آخر 10 مشاركات
ياسميـن الشتـاء-قلوب شرقية(26)-[حصرياً]-للكاتبة الرائعة::جود علي(مميزة)*كاملة* (الكاتـب : *جود علي* - )           »          وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )           »          ثأر اليمام (1)..*مميزة ومكتملة * سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          إمرأة الذئب (23) للكاتبة Karen Whiddon .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          رسائل من سراب (6) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          116 - أريد سجنك ! - آن هامبسون - ع.ق (الكاتـب : angel08 - )           »          91-صعود من الهاوية - بيتي جوردن - ع.ج ( إعادة تصوير )** (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          ملك يمينــــــك.. روايتي الأولى * متميزه & مكتمله * (الكاتـب : Iraqia - )           »          [تحميل] حصون من جليد للكاتبه المتألقه / برد المشاعر (مميزة )(جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-07-10, 10:08 PM   #1

NASIMALSHOQ
 
الصورة الرمزية NASIMALSHOQ

? العضوٌ??? » 112605
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 723
?  نُقآطِيْ » NASIMALSHOQ has a reputation beyond reputeNASIMALSHOQ has a reputation beyond reputeNASIMALSHOQ has a reputation beyond reputeNASIMALSHOQ has a reputation beyond reputeNASIMALSHOQ has a reputation beyond reputeNASIMALSHOQ has a reputation beyond reputeNASIMALSHOQ has a reputation beyond reputeNASIMALSHOQ has a reputation beyond reputeNASIMALSHOQ has a reputation beyond reputeNASIMALSHOQ has a reputation beyond reputeNASIMALSHOQ has a reputation beyond repute
Rewitysmile25 رسااااامة ولكــــــن للكــــاتبـة أحلـــى وردة جوريــــة






رسااااامة ولكــــــن للكــــاتبـة أحلـــى وردة جوريــــة


الفصل الأول....

قد يرسم لنا القدر بفرشاته..رتوش غريبة..لوحات غير مفهومة.. يمزج ألوانه الداكنة ملطخا جميع لوحاته لتعكس على حياتنا..وأحيانا أخرى تجده لا يقوى على الرسم ينظر إليها بكل شرود..كأنه يتعجب من وجود قلوب بيضاء, يمزج ألوانه الداكنة ويلطخ بها اللوحات يعقد حاجبيه متعجبا من أصحاب القلوب السوداء, علامات الدهشة جلية على وجهه من غرابة الألغاز والأسرار التي تحيط بالبشر, ألقى بكل لوحاته غاضبا حطم فرشاته.. فاتح الستار أمام روايتي.......

أمسكت فرشاتها, مزجت الألوان بمهارة, شيء خفي يحثها على الرسم, نظرت إلى جميع لوحاتها وجدتها كئيبة بكآبة
حياتها,ترسم بسرعة جنونية, ضربات فرشاتها على اللوحة غاضبة, ربما ثائرة, تكمل الرسم بخطوط متعرجة, بألوان قاتمة, بلا هدف, ربما نوع من التفريغ النفسي لديها,وضعت الفرشاة جانبا وخرجت من غرفة الرسم,متوجهة
نحو المطبخ, سكبت لنفسها كأس العصير الطازج, حتى يهدأ من ثورتها..من كآبتها..من حزنها القاتم بقتامه الألوان التي ترسم بها لوحاتها...

وضعت رحيق كأسها الزجاجي ونهضت متجه نحو النافذة ربما استنشاقها للهواء النقي سيجعلها بحال أفضل...

"آه كيف لقدر يجبرني على البقاء وحدي وحيدة, كيف لفتاة مثلي لا احد لديها لتسكن بهذا القصر النائي والمخيف,
ظننت بأن تعديل الطابق الأول وتحويله لشقة عصرية سيغير من كآبتي التي لا تتغير من الأوهام التي تدور حولي بلا توقف,ارسم ولكن ... ابحث عن أسرار قديمة لا أجد مفتاحها, ابحث عن ألغاز لا حل لها, حتى الهواء الذي أتنفسه اعلم بأنه ملوث بدخان الماضي, تخيفني جدران هذا القصر, ترعبني ستائره المتحركة دوما, وأصوات
الطبول والصرخات والموسيقى المنبعثة من لا شيء,والذي يثير تعجبي ازرع مزروعات خضراء وفي اليوم التالي
لا أجدها وأجد الحديقة كما كانت كأنني لم ازرع بها شيئا, غريب كل الذي يحدث هنا ويثير تساؤلات لا أجابه لها...
.................................................. ..................


الفصل الثاني....:

توجهت نحو غرفة نومها ارتدت ملابسها وحجابها, التقطت حقيبتها ومفتاح سيارتها,خرجت من القصر بعد أن تأكدت أنها أغلقت الباب خلفها بإحكام, انطلقت بسرعة مبتعدة عن تخيلاتها وأوهامها التي تكاد تثير جنونها...

أوقفت سيارتها أمام شركتها المختصة بالأزياء النسائية العصرية من تصاميمها المشهورة,دخلت مكتبها وأغلقت الباب خلفها , وجدت معاملات وصفقات بحاجة لدراستها, انقضت الساعات تلو الساعات ووقفت معلنة انتهاءها,
سمعت طرقات خفيفة,أذنت لها بالدخول وكانت سكرتيرتها, السكرتيرة: سيدتي وضعت لك كل المعاملات التي بحاجة لرأيك أمامك, حتى تبلغي نائبتك في الشركة بالتصرف, رحيق : حسنا درستها جميعها ورأي سأبلغه لها حتى تتصرف بالشكل الصحيح, السكرتيرة: أتريدين شيئا قبل خروجي؟, رحيق: نعم أريد رئيس امن الشركة والمصنع اطلبيه حالا, أومأت برأسها وخرجت بهدوء..

بعد دقائق, دخل إليها رئيس الأمن, ألقى التحية باحترام, أذنت له بالجلوس.......

ـ : سيدتي طلبتي حضوري هل حدث خلل دون علمي؟..
ـ : لا لم يحدث لكن أريد مزيدا من الحذر , خصوصا بالمصنع..
ـ: نحن نراقب كل شيء عن طريق كاميرات المراقبة,وأيضا مكتب نائبك هناك, لا تقلقي سيدتي كل شيء تحت التصرف...
ـ: أريد منك أن تضع نظام أشعة الليزر بداخل مكتبي, حتى لا يستطيع احد الدخول إليه بأي طريقة لم ننتبه لها..
ـ: لكن سيدتي مكتبك حين تخرجين منه يغلق بتقنية الأمنية الحديثة, الرقم السري اعلم به أنا وأنت فقط...
ـ: أنا أريد ذلك حرصا على أمن الشركة, تذكر محاولات سرقة تصاميمي........
ـ: اذكر يا سيدتي ولن ادع أحدا يخترق امن الشركة...
ـ: بعد خروجي تأكد من خلو المكاتب من الموظفات والموظفين,وخصوصا قسم المالية........
ـ: حسنا .., خرج مرافقا لها تأكد أنها صعدت سيارتها وانطلقت, كما كل يوم يشدد على الأمن دائما
ويردد بين نفسه: لم أرى امرأة مثلها تجبرك على احترامها بأسلوب مميز...

صفعتها نسمات الهواء المداعبة بلطف رقيق, ابتسمت ونزعت نظارتها البيضاء,قادت سيارتها متمهلة, تصاعد صوت فيروز الجبلي من الراديو الصغير, شعرت به يغزو أعماقها بقوته وقوة الهواء الذي يصفعها,قاربت أن تصل ذاك القصر المخيف المظلم, خرجت من سيارتها وأطفأت كل شيء, سارعت باستقبالها خادمتها المخلصة الوحيدة...

ـ: سيدتي الحمد لله انك لم تتأخري, كدت اجن فعلا...
بتساؤل ـ: ماذا ما الذي حدث؟
ـ: سمعت صوت ارتطام قوي, هبطت إلى الطابق السفلي, فقد ظننت بأنه حدث لك مكروه لكن...
ـ: لكن ماذا.......؟
ـ: تفقدت المنزل جيدا ورأيت اللوحات المعلقة على الحائط تسقط الواحدة تلو الأخرى لوحدها...!, خفت كثيرا سمعت صوتا خلفي وحين التفت لم أجد احد..
ـ: هدئي من روعك سنذهب لنرى ما الخطب...
دخلتا سويا إلى القاعة التي تجد اللوحات بها أكثر من الجدار الفارغ, صاحت الخادمة...
ـ: أكاد اجن لا يعقل من أعادها لمكانها, سيدتي لم يكن وهما الذي رأيته,سيدتي لم اكذب عليك..
ـ: لا تبرري يا ساندي أنا أصدقك, هيا نصعد إلى الشقة, وإذا تكرر الحدث وسمعتي أي شيء لا تهبطي إلى الطابق السفلي, ابقي مكانك كأنه لم يحدث شيئا..
ـ: حسنا سيدتي سأنفذ أوامرك فحياتي أثمن من فضولي..!

ضحكت رحيق على ما قالته ودخلتا وأغلق الباب خلفها وهناك عينان لم تراهما رأت وسمعت ما دار من حديث بينهما..
.....................................

بانتظار آرائكم..........



التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 20-10-13 الساعة 09:33 PM
NASIMALSHOQ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-07-10, 12:12 AM   #2

جرح الذات

مراقبة ومشرفة سابقة ونجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية جرح الذات

? العضوٌ??? » 54920
?  التسِجيلٌ » Oct 2008
? مشَارَ?اتْي » 16,539
?  مُ?إني » الدمــام
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » جرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك dubi
¬» اشجع hilal
?? ??? ~
قول الله تعالى ..(إذكروني أذكركم وإشكروا لي ولا تكفرون )
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

شكرا اختي على الروايه المثيره بالغموض

اعتقد ان هناك احد لايريدها بهذا القصر

فقرر اخافتها باوهامها ان القصر مسكون

اختي الروايه بقي في قمة غموضها

وساكون سعيده لانضمامي لقائمة

قرائك فا قبليني منهم لكي مودتي


جرح الذات غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 07-07-10, 05:11 PM   #3

NASIMALSHOQ
 
الصورة الرمزية NASIMALSHOQ

? العضوٌ??? » 112605
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 723
?  نُقآطِيْ » NASIMALSHOQ has a reputation beyond reputeNASIMALSHOQ has a reputation beyond reputeNASIMALSHOQ has a reputation beyond reputeNASIMALSHOQ has a reputation beyond reputeNASIMALSHOQ has a reputation beyond reputeNASIMALSHOQ has a reputation beyond reputeNASIMALSHOQ has a reputation beyond reputeNASIMALSHOQ has a reputation beyond reputeNASIMALSHOQ has a reputation beyond reputeNASIMALSHOQ has a reputation beyond reputeNASIMALSHOQ has a reputation beyond repute
B16

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جرح الذات مشاهدة المشاركة
شكرا اختي على الروايه المثيره بالغموض

اعتقد ان هناك احد لايريدها بهذا القصر

فقرر اخافتها باوهامها ان القصر مسكون

اختي الروايه بقي في قمة غموضها

وساكون سعيده لانضمامي لقائمة

قرائك فا قبليني منهم لكي مودتي
اختــــــي الشـــــرف لـــــي لأنــــك تقرأين اولــــي مواااااضيعــــي وشكـــرا علـــى المتـــابعة الحلــــوة
والتحليـــــــل الدقيــــــــق

ودمتــــــــي بـــــــــــود....


NASIMALSHOQ غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 08-07-10, 04:34 PM   #4

NASIMALSHOQ
 
الصورة الرمزية NASIMALSHOQ

? العضوٌ??? » 112605
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 723
?  نُقآطِيْ » NASIMALSHOQ has a reputation beyond reputeNASIMALSHOQ has a reputation beyond reputeNASIMALSHOQ has a reputation beyond reputeNASIMALSHOQ has a reputation beyond reputeNASIMALSHOQ has a reputation beyond reputeNASIMALSHOQ has a reputation beyond reputeNASIMALSHOQ has a reputation beyond reputeNASIMALSHOQ has a reputation beyond reputeNASIMALSHOQ has a reputation beyond reputeNASIMALSHOQ has a reputation beyond reputeNASIMALSHOQ has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الثالث:
أعدت ساندي القهوة لسيدتها وأحضرتها لها في غرفة الرسم , بينما كانت تمزج الألوان بمهارة, ساندي بصوت هادئ
ـ: سيدتي اعذري فضولي ولكن لوحاتك بها كآبة وحزن وغموض يجعل المرء يتساءل عن سببه..
أجابتها ـ: أسباب كثيرة ربما إحداها وجودي بهذا القصر الكئيب..
ـ: إن طلبت منك أن ترسمي بألوان فاتحة مشرقة هل تعديني بتنفيذ طلبي..؟
صمتت لبرهة , ـ: همم لربما بإحدى الأيام ستجديني افعل ذلك لكن لا استطيع وعدك بذلك..
ـ: سأتفاءل بذلك, إذن سأذهب لأرى ما حدث بالكعكة المحلاة ..
ابتسمت لها وخرجت وتركتها تحضر نفسها لتبدأ برسم لوحتها الجديدة لتنظم لغيرها من اللوحات المركونة التي لم يحن موعد خروجها للنور..

حين انتهت من رسم لوحتها ابتسمت برضا عن النتيجة التي ظهرت, فقد رسمت بشكل مختلف كليا عن باقي لوحاتها
السابقة, تعشق اللون الوردي لكن تتردد دائما بالرسم به,أسباب خفية تمنعها من الرسم بألوان زاهية وجميلة,لكنها تحدت تلك الأسباب فلا ذنب للون بماضي حفظ طي النسيان..

خرجت من غرفة الرسم بهدوء, وجدت ساندي آتيه بالشاي وقطع الكعك,قدمت لها الشاي المحلى مع الكعك, شكرتها مبتسمة, تحدثت رحيق..
ـ: هل أخبرتك بأن تصاميم الخريف أصبحت جاهزة..
تعجبت ساندي: حقا سيدتي, انك حقا لا تذهبين وقتك هباء لكن متى ستنفذ تلك التصاميم..
ـ: قريبا , لكن ابحث عن أقمشة مناسبة حتى تجذب المشترين..
ـ: نعم نوع القماش ومتانته ونعومته هو من يغري المشترين لشرائه..
ـ: كلامك صائب, لكن هذا لا شيء بالنسبة للعمل الشاق الذي تحتاجه..
ـ: كل شيء يحتاج لجهد منا حتى يخرج بكل تناسقه وجماله أتسمحي لي بسؤال..
ـ: تفضلي..
ـ: ما هو أول تصميم صممته واحتفظت به ولم يراه احد غيرك..
تبسمت حين تذكرت تصميمها, ونهضت وطلبت من ساندي أن تتبعها...

فتحت خزانتها المكتظة بالملابس,أخذت بعض الوقت وهي تبحث عن ذاك الفستان البائس, ووجدته في النهاية ما ان تمعنت به جيدا حتى أخذت تضحك ضحكات متواصلة شاركتها ساندي بالضحك..بعد مدة نطقت..
ـ: إنني أراه مضحك جدا آه يال غبائي كيف صممت يديه ووسطه والعنق شيء مضحك فعلا خالي من تناسق..
ـ: بما انه كان أول تصميم الم يكن بوابة انطلاقك في مجال تصميم الملابس..
ـ: بلى لكن لم تكن هوايتي التصميم بل بالرسم رغم ذلك أردت أن أصمم لأصنع مستقبل لي حتى لا ابقى كقطعة أثاث لا فائدة لها..
ـ: جميل أن يفكر الإنسان هكذا لكنه يحتاج إلى طموح ودافع يحثنا على تحقيق الهدف..
صمتت لبرهة: لكن ألا تشاركيني الرأي بأن الطموح لا يعيقه حاجز ولا يقف عند حد وان الدافع هو من يولد بداخلنا..
ـ: لكن أين مكان الحافز بينهما..
ـ: يوجد له مكان ضئيل يكاد لا يشعر به لأنه طاقة الدافع بداخلك أقوى من قوته الضئيلة..
تساءلت ـ: من أي كتاب تعلمي هذا يا سيدتي...؟
ـ: من كتب الحياة..
ـ: غريب لم اسمع بها يوما..
ـ: ساندي غدا في الصباح ستخرجين معي , أريد منك أن تكوني مستعدة..
ـ: حسنا سأخلد الآن للنوم, أحلام سعيدة سيدتي..
ـ: أحلام سعيدة..
جلست رحيق مع نفسها تحدق بالفراغ كل أعضائها مسترخية, تبحث بذهنها عن شيء لم تستطع يوما أن تجده, أيقظها
من استرخائها صوت قادم من الطابق السفلي سمعت وقع أقدام صاعده نحو الشقة, ابتسمت لهذه المهزلة المتكررة بكل يوم..
خلدت إلى نوم وغاصت بأحلامها بينما هناك عينان تلمعان بلمعة غريبة في طابق السفلي , تخطط لمفاجآت مفجعة..!!
.................................................. ..................
تحيتي..




الفصل الرابع:

نهضت من النوم عابسة, فحلمها كان مخيف ولا تستطيع وصفه, جلست لبعض الوقت في سريرها, نظرت الى ساعة الحائط وجدتها الساعة الثامنة والنصف, نهضت لتأخذ حمام منعش ربما يغير من مزاجها العابس, بعد انتهاءها ارتدت ملابسها بسرعة وضعت حجابها والتقطت حقيبتها ومفتاح سيارتها وهاتفها الخلوي, متجه نحو الصالة..

ـ: صباح الخير سيدتي..
ـ: صباح الخير, هل أنتي مستعدة..؟
ـ: نعم, لكن ألن تتناولي الفطور..؟
ـ: لا, مزاجي لا يسمح بشيء..هيا لنخرج..
ـ: هيا..
أوصدت باب الشقة بإحكام وهبطت إلى الطابق السفلي تتبعها ساندي, حين أغلقت باب القصر,من خلفها أطلقت ضحكة مجنونة تردد صداها داخل القصر بجنون, سمعتها رحيق ولم تبالي بما سمعته...

قادت سيارتها هاربة من شيء مجهول, وحين ابتعدت مسافة لا بأس بها, تنفست بارتياح,تصاعد صوت فيروز من المذياع, تشعر حين تسمعها باستمتاع,نظرت إلى حركة الشارع الهادئة, فقد وزعت الشمس أشعتها على المدينة بفوضى, مما أعطاها رونق جميل,ولا سيما صفاء السماء بزرقتها الرائعة ونقاء السحب البيضاء...
نطقت رحيق أخيرا...
ـ: شارفنا على وصول المكان الذي سنذهب إليه..
ـ: هل هو جميل؟
ـ: نعم, انه رائع, ينعش القلب والروح..
وصلت المكان وتوقفت هبطتا من السيارة وساندي متعجبة من جمال المكان, فقد كان أجمل من رائع " تله العجائب"
أطلق عليه...
تساءلت ساندي:
ـ: ما اسم هذا المكان الرائع؟
ـ: " تله العجائب"
تعجبت ساندي ـ: " تله العجائب" اسمه غريب, ما سبب تسميته هكذا؟
ـ: يقال قديما بأنه حدث بهذه البقعة عجائب أدهشت البشر, مثل استكشافهم كنز وحين يريدون ان يخرجوا الكنز من الحفرة التي حفرت, يختفي الكنز وتبقى الحفر كما كانت, حدثت أشياء أخرى غريبة, لهذا أصبحت نقطة يركزون عليها العلماء لدراستها..
ـ: فهمت, لكن مادام يحدث بها غرائب كيف يسمحون للبشر ان يذهبوا اليها ويجلسوا فيها..
ـ: وجدوا بأنها لا تضر البشر لذلك سمح بتواجدهم فيها..
ـ: منطقة جميلة جدا لكن دائما الأشياء الجميلة لا تخلوا من العيوب..
ـ: محقة فعلا بقولك..
جلست ساندي على الأعشاب الخضراء, تركتها رحيق وأخذت تسير لوحدها تفكر , تستنشق الهواء, تحاول تنقية ذهنها من بقايا حلمها المزعج...

"يا الهي إلى متى أرى أحلام مزعجة, تعبت, ألا يكفي كآبة القصر,ألا يكفي بأنه غير مريح,لولا وجودي فيه رغما عني لرحلت عنه بلا رجعة,كأن الماضي يختلط مع المستقبل ليطغى لونه المعتم على نور الحياة, غريبة حالتي التي أعيش بها, خوف بقناع القوة, ضعف بقناع الشجاعة, استسلام بقناع التحدي, لا ادري ما كتب لي القدر مزيدا
ربما راحة أبدية او شقاء وعناء مع ذاك القصر الملعون...!!!
..........................................
بانتظار آرائكم وتساؤلاتكم......
تحيتي.





الفصل الخامس:

حلقت أسراب العصافير من فوقها, ابتسمت لجمالها الرائع, توجهت نحو ساندي وجلست بجانبها,
تحدثت ساندي,ـ: المكان فعلا رائع..
ـ: نعم هو كذلك, الآن سنذهب إلى المصنع, أريد أن افعل جولة استكشافية مفاجئة..
نهضن متجهات نحو السيارة, قادت السيارة بهدوء متجه نحو الشارع العام..

اتجهت نحو اتجاه المصنع وقاربت أن تصل إليه ,توقفت أمام مبنى المصنع الضخم,خرجت وتبعتها ساندي مغلقة الأبواب,حين دخلت فاجأت الجميع, أطبق الصمت عليهم لم يخترقه سوى الآلات التي تعمل, أربكت جميعهم بحضورها, تدخل لينقذ الموقف نائبها هناك, وتحدث..
ـ: أهلا بك سيدتي إنها زيارة مفاجئة فاجأتنا بجمالها..
لم تنطق وأخذت تسير بين الآلات تراقب عملها ونوع الخيوط الذي تصنع به,لكن الذي جعلها تصرخ بإيقاف الآلات
هو عدم التقيد بأوامرها, فأوقفت الآلات حالا وأصبح المكان هادئ..
بلهجة سخريةـ: ألم أنبهك يا نائبي المخلص, بأن هذه الخيوط الذي تصنع بها الآن ليست جيدة وهي رخيصة جدا,منذ متى صنعت بها؟!!,ألم احدد كل شيء, كان لدي حدس بأنه يوجد شيء خاطئ في الحسابات فسعر الخيوط قليل جدا
بينما نوع الذي استعمله غالي الثمن..
ـ: لكن سيدتي أردت أن اخفف عنك ثمن الخيوط..
ـ: لا أريد منك شيئا, لم اطلب من احد ان لا يتقيد بالتعليمات, لم اطلب منك ان تساعدني في جني المال الكثير بينما نوع القماش رديء..
ـ: سيدتي إنها غلطة لن تتكرر,اطلب منك العفو..
ـ: العفو على ماذا على الغش الذي قمت به أو عن عدم تقيدك بالأوامر, لا تنتظر مني شيئا, ولا تتذمر على أي شيء سأفعله بك,فليعود الجميع للعمل وقبل ذلك استبدلوا الخيوط جميعها بالخيوط الذي أحضرت للصنع الأقمشة..

توجهت نحو مكتبها تبعها نائبها, مرتبك من نفسه ومن وقوعه بهذا المأزق..
جلست تنظر إليه..
ـ: أنت أجبرتني على فعل ما سأفعله ألان, هو عقاب لك, لن أطردك من العمل بسبب تهاونك بالعمل, لانني اعلم بأن لديك عائلة وأطفال يحتاجون للقمة العيش, لا تتذمر منه, سأحولك الى عامل هنا تعمل كما يعمل الباقون, انا لا اقلل من نفسك لا لكن العقاب هو عقاب, يمكنك أخذ أغراضك من مكتبك, وان تباشر العمل غدا...
ـ: حسنا يا سيدتي, كرمك يا سيدتي بعدم طردي لن أنساه, فقد ظننت إنني سأعود للبحث عن عمل واترك اطفالي جياع
ـ: لا تقلق بهذا الشأن,ستأخذ زيادة على مرتبك لأنك متزوج ولديك أطفال قوانين العمل عادلة..
استأذن منها وخرج بهدوء...

جلست بصمت, تتذكر قول العجوز الذي اعتنى بها,تتذكر كيف كان يغيب مع ذاكرته ويقول, ارفقى بالبشر حتى يرفقوا بك ويرحمك الخالق القهار, لا تكوني ظالمة يكرهك البشر ولا تكوني رحيمة يستغلك البشر,كوني كما انتي
حتى يحترموك ويطيعوك لا جبرا بل من تلقاء أنفسهم,لا تكوني مثلي ومثل هذا القصر الملعون منبوذ من كل شيء,
اجعلي كل من حولك يحبوك لا يكرهوك, لا تجعلي العداوة والبغضاء تكن بقلب احدهم تجاهك, لا تؤذي نملة لكن لا تقفِ أمام من يؤذيك دافعي عن نفسك وعن حقك, لا تصمتِ ,كوني حذرة بالتعامل مع الرجال, لا تدعي قلبك يسيطر على قرارك, لأنهم إذا عفوتِ عن احدهم هذا سيجعلك تعفِ عن كل الرجال, وهذا لا يجوز, أريدك ان تثبتِ بأنه ليست كل أنثى تهرع وراء قلبها وليست كل أنثى تحكم عقلها,كوني حكيمة باتخاذ قراراتك حتى تصعدي سلم النجاح بافتخار..

قطع عليها تأملها دخول إحدى الموظفات ..
ـ: سيدتي ترددت في المجيء إلى هنا لكن....
ـ: لكن ماذا......؟
.................................................. .....................

بانتظار آرائكم.......
تحيتي..





الفصل السادس:

قطع عليها تأملها دخول إحدى الموظفات ..
ـ: سيدتي ترددت في المجيء إلى هنا لكن....
ـ: لكن ماذا......؟
ـ:أريد أن أخبرك شيئا ,لكن أخشى منهم أن يفعلوا بي شيئا..
باهتمام,ـ: من هم..؟
ـ: إنهم يسعون لتحطيمك من خلال المصنع؟
ـ: ماذا؟, أتعلمين ما الذي تتفوهينه وما يحويه من خطورة؟
ـ: اعلم وترددت,ويجب إعلامك, أخشى بأن يقتلوني يا سيدتي, فقد أرادوا أن اشترك معهم بفعلتهم القذرة, وهددوني بقتلي, وقتل طفلتي الصغيرة الذي لا احد لها سواي..
طلبت منها الجلوس, وأكملت: على ماذا اتفقوا..؟
ـ: اتفقوا على سرق جميع الآلات المصنع والقيام ببيعها,ومن ثم حرق المصنع, وبذلك لا تعلمي ما حدث..
ـ: ماذا انه شيء فظيع..؟
ببكاء : سيدتي مادمت أخبرتك بما اعرف تيقني بأن احدهم كان هنا وراء الباب يسترق السمع وان حياتي بخطر..
ـ: سأحميك وستكونين بحمايتي, لكن هل أنتِ متأكدة من هذه المعلومات؟
ـ: نعم وكل تأكد,وستقام بعد أسبوع من الآن في اليوم...والساعة....
ـ: حسنا, سأخبرك بما عليك فعله حتى لا يتعجب احد من غيابك لمدة طويلة...
خرجت منال بعد مدة لتفعل ما طلب منها...
ذهبت منال لتعمل كما يعملن صديقاتها, بعد مدة من العمل فجأة تعبت وفقدت توازنها, لولا امسكتها صديقتها,
وأجلستها لسقطت على الأرض,
ـ: ما بك..؟
ـ: لا اعلم إنني متعبه,وقلقة أيضا على طفلتي..
ـ: استأذني من العمل للخروج,لأنك لن تستطيعي إكمال عملك..
ـ: لكن لا أريد ان يخصم من راتبي فانا لم أداوم إلا ساعات معدودة, لا لن اذهب..
ـ: ستتعبين أكثر لأنك تفكرين بطفلتك, أنصحك بالذهاب..
ـ: سأفعل بنصيحتك, لكن لا ادري إن وافقت المديرة على خرجي..
ـ: هي ليست قاسية حين تراك هكذا,اذهبي الآن..
ذهبت متعبه,أثار التعب عليها جلية, وصلت المكتب, وطرقت الباب ودخلت...
ـ:فعلت كل ما طلبته أتسمحين لي بالخروج؟
ـ: نعم, لكن ليس إلى منزلك, انتظريني بسيارتي ستجدين ساندي هناك تنتظرك..
ـ: حسنا سيدتي..
جلست رحيق مدة لا بأس بها حتى لا يشك احدهم بأمرهما, تريد كل شيء أن يسير كما خطط له..
خرجت من المصنع بعد أن أوصت رئيسة العاملات والأمن بأن ينتبهوا للمصنع..
قادت سيارتها صامته, وبجانبها منال وخلفهم ساندي...
قطع الصمت..سؤال رحيق
ـ: أين مكان سكنك يا منال؟
وصفت لها المكان,أوقفت السيارة وخرجن جميعا, دخلن العمارة القديمة, القابلة للسقوط بأي وقت, وقفت منال أمام شقة جارتها العجوز, وأخذت منها الطفلة وشكرتها,دخلت الى شقتها, وبدأت بجمع أغراضها وأغراض طفلتها بسرعة كما أمرتها رحيق, وحين انتهت, خرجن جميعا,صعدن السيارة وانطلقت بهم تلتهم الشوارع لتصل الى ذاك القصر الملعون................................
..............................................


