف أبو تسبريدج وتقود سيارتها المستعارة خلال الساحة المكدسة خلف المتجر إلى أن وقفتها فى أمان وخطرر ببالها أنه إذا لم ترق لتوم فكرة زواجها من جوس فأن تلك الأيام التى أقامتها فى أبو تسوود ستكون كل ما تحصل عليه من حياة رغدة وقتا طويلا وكان الأغراء قويا فى هذه الفترة الأستثنائية من عمرها .لا عمل فى المطبخ ولا أعمال منزلية بعد أغلاق متجرها.ليس إلا الترحيب ىالحار من مسز بنسون والتى كانت دائما تشعر بنقطة ضعف خصوصاًتجاه لوسى دراموند الصغيرة
فتحت لوسى كتجرها ثم طلبت بردى لتقول لها أنها غير محتاجة لها بعد الظهر ولكن إذا أمكنها أن تترك رجلها ساعة أو أثنتين فيمكنها أن تدعوها للغداء لتقص عليها ما حدث فى اليومين السابقين ولكن ليس كل شئ كما قالت لنفسها فعرض الزواج أمر خاص ولكن بما أن المدينة كلها تقريبا قد علمت بإقامتها فى أبو تسوود فمن الأفضل أن تعلم بردى الأمر منها هى كما أنه قد تزينت هذا اليوم لسبب كانت تجبر نفسها على إلا تفكر فيه فمن المناسب أن تستغله فى نزهة ولكنها أخذت تحذر نفسها وهى ترتب بعض القطع الفنية فى نافذة العرض أنه ليس معنى أن أخذها جوس إلى العشاء فى أمسية تكون معتادة على هذا النوع من الرفاهية
وصلت بردى فى تمام الواحدة كل شعرة من شعرها الأحمر تلمع وأرنبة أنفها المنمش ترتعش من فرط الفضول إلى أخبار لوسى وهتفت داخلة المتجر بردائها الأخضر الفضفاض وعيون القطط تلمع بخبث:
-ماذا وراءك يا لوسى دراموند خبيرى حبيبتك فورا
ردت لوسى بحزم:
-ليس الآن فلنذهب إلى المطعم أولا فأنا أتضور جوعا
وكان على بردى أن تتحكم فى صبرها النافد إلى أن أخذتا مجلسيهما وصفتا أمامهما أنواع الطعام والشراب ثم بدأت لوسى قصتها وأستمعت بردى بعينين متسعتين إلى مغامرة عودتها وحادث السيارة والدمار الذى حدث فى هولى لودج ولكن إلى أن وصلت لنقطة دخول جزناس وددبريدج عليها المنزل توقفت قطعة من الفطيرة فى حلقها وقالت بعد أن أنتهت من السعال :
رباهـ!!لقد أعتقدت أنك لن تسمحى له أن يلوث بابك مرة أخرى يا لوسى
-لم يكن أمامى من خيار فبابى الملعون كان مفتوحا على أية حال
ثم أكملت لوسى وقد أنكبت بصورة مفاجئة على فتيرتها :
-لقد أصر على أن أقضى الليلة فى أبو تسوود حين لم أجدك فى المنزل
أخذت بردى تتفحص وجهها الخالى من التعبير فى شك :
-وذهبت معه ؟كذا بلا مقاوةم ؟
أحمرت وجنتا لوسى وقالت :
- بل حاولت شئ ما ثم جرعت من شرابها وأكملت:
-ولكن الوقت كان متأخرا جدا والبرد قارس وبصورة ما كان هذا هو الحل الوحيد
-وهل عرض عليك أن تشاركيه الفراش؟
-بالتأكيد لا لقد أعدت لى مسز بنسون غرفة خاصة
-أهـ فعلا مسز بنسون لقد نسيت أمرها
ثم قفزت وأتجهت إلى البار لأحضار القهوة وحين عادت كانت تضع على وجهها ملامح شخص مصر على معرفة أدق الفاصيل :
-والآن,ماذا يحدث الآن يا لوسى؟ وكيف ستدبرين تكاليف الأصلاحات بحق السماء؟
أعتقد أنك توقفت عن دفع أقساط التأمين؟
-أعتقادك فى محله والموقف عصيب بالفعل ولكنى سأتدبر أمرى ولم توضح لها ماذا تنوى تدبيرا لذلك ولكنها جعلتها تفغر فأها مرة أخرى حين أخبرتها أن عنوانها سيكون أبو تسوود طوال الأسبوع التالى
-رباه وهل سيتم إصلاح هولى لودج فى هذه الأثناء ؟
هزت لوسى رأسها بطريقة غامضة وغيرت الموضوع إلى صديق بردى رسام بهى الطاعة ذى ذقن حريرى لطيف ومهارة خاصة فى أعمال المطبخ يوفر عليها هذا العناء
-أنك متهللة يا بردينا روش متهللة حقيقية
ومدت بردى يدها لتمسك بيد لوسى :
-وأنت أيضا يمكنك أن تتهللى قليلا يا لوسى حبيبتى أن هاتين العينين العسليتين يبدو عليهما الأرهاق الشديد
-حيث أن التهلل الذى نتحدث عنه دخل تحت عنوان المحرمات أبوتسبريدج بالنسبة لأم بلا زوج لها طفل فى العاشرة فإن على أن الزم حدودى جيدا
وربتت يد بردى المتعاطفة :
-تمتعى أنت بحياتك يا بردى سوف تحل مشاكلى بصورة أو بأخرى
كان هذا ما أخذت تردده على نفسها على مدى عدة أيام التالية وقد أصابتها زيارتها لمنزلها بشئ من خيبة الأمل رغم بعض الجفاف الذى بدا يدب فيه بسبب تغير مرحب به فى الجو فيبدو أن الربيع قد قرر أخيرا أن يهل بطلعته ولكن الشمس كانت لا تزال تشرق كسيفة البال داخل المنزل
وقال لها جوس حين أتصل خلال الأسبوع :
-أنك تبدين يائسة
قالت :
-ليس يأسا ولكنه شعور بالذنب فأنا أشعر أنه لا يحق لى أن أظل هنا جالسة أمام مدفأتك أشاهد تلفزيونك وأستمتع بأشهى الأطعمة على مائدتك أستمتاعا محرما
-ولماذا هو كذلك؟
- أن مسز بنسون تصر على أن تجلسنى فى غرفة الطعام وأن تقوم بالتخديم على وأعتقد أن هذا ثأر منى بسبب أزعاجى لها فى ذلك الوقت بأصرارى على تناول الطعام فى المطبخ ولا أدرى لماذا كنت لا أفتأ أدخله أيام سيمون
بدأ جوس متباعدا وهو يقول :
-نعم.أتذكر ذلك وكيف تسير الأصلاحات فى منزلك؟
-بصورة طيبة جدا أنه فى فوضى غامرة حاليا والأنابيب وبقايا أعمال السباكة تملأ المكان بسبب تغير الأرضيات ولكنى وضعت أكسية على كل الأثاث.....
وتوقفت قليلا:
-شكرا لك على كل شئ يا جوس
-لا تشكرينى أشكرى تد
ثم غير الموضوع:
-هل أتصلت بالمدرسة؟
-نعم سأخذ توم للغداء يوم الأحد ولكنه يريد أن يعود للمدرسة مبكرا لحضور عرض سينمائى وسأكون قد عدت فى السادسة على أبعد تقدير
-حسنا سأكون فى أنتظارك إلى اللقاء يا لوسى
ومر الأسبوع بسرعة مدهشة وجلبت شمس الربيع أناسا إلى البلدة أكثر من المعتاد وكان أغلب من زار المحل قد زاره للفرجة فقط ولكن روحا من الحركة دبت فيه كانت تفتقدها منذ رأس السنة
وجاءت بردى لمساعدتها يوم السبت فأعطتها فرصة الذهاب لمحل التزين لتغسل شعرها وتصففه وقالت بردى حين عادت من التزين فى طلعة بهية :
-أتمنى لو يقدر توم ما تقوم به أمه من أجله من مجهود
ورفعت بردى حاجبيها حين أظهرت لها لوسى حقيبة تحمل شعار أشهر المحلات فى المدينة وقالت:
-أنا متأكدة أن توم سيعجب بها أيما أعجاب ولكنى كنت أظنك مفلسة
-وأنا كذلك ولكنى أستخدمت كارت الأئتمان الخاص بى ضد مبادئى ربما أكون قد بعت المنزل حين يحين أوان تسديد الحساب
بدأت الرقة فى عيني بردى المليئتين بالحيوية :
-أتمنى ذلك يا حبى وعلى أية حال لقد بعت فازتين حجريتين لمسز سيدون كانت تبحث عن شئ مميز لتزرع فيه زهورها هذا العام وأخشى أن تكون قد غلبتنى فى عملية الشراء فقد بعتها لها بمائة وخمسون جنيها
أتسعت حدقتا لوسى :
-ولكن ثمنهما مائة جنيه فقط
فهوت بردى بيدها على فمها :
-أوه لقد أعتقدت أن هذا سعر الواحدة منهما ثم بدأت فى الضحك ولكن الحيزبون كانت سعيدة بصورة مرعبة ويعلم الله أنها قادرة على دفع المبلغ
بدأت لوسى تقول :
-لابد أن أخبرها ....
فقاطعتها بردى بحدة:
-كلا. لن تفعلى لو أردت فسوف أدفع لها الفرق من جيبى الخاص ولكن أنصحك أن تستغلى المبلغ فى رداء جديد لك
وأتضحت لها قيمة صديقتها حين أقبل عليها توم مندفعا خارجا من المدرسة فى اليوم التالى وبدأ مأخوذا بمظهرها الرائع:
-واااااااو إنك تبدين غاية فى الجمال ! أهو جديد؟
وأخذ يتحسس رداءها أما منظره فقد بدأ أبعد ما يكون عن الهندمة على الرغم من الحلة الرمادية المخصصة لأيام الآحاد وقاومت لوسى الرغبة فى أن تهندم له رابطة عنقه وتسوى خصلات شعره الداكنة:
-نعم هل أعجبك؟
هز توم رأسه بحماس وهما ذاهبان إلى موقف السيارات القريب من ملعب الكركيت وسألها فى أثناء ذلك :
-لماذا جئت تأخذينى فى نزهة إن وورسلى وبانيستر سيأكلهما الغيظ لذلك لم يكن من المفترض أن تحضرى إلا حين حلول عطلة نصف العام
شدت لوسى قوامها:
-نعم أعلم ولكن هناك أمر يجب أن نتحدث فيه يا تون فى أثناء الغداء
سألها أبنها متهللأ :
-أين؟
-أعتقد أن هناك مقصفاً جميلاً مطلاً على النهر
لمعت عينا الصبى :
-هائل !
وأخذ يبحث عن السيارة الواقفة :
-أين السيارة؟
-لقد تحطمت منى أتذكر ؟لقد كتبت لك عن ذلك
وبدأ عليه الخجل :
-أهـ نعم أسف يا أمى هل أصابك مكروه ؟وأخذ يتفحصها من قمة رأسها
-أنا بخير
وقادته للسيارة الصفراء وصفر توم لمرآها :
-أنها من أحدث طراز من أين حصلت عليها ؟
وكانت يتنفس مأخذوا بالرهبة
-لقد أستعرتها
وأدخلته السيارة وكان يطفر من الأعجاب بجهازى الراديو والكاسيت إلى أن وقعت عيناه على مجموعة من الشرائط فسأل بأمتعاض:
-ماذا؟ّ! لا موسيقى بوب؟
-كلا أيها المفترى أستمع إلى الراديو أفضل
وكانت فرحة توم بالمكان وما قدم فيه من شهى الطعام سببا فى أن تؤجل فتح الموضوع إلى أن أجهز على فطيرة التفاح ثم على أغلب طبق أصناف الجبن الذى تلاه ثم بدأت تفتح له الموضوع :
-توم لدى عدة أسئلة لك أريدك أن تجيب عليها بكل صراحة لا تقل ما تظن أنى أريد أن أسمعه أريد الأمانة التامة
فتح لها الصبى عينيه توقعا :
-أوكى
عبست لوسى وحاولت أن تجد الكلمات المناسبة :
-لقد مر وقت طويل نمذ أن رأيت مستر وودبريدج
نظر الصبى غير فاهم :
-مستر وودبريدج ؟
-نعم أنى أود أن أعرف شعورك نحوه
وبدأ الصبى مأخوذا :
-إننى ....إننى أحبه فهو عظيم لا يقول أشياء سخيفة
-ماذا تقصد ؟
-حسنا أنه ليس كمثل مستر فينثون
أريك فينثون شماس كنيسة أبو تسبريدج كان يصحب لوسى فى بعض الأحيان إلى حفلات الموسيقى الكلاسكية أعزب وله أسلوب ودود بصفة تدعو للضجر مع توم
-وكيف يتحدث إليك مستر وود بريدج إذن ؟
-بالضبط مثل جدى
وهى تتذكر كيف كان والدها يعامل توم كرفيق له
-إذن فالأمور بينكما على مايرام
-أنى لا أراه كثيراً كذلك؟
ونظر فى أتجاه النافذة فى ضيق :
-أعلم أنك لا تحبين أن أذهب إلى أبو تسوود وقد قال جدى إن ذلك بسبب مشاجرة دارت بينك وبين جوس ذات مرة
جوس هكذا بدون كلفة؟ وسجلت لوسى ذلك فى عقلها :
-حسن لقد حدث ذلك بالفعل وقد أغضبنى كثيراً
-ولكن جدى قال أنه حاول كثيراً أن يعتذر وكنت ترفضين
وأستدار لها و ورأت لوسى فى عينيه نظرة أتهام أنقبض لها قلبها -وقد قال جدى إنها كانت عن...عن أخ له
وأسدل جفنيه وأشتد أنقباض قلبها وهى تقول :
-هذا حق يا توم
أنه لم يطرح موضوع أبوته بعد على الأقل بالنسبة لها وتعلم جيدا أنه طرح تساؤلاته على جده وما قاله ذلك الهرم قوى الشكيمة يبدو أنه أرضى الصبى إلى الآن ويبدو أن توم يدرك أن سيمون وودبريدج القاطن أبو تسوود هو والده وكونه لم يزعج والدته بالأمر هو أر يرجع الفضل فيه إلى أسلوب تربية جده له أستطردت لوسى محاولة أن تكون صريحة بأكبر قدر ممكن :
-إن الواقع يا توم هو أن الناس يلجئون لألفاظ جارحة للغاية حين يستبد بهم الحزن وكان مستر وودبريدج فى حالة سيئة حزنا على أخيه وتصور إنى الملامة فى ذلك
نظر توم إليها بقلق:
-ولكنك لم تكونى ,أليس كذلك؟
وشرحت له لوسى بسرعة دروس الطيران السرية وأن جوس كان يتوقع منها ان تخبره عنها وصفا وجه الصبى وهو يقول:
-ولم يكن لك أن تشى به أليس كذلك؟
تنهدت لوسى :
-كلا ولكنى وددت بعد ذلك لو فعلت
هز توم رأسه فى تعاطفا باديا أكبر من سنه بصورة مؤثرة وهو يحاول التخفيف عن والدته :
-ولكن جوس ليس غاضبا منك ؟
-كلا
-وأنت لا تزالين غاضبة عليه؟
صمتت لوسى برهة ثم بدأتتقولل ببطء:
-كلا لست غاضبة بل فى الواقع يا توم ثم أخذت نفساً عميقاً
ماذا تقول لو قلت لك إن مستر وودبريدج يطلبنى للزواج؟
أخذت عينا الصبى أتساع طبق قدح القهوة أمامه:
-أتعنين أن تكونى مسز وودبريدج؟
طرفت بعينيها وهى تنظر إليه بحذر:
-حسنا نعم سوف أكون هكذا,أليس كذلك؟
-ويكون جوس زوجا لأمى ويحضر إلى هنا فى أثناء الأحتفالات المدرسية والمباريات الرياضية و....
-توم! وقاطعته أمه بأنفعال جارف وقد خمدت الريح فى أشرعتها تماما :
-هل أفهم من ذلك أنك موافق؟
-أنا ؟مرت لحظة تصورت لوسى أن أبنها سيخرج عن طوره ويهب معانقا لها وسط الناس ولكنه سرعان ما تمالك نفسه وأبتسم لها بخجل ثم قال ببساطة :
-عظيم!