بانتظار آرائكم وتساؤلاتكم..
تحيتي..


الفصل السابع:

توقفت السيارة أمام القصر الكئيب,دهشت منال من غرابته,وكيف لامرأة مثلها تسكن به ولا تخاف,فقد ظنت أنها تسكن بمكان فاخر يليق بكل ثراءها وغناها,قطع عليها دهشتها,حين طلبت رحيق منهن الخروج..

أخذت منال تنظر الى القاعة الفسيحة, التي تملؤها الغبرة وخيوط العنكبوت,شد انتباهها اللوحات المخيفة كلها تحوي على لمحة حزن خفيه, سمعن صوت مخيف بعض الشيء,خافت منال واحتضنت طفلتها بشدة,انتبهت رحيق وأمسكت بمنال بلطف لتخفف عنها...
ـ: لا تخافي اعلم انه مكان مخيف, أنا لا اسكن بالطابق السفلي بل بالعلوي هيا نصعد..
بتساؤل: هل هو نفس هذا المكان المخيف..
ـ: لا لكن ان سمعت شيئا بالطابق السفلي لا تقلقي به , سيكون خطر على حياتك..
خافت منال: لكن سيدتي كيف تسكنين هنا؟
ـ: لم يحدث شيء حتى أخاف من وجودي هنا,سوى الأصوات التي تصدر وهذا شيء طبيعي بمكان خالي..!!!!!!

حين وصلن إلى الشقة بالطابق العلوي وأغلق الباب من خلفهن تنفسن بارتياح جميعا,أعجبت منال بجمال الأثاث والديكورات المكلفة, والألوان الهادئة...
ـ: إن هنا مختلف تماما على ما رأيته..
ـ: نعم فلا يعقل أن اسكن بمكان غير مريح ويسبب لي القلق..
ـ: اشعر بهذا القصر, كفلم قمت بمشاهدته والآن أنا بداخله..
ـ: أتقصدين ذاك القصر الكبير الذي عرف أخيرا أن الأرواح هي من كانت تسبب كل ما يحدث به..؟؟
ـ: نعم, لكن اشعر بشيء مختلف هنا, فلا يوجد سوى أنت وساندي وهذه الشقة العصرية..
ـ: حتما يوجد اختلاف لسنا بفلم سينمائي بل واقعي وكل ما يحدث ليس بسبب الأرواح..!!!؟؟؟!!!!!!!
بفضول, ـ: من ماذا...؟
ـ: لا استطيع الإجابة على سؤالك..
بأسف,ـ: اعذري فضولي الأحمق سيدتي..
ـ: لا داعي للاعتذار,وأفضل بأن تناديني باسمي رحيق ستسكنين هنا,والأفضل أن لا يوجد نوع من تعامل الرسمي,
تصرفي على طبيعتك, وإذا احتاجت طفلتك أي شيء لا تترددي..
بتأثرـ: حسنا,أمام كرمك ألا محدود لا استطيع أن اصف شعوري..
ابتسمت لها,ـ: ألن تشاهدي الغرفة التي أعددتها ساندي؟
ـ: بلى أين هي؟
رافقتها وفتحت الباب لتجد غرفه أشبه بغرفة ملكيه,كأنها أعددت لملك لا لآي زائر غير متوقع.
ـ: لا سيدتي لا استطيع قبولها..
ـ: بلى ستقبلينها, إنها لا تساوي شيئا أمام غرفة نومي,استريحي الآن ولا تفكري بشيء..
خرجت وتركتها متفاجئة من كل ما يحدث لها وكيف تغيرت حياتها بلمح البصر..

توجهت إلى مكتبها الذي يقع بابه بغرفة نومها, دخلته, وأغلقت الباب بعد ان أوصت ساندي على منال وطفلتها,
رفعت سماعة الهاتف وجدته مقطوع كما كل مرة, ضحكت وأخرجت هاتفها الخلوي..
ـ: مرحبا, هل أعددتم كل شيء كما اتفقنا عليه..
ـ: نعم سيدتي, كل شيء يسير تحت التصرف, فقد حصل كما توقعتِ, اقتحموا شقتها وبعثروا كل شيء بها, وسألوا عنها جميع جيرانها,ولم يحصلوا على معلومة واحدة,سألوا عنها بجميع المطارات,والمستشفيات, ولم يجدوها..
ـ: هل رأيتهم عن قرب..؟
ـ: نعم, لكن سيدتي هم مختلفون تماما, إن احتمال أن الفاعلين من المصنع مستبعد كل البعد..
ـ: لن يكونوا من المصنع بل هم أعدائي المتخفين وراء ابتساماتهم ومجاملاتهم الكاذبة لي..
ـ: الآن يوجد مجموعة تراقب المصنع خوفا من حدوث أي طارئ..
ـ: جيد جدا, وماذا فعلت مع الشرطة..؟
ـ: بما إنني رئيس الأمن المسؤول عن امن ممتلكاتك اتفقنا على كل شيء وننتظر اليوم الموعود..
ـ: جيد ...كن متيقظا وأطلعني على أخر المستجدات..إلى اللقاء
ـ: حسنا..إلى اللقاء..
أغلقت هاتفها وجلست تفكر بمن يحاولون تدميرها....................
.................................................
بانتظار آرائكم..





الفصل الثامن:
على بعد أمتار من هنا, تجلس منال على سرير محتضنة طفلتها النائمة بأحضانها بكل سلام..

غريب كل الذي يجري لي, هروبي من مسكني محاولة إنقاذ طفلتي التي لا احد لها سواي,ودخولي هنا بقصر الألغاز
إذا لم يكن به أشباح ما سبب كل الذي يحدث؟, ظننت للحظة بأنني سأذوق طعم الراحة,لكن تفكيري باحتمال خروجي من هنا ومن ثم محاولة قتلي للانتقام مني, لا يكاد يفارقني,لست خائفة على نفسي بل على طفلتي من غدر الزمن, نحن نجهل دوامة الزمن ماذا تفعل بالبشر,نجهل ماذا كتب لنا القدر, نخاف من مستقبل قريب ومن غد قد يكون نهايتنا الأبدية, نطمئن للحظة ونخاف للحظات, نبتسم لثانية ونبكي لساعات,الذي يهدأ من روعي بأن هذا المكان لا يفتكره احد,كنا في المصنع نتساءل عن المصممة المشهورة وصاحبة الشركة والمصنع المشهورين,بأي حي من الأحياء الراقية تسكن,كيف شكل قصرها,ما عدد غرفه, وكثير من الأسئلة تفاجئت بأن الذي رأيته يتنافى عن الذي تخيلته, أظن أن هناك سببا قويا يدفعها للبقاء هنا,بلا احتكاك بالبشر,بقوقعتها بعالم غريب الأطوار,بأي لحظة تتفاجىء بمن حولك, بصوت غريب , بشيء يتحرك خلفك ,وبقراره نفسك تعلم السر ولا تأبه بأنك ستؤذى حتما شيء عجيب.....!....


خرجت رحيق من الشقة أغلقت الباب خلفها,هابطة السلالم بهدوء نحو الطابق السفلي,تشجعت واقتربت من الغرفة التي تريد أن تدخلها بعد كل السنين التي مضت, مسكت مقبض الباب, ولكن لم يفتح الباب, وصرخ صوت أنثوي
من الداخل.........
ـ: ابتعدي يا رحيق.............ابتعدي عن هنا حالا...........لا تصري على الدخول....أريد حمايتك..!..لا تدخلي..
ابتعدي...لا أريد إيذائك...
ـ: لكن لماذا في كل مرة تحذرين هذه تحذيرات المتواصلة.......؟
ـ: لا استطيع الإجابة, اصعدي للطابق العلوي, دعي جورجيت ترقد بسلام..........أرجوك يا رحيق دعيها لا تنبشي جثة الماضي من قبره........
ـ: لكن........
ـ: هيا اذهبي...حالا......انسي هذه الغرفة لا تتذكريها,لأنها محظورة عليك وعلى ضيوفك,لك حق التصرف بباقي الغرف لكن هذه لا.....وألف ..لا انتبهي لكل من يحقد عليك محاولا تدميرك...
ـ: أتعرفين من هم...؟
ـ: نعم لكن لا استطيع ذكر أسمائهم...هيا اصعدي تحدثتِ معي أكثر من أي وقت....استمتعي بتصاميمك ولوحاتك
ودعي جورجيت ترقد بسلام...................

ابتعدت خائبة الأمل متمنية أن تعلم السر يوما, تعلم بعض الخيوط الشبه مقطوعة, لكن الباقي لا., صعدت إلى الطابق العلوي,دخلت غرفة الرسم وأغلقت الباب خلفها استندت إلى الباب وجلست على الأرض تبكي ربما تغسل الدموع بعض أحزانها والالامها..............

يا الهي, ما هذه الحياة التي أحيا بها, حريتي من الكآبة مرهونة بفك رموز الماضي,ما ذنبي أنا؟, سئمت هذا القصر,
أريد الابتعاد لكن لا أقوى, كيف يريدونني أن أبقى هنا ولا شيء يربطني به!,وفي النهاية دائما اسمع تحذيرات متواصلة,لا نهاية لها, ما ذنبي يا ترى؟,حتى في أحلامي أرى كوابيس مزعجة, لم ينتهي الأمر وهؤلاء يحاولون تدميري, ظننت أن حياتي الهادئة ستبقى لكن الإعصار على وشك الوصول ليعم الفوضى بكل ركن وزاوية بداخلي,
آه واه على ماضي مضى حمل بطياته لحظات سعيدة, لم أكن اعلم بحينها سيصيبني هكذا, جورجيت والعجوز الذي رباني, ما سر, أريد أن اعلم ما سبب لعنتها على هذا القصر,صرخ صوت من أعماق الأرض دعي جورجيت ترقد في قبرها بسلام...
نهضت واقفة تريد إبعاد نفسها عن هول المفاجئة التي فاجأتها وهذا الصوت الذي خرج من حيث لا أدري...
فتحت الباب بهدوء..وخرجت..
وجدت ساندي تحتسي الشاي مع منال ويتحدثن بمواضيع شتى, انضمت إليهن بهدوء ربما تنسى أفكارها قليلا...
...................
بانتظار تساؤلاتكم وآرائكم.

تحيتي معطرة بالآوركيد..





الفصل التاسع:

قدمت ساندي لها كوب الشاي, اخذته رحيق شاردة الذهن, انتبهت على سؤال منال..
ـ: رحيق هل كل شيء على ما يرام..؟
ـ: نعم لا تقلقي كل شيء خطط له..
ـ: الحمدلله انني هنا , حتما قلبوا شقتي رأسا على عقب بحثا عني..
ـ: نعم ومعرفتك بأنهم يسترقون السمع خلف المكتب كان صحيح..
ـ: لاني كنت معارضة على فعل فعلتهم الفظيعة لم يتركوني بشأني..
ـ: لهذا اردت ان تكوني معي للمحافظة على حياتك من اجل طفلتك..
ـ: لا اعلم كيف اشكرك لكن لدي احساس عميق بداخلي بأنني سأقتل حين اخرج من هنا..
ـ: لا داعي للتفوه بهذه الاشياء الوهمية ستكونين بحمايتي..
ـ: لا نعلم متى ينتهي قدرنا عند نقطة الموت لذلك أريد طلب منك اتمنى تلبيته لي..
ـ: ماهو..؟
ـ:انه...اذا قتلت اوصيك بأبنتي اتمنى ان ترعيها وتقومي بتربيتها لا اريد لها ان تحيى حياة تعيسة مثلي..
صمتت تفكر لبرهة اشبه بدهر كامل ,قبل ان تجيب, ـ: حسنا لك ما طلبتي لكن نحن نعلم بأن كل ما تفكري به وهم وستعيشين لتربية ابنتك لكن لما وصفت حياتك بالتعيسة..؟
ـ: كيف لا اصفها بالتعيسة وانا ترعرت فقيرة, احلم باليوم التالي بلقمة عيش تصمت جوعي وحين كبرت واصبحت اعمل احببت شخصا وهبته نفسي وحياتي تزوجنا بالسر وحين علموا والديه بزواجنا ضغطوا عليه بتطليقي
ورفض ووقف بوجههم وشاء القدر بأن تنتهي حياته بحادث مؤلم وبعدها حاولوا نزع طفلتي من احضاني بقسوة, هربت من مسكن الى اخر حتى اثبت بأن لا احد يستطيع نزع طفلتي لانني والدتها والاحق بتربيتها, انا هنا مطمئنة بوجودي لانني طوال الليالي كنت خائفه من عمها القاسي الذي لا يرحم...
ـ: كم هي حياتك مؤلمة على الرغم من ذلك صمدتِ وقاومتِ من اجل هدف وحيد هو طفلتك فعلا انك امرأة رائعة..
ابتسمت لها ابتسامة هادئة وصمتت..

في الطابق السفلي وبالتحديد بالمطبخ القديم,شب حريق فجأة وهناك عينان تراقبانه وتضحك بجنون,أطفأته وخرجت
من حيث دخلت وصدى ضحكاتها يتردد بلا توقف..

صرخت ساندي لان النار هاجت وإبريق القهوة موضوع على الغاز,اتت رحيق حالا,أطفئت النار بسرعة,ووضعت ابريق القهوة بعيدا وسألتها...
ـ: هل حدث لك شيء ..؟
ـ:لا سيدتي الحمدلله جئت بالوقت المناسب, لا اعلم كيف هاجت النار هكذا,لم يحدث معي مسبقا..
ـ: اجلسي الان فقد صدمت حتما من هول ما رأيتي..
ـ: نعم فقدماي ترتجفان ولا استطيع الوقوف..
جاءت منال مسرعة وسألت,ـ: ما الذي حدث..؟
ـ: انه حادث مطبخي يحدث كثيرا, لا تقلقي انه بسيط لكن ساندي صدمت ..
ـ: الحمدلله بأنه لم يحدث مكروه...
جلسن جميعا يتحدثن بمواضيع مختلفه ربما تنسى ساندي تلك النار الغريبة الهائجة..
.................................................. .
بانتظار آرائكم..

تحيتي..




الفصل العاشر:

نهضت واقفة وتذكرت الدعوة التي أحضرت لها لتحضر معرض لفنان مشهور بكل ما يرسمه, توجهت نحو غرفتها
أخرجت من خزانتها ملابس متناسقة وشبه رسمية,انتهت من إعداد نفسها ولم تنسى نظارتها تلك التي تحاول بها أن تخفي بعض من كآبتها اللامعة بعينيها...

ودعتهن خارجة ,انطلقت بسيارتها مبتعدة عن كل شيء,فتحت المذياع وانطلقت الموسيقى الكلاسيكية التي خففت من رتابة الصمت المطبق داخل السيارة, حاولت ان تسترخي حتى تستطيع أن تشاهد اللوحات باسترخاء وتمعن..

وقفت أمام المعرض وجدت السيارات مكتظة والناس يدخلون إلى داخل بمجموعات كبيرة, دخلت بخطوات واثقة بهدوء, لم تتعرف على احد لأنها لا تختلط بأحد,أخذت تتمعن باللوحات بالدقة وأعجبها كثيرا طريقة رسمه وضربات فرشاته العشوائية على اللوحات,لكن الغموض يدور حول كل لوحة,الفنان نفسه من يعرف قصة كل لوحة من لوحاته
ونحن جميعا نخمن ما هي القصص أو ما الذي فهمناه منها...
توقفت أمام لوحة جعلتها تصدم ,تدهش,حدقت بها ووجدت الزمن من قد حولتها توقف..
"لا ..لا يعقل, كيف رسم القصر الذي اسكن به, هل ذهب إليه مسبقا, لكن إنها منطقة بعيدة لا يصلها إلا القليلون,
حتما من يراها سيسأله عنها, أريد شراءها بأسرع وقت ممكن, لا أريد أن ينكشف السر, أو ان يؤذى احد,
يا الهي أتمنى أن يبيعوها لي, وإلا لا اعلم ماذا سيحدث, والذي أدهشني انه رسمها بكل دقة, حتى بكل كآبتها..!!

طلبت من المشرفين على المعرض شراء اللوحة, لكن الذي صدمها, انه لا يمكن بيعها لان الفنان الذي رسمها لا يريد بيعها,ثار غضبها أرادت شراءها بأي ثمن لكن هكذا يرفض بيعها, لم ترد أن تكمل مشاهدة باقي اللوحات وقعت اسمها على السجل وكتبت بعض الملاحظات وخرجت...

قادت سيارتها بسرعة جنونية,ربما تخفف من حدة غضبها الهائج..

"سيبقى ذاك القصر يلاحقني حتى بحين ابتعادي عنه,لا أدري لماذا اشعر بأن مصيري معلق به..!,يا الهي
ستحل اللعنة عليه لأنه رسمه فقد منعت عن رسمه واللوحة التي حاولت رسمه بها أحرقت وهاجت النار بها,انه غبي لأنه يريد الاحتفاظ بها,لا شيء مميز بها, سأحاول مرارا حتى احصل عليها لن يوقفني عن شراءها أي شيء مهما كلف الثمن,قد يظن بأنه سيحتفظ بها للذكرى لا إنها ستحول حياته جحيما لا يطاق,عناده بعدم بيعها سيدمره, نعم سيصل به إلى الهاوية.....؟!
............................................
بانتظار آرائكم..





الحادي عشر:
قطع عليها غضبها الصامت..رنين هاتفها الخلوي..
ـ: هل حدث شيء جديد..؟
: نعم سيدتي..إنهم جعلوا الموعد غدا والمدة البعيدة أصبحت قريبة..
ـ: ماذا لا يعقل, إنهم يريدون إرباك مخططاتنا,بتقديم الموعد..
ـ: من الآن بدأنا الاستعداد..
ـ: جيد وكونوا حذرين..؟
ـ: لا تقلقي سيدتي نحن متيقظون لكل شيء الى اللقاء..
ـ: إلى اللقاء..

وصلت القصر بسرعة قياسية, لم يخفها الظلام الذي يدور حولها, دخلت صاعدة إلى الطابق الأعلى وجدت منال جالسه وبحضنها طفلتها الصغيرة..
ـ: مرحبا..
ـ: مرحبا لم تتأخري..
ـ: نعم لأنني علمت أنهم قدموا الموعد إلى الغد..
بدهشة,ـ: ماذا.......؟
ـ: دهشت حين اخبروني بذلك..وسيسير كل شيء كما خطط له لا تقلقي اخلدي إلى نوم مطمئنه..
ذهبت لتخلد إلى نوم ناظرة إلى طفلتها نظرة وداع وخوف عليها من مستقبل مجهول...

استيقظت وبأحضانها طفلتها قبلتها قبلة حنونة,نهضت واغتسلت واستبدلت ملابسها,خرجت مبتسمة وجدت رحيق جالسه لم تذهب بعد إلى شركتها..
ـ: صباح الخير..ظننتك قد ذهبت إلى شركتك......
ـ: لا لم اذهب كل شيء يسير على ما يرام ,ولم يتبقى على الحدث الكبير سوى ساعات معدودة
ـ: دعيني اذهب معك إلى هناك..
ـ: وطفلتك؟
ـ: ستبقى مع ساندي..
ـ: حسنا ستأتين معي...
أطبق الصمت على أجواء المكان وأخذت كل واحدة تفكر بما سيحدث بعد ساعات معدودة..
.................................................. ...
بانتظار آرائكم......




الفصل الثاني عشر:

جاء موعد سريعا وهرولت الساعات بخفة, كانت الشرطة موزعة حول المصنع كما خطط له, ورحيق ومنال ينظرن من داخل السيارة بتوتر,ينتظرن قدوم الأشخاص الذين خططوا لتدمير رحيق..

ببطء وحذر قدمت شاحنة وراء أخرى وتوقفت أمام المصنع,نزل منها أشخاص بحدود العشرة فتحوا المصنع بحذر
ودخلوا بعد أن أشعلوا الأضواء,فصلوا الكهرباء عن الماكنات, واخذوا بوضع الماكنات ماكنة وراء أخرى بالشاحنتين الكبيرتين..
,وبدأ احدهم يسكب مادة المشتعلة حول المصنع وحين انتهى, اخرج علبة الكبريت وقبل أن يشعل عوده الحاقد المنتقم...
شعر بفوج غفير حوله, امسكوا به بعد فوات الأوان بعد أن رمى بعوده الحاقد وتفاعل مع المادة المشتعلة..
ركضت رحيق إلى داخل المصنع متحدية كل الأوامر ,أسرعت باحثة عن منال التي كانت تقف بجانبها وهي تراقب
من بعيد...
وجدتها تصرخ وممسك بها شخص بشدة من عنقها وقتلها وهو يصرخ................
"خائنة...تستحقين الموت, الموت هو الحل الوحيد لتبتعدي عن طريقنا ولا يكشف أمرنا...,غلطتي أنني أحببتك بجنون وشاركت بكل هذا لأحصل على المال ونتزوج
ونحيا حياة سعيدة, لكنك خائنة خنتِ الوعد الذي قطعتيه معنا, قتلك ارحم من ان يعذب قلبي بهواك...!!

أسرعت رحيق إليها بعد أن ابتعد وأغلق باب المصنع خلفه, وتركها ونيران تشتعل من حولهما ودخان يتصاعد, ورحيق تصرخ باسم منال ولم تستيقظ, فقدت الوعي من كثرة الدخان المتصاعد ودخلت بغيبوبة ألا وعي..

بوسط غيبوبتها وصية منال تتردد بعقلها الباطن ,وهناك صوت يصرخ لا تموتي يا رحيق, لا..استيقظي, لم تنتهي
الحكاية هنا, السر لم يكتشف بعد, الطفلة تحتاجك, جورجيت تتعذب, فرشاتك بحاجة إليك لوحاتك تحتاجك, كل من يعمل لديك بحاجتك,استيقظي يا رحيق, هناك أشخاص يعيشون بعذاب وهم بحاجتك, رحيق حياتك غالية الثمن,
أغلى من كل كنوز الأرض, لا تدعيهم يستمتعون بانتقامهم, لا....... يا رحيق, انهضي إن جورجيت تحترق لأجلك
أرجوك ...أرجوك....أرجوك...
.................................................. .....
بانتظار آرائكم وتوقعاتكم وتساؤلاتكم...

تحيتي معطرة بالورد..




الفصل الثالث عشر:
فتحت عيناها ببط, وجدت نفسها بمكان غريب , رائحة المعقم يفوح بأرجاء الغرفة,ومن حولها لا احد, ترددت على مسامعها تلك الكلمات التي كانت تسمعها بصوتها العجيب,تذكرت ما حدث بالأمس, نهضت بسرعة من سريرها
باحثة عن منال, جاءت الممرضة لها حالا...
ـ: سيدتي عودي إلى فراشك أنتِ بحاجة للراحة...
ـ: لا لن أعود دعيني اذهب إلى منال..
ـ: لا يمكنك..
صرخت ـ: لماذا...؟, وأكملت بإلحاح.. أريد رؤيتها...؟
ـ: لأنها انتقلت إلى رحمة الله...
ـ: ماذا ...وصرخت بـــ لا وغابت عن الوعي مجددا...
تجمهر من حولها الأطباء والممرضات لمعالجتها, دخلت الإبرة بخفة بمعصمها ونامت بهدوء لا يقطعه شيء...

يجلس على الأريكة مغلقا عينيه يفكر, بهذه الحياة التي يعيشها, حياة خطر وهروب وابتعاد, محاولات قتله عديدة,
ماضي يطغى على حاضره, يؤرقه كثيرا, يخنقه بشدة, يطعنه طعنات متتالية بلا رحمة, يسخر منه ومن عدم تناسيه
كل شيء,صعب جدا أن تحيى بحاضر ملطخ بدماء الماضي, صعب جدا ان تكون وحيدا بحياة موحشة, صعب جدا
أن تثبت للجميع قوتك وهناك ماضي يضعفك....

همس أخيرا....
تبا لهذا الماضي الذي لا يكاد يفارقني, ألا يكفي جميع من يحاولون قتلي, ألا يكفي أنهم يحاولون تحطيمي بأي طريقة
وذاك الموعد اللعين الذي سأقابلهم فيه بعيدا عن أعين الناس حتى نتوصل لحل, ولا يريدون مني إحضار أي حراسه وإلا قتلت,صعب جدا أن تذهب إلى موعد موتك بنفسك, لم احصل على ثروتي وأملاكي الكثيرة إلا بجهدي وتعبي,
والآن لأني أقف عقبة بطريقهم يريدون إبعادي إنهم حتما يحلمون حلما مستحيلا...

نهض متجها نحو الخارج بخطوات متناسقة وواثقة,رافعا رأسه بنظرة ثاقبة, أغلق الباب خلفه بهدوء, انطلق بسيارته
قاطعا الشوارع بكل خفة وسرعة,يديه على المقود متمكنة , ينظر إلى هنا وهناك بلا اكتراث,يبتسم بسخرية على عجلة الحياة المسرعة دائما, تذكر بأنه لم يقرأ اليوم الصحف وأخبار المدينة, توقف بمكان قريب, وعاد بعد دقائق ممسكا بجريدته, أراد تقليب صفحات لكن استوقفه خبر...بعنوان " حادثة مفجعة"

حدث حريق مفجع في مصنع رحيق للمرأة العصرية في يوم أمس..وأدى إلى إصابة السيدة رحيق... وفقدانها الوعي جراء استنشاقها كميات كبيرة من الدخان..نتمنى لها الشفاء العاجل....توقيع الجريدة..

طوى الجريدة ووضعها جانبا,أخذ يفكر بهذا الحريق الغريب, حتما بأنه مقصود لتدميرها, إنهم بشر حاقدون, أمثال أولئك الذين يلاحقونه دائما لتخلص منه بأي طريقة كانت................

أكمل سيره بغموضه العجيب يحاول إيجاد خيوط الحياة ربما يجمعها يوما ويستطيع فهم ألغازها وأسرارها المعقدة...

نهضت رحيق مجددا, فتحت عيناها ببطء تذكرت كل الذي حدث انهمرت دموعها البلورية, مسحتها برقه بكفيها الناعم, نهضت من سريرها, واتجهت إلى الحمام, اغتسلت وجهها ونظرت الى نفسها بالمرآة وجدت وجهها شاحب,
ابتعدت خارجة وجدت الممرضة تنتظرها..
نظرت إليها من ثم تفوهت..ـ: أريد رؤية الطبيب لأنني سأخرج الآن..
ـ: لا لن تخرجي الآن... لأنك لم تتعافي بعد ستبقين لأيام معدودة هنا..
ـ: لا..لن أبقى..ابلغي الطبيب بأنني أريد رؤيته...
ذهبت الممرضة لتستدعي الطبيب وجلست رحيق تنتظر الطبيب..حضر الطبيب بابتسامة بشوشة ..
ـ: كيف حال مريضتنا اليوم..؟
ـ: بخير..أريد الخروج من هنا..
ـ: أنت بحاجة للراحة والعناية وخروجك سيضعفك أكثر الأفضل أن تبقي هنا..
ـ: لا استطيع سأخرج على مسؤوليتي ..
ـ: إذن سنقوم بفحص نهائي حتى نطمئن عليك وبعدها ستخرجين..
ـ: حسنا أنا موافقة..
خرجت من المشفى وجدت أن سيارتها مركونة بالخارج كما طلبت, صعدتها مبتعدة عن كل شيء, وبذهنها هدف واحد هو احتواء الطفلة وتربيتها وتعويضها عن والدتها التي تركتها لهذه الحياة الموحشة لوحدها..
.............................................
بانتظار آرائكم...
تحيتي..


الفصل الرابع عشر:
أثناء قيادتها,شعرت بدوار مفاجئ, استجمعت كل قواها لتركز فقد شارفت على الوصول,وعند وصولها تنهدت تنهيدة خرجت من أعماقها , صعدت إلى الأعلى نظرت إلى كل شيء بقي كما هو لم يتغير, سوى سماعها موسيقى
ذات ألحان فرحه وطبول قرعت بشكل غريب, لم تبالي بكل هذا, فتحت الباب ودخلت,هرعت إليها ساندي...
ـ: أهلا بك سيدتي هل أصبتي بمكروه قلقت عليك...؟
ـ: لا لم اصب بمكروه لكن منال...
نظرت خلفها وتساءلت ,ـ: أين هي لماذا لم تأتي معك..؟
ـ: لأنها قتلت أمامي..
صرخت ـ: ماذا..........
ـ: حين أوصتني بطفلتها كانت تشعر بأن موتها قريب جدا..
ـ: لكن كيف تم ذلك...؟
ـ: كنا خارج المصنع أثناء انتهاء العملية لم أجدها بجانبي, هرعت إلى الداخل ووجدت احدهم ممسك بعنقها وصرخ بكلمات
وقتلها بين يديه وبعدها فقدت الوعي..
ـ: مؤسف جدا ما حدث, وهل تم دفنها؟
ـ: نعم للأسف لم احضره لأنه قد تم الدفن وأنا غائبة عن الوعي, فقد ظهر فجأة أحد أقرباءها وهو تكفل بكل ذلك..
ـ: ماذا عن الطفلة..؟
ـ: سأعتني بها أنا,إنها وصية والدتها وسأنفذها حتى ترقد براحة حيث هي..
حل الصمت بينهما, ودخلت رحيق إلى غرفتها باحثة عن راحة باتت مفقودة بظل مسؤولية كبيرة وضعت على كاهلها

استبدلت ملابسها وانتبهت إلى الطفلة النائمة بسلام على سريرها, جلست تنظر إليها وعيونها تبرق بسحابة دموع,
أمسكت بها برقة, قبلتها ببطء, وانهمرت أمطار دموعها تتساكب بقوة, صورت منال وكيف قتلت تكاد لا تفارقها,
كلما حاولت النظر لشيء تجد صورت منال وهي مقتولة محفورة بذاكرتها, التمست أنامل الطفلة الناعمة,احتضنتها والدموع لا تكاد تفارقها...

همسة : صعب جدا أن تتعود على شخص دخل حياتك لبرهة تجده خارجا بلا عودة, بلا وقت محدد, بتساؤلات كثيرة
بغرابة من قدر كتب لنا البقاء لوحدنا..
......................................
بانتظار آرائكم..

واعتذر على غيابي..




الفصل الخامس عشر:

استلقت على سريرها محتضنة الطفلة بحنان, نامت ودموع ترسم على خديها رسومات متعرجة...

خرج من سيارته, واضعا يديه بجيوب معطفه, نسمات هواء تحرك شعره القصير الناعم, استنشق كميات كبيرة من الهواء,وتنهد .................

"لآني لست أنا, ولدت بليلة خطف بها القمر,وكانت السماء غاضبة,ترعد وتبرق,لأني خرجت باكيا قاطعا صمت الليل بوسط طرقات حبات المطر على نوافذ مكسورة,بوسط روح تعارك من اجل البقاء,وصراخ ونحيب زعزع الجدران محطمة, بقيت وحيدا, لآني ليس لي ذنب, حكم علي بأن أحيا حياة شقاء وعناء,أدفيء نفسي من برودة قاسية ومن دفء لاذع, وزمهرير قاتل,اجمع قواي من جسدي المثقل, لاقف ثابتا حتى اثبت وجود إنسان أنكره المجتمع لأنه
......

صمت وتوقفت الرياح عن اللهو بأوراق الخريف,أنصتت العصافير لهمساته, نظر إلى السماء المبشرة بنزول المطر, انتقل بنظره إلى الأشجار الثابتة بكل شموخ,تمنى بداخله لو كان مثلها تعارك الرياح من اجل البقاء بكل اعتزاز...

أخذ يغني ببطء أغنية فيروز
"رجعت الشتوية
ضل افتكر فيّ
رجعت الشتوية

يا حبيبي الهوى مشاوير
وقصص الهوى متل العصافير

ماتحزن يا حبيبي
اذا طارت العصافير
وغنية منسية عَ دراج السهرية
رجعت الشتوية
يا حبيبي الهوى غلاب
عجل وتَعا
السنة ورا الباب
شتوية وضجر وليل
وانا عم بنطر على الباب
ولو فيي، بعيني
بخبيك بعينيّ

رجعت الشتوية
ضل افتكر فيّ
ضل افتكر فيّ
رجعت الشتوية"


خرقت كلمات قلب الزهور البرية المنتشرة بعشوائية,أخذ يحركها الرياح مستمتعا كأنه يتراقص معها..
توقف عن الغناء عائدا إلى سيارته...........

استيقظت بصعوبة, فتحت عيناها ببطء نظرت الى الطفلة التي تلهو بفرح, قبلتها, أخذت تبكي جوعا, نهضت محتضنة الطفلة متجه إلى المطبخ, أعدت لها الحليب, أخذت تتناوله بجوع جديد, نظرت إليها رحيق بكل حب,
بداخلها صممت ان تعوضها عن كل شيء, لن تشعرها بالوحدة القاسية التي مرت بها, لن تدع احد يؤذيها,
ستحميها من هذه الحياة المفترسة بكل قواها....
نامت بكل استسلام بأحضانها, وضعتها بسريرها,ونامت بجانبها منتظره يوم جديد مجهول بكل ما فيه...

أخذ الدخان الملوث يتصاعد بشقاوة منبعث من سيجارته, يقود سيارته مشوش الأفكار, يدخن واحده تلو الأخرى
وصل مكتبه فأطفأها ,وجد معاملات وصفقات بحاجة لدراسة, جلس يدرسها ربما تنسيه لو قليلا ما يدور حوله وتلك المقابلة اللعينة التي أخذت تقترب وتوتره أكثر,فرغ من أعماله, وقف أمام النافذة ينظر الى هذا وذاك, دولاب الحياة يسرع بهم, وكل شخص يدور خلف مصلحته,المباني الشاهقة تقف بكل ثبات, ابتعد عن النافذة, محدقا باللوحة التي اشتراها قبل أيام معدودة,شيء خفي شده إليها, لغز محير بها, ذاك القصر اللعين بشكله العجيب, وكآبته الغريبة, لكن هل هو حقيقة؟, فالرسام أكد لي وجوده,لكن السؤال أين هو..........؟
.................................................. ......................
بانتظار آرائكم..

تحيتي..




الفصل السادس عشر:

أخذ ينظر إلى كتبه المفضلة, وروايات عشق قراءتها,إلى كتب قضى معها أوقات جميلة,أدهشته وعلمته, وجعلته يبتسم,إلى قصص استفاد منها وقضى بصحبتها أروع الأوقات, ابتعد عنها,أخذ مفاتيحه وخرج من مكتبه
متوجها إلى الخارج وجهه يكتسحه الغموض وتلك النظرة الغريبة..

بمكتب عصري يجلس به ثلاثة أشخاص, يريدون تدمير العالم لو بمقدورهم ذلك,يريدون تحطيم كل شخص ناجح ,
كل شخص ارتفع اسمه, كل شخص كان ذنبه صعود سلم النجاح ووصل قمته,يخططون باجتماع مغلق, بخططهم التي تفوح بالشر,تحدث رئيس العصابة...
ـ: الموعد أخذ بالاقتراب استعدوا جيدا كما خططنا..
أكمل مساعده الثاني,ـ: لا تقلق انه سيأكل طعم بسهولة, لكن تلك رحيق لم ندمرها حتى الآن فقد نجت من الحريق بسهولة..
ـ: فشلنا هذه المرة لان الضربة لم تصوب جيدا..بالمرة القادمة ستكون بقلب المرمى..
انضم إليهم, المساعد الثالث, ـ: أعددت خطة جهنمية ستحطمها الى حد بأنها لن تستطيع الوقوف..
وضحكوا جميعا, سنرى بالنهاية من سيضحك ومن.......

بالغرفة المحظورة على رحيق دخولها, هنا من يحرك فيها الأثاث, أصوات الحركة مسموعة بقوة, لان بعض الأشياء
تسقط,وأحيانا هدوء تام,كأن أحدهم يلهو, صوت الضحكات مسموعة,النافذة مفتوحة والستائر تتطاير منها, وهناك احدهم لكن اختفى,سمعت رحيق كل تحركات, لكن تذكرت التحذيرات, وشغلت نفسها بالطفلة القابعة بأحضانها,
وضعتها على سريرها, وهناك بداخلها رغبة ملحة تحثها على الرسم, دخلت المرسم باشتياق, أخذت الفرشاة بين يدها تتراقص على اللوحة بخفة, فقد رسمت لوحة للطفلة بألوان جميلة, ربما تغير بعضا من كآبتها التي لم تتغير منذ زمن بعيد........

سقطت الفرشاة من يدها على اثر سماعها بكاء الطفلة,بداخلها خوف من هذا القصر على هذه الطفلة البريئة, لا تعلم ماذا يحدث او ماذا يجري, بوقت خروجها,أخذت تهز الطفلة بين يديها حتى هدأت أخذت تنظر إليها بعنين مفتوحتين,لطفلة لم تجاوز الأربعة أشهر, جلست بها على الأريكة, كانت تواجهها تلك المرآة الكبيرة, نظرت الى نفسها وذهبت بفكرها بعيدا جدا, إلى حيث كانت بسن العاشرة من عمرها..
ـ: جدي دميتي هذه ستبقى معي وستنام معي..
ـ: أتمنى بأن أراك محتضنة أطفالك..
ـ: جدي ماذا تقصد..؟
ـ: حين تكبرين ستفهمين..
ـ: جدي أين هي جدتي...؟
ـ: ذهبت بعيدا عن هنا, تاركه وراءها لعنتها...
لم تدقق بأخر كلماته, بمرح: ألن نأكل الحلوى؟
ـ: بلى لكن بعد أن تتناولي الفطور..
ـ: لا أريده.. لا أريد الحليب..انه يذكرني...بــ
وجلست تبكي, اخذ الجد محتضنها بكل حب..
ـ: طفلتي أنسى تلك الأوقات القاسية, المستقبل دائما أجمل..
ـ: كلا لن أنسى, لماذا أحضرتني الى هنا, لماذا..............؟ أكملت, لتقول لي كل ما أراه هنا أوهام...
ـ: نعم يا صغيرتي إنها أوهام لا أكثر تتخيلينها..
ـ: وجورجيت التي كنت تذكرها وأنت نائم...
صعق حين سمع باسم جورجيت,ـ: ربما تفوهت بها هكذا...
جلست تبكي ...وحكم عليها منذ طفولتها حتى صباها البكاء والسبب جورجيت..
أغلقت عيناها , تجمع قواها, تزيل ذكرى الماضي من ذاكرتها تطردها بقوة, لأنها لم تعد تحتمل كل الإلغاز التي تدور حولها, وتجعلها كالعمياء عن كل شيء...
................................................
بانتظار آرائكم وتساؤلاتكم..

تحيتي..



الفصل السابع عشر:

أخذ يحاكي عصفوره الصغير, بقفصه الجميل, وضع له الطعام والماء, انه الوحيد الذي يشكي إليه الالامه, ويستمع بإنصات تام,فقد اشتراه يوما وأعجبه ألوانه الهادئة فأراد الاحتفاظ به,يحب أن ينظر إليه حين يعود من عمله, يعطيه شعورا غريب, يجعله يبحر بعيد بزورق ذكرياته المنسي, ابتعد عنه صاعدا نحو غرفته باحثا عن راحة هاربة من بين جفونه..

يخططون بكل تركيز, وهدفهم تدمير ..التحطيم.., شعارهم" لا للنجاح ونعم للفشل", غريبون هم ,تفكيرهم عجيب
خططهم غريبة, وهدفهم المجنون سيلقي بهم إلى الهاوية,
تحدث رئيس العصابة,ـ: بعد يومين من الآن ستكون المقابلة مع البراء
ـ: سنعلمه اليوم, وسنشدد على أن لا يحضر معه أي شخص..
,ـ: سندمره ببطء حتى يتمنى بأنه لم يولد ولم يكن يتيما !!!!!!!!!
رئيس العصابة, بسخرية ـ: ابن الملاجئ يظن نفسه سينجح انه يحلم حتما...
بقسوة أكمل مساعده الثاني ,ـ: شهادته كاذبة حتى ان أسماء والديه غير حقيقية
ـ: كل قوته وتسلطه وغروره, وشخصيته القوية ستتحطم, سينكسر, لا يحق له ان يرفع رأسه..
ـ: نعم الأفضل له ان ينكسه للأبد لأنه لا يعد إنسانا في هذا المجتمع....
وأخذوا يقهقهون بجنون يكاد يثير أعصابك...

همسة: لأنه يتيم, لان القدر أراد ذلك, لأنه لم يكن ذنبه, حكم المجتمع عليه أن يكون هامشا مهشما لا وجود له من عقول مريضة لا وجود للانسانيه بداخلها مكان ...

رنين هاتفه الخلوي قطع صمت المكان,ابتسم بسخرية, فالمتصل معروف لديه...
ـ: كيف حالك يا براء..؟
ـ: لست بخير حين سمعت صوتك..
ـ: ماذا ؟؟ تريد أن تغضبني منك..فالمقابلة بعد يومين..
ـ: لا يهمني لا أنت ولا غيرك...
ـ: حسنا يا لا يهمك احد, سنرى بالمقابلة هذه الثقة كيف ستكون..
بسخرية,ـ: يهمك أمري كثيرا..
تحدث كما تتحدث الأفعى لتبث سمومها ,ـ: كثيرا فوق تصوراتك الى اللقاء..
أغلق الخط بلا لباقة ولا ذوق, لا تتوقع منهم سوى الغرائب...

ضغط بيديه بقسوة على هاتفه,لعنهم ألف مره بداخله, تمتم مع نفسه مهدئا أعصابه,خرج من قصره يقود سيارته
بسرعة ربما تخفف من حدة غضبه,أخذ يدخن واحدة تلوى الأخرى بلا وعي منه, المهم أن يهدأ هذا البركان الذي انفجر بداخله بلحظة غير متوقعة...

" تبا لهم جميعا, يعشقون اللعب بأعصابي, يريدونني ان أتخلى عن نجاحي بسبب عقولهم المريضة, لا إنها أمنية لن تتحقق, وأيضا يهددوني بأنهم سيغضبون, يظنون أنفسهم بأنهم ذا قيمة لكن هم لا شيء كما هو رماد سيجارتي الذي يسقط محترقا, سيكونون كما هو, إنهم جماعة حمقى وأغبياء, لديهم عقول لتخطيط فقط ولا يستغلونها بتحقيق نجاح يذكر,أتمنى معرفتهم هؤلاء * المدمرون الثلاثة* دمروا الكثيرين, بطريقة لا يشك بها مجنون, إنهم امكر من إبليس ذاته, لكن ألن يسقط إبليس بالنهاية بحفرة خبثه ومكره طريحا لا يساعده احد؟!"
................................................
بانتظار آرائكم وتساؤلاتكم وتوقعاتكم..
تحيتي معطرة بالورد..






الفصل الثامن عشر:

خرجت رحيق خائفة بعض الشيء, بأحضانها الطفلة, مدثره بوشاح دافئ, تسير بجانبها ساندي, أخذن يتنزهن ببطء بهذه البقعة المعزولة نوعا ما, تحطمت أوراق الخريف تحت قدميها, تنظر إلى كل هذا بحيرة, استنشقت الهواء
و الغصات بداخلها حبيسة بأسوار قلبها, تحاول النسيان, تحاول الاستمتاع بالطبيعة, تحاول عبث, جلست على الصخور الحجرية, والهدوء مازال سيد الموقف,لم تقاطعها ساندي كأنها كانت تعلم بأعماقها ان سيدتها بحاجة للصمت بدلا من الكلام, أخذت تنظر إلى الأرض حيث الحشرات النشيطة تبحث عن غذاءها, تبسمت فالكل يبحث عن رزقه في هذه الأرض لكن فجأة دون مقدمات هناك شيء سقط على رحيق, نظرت إليه ووجدته رسالة مطوية بلا عنوان فتحتها وكانت.....
....
استمتعي بهذه الأوقات القليلة
فأمامك العذاب الكثير
لن تهنئي للحظة واحدة
لأنك خلقت فقط لتقتلي
على أيدينا
وداعا
* المدمرون الثلاثة*

سحقت الرسالة بين يديها بقسوة, نهضت وطلبت من ساندي النهوض,عادت إلى القصر وهي تفكر بحل لهذه المشكلة المعقدة...

كاد القلم ان يحطم من بين يديه, يفكر بعمق, وكل تفكيره منصب على اقتراب الموعد المحتم, مع المدمرون الثلاثة,
نظر إلى اللوحة التي احضرها من مكتبه لمنزله, والتساؤلات لا زالت تدور بذهنه, هذه الغموض الذي يلفه بكل سرية, لما وما السبب, هل حقا هناك شيئا كبيرا جعله هكذا,لا ادري كل أفكاري مشوشة,نهض خارجا إلى حيث يقبع عصفوره ربما يريحه الجلوس والنظر إليه....

في القصر صوت غريب شابه بمعزوفة حزينة,ألحانها تخترق أعماقك, الذي يعزفها يعبر عن حزنه العميق وألمه الدفين, كانت تجلس رحيق بالطابق السفلي لوحدها, لم تخف من كل ما يحدث, لا يهمها شيء,كانت تنظر إلى الفراغ بكل عمق وحواسها كلها مشدودة,كأنها بسرها كانت تتبع الحان المعزوفة, استمرت الألحان تعزف بحزن اكبر,
كأن الذي يعزف يتذكر أحداث مؤلمة حصلت معه, وقلبه النازف لا زال يحترق وجعا, اعتراها حنين إلى غرفتها القديمة, نهضت متجهه إليها, فتحت النور, رأتها كما هي لم يتغير شيء سوى أن طفلة المثقلة أصبحت أنثى واعية وناضجة,تذكرت شيئا برق بذاكرتها كلمح البصر, ولكن ذهب, أخذت تفتح الأدراج بحثا عن شيء نسته تماما,
بحثها دون جدوى لم تجد شيئا...

" كيف لي أن أنسى, لا يعقل أنني أضعته, أين اختفى..!, انه كاشف أسرار هذا القصر, هو من سيجيب عن تساؤلاتي,لكن أين اختفى يا الهي, إنني أتذكر انه هنا بأحد الأدراج لكنه غير موجود, لا يعرف به احد سواي, أوصاني جدي بأن افتحه حين اكبر وانضج, حين افهم هذه الحياة الصعبة,لكن يال لحماقتي فرطت من بين يدي معرفتي الحقيقة التي كتبت بمذكرات جدي...!
..............................
بانتظار آرائكم وتوقعاتكم........

تحيتي معطرة بالجوري




الفصل التاسع عشر:

في غمرة أفكارها تذكرت أنها لم تتابع إعادة بناء المصنع من جديد, بعد أن احرق والتهمته النيران الجائعة التقطت هاتفها وتحدثت مع المسؤول عن كل شيء, بعد ان اتفقت معه, وطمئنت انه كل شيء على ما يرام, أمسكت أوراقها وقلم الرصاص, وبرقت فكرة بذهنها
جعلتها تبتسم........

خرج المدمرون الثلاثة كل على حده , منطلقا بسيارته مشعل النار بها من سرعتها,فموعد التدمير, أصبح قريبا جدا, اقرب من الروح إلى الجسد...

وبمكان الموعود وقف براء ينظر إلى هذا المكان الموحش فظلام بدأ يسدل ستارته ببطء, نظراته الهادئة تربك الصمت بهذه اللحظات العاصفة,دخان سيجارته يتصاعد بكل شقاوة,اخذ يستمع للحن حفيف الأشجار بكل إنصات, إلى أن حلت زوبعة كشفت عن المدمرون الثلاثة...
هبطوا معا بكل دقة, خطواتهم مدروسة كما خططوا لهذه اللحظة المجنونة,كل شخص منهم ملامحه ماكرة مصحوبة بنظرة شيطانية...
تحدث رئيس المدمرون...
ـ: ها قد أتيت على الموعد , فقد ظننت بأنك لن تأتي..
بكل هدوء يثير جنونك, ـ: لست أنا من يوعد ولا يوفي..
بسخرية,ـ:ياه أيوجد مثل هؤلاء الأشخاص في هذا الزمن..
نفث سيجارته وقال ,ـ: لست أدري أنت اعلم..
ـ:حان وقت لنكشف الاقنعه..
باستهزاء,ـ: اكشفها فهي مزيفة كما هو تمثيلك الغبي..
ـ: لا تحاول أن تخطأ على سيدك, لأنني باشاره سأدمرك..
قهقه ساخرا,ـ: يا الهي أنا ارتجف خوفا منك, يا سيدي الفاشل والمدمر..
ـ: أنت لا تعلم بعد مع من تتحدث..
بقسوة,ـ: بلى, أتحدث مع عقل مريض, عقل يفكر فقط ليدمر, عقل غبي, لا يستطيع التفريق بين الصح والخطأ..
ـ: كل هذا مدح لي شكرا, مهما تحدثت لن تغير موقفي من تدميرك بثلاث خطوات..
بكل استهزاء,ـ: الخطوة الأولى ما هي..؟
لم يكمل سؤاله, حتى انهالوا عليه أشخاص كان يقفون خلف الشجر,أخذوا يضربوه بكل قسوة, وهو يقاوم بكل مهارة وثبات, حركاته المدروسة, ضرباته القاضية, التي تعلمها حتى يقاتل من يدمره,وبشدة هذه المعركة الطاحنة, والدماء تنزف منه, غرز خنجرا في كتفه, وآخر بساقه وآخر ما سمعه,,,هذه هي الخطوة الأولى يا ابن الملاجئ...!!!....
وغاب عن الوعي, مغلقا عينيه الدماء تنزف من جميع أنحاء جسده المتعب,ترك حفيف الشجر يرثيه بصوته الشجي..
............................
بانتظار آرائكم..




الفصل العشرون:

ابتسمت برضا حين انتهت من رسم التصميم الذي خطر لها وهي بقمة تفكيرها أن تزيد عليه أشياء أخرى, نظرت إليه وتخيلت الفستان الجميل حين تصممه وترتديه الطفلة, حتما ستزيده جمالا, أمسكت قلمها ورسمت قبعة جميلة تتناسب مع نموذج الفستان, وأكملت رسم الجوارب التي بدأت برسمها وتركتها, في حين انتهائها نظرت إلى تصاميم نظرة أخيره, ستطلب منهم ان يسرعوا في العمل, لان موسم الخريف لصبح ببدايته, وحتما المشتريين بانتظارها كما كل مرة...

أغلقت عيناها, وشكرت جدها بسرها, الذي حفزها على نمو بهوايتها وإبداعها فيها, كان يشجعها, متيقنا بأعماقه بأنها ستكون النافذة الوحيدة التي ستخرجها من حزنها,وتجعلها تستنشق هوائها الذي سينعشها..

صاحت قائلة: لا تبتعد..
قال بكل هدوء: قدرنا من أراد ذلك..
نهضت متجه إليه وهمست: لكنني احبك..
صاح بها: وما ذنبي..؟
صرخت: ذنبك انك جعلتني أحيا بوهم اسمه الحب..
نطق بهدوء: ضعي اللوم على ماضيك..
خاطبته قائلة: أي ماضي تتحدث..انه طي النسيان..
خاطبها قائلا: لا سيبقى الماضي عقبه بطريقنا ...الوداع
صرخت وهزت جدران المسرح: لا ترحل, اكره الوداع..
صاح بقسوة: ماضيك هو من كان سبب افتراقنا..
جثت على ركبتيها على ارض المسرح وبكت بكاء مرير وأسدلت الستارة...

لم تتذكر أين قرأت هذا المقطع وبأي كتاب, فقد تذكرته بلحظة غريبة,اخذت تبحث بأدراج كتبها عن الكتاب المفقود بطي النسيان..........

ارتدت ملابسها الرياضية, وحذائها الرياضي, ارتدت حجابها المتناسق مع ملابسها, نظرت إلى المرآة نظرة أخيره خرجت من القصر بهدوء, منذ كونها طفلة لم تركض لمسافات طويلة,استنشقت الهواء النقي, استعدت جيدا , وآخذت تركض, وبذهنها العديد من الأفكار التي لا تحصى, أمور لم تفكر بها, وأخرى فكرت بها ولم تجد حل لها,لم تعلم كم قضت وقتا وهي تجري لكن الذي صدمها هو ما رأته, شهقت شهقة تردد صداها بلا توقف..
..................................
بانتظار آرائكم وتساؤلاتكم..

تحيتي..






الفصل الواحد والعشرون:

بيده كآس العصير الطازج, ينظر من النافذة المطلة على الشارع المكتظ بالبشر المختلفين, والشمس الراحلة نحو البعيد تودعهم بنظره أخيره, تناول الجرعة الاخيره وضع الكأس على مكتبه,يفكر وتصوراته تأخذه نحو البعيد..

" هاهاها حتما انه يغرق بدمائه النازفة, من هو الأحمق الذي سيذهب إلى تلك المنطقة المعزولة والمخيفة,ربما لن أراه إذا لم يساعده احد,أتمنى ذلك..!, حتى أضع جل اهتمامي لتدمير رحيق, تلك التي تصعد سلم النجاح بطريقة تدهشك, إنها غامضة وغريبة نوعا ما تثير اهتمامي, والذي يثير تساؤلاتي, إنها مصممة مشهورة على الرغم من ذلك تجدها ترتدي ملابس بسيطة كمثل غيرها,ترفض المقابلات الصحفية, بكل موسم تجدها جاهزة لعرض ما لديها,
حتى بآخر مرة حين احرق المصنع لم تجزع ولم تتذمر, بل سارعت ببناء مصنع جديد, إنها أول امرأة تثير حيرتي
سأكتشفك يوما إن غدا لناظره لقريب....

قطع سحابة أفكاره, دخول مساعده الثالث إليه يريد تحدث معه..حول تدمير البضائع المحملة بالسفن البحرية وإتلافها جميعها
وهكذا يدمر الجميع..
ـ: ماذا بشأن مشروع تدمير البضائع..؟
ـ: انه الآن يجري تنفيذه..
ـ: جيد جدا ..هذا ما نريده..
بتردد,ـ: لكن...
ـ: لكن ماذا...؟
بخوف،ـ: هل أنت متأكد من الأشخاص الذين سينفذون العملية..؟
بتأكيد,ـ: نعم,لو أنني اشك بهم بلا تردد لم أعينهم لدي..
ـ: لكن أخشى أن يفضح امرنا عن طريقهم يوما ما..
باطمئنان,ـ: هذا لن يحدث فأجورهم الباهضة كفيلة بأن تصمت أفواههم..
اخذ يقهقه بجنون ولا نعلم جنونه أين سيصله.....................................

بعد أن استفاق من غيبوبته القصيرة, نزع الخنجرين بكل صعوبة من جسده, حاول النهوض لكن جسده لا يقوى,إلى أن سمع صوت شهقة قوية,نظر إليها ووجدها فتاة شابة, يدها على فمها مصدومة, وبعدها غاب من جديد بغيبوبة ألا وعي..........
............................................
بانتظار آرائكم..

يتبع.............