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-07-16, 01:22 PM   #7

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الخامس
×××××××××
كانت لوسى نهبا لأنفعالات متتضابة وهى فى طريق عودتها تحت أشعة شمس الأصيل
ومن حسن حظها أن الطقس كان مختلفا أختلافا بينا عنه فى رحلتها السابقة وذلك لأن تركيزها كان منصبا على حديثها مع توم وليس على الطريق وقد ساعدها على ذلك أنهاقد تعودت على تلك السيارة الجديدة وأصبحت قيادتها لها بصورة ألية مما سمح لذهنها أن ينصب على ما أبداه توم من فرحة لتصور جوس زوجاً لأمه ولم تكن هى متوقعة هذا الترحيب الحار بالفكرة,ومن ثم فقد أعدت نفسها لبذل شئ من الإقناع وشئ من الإغراء وهو ما كشف لها أنه يبدوأن توم ليس وحده المرحب بالفكرة فيبدو أن أمه لم تكن تعارضها بالصورة التى كانت تحاول أن تقنع نفسها بها
وبعد عدة كيلومترات من تحليل النفس أنتهت لوسى إلى أن شعور المرارة التى سيطر عليها كل تلك السنوات كان سترا لتخفى وراءه ما تكتم فى قلبها من شعور بالجرح العميق وأن رفضها لقاءه حين يأتى معتذرا هو الخشية من إنهيار ذلك الستار فور أن تتلاقى عيونهما وإذا كان والدها قد حاول أن يصلح ذات البين بينهما فإنها من جهة أخرى كانت أبنته التى ورثت عنه العزم والتصميم وبينما هى تدخل بالسيارة من المدخل المؤدى إلى أبوتسبريدج سيطر عليها شعور ملح بإن تعود أدراجها هاربة كما فعلت يوم أخبرته بحملها ولكنها اليوم تختلف عنها كفتاة صغيرة رقيقة فى السابعة عشر أكثر نضجا وحكمة ,وجدت نفسها تضحك بسخرية وهى توقف السيارة أمام المنزل ولم تكن قد أطفأت المحرك بعد حين فتحج الباب الخارجى على آخره وظهر منه جوس قادماً ليساعدها على الخروج من السيارة وكان يبدو مجهداً وقد خفت سمرته نوعاً ما كما أن حلته الرسمية السوداء أعطته مظهراً أكبر سنا وأكثر تباعداً وقال وهو يتأبط ذراعها :
-مرحبا لوسى كيف حال توم؟.
-بخير
-هيا بنا لنتناول شراب
لأحظت لوسى عرق ينبض على صدغه فأحست بتوتره وهذا يخفف عنها شيئا من توترها وهى تفكر إلى أى مدى وصل تعلقه بتوم وتقبلت منه قدح من الشراب شاكرة ثم سألته :
-كيف حال رحلتك؟
فقال وهويجلس قابلتها :
-مروعة.أنت تبدين أنيقة يا لوسى
أبتسمت له :
-من الصعب أن أحافظ على توازنى حين أزور توم وأحاول وقتها أن أبدو فى صورة طيبة ولكن لست مختلفة أن أجعل نفسى قريبة لحد ما من والدة بال بانيستر ولكنها أبنة لورد أو شئ ما على حد قول توم
أبتسم جوس ساخراً:
--هل أفهم من طريقة حديثك الواثقة هذه أنك حصلت على رفض منه ؟
-على العكس تماماً إنك لا تدرى مدى تحمسه لأن تكون له أباً فى صورة زوج لأمه
قفز شئ ما من عينى جوس:
-أحقا كان كذلك؟!
-نعم لقد أنتابته نشوة غامرة أن تكون له أم تدعى مسز وودبريدج
وأبتسمت أبتسامة متهكمة :
-حتى تلك اللحظة لم يكن لديه أى أعتراض على مس لوسى دارموند كأم له
قام جوس لينهضها بكل رقة كما لو كانت قارورة من زجاج رقيق يخشى عليه من الكسر
أرتمت عليه لوسى مبتهجة بصورة مفاجئة من ذلك الدعم منه لها وأن تجد أحد يشاركها تلك اللحظة وقالت فى إجهاد :
-ما أن أنتهينا من القضية الأساسية حتى أستجمعت شجاعتى لأسأله عما إذا كان فى نفسه شئ لكونى غير متزوجة فقال أن جده شرح له أن سيمون قد قتل فى حادث ولهذا لم يكن الزواج ممكنا
-وشعرت بقبضة جوس تشتد على ذراعها -يبدو أن دادى قد شرح له أن الأطفال يمكن أن يخلقوا بدون زواج خصوصا إذا كان الأثنان يحبان بعضهما حباً جارفاً (سرت رعدة فى بدنها)وهكذا يبدو أن ما كان توم محتاجاً إليه ليتأكد منه هو أنى كنت أحب سيمون حباً شديداً
أمال جوس رأسها إلى الوراء ونظر إلى وجهها :
-ألا تزالين تحبينه يا لوسى؟
-جوس لقد أنقضى على هذا الأمر أحدعشر عاماً وكل ما أحمله له الآن هو الذكرى لقد كنت فى السابعة عشر وقتها
غشيت عينيها سحابة سوداء
-لا يمكنك بالتأكيد أن تتوقع منى الأخلاص لتلك الذكرى طوال حياتى
أبتسم فى أسى:
-على العكس إذا ما وافقت على الزواج منى أريد زوجة غير مرتبطة بذكريات لشخص أخر حتى لو كان هذا الشخص هو أخى
تراجعت عنه قائلة:
-لقد سويت كل الأمور إذن,أليس كذلك؟
بدأ الشجن على وجه جوس
-أنك لا تبدين متحمسة للأمر هل فكرة الزواج منى مقبضة للنفس لهذه الدرجة؟
فأحست لوسى بالحرج الشديد :
-كلا بالتأكيد لا أسفة يا جوس ولكن اليوم كان مجهداً بطريقة غير عادية
فافرغ كأسه جرعة واحدة فى جوفة ثم قال:
-فلنبدأ من جديد إذن وانتظاهر بإننى حصلت على موافقة رسمية لطلب يدك
-من والدى وليس من أبنى
وأبتسمت وومضت عينا جوس بالدفء
-بالضبط أعتقد لوكان والدك موجود لوافق على الفور
-أنا موافقة لقد كان يحمل لك مشاعر طيبة زقد كنت أضايقه حين كنت....كنت.....
-ترفضين أن تسمعى كلامه ؟
وأبتسم بزهو:
-أنا أعلم فقد أخبرنى بنفسه
فردت لوسى يدها :
-هكذافإن لديك موافقة مزدوجة من الوالد والأبن
-وأعتقد أنه آن الآوان أن أسألك أنت لوسى دارموند ليس أبنة توم دارموند الأكبر ولا أم توم دارموند الأصغر (ونظر فى عينيها بثبات):
-هل أنت راغبة فى الزواج منى يا لوسى
فترددت وهى تقول :
-نعم ولكن ببعض الشروط
وضيق جوس من عينيه:
-شروط؟لقد أعتقدت أننة سويت كل الأمور بصورة طيبة الأن
-نعم لقد فعلت بالتأكيد وأننى شاكرة لك من أعماق قلبى
وتطلعت إليه فى إستجداء:
-ولكنى لا أعتقد أننى مستعدة للقيام بدور الزوجة بالمعنى الذى تتوقعه منى
وردة بلهجة حد الموسى :
-لا تتلاعبى بالألفاظ يا لوسى دارموند إنك تقصدين فكرة معاشرتى لا تروق لك
فردت وقد آلمتها لهجته:
-لم أقصد ذلك تماما ولكن أرجو أن تفهم فلسنوات وأنا أنظر إليك كعدو لدود
-أولست أعلم ذلك؟
-حسنا,ولست قادرة على التمثيل يا جوس كل ما أطلبه منك هو أن تعطينى فترة من الوقت أتعود فيها على تقبل فكرة كونك زوجاً لى
وتمنت لو لم تطرق الموضوع فقد كانت نظرات جوس باردة بصورة مرعبة وكان غباء منها ألا تتوقع رد الفعل هذا ومن ثم فقد أستدركت محرجة تكاد تتهاوى مغشيا عليها للملامح التى بدت على وجهه:
-ولكن لو كنت مصراً فسأكون فاهمة ومقدرة لقد أنفقت مالاً ليس بالقليل ومن المؤكد أن تتوقع مقابلاً......
وأمسكت لسانها حين رأت شرراً يتطاير من عينيه وقال لها بأستهجان:
-لو كنت أبغى مجرد علاقة جسدية يا لوسى لفعلت ذلك بأقل مما أنفقته على إصلاح منزلك بكثيريا لوسى فلنضع الأمور إذن فى نصابها إننى أتزوجك بصورة للحصول على توم .فإذا ما تقبلت أن يكون زواجاً طبيعياً فمرحبا أما لو تصورتى أن يكون جسدك مكقابل مالى فإننى أقول لك أن ذلك لا يبدو مغرياً لى البتة وسأظل أنا فى فراشى وأبقى أنت فى فراشك
ولم تزد أبتسامته عن ومضة خاطفة من أسنانه البيضاء وهو يكمل:
-وإذا ما عن لك أن تغيرى رأيك فأخطرينى على الفور وسييسعدنى أن أقدم لك أى خدمة وإلى ذلك الحين نامى فى سلام
وكانت تلك الكلمات الأخيرة منه أشبه بخنجر أغمد فى صدر لوسى فهى قد أثارت تائرة زوج المستقبل فهبطت بنظرها إلى السجادة ثم رفعته إلى جوس وسألته بحرج :
-وماذا أنا فاعلة الأن؟هل أنسحب إإلى غرفة نومى وأتحاشى طريقك ؟
فتحول إلى الرقة قائلاً:
--كلا بالتأكيد لا يا لوسى إن مسز بنسون قد تركت طعاماً بارداً فى غرفة الطعام ولابد أنك جائعة
ولهشتها وجدت أنها كذلك بالفعل وما أن وقع بصرها على لحم الدجاج المحلاة بثمار الأفوكادو والمشمش حتى ثارت شهيتها فصنعت طبقين وافرين منه وأقبلت هى على طبقها بكل تلذذ وقالت وفمها محشو بالطعام:
لكم هى غريبة شهيتى للطعام فأنا لم أستطيع تناول شئ يذكر على الغداء بسبب ما كان على أن أقوله لتوم ومع ذلك ففى هذه الأمسية وبعد هذا الخلاف معك أشعر بنهم شديد
غالب جوس ضحكة وهو يقبل على طعامه بنفس لاحماس وقال:
-وأنا سعيد بذلك فبصراحة يلزمك بعض وجبات دسمة فأنا أفضلك ممتلئة الجسم كما كنت دائما
وعبست فى وجهه قائلة :
-تقصد مترهلة !لكم كنت أكره ذلك لقد كان الحسد يقتلنى تجاه قوام كارولين
-لعلمك بينما كانت هى مستعدة أن تضحى بعين من عينيها مقابل شئ مما كان لديك
-أنك تمزح بلا شك!
وأفترثغره عن أبتسامة عريضة وهو يهز رأسه لها
-كلا فأنا أتذكر بكل وضوح ما قالته لى بتقزز أن الرجال جميعاً قد أنقلبو لقردة فى أشتهائهم صدر كصدرك ) مما يدل على أنها كانت تحسدك عليه حسداً كان كنار تأكل صدرها
وتشاغلت بطعامها وقد أتقدت وجنتاها :
-أليس البشر فى منتهى الغرابة كلاً يشتهى ما لدى الأخر ؟
أبتسم جوس فى أسى:
-هذا حق يا لوسى حق تماماً
ثم قال بعفوية:
-هل لديك أى رغبات بالنسبة لحفل الزفاف؟
توقفت الشوكة فى منتصف الطريق إلى فمها ثم وضعتها على المائدة فحفل الزفاف فى حد ذاته لم يكن قد خطر ببالها وقالت له:
-شئ فى منتهى الهدوء فلست أهلاً لثوب الساتان وباقة الأزهار أليس كذلك؟
وتجمد وجهه وهو يسألها :
-أيسيئك هذا؟
-كلا ولكنى أعتقد أن عقد القران يجب أن يكون بأقل قدر من الطبل والزمر
فرد عليها بقوة:
-أن مختلف معك فى هذا إننا تابعان لهذه الكنيسة وسوف يتم زفافنا فيها كالمعتاد تماماً
حملقت إليه بدهشة:
-بالنسبة للماضى ألا يكون الزواج المدنى أفضل؟
هب جوس من مكانه ودار حول المائدة إلى مكانها ثم وضع أصبعاً تحت ذقناه ورفع وجهها إليه وقال :
-هذه أهم نقطة فى المسألة كلها أريد أن أعلن للعالم بأسره أن لوسى دار موند قد أصبحت أخيراً مدام وودبريدج كما كان يجب منذ أحد عشر عاماً
وأبتسم أبتسامة باهتة :
-على الأقل نفس الأسم إن لم يكن نفس العريس المنشود
فتحت فمها لتعترض ثم رأت أن الأفضل ألا تفعل :
-لا أعتقد ان هناك داعياً لكل ذلك يا جوس
هز كتفيه ثم عاد مكانه :
-عن نفسى أرى أن هذا الطريق الأمثل
وأستمرا جدالهما حول الزفاف طوال وقت تناول العشاء بل وهما عائدان إلى غرفة المكتب ولكن جوس أشد من الصخر تصميماً على رأيه
-ستة أسابيع يجب أن تكون كافية للتقبلى الفكرة ولى حتى أنجز شيئا ما بالنسبة لكتابى وعلى ذلك فلنقل أخر يوم أحد من شهر أبريل القادم قبل عودة توم لمدرسته مباشرة وسيكون موعدا مناسبا لكل الأطراف
وأبتسم فجأة :
-ما لم يكن فى نيتك أن يصحبنا توم فى رحلة شهر العسل
وأتسعت عيناها :
رباه!كلا هل شهر العسل ضرورى يا جوس ؟
أشعل لفافة تبغ وهو يقول :
-ضرورى تماما ثم سبق وذكرت رغبتك فى زيارة أمكنة ذات أسماء غريبة
-حسنا نعم ولكن فى هذه الظروف؟
-أن أسبوعين فى مناخ مختلف أقدر على مساعدتك على التأقلم مع فكرة الزواج منى من مجرد التنقل من غرفة نومك لغرفة نومى
ثم نظر فى عينيها نظرة تصميم :
-وأرجوأن يكون واضحا من الأن أنك ستشاركينى غرفة النوم ولو كان ذلك على سرير منفصل
-وأين ستنام أنت؟
-على الأريكة
-ولكنك لا تستطيع النوم عليها بصفة مستمرة
-ولست ناويا ذلك
نظر فى عينيها المأخوذتين خلال الدخان :
-أقصد أنى لن أعذبك بقربى طويلاً يا لوسى فأنا مزعم على السفر للبرازيل أخر الصيف
-بهذه لاسرعة
فور الأنتهاء من الكتاب الذى بين يدى على الأقل
وسحق عقب السيجارة فى المطفأة :
-وعلى ذلك سوف ترتاحين من عبء معاشرتى فترة طويلة
******
حين أختلت لوسى بنفسها فى غرفة الضيوف ندمت أن آثارت كل هذه لاضجة حول علاقتها الزوجية مع جوس فمنذو أيام قلائل كانت تلعن الحظ على ما تواجهه من أيام عصيبة وما أن غير لها الحظ وجهه بصورة غير متوقعة على الأطلاق حتى راحت تتصرف كفتاة ساذجة عديمة التجارب وتنهدت حين يتعلق الأمر بجوس وودبريدج فإن مدارك لوسى يبدو أنها تختل تماماًً!وعبست لنفسها فى المرآة وهى تضع كريم التجميل على وجهها وترقب أنقباض تلك الملامح الحادة التى تزيد رجال آل دارموند وسامة ولكن على نساء أسرتها تبعدهن عن إدعاء الجمال خصوصاً بالنسبة للأنف وأخذت تمسح وجهها فى ضجر ثم أستدارت لتلقى نفسها على مقعد أمام التسريحة لو كانت تستطيع العودة إلى هولى لودج؟ربما يكون من الأسهل بالنسبة لها أن تؤقلم نفسها على فكرة الزواج المزعجة إذا كان لها أن تتقبلها بأى درجةوقفزت فى تصميم ووضعت روبها على جسدها وأتجهت إلى غرفة نوم جوس وطرقت الباب وفتح جوس الباب ثم رفع حاجبيه :
-هل حدث شئ؟
كان لا يزال مرتديا ملابسة بصورة غير كامله فى قميص أبيض وبنطلون أسود وعارى القدمين ولاحظت لوسى أصابع قدميه البديعة:
-كلا لم يحدث شئ يا جوس هل لى أن أدخل؟
فتح لها الباب ثم أشار إلى مقعد بجوار النافذة جلست عليه ويداها تعبثان بإفريز ردائها والقت نظرة على السرير الضخم ثم أشاحت بوجهها .
وسألها:
-أجيئت تتفحصين مكان إقامتك المقبلة؟
رفضت أن تتجاوب مع لهجته الساخرة وقالت:
-كلا يا جوس لقد جئت أقترح عليك العودة إلى منزلى....إلى أن يحين الزفاف
عبس لها:
-ولكنه غير ملائم للسكن بعد؟!