الفصل الثاني والعشرون:

جثت بقدميها على الأرض بجانبه, حاولت أن تجعله ينهض, يفتح عينيه, لكن لا جدوى, دموعها تنهمر , لا تعلم ما الذي يجب عليها فعله, ركضت نحو سيارته تبحث عن قنينة ماء, وأخيرا وجدتها , أسرعت بخطوات خائفة, نثرت على وجهه قليل من الماء, فتح عينيه ببطء,وأغلقها من جديد...
صرخت,ـ: لا استقيظ...استيقظ ...أرجوك...
ـ: هممممم
ـ: استيقظ لا تغب عن الوعي من جديد ,سأساعدك..
فتح عينيه على الرغم من ثقل التعب على كاهله, حاولت أن تجعله ينهض وبصعوبة نهض, فتحت الباب الخلفي لسيارته وضعته بها بصعوبة,قادت السيارة متوترة, وزاد توترها هذه الأشجار التي تحيط بها تحاول التركيز وتفكير للخروج وأخيرا رجعت إلى الخلف واستطاعت الخروج, خرجت من المكان نحو الشارع الرئيسي مسرعه,
خفقات قلبها الخائفة تسابقها,حرقت الشوارع من شدة سرعتها, وأخيرا وصلت الى اقرب عيادة طبية, ترجلت من السيارة وخرجت بأقصى سرعتها نحو داخل العيادة,شرحت حالته
باختصار إلى الطبيب,خرج معها ومعه من طلب منهم ان يساعدوه, وضعوه على السرير الطبي وشكرهم الطبيب,
بدأ بالفحص الطبي, وضع المغذي وحين انتهى التفت إليها...وقال..
ـ: الحمد لله بأنه لم ينزف كثيرا لكانت حالته سيئة جدا..
بقلق,ـ: هل هو بخير...؟
بابتسامة مطمئنة ـ: نعم لا تقلقي..من حسن الحظ ان خدوش الخناجر لم تكن عميقة بل سطحية..
بتساؤل ـ: لكن لماذا فقد الوعي..؟؟
ـ: انه شيء طبيعي, فجسده على الرغم من بنيته القوية لكن حتما يدخن السجائر التي أضعفته وهو لا يعلم
وجعلته لا يقاوم إلا قليلا ويفقد الوعي ودماءه التي نزفت كان لها دور بهذا..
بارتياح ـ:الحمد لله أنني استطعت إنقاذه..
ـ: نعم هي رحمة السماء تهبط علينا لترحمنا..
ـ هل سيبقى طويلا هنا..؟
ـ: سيبقى لساعات معدودة..وسأكتب له بعض الفيتامينات المقوية حتى يستعيد نشاطه..
ـ: شكرا على لطفك , هل بمقدري أن أبقى معه..؟
ـ: العفو هذا واجبي, يمكنك البقاء, لدي غرفة أخرى أعددتها لمثل هذه الطوارىء..
خرج وتركها مع هذا الرجل الغريب المجهول الاسم والهوية, أخذت تفكر بهذا القدر الذي يكتب لنا بألواحه العجائب التي تدهشنا وتقلب لنا حياتنا بصورة لم نحلم بها...

نظرت إليه بحيرة, وبغرابة هذا الموقف الذي جمعها معه,بأن تنقذه وهي تجهله,أخذت تدقق فيه, شعره ناعم اسود, بنية جسده قوية, له جاذبية مدهشة,قسمات وجهه تدل على عدم ارتياحه هناك شيء يؤلمه, بشرته الداكنة المميزة, أبعدت ناظرها عنه, له رهبة وقوة جعلتها تبعد ناظرها عنه, كموجة رياح باردة أثلجتها وجعلتها ترتعد...

همسة: هناك أشخاص يقتحمون حياتنا فجأة وهناك آخرين يكونون معنا طوال حياتنا ولا نشعر بهم...
..............................................
بانتظار آرائكم..وتوقعاتكم..

تحيتي..




الفصل الثالث والعشرون:

كاد ان يحطم كوب الماء الذي بين يديه, وهو يفكر بطريقة جديدة لتدمير, انتبه على نفسه ووضع الكأس على المكتب, مزق أوراقه التي أمامه, وهو يحاول كتابة خطة جديدة لكن عبث, لأنه قبل قليل وصله خبر بأن براء تم إنقاذه وهو بخير, أراده أن يبقى هناك بلا نجدة, أن يتعذب لان ذنبه الوحيد هو نجاح بزمن الفشل...!!

بأحلام براء هناك خيالات غريبة,خرجت من ماضيه, من صندوق عقله الباطن, تشابكت الأطياف ..الصور ..الأصوات.. منذ طفولته...جلس الطفل متحسرا ينظر الى باقي الاطفال الذين يلعبون بكل فرح,يصرخون..يقفزون..
في شارع الحارة الضيق, الطفل : أريد أن ألعب معكم...؟
الأطفال: لا نريدك ان تلعب معنا..
الطفل بخذلان: لماذا...؟
تقافزت أجوبة الأطفال على مسامعه كالأسهم الحادة التي مزقته..
ـ: لان والدتي منعتني من لعب معك فلا والدين لك...وأخلاقك سيئة؟!؟!
ـ: لأنك يتيم الوالدين...
ـ: اشكر الله ان هذه العجوز الطيبة من قامت برعايتك لأنك لا تستحق الحياة فأمي كما قالت عن أمك هي*****
ـ: لا يحق لك اللعب معنا نحن أفضل منك بكل شيء لدينا والدين وأنت ماذا لديك...؟
ـ: انصحك بالبقاء بالمنزل كما هن الفتيات لأنك عار على مجتمعك..!
دموعه تكاد تنهمر من ألم هذه الكلمات التي وقعت كرصاصات قاتلة على قلبه البريء, ابتعد متجها حيث تلك العجوز
الحنونة الطيبة التي جعلته ينسى بأنه يــــتــــيم...
فتح عيونه ببطء مستيقظا من حلم ذكره بحدث نساه او حاول نسيانه يوما, اغلق عينيه من جديد مبحرا نحو شاطىء غير محدد....

كان طفلا
كنت طفلة
لا نفقه شيئا
كان ذنبنا ان نحمل خطيئة
والدينا..
لنقاتل بهذه الحياة
بحثا عن وجودنا
المهمش تحت اسم
يتيم ويتيمة وملجىء...

نظرت الى ساعتها وجدت بأن الوقت مضى دون انتباه منها,نظرت إليه, وجدته يفتح عينيه ببطء, حاول النهوض لكن جسده مازال متعبا, نظر إلى حوله واستقرت نظراته الى تلك الفتاة, تبادر بذهنه لماذا هي هنا, لكن تذكر انها
آخر ما وقع عليه نظره وشهقتها المصدومة,اغلق عينيه وبداخله يتوعد بالمدمرون الثلاثة, اقسم بين نفسه أن يرد الصاع صاعين لهم, فتحها مجددا, ونطق أخيرا..ـ: أريد كأس ماء..
انتبهت رحيق ونهضت مسرعة وسكبت له الماء, رشفه ببطء,ـ: بالشفاء والصحة والهناء...
أومأ رأسه شاكرا لها...
سألته,ـ: هل أنت بخير..؟
بجمود,ـ: نعم...لا اعلم كيف أقوم بشكرك على إنقاذك لحياتي..
ـ: لطف الله بنا ورحمته هي من تنجينا من أصعب المصائب,أردفت..من فعل بك ذلك..؟
بهدوءـ: إنهم بشر بعقول مريضة, يعشقون التدمير ويكرهون النجاح...ويوجد كصنفهم بهذه الحياة الكثيرون...
ـ:هل هم أعداء لك ...؟
بسخريةـ: لا أعداء لنجاحي...
ـ: فهمت لكن من هم..؟
باستهزاءـ: إنهم..............المدمرون الثلاثة.............
شهقت شهقة عاليه,ـ: ماذا.....................؟
.....................
بنتظار آرائكم.........
تحيتي..






الفصل الرابع والعشرون:

شهقت شهقة عاليه,ـ: ماذا.....................؟
تعجب من دهشتها,ـ: هل سبق لك أن سمعت عنهم....؟
ضحكت بسخرية, ـ: كيف لم اسمع عنهم وهم من احرقوا مصنعي ونجوت بأعجوبة وتهديداتهم لم تنتهي....
صدم وأردف,ـ: إذن أنت رحيق المصممة المشهورة الذين حاولوا تدميرك لأنك ناجحة...
بمرارةـ: نعم أنا التي نجحت وتعبت حتى وصلت إلى ما أنا عليه.. وبالنهاية تصطدم ببشر كهؤلاء يريدون تحطيمك...
بحكمة,ـ: تيقني من لم يجرب النجاح لمرة واحدة سيعشق تدمير الآخرين بذنب لم يقترفوه لأنهم فقط نجحوا وتفقوا عليه والفاشل بقي كما هو بحسرته وحقده الذي أوصله هنا...
أطبق الصمت على المكان بكل سكونه وهدوءه, فقط صوت انفاسهما تسمع, كل منهما يفكر باتجاه مختلف يتعلق بذاته,إلى أن دخل الطبيب ليطَمئن على براء...
ـ: ماذا تشعر الآن..؟
ـ: الحمدلله بخير..
ـ: جيد جدا..سأقوم بفحصك حتى أصرح لك بالخروج مع زوجتك...
دهشت رحيق وأبعدت وجهها بعيدا حتى لا يرى ملامح الخجل التي ارتسمت على وجهها..
حين انتهى الطبيب من تشخيص حالة براء, أعطى رحيق تقرير الأدوية, وبعض النصائح المهمة, خرجا معا
حاولت رحيق مساعدته لكنه قال بحدة...ـ: شكرا لك لكن لا أريد شفقتك أكثر من ذلك,
حاولت تبرر موقفها,ـ: لكن أنا لا أشفق عليك, أردت مساعدتك..
بسخريةـ: شكرا على تضييع وقتك الثمين معي, إذا سمحت أن تقليني إلى منزلي سأكون شاكرا لك..
رحل كل منهما تائه بدوامة أفكاره التي لا تحصى, ولا يعلمان ماذا يخفي القدر لهما من مفاجآت...

أوصلته رحيق إلى قصره, دخل بخطى متعبه لكن بعينيه بريق قوة وتحدي عجيب,رفض محاولتها للمرة الثانية مساعدته , قدمت له مفتاح سيارته, واختفت من أمامه كالبرق,ركضت نحو الشارع باحثة عن سيارة تقلها إلى منزلها,
أثناء ذهابها كانت تفكر, به وبمعاملته الغريبة لها, لم تفعل له شيئا, احصل معه شيء جعله هكذا, أم ماذا............؟
..............................
بانتظار آرائكم وتساؤلاتكم..




الفصل الخامس والعشرون:


كما كان مسبقا وحتى الآن وحيدا, يشكو ألمه, يشكو تعبه, يتعذب لوحده ولا توجد يد رقيقة تخفف عنه تعبه, أنينه سمعته الجدران والأبواب ,بكت عليه اللوحات, لكن لا جدوى قسوته طبقها على نفسه منذ الصغر, كره كل صنف حواء , كره الشفقة, كره العطف المزيف, كره كل شيء..

" تبا لكل حواء وجدت على هذه الأرض, إنهن يشبهن بعضهن , هي مثل أمي وغيرها والكثيرات, اكره نظرة الحنان التي رأيتها بعينيها, لا تلوموني لأنني باختصار فاقد كل شيء, فاقد القلب الحنون الذي يحتويني, فاقد اليد التي تثبت عزيمتي, فاقد للشعور بأني إنسان, لا تتوقعوا من يتيم مثلي أي شيء, أنا الذي أنجبتني والدتي من علاقة خاطئة وألقت بي أمام بيت العجوز وولت هاربة, أنا الذي تعذبت من قسوة المجتمع نحوي,من قسوة أفكارهم ونظراتهم, أرجوكم افهموني, أنا إنسان لا أكثر, إنسان بقلب ومشاعر بكيان ووجود,عانيت من ميتم احتواني حتى لا اشرد, عانيت حين كبرت, عانيت وحتى الآن أنا بمعاناة, على من أضع اللوم على قدري أم زمني أو على حظي الخائب والعاثر...آآه اسمعوا آهات يتيم بكي بكل الليالي, نظراته مكسورة وجوده فقط لشبه إنسان"

ألقى بنفسه على فراشة باحثا عن نوم ربما يريحه وينسيه بعض من أحزانه والالامه التي لا تحصى...

همسة: جميعنا نعاني ونتألم, جميعنا نصرخ ونتعذب لكن هذا لا يقاس بعذاب وألم وحزن اليتيم الذي قسى عليه الزمن وانكره المجتمع, ونظروا اليه نظرة دونية, لكن لا يعلمون بأنه أفضل منهم بكثير عند خالقهم...

دخلت القصر ولم تفاجىء بتلك الأصوات المزعجة التي استقبلتها بحفاوة, لكنها بدأت تتلاشى شيئا فشيئا, ذهبت متجهة نحو الغرفة المحظورة,أخذت تتصنت ولم تسمع شيئا,انهارت وسقطت أرضا, تبكي بشدة, تبكي على نفسها
تبكي على غرابة قدرها الذي وضعها وسط ألغازه العجيبة, أوهامه المجنونة, أحداثه الغريبة,سمعت صوت مواسيا لها..

ـ: رحيق طفلتي لا تبكي أرجوك...لا تبكي لا تعذبي جورجيت..
صرخت ـ: كيف لي بأن لا ابكي, اهذه حياة أعيشها..!, هذه ليست حياة, أريد أن أكون كما الفتيات الأخريات, لست محتجزة هنا باحثة عن سر يتعلق بي, وجورجيت تلك من هي.................؟
ـ: رحيق حتما أعصابك متوترة اذهبي لترتاحي..
صرخت بقوة,ـ: لن اذهب ولن ارتاح مادمت هنا, مادمت كالحمقاء لا اعلم شيئا عن هذا القصر وعن جورجيت وعنك أنت,, من أنت يا ترى..؟ أجيبي وتلك الأصوات والمعزوفات التي اسمعها ما هو مصدرها.......؟
ـ: اهدئي ستعلمين كل شيء بوقته ليس الآن...
ببكاءـ: متى حتى تؤخذ روحي وادفن بقبري الحتمي...
صاحت بها,ـ: لا تتفوهي بهذه الكلمات مرة أخرى...
بسخرية,ـ: يهمك أمري كثيرا,إذا كان يهمك أجيبي عن جميع تساؤلاتي او دعوني بشأني أحيا حياتي..
ـ: لا استطيع, أنت أمانة اؤتمنت عليها...
ـ: من هو الذي ائتمنك على نفسي...
ـ: إنها جورجيت...
صاحت,ـ: جورجيت ....جورجيت مرة أخرى وأخرى, سئمتها, وأردفت, من هي....؟
لم تنطق, نهضت وصعدت الى الطابق العلوي, تريد الابتعاد عن كل شيء...........

دخلت غرفتها وألقت بنفسها على سريرها, وجدت الطفلة تبكي, احتضنتها واختلطت دموعهما, حاولت تهدئتها بصعوبة هدأت, نظرات الطفلة البريئة تبحث عن شيء مفقود وهو والدتها, أين ذهبت؟, ومن أنت؟, غالب رحيق التعب والنعاس فقد حدثت أحداث كثيرة فوق طاقتها, نامت بلا أحلام كما تعودت لأنه بنظرها لا يحق لها ان تحلم وهي تحيا دوامة متعبه حول علامات استفهام لا تحصى بلا أجوبة تذكر...
.................................................. .
بانتظار آرائكم وتساؤلاتكم......

تحيتي معطرة بالاوركيد..






الفصل السادس والعشرون:

ينفث دخان سيجارته بكل جنون, كأنه لم يخرج قبل قليل من عيادة الطبيب الذي أعطاه نصائح كثيرة ومنها ان يبتعد عن التدخين, لكن لم يبالي بشيء, لا تهمه صحته , لا تهمه الدنيا, لا يهمه شيء سوى الوصول إلى غايته, سيلقن المدمرون الثلاثة درسا لن ينسوه أبدا, إذا أرادوا أن يقذفوه إلى الهاوية, سيكون الأذكى ويقذفهم بدلا منه,طال تحديقه العميق بالفراغ, وسيجارته تحترق, ولا يعلم أنها تحرق صحته وشبابه قبل ان تحترق...

استيقظت من النوم فجعة على اثر رنين هاتفها المدوي, تعجبت من هذا الاتصال المفاجىء من رئيس الأمن..
ـ: هل حصل شيء؟
بقلق وتوتر,ـ: عذرا على اتصالي بهذا الوقت لكن....
بخوف,ـ: لكن ماذا لا تثير أعصابي...
ببطء,ـ: سيدتي أحرقت تصاميم الخريف التي أصبحت جاهزة..
شهقت شقهة عاليه, صدمت صدمة قوية وسقط الهاتف من بين يدها ليتناثر على الأرضية الرخامية لأشلاء,
لم تفعل شيئا سوى أغلقت عيناها وعادت للنوم, ربما عقلها الباطن جعلها تتوهم بأنه حلم لا أكثر...

وفي مكان الحدث, هناك في تلك الغرفة المغلقة المخصصة لحفظ أفخر الألبسة والتصاميم, احدهم أشعل فتيل النار فيها, وولى هاربا, لم يستطيع الأمن فعل شيء سوى الاتصال بالمطافىء بعد ان التهمت النار كل شيء, وتصاعد الدخان, ورائحة القماش المحترق....

تجلس تلك المرأة المتوسطة في السن,على حافة المقعد الحديدي في حديقة "مأوى العجزة" تنظر الى النساء الجالسات مع بعضهن يتقاسمن الدقائق بحلوها ومرها, وهي مبتعدة قليلا عنهن, تفكر بهذا الزمن الغريب الذي يدور بنا بدولابه
ليعيد الأحداث بنفس النمط لكن بأشخاص مختلفين, نظرة الندم بعينيها جليه, هناك دموع تكاد تنهمر بأي لحظة, وهناك بأعماقها تتحسر على ارتكابها جريمة بحق.............................
...
.................
يــــــــتــــــــبــــع
الفصل السابع والعشرون...



الفصل السابع والعشرون:

جلست بجانبها إحدى النساء, وضعت يدها على يد تلك المرأة فأجفلت, انتبهت لها تبسمت ابتسامه مكسورة لهذه الانسانة التي كلما رأتها هكذا تحاول ان تجعلها تنسى قليلا وتتسلى معهن..
ـ: ما بك يا سلمى, أتتحسرين على أولادك الذين ألقوا بك هنا , لا يستحقون شيئا يكفيهم العار الملتصق به لأنهم وضعوك هنا...
ـ: لا يا ليلى لا أفكر بهم, بل أفكر بهذا الزمن الدوار, حين نفعل شيئا بزماننا يدور الزمن بنا ويحدث لنا..
بهدوء,: عزيزتي هذه هي الحياة وهكذا هم البشر لن يغيرهم شيء..
ـ:أتمنى لو يعود الزمن إلى الوراء لأصحح غلطة اقترفتها بلا قلب..
همست,ـ: وهل يعود الزمن يوما..!!!
ـ: لا يعود لنتعذب أكثر, ويقتلنا الندم والألم بخناجره ويريق دمائنا كيفما يشاء..
صاحت بها,ـ: كفاك تشاؤم, الحياة ليست هكذا, هيا انهضي معي لننضم إليهن ولتخرجي من دوامة أفكارك المرعبة..
ـ: لا أريد..
ـ: بلى ستأتين, اصطحبتها بكل صعوبة وأجبرتها على الجلوس معهن وأخذت تستمع إلى أحاديثهن المضحكة و ابتدأت تلك الأفكار تتلاشى من حيث أتت...

نهضت رحيق, تذكرت تلك المكالمة التي صدمتها, ابتسمت بسخرية, نهضت واستبدلت ملابسها, قبلت الطفلة النائمة وخرجت, انطلقت بسيارتها بهدوء غريب, ردت فعلها عجيبة, لم تنبس ببنت شفه ,لم تصرخ, غريب كأنه هدوء ما قبل العاصفة, او ركود قبل ثوران البركان,وصلت الشركة, مزاجها السيء لم يجعلها ترد على أي تحية موجهه إليها,
دخلت مكتبها, وأمرت سكرتيرتها بأن تحضر إليها جميع الأعمال المستعجلة, انغمست بشغلها ولم تعلم كم من الساعات مرت عليها وهي جالسه خلف مكتبها, بعالم أعمالها الغير منتهية...

لفت انتباهه تلك اللوحة الغريبة كأنها تحركت من مكانها,أغلق عينيه عاد برأسه إلى وسادته, وهمس بين نفسه انه يحلم, وشتم نفسه بأنه غبي ليضعها في غرفة نومه, ليتخيل خيالات لا وجود لها, من ضمنها حركة تلك اللوحة الغريبة, نهض من فراشه لان النوم هرب من عينيه, استبدل ملابسه وخرج وبرأسه هدف واحد...
.............
بانتظار آرائكم وتساؤلاتكم...


تحيتي..





الفصل الثامن والعشرون:
ترجل من سيارته, ناظرا إلى المبنى الشاهق, لشركة المصممة المشهورة"رحيق", دخل متجها نحو الاستقبال, وسأل عنها, اصطحبته إحدى العاملات,لمكتبها, اخذ ينظر الى ألوان الجدران التي اختيرت بدقه, وديكورات التي توحي بأن هذا المكان لامرأة فقط ولا مكان للرجل فيه, أخيرا سمحت له بالدخول, دخل بخطوات واثقة بنفس الجمود الملون بالغموض..., طلبت منه الجلوس ومازالت عيناها تنظر إلى الأوراق التي بين يدها, رفعت رأسها وشهقت..
بمرح,ـ: إنها تحيه جميلة لي دائما كل رأيتِ طيفي تشهقين...
ارتبكت وحاولت ان تجمع كلماتها,ـ: لم أتوقع أن أراكِ وأنت لم تتعافى جزئيا,والطبيب نصحك بأن لا تتعب نفسك..
بهدوء,ـ: اعلم بأنك لم تتوقعي مجيئي لكن أردت أن أشكرك على مساعدتك لي..
بتفهم,ـ: لا شكر على واجب, آمل ان تأخذ دوائك بمواعيده وان تنتبه لصحتك, وتبتعد عن التدخين..
بجمود,ـ: شكرا على نصيحتك لكن التدخين لن ابتعد عنه...
بتحدي,ـ: ستبتعد عنه انه يضر بصحتك, يقتل قلبك وشبابك وحياتك انه ضار..
ـ: لا ليس ضار, إنها من تخرجني من غضبي وعصبيتي, من تهدأ النار المشتعلة بداخلي...
بسخرية,ـ: ياااه كم هي مفيدة بنظرك...
ـ: مفيدة جدا ...عشقي لها بلا حدود...
بكل هدوء,ـ: أتسمح لي بأن أرى علبة سجائرك..
أعطاها إياه بهدوء, ابتسمت بابتسامة شيطانيه, أخرجت جميع السجائر وأتلفتها جميعها أمامه, وألقت بها بسلة المهملات, ونظرة التعجب على وجهه لم تتغير..
أردفت,ـ: كما أتلفت علبة معشوقتك , ستتلف صحتك وقلبك وجسدك وأنت لا تعلم, كما أتلفتها بقسوة هي ستفعل بك هكذا, حين تتعب وتتألم..
باستهزاء,ـ: مهما فعلتي لن تغيري نظرتي بها, أنا ذاهب لأشتري غيرها...
بتحدي ـ: حقا, سنرى من سينتصر أنا أم أنت...
بسخرية,ـ: الحرب بدأت من هنا وستنتهي قريبا بخسارتك..
وخرج تاركا وراءه رحيق تشتعل من الغضب, ومن تفكيره الخاطىء...........

على سريرها في ذاك المكان تجلس سلمى بهدوء,تحدق بلا شيء, الستائر البيضاء يلهو بها الهواء مداعبا لها ليثير غيرة الشمس,جدران الغرفة بيضاء تحتوي على عدد من الآسرة وحدها بالغرفة جليسة ندمها تندب غباءها وعدم عقلانيتها , نهضت وفتحت الخزانة المتوسطة, نظرت إلى حقيبتها الصغيرة,وجدتها كما هي , فتحتها وتأكدت من المبلغ الصغير الذي احتفظت به,أغلقت الحقيبة وعادت بها إلى الخزانة, وقفت بجانب النافذة, تنظر الى الحديقة الخضراء, تسرب إلى مسامعها ضحكات تلك النساء الطيبات, ابتسمت, انهمرت دمعة على خدها مسحتها, نظرت إليهم مطولا , كأنها نظرة أخيرة أو نظرة وداع.............

الاستعدادات قائمة في مأوى العجزة, للقيام بحفلة للمسن الكبير الذي بلغ من العمر سبعون عام, ساعدتهم سلمى بجميع الاستعدادات, ابتسمت معهم, ضحكت ومرحت وبعينيها نظرة وداع,في حين ابتداء الحفل والكل منشغل بالغناء, تسللت إلى الغرفة, حملت حقيبتها, وخرجت بحذر, هاربة من المأوى, وقفت قليلا لتنظر إلى الحارس الذي يبدوا انه ذاهب الى الحفلة التي دعوه لمشاركتهم بها , اختبأت حتى لا يراها, حبست أنفاسها, وأخيرا ذهب, بعدما تأكدت انه لا يوجد احد تسللت هاربة, مجتازة البوابة, خارجة نحو الحرية نحو رحلة البحث عن شيء مجهول...

........................
بانتظار آرائكم..

يتبع.....................







الفصل التاسع والعشرون:

في اجتماع المدمرون الثلاثة, يتصاعد الدخان من حولهم وكل واحد منهم منشغل بشيء سري , نطق أخيرا الزعيم..
ـ: قريبا سنبدأ بالخطوة الثانية..ستكون مدمرة الى حد لن يستطيع النهوض ورفع رأسه..
ـ: ورحيق..؟
ـ: تلك لها اتجاه آخر..سأخطط لها بكل استمتاع..
ـ: أعلمت بالضجة الكبيرة التي حدثت بالسوق بعد معرفتهم بأن البضائع أتلفت وأموالهم أتلفوها بأيديهم..
ابتسمت ابتسامة شيطانية,،ـ: إنها أروع ضجة حدثت , أبهجتني كثيرا, الكل عائم بالفاجعة, يبحث عن الفاعل
سنترك لهم الشكوك تقتلهم جميعا وتخلصنا منهم, وهكذا لا يقع ذنبهم بأيدينا..
ضحكوا جميعا, على عقولهم المجنونة, وتفكيرهم الغريب..........


فكرت رحيق بفكرة عجيبة, ابتسمت وطلبت من سكرتيرتها أن تحضر ما تريده, نهضت وأخذت حقيبتها, خارجه نحو القصر,قادت سيارتها ببطء, تسرب إلى مسامعها الألحان الكلاسيكية كما أطلقت عليها رحيق يوما( الألحان الروحية) لأنها تجدها هادئة تداعب أرواحنا,شارفت أن تصل القصر, نظرت الى حولها كل شيء هادىء توقفت وخرجت متجهه إلى داخل, لفت انتباهها النوافذ مفتوحة, وستائر تتطاير بكل حرية يداعبها الهواء كما يريد, تعجبت ولم تبالي, مهما بحثت , مهما حاولت الوصول إلى الحقيقة, مهما جادلت تلك التي تحادثها من داخل الغرفة ستخرج بجدال عقيم, حركت كتفيها بلامبالاة ,استقبلتها ساندي, محتضنة الطفلة الباكية...
ـ: سيدتي حمدا لله انك لم تتأخري
بقلق,ـ: ما الذي حدث...؟
ـ: الطفلة منذ استيقاظها وهي تبكي ولم تهدأ ورفضت الحليب حاولت معها كثيرا..
تبسمت بحنان أخذتها إلى أحضانها,ـ: هل الحليب جاهز..؟
ـ: نعم سيدتي..ها هو..
قبلت الطفلة بحنان, مسحت دموعها بكل رقه احتضنتها وأخذت تلتهم الحليب بجوع شديد..
ساندي بسخط,ـ: يالها من طفلة أرهقتني وأنا أحاول تهدئتها وفي حين آتيتي هدأت ببساطة..
ضحكت رحيق,ـ: إنها طفلة بحاجة إلى الحنان, وهي بحاجة لي كما أنا بحاجة لها..
ابتسمت ساندي لهما وذهبت تعد كوب قهوة لرحيق........................

نهضت لتضع الطفلة بسريرها, استبدلت ملابسها وذهبت بكل شوق الى فرشاتها ولوحاتها تريد الرسم, تريد وتريد..
احتست كوب القهوة قليلا, أمسكت فرشاتها وأخذت تعبث بألوانها, وقع نظرها على اللون الأحمر, أخذت ترسم به مع باقي الألوان حتى أصبحت اللوحة يغلب عليها اللون الأحمر, تعجبت من نفسها فهي لا تحب ان تستخدمه, غريبة هي بغرابة لوحاتها الملطخة بألوان عجيبة...

لهثت سلمى بقوة, تعبت وهي تبحث وتبحث بلا جدوى, تبحث عن شيء فقدته منذ ستة وعشرون سنه, تأخرت كثيرا إلى ابعد الحدود لتستيقظ الآن وتبحث عن شيء اختفى بين الثرى,همست:
يجب ان ابحث عن مسكن وبعدها ستبدأ رحلة البحث ولن أيأس, يكفيني عذاب سنين مضت اغرق في بحور الندم, ألوم عقلي وقلبي كيف تخليت عن قطعة مني..كيف؟, والآن لست ادري هل هو على قيد الحياة ام انه.........
..................
بانتظار تساؤلاتكم وتوقعاتكم...

تحيتي معطرة بالجوري...




الفصل الثلاثون:


تعجب براء من هذه الهدية المجهولة التي وصلته بلا إشارة تذكر عن مقدمها, فتحها ببطء , كانت علبه متوسطة الحجم مغلفة تغليف جميل, الشرائط الحمراء تزينها بكل دقة, فتحها بفضول يخترق العلبة ليعلم ما بها, امسك بالغليون
ونظر إليه متعجبا ,من يعلم أنني اعشق التدخين!! ليهديني هذا الغليون الجميل, لكن...هناك شيء غريب بالغليون, شيء لا اعلم ما هو, سأقوم بتجربته, اقترب العود المشتعل بكل شقاوة , و ...و ....و...حدث انفجار قوي أشبه بالمفرقعات النارية, وأصواتها العالية والشرار منفعل منها, غضب وعبس, من هذه الهدية المضحكة, أخذ يتمتم...لكن من مـََن هي......؟, مـََن أرسلها لي وسخر مني ؟, ليجعلني أضحوكة بعد ما انفجر الغليون ودخانه التصق بوجهي......, كاد يخرج بوجه المصطبغ بالدخان الى الخارج,لكن انتبه للورقة التي سقطت من الهدية سهوا.. , وكانت....

"حظا سعيدا....يا عاشق التدخين
أتمنى أن تنال إعجابك هذه الهدية الرائعة..
هل ستبقى مصرا على التدخين بعد هذه المفاجأة...؟!!!!
لدي مفاجآت أخرى لك..
تحيتي..رحيق..............."
انكمشت الورقة بين أصابعه, انفعل أكثر وزاد غضبه لان الهدية السخيفة كانت منها, حتى تبعدني عن معشوقتي (السيجارة) لكن لا لن أتخلى عنها وسنرى ماذا ستفعلين يا رحيق..........؟


لم تكتمل اللوحة بعد , تلك اللوحة التي لم تتم منذ شهور طويلة وقد منعت عن رسمها وأحرقت وهاجت بها النيران لردعها عن رسمها ولم تبالي بالتحذيرات ورسمتها مرة أخرى, نعم إنها لوحة للقصر,تحتاج إلى ضربات ورتوش نهائية وتنتهي, لكن لا ادري لماذا لم ترد رحيق إنهائها !!,عثرت عليها أخيرا بين لوحاتها الموزعة بجميع الزوايا, نظرت إليها بعمق كبير, التفتت الى فرشاتها وألوانها, وعادت النظر إليها, وبداخلها إصرار ان تنهيها اليوم حتى لو كلفها حياتها بحين انتهائها,بعد مدة قضتها وهي تضع لمساتها الأخيرة عليها, تركتها تجف وخرجت مغلقة الباب خلفها,نحو الطفلة الصغيرة التي تلهو وحدها......

في الطابق السفلي بالقصر, هناك صوت يصرخ...اكرهها......امقتها...كما كرهت والدتها,إنها أصبحت الآن صورة مصغرة عن والدتها, لماذا الزمن يعشق أن يعيد نفسه؟, لماذا لا يدعني بشأني, تحاول كشف حقيقة كتمت طي النسيان,وذاك الكتاب اللعين الذي كتب فيه العجوز الأحمق مذكراته عن كل الذي حدث, كم هو غبي ليسلم مفتاح الحقيقة إلى ابنة من قتل والدتها بيديه...........!!!!!!!!!!
.................................
بانتظار توقعاتكم.......

تحيتي...



الفصل الواحد والثلاثون:

وضع سماعة الهاتف بمكانها, وابتسم ابتسامة خبيثة, وهتف,ـ: ستبدأ الخطوة الثانية من الغد,دخل إليه صديقه ومساعده بالتخطيط,...
ـ: هل فعلت شيئا....؟
ابتسم ابتسامته الخبيثة,ـ: نعم, شيء رائع وجميل,سيحدث قنبلة بالصحف والمجلات , سيثير جدلا قويا..
ـ أتقصد الخطوة الثانية..؟!!
ـ: نعم إنها هي... أردف قائلا: وستكون أقوى ضربة يتلقاها له ولنجاحه..!
ـ: لكن ألم تخطط بأنك ستدمر رحيق أولا لماذا بدأت به..؟
بحنق,ـ: هكذا لأنه يغيضني, فقد كسب مؤخرا أموالا طائلة..
ـ: حسنا...رحيق ماذا ستفعل بها...؟
ـ: دعها لي إنني اخطط ببطء حتى تصدم صدمة قوية ولا تستطيع استيعابها...
ـ: همممم كما تريد أنا خارج الآن... وداعا..
ـ: وداعا......

أخيرا وصلت سلمى المكان المطلوب, الحارة القديمة التي مكث بها يوما لتخبىء عار لازمها حتى الآن, نظرت إلى كل شيء بتعجب, فقد تغير كل شيء تغيرا جذريا, الناس..الأطفال...المنازل..وغ� �رها,طرقت على احد الأبواب تسأل عن منزل العجوز التي ائتمنتها على شيء غال على قلبها,فتح لها الباب...
ـ: هل من خدمة تريدينها...؟
نظرت إليها بخوف,وقالت بارتباك,ـ: لا...اقصد نعم.. أريد أن أسألك عن عجوز كانت تقطن هنا هل مازالت موجودة!
ـ: لا اعرف أحدا عذرا سيدتي..
أغلق الباب بوجهها..
طرقت الكثير من الأبواب والجواب ذاته...
إلى أن طرقت أخر باب وكانت امرأة كبيرة بالسن استقبلتها بترحاب..
ـ: أهلا ابنتي هل تبحثين عن شيء..؟
ـ: نعم ابحث عن عجوز اسمها... كانت تقطن هنا منذ ستة وعشرون سنة..
صمتت لبرهة, وكررت ـ: منذ ستة وعشرون سنة وأبحرت بعيدا نحو عالم الماضي البعيد..
ـ: هل تعلمين ما حل بها..؟
ـ: أتقصدين تلك العجوز التي كان لديها طفل ترعاه ووجدته أمام باب بيتها..
قالت مراوغة,ـ: لا ادري المهم أنني أريد ان اعرف ما حل بها..؟
بأسف,ـ: يؤسفني أن أخبرك أنها ماتت منذ عشرون سنة...؟
صرخت مصدومة,ـ: ماذاا............؟ وأردفت...لا يعقل ..لا يعقل..
ـ: هدئي من روعك يا ابنتي..
أجهشت بالبكاء, لا على العجوز بل أنها فقدت الأمل برؤية ابنها أو معرفة مكانه,,,
حاولت مواساتها,ـ: جميعنا سائرون على هذا الطريق..
بعد عدة دقائق تماسكت وهدأت..
ـ: ماذا حدث لطفل الذي اعتنت به...؟؟
ـ: تم نقله إلى الميتم...
كادت تصرخ لماذا, لكن حاولت الحفاظ على تما***ا, وأردفتـ: ماذا كان اسمه...؟
ـ: على ما اذكر..كان.. براء*****
ـ: شكرا لك على هذه المعلومات التي أفادتني..
همت بالنهوض, لكن سألتها: لماذا سألتِ عن الطفل انه أصبح شابا بالعشرين من عمره ..؟
ارتبكت,ـ: أريد أن أسلمه ورث العجوز فقد بحثت عنها طويلا حتى أسلمها إياه..
ـ: إذا أردتِ معرفة أين هو ابحثي عن مخبر سيساعدك بالبحث او اذهبي إلى الميتم ربما زارهم يوما وترك عنوانه..
التمعت عيناها ببريق الأمل وتفاؤل..شكرتها بحرارة وخرجت باحثه وأمامها طرق طويل مليء بالجهد والتعب..

اشتم براء رائحة حريق منبعثة من غرفة نومه, هرع مسرعا ليرى ما حدث, وجد اللوحة التي اشتراها حديثا قد احترقت, وهي ذات اللوحة التي أرادت رحيق شراءها لأنها لوحة للقصر الملعون,لكن الغريب هو أنها وحدها احترقت بدون شيء, حاول ان يخمد النار بالماء لم يستطع, لأنها كانت قوية وهائجة بشكل عجيب, والأغرب أنها لم تمسس أي شيء,احترقت بمكانها وانطفأت أيضا بمكانها..!!, مما زاد استغرابه, ظن نفسه ان بحلم لكن الحقيقة ما رآه
أغمض عينيه وفتحهما مرة أخرى ووجدها كما هي لم يتغير عليها شيء بألوانها وكآبتها, كاد ان يجن...

ـ: يا الهي ماذا يحدث ...؟ ماذا يجري؟؟, هل حقيقة ما رأيته..؟, أكاد اجن, كم أنا غبي لأصر على شراءها ,منذ الوهلة الأولى حين رأيتها شيء خفي جذبني إليها, لكن لم اعلم ما هو,سأنزعها حالا من هنا لا أريد ان احلم كوابيس مزعجة بسببها..
حاول نزعها لم يستطع, عاد الكرة مرارا لم يستطع, غضب وصرخ: تبا لك أيها القصر ولمن رسمك...! وأغلق الباب خلفه وسمع ضحكة مدوية, خرج بسيارته مسرعا قبل ان يفقد عقله................
..........................................
بانتظار آرائكم وتساؤلاتكم..

تحيتي .......احلى وردة جورية..
قريبا سينكشف السر بالاجزاء القادمة....




الفصل الثاني والثلاثون:

أخذت الطفلة تلهو مع رحيق بكل سعادة تتفوه بكلمات غير مفهومة, تبتسم ابتسامة تخطف القلب والعقل, عيناها زرقاوين يأخذانك نحو بحر مليء بالسعادة, ابتسمت رحيق لها وقبلتها,احتضنتها أكثر بحنان بالغ,مما جعل الطفلة تنطق بكلمة لم تعي معناها ...ماما...التمتعت عيني رحيق بالدموع ..كررتها الطفلة مرة أخرى.. ماما..هطلت الدموع وتدفقت من عينيا بغزارة, احتضنتها اكثر, وجلست تبكي على قدر هذه الطفلة التي حرمت من والديها, وستكبر ايضا بلا والدين نعم يتيمة كما هي حريق..كما هو براء.. كما هم الملايين بهذا العالم الموحش..

تذكرت رحيق تلك اللوحة التي شاهدتها بالمعرض منذ فترة, وأرادت شراءها, خطر ببالها ان تقابل الرسام الذي رسمها, لتعرف سر وجودها, نظرت الى طفلة وجدها نائمة بأحضانها وعلى وجهها ابتسامة بريئة, ابتسمت لها ووضعتها بسريرها ودثرتها جيدا, استبدلت ملابسها وطلبت من ساندي ان تبقى بجانبها, خرجت من القصر مشوشة الذهن , تحاول التفكير بجميع الاحتمالات لكن عبث,بعد ان تأكدت من العنوان, نظرت الى منزله الجميل والمتناسق بجميع ألوانه قرعت الجرس, وفتح لها أحدهم..
ـ: بماذا أخدمك سيدتي..
ـ: أريد ان أرى الرسام المشهور::::::::...
ـ:: هل لديك موعد معه...؟
ـ: كلا.. أخبره ان المصممة المشهورة رحيق تريد رؤيته..؟
ـ: حسنا سيدتي..
عاد بعد دقائق وطلب منها الدخول.., اخذت تنظر الى جمال منزله منبهرة بكل شيء, تمتمت بين نفسها: لدية ذوق رفيع جدا...
وجدته منكب على لوحته يرسم باستمتاع, انتبه لها وحياها..
ـ: اهلا بك سيدتي.. اعذريني لانني قابلتك هكذا بملابس الرسم ..
ـ: لا عليك..
ـ: ما هذه الزيارة الجميلة..؟
تبسمت بخجل,ـ: اردت ان اسألك سؤالا واحد..؟
ـ: ما هو..؟
بتوتر ـ: كان بمعرضك لوحة...آه لوحة مرسوم بها قصر كئيب جذبتني كثيرا وأردت شراءها وأخبروني انها ليست للبيع..؟
ـ: هممممم تذكرتها..كثيرون من سألوني عنها..
بتساؤل,ـ: كيف قمت برسمها...؟, اردفت بمكر,ـ: هل هو حقا موجود...؟
ـ: هل تريدين معرفة كل شيء عنها..؟
أجابت بلامبالاة,ـ: كما تشاء..
ـ: سأخبرك.. قبل سنة من الان جاءت لدي امرأة ذات شعر اشقر وعينين خضراوين في ساعة متأخرة من الليل , كانت تحتفظ بصورة..طلبت مني رسمها.. وانا تعجبت من مجيئها في هذه الساعة وطلبها الغريب, وهذا جعلني استنتج انها لا تخرج الا في الليل كانها ابنة ليل لا ادري لماذا استنتجت هذا..؟ ,سألتها متى تريدينها اخبرتني بعد اسبوعين, بهذه المدة رسمتها وانهيتها كما في الصورة..انتظرتها يوم ..يومين شهر واشهر ولم تأتي..وحين قررت افتتاح معرضي اردت ان اعرضها لربما تحضره وتشتريها ولكنها لم تأتي امتنعت عن بيعها لكن تعبت من نظر اليها والى كآبتها فقررت بيعها واشتراها أحدهم ولا اذكر من هو..
ـ: غريب, كل هذا , وهذه الامرأة التي اتت فجأة واختفت ايضا..
ـ: نعم اوافقك بالرأي.. فوقتها ليس مناسب..
ـ: ربما استنتاجك صحيح..
ـ: لا ادري..
جلسوا يتحدثون عن الرسم والالوان وشتى المواضيع وبعدها نهضت, وألتقت عليه تحية
ـ: استمتعت كثيرا بهذه الزيارة..
ـ: شرف كبير لي زيارتك..
خرجت من هناك وجميع الاسئلة تتقافز الى ذهنها باحثة عن اجابة..

اثناء قيادتها لسيارتها,أخذت تفكر باستنتاجات توصلها للحقيقة..
" هممممم اخبرني اوصافها شعر اشقر وعينين خضراوين, لا اعتقد انهما حقيقة, اظن انها كانت ترتدي شعر مستعار وعدسات لاصقة فقط للتمويه, ومجيئها بذاك الوقت يدل انها تخشى الخروج لشيء او لسبب يمنعها من الخروج بالنهار, لكن........هناك شيء نعم, واجزم انها تلك المرأة التي تتحدث معي خلف الباب الغرفة المحظورة بالقصر هي ذاتها التي اتت الى الرسام ليرسم اللوحة, نعم لانها بالنهار لن تستطيع الخروج فانا سأنتبه لها, لكن في الليل نعم
يااااااااااه لماذا لم انتبه.......
..............................
بانتظار آرائكم..
ابتداء من هذا الجزء ستكشف الحقائق ببطء..
انتظروني..

تحيتي.




الفصل الثالث والثلاثون:

يااااااااااه لماذا لم انتبه............ بكل يوم اسمع في ساعة متأخرة صوت سيارة مسرعة ومبتعدة, لماذا لم انتبه , سأبقى في الليل مستيقظة سأرى ما سيحدث, إذا لم ترد إخباري بالحقيقة سأبحث عنها, فقط لو أجد مذكرات جدي العجوز, فقد كتب كل شيء عندها سأعلم كل شيء, سأبحث مجددا بغرفته ربما أجد شيئا, لأنه فقد من غرفتي لا ادري أين ذهب.."

وصلت القصر ودخلته بهدوء, مغلقة الباب خلفها, اتجهت نحو غرفة ذاك الجد العجوز الذي رباها, لكن الذي فاجأها وجدتها مغلقة, حاولت ان تفتحها لم تستطع, تذكرت أنها وضعت المفاتيح بإحدى أدراج المطبخ, اتجهت مسرعة وأخذت تبحث عن المفاتيح بلا جدوى لم تجد شيئا,أغمضت عيناها بألم فتحتها بطء وجدتها معلقة بمسمار على الحائط, نظرت إليها نظرة تعجب, لأنها وضعتها بيدها في درج المطبخ, إذن من قام بأخذها وأعادها هنا....!!!!

أخذت تجرب جميع المفاتيح,وأخيرا فتح الباب, أضاءت النور, نظرت اليها بشوق منذ زمن لم تدخلها, أغلقت الباب خلفها وبدأت رحلة البحث...

اخذ رئيس العصابة, الأوراق التي تحتوي عنه جميع المعلومات عن براء,ابتسم ابتسامة كريهة, ونظرة شيطانية تلمع بعينيه,
" بهذه الأوراق سأدمره لأبعد الحدود, فقد يظن انه سيعيش حياته بهدوء بعيدا عن ماضيه, سأستمتع بتعذيبك, سأدمر نجاحك,لن تبقى طويلا تصعد سلم النجاح سأحطمه بيدي, من الغد استعد مفاجئتي يا براء,استعد جيدا...
دخل عليه سكرتيره..
ـ: سيدي, رئيس الصحيفة الذي طلبته انه بالخارج ينتظر الدخول..
ـ:أدخله حالا وأغلق الباب خلفك..
ـ: حسنا..
دخل رئيس الصحيفة وصافحه..دعاه للجلوس..
ـ: يشرفني ان تدعوني لمقابلتك..
ـ: أردتك بموضوع مهم جدا, ستجني صحيفتك مبلغ كبير عليه مني ومن جميع الناس الذي سيشترون الصحف..
ـ: كيف..؟
اقترب منه,ـ: واخذ يخبره بصوت منخفض كفحيح الأفعى..

خرجت من غرفة جدها, فارغة اليدين لأنها لم تجد مذكراته وأوراقه اختفت بشكل غريب,حل الظلام ببطء, انتظرته رحيق طويلا لكن تذكرت شيء,يجب عليها فعله,بحثت بحقيبتها وأخيرا وجدت الورقة المطوية التي أعطاها إياها براء,اتصلت به وانتظرت الرد..
ـ: مساء الخير..براء
ـ: مساء الخير.
ـ: براء أريد منك خدمة لن أنساها أبدا ..تهمني كثيرا..
ـ: ما هي..........؟
ـ: بعد ساعة من الآن أريدك أن تكون خارجا بسيارتك على طريق::::: وتقف جانبا..
باستغراب ـ: لماذا .......؟
ـ: سأخبرك كل شيء لا حقا, أريد أن تراقب السيارة التي ستخرج وانتبه جيدا أريد ان تتأكد انه يوجد فيها امرأة أيضا.
ـ: حسنا...لا تقلقي سأفعل ما شئت..لكن بعد ذلك..
ـ:بعد أن تلاحقهم إلى المكان المطلوب اتصل بي وسأكون هناك فلا تبتعد لن استطيع دخول المكان وحدي يجب أن تكون بجانبي..
ابتسم براء على عبارتها الأخيرة,ـ: على الرغم أنني لا أقدم خدماتي بسهولة لكن أنتِ انقذتِ حياتي لن أنسى ما فعلتِ..سأفعل ما طلبت كوني جاهزة...إلى اللقاء...
ـ: الى اللقاء..
أخذت تمشي بالغرفة ذهابا وإيابا بتوتر وقلق...
.........................
بانتظار آرائكم الجميلة وتوقعاتكم..

احلى وردة جورية..








الفصل الرابع والثلاثون:

بحثت سلمى بجميع الملاجىء ولم تجد له أثر,وقفت أمام الملجىء الأخير, دخلت إلى الداخل وطلبت مقابلة مديرة الملجىء...أذنت لها بالدخول..
ـ: مرحبا سيدتي بماذا أخدمك...؟
ـ: جئت هنا لأسأل عن طفل احضر إلى هنا وكان بالسادسة من عمره..
ـ:ما اسمه..؟
ـ: براء::::::::::::::, منذ عشرون سنة احضر الى هنا..
ـ: لكنه أصبح شابا كبيرا..هل يهمك أمره إلى حد كبير معرفة بكونه كان هنا ام لا..؟
ـ: نعم كثيرا..أريد أن أسلمه أمانة اؤتمنت عليها..
طلبت المديرة من سكرتيرتها ان تبحث عن اسمه بالسجلات....وبعد بحث طويل ومتعب وجدته لكن الذي صدم سلمى ما أخبرتها به مديرة الميتم..
ـ: المكتوب هنا هو...انه هرب من الميتم بعد قضاءه يوم فيه وبحثت عنه الشرطة ولم تجده وبالنهاية وصلتنا الأخبار انه انتقل إلى رحمة الله..
علامات الدهشة عليها واضحة ,الدموع تكاد تتقافز من عينيها كالنهر, شكرتها وخرجت مسرعة, نعم فقدت الأمل بكل شيء, تحطمت كالزجاج الى قطع متناثر والندم يكاد يمزقها أخذت تبكي على ماضي رحل خاطفا معه ابنها ومستقبل اسود لا أمل فيه..

يجلس براء بسيارته ينتظر بقلق ينفث دخان معشوقته, بوسط انتظاره وقلقه, مرت بجانبه سيارة مسرعه كالصاروخ حرك سيارته بسرعة ولحق بها مسرعا دون ان ينتبه احدهم, دخلوا أماكن كثيرة إلى ان وصوا المكان المطلوب, خرجت منه امرأة ورجل الى مكان مسمى " بار السعادة......... "

اتصل براء في رحيق حالا , واتت إلى المكان المطلوب بصعوبة, هبطا معا وقفا يحدقان بذاك المكان,
همس براء,ـ: ماذا سنفعل....؟
ـ: سندخل الى داخل بعد ساعة, بعد ان أتأكد أنهم ثملوا..
ـ: حسنا...لكن أظن انك لن تدخلي بملابسك وحجابك...
ابتسمت,: كيف علمت...؟
ـ: لان الذي اعرفه أنهم لا يسمحون لآي امرأة بالدخول هناك إلا إذا كانت ترتدي زي قصير وزينة صاخبة ..وأيضا ضحك بعدها وأردف,: بصحبة رجل وسيم..
تبسمت,ـ: لكن ليس إلى حد أن ارتدي زي قصير, سيكون محتشم ولن ينتبهوا لنا لأنهم حتما ثملوا من تأثير الشراب..
راقبا المكان..وأخذا ينتظران الدخول بفارغ الصبر........

بعدما انتهت رحيق من وضع الزينة وترتيب ملابسها, انتهت الساعة التي حددوها,هبطت من السيارة,دهش براء من جمالها الصاخب ورقتها وروعتها..همس...
ـ:هل تريدين الدخول هكذا.........؟
ـ: نعم...لدي كشف الحقيقة مهمة جدا..
ابتسم براء,ـ: يا الهي سأدخل معك هكذا ويتقافز الرجال من حولنا ..ماذا ستفعلين حينها...؟
ـ:سأبدأ بالبكاء..لان أعصابي على شفيرة الهاوية..
ـ: هيا...
تشابكت أيديهما,ابتسما معا ابتسامة كبيرة حتى يجيدان التمثيل على الجميع هناك....

بعد خروج رئيس الصحيفة, ابتسم ابتسامته المقيتة بزهو ,شرب كأس الماء بعطش شديد, وحدق بالفراغ راحلا مع خيالاته المدمرة,بوسط خيالاته خطرت له فكرة ستدمر رحيق لأبعد الحدود..ومفتاحها تلك الطفلة..!!!!!!!!
.............................
بانتظار آرائكم وتساؤلاتكم..
تحيتي..






الفصل الخامس والثلاثون:

لفتت نظر الجميع بجمالها, حدقت بها العيون مخترقه كل أجزاء جسدها, وضع براء يده على وسطها جذبها إليه ليحميها من هذا الجمع الغريب, جلسا على طاولة من الطاولات البعيدة قليلا, أخذا ينظران الى الجميع بشكل طبيعي حتى لا يثيران الشك,جاء اليهما النادل ..
ـ: ماذا تريدان أن تشربا..؟
أجاب براء,ـ: سنطلبك لا حقا..
سألت رحيق,ـ: لحظة أريد ان أسألك شيئا..؟
ـ: تفضلي سيدتي..
ـ: أنت تعلم من يحضر هنا دائما..؟
ـ: نعم بالتأكيد..
ـ:حسنا.. أريد ان أسألك عن امرأة ذات شعر اشقر وعينين خضراوين تأتي بساعة متأخرة مع رجل ربما الرجل نفسه دائما تحضر معه هل تعرفهما..؟
ـ:هل تقصدين السيد جوردن :::: الذي يحضر دوما مع صديقته..؟
بمكر,ـ: آه ربما, لكن لا اعرف اسمه اذا رأيته سأعرفه حالا..
ـ: سيدتي انظري الى جهة اليمين هناك بتلك الطاولة يجلسان إذا أردتِ الذهاب اليهما..
ـ: شكرا لك..
ـ: العفو سيدتي..
نظرت اليهما ودققت جيدا نفس الأوصاف التي وصفها الرسام..ربما هي..
أخبرته بصوت منخفض..
ـ: براء أنهما هما ونفس الأوصاف..
ـ: من..؟
ـ: أنهما الذي طلبت منك ملاحقتهما.. سأخبرك كل شيء دعنا نخرج وادفع الحساب..
ـ: لم نشرب شيئا,
ـ:ادفعه هكذا حتى لا يشك بنا احد..
خرجا كما دخلا,في حين خروجها تنفس صعداء,ركبا كل منهما سيارته وتواعدا ان يجلسان بمطعم قريب, بحين انتهاءها ارتداء حجابها وملابسها خرجت, حيث كان ينتظرها..
دخلا معا, وجلسا باحدى الزوايا, أخبرته كل شيء وبحين انتهاءها أردفت ,ـ: إذا لم افعل هكذا لن أجد الحقيقة..
ـ: حسنا هل سنعود إلى هناك مرة أخرى..؟؟
ـ: نعم, وسنجلس معهم أيضا سنعلم كل شيء
ـ:لكن ستعلم من انتِ
ـ: لا تخف فهي لا تعلم ما هو شكلي, والصوتي لن يخطر لها فقد تركتني بالقصر احل الغز, أريد أن أفاجئها تظن نفسها ذكية وهي أغبى البشر..
،ـ: لن تتوقع هذا منك..
ـ: نعم فقد سئمت من كل الذي يحدث أريد ان اخرج من هناك و أحيا حياة طبيعية..
جلسا يتحدثان بمواضيع شتى ومنها ما سيفعلانه بالغد.......وبعدها رحلا كل منهما بطريقة على أمل ان يلتقيا بالغد..

استيقظت صباحا منزعجة,تشعر بشيء مشئوم سيحدث في يومها,استبدلت ملابسها,وهناك إحساس يقودها نحو الطفلة,لم تجدها بسريرها,ظنت أنها لدى ساندي ربما تطعمها,لكن الذي فاجأها,دخول ساندي المفاجىء باكية والدماء تنزف منها بغزارة..
صرخت رحيق بخوف,ـ: ماذا حدث لك...؟

ببكاء,ـ: سيدتي...........
...........................
بانتظار آرائكم وتساؤلاتكم وتوقعاتكم..

تحيتي





الفصل السادس والثلاثون:

ببكاء,ـ: سيدتي........... اختطفوا الطفلة وضربوني بشدة...!
بهلع وخوف,ـ: ماذا..........؟,لكن من.....؟
ـ: سقطت منهم ورقة وكتب عليها المدمرون الثلاثة..
صرخت بصوت عال,ـ: لا
هرعت إلى هاتفها الخلوي,ضغطت الأرقام بسرعة..
ـ: براء...ساعدني...اختطفوها..اخت طفوها
بقلق,ـ: من هي....؟
ـ: إنها....وغابت عن الوعي من هول الصدمة التي لم تتخيلها يوما...
حاولت ساندي ان تجعلها تستيقظ لكن انتبهت إلى هاتف سيدتها الذي بقي مفتوحا وصوت براء ينبعث منه ينادي باسمها,
ـ: سيدي أرجوك أن تأتي حالا لا اعلم ما علي فعله...
ـ: حسنا سأتي حالا...أريد العنوان..
أخبرته العنوان وانطلق قاطعا المسافات قلبه يسابقه إلى هناك وهو لا يعلم....