-لقد عادت الكهرباء وأصلحت الأنابيب وعلى الرغم مما فى المكان من فوضى فإننى قادرة على أن أتدبر أمرى إذا ما قضيت الليل فيه وسيسهل ذلك الأمر بما يمكننى أن أتعود تدريجيا على فكرة الزواج
-وهى فكرة يصعب عليكى تقبلها ما دمت مقيمة هنا على ما أعتقد؟
لم تختلج فيه خلجة ولكن شيئا ما أنبأ لوسى أنه ليس بالهدوء البادى عليه وقالت له:
- أن الوضع غير معتاد يجب أن تدرك ذلك أما إذا-حسنا-جئت لزيارتى بين الحين والأخر حتى إذا دعوتنى للخروج فسيبدو الوضع مألوفاً بصورة أكبر
وبدأ الأعجاب فى عينيه وهو يتكئ على أحد أعمدة السرير:
-لوسى دارموند هل تطلبين منى أن أمارس الغزل معك؟
أحمرت وجنتاها:
-كلا بالتأكيد
أعتدل واقفاً وقد بدت أسنانه الناصعة فى أبتسامة أثارت القلق فى نفس لوسى :
-لأنه إذا كانت فكرتك هكذا فهى فكرة رائعة
نهضت لوسى قائلة:
-جوس ليس هذا ما قصدت وأتخذخ طريقها إلى الباب متعثرة ولكنه أعترض طريقها ممسكا ذراعها برفق :
-سوف أذهب إلى منزلك بعد مغادرتك للمحل فى الصباح وأرى الموقف أولا فإذا ما كان المنزل نصف معقول فسوف أرتب أن يكون ملائما للسكن فى الغد
ردت عليه بهدوء
-شكرا لك .أنا متأكدة أنه من الأفضل هكذا....أيسر بالنسبة لكل الأعتبارات
ونظر إليها بعين ساخرة :
-وهل ستحاولين فى أثناء خلوتك أن تقربى فكرة أن تكونى زوجتى لذهنك؟
-نعم سوف أفعل فلا يمكن للمرء أن يقفز من طرف نقيض الأخر بين عشية وضحاها
وأبتسمت بخبث :
-إنى لم أكن أفكر فى الزواج من أى أنسان طوال حياتى
-ودون شك أنى أخر شخص يخطر ببالك فى هذا الأمر هو أنا
-بالضبط
وأقتحمت العينان الزرقاوان العسليتان جسدها فى صمت وترك جوس ذراعها وخطأ للخلف :
-إذن عمت مساءاً مرة أخرى يا لوسى
-عمت مساءاً وشكراً لك ومدت له يدها كما لو كانا يبرمان أتفاقاً فشد عليها بيده وقال برقة:
-بما أنى أشعر أننا بصورة ما قد أصبحنا مرتبطين فهل يخالف مبادئك أن أسألك قبلة بالمناسبة ؟
وأبتسمت قائلة :
-وكيف لى أن أرفض وأنت صغت طلبك بهذه الصورة؟
ورفعت وجهها إليه مغمضة العينين ثم فتحتهما لترى وجهه يقترب من وجهها وسألها:
-وهل أخذك إلى غرفتك؟
فزادت بسمتها قليلاً :
-كلاساتدبر أمر عودتى بسلام شكرا لك
وأكملت فى ذهنها وهى تتجه إلى غرفتها (أكثر سلاما مما لوصحبتنى)وحين عادت لوسى إلى فراشها أخذت تؤنب نفسها على ما تبديه لجوس من تمنع ناعته نفسها بالسطحية وضيق الأفق وأخذت تتأمل كيف كان بالنسبة لها منذو فترة وجيزة وكما نعت نفسه مثالاً للنذالة وهتف بداخلها هاتف خبيث ولكنك تعلمين يا لوسى أن الحب هو الوجه الأخر للكراهية أحيانا كما يقولون
كان هذا ضرباً من المحال فجوس لايزال هو جوناس وودبريدج وعليها أن تتذكر هذا على الدوام حتى ولو طفر توم فرحاًبه وجوس لن يستطيع أن يناله ألا بالزواج منها فهى فى هذا الموضوع ليست إلا وسيطاً لا مندوحة عنه
ثم عاد صوت العدل بداخلها يصيح معترضاً ربما تكون قد اشتطت فى عدائه والحقد عليه وقد آن الأوان أن تبتلع ضغينتها لوكان سيمون موجوداً لسر لذلك هذا شئ مؤكد ومع هذه الفكرة التى بعثت الطمانينة فى نفسها راحت لوسى فى النوم


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-07-16, 01:24 PM   #8

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السادس
************
فى صباح اليوم التالى لم تجد لوسى جوس على الفطار ووجدت قصاصة على طبقها يطلب منها فيها أن تقابله بعد إغلاق محلها فى هولى لودج وكانت صباح الأثنين هذا أكثر تفاؤلاً منها فى صباح الأثنين السابق ,سبعة أيام قصار خلت كانت قبلها تحمل عبئاً ينوء به كاهلها ولكنها الأن ترى نور الأمل فى نهاية النفق المظلم ولو كانت فكرة قد الحت على عقلها مفادها أن جوس إنما يشترى لنفسه زوجة وأبن فإنها تستبعدها الأن كما كانت تبعد ذكرى قبلاته فى الليلة الماضية والتى كانت تلح عليها كشئ جديد عليها لطول عهدها بالقبلات من ذلك النوع
وكان مما يدعو للدهشة أن تجد المحل مزدحما فى يوم الأثنين ذاك فبين مهمة الأثنين المعتادة تمكنت من بيع ستارة موشاة لسيدة عجوز تشتكى تيارات الهواء فى غرفة نومها وقدح عليه رمز مدينة ستافوردشاير على هئية رأس ثعلب لعروس هدية لعريسها الريفى فى عيد ميلاده وكانت قمة نجاحها أن تبيع طاقما من عقد وقرط من الطراز الفكتورى من الجشمت الأرجوانى واللؤلؤ لشابة مودرن إلى حد كبير
وقررت أن تغلق المحل بقية اليوم بعد ما كسبته وأتجهت بعد فترة إلى هولى لودج فوجدت يد من التغير قد تناولته فأنواره مضاءة ونيران المدفأة تتراقص فى غرفة المعيشة وجوس واقف يتجاذب أطراف الحديث مع العمال الذين يعيدون وضع كسوة الرضية وقال حين رأها:
-ترتيب مؤقت يا لوسى
وأقبل عليها وقبلها بشغف ثم إستبقاها فى جواره وذراعه محاطة بخصرها وهو يلتفت إلى العمال :
-سوف نحتاج إلى كسوة جديدة ولكن إلى أن يحين ذلك غطوا هذه حتى تنتهى أعمال الدهان
وردد أحدهم:
-سمعاً وطاعاً مستر وودبريدج
ثم أستاذنوا بأحترام واحد وراء الأخر وأخذوا فى الأنصراف وأبتسمت له إبتسامة خبيثة:
-أتوفر ثمن الأعلان فى الصحف؟
فأبتسم قائلاً:
-أرسلت الأعلان بالفعل هذا الصباح
-أو قد فعلت؟!!!
ودخلت المطبخ لتضع إناء القهوة فى وضع التوصيل بالكهرباء فتخللت أنفها رائحة تفتح الشهية فقالت :
-يا للسموات يا جوس أو قد صنعت طعاما ً لى أيضا؟
-لا تتعجلى فى الشكر إننى لست بهذه الكفاءة بل إننى لم أمكث طويلا
وشعرت بنوبة إحباط مفاجئة وسألته بعفوية وهى تضع القهوة سريعة التحضير فى قدحين :
-هل أنت خارج؟
-أنى على موعد عشاء مع والد كارولين ولا أحسبك متلهفة على مشاركتنا فطلبت من مسز بنسون تجهيز شئ لك وهى تطلب منك الإجهاز عليها وإلا غضبت منك
وجلس على أحد المقاعد يراقبه بإمعان وهزت لوسى رأسها:
-لقد كنت أدبر أمرى بصورة جيدة قبل أن تتولى أنت هذه المهمة وأنت تعلم ذلك
بدأ جوس غير مقتنع :
-بما أنك أصبحت خطيبتى بصورة رسمية فإننى أفضل لك وجبات مشبعات على وجباتك التافهة
وبدت الرقة فى عينيها :
-شكرا لك جوس إننى مقدرة صنيعك من كل قلبى ولكن الأمر هو أننى لم أستطيع التعود على كل هذا بعد
-ربما يساعدك هذا
ودس يده فى جيبه وأخرج علبة وقدمها لها ونظرت لوسى إلى العلبة نظرة شك فقام جوس وفتح العلبة ثم إلبسها خاتم فى إصبعها وحملقت لوسى إلى الخاتم بدون أن تنبس بنبتت شفة.فص سولتير من الألماس الصافى فوق خاتم من الذهب يحيط بإصبع يدها الرقيقة المعتادة على الشقاء. وسألها :
-حسنا هل أعجبك؟
أخذت نفس عميق :
-وكيف لا ؟ إنه ....أكثر من رائع
ورفعت بصرها إليه ولكن فى حالتنا هذه لم يكن هناك من داع على الأطلاق
التفت عنها وعلى وجهه مسحة غريبة جعلتها تتسأل أن كانت قد جرحت إحساسه
-أعتقد أنه ضرورى فى حالتنا هذه أكثر من الحالات التقليدية
وإلتفت إليها بسرعة :
-سيكون الأعلان قد ظهر فى الجرائد صباح الغد وسيكون محلك مكتظاً بالناس الذين أتو مهنئين ألا تظنين أنهم سيكونون متوقعين شيئا كهذا فى إصبعك؟
-فهمت ولكن كيف أمكنك أن تنشره فى ذلك الوقت الضيق ؟أننا لم نتفق إلا بالأمس!
أبتسم لها بخبث:
-لقد أنتهزت فرصة وجودى فى لندن وحجزت مساحة له
-أهـ! ثم أخذت تدير الخاتم فى أصبعها :
-وماذا يقول الأعلان يا جوس؟
-ليس بالشئ الخارج عن المألوف مفاده أن أتفاق على الزواج قد تم بين لوسيندا دراموند صاحبة هولى لودج وجوناس وودبريدج من أبوتسوود وهكذا وقد تم تحديد الموعد مع المسؤول فى الكنيسة بالمناسبة
-حقاً؟
وأبتلعت ريقها أن العجلة قد أنطلقت فى الدوران فجأة وبكل سرعة
-وبالمناسبة لقد كان فى منتهى السعادة
-وحتى بالنسبة لى؟
رد جوس مؤكدا :
-بالذات بالنسبة لك أنه سعيد لك جداً يا لوسى
-ربما يعتقد أننى محظوظة للغاية وأبتسمت وأنا بالفعل كذلك ساتزوج أنسانا وسيماً ثرياً سيسدد عنى كل ديونى
أمسكها من كتفها وهزها هزاً خفيفاً :
-كفى عن هذا يا لوسى فليس حظى أقل من حظك
وأبتسم لها بود أشعل النار فى وجنتيها وأكمل:
-أو على الأقل أتمنى أن أكون كذلك يوما ما
وضمها إليه وقبلها قبلة يؤكد لها ذلك الأمل الذى يعيش فيه ولم تبد مقاوةم فذلك الخاتم حول إصبعها يؤكد إلى أى درجة هى مدينة له فإنه ليس من العدل أن تحرمه من تقبيلها كما يحلو له كما أنها كانت تستمتع بذلك بكل جوانحها
ولم تدر كيف كان سيتطور الأمر بينهما لو لم يقطع عليهما جرس التليفون نشوة غرامها فجذبت نفسها من أحضانه ورفعت السماعة والدم يكاد ينفجر من وجنتيها وهى تجيب على الطالب بأنفاس متقطعة وكان صوت بردى يتسأل إن كانت قد وصلت منزلها وعما إذا كان بإمكانها أن تحضر لعدة دقائق وغمرت السعادة قلب لوسى :
-تعالى شاريكينى العشاء وبول أيضا لو أراد
كان بول قد رحل تاركاً بردى للوحشة وقامرت على أن تجد لوسى حرة:
-أليس هذا من حسن حظى؟
قالت لجوس متهللة:
-أن بردى روش قادمة,يمكننى أن أزف لها الخبر قبل أن تقرأه غدا فى الصحف
هز لها كتفيه وكأنها لم يشاركها تلك النشوة منذو لحظات الأمر الذى جعل لوسى تبتئس وهى تسمعه يقول:
-عظيم أت رغبتى فى لقاء جيم إركسين هى لنفس الغرض فأنا أريد إخباره قبل أن يطالع ذلك فى الصحف
قالت لوسى وقد تماسكت :
-إننى أتذكره جيدا لقد كان دائما لطيفا معى
-أنه لم يغفر لأبنته قط فرارها ويدعو أبناءها بالمخلطين
ثم أشار بإصبعه إلى خدودها المتوردةك
-بالمناسبة هناك تدفئه فى غرفة نومك وقد كانت البطانية الكهربائية متصلة بالتيار طوال اليوم وقد تم لصق أرضية فسحة السلم وإذا لم يكن المنزل قد عاد أنيقا كما كان فهو على الأقل قابل للسكنى وشعرلوسى بإمتنان عميق :
-أنك غاية فى اللطف يا جوس
-لا ليس دائما
ثم أخذ طريقه إلى الباب ثم قال :
-لقد وضعت بعض الأطعمة فى دولاب الخزين إنى أفضل عروسى بشئ من اللحم فوق عظامها بقدر الأمكان
وعبست له :
-يبدو أنك تميل للبدينات
وهز كتفيه :
-أننى لست فقط ثريا ووسيما لقد نسيت أهم ما فى الموضوع أننى بشر أيضا
وقبل أن تندفع فى رد لاذع ومض بريق الخاتم فى عينيها فهدأت نفسها وقالت:
-شكرا لك على الخاتم يا جوس
وأدارته فى إصبعها :
-يبدو أنه كلفك كثيرا
-سوف أقومه لو أردت وارى أن أسترد قيمته بصورة ما ذات يوم
وتقابلت عيونهما فحبست لوسى أنفاسها بينما هو قال :
-تصبحين على خير تأكدى من إيصاد الأبواب جيدا
وقاومت رغبة فى أن تخبره أنها لم تقصر فى حماية نفسها إلى أن تدخل هو فى حياتها وأجابته:
-سأفعل يا جوس وتصبح على خير.لاتنسى أن تشكر مسز بنسون نيابة عنى
********
حين وصلت بردى كانت لوسى قد أعدت جلسة رومانسية على ضوء الشموع حول المائدة المملؤة بالطعام والشراب مما جعل بردى تسألها بفضول شديد :
-ما مناسبة هذا الأحتفال هل بعت مقاعد الملك ويليام الرابع
فردت مبتسمة:
-كلا كررى المحاولة
-إذن فقد بعتى المنزل
-كلا
-لقد جن جنونى أيتها المخلوقة المشاكسة
وأضطرت لوسى للأشفاق عليها :
-فى الواقع يا بردى لم يكن لك لتحرزى واو فى مائة عام إننى مقدمة على الزواج
حملقت إليها بردى مشدوهة :
-ليس إريك فينتون
قهقهت لوسى :
-ولم لا ولكنه ليس هو وإلا فر توم للأبد من وجهه
-وبالتأكيد موافقة توم أمر لا غنى عنه
وشعت عيناها بالأثارة :
-هيا يا لوسى لا تدعينى أتحرق شوقاً من ذلك السعيد
-جوناس وودبريدج
شهقت بردى:
-هل أنت جادة؟
هزت لوسى رأسها كتقرير للواقع ومضت تواصل طعامها
-ولكن يا لوسى لقد ظننت أنك تكرهين الرجل !
هزت لوسى كتفيها :
-فى الواقع كنت كذلك ولكن يبدو أنه كان من قبيل عدم النضج أن أظل على الكراهية طوال تلك السنين ويعلم الله كم حاول راب الصدع
-ونجح فى ذلك نجاحاً تاماً كما يبدو
وأخذت مزيد من اللحم :
-يا الله!إن المفاجأة جعلتنى أزداد جوعاً هل طهوت هذا إنه شهى المذاق
-كلا لقد أحضره لى جوس كنوع من التحية من مسز بنسون
-لقفد تحدثت معها تليفونياً هذه الليلة ظنا منى أنك هناك
-لقد كنت عازمة على أخبارك بعودتى للمنزل ولكنى كنت مشغولة للغاية على غير العادة أيام الأثنين ونظرت إليها بردى نظرت أختبار :
-وهل ستبعين المحل؟
-على الأطلاق أننى لن أمكن جوس من أن يحرمنى منه أبدا
-أهـ فهمت أنه يدفع لك الفواتير مقابل الحصول عليك
أبتسمت لوسى
-وأبنى أيضا أن توم هو مراده الأول كما تعلمين وأنا متأكدة لو كان بإمكان جوس أن يحصل عليه بوسيلة أخرى لفعل ولكنى وتوم لا نفترق كما تعلمين
-ولكنه عمه فى الواقع يا لوسى
-ليس بصورة رسمية ولا قانونية ولم يحدث أن طالبت بذلك فى يوم ما
-ولكنه يشبه سيمون إلى حد كبير
-هراء أنه يشبهنى أنا
نظرت إليها بردى فى غير أقتناع ولكنها رضخت إلى اتجاه لوسى لتغير الموضوع وقضيا باقية الأمسية فى الحديث عن بول وحين حان موعد الأنصراف قبلتها على غير عادتها وقالت لها:
-لكم أنا سعيدة لك يا لوسى سعيدة بحق فليكتب لك السعادة دائما
وضربت لوسى بيدها جبهتها :
-لقد نسيت هناك شئ أريد أن أريك أياه وأنطلقت لتحضر العلبة ثم فتحتها وأدخلت الخاتم فى أصبعها ولوحت لها به
-مارأيك؟
حملقت بردى لفترة ثم أطلقت صفيرا طويلا:
-يا للسماوات يا لوسى قطعة من الحجر كهذه وتنسين الدنيا بما فيها
-لقد خشيت أن يتلوث أثناء الطعام ولفته حول أصبعها يريدنى جوس أن ألبسه غدا توقعا لمن يحضر للمحل بعد قراءة الأعلان
-بل ألبسيه على الدوام أظن هذا ما يريده جوس
-ولكن ذلك غير لائق فالعملية كلها تبادل منافع لا مجال فيها للرومانسية
-حسنا كل ما أقول لك يا ملاكى إذا صادفت احداً يريد تبادلاً من هذا القبيل فتذكرى صديقتك بيرديتا
*******
كان توقع جوس فى محله تماما فيبدو أن كل المدينة قد أخذت النبأ مع شاى فطورها وما أن أنتصف النهار حتى كانت أعصاب لوسى قد أوشكت على الأنفلات لرنين جرس الباب المتواصل الذى يرن كلما دخل أحد المحل وكلهم جاءوا بحجة مشاهدة المعروضات ومنهم من يعرفها بصورة أكبرة لم يهتموا ولو من قبيل التظاهر إلا بالخاتم الذى فى أصبعها وكانت ردود الأفعال كلها ودودة عذبة القاسم المشترك بينهما هو أعتبارها محظوظة وكما أسرت لها صديقة دراسة قديمة ليس كل رجل يتصور لوسى فى ظروفها تلك كزوجة له
رسمت لوسى أبتسامة على شفتيها وهى تدعو من أجل حلول وقت الغداء ولم تكن يوما شاكرة دقات الساعة المتناثرة فى المحل معلنة الواحدة كما فى يومها ذاك وفى نفس اللحظة كانت اللاندروفر تتوقف عند باب المحل ويقفز منها جوس بادياً رائعاً بصورة مثيرة فى زيه الأنيق وبدأ شارع المحل مكتظاً بصورة غير عادية وهو يدخل المحل ويقبلها بصوت مسموع:
-هيا بنا يا لوسى ولنرا ماذا أعد لنا المطعم من غداء؟
-أو كلا يا جوس لا أعتقد أننى مستعدة لذلك لقد كان عذاباً متصلاً لى طوال النهار
ونظرت إليه فى أستجداء:
-سوف أغلق المحل وأكتفى ببعض شطائر من الجبن فى مكتبى
هز رأسه :
-هذا لن يكون طوال حياتك أسرعى ضعى شئ من مسحوق التجميل على أنفك أو أى شئ من هذا القبيل وتعالى إلى الموسيقى
لم يكن ظهورهما على الملأ أول مرة معا مأساوياً كما توقعت ففى المطعم كان الناس يحيونهما ويهنئونهما ولكن بطريقة لبقة لا تسبب لهما الأزعاج فى أثناء تناول الطعام
وهمس لها فى أذنها :
-أرأيت ليس الأمر سيئا على الأطلاق
رمقته بنظرة جانبية :
-لا أعتقد ولكننى مازلت أشعر وكأننى قد فزت بالجائزة الأولى فى معرض الماشية
-مقبولة منك
ومد يده خلف ظهرها وهما على المقعد الخشبى الذى يضمهما معاً :
-بحق السماء يا لوسى كفى تململاً أنك كقطة فوق صفيح ساخن
قالت له هامسة :
-أبعد ذراعك عنى
-كلا لن أفعل فأهدائى
كزت على أسنانها متذكرة أنه كان دائما خنزيراً لا يطاق ثم راجعت نفسها مقررة أنه من الأفضل أن تنسى نقائصه الماضية وتركز على التفكير فيه كزوج مستقبل لها ولكن ذلك لم يكن سهلاً وهمست:
-منظر يبدو غير حقيقى بصورة ما
رد عليها بسرعة:
-أنت وأنا؟ولكنه مع ذلك حقيقى يا لوسى وأنت وتوم وأنا سنكون أسرة فى القريب العاجل فعليك أن تتعودى على الفكرة
&&&&&&&&
وعلى مر الأسابيع التالية أخذ جوس على عاتقة أن يجعلها تتعود على وضعها الجديد فكأن يرأها يومياً أحيانا لدقائق وأحيانا الأمسية بأكملها ويصر على أن تقضى كل أيام الأحاد فى أبو تسوود وكان يرسل لها الأزهار ويبعث لها بالكتب والصحف والحلوى ويطلبها تلفونياً فى أوقات غير مألوفة .كأن دؤوباً على التقرب منها بصورة التى تشتهيها أمرأة من بنات جنسها .
قالت له معترضة وشعور الذنب يثقلها لما تكلفه إياه :
-ليس من داع لشراء كل هذه الأشياء لى فقد غرقت فى الديون بالنسبة لك بصورة مفزعة
وكان قد سدد كافة ديونها وأعاد ترميم وتجديد مسكنها وأصر على أن تكون الفولكس فاجن الجديدة هدية منه لها وأزاح أعتراضها بقوله:
-لا أريد أن أسمع بعد الأن كلمة ديون بينى وبينك يا لوسى فليست كل نواياى لتسوية أمورك كلها لوجه الله فسوف أسترد المقابل .ألا تذكرين؟
-أتعنى توم؟
نظر إليها نظرة ملتهبة ثم شدها إليه بعنف وقبلها قبلة حامية ثم قال :
-بالتأكيد.ومن غيره كنت أقصد؟
*******
مر أسبوع قبل موعد حضور توم لقضاء أجازته لم تر فيه جوس إذ كان منكبا على كتابه ويبدو أنه كان يسير فيه سيراً حسنا حتى أن مساعدته التى كانت تفرغ شرائطه على جهاز معالجة النصوص كانت تتقاضى قدراً لا بأس به من الساعات الأضافية وقال لها جوس ذات مساء متثائباً:
-0أريد بعض الوقت أقضيه مع توم حين يعود
وكانا جالسين أمام النيران فى تكأسل وقد فرش جوس أوراقه أمامه :
-إذا ما سرت فى العمل سيراً حسنا فيمكننى أن أترك اللمسات الأخيرة إلى ما بعد شهر العسل فى البرتغال
سرت فى بدنها رعدة خفيفة لكلمة شهر العسل وكانت قد بذلت قصارى جهدها فى إقصاءه عن ذاكرتها مع حفل الزفاف ذاته تاركة التفكير فيه إلى أن يحين أوانه وكان من العدالة أن تقر بأن جوس لم يحاول أن يضغط عليها من ناحية التقارب الجسدى كان يقبلها قبلات المساء ويأخذ بيدها وهم سائران وأحيانا يضع ذراعه حول كتفها حين يتشاركان فى الأريكة ولكن لم يحاول أن يكرر ما دار بينهما فى مطبخ منزلها ولم تدر لوسى أتسر لذلك أم تحزن كانت تحس بأنه راغب فيها حقيقة ومن الأمانة أن تعترف بإن رد فعلها إزاء ذلك لم يكن بارداً وسألها:
-فى أى وقت يجب أن نكون بمدرسة يوم الخميس؟
رمشت له لوسى مأخؤذة بالسؤال :
-هل أنت ذاهب معى؟!!
-بالتأكيد وأظن ان توم سيسر بذلك ما رأيك؟
-بالتأكيد سيكون هذا شأنه بل سيطير فرحاً.شكراً لك يا جوس هذا كرم بالغ منك
رد فى ضيق :
-كلا أنه ليس كذلك ثم أبتسم قائلاً:
-أنى أفعل لنفسى معروفا وليس من أجلك أو من أجل توم أنى أتحرق شوقاً لأحضار أبن زوجتى
غر فأه متثائباً مرة أخرى فنهضت قائلة:
-وقت أنصرافى يا جوس
تمطى بجسده واقفاً عن مقعده وقد بدت على ملامحه الوسيمة علامات الأعتذار :
-رباه أسف يا لوسى أننى ليست بالجليس الممتع هذه الأيام فكل همى الأن أن أصوغ مسوداتى وملاحظتى صياغة لائقة
وأخذ بيدها قائلاً:
-وحين كنت أنهمك فى العمل أثناء الليل كان ينتهى بى الأمر أن أخر نائما بدون أن أعطى زواجنا القادم ما يستحق من إثارة .ألم تلاحظى ما كنت عليه من تباعد فى الفترة السابقة؟
هزت كتفيها وقالت:
-لم يثر ذلك أنتباهى !
كانت تلك كذبة منها قابلها بنظرة من عينيه الزرقاوين تنبئها بأنه يدرك ذلك وقال:
-يا لك من سيدة محظوظة لا تزعجها المطالب الملحة هيا بنا أصحبك إلى المنزل
وجدت لوسى نفسها تتلهف على عودة أبنها بصورة أكثر مما تعودت لشئ واحد هو رغبتها القوية أن تقدم جوس لناظر مدرسة أبنها ولم يكن جوناس وودبريدج بالأسم النكرة وكان شعوراً طبيعياً منها أن تشعر بالأرتياح لسعادة أبنها وهو يتبهى بزوج أمه الجديد أما أقرانه تغيير له أثره بالنسبة له ولم يكن قد ذكر لها أى مشاكل بسبب كونه بلا أب ولكنها كانت تحس بما ينتابه أحيانا من أجل ذلك كشأنها تماماً وكان جوس قد أخذ الامر مسلماً به أن توم سيقضى مدة أقامته فى أبو تسوود فى فترة وجود أمه بالمحل ولم تثر لوسى الموضوع ترقبا لوصول توم ليقرر بنفسه ما يشاء وان لم يكن لديها شك فى قراره بخاصة حين أندفع خارج المدرسة وجوس ما زال يساعد أمه على النزول من السيارة وما أن أقترب منهما حتى بدأ يتمالك نفسه فأقبل عليهما هادئا وسمح لأمه بتقبيله ثم مد يده لجوس فى مصافحة رسمية
-أهلا يا أمى أهلا مستر وودبريدج
ولم يكن خافيا على أمه ما يعتمل فى نفسه من إثارة وهو يحاول أن يتخذ شكلا ناضجا ووأثقا من نفسه
-جميل من أن تأتى لتصحبنى
-واو أهذه سيارة جديدة؟
ولم كانت لوسى عاجزة عن أن تتفوه بكلمة فقد شد جوس على يد توم بوقار وأخبره أنه من دواعى سروره أن تقدم العون وأنه نعم السيارة جديدة وأنه ما أن ينته من حزم أمتعته فسيذهبون جميعا للغداء ثم قال مقترحا وهو ينظر إلى لوسى نظرة ذات مغزى:
-ربما تود أن تعرفنى على ناظر مدرستك أولا
لم يكن توم إلا كتلة من الأبتهاج لأن يقدم جوس لكل من يعرفهم وقابله مستر بوتر الناظر الرجل الطويل الوسيم بتحفظ وهو يتبادل معه المجاملات وجوس يصر بكل عناد أن يدنى لوسى منه لأقرب حد بينما هو ممسك بيد توم الأخرى تطوع توم بأن يأخذ جوس فى جولة فى المبنى كله وهو فى نفس الوقت يشد زملائه شداً ليتعرفوا عليه وأضطرات لوسى لدخول فى حوار لتعارف مع بعض من أولياء الأمور وهو ما كانت تتحاشاه دائما
وحين بدأ الثلاثة رحلة مغادرة المدرسة كان الناظر مهذبا للغاية مع لوسى متمنيا لها كل السعادة فى حياتها الزوجية القادمة وحين أنطلقوا مبتعدين بالسيارة لاحظت لوسى عبوسا على وجه توم وهو يستند بظهره على الكرسى الخلفى فسألته:
-ماذا هناك؟هل نسيت شيئا؟
عض توم على شفتيه:
-أيمكننىأن أحضر؟
-أين؟
-حفل الزفاف
قهقه جوس عاليا فأسترخت أسارير توم وجوس يقول له:
-بالتأكيد ستحضر أن حفلات الزفاف أمر يثير الرهبة وأريدك بجوارى لتشد بأزرى فإننى سوف أموت بجلدى
سألته لوسى وهى تنظر له بطرف عينها :
-أحقا ستكون كذلك ؟وكيف من المفترض يكون شعورى أنا؟
فرد على الفور:
-فى قمة الفرحة ولكن بربك لا دموع
ثم أستدار لتوم شارحا أن النساء أعتدنا ذرف الدموع أنهارا فى حفلات الزواج
أبتسم توم أبتسامة عريضة :
-هذا لن يكون فأمى لست بكاءة مسستر وودبريدج
-كنت أعتقد أن أسمى جوس
-لقد كنت فى الواقع متحيرا بعد أن أصبحت وأمى مخطوبين كيف أناديك؟
-جوس.سيكون أسما مناسبا تماما ما رأيك؟
منذ تلك اللحظة عاد للصبى مرحه وروحه الطبيعية والتهم كمية وافرة من اللحم البقرى والبطاطس المحمرة متحدثا أغلب الوقت ولو كانت هناك ذرة شك باقية فى نفس لوسى تجاه زواجها من جوس فقد تلاشت فى تلك الجلسة وحل محل الشك شعور بالذنب فلو لم تكن بذلك العناد لتمتع بتوم بصحبة جوس طوال حياته وفى هذه الحالة كان جوس سيعتنى بتوم كعم له ولما كان هناك مجال للموقف الراهن فهو لم يكن يضطر لطلب يدها ليتقرب من توم وأفزعتها الفكرة
-أنك صامتة تماما يا لوسى
وأدركن لوسى أن جوس كان يراقبها بإمعان
-وأين لى ألفظ بكلمة وأنا أستمع لأحوال الصيد ولعبة الكركيت منكما
وبدأ الحرج على وجه توم :
-أسف يا أماه ماذا تريدين أن نتحدث فيه؟
ضحكت لوسى وأقبلت على طبق الحلوة وقالت:
-لا عليك أستمرا فى حديثكما
أبتسم توم وبدأ عليه التفكير :
-بالمناسبة يا لأمى هل ستظلين تعملين بالمحل بعد الزواج؟
ألتفتت لوسى إلى جوس فوجدته يبتسم لها أبتسامه ماكرة :
-سؤال حسن هل ستفعلين يا لوسى؟
-حسنا نعم أعتقد ذلك وأن كنت لم أفكر بعد فى الأمر
وكان هذا حقا فهى قد دابت على إبعاد فكرها عن التفكير فى حياتها بعد الزواج وبدأ على وجه جوس شئ ما جعلها تغير الموضوع بسرعة وبعد ذلك بقليل كانوا يتخذون وجهتهم عائدين ولم يكن هناك من حاجة لأن يتبادل جوس مع لوسى أى حديث حيث كان لسان توم يبدو وكأنه مسلط على كليهما إذ ظل يثرثر بلا أنقطاع حتى نظرت لوسى إلى جوس بإعتذار قائلة :
-مازال بإمكانك التراجع
فمد يده ليغطى يدها الموضوعة على ركبتها وقال:
-مستحيل
ولاحظ جوس عينى توم تراقبان حركة المداعبة هذه بأنتباه وقال:
-لقد قال بانيستر أنه من المحتمل أن يكون لى أخوة وأخوات ولكنى قلت له أنه مغفل فأنتما أكبر سنا من ذلك.أليس كذلك؟
ردت لوسى بإعتراض:
-شكرا جزيلا لك ولكننا لسنا طاعنين فى السن بعد فإذا بالسان السليط .ولكن حجم أسرتنا كاف للوقت الراهن
ولم يعلق جوس بشئ ولكنه غير الموضوع بعد لمحة خاطفة لوجهها المربد
-لقد أعطانى مستر بوتر تقريرك يا توم
وككان يتعمد أن يضيف لمحة من القسوة فى كلامه وتعلقت عينا الصبى بعينا أمه مستجدية ألا يفتحا هذا الموضوع بعد وارتحت نفس لوسى إذ وجدت أن جوس قد زال عنه الضيق بوصولهما إلى هولى لودج وأخذت لوسى ملحوظة فى ذهنها أن توجه توم إلى عدم فتح موضوعات معينة بدون إستئذان
وبدأ لها أمر زواجها وهى لها صبى فى العاشرة أمرا أشد صعوبة مما كانت تتوقع
وبعد أن أنزلا حاجيات توم قدمت لوسى للجميع شايا مع الكيك ثم طلبت بردى التى كانت تهتم بأمر المحل
-هل كل شئ على مايرام ؟
-عظيم جدا فى الواقع بعنا طبقين لمدينة ورسستر وأبريق الشاى الجريجورى وكمية هائلة من أدوات التلميع لابد أنه موسم التنظيف مع حلول الربيع .كما أن سمسار العقـارات دافيد رينى قد ترك لك رسالة يسأل أن كان بإمكانه أن يحضر لمعاينةالبيت غدا؟
كان جوس يصب لاشاى حين عادت لترافقهم وسألها بسرعة:
-هل هناك أخبار طيبة؟
هزت له رأسها ثم قصت ما قالته لها بردى وعلى وجهها أبتسامة شجن
قال لها جوس :
-لاداعى للتأثر لوسى فسوف يكون مستقرك أنت وتوم فى أبو تسوود وحالا ووجه لكمة رقيقة لذقن توم سوف أمر عليك غدا صباحا بعد أن تذهب والدتك للمحل وأخذك لترينى أية غرفة تروق لك
بدأ توم غير مصدقا :
-أحقا يمكننى أن أنتق أى غرفة ؟
-عدا التى لنا أنا ووالدتك
وكانت لهجة جوس تقريرية ونظر له توم هنية ثم هز رأسه كما لو كانا توصلا إلى أتفاق غير مكتوب
-حسنا عظيم
ونزل عن كرسيه بعد أن إستئذن لوسى ثم صعد إلى الطابق الأعلى مصفراً ليبدأ فى أفراغ متاعه وقالت لوسى بمسكنة:
-ويعنى ذلك فوضى عارمة وعادة لا أتدخل فيها إلا بالنسبة لحقيبة ملابسه والتى ما أن أرفع الغطاء حتى تتناثر محتوياتها ويعنى ذلك ثلاثة أيام متصلة من الغسيل
ضحك جوس :
-أتذكر هذا جيدا وكيف كانت عمتى تشيط غضبا من ملابسى وبخاصة الجوارب
كان هناك شئ مشترك بين لوسى و ولدين وودبريدج أو بالأحرى شئ يفقدانه معا ألا وهو الأم فقد توفيت والدة سيمون بعد فترة وجيزة من مولده وتولت عمتهما الأنسة أوليفيا وودبريدج تربيتهما كما أمكن لوالدها أن يقوم بتريتها وقد قام بذلك بمفرده عدا بعض المساعدات المنزلية البسيطة بكفاءة وأقتدار
سألت لوسى جوس :
-هل كنت وتوم تقومان بنوع من رسم الحدود ؟
-نعم المهم من البداية أن يعلم أين يقف كل فرد فى الأسرة وأين ينام
وأبتسم أبتسامة ساخرة:
-ألا يزال الموضوع الأخير مشكلة لك؟
هزت كتفيها:
-لم أسمح له أن يصبح كذلك بعد فأنا واثقة بأننا سنصل إلى حل سلمى حين يأتى الوقت المناسب
زم شفتيه :
-لكم أنت منطقية يا لوسى
قالت لوسى معترضة:
-أعتقد أنه يمكن أن تدعونى صلبة الطبع كما كان والدى يدعونى دائما
-وحيث أنكما خلقتما من نفس الطينة فأعتقد أنه كان يقول ذلك ولابد أن جدلا كان يثور بينكما بين الحين والأخر
-هذا حق ولكن ليس حول أمور جوهرية وحين علم والدى أننى حامل كان مسلكه راقيا بصورة كبيرة لا تأنيب ولا إهانات
وأمسكت لسانها لكن متأخرة
قال جوس بمرارة :
-ليس كما فعلت أنا
قفزت لوسى على قدميها كالملدوغة ووضعت يدها على كتفه :
-لم أكن المح لك يا جوس صدقنى كنت أتكلم بلا وعى
ضمها إليه وهو يحدق إلى عينيها :
-أتدرين كم كرهت نفسى لما فعلت معك؟
دفنت رأسها فى كتفه:
-فلنكف عن الحديث عن ذلك بعد الأن ولنفتح صفحة بيضاء
رفع رأسها وقبلها وقال:
-غالبا ما نتبادل القبل مع الصفحات الجديدة
ورأت فى عينيه معنى أبعد ما يكون عن الصداقة ولكنها مالت عليه مطوقة عنقه بذراعيها ولم تكد شفتاهما تتلاقيان حتى سمعا
-....أخ أسف!