وقف امام القصر وشهق شهقة مصدومة, لم يتخيل يوما ان اللوحة التي اشتراها يمكن ان تكون حقيقية وانه الآن امام هذا القصر الغريب والاغرب من يسكن بالقصر....... رحيق!!!, نعم رحيق الفاتنه والرقيقة, استيقظ من صدمته فقد تذكر رحيق وترجل من سيارته خارجا خطواته متسارعه ودقات قلبه كالطبول التي لا تكاد أن تتوقف, فتحت له ساندي بعجل,
ـ: حمدا لله انك حضرت..
بخوف,ـ: أين هي...؟
ـ: انها, بالطابق العلوي...
صعد السلالم بسرعة, فتح الباب ووجدها على الارض فاقدة للوعي,جثا بقدميه بجانبها, حاول ان يجعلها تستيقظ,لكن لا جدوى, بحركة جنونية,وضع رأسها بحضنه وهمس..
ـ: رحيق عزيزتي..!, استيقظي, انهضي لتكتشفي الحقيقة,لندمر المدمرون الثلاثة, لنجد الطفلة, الطفلة بحاجتك وأنا أيضا, لا تتركينا, أرجوك استيقظي,لا تدعيهم ينتصرون علينا, تماسكي لا تضعفي,دعينا نكتشف سر القصر, وجورجيت, انهضي من اجلي , الجميع تركوني, وأنت لم تتركيني,استيقظي......
انهمرت دمعة مالحة على خده لتسقط على خدها الناعم والرقيق, بعد برهة أشبه بدهر كامل, فتحت عيناها, وأول ما وقع نظرها عليه هو عيون براء الحزينة والمتألمة, ابتسمت له, فرد لها ابتسامة أروع منها, لكن تلاشت الابتسامة حين تذكرت الطفلة,نهضت كادت ان تسقط لولا ان براء ساندها ووضعها على الأريكة, أحضرت لها ساندي كأس ماء, وشربته بعطش شديد....
ـ: سنحاول ان نجد حل لندمرهم, وتدميرهم سيكون عن طريق الطفلة, نفذوا الخطوة الثانية من تدميرهم وليس مستبعد أن ينفذوا الخطوة الثانية لتدميري...
بهلع,ـ: لكن الطفلة أخشى عليها ان يفعلوا بها شيئا..
مطمئنا لها, ـ: ليسوا أغبياء, ليفعلوا ذلك..أنهم اختطوها ليضغطوا عليك لتتنازلي عن نجاحك لكن لا تضعفي مهما كانت التهديدات ..
بخوف,ـ: لا ادري, انا خائفة عليها لا اعلم كيف هي الآن وهل سيعتنون بها..
ـ: لا تقلقي, يريدونها على قيد الحياة, ليستمتعوا بتدميرك ببطء...
قاطعتهما ساندي,ـ: سيدتي لم أخبرك شيئا بشأن الورقة....
ـ: ما بها..؟
ـ: قرأت المدمرون الثلاثة ولم اقرأ الرسالة...
هتف براء,ـ: أين هي؟؟
أعطتها له, وقرأها بصوت عال وكانت..
................
بانتظار آرائكم..

تحيتي..



الفصل السابع والثلاثون:

قرأها بصوت عال وكانت..

تحياتنا الحارة لك ....
نتمنى أن لا تنهاري فطفلة ستكون لعبتنا المسلية, لا تقلقي بها,إنها بأيدي أمينة, لن نفعل بها شيئا, مقابل ان تتنازلي عن جميع أملاكك لنا بيع وشراء, و إلا سنرسل الطفلة مقتولة لك, اختاري الطفلة أو المال, لديك عشرة أيام من الآن, اليوم سيخصم من عشرة أيام يبقى لك تسعة أيام مهلة كافية لتفكري جيدا, ستنتهي المدة في اليوم التاسع في الساعة الثامنة مساء,
وداعا...
* مدمرون الثلاثة*

كاد أن يسحق الورقة بين يديه لكن تذكر أن لا ذنب للورقة ليمزقها بوحشية....
حل صمت لبرهة طويلة عليهم جميعا,انهمرت الدموع على خدي رحيق بغزارة,نهضت بجنون, دخلت غرفتها, وأغلقت الباب خلفها, أخذت تحطم كل شيء وقع نظرها عليه,
أصبحت غرفتها مليئة بالفوضى وحطام الأواني الزجاجية وأناء الورد المختلط مع مرآتها المتلاشية لقطع لا تذكر, خاف عليها براء كثيرا, دخل الغرفة ووجدها متكورة على نفسها,
بشكل محزن ومبكي ,جثا بقدميه بجانبها,وبسرعة مفاجئة دفنت نفسها بأحضانه باكية, تبكي على نفسها وعلى قدرها وعلى طفلتها,تبكي أيام مضت وسنين احرقها الألم...

في مركز الشرطة, هناك يجتمعون لحل لغز المدمرون الثلاثة, فقد بحثوا عنهم ولم يجدوهم بأي مكان...
رئيس الشرطة,ـ: أنهم ماكرون جدا يختبئون بمكان ما ويوكلون أشخاص آخرين حتى لا يقعوا بالفخ...
ـ: نعم, هذا صحيح, وأظن الضجة الإعلامية التي حدثت صباح اليوم بشأن براء::::::::::
كانوا هم ورائها فالذي نعلم به إنهم عاشقون لتدمير أي نجاح..
ـ:هممممم صحيح,وأيضا رحيق فقد قاموا بتدميرها ووقفت بثبات وعادت من جديد,لكن الذي يغيضني ان البضائع التي أتلفت الشعب بحاجة إليها كثيرا,فقد وصى عليها اكبر التجار وساعدتهم الدولة بذلك,لنفاجىء بخبر مفجع إنها أغرقت بالبحر والفاعل مجهول..
ـ: يجب ان نجدهم بأي طريقة توصلنا إليهم, نحن بحاجة لآي مفتاح صغير يوصلنا الى الحقيقة...
بثقة,ـ: سنجدها حتما قريبا.......
طلب منه ان يحضر المجرمين الذين اشتبهوا بقتل امرأة طاعة بالسن وسرقتها, خرج معاونه يفكر بهذا اللغز الكبير الذي يحتاج إلى أداة سحرية لتفك اللغز......

نظرت سلمى من نافذة غرفتها الصغيرة, بألم والدموع انهمرت على خديها بمرارة تجرعتها سنين طويلة,أغمضت عينيها,وطيفه يلاحقها حين وضعته باكيا أمام منزل الامرأة العجوز,عادت من جديد بذاكرتها للوراء حين قابلت من أحببته, من وهبته نفسها بلا تردد,من عاشت معه أجمل اللحظات السعيدة,وفي النهاية حين قابلته بمكتبه.....

ابتسم بمكر,ـ : أهلا بك عزيزتي, اشتقت إليك , إنها مفاجئة جميلة منك أن تزوريني في مكتبي..
ابتسمت,ـ: انتظرت مجيئك ولم تأتي, قلقت عليك...
ـ: لا تقلقي أنا بخير عزيزتي, تعلمين ظروف العمل..
ـ: انتظرتك لأخبرك بخبر سار وسعيد..
ابتسم,ـ: ما هو.......؟
بتوتر,ـ: أردت ان أخبرك..آه أنني احمل بأحشائي طفلك..
اختفت الابتسامة وحل مكانها الغضب,ـ: ماذا.......؟ لا يعقل..حتما تمزحين ألم أخبرك أنني لا أريد أطفالا..
أغلقت عيناها بألم,ـ: لكن انه هدية جميلة انعم علينا بها الخالق..
بغضب,ـ:لا أريده افعلي أي شيء لتتخلصي منه..
انهمرت دموعها,: انه روح ولا أستطيع قتل روح بيدي, انه جرم كبير وفظيع..
بنبرة غاضبة ومخيفة,ـ لا يهمني المهم ان تتخلصي منه وأيضا سأقدم لك مبلغ كبير
لا أريد ان أرى وجهك بعد اليوم, فانا مقدم على الزواج بأخرى تناسبني من نفس مستواي الاجتماعي.. وأردف بتهديد,ـ: ان علمت انك حاولت الاقتراب مني سأقتلك..
نهضت منهارة,تمتمت بكلمات ناجت بها خالقها العالم بكل شيء..

وبعد هذه المقابلة, زادت إصرار على أن تبقيه حيا, عاشت أيام صعبة وقاست ,في ليلة من الليالي المظلمة خطف بها القمر, صرخت صرخة حطمت النوافذ والجدران,ساعدتها امرأة على توليدها, خرج الطفل باكيا, وحكم عليه منذ خروجه من أحشاء والدته ان يعاني ويتألم لوحده كما خرج,بعدها بأيام معدودة, علمت أن والده عازم على تخلص منه بأي طريقة, خوفا من الفضيحة التي ستدمر مركزه,فاضطرت أن تضعه أمام بيت الامرأة العجوز وولت هاربة دموعها كشلال لا يتوقف عن التدفق..وبعدها بفترة عرض عليها الزواج من رجل متوسط الحال,ولديه أربع أطفال,عانت معهم كثيرا, ولم يتقبلوها لأنها بنظرهم خطفت مكان والدتهم,كبروا وكبرت هيه وكبر الندم بداخلها, إلى ان توفى زوجها وبعدها بمدة زوجاتهم لم يستحملن وجودها فألقوا بها بمأوى العجزة,لم تستطع لومهم فقد ألقت بأبنها بلا رحمة ولا شفقة والسبب حمايته من ابيه الذي لا رحمه لديه........................

وضعها براء على سريرها بعد ان تعبت من البكاء ونامت بهدوء,وخرج من القصر يفكر بحل لهذه المشكلة,لكن الذي فاجئه وصول رسالة على هاتفه الخلوي وكانت...
................................
بانتظار آرائكم وتساؤلاتكم..

تحيتي..





الفصل الثامن والثلاثون:

لكن الذي فاجئه وصول رسالة على هاتفه الخلوي وكانت...

حظا طيبا يا براء..
أنصحك بأن تقرأ جميع الصحف اليوم
لدينا مفاجئة جميلة جدا..
تمنينا أن تبقى على قيد الحياة..
* المدمرون الثلاثة*

تعجب من هذه الرسالة,وابتسم بسخرية وتمتم....إذن تمت الخطوة الثانية,وقف بسيارته قرب أقرب مركز تجاري, اشترى جميع أنواع الصحف, ولما رأى عناوين الصحف بخط كبير..
صدم لبرهة لم يستوعب كل الذي كتب...

قنبلة اليوم.......خبر من وراء الستار عن ..
براء رجل أعمال المشهور..
ابن الملاجىء, عاش يتيما, بلا أبوين محددين, ربما من علاقة محرمة, ترك أمام بيت امرأة عجوز, ترعرع بالأزقة والحارات وحاويات الفضلات, يعيش وحده والأخبار التي أنبأتنا انه يقيم علاقة محرمة مع المصممة المشهورة رحيق ولم يتزوجا......!!!!!!!!!!!!!!!

مزق جميع الصحف وألقى بها خارجا,قاد سيارته مسرعا, غضبة مشتعل كنار لا يطفئها شيء...
" تبا لهم جميعا, تبا ألف مرة, يا الهي حتما هؤلاء ليسوا من البشر, اهو الجنون يفعل بهم هكذا,ام حقدهم على نجاح بحد ذاته, ما ذنب رحيق ليفعلوا هذه الضجة الإعلامية, يا الهي
شوهوا سمعتها أنا لا أبالي بنفسي, كيف سأخبرها ستسقط فاقدة الوعي مجددا,رحماك يا الهي,زدني صبرا وقوة لأوقفهم عند حدهم"

قهقه المدمرون الثلاثة فرحين بما فعلوا,عيونهم التي تلمع بلمعة شيطانية فرحة وسعيدة..
ـ: يااااااااه كم هو جميل اليوم, أحدثنا ضجة بجميع الصحف,وضربنا عصفورين بحجر واحد..
قهقه مساعده,ـ: كم تمنيت ان أرى وجه براء ورحيق حين تلقوا المفاجئة..
ـ: دمرناهما إلى حد لن يستطيعا الوقوف من جديد..
ـ: والطفلة..؟
ـ: ما بها...؟, ستبقى لدينا لتسعة أيام بعد ان تسلمنا رحيق كل ما تملك..
ـ: لكنها لا تكاد تتوقف عن البكاء ..
بقسوةـ: أصمتها بأي طريقة, ستبقى لدينا لوقت طويل..
قهقه الجميع ولا يعلمون انه سينقلب بوقت ما الضحك إلى بكاء...

.............................
بانتظار آرائكم وتوقعاتكم..



الفصل التاسع والثلاثون:

وصل أمام القصر الملعون, نظر إليه لبرهة طويلة,وتنهد,خرج من سيارته بخطوات متناسقة,كاد أن يضغط زر الجرس لكن الذي صدمه مجموعة من الصحف المتنوعة التي نشرت الخبر صباح اليوم موضوعه أمام الباب, لتقرأها رحيق وتصدم, امسك بها بغضب,
وضغط زر الجرس,بعد دقائق, فتحت له ساندي,وأذنت له بالدخول..

ـ: تفضل سيدي..
بتساؤل,ـ: هل استيقظت رحيق....؟
ـ: كلا ليس بعد..
ـ: إذن سأنتظرها ,سأبقى هنا إذا استيقظت اخبريني...
ـ: حسنا..

صعدت ساندي إلى طابق الأعلى,وبقي براء وحده, اخذ ينظر إلى المكان الغريب,الغبار يملؤه لكنه لم يشوه جماله الباذخ والمبهر, لفتت انتباهه لوحة أعجبته نزعها من مكانها لكن الذي فاجئه سقطت ورقة مقصوصة من جريدة قديمة جدا, التقطها بتعجب والذي صدمه صدمة قوية, رأى صورة للقصر وتحته خبر غريب كتب عنه.......

أرادت سلمى أن تشتري بعض الطعام لكن الذي لفت انتباهها الجرائد جميعها تحمل نفس الخبر عن رجل الأعمال براء,اشترتها جميعها ونسيت أمر الطعام.......!.

علامات التعجب جلية على وجه براء, حين قرأ الخبر الغريب عن هذا القصر...

" أول فيلم سينمائي سيمثل بأواخر القرن التاسع عشر بقصر الموت...بإخراج المخرجة المشهورة الجميلة ..جــورجيــنا.., ببطولة ملكة المسارح ســوزانــا وصديقتها ماري..
سيتم تصوير أول مشهد بعد أسبوع, نتمنى ان لا تقع حادثه موت بالقصر وتوقف تصوير الفلم.......

توقف عن القراءة, كل الأفكار بذهنه متشابكة, مشوش التفكير,يحاول ربط المعلومات بذهنه مع الذي كتب هنا لكن عبث, كل تساؤلات تدور بلا توقف...متى... وكيف..بأي وقت.....!؟


.....................
بانتظار آرائكم وتوقعاتكم..

تحيتي..معطرة بأرقى الورود..







الفصل الاربعون:

جلست ساندي بجانب سيدتها,نظرت إليها , العلامات على وجهها ليست مبشرة بالخير,
كأنها تحلم حلم مزعج, وأخذت تنادي باسم الطفلة...جـنـى.. وأخذت تردده مرارا,ومن ثم استيقظت فزعه , تنفست بعدم ارتياح, نبضات قلبها متسارعه, ووجهها شاحب, حاولت تهدئتها ساندي..

ـ: سيدتي, مابك...؟
ـ: لا تقلقي أنا بخير, لكن حلمت حلما مخيف رأيت طفلتي تبكي كثيرا وكلما اقتربت لأمسك بها يظهر لي ثلاثة أشخاص بأيديهم خناجر ملطخة بالدماء, توعدوا لي بقتلها..
ـ: هدئي من روعك سيدتي انه مجرد حلم لا أكثر..
ـ: لكنه مخيف, حمدا لله انه ليس حقيقة,أردفت,ـ: هل حضر براء مجددا..؟
ـ: نعم سيدتي, انه بالطابق السفلي ينتظرك من وقت قصير..
بقلق وخوف,ـ: ماذا..........؟
حاولت تهدئتها,ـ: لا تخافي لن يحدث له شيئا..

لم تجب, نهضت بسرعة, استبدلت ملابسها, وخطت خطوات متسارعه الى الطابق السفلي,تنهدت بارتياح حين وجدته جالسا يقرأ الصحف,رفع رأسه فوجدها أمامه, ابتسم ابتسامه رقيقه,جلست بجانبه..
سألها ,ـ: هل أنت بخير الآن..؟
ـ: نعم, حمدا لله أنا أفضل من السابق.., بمرح,ــ: هل أنت مغرم بالجرائد لتشتري هذا الكم الهائل..؟
ابتسم بألم وحبور,ـ: لا, لكن وضعوها لك المدمرون الثلاثة أمام باب القصر,لان بها مفاجئة لي ولك..
بقلق ـ: ما هي..؟
قدم لها الصحف,وأردفـ: انظري..
قرأت وقرأت كأن الكلمات كانت كالسهام القاتلة التي مزقت نياط قلبها,أخذت تمزقها بجنون....
صرخت,ـ: حتما إنهم مجانين فعلوا الكثير, ولم يكتفوا لتصل بهم الدناءة لينشروا خبر كاذب عني وعنك..
ـ: مؤكد أن المدمرون الثلاثة دفعوا لهم المال الكثير حتى ينشر هذا الخبر وهم ليسوا متأكدين منه...
ـ: ماذا سنفعل برأيك..؟
صمت لبرهة,ـ: علينا أخبار الشرطة بكل شيء, قبل أن تنقضي المهلة التي أعطوها لنا
يجب ان نتصرف بأي طريقة...
بتردد,ـ: لكن..أخشى إن علموا أننا اخبرنا الشرطة سيفعلون شيئا بالطفلة..
باطمئنان ,ـ: لا تقلقي هم ليسوا أغبياء حتى يضيعوا من بين أيديهم كنزا لم يحلموا به..
وافقته,ـ: حسنا, لنذهب حالا لان الوقت ليس بصالحنا..
خرجا معا, يبحثان عن الحقيقة, عن الاطمئنان, عن راحة مفقودة........

لكنه استوقفها بصمت, وقدم لها القصاصة التي سقطت من اللوحة, أخذت تقرأها بصدمة,
استوقفها اسم سوزانا,اخذ يتردد بذهنها بلا توقف, مذكرا إياها بشيء, شيء يتعلق بها..
صرخت بألم,ـ: لا يعقل....انه مستحيل..يال لهذا القدر.. لا يعقل..
.................................
بانتظار تساؤلاتكم وتوقعاتكم..

تحيتي..

قراءة ممتعة.





الفصل الواحد والأربعون:

صرخت بألم,ـ: لا يعقل....انه مستحيل..يال لهذا القدر.. لا يعقل..

بتساؤل,ـ: هل تعلمين شيئا عن الذي كتب بالقصاصة..
انهارت ببكاء وسقطت أرضا..نحيبها قطع صمت الكون, أمسكت بالورقة محدقة بها نحو البعيد, نحو زمن آخر, أسدل ستار الحزن عليه ومازال...

تجمهر من حولها المصورين, حدقت بهم بطفولة وبراءة لم تعلم عن الحياة شيئا, التقطوا لها صورا عدة, لكن لم تفهم أي شيء..سمعت احدهم هامسا باسمها فأنصت السمع..

ـ: إنها ابنة ملكة المسارح سوزانا التي وجدت دماؤها واختفت الجثة بشكل سري..
ـ: حدث جدل طويل وبحث عن جثتها ولم نجدها, وجدنا خاتمها الذهبي وعقدها ملطخ بالدماء ولم نجدها, والكل أيقن أنها ماتت فقد وجدنا مستنقع من الدماء بعد فقدانها هذه الكمية الهائلة من الدماء لن تكون على قيد الحياة..
ـ: اجل, لكن لماذا يريدون تصوير الطفلة..
ـ: من اجل أن ينشروا الخبر مجددا وصورة الطفلة ستثير الجميع..
ـ: إنهم يعبدون المال كثيرا, ليستغلوا صورة الطفلة لتباع جرائدهم أكثر, لكن هناك شيء غريب..
ـ: ما هو..؟
ـ: الملقبة بجورجينا واسمها الحقيقي جورجيت, أين اختفت, وماري صديقة سوزانا أين اختفت هي أيضا..؟
ـ: هناك لغز كبير حول كل الذي حدث, ربما لن ينكشف إلا على يد هذه الطفلة اليتيمة..
صمتا معا, لم تكن تسمع الضجة التي حولها, ترقرقت الدموع من عينيها, وهي تسمع حقيقة بكونها يتيمة, والسبب هناك احدهم قتل والدتها وجعلها يتيمة..

روت لبراء ما تذكرته,أردفت,ـ: هناك لغز محير جدا, لكن الآن لا أستطيع التفكير لنذهب إلى الشرطة..

في الغرفة المحظورة , صرخ الصوت الأنثوي,ـ: لن تجد الحقيقة, لن تجدها ابدا, ومذكرات الجد اللعين, هاهي بين يدي فلتذهب إلى الجحيم,كان الهواء المنبعث من النافذة المفتوحة يتلاعب بأوراقه, أخذت تضحك على الذي كتب بالمذكرات, أمسكت الأوراق بكل قسوة, ومزقتها إلى قطع متناثرة, يصعب جمعها,أردفت,ـ: لن اجعلها تهوي بي إلى جحيم القضبان التي هربت منها سنينا, لا لن ادعها, كل الذي فعلته لأجعلها تفقد عقلها
لكنها لم تهتز أبدا, ما هي القوة التي تمتلكها هذه الحمقاء, لتنبش رفات الماضي,صعدت سلم النجاح بكل سهولة, أصبحت مشهورة,والدتها أيضا كانت مشهورة,كم امقتها وكم تمنيت ان لا يكون لها وجود, لن ادع الحقيقة تظهر , بسخرية,ـ: كل الذي حدث أصبح لغزا محير في القرن تاسع عشر,لتأتي الآن لتثير ضجة إعلامية في القرن العشرين, إنها بلهاء وغبية..!!!
..........................................
بانتظار تساؤلاتكم وآرائكم...




الفصل الثاني والأربعون:

تساكبت دموع سلمى بغزارة,قرأت اسم براء مرارا,همست ـ: غريب انه نفس اسم براء بـُني , أيعقل انه على قيد الحياة , فقد اختفى ولم يعثر له على آثر وربما صرحوا للميتم بأنه توفي حتى لا يبحثوا عنه, لكن كيف أصبح هكذا..؟, ومتى..؟, وأي بشر حاقدين لينشروا ما نشروه عنه, يجب أن أحبط جميع الإشاعات التي ذكرت, اقل شيء سأفعله
يجب أن أعود لعملي كصحفية, حتما سيقبلون بي, وأول مقال سيكون عنه, سأتصل بصاحب الصحيفة التي انقطعت عنها..
ـ: مرحبا..رئيس صحيفة الجمهور..
ـ: نعم, بماذا أخدمك..؟
ـ: ألم تعرفني..؟
ـ: صوتك ليس بغريب لكن اعذريني..لا أتذكر اسمك..
ـ: ألا تتذكر سلمى صاحبة المقالات القوية بردودها على الإشاعات الكاذبة..
ـ: ياااااااااااااااااااه سلمى مضى وقت طويل لم أراك فيه..,كيف حالك..؟, ما أخبارك..؟
ابتسمت,ـ: انا بخير لكن أريد منك خدمة..
ـ: ما هي..؟
بتردد,ـ: سبق وان عرضت علي عرضا مغري بأن مكاني محفوظ هل بقي ام لا..؟
بتأكيد,ـ: بالطبع مكانك ينتظرك بيننا, سيفرح الجميع بك, من بعد خروجك لم يعجب رئيس التحرير أي مقال, لك قلم مميز..
بامتنان,ـ: شكرا , لا ادري كيف أقوم بشكرك..
ـ: عودي من الغد الى الصحيفة, لا تخالي رفضك لي مسبقا سيغير شيء , لا يا سلمى
عودي بقلمك ومقالتك, نحن نريدك..
ـ: سأعود بمفاجئة سيحملها قلمي لكم, استعدوا جيدا لتشتهر الصحفية من جديد..
بضحك,ـ: أخشى أن تكون قنبلة..
ابتسمت بمكر,ـ: ربما......., لن أعطلك عن عملك, وداعا..
ـ: إلى اللقاء..
تنفست بارتياح,أمسكت قلمها ومجموعة الأوراق التي أمامها وبدأت تكتب وتكتب بنشاط..

وضع رئيس المدمرين, يده على فم الطفلة ليصمت بكاءها وصراخها,حضر مسرعا مساعده,وأخذها خوفا من ان يقوم بقتلها لأنه لا قلب لديه..
ـ: إنها طفلة لما حاولت أن تخنقها ستضيع كل الذي خططت له..
ـ: لا تقلق, لكنها مزعجة, وصوتها يزعجني كثيرا..
ـ: إنها طفلة ماذا تتوقع منها, أن تتكلم معك..!
ـ: لا لكن أريدها أن تهدأ..
ـ: سآخذها, لأطعمها حتما قتلها الجوع, بماذا تخطط..؟
ـ: شيء راااااااائع سيحدث قنبلة ستنفجر بلا توقف..
ـ: ما هي...؟
ـ: إنها.............. وأكمل بصوت خافت وبنظره خبيثة..

انثاء ذهابهما, لفت نظر رحيق علبة السجائر, أمسكت بها بكل غضب, وفتحت نافذة السيارة وألقت بها خارجا,انتبه براء لما فعلته, لم يبالي بل ابتسم,نظرت اليه نظرة تعجب
ـ: هل كرهت معشوقتك..؟
ـ: لا, لماذا السؤال..؟
ـ:لآنني ألقيت بها خارجا ولم تبالي بالأمر..
ـ: لانها لا تهمني..!!!!!!!!!
....................
بانتظار آرائكم وتساؤلاتكم..

تحيتي..





الفصل الثالث والاربعون:



ـ: لأنها لا تهمني..!!!!!!!!!
بدهشة,ـ: كيف...لست افهم شيئا....؟
ـ: سأخبرك...كنت مسبقا اعشق السجائر بشكل جنوني, لانني عشت أوقات قاسية قسوة بها على نفسي,كنت ألجأ إليها بالأوقات المؤلمة حتى تهدأ قليلا من ثورتي وغضبي, أما الآن فلا حاجة لي بها, لان بداخلي إحساس مختلف, شعور جميل, لا اعي ما هو..
ـ: أدهشتني فعلا ظننت ان إقلاعك عن التدخين أمر صعب..
ـ: لا, لكن المشكلة أننا نعلم أضرارها ونعاند أنفسنا من اجلها, والأدهى من ذلك وزارة الصحة تكتب عليها أضرارها بدلا من ان تمنعها..وأردف,ـ: هيا لقد وصلنا..

دخلا معا إلى مركز الشرطة, ألقى كل منهما التحية على الرئيس , طلب منهما الجلوس..
حثهم الرئيس على الكلام,ـ: هل جئتما لتقديم شكوى او بلاغ..؟
ـ: نعم يا سيدي..جئنا لتقديم بلاغ عن اختطاف طفلة...
ـ: وهل هي طفلتك...؟
ـ: إنها طفلة رحيق..
ـ: إذن اخبروني منذ البداية كيف ومتى ومن اختطفها..
قدم له الرسالة,ــ: باختصار هذه الرسالة ستخبرك من اختطفها..
حل الصمت لبرهة,اخذ الرئيس الشرطة يقرأ بتمعن, وحين انتبه الى التوقيع,*المدمرون الثلاثة* أطلق صيحة تعجب..
ـ: هل من خطب يا سيدي..؟
ـ: نعم....المدمرون الثلاثة, مازلنا نبحث عنهم, ولم نعثر على اثر لهم, نريد أي طريقة توصلنا إليهم, وها قد وجدنا, تسعة أيام كافية لنضع خطة لإمساكهم,أثاروا حيرتنا كثيرا
فعلوا الكثير مؤخرا, لن ندعهم يستمتعون بما يفعلون سنم***م قريبا..
ـ: والطفلة كيف سننقذها...؟
ـ:الخطة ستكون مدروسة جيدا وسنم***م وسنضمن بقاء الطفلة بخير, سيدتي رحيق هل فعلوا لك شيئا مسبقا قبل ان يخطفوا الطفلة..؟
بهدوء,ـ: نعم... احرقوا مصنعي وأيضا غرفة الملابس التي احتفظ بها بالأثواب التي ستقدم
بعرض كل فصل.. وهددوني برسالة مسبقا..
ـ: حسنا.. والسيد براء...؟
ـ: طلبوا مني ان أقابلهم في مكان منعزل و لوحدي وذهبت هجموا علي رجالهم وضربوني ضربا مبرح وأيضا علمت بالضجة الإعلامية التي حدثت بشأني وشأن رحيق..
ـ: نعم علمت ذلك...ولتفادي مزيدا من الإشاعات يجب ان تتزوجا سريعا وسأكون إحدى شاهدين على زواجكم, إن أردتم أن تكونوا قوة واحدة تحطم الإشاعات وجبروت المدمرين الثلاثة تزوجا..
صعق كل منهما جراء طلب رئيس الشرطة الصعب, لم يفكر كل منهما بهذا الحل, انقذهما من افكارهما رنين هاتف رحيق....
ـ: سيدتي الهاتف لا يقف عن الرنين في الشركة .. المحدثين يسألون عنك..لا اعلم بماذا أجيب..الجميع علم بالذي كتب بالصحف..ونعتوك بأقسى الكلمات...لم استطع تحملها نفيت كل الذي قيل لكن بلا فائدة, حضرت الصحف لتراك ولتأخذ عنوانك لكن لم اخبرهم شيئا.
ترقرقت دمعة لؤلؤية,مسحتها بسرعة وأردفت,ـ: اخبريهم ان الاشاعة كاذبة وان براء وأنا متزوجين ولسنا على علاقة محرمة كما كتب..
أقفلت الخط, وفقدت الوعي بعدها حاول براء ان يجعلها تستيقظ لكن عبث, بصعوبة عادت من عالم ألا وعي, شربت قليلا من الماء, في حين جهز عقد الزواج والشهود, وبقي عليها التوقيع, وقعت على حياة جديدة تجمعها مع إنسان غامض بماضيه, ومفاجآت تنتظرها وطفلة لا تعلم كيف تنقذ من شباك المجانين الثلاثة....
...........................................
بانتظار آرائكم وتوقعاتكم..