وقفزت مبتعدة وهما يضحكان وتوم يراقبهما من الممشى بأهتمام بالغ وسأله جوس وهو ما يزال ممسكا بلوسى:
-ماذا بك؟
حك توم أرنة أنفه سائلاً:
-هل ستفعلان هذا كثيرا ؟
-ليس أكثر من أى أناس أخرين
-أرهن أن والدى بانيستر لا يفعلان ذلك
رد جوس مؤكدا:
-أنا متأكد تماما أنهما يفعلان بانيستر هو الذى لم يلاحظ ذلك
بدأ توم غير مقتنع وتخلصت لوسى من قبضة جوس ثم قالت :
-لا عليك توم فسنحاول ألا نحرجك مرة أخرى والأن لابد مما ليس منه بد أين مفاتيح حقيبت ملابسك المرعبة؟


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-07-16, 01:25 PM   #9

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السابع
***********
بعد أربعة أسابيع وجدت لوسى وودبريدج نفسها تصعد طريقاً مليئا بالحصى مارة أمام أحد الأديرة ثم مخترقة مجموعة من أشجار السرو الباسقة تلقى بظلالها تحت ضوء شمس الصباح ثم بدأت الأشجار تتباعد رويدا رويدا وأمسك جوس بيدها :
-لم يعد اماما الكثير يا لوسى
وواصلا صعودهما والشمس تزداد حرارة إلى أن وصلا بغيتهما أخيرا قرب قمة الجبل ,صخرة ناتئة ضخمة تشرف على أمتع مناظر البرتغال الطبيعية وكانت الشمس قد أرتفعت حرارتها ولكن جسد لوسى كان يرتعش من هبات النسيم وأحاطها جوس بذراعه وهما يتطلعان إلى أسفل وهتفت:
-يا للروعة!
هز لها جوس رأسه :
-من السهل عليك أن تتصورى لماذا غيرت هذه البقعة وجه التاريخ الأوربى فهنا نصب ويلنجتون مدافعه ليوجهها إلى الفرنسين
وظلا فى قفتهما تلك لوقت طويل يتأملان المنحدرات التى أضاءتها الشمس وقد ربطا بين مشاعرهما الإحساس بجلالة التاريخ وبعد أن أشبعا عيونهما عادا هابطين إلى حيث يوجد المتحف الحربى ليتجولا خلال المدافع العتيقة والحراب والبنادق القديمة وصور والخرائط وجوس يشرح لها ويوضح لها بتمكن بعث القشعريرة فى بدنها إعجابا إلى أن قال أخيرا حان وقت الأنصراف يا لوسى فأمامنا أكثر من مائة ميل بالسيارة إلى أن تضعى معدات الأنزلاق عليكى
-وإلى أين الأن؟
كانت لوسى قد قطعت من التجول فى الأيام القليلة الماضية أكثر مما فعلته طوال حياتها مستمتعة بكل لحظة تكاد تنسى تماما أنها فى شهر عسلها ليس خلوة متكاسلة على حافة حمام سباحة يسترخى أمامه مستر ومسز وودبريدج
لقد كانت خطة جوس فى تعويد لوسى على فكرة زواجهما هى أن تتحمل رحلاتهما عبر أكثر الطرق عورة والتفافا إلى أروع ما يمكن أن تقدمه هذه البلاد من مناظر مبهجة بدءاً من تلفريك بمر تسماوث سيان ثم خلال سبعمائة ميل إلى بورجوس فى رحلة بدون توقف
كان الأرهاق قد حل بلوسى فى اليوم الأول لدرجة أنها كانت على أستعداد أن تشارك غرفة النوم مع كنج كونج ولم تبالى ولم تتقلب فى رقدتها حتى بدأ جوس المزعج يوقظها للفطور .كان لهذه الرحلة المتواصلة أثرها على إرادة لوسى خصوصا مع أخر الأميال المنهكة إلى براجانسا فى أتجاه الشمال الشرقى من البرتغال حيث توقفا لتناول الغداء بعد جولة فى ربوع المدينة المرتفعة المنعزلة ولفرط بهجتها بالرحلة وجدت معدتها تقنع بالحساء المقدم مع أطباق سمك السلمون الذى قدم إليهما فى المطعم القابع وسط التلال مطلاً على مكان ميلاد زوجة الملك تشارلز الثانى وعند هذه النقطة حيث كان الجزء الأكثر مشقة من الرحلة قد أنقضى كانت لوسى تتلهف على الرحلة إلى إلفيدوس وهى مدينة صغيرة من القرون الوسطى تحيط بها الأسوار ووجداها حين وصلا إليها فى أصيل ذات اليوم أنها تفتقر إلى كل صور المبانى الحديثة
أستدارت لوسى فى نشوة غامرة إلى زوجها :
-أوه يا جوس إنها بديعة ....بديعة
فأبتسم لها قائلا :
-لقد رايت أنه ربما يروق لك أن تبقى هنا بعض الوقت لتكتشفى المدينة وتستمتعى بالشاطئ على رأحتك
وافقت على الفور مبتهجة بحوائط المدينة ذات الألوان البنية الداكنة وما تضم من منازل عتيقة ويهيمن على كل هذا قلعة مربعة الشكل ذات أبراج شاهقة وسألته:
-وأين سنقيم؟
فأشاح بيدجه بعفوية تجاه القلعة قائلا :
هل تروق هذه لسيدتى ؟
أومضت عينا لوسى :
-هل أنت جاد ؟!!!
فضحك قائلا :
-لبالتأكيد يا سيدتى لقد كانت ذات يوم مقر إقامة الحاكم ولكنها حولت إلى فندق ولكنك ستجدين التحويل رائع ومريح للغاية أعدك بذلك فقد أقمت فيها من قبل
مع كارولين؟كان تساؤلها من الوضوح فى عينيها لدرجة أنه فهمه جوس على الفور فداعب خدها قائلاً:
--أننى لم أقض أكثر من يوم عطلة مع كارولين وحين كنا نفعل لم يمن ولعها إلا بمدن الملاهى
وأبتسم وقد أرتسم الخجل على وجهها
-إن لك وجه معبر للغاية يا لوسى
قالت فى تخاذل :
-تقصد أنه لايوصف بالجمال ؟
-ما هذا الذى تقولين ؟إن لك وجها رائعا يا لوسى يشع منه الذكاء والحيوية دائم التبير عن خلجات نفسك أننى لا أمل النظر إليه
ودهشت لوسى لما قاله لدرجة أنها لم تدرك وصولهما إلى بوزادا دى كاستلو فندق القلعة إلا حين وجدت نفسها أمامه بالفعل وأمتلأت نفسها بهجة حين وجدت أنهما أعطيا غرفة فى أحد الأبراج بالقلعة شاكرة أنهما سيتركان الجزء الرئيسى من البناء ويسيران خلال مبانيه للوصل إلى مكان مبيتهما وفى هذه المرة على نقيض المرات السابقة كان السرير مشتركا يشغل بحجمه المساحة الأكبر من الغرفة ولا يمكن إنكار تأثيره على النفس بأعمدته الأربعة والنقوش التى تزينه وجلب رد فعل لوسى لمنظره إبتسامة على وجه جوس وقال لها بسرعة:
-هيا بنا قبل أن أتركك لتأخذى حمامك ونأخذ جولة حول الأسوار كما يفعل السواح ما لم تكونى مجهدة للغاية
وكان أنفعالها لإثبات النقيض لدرحة ومضت لها عينا زوجها وهو يأخذها فى طريق مكشوف يؤدى إلى أعلى أسوار المدينة وكان المنظر يخلب اللب حتى أنه أنسى لوسى أنقباض معدتها لرؤية السرير .وهى تحملق أسفل منها إلى المنازل والكنائس التى تزدحم بها المدينة الصغيرة والوان أسطحها بدرجات مختلفة من اللون الأحمر تنعكس على البياض الناصع للأسوار وبدت الطرق متعرجة بين المنازل بدون أى أثر لخط مستقيم فيها ومع ذلك فقد بدأ كل شئ فى المدينة وكأنه فى مكانه الصحيح تماما
-أواهـ يا جوس....لكم أحب هذا المكان
وأقبلت عليه فى أندفاع وطوقته بذراعيها مقبلة وجنتيه وأبتسم لها وهو يضمها إليه:
-أنا سعيد بذلك هيا نعود ونتراهن من يصل إلى الفراش أولاً ؟
لم يكن السرير مثير للرعب بالنسبة للوسى حين عادا للغرفة وأخرج جوس أوراقه بينما هى تفرغ حقائبها وحسم موضوع من يسبق إلى الفراش بالإنهماك فى عمله بينما هى تذهب إلى الحمام وأخرجت لوسى كتاب من بين حاجياتها لتتسلى به وهى غامرة جسدها فى البانيو وحين عادت بعد فترة إلى الغرفة رفع جوس بصره إليها زأبتسم أبتسامة مجردة ثم نظر إلى ساعته :
-أتشعرين بتحسن؟
-أفضل بكثير وأن كنت مازلت دائخة بسبب طول مدة ركوب السيارة
-لماذا لا تسترخين قليلا فى الفراش إلى أن أنتهى من حمامى مازال الوقت مبكرا بالنسبة للعشاء ووقف يتمطى بجسده وقفزت لوسى للسرير كم أقترح عليها وأضعة الوسادة ناصعة البياض وراء ظهرها أقبل عليها جوس ومسح على شعرها بيده :
-هل أجهدك فى هذه الرحلة يا لوسى؟
هزت لوسى رأسها:
-بالتأكيد لا أننى أحب ذلك فبأستثناء رحلة لسويسرا وأنا بالمدرسة لم أذهب إلى أى مكان ولا أريد أن يفوتنى شئ وأعدك أنه بعد عدة دقائق من الأسترخاء سأنهض متوثبة للذهاب
وبذلت لوسى قصار جهدها لتركز على كتابها حين أصبحت وحدها بالغرفة ولكن جفونها راحت تنطبق رويدا رويدا إلى أن أستسلمت فى النهائية لإغفاءة خفيفة وحين أستيقظت وجدت الغرفة غارقة فى الظلام عدا ضوء سيجاة جوس وهو جالس بجوار النافذة وهب حن تململت بالفراش وأضاء النور وقفزت لوسى جالسة تخلل شعرها بأصابعها :
-جوس لماذا لم توقظنى ؟
أطفاء سيجارته قائلا:
-ولماذا ليس هناك داعى للعجلة فالبرتغال لاتعرف ذلك كما ان الليل مازال فى أوله طبقا للمعاير المحلية
وكان محقا وتناولا عشاءبسيطا من السمك والسلطة والنبيذ الأبيض فى مقهى صغير بالمدينة ثم خرجا للميدان الرئيسى حيث كان عزف الموسيقى من فرقة محلية بالآلات النحاسية وما لبست لوسى أن وجدت نفسها تحت تأثير سحر طاغى منتشية بكل وجدانها بالأنغام الشجية وعبق التاريخ ونجوم السماء الصافية وكان أهل المدينة يقابلونهما بالود والترحاب أينما سارا يتجولان بين متاجرها ينتقيان ما يعجبهما من بضائع تذكارية وأثرية وشعرت لوسى بتورد وجنتيها من تأثير الشمس والشراب والسعادة والقت بجسدها فى أسترخاء وهو يحيط خصرها بذراعه أثناء سيهما مدركة ما هى فيه من سعادة وكانت لحظات تجاوب مع الكون بأسره يجعل منها اللحظة المناسبة لأن تعترف لزوجها بذلك
كانت عودتهما صمتا لم يقطعها إلا سؤال من جوس فى منتصف الطريق سأله وهو ينظر إليها بعينين مليئتين بالشجن متكلما فى أذنها ليعلو صوته على صوت الموسيقى :
-لوسى ألم يئن الأوان للتصالح مع عدوةك اللدود؟
فردت عليه على الفور :
-نعم لقد آن ربما تطلب الأمر رحلة رائعة لألقى بأسلحتى تماما فبعيدا عن أبو تسبريدج وما يتعلق بها وعلى أرض محايدة لا أشعر بأى عداوة من أى نوع ثم أستدارت فى الطريق الضيق المتعرج لتواجهه قائلة:
-أنى شاكرة لك صبرك وتحملك يا جوس
وأصتدار ليكملا سيرهما صامتين متشابكى الأيدى عائدين إلى بوزادادى كاستللو
صباح الخير أيتها النؤومة وتحرك قليلا ليريحها بين ذراعيه
-أنك تبدين كطفلة ضبطت وأصابعها فى إناء المربى
قهقهت قائلة:
-أن كنت تعنى شعور بالذنب لما....لما أستمتعت به هذه الليلة فأنت محق
أعتدل ليجلس نصف جلسة مسندا ظهره على الفراش سارحا ببصره فى ركن من الغرفة وقال :
-لقد كان الأمر مختلفا عن المرة السابقة
وحين لم ترد أستطرد قائلا :
-نعم يا لوسى كان مختلفا تماما فقد كنت أصارع نفسى طواله لشئ واحد