الفصل الرابع والاربعون:

في الصباح الباكر, خرجت سلمى مرتدية ملابس أنيقة, بيدها حقيبة الأوراق, وعلى عينيها نظارة سوداء لتخفي ملامحها,وقفت امام الصحيفة وأخذت نفس عميق منذ مدة طويلة لم تأتي الى هنا, دخلت بشموخ بهدوء وثقة...على محياها ابتسامة رقيقة..
طرقت باب رئيس التحرير,اذن لها بالدخول,دخلت فلم ينتبه لها رئيس التحرير كان غارقا في بحور أوراقه,رفع رأسه وأطلق صيحة سرور وتعجب..

ـ: سلمى أمامي هنا...لا اصدق..أين اختفيت..؟
ابتسمت,ـ: لم اختفي لكن تعلم مشاغل الحياة,جئت من جديد أتمنى ان تستقبلوني مجددا..
ـ: نستقبلك بكل سرور,مع قلمك الراقي..
ـ:جئت لك اليوم بمفاجئة او قنبلة ستثير جدلا قويا بالصحف, ومنها ستعود الصحيفة للجمهور, والجمهور من سيجعلونها مشهورة..
بتساؤل,ـ: كيف...؟
ـ: تفضل المقال أصبح جاهزا,سأبقى في الصحيفة ان لم تصدق ما كتب,لكن قبل ان اخرج
كل كلمة كتبتها بدموعي ليست خيال بل واقع..
لم تسمح له بأن يسأل اكثر,وخرجت أغلقت الباب خلفها تاركة ورائها عاصفة لم تثور بعد
........
وهي خارجة تذكرت ان عليها ان ترى رئيس الصحيفة, شعورها بالخجل يغمرها,فقد رفضت عرض زواجه مسبقا, عشقها الى حد الجنون,منذ وفاة زوجته لم يعشق سواها,
دخلت الى مكتبه بعد ان أذن لها بالدخول..

في القصر هناك موجة عارمة من الفرحة, الطبول تقرع بجنون, والموسيقى الصاخبة
تتعالى, حتى إنها تكاد تزعزع الجدران, وهناك طيف ما يتجول بكل حرية وبسعادة كبيرة
الضحكات العالية تزداد بشكل غريب, صرخ الصوت الأنثوي بغضب,ـ:
كفـــــــــــى كفــــى, لا أكاد احتمل سأجن,كل الذي يحدث عجيب, كل هذا من اجل رحيق النكرة
تزوجت هاهاها لن تسعد ابدا مادمت حيه,لو وصل الحد إلى ان اقتلها سأقتلها, لن تهنىء بحياتها ستبقى لأيام عديدة, وبعدها سترحل كما رحلت سوزانا وجورجيت والجد العجوز
لن تظهر الحقيقة مهما كلفني الثمن, هربت من السجن ومن العدالة سنين طويلة
لتبحث هذه الغبية عن حقيقة ماتت مع من قتلوا بشكل سري أنها تحلم...........

هتف ذاك الطيف بعد أن توقف وسمع ما قالت,ـ: انك أنت التي تحلمين, أنا أحاول حمايتها منك وأنت تريدين قتلها,لن تفعلي شيء سأقف لك بالمرصاد,صغيرتي رحيق تعذبت بحياتها وانتِ السبب,ألم يكفيك ما سببته لها من عذاب, أيقنت تماما أن عقلك مريض بالانتقام والقتل الوحشي,ولن تشفي أبدا, إلا إن قتلك احدهم حتى تبقى روحي وروح سوزانا والجد العجوز تمكث بهدوء.....

صرخ الصوت الأنثوي الغاضب بجنون,ـ: اصمتِِ يا غبية , لا أريد سماعك, قتلتك وظننت أنني لن أراك مجددا, لكن لماذا عدت من جديد,لن تقفِ أمام ما سأفعل..

هتف ذاك الطيف بسخرية,ـ: حتى وان أخبرتها بالحقيقة الكاملة....؟

الصوت الأنثوي بهلع وخوف,ـ: ماذا............؟ لا تفعليها يا جورجيت اقسم لو فعلتيها سأجعلك انتِ القاتلة وأنا المسجونة هنا...

ذاك الطيف باستهزاء,ـ: لأنك غبية وبلهاء, لم تعلمي ان مذكرات الجد الأصلية بحوزتي
صرخت بجنون وتعب أثقل كاهلها,ـ: لا ..لا....لماذا فعلتها لماذا...؟, وانهارت على الأرض تبكي بشدة..

أجابتها,ـ: لأنني قتلت ظلما يا ماري, قتلت ظلم والذي يقتل ظلم تبقى روحه حيه حتى يوضح كل شيء ويظهر براءته وبراءة من قتلوا بسبب جشع امرأة قلبها ممتلىء بالغيرة
والحقد................................
.................................................. ..
اتمنى ان ينال اعجابكم............






الفصل الخامس والاربعون:

صدم رئيس التحرير من الذي كتب في المقال, قرأه مرارا, حتى يستوعب الذي كتب , لكن عبث, نهض مسرعا نحو الخارج يبحث عن سلمى حتى يؤكد ما كتب فيه, وجدها في مكتب رئيس الصحيفة يتبادلا الحديث..قطع عليهما جلستهما..
ـ: سلمى أنت هنا...
نظرا إليه, وأجابت,ـ: نعم ...هل من خطب..؟
ـ: نعم , الذي كتب هنا, أحاول التصديق لكن عبث..كيف..ومتى..أفكاري مشوشة ..
ستحدثين ضجة إعلامية كبيرة,سيلاحقونك الصحف إنها خطوة قاتله لان من فعل تلك الإشاعة سيبحثون عنك وسيقتلونك بأسرع وقت ممكن..
بسخرية,ـ: ماذا سيفعلون أكثر ما فعلوا, إشاعة كاذبة أضاعت بسمعة امرأة لا دخل لها..
احرقوا مصنعها, شهروا بها وببراء بني..هل بقي شيء لم يفعلوه..؟
بتعجب,ـ: كيف علمت بكل هذا..؟
ـ: قبل أن أقدم على هذه الخطوة ذهبت إلى الشرطة حتى يعلموا إن حدث لي مكروه سيكون بسببهم, واخبروني ما فعلوا, حتى إنهم اختطفوا طفلة رحيق....
بتساؤل,ـ: هل لدى رحيق طفلة...؟
ـ: نعم لكنها ليست طفلتها لا احد لديها فقامت بتربيتها, لكن هناك أمر غريب يثير تساؤلاتي
ـ: ما هو..؟
ـ: الطفلة والدتها قتلت بالحريق الذي حدث بالمصنع,وحسب ما جمعته من معلومات أن أب الطفلة يكون ابن زوجي السابق الذي أنجبت منه براء...!!!!!!!!
ـ: أتقصدين أن زوجك السابق, لديه أبناء, وتوفى إحداهم وكان متزوج من ام الطفلة وهذا يعني ان براء عم الطفلة وهو لا يعلم...........؟!
ـ: نعم, لكن الذي أخشاه هو مقابلته, لا ادري ماذا سيحدث وهو يضنني لست على قيد الحياة..
ـ: سنعالج هذا الأمر لاحقا..هيا معي يا سلمى, سنذهب إلى المطبعة سويا وستشرفين على طباعة مقالتك ليرى النور في صباح الغد...

بين أشجار السرو والبلوط, يسير براء معه رحيق,يحدقان بجمال الطبيعة, وبالشمس الناعسة التي ترسل أشعتها بكل كسل, الهواء العليل يداعب قلبيهما, كل منهما يفكر
بحياته الجديدة, بمستقبل ينتظره, وعمر طويل يجمعهما معا, مر من أمامها طير
صغير, ابتسمت حين رأته,فاجأها براء حين امسك بيدها برقة وأدارها إليه, تلاقت عيناهما
توقف الزمن لبرهة,صمتت الأشجار وتوقفت الرياح عن الهوا لتنظر اليهما بهذه اللحظة,
حاولت الكلام لكن هز برأسه نافيا, صمتت لتتعمق بهذه اللحظة الخاطفة,اقترب منها خطوة
وضمها إليه, بكل حب ورقة,ليعطيها الأمان والاستقرار, ليشعرها بالحب الذي وجد بداخله
ضممته بدورها أكثر, كأنها تمنت هذه اللحظة سنين طويلة,فقدانها الحنان والحب, فقدانها الأمان والراحة جعلها تتمنى ان تعيش لحظة..., لحظة معطرة بالحب والغرام, تنسيها الماضي والحاضر والمستقبل لتبقى بأحضانه غارقة في بحور حنانه, نبضات قلبيهما تترجم ما يشعران, تترجم معاناتهما, تترجم ذاك الشعور الجميل الذي خلق فجأة بلا وقت محدد بلا زمن او مكان لان الحب دائما يعشق المفاجآت يفاجئنا بوقته الغير محدد لنغرق به مستمتعين..

....................
بانتظار آرائكم وتساؤلاتكم...





الفصل السادس والاربعون:

النيران مشتعلة تكاد تصل السحب, من قوة الانفجار الذي حدث في مركز الشرطة, سيارات الإسعاف تنقل الجرحى والمقتولين,تنقل رماد أجساد لا ذنب لها, حطام عظام أحرقت بوحشية, حاولوا نقل رئيس الشرطة الذي أحرقت ثيابه وجسده من النيران القوية.....أرهقه التعب وسقط على الأرض بشموخ وإخلاص إل لعمله..
ـ: لا أريد مساعدة احد, لا تنقلوني الى المشفى, أريد أن أموت بكبريائي وشموخي كشرطي مخلص لوطنه,
وصيتي هيه ان تقبضوا على المدمرين الثلاثة, هم من أحدثوا هذا الانفجار وقتلوا تلك الأرواح البريئة, نفذوها...نــــــفـذ...لم يكمل كلمته وصمت عن الكلام شخص ببصره الى سماء مودعا وطنه الذي كافح من اجله سنين طويلة ليبقى بأمان ...
صرخ نائبه في الشرطة بانهيار,ـ:لا .........لا ترحل أرجوك..أبقى حيا...خططنا معا حتى نقبض عليهم,لما لم تفي بوعدك , عد لنواجههم معا, اقسم إنني سأقبض عليهم وسأضع على رقابهم حبل المشنقة, لن يفلتوا من يدي لو كلفني حياتي..!
وقف ودموعه تنهمر, مسحها بقسوة,نظراته تائهة, تنفس بعمق وتنهد وتمتم بداخله
ـ: سأنتقم منهم مهما كلفني الثمن, لن يفلتوا من يدي.....

على جبل عالي, يقف المدمرون الثلاثة, يراقبون الدخان المتصاعد اثر انفجار مركز الشرطة, يضحكون بجنون حتى أدمعت عينيهم..
بسخرية,ـ: هاهاهاها هذا جزاءهم لأنهم يبحثون عنا, لن يستطيعوا القبض علينا لأنهم أغبياء..
أكمل مساعده الثاني,ـ: يظنون أنفسهم لو قبضوا علينا سيقتلوننا لكنهم حمقى كم من روح قلتنا وهم يحاولون إيجادنا..
بضحكة خبيثة,ـ: انظروا الى الفوضى التي فعلناها, ياااااه ما أجملها,وهذا يدل على ذكائنا..
أردف مساعده الثالث بحقد,ـ: براء ورحيق يعيشون الان بجو رومانسي لكنه لن يدوم سيعلمون بهذا الخبر المفجع الذي سيلوث ذاك الجو الحالم..,ماذا بشأن الطلب الذي طلبته منك..؟
ـ: أتقصد انك تريد رحيق لك...؟
بتملك,ـ: نعم, أريدها لي, هي لي لن تكون لغيري.. منذ أول وهلة رأيتها, أقسمت بداخلي إنها ستكون لي..
برفض ,ـ: طلبك مرفوض لا أريد ان أقربها منك ستكون خطر علينا جميعا وستدمرنا بتلك الخطوة الغبية, ابحث عن غيرها وسأجدها لك واضعها تحت قدميك..!
صمت مساعده الثالث, مفكرا بصحة كلامه, هز رأسه موافقا استنشق كمية كبيرة من الهواء ورحل مفكر مع سحابه الدخان التي لوثت الهواء...

في صباح اليوم التالي, نشرت الصحف ما حدث من انفجار بمركز الشرطة, وصحيفة الجمهور نشرت مقال سلمى, الذي جعل الناس يتقاذفون على أماكن بيع الجرائد, ليقرأو الخبر بأعينهم,كل منهم يفكر بشكل عجيب وغريب, ربما كان السبب اختلاف عقل الإنسان عن الأخر بأفكاره ونظرته لكل شيء..,كان احدهم يناقش صديقة بعدما قرأ المقال...

ـ: هممممم غريب ما كتب هنا, قبل وقت قصير نشرت الصحف ان براء يتيم ولا احد له
والآن هذا المقال التي كتبته والدته بيديها اخبرتنا بالقصة المحزنة..
ـ: لكن مهما كانت الظروف كان يجب عليها ان تهرب مع طفلها على ان تجعله يعيش حياة اليتم وهو ليس يتيم...
ـ: نعم أوافقك بالرأي, لكن لربما كانت لها نظرة أخرى بشأن الموضوع..
ـ لا ادري, لكن لا نعلم ردة فعل براء بهذا الشأن..
ـ: أتعلم دوما لا أثق بالصحف لأنها تعشق التهويل بالأخبار, علمت ما تفوه به الناس حين نشر خبر ان براء ورحيق على علاقة محرمة, وزادوا بالحدث أشياء لا وجود لها..
ـ: هذا ليس غريب بالبشر يعشقون القيل و القال وتهويل الأخبار...
صمتا عن الكلام,تابعا مسيرتهما, وبيديهما الجرائد , حتى اختفيا عن الأنظار..
...................................
بانتظار آرائكم وتوقعاتكم..

تحيتي..






الفصل السابع والاربعون:



خرج براء وراءه رحيق من غرفة النوم, فقد أعددت ساندي لهما الشاي والفطور جلسا بصمت وهدوء رقيق..وحين انتهى كل منهما ..

ـ هل أنت جاهزة..؟
التقطت حقيبتها,ـ: نعم...
ـ: إذن هيا نذهب..
امسك بيدها برقة, هبطا السلالم معا عيناها تروي أجمل الكلام,نبضات قلبيهما تتقافز من السعادة..
ابتعدت سيارة براء عن القصر مخلفة وراءها زوبعة من الغبار, حتى وصلا الى الطريق العام,وأثناء قيادته..
ـ: هل تستطيع ان تقف قرب اقرب مركز تجاري...؟
ـ: لماذا ...؟
ـ: أريد ان اشتري الجرائد المتنوعة, لأعلم ما كتبوا عنا..
ـ: حسنا لك ذلك,لكن لا أبالي بما كتبوا..

بعد وقت قصير, وقف براء قرب مركز تجاري بسيط,واشترى مجموعة متنوعة من الجرائد وأعطاها لرحيق, وكأن صدفة الأقدار قد لعبت لعبتها,كانت أول جريدة تلتقطها لصحيفة الجمهور, مقال سلمى على الصفحة الرئيسية بخط كبير..
أخذت عينيها تلتهم الكلمات بسرعة, علامات الدهشة جلية على وجهها, وحين انتهت..
ـ: براء..أرجوك قف جانبا.., كررت مرة أخرىـ: قف جانبا...
نظر إلى وجهها الشاحب بقلق ,ـ:ما بك..؟ هل انتِ تعبه..؟ هل أخذك إلى اقرب طبيب..؟
بنفي,ـ: كلا أنا بخير, بعد ان اصطف السيارة جانبا, قدمت له الجريدة وطلبت منه أن يقرأ أول مقال بالخط الكبير...

الصمت المقيت أطبق على الزمان, دقات قلبيهما فقط التي تسمع, فقط شعوره بالغضب ممزوج بالصدمة من استحوذ عليه كليا, صدره يعلو وينخفض من الغضب وعدم التصديق,يداه ترتجف, عيناه تحدق بالفراغ, والآلام الماضي عادت, لان شبح الماضي مازال حيا لم يغلق عليه أبواب النسيان, حكم عليه ان يرافقه بمستقبله وحاضره وحتى بخطوات نجاحه...

فتح باب السيارة بقوة وخرج منها, تبعته رحيق بسرعة...
ـ: براء.. أرجوك قف..أنت تحت تأثير الصدمة..
لم يأبه لكلامها و أظنه لم يسمع أي كلمة قالتها..
تابعت,ـ: براء..هكذا تثيرني خوفا عليك..دعنا نتكلم..
صمت براء فقط الصمت حله الوحيد بدلا من الانفجار..
ـ: عزيزي , اعلم أنها صدمة كبيرة ان تجد والدتك على قيد الحياة بعد أن ظننت انك يتيم لا احد لديك..
نظر إليها نظرات غاضبة...ربما لا مبالية...
وأكمل مسيره,بجمود وعدم وعي الصدمة استحوذت على جميع حواسه جعلته فاقدا للوعي بما يجري حوله, تصارعه الذكريات السوداء, تقتله الكلمات التي ألقيت عليه بقسوة, تطعنه نظرات الشفقة,تمزقه سخرية المجتمع منه لأنه يتيم فقط...

فاجأته رحيق بصفعة مدوية حتى يعود الى وعيه , تردد صوتها بلا توقف, وقف ونظر إليها,وبدون سابق إنذار احتضنها رافعا لدموعه راية الانهمار بعد ان سجنت داخل عينيه سنين طويلة ..يكابد دموعه.... يقسو على نفسه ....ليعلن ثباته....!
.................................
بانتظار آرائكم وتوقعاتكم..




الفصل الثامن والاربعون:

حطم كل شيء أمامه, المدمرون الثلاثة غاضبون جدا, ويتوعدون لمن كتب المقال السخيف..

بغضب ناري,ـ: سألقنها درسا لن تنساه تلك..******
بجمود,ـ: تظن نفسها ستحمي نفسها منا بقلمها الغبي..لكنها هكذا فتحت أبواب جهنم وحدها..
قهقه مساعده الثالث,ـ: سنعذبها عذاب لم تتخيله بحياتها, والاهم من ذلك سنجعلها ترعى الطفلة وهكذا لن نسمع بكاء الطفلة المزعجة..

رفع رئيس المدمرون سماعة الهاتف, ألقى أوامره وطلب تنفيذها بدقة, واخذ يعد الدقائق
بنفاذ صبر...

في داخل الصحيفة, رئيس التحرير سعيد, فقد بيعت الآلاف الجرائد وطلبوا من المطبعة طباعة المزيد,سأل عن سلمى, فقد راوده شك بأن يصيبها مكروه..
خرج من مكتبه , مسرعا, إلى رئيس الصحيفة, واخبره بخوفه, طلب من سكرتيرته ان تبحث عنها, وتخبرها ان رئيس الصحيفة يريدها...
أتت السكرتيرة خائفة على وجهها خوف ممزوج بهلع..
ـ: سيدي, سلمى...سلمى
بقلق,ـ: ما بها, هل حصل لها مكروه..؟
ببكاء,ـ: اختطفوها, وتركوا هذا القصاصة..
أخذها مسرعا, وقرأها وكتب عليها * المدمرون الثلاثة * بخط كبير جن جنونه بعد ان وجدها بعد اختفاءها سنين طويلة, تناولها رئيس التحرير, وقرأ ثم ابتسم بسخرية..

ـ: كما كانت تتوقع, إنهم لن يتركوها بشأنها,لذا أخبرت الشرطة إذا حدث لها مكروه فهم السبب..
بسخط,ـ: سحقا لهم, أللعنة عليهم...
ـ: أنا قلق اذا حضر براء ليراها,ماذا سنخبره..؟
بهدوء,ـ: طبعا بالحقيقة...
ـ: كانت تتمنى لقاءه ولكن القدر من يلعب لعبته بحياتنا دوما..
بهدوء,ـ: علينا تبليغ الشرطة ما رأيك..؟
ـ: نعم أنت على الصواب, يجب عليهم ان يعلموا لينقذوها من بين أيديهم..
رفع سماعة الهاتف, وطلب رئيس الشرطة الذي كان في يوم مضى نائب للرئيس..
ـ:مرحبا سيدي الرئيس..
ـ:مرحبا.. هل سلمى بخير..؟
ـ: يؤسفني إخبارك بأنهم اختطفوها..
ـ: ماذا...؟
ـ: نعم..
ـ: حسنا دع الأمر لي وأنا سأتصرف..
أغلق الخط بعد تحية الوداع وجلسا صامتين ,كل منهما يفكر باتجاه أخر..

في الغرفة المحظورة, تجلس ماري أمام المرآة حتى تضع الزينة وتصفف شعرها المستعار, لم تدعها جورجيت بشأنها , ظهرت صورة جورجيت على المرآة بملابسها البيضاء, وأخذت تضحك بجنون وسخرية من ماري التي لم تستطع ان تعدل شعرها ولا زينتها.....

ـ: فعلا انك حمقاء, لم تنالي شيئا من قتلنا سوى الخوف من كشف الحقيقة..
ـ: اصمتي يا غبية, اكره سماع صوتك, لم اعلم كيف أصبحت مخرجة..
ـ: بذكائي ونشاطي واجتهادي دوما, يا كسولة..
بغضب,ـ: تبا لك...كفاك شتما لي..
ضحكت باستهزاء,ـ: ألهذا الحد تزعجك كلماتي, إنها مدح لك يا بلهاء ..يا مجنونة..ياا
صرخت,ـ: كفـــــــــى...كفـى يا خرقاء تدعين أن المذكرات بحوزتك, لك ذلك لكنهم لن يمسكوا بي ويضعوني بالسجن, فلا دليل على قيامي بالقتل انا بريئة لم افعل شيئا..
ـ: أوهمي نفسك..بتبريراتك الكاذبة.. لكنك قاتلة مجنونة كما هم المدمرون الثلاثة..
ـ: اصمتي..لا تتفوهي باسمهم هم اشرف منك..
بخبث,ـ: حتما لا ترضين على رئيسهم فهو عاشقك الى حد الثمالة..
بغضب,: الحديث معك ضائع,خرجت و صفقت الباب خلفها بغضب جنوني..
وتركت صدى ضحكة جورجيت الساخرة تتردد بالقصر بلا توقف....
................................
بانتظار آرائكم وتوقعاتكم..




الفصل الثامن والاربعون:

حطم كل شيء أمامه, المدمرون الثلاثة غاضبون جدا, ويتوعدون لمن كتب المقال السخيف..

بغضب ناري,ـ: سألقنها درسا لن تنساه تلك..******
بجمود,ـ: تظن نفسها ستحمي نفسها منا بقلمها الغبي..لكنها هكذا فتحت أبواب جهنم وحدها..
قهقه مساعده الثالث,ـ: سنعذبها عذاب لم تتخيله بحياتها, والاهم من ذلك سنجعلها ترعى الطفلة وهكذا لن نسمع بكاء الطفلة المزعجة..

رفع رئيس المدمرون سماعة الهاتف, ألقى أوامره وطلب تنفيذها بدقة, واخذ يعد الدقائق
بنفاذ صبر...

في داخل الصحيفة, رئيس التحرير سعيد, فقد بيعت الآلاف الجرائد وطلبوا من المطبعة طباعة المزيد,سأل عن سلمى, فقد راوده شك بأن يصيبها مكروه..
خرج من مكتبه , مسرعا, إلى رئيس الصحيفة, واخبره بخوفه, طلب من سكرتيرته ان تبحث عنها, وتخبرها ان رئيس الصحيفة يريدها...
أتت السكرتيرة خائفة على وجهها خوف ممزوج بهلع..
ـ: سيدي, سلمى...سلمى
بقلق,ـ: ما بها, هل حصل لها مكروه..؟
ببكاء,ـ: اختطفوها, وتركوا هذا القصاصة..
أخذها مسرعا, وقرأها وكتب عليها * المدمرون الثلاثة * بخط كبير جن جنونه بعد ان وجدها بعد اختفاءها سنين طويلة, تناولها رئيس التحرير, وقرأ ثم ابتسم بسخرية..

ـ: كما كانت تتوقع, إنهم لن يتركوها بشأنها,لذا أخبرت الشرطة إذا حدث لها مكروه فهم السبب..
بسخط,ـ: سحقا لهم, أللعنة عليهم...
ـ: أنا قلق اذا حضر براء ليراها,ماذا سنخبره..؟
بهدوء,ـ: طبعا بالحقيقة...
ـ: كانت تتمنى لقاءه ولكن القدر من يلعب لعبته بحياتنا دوما..
بهدوء,ـ: علينا تبليغ الشرطة ما رأيك..؟
ـ: نعم أنت على الصواب, يجب عليهم ان يعلموا لينقذوها من بين أيديهم..
رفع سماعة الهاتف, وطلب رئيس الشرطة الذي كان في يوم مضى نائب للرئيس..
ـ:مرحبا سيدي الرئيس..
ـ:مرحبا.. هل سلمى بخير..؟
ـ: يؤسفني إخبارك بأنهم اختطفوها..
ـ: ماذا...؟
ـ: نعم..
ـ: حسنا دع الأمر لي وأنا سأتصرف..
أغلق الخط بعد تحية الوداع وجلسا صامتين ,كل منهما يفكر باتجاه أخر..

في الغرفة المحظورة, تجلس ماري أمام المرآة حتى تضع الزينة وتصفف شعرها المستعار, لم تدعها جورجيت بشأنها , ظهرت صورة جورجيت على المرآة بملابسها البيضاء, وأخذت تضحك بجنون وسخرية من ماري التي لم تستطع ان تعدل شعرها ولا زينتها.....

ـ: فعلا انك حمقاء, لم تنالي شيئا من قتلنا سوى الخوف من كشف الحقيقة..
ـ: اصمتي يا غبية, اكره سماع صوتك, لم اعلم كيف أصبحت مخرجة..
ـ: بذكائي ونشاطي واجتهادي دوما, يا كسولة..
بغضب,ـ: تبا لك...كفاك شتما لي..
ضحكت باستهزاء,ـ: ألهذا الحد تزعجك كلماتي, إنها مدح لك يا بلهاء ..يا مجنونة..ياا
صرخت,ـ: كفـــــــــى...كفـى يا خرقاء تدعين أن المذكرات بحوزتك, لك ذلك لكنهم لن يمسكوا بي ويضعوني بالسجن, فلا دليل على قيامي بالقتل انا بريئة لم افعل شيئا..
ـ: أوهمي نفسك..بتبريراتك الكاذبة.. لكنك قاتلة مجنونة كما هم المدمرون الثلاثة..
ـ: اصمتي..لا تتفوهي باسمهم هم اشرف منك..
بخبث,ـ: حتما لا ترضين على رئيسهم فهو عاشقك الى حد الثمالة..
بغضب,: الحديث معك ضائع,خرجت و صفقت الباب خلفها بغضب جنوني..
وتركت صدى ضحكة جورجيت الساخرة تتردد بالقصر بلا توقف....
................................
بانتظار آرائكم وتوقعاتكم..




الفصل التاسع والاربعون:


في غرفة مظلمة لا نور فيها,تجلس سلمى مقيدة بإحكام, حاولت فك القيد عن يديها وقدميها,لكن عبث لم تستطع,نظرت إلى الظلام المحيط بها, وابتسمت بسخرية على نفسها على قدرها الذي أوصلها إلى هنا..