-وكنت تصارعنى أنا أيضا
وران على وجهه الأسى العميق :
ولكن لم تقدمى لى أى عون فأنتهى الأمر بأنهيار مقاومتى أمامك كلية
-لقد أذيتك وقتها إيذاء بليغا فرحت تبكين رباه لكم بقيت وقتها يا لوسى
-لقد أنتابتنى مشاعر الأثم وأحتقار النفس
وعضت شفتها :
-شعرت كأنى فتاة سوء وأمامى عينا كارولين وسيمون
قال جوس بصوت أجش:
-كانت غلطتى لم يكن أبدا يجدر بى
وضعت لوسى أصبعها على فمه :
-وغلطتى أنا أيضا
أغمض عينيه :
-لم أطق نفسى حين رأيتك تبكين شعرت وكأنى سفاح ومما زاد الأمر سوءاً أنها كانت تجربة مؤلمة وقاسية عليكى .أنى لم أفقد سيطرتى على نفسى بمثل تلك الصورة على الأطلاق كان أمراً مشينا وبعدها رأيتك تتطلعين إلى بعينيك الداكنتين هاتين مبااتين بالدموع وكأنك منتظرة منى أن أفعل شيئا....شيئا يصلح من الأمر
قالت له فى سرها :ليس أن تفعل شيئا بل أن تقول شيئا....تقول أنك تحبنى ....لو فعلت لهانت كل الأمور على لقد كنت بلهاء صغيرة أتصور أن جوناس وودبريدج سيلتفت إلى بأية صورة وكان أنخراطى فى البكاء بعد ذلك لأنك لم تقلها ....وتوردت حين رأته ينظر إليها بإمعان وسألها:
-فيم تفكرين يا لوسى؟
فأسدلت جفنيها قائلة :
-أن توم يظن أننا أكبر سنا من أن نفعل مثل هذه الأمور
فقال:
-أن توم لا يفهم تماما ما يتكلم عنه
ونظر إليها بعينين شرهتين :
-لقد كانت كارولين على حق فى غيرتها من صدرك يا لوسى وودبريدج
وراح وجهها قرمزياً وهى ترمقه بنظرة حادة:
-بالتأكيد رأيت مثله الوفاً ثم أنه ليس من اللياقة أن تذكر أسم امرأة أخرى وأنت فى شهر العسل
وكان اعتذاره المخلص لها بمثابة فاتح شهية لفطور وللحب
حين أستيقظت لوسى فى المرة الثانية كانت الشمس قد قاربت كبد السماء ولم يكن جوس موجودا فإعتدلت فى جلستها مشتتة التفكير ثم تهللت وهى ترى قصاصة ملتصقة بالمرآة:
(أعتقد أننا قمنا من الرحلات ما فيه الكفاية يا لوسى فى فترة معقولة ولذا فسوف أعطيك فرصة للأستجمام من عناء السفر.أخلدى للراحة فى السرير وأطلبى ما تشائين من جى)
وفعلت كما طلب منها مستلقية فى فراشها بين القراءة والتهام الفطائر وشرب القهوة يحمر وجهها خجلاً كلما تذكرت سبب هذا النهم منها وحاولت جهدها أن تركز فى الرواية التى بين يديها ولكن ذهنها كان دائما الشرود تتساءل أين جوس وتتوق لعودته وأنتفضت من شرودها على باقة زهور حمراء القيت فى حجرها ووجدت نفسها بعدها بين ذراعى جوس يقبلها بشوق وقال لها بعد أن هدأت حمية اللقاء :
-لقد حاولت أن أمدد حجز هذه الغرفة مدة أطول ولكن مدير الفندق أبدى أعتذاره فلم تكن خالية إلا هذه الليلة فقط
-وماذا بعد؟
لقد قال إن زوج خال أبن عم زوجته أوشيئا من هذا القبيل تملك فيلا بالقرب من الشاطئ ليست بعيدة من هنا تطل على شاطئ خاص صغير محفوف بأشجار الصنوبر و مؤثثة بالكامل وتحت أمرنا لو أردت أسبوعا أو أثنين فما رأيك؟
صاحت متهللة:
-أوهـ بديع ! (لوكان جوس قدم لها هذا الأقتراح قبل أربعة وعشرون ساعة فقط لوجدت فى نفسها ترددا شديدا لأن تقضى معه هذه المدة وحدهما بعيدا عن الناس)ومتى يمكننا أن نرأها ؟
-فى الحال يا سنيورا ,فارجاس تنتظرنا هناك وقد سويت حساب الفندقفهيا أحزمى متاعنا ولننطلق إلى هناك توا أو لأى مكان أخر قبل ذلك لو أردت
وأقبل يساعدها على حزم متاعهما البسيط وفى تلك الدقائق كانا مستعدين للأنصراف ووقفت لوسى بجوار السرير تمسح بيدها على نقوش أحد أعمدته وهى تبتسم لجوس قائلة:
-أغلب الناس يتمنون قلعة فى أسبانيا وزوجى يجد لى قلعة رائعة فى البريغال
وازدات عيناه عمقا وهو يخطو تجاهها ثم توقف وأخذ نفسا عميقا :
-سوف أشكرك على المجاملة فيما بعد
وبعد ساعة واحدة كانا واقفين فى غرفة منزل ذى طابق واحد مختلفا تماما عما ترأه فى نشرات السياحة الدعائية .كان منزل قديماً بارداً ومؤثثا بدون إسراف وكان سقفه عالياً وواجهته مطلية بلون وردى باهت وكل غرفة فيه تؤدى للشرفة خلال باب مروحى مزدوج أما الأثاث فكان من خشب مزين بالحفر داكن الألوان وكانت نوافذه ذات مصارع خارجية خشبية تكسوها من الداخل ستائر مخططة وكان منظر المنزل يوحى بقرن أو قرنين من الزمان وقال لها جوس :
-ليس على المستوى بالنسبة لك؟
فهتفت وهى تبتسم بفرحة طاغية :
-أنها رائعة وأنحنت على دربزين الشرفة تتأمل النباتات التى تضمن عزلة تامة لكازا روزادا من نخيل وأشجار الصنوبر المتقاربة والمتشابكة ومن وراء تلك الأشجار كان الأطلنطى يقذف بأمواجه ورزازه على شاطى كوستا فيردى (الشاطى الأخضر) الخاص بالفيلا والتى هى مكان العطلات لأسرة فارجاس بائعى النبيذ من مدينة أوبورتو ولم تكن عادة الأسرة تاجير الفيلا ولكن سنيورا فارجاس حين علمت بوجود عروسين إنجليزيين فى شهر العسل قبلت بسماحة نفس أن تؤجرها لهما حيث كان من حسن حظهما أن أحدا من الأسرة لم يريدها فى ذلك الوقت ومرت بهما الأيام التالية فى روتين أمتع نفس لوسى أيما أمتاع فى الصباح يأخذ جوس سيارته للقرية ليحضر الخضراوات والبيض الذى تصنع منه لوسى عددا لا يحصى من الأطباق التى تجيد طهوها لتجعل من كل فطور شيئا مختلفا متميزا ثم ينكب جوس على عمله فى تأليف الكتاب بينما تستمتع هى بالقراءة أو أخذ حمامات شمس أو النوم لتعوض ليالى جوس المرهقة وكان فى إحدى تلك الليالى أن سألته لوسى عرضا أن كان ولهه بها يماثل واهه بكارولين وحين أفاق جوس من مفاجاة السؤال قال لها مذكراً:
-لا تنسى أنك أنت من أعترضت على أن يذكر أحد الزوجين أسم شخص أخر فى أثناء شهر العسل
-وهل يعنى ذلك أنك كنت مدلها فى حبها كما كنت معى الأن؟
وأطبق جوس فمه تماما مما جعل لوسى تتساءل هل هذا لأنها تتجاوز حدودها أما لأنها أصابت كبد الحقيقة وتذرعت بالصبر بإنتظار الرد وقد عادت بذاكرتها لذلك الصيف المشؤوم متذكرة نفسها وجوس وسيمون بوضوح أما كارولين فلم تكن تتذكر منها سوى شابة رائعة الحسن دائمة التذمر من خاطبها الذى يقضى أغلب أوقاته فى غرفة المكتب وحين يخرج منها لا يتورع عن مداعبة رفيقة أخيه
وحين جاء صوته أخيراً كان وهو يعتدل ويضئ المصباح بجانب السرير قائلاً:
-سوف أحضر لنفسى شراب أتريدين أن تشربى شيئا؟
نظرت إليه متوجسة تتمنى لو تقرأ ملامح وجهه وقالت :
-نعم عصير برتقال من فضلك
وأرتدى جوس رداء نوم ثم مضى وبحثت هى عن رداءها شاعرة بالحاجة إلى شئ يحميها تتدثر به وصفت بعض الوسائد وراء ظهرها ثم جلست منتصبة الظهر
حين عاد جوس بالشراب نظر إلى وجهها الجامد ثم أبتسم قائلاً:
-بالله عليكى يا لوسى أنى لن أكلك
شعرت بشئ من الأرتياح وتناولت منه الشراب شاكرة ثم أخذت ترتشف منه وهويأخذ مجلسه بجوارها على السرير وبدأ حديثه معها :
-لوسى.ربما آن الأوان لنصفى بعض الأمور المفهومة خطأ فيما بيننا
تقلصت يدها على ساق الكأس قائلة:
-ماذا تقصد يا جوس ؟
-منها موضوع كارولين
-أوهـ جوس ليس مطالبا منك بأن تقول أى شئ إننى أسفة أن ذكرت أسمها لك
وكانت قد أنتابتها رغبة فجائية ألا تسمع ما سيقوله
-ومع ذلك هناك أمر أو أثنين ألايدك أن تعرفيهما
كان صوته هادئا كصوته حين يلقى محاضرة
-أننىلم أتورط مع خطيبتى كارولين بسبب جمالها ولكن كنت صيدا للتخطيط منها وكانت تكبرنى بعدة أعوام وعلى الرغم من جمالها الفائق لم تستطيع أن تجذب للها زوجا ثريا يرضيها
قالت لوسى بهدوء :
-هكذا؟
-وفى ليلة من اليالى مكتملة القمر وأثناء عودتها من أحدى الحفلات وجدت نفسى أطلب يدها على الرغم من عدم ملائمة الظروف تماما فقد كنت مطالبا بإنها كتابى الأول فى موعد محدد وكان عن سكان استراليا الأصلين لو تتذكرين
وربتت يدها قائلا :
-ما أريد أن أقوله هو أنى لم أشعر يوما بحب كارواين ولا حتى أفتتان بجمالها كما كانت تتمنى وقد أدى ذلك إلى أن تثور ثائرتها إذ لم يتحمل غرورها ذلك
وقبضت يدها على يده تعاطفا :
-لم يكن لدى أدنى فكرة عن ذلك كل ما أعرفه أن سيمون لم يكن مغرما بها .....ولا أنا
-ولكنه لم يذكر لى شيئا عن ذلك البته
-لقد أخذت عليه وعداً ألا يفعل وبخاصة حين دب بيننا شجار أمامه نعتتنى فيه بأوصاف يخجل الرجل من التفوه بها لقد كان قموسها حين تغضب مليئا بالألفاظ الجارحة لا يتحملها الرجل على نفسه ناهيك أمام أخيه الأصغر
قالت مدهوشة :
-أن سيمون لم يذكر لى حرفا عن ذلك
لقد كانت تعتقد أن سيمون لا يخفى عليها شيئا
-ألهذا السبب أنغمست فى الشراب ؟
-لا بل كان ذلك لأشياء أخرى كانت كارولين تشك فى وجودها وتمتلئ نفسها مرارة لها
نظرت إليه متساءلة بينما هو شارد بذهنه بعيداً
-أن خطيئتها الكبرى كانت حينما تحولت عنى إلى سيمون
-ماذا؟! أنك غير جاد
-بل جاد كل الجد إن كارولين من الصنف الذى لا يستغنى لحظة عن أحد يطرى جمالها على الرغم من أنها باردة الأحاسيس أصلا ولكنه العجب بالنفس منها
-لم يذكر لى سيمون حرفا عن ذلك كل ما أعرفه أنه لم يكن يميل إليها
-يميل إليها ؟لقد كان مرغوبا منها لقد بذلت قصارى جهدها لأستمالته إليها ولكن أى فرصة كانت لها وأنت معه؟لكم أرتاحت نفسى حين ظهر مانويل فارجاس فى الصورة وكنت على إستعداد أن أقدم له بائنة لو لم يفز بها
وشعرت لوسى وكأنها تغوص فى أعماق المحيط :
-لقد ظننت أن الصدمة أدت بك إلى إدمان الشراب
-وهذا ما تظاهرت به وجعلت كل أنسان يعتقده (ودس يده وراء ظهرها ثم أحاط بخصرها يضمها إليه)لقد كنت أشاهدك تملئين المكان لهوا مع سيمون فى ذلك الصيف فأحسده من كل قلبى ولم يكن أمامى سوى الشراب
تجمدت لوسى مذهولة:
-أكنت تحسده يا جوس؟!
ضحك لها ضحكة غريبة مجهدة :
-لقد كان سيمون يبدو وكأنه حاز كل شئ أتمناه فى ذلك الوقت الشباب والحرية والوسامة الفائقة.....وأنت
أبتلعت ريقاها بصعوبة :
-كنت أعلم أنك ميال إلى ولكن......
-ميال!!لقد كنت راغباً فيك بكل جوارحى يا لوسى لقد كنت أمامى شعلة من الحيوية والجمال وأنت تروحين وتغدين أمامى فى ملابس التنس الضيقة
أبتسمت لوسى فى خجل :
-ملابسى الرياضية التى أنكمشت من كثرة غسيلها لقد كنت أكره أن أبدو طفلة أتوق لأن أبدو كفتاة شابة مثل كارولين عسى أن ألفت نظرك
وأدارها إليه وقبلها قبلة حامية ثم همس أمام ثغرها :
-تلفتين نظرى؟لقد كانت عيناى لا تفارقك وقد لاحظت كارولين ذلك فجن جنونها أن ترانى أفتن عن فتاة مكتملة النضج مثلها ببنت من بنات المدارس
حكت خدها بخده :
-أكنت كذلك يا جوس ؟
-وللأسف كان أثباتى بشعاً فى ذلك الصيف
ونظر إليها فأسدلت جفنيها خجلاً :
-لقد كانت حادثة طارئة...ظروف أقصى من تحملنا ولكن ما لا أفهمه يا جوس لماذا منت بهذه القسوة حين أخبرتك بحملى؟أنك لم تبدى أية عاطفة تجاهى وقتها
ضمها إليه بقسوة :
-الصدمة والغضب.....الغيرة بصورة ما لم أكن أتصور أن يكون بينك وبين سيمون هذا النوع من العلاقة متصوراً أنك كنت مرحبة بها بعد التجربة المريرة لك معى
وأرتجف جسده بعنف فاقبلت عليه تضمه بعنف قائلة :
-هون عليك يا جوس....كف عن التفكير فى الماضى
ووضع إصبعاً تحت ذقنها ورفع وجهها إليه :
-هل غفرت لى يا لوسى ؟
فبرقت عيناها قائلة:
-جوس فلتنس هذا الأمر كلية أننا معا الأن ولا سيمون ولا كارولين ولابد أن كارولين كانت بمنتهى الغباء أن تفضل نقودك عليك
ثم نظرت إليه بدلال قائلة:
-وأنا متأكدة أن نساء كثيرات قد أكدن لك هذه الميزة فيك على مدى العشر سنوات السابقة
أبتسم لها وأخذ وجهها بين كفيه:
هذا حق ولكن ما من امرأة قد جعلتنى أشعر بما أشعر به معك


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-07-16, 01:26 PM   #10

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثامن
***********
لم يكن أستقرار لوسى فى حياتها الجديدة بعد شهر العسل بالسهولة التى توقعتها فقد قل حماسها كثيرا فى التنقيب عن التحف الفنية أو الأثرية ولم تكن القطع أصالة لتثير نفسها ما كانت تثيره منذ أسابيع
وقال جوس معلقا بعد أسبوع من عودتها للعمل فى المحل :
-أنكط تبدين مجهدة
فتثاءبت قائلة:
ومع ذلك فأنا أشعر بإننى متكاسلة جدا منذ عودتى إلى بيتنا
ومضت عينا جوس لكمة بيتنا ولكنه أبتسم لها مداعبا وهو يجلس بجوارها :
-أن مسز بنسون تدللك تدليلا كثيرا أعترفى بذلك
فمالت عليه وذراعه تحيط بها وقالت:
-أعترف ...كيف يسير العمل فى الكتاب ؟
-أسبوع وينتهى .إننى متأخر نوعا ما
-أعتقد أن زواجك وسط العمل فيه سبب ذلك
-لقد كنت أنوى أن أعمل بجد أكثر فى البرتغال ولكنك كنت ساحرة مشتتة للذهن
-أسفة لم يكن قصدى أن أكون كذلك
-لم يكن الأمر متطلبا قصدا منك
وأقبل عليها يقبلها بشغف :
-لقد أتضح أنى أداة طايعة فى يدك
أبتسمت له قائلة:
-لا تنس أن عذولا سيشاركنا فى عطلة هذا الأسبوع أنها بداية عطلة توم
-هل يمكنك أن تطلبى من بردى أن تحل محلك أم أذهب أنا لإحضاره؟
-أن بردى مسافرة وعليك أن تقوم أنت بهذه المهمة
ثم رمته بنظرة مشرقة :
وسيكون هذا من دواعى سرور توم
-ومن دواعى سرورى أنا أيضا وفى هذه المرة يمكن لمسز بنسون أن ترسل حقيبة ملابسه للمغسلة
بالتأكيد لم تعترض لوسى لإزالة هذا العبء الشاق عن كاهلها ولكن ما كنت تشعر به من إجهاد كان يقلقها خصوصا حين لم تستطيع أن تستجيب لمداعبات جوس فى تلك الليلة الأمر الذى تقبله جوس بتفهم وتسامح كبيرين
كانت إجراءات بيع المنزل تسير بيسر وتوم قادم لقضاء عطلة نهاية الأسبوع وهى قد تزوجت من أملح رجال بلدتها وأكثرهم إثارة طاف هذا بذهن لوسى وهى تغلق متجرها مساء الجمعة شاعرة بشئ من القلق لعدم وجود ما تقلق من أجله وضحكت لنفسها فى ردائها الجديد أنتظارا لمقدم ولدها وزوجها وبعد الأستقبال الحار بدأ توم منهما لما قدمته مسز بنسون من طعام على العشاء الأمر الذى سر السيدة الطيبة وعلقت أنه من دواعى السرور أن يأكل الأولاد بكل شهيتهم فى أثناء فترة النمو وأنسحب الزوجان بعد العشاء إلى غرفة المكتب لمشاهدة برنامج تلفزيونى عن بعثة أستكشاف تعمل فى تركيا.وهما ينتظران أن يلحق بهما توم حين يشبع من صحبة مسز بنسون المسلية
قالت لوسى لزوجها بنبرة حزينة:
-أظنك تفكر فى البرازيل الأن؟
قبلها فى حنان ثم قال:
-أخشى أن يكون ذلك صحيحاً وكان بودى لو أخذك معى ولكن الطقس فى حوض الأمازون لا يطاق وأشك أن تستمتعى برحلة كهذه
-ليس بإستطاعتى أن أتى معك على أية حال فهناك المحل وتوم
نظر جوس إلى وجهها الممتعض مترددا ثم قال بعد فترة :
-لوسى ليست أريد أن أتدخل فى شأن من خصوصياتك ولكن هل أنت محتاجة للأحتفاظ بالمحل وقد أنتهت ضرورته المالية بالنسبة لك؟وإذا ما كنت مصرة على الأحتفاظ به فلماذا لا تستأجرين من يقوم بالبيع كل الوقت وتكتفين أنت بشراء البضاعة وما شبه؟
نظرت إليه وهى مستغرقة فى التفكير أنه لا يدرى أنه صاغ بكلماته تلك ما كان يتردد فى ذهنها منذو عودتهما من البرتغال وقالت له بعد مدة:
-سوف أنظر فى الأمر يا جوس لقد كان المحل جزء من حياتى ردحا من الزمن.ولا أتصور ماذا سأفعل بنفسى لو تخليت عنه
لم يحاول جوس أن يضغط عليها أكثر من ذلك خصوصاً وقد دخل عليهما توم مندفعاً فتحول إلى موضوع ترتيبات رحلة صيد السمك المقترحة لليوم التالى فتخلت لوسى عن مكانها لتوم الذى دخل فى مناقشة متحمسة حول أفضل أمكنة النهر بالنسبة للصيد ولم يكن ما تشعر به من إهمال يحزنها وهى ترى أفق أبنها تتسع ليشمل جوس مع آل بنسون وأقترحت عليه قائلة:
-ربما تفكر فى دعوة بن تود ليذهب معكما
-ليس هذه المرة فأنا أفضل أن أذهب وحدى مع جوس فى المرة الأولى
ومن بحة صوت جوس وهو يسأل توم ماذا يشرب كان واضحا مدى تأثره بإجابة الصبى
*******
حين عادت لوسى مساء اليوم التالى كان صائدا السمك لا يزالان بالخارج وقالت حين دخلت المطبخ:
-أنهما قد تأخرا يا مسز بى ألم يتصلا هاتفيا؟
-نعم لم يتصلا يا مسز لوسى والقت مسز بنسون بنظرة قلقة على ساعتها ولكن لا تزال الخامسة والنصف فلا تنزعجى لابد أن الصيد كان وفيراً فنسيا الوقت أذهبى أنت لأخذ حمامك وأنا متأكدة أنهما سيكونا قد عادا وقت تبديلك لثيابك
أخذت لوسى حمامها وبدلت ثيابها ثم قضت وقتا على أحر من الجمر إلى أن وصلت اللاند روفر أخيرا تنفست الصعداء ثم ركضت لتجد مسز بنسون تساعد جوس فى معاونة توم على السير الذى كان يبتسم فى شجاعة مع أثر جرح أسفل ذقنه
وطانت لوسى أبنة أبيها بحق لا تذهب نفسها فرقا لحادثة بسيطة فأستمعت لقول جوس:
-لا تنزعجى فليس الأمر خطيراً
وبدأ توم يشرح لها ما حدث:
-لقد وقعت على حافة النهر وجرحت قدمى بسبب زجاجة مكسورة
ثم قالت حين مدد جوس توم على السرير :
- حسنا دعنى إلقى نظرة
قال جوس وهو ينحنى لينزع عن توم جواربه :
-لقد كنت أشد حذاءه المضاد للماء لأخلعه فإذا به ينخلع بعنف ويندفع توم متدحرجاً قبل أن أتمكن من الأمساك به .هلا أتيتنى بلاصق للجروح؟
وقالت لوسى :
-حين تزداد معرفة بتوم سوف لن تخرج معه إلا مزودا بمثل هذه الأشياء أنه لم يمض وقت طويل منذ أن سقط سقطة فى المدرسة شج فيها رأسه
وقال توم متباهيا يحاول ألا يرمش وأمه تضمد له الجرح:
-لقد قصصت على جوس القصة لقد حاولوا نقل دم لى وقتها ولكن أتضح فى النهاية أننى غير محتاج إليه
قال جوس موافقاً :
-أمر مثير فى الحقيقة
-بالمناسبة هل أصطدت شيئا؟
فأبتسم أبتسامة عريضة:
-ثلاث سمكات ثم القينا بها فى الماء مرة أخرى
قال جوس :
-لم يكن حجمها سيئا ثم أبتسم لتوم والأن أيها الشاب الصغير أتحب أن تحاول النزول للعشاء أم تفضل أن تتناول عشاءك فى السرير أمام التلفزيون؟
-أيمكننى ذلك؟
ونظر لأمه فى تساؤل:
-ألن يسبب هذا أزعاجاً؟
رد جوس:
-أنا متأكد أن هذا سيكون من دواعى سرور مسز بنسون ثم أن قدمك سوف تتحسن بصورة أسرع لو بقيت فى الفراش
ثم التفت للولسى وقال بلهجة جافة:
-سوف أذهب للحمام بينما تمارسين أنت مهمة التمريض
وفى أثناء الحديث كان جوس يدير الحديث حول تفاصيل الحادث بقدر كبير من الكياسة ونظرت إليه لوسى مستغرقة فى التفكير وهو يتحدث حول ما يتطرق إليه الحديث من موضوعات شاعرة بوجل أن هناك شئ غير طبيعى بالجو كان الأمر أشبة بعشاء فى حفل رسمى حين يضطر كل فرد إلى أن يجامل الجالس بجواره بالحديث معه وتجاوبت معه فى توجس وكأنما سيف قد سلط على رقبتها!!!هل جرحت مشاعره بصورة ما؟أنها لم تقبله حين أستقبلته ولكن بالتأكيد لها عذرها لمنظر ولدها بين جوس ومسز بنسون.أم تراه مستاءاً لعدم تجاوبها معه بدرجة كبيرة فى الأونة الأخيرة؟مهما كان السبب فى ذلك المسلك الجاف فقد سرت لوسى حين أنتهى العشاء وبعد زيارة أخيرة لتوم قبل النوم أنسحبا إلى غرفة المكتب حيث لا أحد يزعجهما وسألته وقد نضب معين صبرها:
-ما الأمر يا جوس؟أهو شئ فعلته؟
أستغرق جوس وقتا يشعل فيه سيجارته قبل أن يقول :
-لا يالوسى بل هو أمر لم تفعليه
قالت له بسرعة:
-أعلم أنى لم أرحب بمقدمك كما يجب ولكن الحالة التى كان فيها توم.......
-قدرى نصحى بصورة أفضل يا لوسى
أنقبض قلب لوسى للهجته اللأذعة أنها تعلق قدرا كبيرا من الأهمية على ما أصبح يولية جوس إياها من رضا عنها وبدون ذلك فقد شعرت بالبرودة تتملكها وسألته بثبات:
-هلا فسرت؟
-لقد وجدت قصة جرح توم فى المدرسة مثيرة للغاية
ونظرت إليه فى غير فهم :
-أحقا؟!
وأرتعشت أرنبة أنف جوس قليلا وهو يراقبها عن قرب:
-لقد كان فخورا بسبب فصيلة دمه النادرة إلى حد ما أليس كذلك؟
وبدأ قلبها يدق بعنف:
-أعتقد ذلك مخالفة لفصيلة دمى تماما
سألها رافعا حاجبيه :
-وما فصيلة دمك يا لوسى؟
-الفصياة الشائعة (o)
-وهكذا كان سيمون وهو أمر غريب فصيلة دمى.......
وتوقف وهو يحملق بعينيها قبل أن يكمل:
-فصيلة دمى (A) سالب مثل توم
حملقت إليه ببلاهة وقال يستحثها:
-أليس لديك ما تقوليه يا لوسى؟لا حسنا أستمر أنا أذن
أن فصيلة دم والدى هى نفس فصيلتى أنا وتوم بينما يبدو أن سيمون قد ورث فصيلة دمه من والده الحقيقى
-وكررت لوسى وراءه مذهولة:
-والده الحقيقى ؟ماذا تقصد؟
أعتدل جوس فى جلسته وقد بدأ شاردا متباعدا :
-سوف أفسر لك إن سيمون أبن عمتى أوليفيا وودبريوهذا سر دفين للعائلة ولم أكن أعلم عنه شيئا أنا نفسى إلى أن باح لى به والدى فى مرضه الأخير ولم يعرف به سيمون قط
وأبتسم أبتسامة باهتة:
-وأنت تدركين يا لوسى أكثر من أى أحد أخر أن مثل هذه الحوادث تقع أحيانا وكانت بالنسبة لعمتى حين حدثت منذ ثلاثين عاما تجربة مريرة خصوصا أن الرجل كان متزوجا وعند هذه النقطة تدخلت والدتى التى كانت صحتها تتدهور بأطراد منذ فترة وأقنعت والدى أن يشاع أن حملها هو سبب تدهور صحتها إنقاذا لسمعة أوليفيا ورحلت أوليفيا فترة إلى المدينة ةثم تم تهريب ثمرة الخطئية وأعتقد أن هذه هى العبارة الشائعة إلى أبو تسوود حيث أعتبر أبنا لعائلة وودبريدج ولما ماتت أمى بعد ذلك بفترة قصيرة أعتقد أن مولد سيمون هو السبب ولم ير أحد شيئا غريبا أن تعود أوليفيا وودبريدج إلى البيت مرة أخرى لتعتنى بنا ولم يدرى أحد أنها نذرت نفسها لرعاية أبنها الذى يظن أنها عمته
وساد الصمت بينهما كحاجز ثقيل بينما التقت عينا لوسى المليئتان بالشعور بالذنب مع عينى جوس الجامدتين الباردتين وسألها ساخراً:
-ماذا يا لوسى هل أكلت القطة لسانك؟
أشاحت لوسى ببصرها وكان ما تحس به غريبا وقد جاءت اللحظة التى خشيت مجيئها مدة طويلة وجدت الراحة تملأ نفسها والرعب أيضا الرعب أن ينقلب عليها جوس كما فعل فى المرة السابقة وحذرها تقلص فكه ألا تطمع فى قدر كبير من تعاطفه وأستجمعت شجاعتها على مواجهة الموقف فليس من مجال للتحايل والقول أن فصيلة الدم مجرد مصادفة وكالعادة أخبر وجهها المعبر جوس شيئا مما تفكر فيه وسألها:
-هل ستنكرين نسبة توم إلى يا لوسى؟
-كلا
-معقول جدا فليس من المحتما أن تنجبا أنت وسيمون طفلا له فصيلة دمى ولست متأكدأ إذا كان ذلك يصلح أساسا لدعوى أثبات بنوة إذ أن فصيلة الدم تصلح أساسا لرفض البنوة لا لإثباتها ولكنى أفترض أننى والد توم ما لم تكونى قد تورطت معى عشيق ثالث له نفس فصيلة دمى!
أبتلعت لوسى هذه الإساءة بمرارة مقدرة أن لجوس كل الحق فى غضبه
كلا لم يحدث بل كان غباء منى أن أتصور أننى قادرة على إخفاء هذا السر إلى الأبد ولكنى لم أكن على دراية بمسالة فصائل الدم هذه بالتأكيد ولا عن قصة عمتك أوليفيا (وكسا الحزن عينيها)يا للسيدة المسكينة كم كان أمرا محزنا عليها أن تترك أبنها يعتقد أنها عمته .........
قاطعها جوس ببرودة:
-هذا العطف منك يحسب لك ولكن مع كل تعلقى بعمتى فإن ذهنى الأن مركز عليك أنت فى هذه اللحظة وعلى توم وبدأ للحظات أنه على وشك أن يقفز هاجما عليها منتزعا إياها بعنف من ةمقعدها ولكنه ظل ساكنا سكون الأموات وعيناه تطلقان الشرر إلى عينيها باذلا مجهودا للسيطرة على نفسه جعلها تهتز بعنف فى داخلها
-لماذا بحق الإله لم تخبرينى لقد أقبل على سيمون فى أخر يوم له مندفعا إلى غرفة مكتبى ليعلن أنك تحملين طفلا منه وأنه يريد أن يتزوجك على الفور وبدافع الغيرة العمياء أنقلبت عليه رافضا وتطلع إلى وقتها كما لو لم يكن رأنى من قبل وأنطلق خارجا مرة أخرى
صمت وقد بدأ عليه الإعياء
وقالت لوسى بهدوء :
-أعلم فقد عاد غلى هولى لودج وأخبرنى بسورة غضبك ومما زاد الأمر سوء أن إدنا الخادمة قد سمعت الأمر كله .مسكين سيمون كان فى دوامة عنيفة ولكنه طفق يطمئننى أنه سوف يتزوجنى ويقول أن الطفل من صلبه مهما كان والده الحقيقى
حملق إليه جوس غير مصدق أذنيه :
-مهما كان والده الحقيقى؟!!
خفضت لوسى عينيها وهزت رأسها فى بؤس:
--أننى لم أخبرك أنك والد الطفل
-ولماذا بحق الشيطان كان يظن أن الطفل ليس له؟
-لأن سيمون لم تقربنى قطاً
هب جوس منتفضاً وأقبل عليها متنفساً بصعوبة:
-أتعنين....أتعنين أن توم مدين بوجوده لتلك المرة التى...........
وألقى بنفسه جالساً مرة أخرى محدقاً إلى النار فى شجن عميق
وتطلعت لوسى إلى صفحة وجهه الجانبية مدركة تماماً الصورة الذهنية التى يستحضرها فى مخيلته فى تلك اللحظة لأصيل يوم صيف قائظ الحر مرتفع الرطوبة بصورة غير عادية لا يختلف عن عشرات أيام صيف أخرى مرت عليها كانت تلعب فيه التنس فى ملعب التنس خلف المنزل مع سيمون ولكن ذلك اليوم بالذات تسلل سيمون خلسة إلى أحد دروس الطيران السرية بينما قررت لوسى أن تأخذ حماما قبل أن تقود دراجتها عائدة إلى منزلها منتهزة خلو المنزل تماما أوهذا ما كانت تعتقده وأنغرست أظافر لوسى فى راحة يدها للذكرى فقد كان جوس قابعاً فى مكتبه موصداً بابه عليه إلى أن دفعه الحر إلى أن يقوم بنفس ما أنتوت لوسى أن تفعله ولم تكن لوسى قد أهتمت بأن تغلق باب الحمام عليها فكأن اللقاء بينهما وكان من الصعب أن يعلم أيهما كان أشد صدمة من الأخر
وجاءها صوت جوس ونظره لا يتحول عن نار المدفأة :
-لقد كان صعبا على أن أريك وجهى بعدها معتقداً أنى أثرت تقززك منى
تنهدت لوسى بعمق:
-وأعتقدت أنا أننى أثرت تقززك منى فعدت أتحاشاك وأدرك سيمون أن هناك شيئا وراح يطاردنى ماحاً أن أخبره ما الأمر ومن فرط فزعى بحملى أخبرته ولكن لم أذكر له أنه أنت ولم يحاول هو معرفة التفاصيل ولكنه أندفع ليرأك ولتعلم إدنا بالأمر ليذاع سرى فى المدينة بأكملها غير إن إدنا أخطأت فى تقدير والد الطفل
وزفرت زفرة حارة متقطعة:
-وذهب سيمون وهو فى حالته تلك من الكدر إلى درس الطيران وقررت أن أرافقه فقد كانت أول طلعة بمفرده مناسبة عظيمة وأريد أن أكون بجواره فيها وكان ذنبى ما حدث له فقد شتت ذهنه عن التركيز فيما يقوم به
رفع جوس بصره بحدة هازاً رأسه :
-لا يا لوسى لو كان الذنب ذنب شخص ما فهو أنا لإثارتى لغضبه بتلك الصورة
ردت لوسى بحزن :
-ربما كان الأمر مجرد قضاء وقدر
-ربما (ثم نظر إليها متسائلاً)وحين جئت إلى بعد وفاة سيمون هل كنت ستقولين لى الحقيقة يا لوسى؟
تحجرت عيناها قائلة :
-نعم ولكن للأسف لم تعطينى أى فرصة
وتذكرت لوسى لقاءهما الثانى كانت تستجمع شجاعتها لتواجهه وتقول له الحقيق ولكن شجاعتها كانت تخونها فى كل مرة فتعود أدراجها مشتتة البال قبل أن تجتاز بوابة أبو تسوود إلى أن سمعت أن جوناس وودبريدج يستعد لسفر طويل وأن عليها أن تقابله على الفور
ووجهتا مسز بنسون إلى المنزل الصيفى قائلة أن جوس أصبح يخلو إلى نفسه فيه منذ وفاة سيمون وأجتازت لوسى الحديقة وملعب التنس إلى المنزل المطل على النهر والذى يشكل حدا لأراضى آل وودبريدج وكان جوس قابعاً على أحد المقاعد يحدق إلى النهر تتدلى أحدى يديه ممسكة بكتاب وخارت شجاعة لوسى لرؤيته وودت لو تستدير مطلقة ساقيها للريح ولكن فرعاً تقصف تحت قدمها فالتفتت إليه جوس ثم هب واقفاً وكادت تفرغ ما فى جوفها للنظرة العدائية المخيفة التى رماها بها .وسألها ببرودة:
-نعم أية خدمة يا لوسى دراموند ؟
قالت بصوت متخاذل :
-لقد سمعت أنك راحل
-وجئت تتمنين لى سفراً سعيداً ؟يا لرقة مشاعرك!!
-لم أت لهذا يا جوس
كيف بالله ستصوغ كلماتها وبلغ بها الشقاء مبلغة لحيرتها :
إن لدى........مشكلة
-لديك مشكلة؟(وضحك ضحكة قصيرة) ومن منا ليس كذلك ولكن أستمرى لو كانت مشكلتك الندم بالنسبة لسيمون فهذا على الأقل شئ مشترك بيننا
وأخذت تجاهد لتقول إن بينهما ما هو أهم من ذلك ولكنها بدت مهمة مستحيلة وتفجر العرق من راحتى يديها وأخيرا قالت ببلادة:
-إنى حامل يا جوس
حملق إليها قائلاً :
-أعلم ذلك لقد أخبرنى سيمون فى أخر يوم له
وتنفس بعمق وعلى صدغه عرق ينبض :
-والأن جئت تلقين باللوم على سيمون .ليس بهذه لاسرعة أيتها الشابة لقد مات سيمون ولا يمكنه الفاع عن نفسه ولكنى أستطيع ما الدليل على أن سيمون هو الأب ,أخبرينى؟
وهز رأسه بعنف
عند هذا الحد مات شئ ما داخل لوسى دراموند الصغيرة وحل محلة شعور بالكرامة فرفعت رأسها إليه ونظرت فى عينه بثبات :
-ليس لدى دليل ولم أتصور أنى محتاجة إليه.
-ولكن خطر ببالك أن معونة مالية من آل وودبريدج شئ مهم لك
-ولا حتى هذا
وشعرت كما لو كان العمر قد تقدم بها مائة عام منذ أن وصلت منزله :
-لقد جئت بحثا عن عطف عن عزاء لست أدرى ولكن مهما كان ما جئت من أجله فقد أخطأت العنوان وداعاً يا جوس لن أزعجك بعد الأن
-لوسى أنتظرى
كانت لوسى قد أنطلقت كما لو كانت كلاب الجحيم فى عقبيها وسرت فى بدنها قشعريرة خفيفة وهى تنزل بعنف إلى أرض الواقع :
-لقد كنت عازمة أن أخبرك ولكن رد فعلك إزاء كون سيمون والداً لطفلى كان كافياً وكان من المستحيل تماماً أن أخبرك أنك أنت هو وأنت تتصور أنى أتيت ابتغاء المال كنت تتصور أننى لم أت من أجل سيمون المسكين الذى مات ولكن وراء جوس الغنى الذى لا يزال حيا ولذا فقد عدت بدراجتى كالمجنونة وأخبرت كاسى بيج بدلا من ذلك ولكن بدون أن أتفوه بكلمة عن شخصية والد الجنين وكان ما فهمه كل الناس فى المدينة راجعاً إلى ثرثرة إدنا بيكر وليس منى
حك جوس وجهه المتكدر بيده قائلاً :
ولكن لماذا بحق الأله لم تخبرينى بعدها يا لوسى لقد عدت إلى رشدى وجئت منزلكم مهرولاً أطكلب الزواج بك وأكون أب لأبن سيمونت ولم أكن أبغى فى الحقيق إلاك
وأستولت على لوسى صفرة الموت وهمست:
-الهذا جئت؟لقد كنت أعتقد جئت تعرض على مالاً؟
جفل جوس :
لهذا ظل بابك موصداً فى وجهى ؟
-لقد أقنعت والدى أنى أكرهك
-ليس بدون سبب وجيه ولم يكن أكثر من كرهى لنفسى ومنظر العب على وجهك يطارد مخيلتى يجعلنى أتصور نفسى قاتلاً أثيماً
هب منتفضاً :
-أمر لا يصدق جزء منى يريد أن أخر ساجدا لله شكرا على أبنى ومع ذلك فلا أستطيع أن أكف عن التفكير فى هذا العمر الطويل الذى ضاع منا
نظرت إليه ملتاعة :
-أهذا ما يكدرك يا جوس ؟أننى حرمتك من أبنك لعشر سنوات؟
نظر إليها بإهتمام :
-وأنك إسأت إلينا جميعاً بذلك فبكتمانك هذا السر فى صدرك حرمت توم من أب له وحرمت نفسك من زوج
-وأين لى أن أعرف حقيقة مشاعرك ! لقد كنت بالنسبة لى فارسا فى درعه البراق مثالاً للكمال أنظر إليه برهبة ولذا فقد نزلت على كلماتك نزول الصاعقة
خيم الصمت عليهما وهى مستغرقة فى تفكير عميق تعبث بالخاتم فى إصبعها وبعد فترة رفعت بصرها إليه وعلى وجهها أبتسامة غريبة شاحبة وحزينة:
-ولكننا تزوجنا فى النهاية يا جوس ولو كانت هذه قصة من قصص الأساطير ألا تكون نهايتها سعيدة؟
أنحنى وجذبها ليوقفها على قدميها وأمسك بكتفيها :
-لقد ضاع منا عمر طويل من السعادة يا لوسى
نظرت فى عينيه بدون أهتزاز :
-ليس لنا أن نعيد الساعة إلى الوراء كل ما لدينا هوحاضرنا وما يخبئه لنا القدر فى المستقبل فهل أنت غاضب منى الن؟
التوت شفتاه قائلاً :
-ليس لى هذا ولكنى لا أستطيع محو هذه السنين من ذهنى
-ولم تكن سهلة على ولا على توم أيضا
أشتدت قبضته على كتفيها :
-أعلم هذا تماما يا لوسى ولكن الأمر كان بين يديك أنت
-هذا ظلم !.....لم يكن يخطر لى حتى فى أحلامى أنك تريد......
وتوقف لسانها أمام الغضب المكبوت الذى بدأ بنظراته :
-أريد توم ؟ أم أريدك أنت ؟
-لو كنت أعلم أنك تريد شئ لكان الأقرب لذهنى أن بغيتك هو توم وليس الزواج بأمه
ورأته يجفل فشعرت برضا قاس وقد سيطرت عليها رغبة محمومة أن تذيقه شيئا من الآلام التى عانتها مع ولدها
أخذ جوس شهيقاً عميقاً ثم خلى سبيلها وسألها بهدوء:
-ماذا نحن فاعلان الأن ؟
-فاعلان؟!!
نظرت إليه لوسى بقلق:
-ماذا تقصد ؟
-ألاتزالين راغبة فى الأستمرار فى زواجنا يا لوسى ؟
غار الدم من وجهها وردت عليه:
-ليس إذا كنت لا تريد يا جوس
بدأ صوتها غريب على أذنيها أبعد ما يكون عن صوتها وراقبت يديه تتقلصان وركن فمه يرتعش وتمنت لو تعرف ماذا يدور فى ذهنه ولكن أجفانه حجبت عنها عينيه كما لو أن وجهه لاح وكأنه قد من صخر .قال جوس بدون أن ينظر إليها :
-سيكون الأمر مدمراً لتوم لو أنفصلنا الآن
القت بنفسها على مقعد وفزعت أن راح توم عن بالها وقالت مترددة:
-نعم.سيكون الأمر كذلك أتريد منى أن أقول له أنا أقصد أنك والده؟
هز رأسه :
-ليس لى الحق أن أمل فى هذا وبصراحة إننى متوجس من هذه الفكرة فلست أدرى ماذا أقول له تبريراً لتركى لكما تعانيان ما عانيتماه طوال تلك السنين
-فلأقل له إن الذنب كان ذنبى
رد عليها قائلاً:
-ربما لم تكن تصرفاتى مثالية معك ولكنى لا أنوى أن تتحملى الوزر كله على كتفيك بسبب وضعنا الراهن
-إذن فلندع الوضع على ما هو عليه
وأستوى على قلبها هم ثقيل من هذا الذى قال أن الأعتراف يزيل الهم عن النفس؟
-قد تأتى فرصة يوم ما يبدو فيها الأمر طبيعياً إذا ما....ما تظاهرنا أن شيئا ما لم يحدث .اليس هذا ما تريد؟
-بل أريد ما هو أكبر ولكن هذا كاف فى الوقت الحاضر
نهضت قائلة:
-إنى مجهدة يا جوس وأريد الذهاب للفراش
ساد بينهما صمت كئيب ثم قال جوس بصوت مجرد من النبرات :
-أظن أنى سأنام فى الغرفة المجاورة هذه الليلة
شعرت كما لو ضربة قد وجهت إليها وقالت:
-كما يحلو لك يا جوس
وسارت فى ثبات متجهه إلى غرفة نومها حيث يمكنها أن تخلو لنفسها مع أحزان أقوى حتى من الدموع وظلت لوقت طويل مستلقية على وجهها تخشى أن يدخل عليها جوس فجأة ليرى ما هى فيه من بؤس وشقاء وبدأت تستعد للمساء المؤرق الموحش ستقضيه فى السرير الضخم الذى شاهد الكثير من الأحداث العنيفة فى عمر زواجهما القصير وفى وقت ما من المساء سمعت حركة جوس فى الغرفة المجاورة يلقى بنفسه على الفراش وبدأ كما لو كان قد تلمس العزاء فى كأس شراب وجال بخاطرها لو كانت تفعل هى أيضا مثله ولكن تقلبه المستمر على الأريكة بين لها أن الشراب ليس بالعلاج الناجح لما يكابدانه من شقاء
فى الصباح التالى حجب ما بينهما من جفاء الحضور المرح لأبنهما الذى جاءهما متوكئاً على عصا أحضرتها له مسز بنسون الحنون وحتى يبقى جوس الصبى جالسا لأطول وقت أخذ جوس يعطيه دروس فى الشطرنج بينما لوسى متشاغلة عنهما بحجة تجهيز ملابس توم للعودة للمدرسة ولكن فى الواقع لتبعد وجهها المعبر ذا الشهرة الواسعة فى كشف أحاسيسها عن عينى زوجها فقد كانت قد قضت ليلة لا تحتمل تقاوم رغبة جامحة أن تركض إلى الغرفة المجاورة وتركع أمام زوجها تستجديه أن يعود إلى حيث مكانه الطبيعى ومن الهالات السوداء حول عينيه ساورها شك أن يكون حاله أسعد من حالها وكان توم يردد نظراته بينهما من حين إلى أخر يساوره الشك فى شئ ما ولكنه لم يعلق بشئ والتهم وجبة وافرة قبل أن ينصرف ليستعد للعودة إلى المدرسة تاركاً والديه يحتسيان قهوتهما وقال جوس ملاحظاً:
-إنك لم تأكلى شيئا؟
-لم أكن جائعة بل إنى فى الواقع لا أشعر بإننى فى حالة طيبة ليست أدرى ماذا بى
وكان هذا حقا كانت درجة حرارتها مرتفعة وتشعر بآلام تجعلها تحس بالغثيان وكانت تدرك تماماً أنها تبدو بشعة المنظر فقد تحولت سمرة البرتغال إلى شحوب كما أن الهالات التى تحيط بعينيها كانت تماثل ما لدى زوجها
قال لها جوس عابثاً:
-إذا كنت تشعرين بإنك ليس على ما يرام فأذهبى للفراش وسأخذ توم إلى المدرسة بنفسى وأنا واثق أنه لن يعارض
وكذلك هى .فمنذ أن دخل جوناس وودبريدج فى حياة توم كان عليها أن تقنع بالتنازل عن مكان الصدارة لفترة ما وهو ما يستدعى أن يحاول والداه أن يسويا خلافاتهما بأسرع ما يمكنهما فمجرد فكرة تحطيم سعادته الجديدة لا يمكن قبولها وشكرته لوسى قائلة:
-أشعر بالفعل أننى متوعكة وسوف أشغل الوقت مع حساباتى إلى أن تعود
رفع لها حاجبيه :
-بدون تدخل منى يا لوسى أعتقد أن الراحة لك أفضل
ثم أستدار مبتسما لتوم :
والأن أيها الفتى فلننطلق أن والدتك ليست على مايرام وستتخلف عنا
كانت توم متعاطفاً معها ولكن سروره بالسفر مع جوس بمفردهما لم يكن خافياً بمقدار سروره بالعلبة الضخمة التى ملأتها له مسز بنسون من كل شهى من الكيك والحلويات ولكم يتأقلم الأولاد بسرعة فكرة بذلك وهى تلوح له مودعة منذ أيام قلائل كانت الوحيدة فى حياته وكانت حصنه الوحيد فى الحياة أما الأن فله هذا المنزل وجوس وعلى أن أبذل قصارى جهدى لكى أحتفظ بهما مهما كلفنى الأمر وتنهدت ثم سعلت سعالاً جافاً وهى تعود إلى المنزل لتلحق بمسز بنسون وقالت لها وهى تدخل رأسها من الباب :
-أنى ذاهبه لأستريح فى السرير مسز بى
فردت عليها و القلق ظاهر فى عينيها :
-معقول جدا يا أنسة لوسى عفوا يجب أن أعود لسانى مسز وودبريدج
فسارعت فى القول ترجوها :
-أرجوكى ألا تفعلى
ثم عادت للسعال فزعة من الآلم الذى أنتاب جنبها وعلى الفور أخذتها مسز بنسون إلى الفراش وساعدتها على تبديل ملابسها وأكتشفت لوسى فجأة روعة الأستلقاء على السرير فقد كانالرهاق قد بلغ بها حدا وجدت معه أنها لا تتمنى شيئا سوى فترة من النسيان تمسح فيها من ذهنها المشاعر المتاججة بداخلها طوال الليلة السابقة -أهـ لو يتوقف هذا الآلم المبرح -الذى يعتصر ضلوعهابيد فولاذية وظنت لوسى بفزع أنها أزمة قلبية وأنها لن ترى توم وجوس مرة أخرى ليتها أستعطفت جوس أن يقضى معها ليلتها الأخيرة فربما لم يقدر لهما أن يتشاركا هذا السرير مرة أخرى
أوه يارباه ! لكم هى تريد جوس أمامها حالاً
وما أن عادت مسز بنسون إليها بالشراب الدافئ ووقع بصرها عليها حتى طلبت الطبيب وقالت لوسى بإنفعال وهى تضغط الوسادة بقوة:
-ليست أريد طبيباً أريد جوس
ردت عليها مسز بنسون بعطف:
-أعلم يا صغيرتى أنه سيكون هنا حالاً وسوف ترين
عاد جوس والطبيب مع لوسى وقطع السلم قفزاً وأندفع كالريح داخل الغرفة
-لوسى .....
ونظر فى فزع للرجل الممسك برسغها :
-ماذا بزوجتى يا دكتور مانار؟
-ذات الجنب يا مستر وودبريدج
حاولت لوسى الأبتسام
-لا شئ سوى ذلك؟
-لا شئ
وأبتسم له الطبي وهو يغلق حقيبته:
-لقد كانت زوجتك تظن أنها تعانى أزمة قلبية
وبدأ على وجه جوس كل ملامح الأهتمام وهو يجلس على حافة السرير وأمسك بيد لوسى وقال بصوت أجش:
-إن هذا بسبب الإسراف فى تناول الفاصوليا مع الخبز الأسمر فى هولى لودج على ما أظن
نظر إليه الدكتور مانار متعجبا :
-على النقيض إن الغذاء الملئ بالألياف له فوائد جمة يا مستر وودبريدج أن حالة زوجتك على أكثر الإحتمالات نتيجة الإجهاد وكثرة القلق وسوف تتحسن خلال أسبوع أو فى حدود ذلك
وشهقت لوسى ثم عاودتها نوبة السعال وشحب وجه جوس وحين تمكنت من إلتقاط أنفاسها قالت:
والمتجر
وكان رد فعل جوس حازماً جافاً لدرجة أضحكت الطبيب ملء شدقيه وقال:
-على ذلك أترككما لتسويا هذا الأمر بينكما وسوف أرسل بعض الأدوية لها


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:15 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.