بعد أن بكى براء سنين صموده, دقائق جموده, ثواني ثباته,نظر إلى رحيق,ابتسمت له,
مسحت بكفها الناعم أثار بقايا الدموع التي سالت على خديه, قبلته على رأسه بكل حنان
ـ: عزيزي هل أنت بخير الآن..؟
بهدوء,وشبه ابتسامه كأنها أتت من بعيد ـ: نعم أنا بخير..
ـ: إذن هيا لنذهب..
ـ: حسنا..لكن سنذهب إلى صحيفة الجمهور..لأقابل من كتبت المقال لأنني مشوش الأفكار.
قاد سيارته متجها إلى صحيفة وبذهنه الآلاف الأسئلة التي لا أجوبه لها..

بعد وقت قصير, أصبح أمام مبنى الصحيفة, هبطا معا, وسأل براء عن مكتب رئيس الصحيفة, قادهم إليه شخص ما,وصلوا إلى مكتبه, طلبت السكرتيرة منهم بعض الدقائق لتخبره ان لديه ضيوف يريدون مقابلته...
ـ: سيدي, هناك ضيوف يريدون مقابلتك, واظنه براء رجل الأعمال المشهور..
بسرعة,ـ: ادخليه حالا..
خرجت لتخبرهم بموافقته, دخلا بحذر ..بخوف..بعدم تصديق..
رحب به,ـ: أهلا وسهلا بك بني..
صافحه براء,ـ: أهلا ومرحبا بك..
طلب منهم الجلوس وبعد جلوسهم...سأله براء,ـ: جئت إلى هنا بشأن المقال الذي نشرته صحفية تعمل هنا, أريد مقابلتها, هل هي موجودة..؟
بارتباك وتوتر,ـ: بني للأسف هي ليست هنا , فقد اختطفوها *المدمرون الثلاثة*
صرخ بغضب,ـ: ماذا......؟, وأردفت رحيق مصدومة,ـ: لا يعقل..
ـ: هذا ما حدث ,كانت تتوقعه على أي حال, أخبرت الشرطة إن حدث لها مكروه فهو بسببهم...
بتساؤل ـ: ماذا سنفعل...أريد مقابلتها...؟
ـ: انتظر حتى ينقضي الوقت المحدد لإعادة طفلة رحيق لأنها ستكون معها, وبحينها نستطيع إنقاذها...
ـ: من أخبرك كل هذه المعلومات..؟
ـ:علمت بها من رئيس الشرطة الجديد..
ـ: ماذا ..ورئيس الشرطة السابق أين هو..؟
بتعجب,ـ: الم تعلم بالانفجار الذي أحدثه المدمرون الثلاثة, وأدى إلى قتل الأرواح الكثيرة وجرح وحرق الكثيرين ومنهم رئيس الشرطة الذي كان ينقل ويساعد المصابين الى الخروج الى خارج المبنى ولكنه تعب فقد كانت الجروح بجسده كثيرة, قبل أن يتوفى وصى إلى نائبه الذي أصبح رئيسا بدلا عنه ان يقبض على المدمرون الثلاثة..
,ـ: أللعنة عليهم , يفعلون أشياء لا تخطر لإبليس بحد ذاته..
نهض هو ورحيق, صافحه مودعا, خرجا معا كل منهما تائه بدوامة أفكاره..

انتبهت سلمى للنور الذي مزق الظلام المحيط بها, حين فتح احد المدمرين باب الغرفة..
بسخرية,ـ: يؤسفني أن أفك وثاق يديك , لكن الطفلة لا تكاد تصمت ستبقى لديك, ان عدت وسمعت لها صوتا أو صراخ سأقيدها كما قيدتك أنت..
بعد ان فك وثاقها, ألقى الطفلة بأحضانها, فبكت الطفلة متألمة, احتضنتها سلمى بحنان..
وضع أمامها حقيبة صغيرة وأردف,ـ: في هذه الحقيبة يوجد جميع ما يلزم الطفلة, أتمنى ان لا تجعليني استخدم العنف معك...
لم تجبه بأي حرف او همس...
ـ: يسعدني إخبارك, أننا نحن الآن بمنطقة نائية لا يعلم بها احد سوانا..
ضحك ضحكة شيطانية وخرج مقهقها بجنون..
........................
بانتظار آرائكم...........

تحيتي..







الفصل الخمسون:

في اجتماعهم المغلق في الكوخ النائي البعيد عن الأنظار والذي لا يخطر لأحد..
ـ: يجب علينا أن نجعل اللقاء قريب, فصبري نفذ..
ــ: ما رأيك أن يكون اللقاء بعد يومين من الآن...؟
ـ: هممممم جيد جدا..وهذا أفضل كلما حطمناهم اقرب كان أفضل..عزيزتي ماري طلبت مني ان اقرب المدة ولأجلها سأجعله قريبا...حتى نحصل على ثروتين معا...
بتساؤل,ـ: كيف....؟
ـ: يا غبي...والدة براء هنا وان أراد رؤيتها عليه ان يتنازل عن جميع أملاكه وثروته...
ـ: حسنا فهمت..لنرسل إليهم رسالة بكل الذي اتفقنا عليه...
ـ: اكتب ما أمليه عليك...
لم يظنا ان سلمى سمعت ما اتفقا عليه, وهزت برأسها دلاله على انها ستنتقم منهم قبل ان ينتقموا منها ومن الطفلة..

وصل براء ورحيق القصر, هبطا معا, تفاجأ حين وجدا رسالة موضوعة عند الباب,التقطها براء وقرأها بصوت عال...

مساءكم سعيد يا عصفوري الحب...
أردنا إخباركم أننا حددنا الزمان والمكان يعرفه براء جيدا حين التقينا معه ذات مرة,
الموعد اقترب بعد يومين من الآن ,سنكون على لقاء, ان أراد براء والدته عليه أن يتنازل عن أملاكه بيع شراء لنا...وان لم يرد سنقتل والدته والطفلة التي تكون ابنة أخيه من أبيه وهو عمها..
اظنكم فهمتم الرسالة جيدا نفذوا ما نريده وألا لن تكونا بخير أبدا..
وداعا...
ذهل براء حين سمع حقيقة الطفلة بكونها ابنة أخيه, لم يخطر لذهنه أبدا ان تكون قريبته,
ابتسمت رحيق حين علمت أنها زوجة عم الطفلة, لكن الذي جعل ابتسامتها تتلاشى
ذاك التهديد بشأن والدته والطفلة, دخلا إلى داخل, واتصل براء بهاتفه الخلوي على رئيس الشرطة واخبره بشأن الرسالة..
ـ: لا تقلق يا براء...هذا جيد لنا..سنقبض عليهم بوقت أسرع مما تصورناه..
ـ: لكن الموعد أصبح قريبا جدا..
ـ: كنت أتوقع ذلك لأنهم يعشقون المال يريدون الحصول عليه بأقرب فرصة..
ـ: إذن سنتلاقى بعد يومين..
ـ: وداعا...ودعه وأغلق الخط يفكر بما سيحدث بعد يومين...


خطر لذهن سلمى فكرة جعلتها تبتسم فقد وجدت حلا لهذه الأزمة, نظرت إلى الطفلة النائمة بأحضانها بعمق, قبلتها بحنان, واحتضنتها أكثر, وهمست بصوت خافت: قريبا سنخرج من هنا, فقط لو يحل المساء سريعا..أعدك بذلك صغيرتي الحلوة..
............................

بانتظار آرائكم..



ملاحظة...مع اقتراب المقابلة...ستقترب النهاية مع انكشاف الحقائق





الفصل الواحد والخمسون:

أمامه أوراق كثيرة, يجلس محدقا بالفراغ, ويعود بذاكرته إلى الوراء, حين وصاه رئيسه السابق ان يقبض عليهم ويدخلهم السجن,لم ينسى ذاك الموقف, لم ينسى القسم الذي اقسمه
حتى يضع على أعناقهم حبل المشنقة, أغلق عينيه لبرهة , فتح عينيه ببطء , امسك بالقلم وكاد يسحقه بيديه, لكنه انتبه لنفسه , نظر الى أوراق التي كتب عليها الخطة لكن هناك خوف مباغت بأن الخطة لن تفيده وسيمسك بهم بطريقة أخرى, حاول ان يبعد هذا الخوف
بالنظر الى القضايا والجرائم الكثيرة...

حل المساء ببطء, أسدل ستاره الأسود بكل خفة, ابتسمت سلمى حين أتى المساء حاملا معه الحرية, وقفت خلف الباب, لتسترق السمع, لم تسمع شيئا, سوى طقطقة الكؤوس وضحكة امرأة وقهقه رجلين, تكهنت أنهم لم يثملوا بعد, جلست خلف الباب, محتضنة الطفلة, النائمة بسلام, لكن فوجئت حين سمعت أصواتهم الثقيلة وغير مفهومة, تكهنت مرة اخرى ان شراب بدأ يأخذ مفعولة وسينسيهم سلمى والطفلة ورحيق وبراء...

وقفت أمام النافذة فتحتها بحذر, أخرجت رأسها بهدوء, نظرت الى الظلام المحيط بالأجواء, شعرت ببعض الخوف, لأنها ستجازف بالمشي بوسط هذا الظلام المخيف,
نظرت الى الطفلة, ابتسمت وتمتمت : لأجلك سأفعل المستحيل...

قفزت من النافذة بمهارة, جلست على الأرض قليلا حتى لا ينتبه لها حراس المدمرون الثلاثة, نهضت ببطء وتسللت مسرعة نحو الأشجار العالية المخيفة, أخذت تسير على غير هدى , تائهة ..متوترة لان أصوات الحشرات الليلية أربكتها, ونعيق البوم وحركت الفئران بين الأعشاب اليابسة, جعلتها تركض بسرعة لم تتخيلها, تمنت ان ترى نور يدلها على شارع , على منزل, لكنها لم تجد, لعنت المدمرون الثلاثة, لأنهم خطفوها ووضعوها بمنطقة نائية,لهثت من التعب, وسقطت على ركبتيها تعبة, مرهقة, متعطشة لقطرة ماء,
والذي أربكها بكاء الطفلة التي حاولت تهدئتها لكنها لم تهدأ, دائما القدر يفاجئنا بغرابته,
وتفاجأت سلمى من ذاك الضوء المنبعث من منزل قريب, حثت خطاها, وبدأت تسرع,
وصلت القصر الملعون, طرقت الباب طرقات قوية ومتتالية,وسقطت ارضا بأحضانها الطفلة الباكية...

فوجىء براء, الذي مازال جالسا, يقرأ ببعض الأوراق التي تتعلق بعمله, بصوت الطرقات الشديدة, نظر الى رحيق وجد علامات الخوف جلية على وجهها, امسك بيدها مطمئنا لها
ـ: عزيزتي.. لا تخافي..سأهبط إلى الأسفل لأرى من الطارق..
بخوف,ـ: لا...لا تذهب.. أخشى ان يكون احدهم يريد قتلك..
ـ: عزيزتي.. ستكونين معي هيا ..
هبطا معا, ورحيق مم*** به بشدة, ضحك عليها وعلى خوفها المفاجىء..
فتح الباب بحذر, واختفت ابتسامته, حين رأى تلك المرأة الفاقدة للوعي بأحضانها طفلة الصغيرة, فتح الباب على مصراعيه, انتبهت رحيق للموقف, أخذت الطفلة صارخةـ:..طفلتي جنى ماذا فعلو بك؟, حمل براء تلك المرأة المجهولة بصعوبة, وأدخلها الى القصر وهو لا يعلم أنها والدته..!

..........................
بانتظار آرائكم وتوقعاتكم..


تحيتي..





الفصل الثاني والخمسون:

روح جورجيت تنظر أليهم من بعيد, ابتسمت ابتسامة سعيدة, لان مخططات ماري والمدمرون الثلاثة من اجل تحطيم براء ورحيق أحبطت, وهذا ما تمنته منذ ان علمت بما سيفعلان, ابتعدت عنهم بيدها شريط لفلم سينمائي وكتاب غريب ضممته إلى صدرها وهمستـ: أنهما مفتاح الحقيقة لتعرف رحيق كل شيء ولتبتعد عن هنا ولتحيا حياتها..

رش بعض قطرات الماء على وجه تلك المرأة المجهولة, استيقظت ببطء وهمهمة..
ـ: همممممم أريد ماء...
سارع وسكب كوب ماء شربته بعطش شديد, فتحت عينيها, نظرت الى المكان باستغراب
والى الذي يقف أمامها, دق قلبها ورق حين رأته تسمرت نظراتها نحو قسمات وجهه
نعم, انه يشبه أبيه...انه براء...نعم انه هو...وبدون وعي..ـ: براء بني..
صدم براء حين نادته باسمه وهو لا يعرفها...
ـ: هل انتِ بخير سيدتي...؟
انهمرت دموعها بغزارة,ـ: براء بني..انا سلمى والدتك...
بذهول ـ: ماذا..............؟
بهدوء ممزوج بشوق,بحنين, بلهفة لآحتضانه,ـ: نعم ..أنا والدتك..بحثت عنك بجميع الأمكنة ولم أجدك...
بسخرية ممزوجة بقسوة ,ـ:لما آتيتي الآن....؟ اخبريني يا سلمى....؟ لما ظهرتِ بحياتي.........؟
لا تخبريني انك بكيت علي الليالي والسنين,لو كان لك قلب لما ألقيتِ بي أمام بيت امرأة عجوز لا تستطيع رعاية نفسها لترعى رضيعا لم يبلغ بالعمر أيام.., لا تبرري لي أن ما كتبته بالمقال هو حقيقة, خفت من أبي ان يقوم بقتلي فقمت بإلقائي بدلا من ان تبقيني بحضنك, ان تهربي بي, لكنك أنانية نجوت بنفسك وجعلتِ حياتي عذاب, صمت لبرهة
وأردف بمرارةـ: ألم تفكري بما سأعانيه, ألم تفكري ان أصبح يتيم ووالدتي والدي على قيد الحياة ,ألم تفكري بمستقبلي, لو فكرتي لما أصبحنا بهذا الموقف, أسف لن أتقبلك بحياتي
ستبقين هنا معنا, لن افعل ما فعلته بي, لكن لا تتوقعي ان يرق قلبي لك..

خرج نحو الطابق العلوي, بعدم تصديق ..بذهول, انهمرت دموع رحيق فالموقف يستدعي البكاء,فقسوة براء ودموع والدته جعلتها تبكي لان الموقف اكبر منهم جميعا..

اقتربت نحوها بحنان,واحتضنت رحيق سلمى,التي أجهشت بالبكاء بشدة,بعد مدة هدأت ولم تسمع شهقاتها, فقط الدموع كانت تنهمر بهدوء,مسحت بأناملها الناعمة دموع سلمى وهمست...
ـ: أمي...لا عليك...انه غاضب,حين يهدأ ويفكر جيدا سيعود ببطء, ردت فعله معاكسه صدقيني هو يتمنى ان يبكي على صدرك و أن ينعم بحضنك, لكنه فوجىء وصدم, بيوم وليلة يظهر له ان لديه ام وأب وأخوة, وهو ظن نفسه منذ صغره انه يتيم, ابتسمت وأردفت ـ: ودلالة على انه لا يريد ان يبقيك وحدك أخبرك انك ستعيشين هنا معا...

ابتسمت لها سلمى بارتياح,وفرحت أن لدى ابنها زوجة لا تضاهى بكنوز الكون...
وقفت بسرعة وطلبت منها الهاتف الخلوي لتتصل بالشرطة وتخبر عنهم قبل ان يفتقدوها..
...................................
بانتظار آرائكم وتساؤلاتكم....

تحيتي..


هذا الجزء هدية مني لجميع القراء لان النهاية اقتربت..

الفصل الثالث والخمسون:

أحضرت لها ساندي الهاتف التي نهضت حين سمعت أصواتهم..في هذا الوقت المتأخر..

ضغطت الأرقام باستعجال ولم تنتظر وقت طويل لأنه فتح الخط بسرعة..
ـ: مرحبا ..أريد التحدث مع رئيس الشرطة..
ـ: الرئيس بذاته يحدثك..
ـ: حمدا لله..أنا سلمى يا سيدي الرئيس..
بتعجب,ـ: سلمى.. أين أنت...؟, كيف هربت ... ألم يختطفوك...؟
بسرعة,ـ: سأخبرك بكل شيء لاحقا..أريد أن أبلغك عن مكان المدمرون الثلاثة..
بذهول,ـ: حقا هل تعرفيه...؟ بسرعة اخبريني...
بهدوء,ـ: نعم.. سجل لديك سأصف لك المكان بدقة,ولا تأجلوا ثانية لأنها لن تكون بصالحكم, ستجدونهم الآن مخمورين..
أخذت تصف له المكان, عرفه بسرعة فقد وقع منذ زمن حادثة قتل فيه..
أغلق الخط حتى أنها لم تكمل تحية الوداع, تنهدت بارتياح, طلبت منها رحيق أن تنهض معها الى الطابق العلوي لترتاح من التعب الذي لاقته...

ضحكت ماري حين تأكدت أنهم ثملوا , التقطت حقيبتها وتسللت بهدوء, وخرجت نحو الخارج, قاطعة ظلمة الليل الحالكة بضحكة مجنونة, لو سمعها احدهم لفقد عقله
نعم كانت ممزوجة بالدموع, دموع كابدتها ماري ولم تظهرها لسنين طويلة,
الجنون وحده من كان يسيطر عليها كانت تارة تضحك وتارة أخرى تبكي, أهي صحوة,
أهي ترفيه عن ذاتها المثقلة أو ضميرها الذي مات ودفنته بيدها,لست ادري يا ماري
ماذا فعلت بقلمي تفكيرك وحيرتك جعلته تائها ببحورك..

تقف اللحظات عند نقطة
نقطة إما أن تكون خاتمة للسطور
أو بداية لحكاية أخرى
روتها أحرفي
وهمس خيالي..
لا ادري لما اقتراب النهاية
يخنقني..
وهل تنتهي الحكايات عند
نقطة وحيدة..!؟

مزقت مصابيح الشرطة ظلام تلك المنطقة النائية, يهرولون بسرعة,وصيحات الضباط تتعالى, تحث خطاهم على الاستمرار,توزعوا بجميع الأرجاء و بشكل مكثف لأنهم اخذوا يقتربون نحو الكوخ النائي والبعيد عن الأنظار, كلما اقتربوا أكثر, قرعت طبول قلوبهم بشدة, خوفا ان يكونوا قد ولو هربا وكل هذا خدعة..

اقتحموا المكان, وفتحوا الباب متشوقين للقبض عليهم,لكن الذي فاجئهم أنهم لم يجدوا أحد,
فتشوا المكان جيدا ووجدوا انه يوجد باب آخر مفتوح , قاموا بالخروج منه, سارعوا يبحثون عنهم بظلمة الليل,من خلف الشجر والنباتات الطويلة, لم يضنيهم التعب, كأنهم اقسموا بحين خروجهم أنهم لن يعودوا لمنازلهم قبل ان يقبضوا عليهم, سمعوا حفيف أوراق الشجر, صوبوا مصابيحهم نحو أعالي الأشجار,لم يجدوا احد سوى سماعهم صوت سيارة
يقوم احدهم بتشغيلها, طلبوا من الحراس الذين يقفون عند الشارع العام الاستعداد,
خرجت السيارة مسرعة, لحقتها سيارات الشرطة, كأنه سباق سيارات لا كأنه مطارده,
اخرج احد المدمرين الثلاثة رأسه من نافذة السيارة وبيده مسدسه, وأطلق النار بشكل عشوائي على الشرطة, لكنه لم يصب احد بسبب سرعة السيارة, التي كادت تنحرف من سرعتها الجنونية, حاولت الشرطة إطلاق النار على عجلات السيارة لكنهم لم يستطيعوا
وبعد مدة طويلة أخذوها بالمطاردة,أخيرا سددوا ضربة قاضية على أحدى العجلات, وكأن العدالة كانت تنتظر هذه اللحظة,لم يستطع التحكم بالسيارة فانقلبت وهوت بوادي سحيق , النيران متصاعدة والانفجار القوي أضاء تلك الليلة من قوته...
......................................
بانتظار آرائكم وتوقعاتكم...

تحيتي..





الفصل الرابع والخمسون ..مـــــــــا قـــــــــبــــــــل الأ خــــــــير:


احتضنت رحيق جنى بشوق,نامت بأحضانها بهدوء, قبلتها قبله حنونة, وضعتها على سريرها, بكت الطفلة, ابتسمت لها رحيق بحنان, كأن الطفلة شعرت بالخوف من فقدانها والدتها مرة أخرى, دثرتها بوشاح دافىء مكثت تنظر إليها لفترة ودموع تنهمر على خديها لان الطفلة عانت وهي السبب...


فتحت مرسمها الذي هجرته منذ زمن, أخذت تنظر الى لوحاتها الى ألوانها وفرشاتها التي اشتاقت إليها, في ظل الأحداث المتتالية لم يكن لديها وقت للرسم, أمسكت فرشاتها وحدقت بها بسخرية وهمست ـ: رسامة ولكن مبعثرة بحطام الماضي...رسامة و لكن ألوانها وفرشاتها تمردت عليها , رسامة ولكن الحزن أثقلها ..و اليتم قتلها..والألغاز حطمتها, رسامة رسمت أحلامها..لونت خيالها..فأتى الواقع محطم الصور..ممزق المحال..حتى السراب اندثر..لم يعد للفرشاة معنى ولا للوحاتي حكاية فالماضي بصم بصمته السوداء عليها جميعها رافعا رايته المنتصرة..رسامة ولكن مسجونة بقضبان الماضي المجهول..

اتصلوا بالإسعاف والمطافىء,نظر رئيس الشرطة الى الانفجار الذي حدث بنظرات سعيدة ومبتهجة..,وصورة رئيسه السابق عادت إليه من جديد, كيف سينساها وهو متأكد انه الآن يمكث بقبره بارتياح لان وصيته نفذت والأقدار حكمت حكمها ..

بكاء ماري لم يتوقف, صرخت بها جورجيت..
ـ: كفى كل هذا بكاء على ماذا يا بلهاء...؟, أردفت بسخرية ـ: يا للهول هل صحي ضميرك الميت عزيزتي, يال غبائي ربما تبكي على عشيقها سامي كم أنتِ غبية يا ماري ألم أخبرك أنهم أصبحوا الآن بعداد الموتى...
بخوف,ـ: ماذا..................؟
بمكر,ـ: موعد انتهاء حياتك اقترب ان نجى احدهم و بلغ عنك للشرطة ستلاقين مصيرك قريبا..وان لم ينجي أي احد نهايتك على يدي..
بغضب,ـ: اصمتِ يا وجه الشؤم لا أريد سماعك..
باستهزاء,ـ: لأنني أبوح بالحقيقة وأنت تكرهينها لا تريدين سماعها, تكرهين الاعتراف انك حاقدة وغيورة الى حد الجنون, قاتلة مجنونة حولتِ الفلم السينمائي الى حادثة قتل فتكت بي وبسوزانا وبعد مدة طويلة امتد جنونك الى عاشق سوزانا الذي تمنيته لك وهو كان مغرم بسوزانا
الى حد الافتتان,وهو الجد العجوز الذي ربى رحيق وبمساعدته قتلتني وقتلت سوزانا..
بكت بكاء شديد وجورجيت مبتسمة لأنها تذكرها بالحدث وتقتلها أكثر وتسدد لها طعنات موجعة..

خمدت النيران الجائعة, حاولوا ان ينقذوا المدمرون الثلاثة لكن فات الأوان, وجدوا جثتين احترقتا وتناثرت اعضاؤهما من شدة بشاعة جثتيهما استغرق المسعفون وقت وهم يحاولون إخراجهم والكمامات الموضوعة على أنوفهم لم تمنع تسلل رائحة جلودهم المقززة إليها ..

الذي أدهشهم أنهم وجدوا احدهم غائبا عن الوعي,حملوه نحو سيارة الإسعاف, وعاد كل قسم منهم بسيارات الشرطة تركوا المكان..تركوا ذاك الوادي ليحمل بصمة لن تزول يوما
وهي بصمة العدالة ...
في الصباح اليوم التالي, استيقظت سلمى على اثر رنين الهاتف الخلوي التي أبقته بجانبها حتى تعلم أخر الأحداث..
بصوت متثاقل ومتعب ـ: مرحبا..
بنبرة سعيدة,ـ: يسعدني إخبارك ان المدمرون الثلاثة لاقوا حتفهم , ونجى منهم واحد
ان بقي حيا ستقوم المحكمة بالحكم عليه..
بفرح,ـ: حقا...هذا اجمل خبر سمعته..
ـ: الان ارتاحي ولا تفكري بشيء فقد مررت بأوقات عصيبة سأدعك لترتاحي.. لا تنسي ان تبلغي براء ورحيق..
ابتسمت,ـ: حسنا...وداعا...
اغلق الخط بسعادة واتجه نحو المشفى ليراه..
......................
بانتظار آرائكم..

ملاحظة... سأضع الاجزاء النهائية من روايتي اذا وجدت تفاعلكم لمعرفة سر القصر وألغازه..

تحيتي




الفصل الأخـــــــــــــيـــــــ ـــــــر:

الجزء (1)

خرجت الممرضة مسرعة نحو رئيس الشرطة,لتبلغه ان الفاقد عن الوعي استيقظ وطلب رؤيته دخل بسرعة ومعه مساعده حتى يكتب الأقوال الذي سيخبرهم بها..
نظر إليه والى الخدوش العميقة والحروق المشوهة وجهه, لم ينبس احدهم ببنت شفه
كأنهم بصمتهم يحثوه على الكلام..
بعد ان قرر النطق,ـ: سيدي الرئيس.. أريد ان اعترف أننا نحن من كنا ندمر الشركات الناجحة.. من دمرنا رحيق وبراء..ومن اختطفنا سلمى والطفلة ومن دمرنا تلك السفن البحرية التي كانت ممتلئة بالغذاء..اعترف نيابة عنهم وأنا أتيقن أنهم الآن تحت التراب يرقدون..اعلم انك تتسأل عن سبب اجتماعنا على هدف واحد وكيف أطلقنا على أنفسنا المدمرون الثلاثة,سأخبرك...كنا صغار تصادقنا معا في الميتم كنا نكره باقي زملائنا في الميتم لانهم كانوا مجتهدين وأذكياء..كنا نحن الثلاثي المهمل والكسول..حتى بالأوقات التي يجب علينا ان نمارس فيها الرياضة كنا ببطء نمارسها حتى ان من كان يعلمنا كان يسخط ويغضب منا, نشأنا على فكرة واحدة نحن فاشلين..لا أب ولا أم لنا..لا أقرباء وفقراء..
كبرنا وخرجنا من الميتم عشنا معا لم نفترق, الى ان قررنا ان نتحدى الجميع بنجاحنا وان نفشلهم بثلاث ضربات..ضربة مني وأخرى من ياسر والثالثة من سامي..نجحنا وأسسنا شركة ناجحة, وضعناها تمويه حتى لا يشك بنا أحد كنا نبحث عن الناجحين في المجتمع
وندمرهم ببطء نبعث لهم رسائل تهديد وكان من ضمن الناجحين براء أردنا تدميره
لكن رحيق رفضنا جميعا لأنها امرأة لكن ماري تلك المجنونة من أرغمتنا لأنه بلحظة كنا مخمورين فيها أخذت تسألنا أسئلة لا نذكرها ونحن كالأغبياء نجيب, عرفت السر وأخذت تهددنا فيه, وهكذا بدأنا بأوامرها ندمر رحيق...
بتساؤل,ـ: من ماري هذه...؟
بسخرية وبتعب,ـ: ماري..تلك ألامرأة الحاقدة ذات القلب الأسود..تلك القاتلة التي لا تهاب ولا يصيبها ذعر حين تقتل وتدفن من قتلته بيدها,مريضة نفسيا نعم يا سيدي اقرب وصف لها هكذا, أتتذكر الحادث الذي وقع بقصر الموت في أواخر القرن التاسع عشر, وأصبح لغزا لم يستطع أحد اكتشافه ولا اكتشاف من قتل ملكة المسارح ولا المخرجة المشهورة
ولا حتى عاشق سوزانا, أنها من قتلتهم ومن كانت سبب باختفائهم بسرية, كانت تخطط لهذه اللحظة سنين طويلة, يجب ان تقبضوا عليها لأنها ستؤذي رحيق, انها موجودة بقصر رحيق في الغرفة المحظورة ومعها...ولم يكمل لان قلبه فجأة توقف عن النبض واعلن جهاز القلب طنينه معلنا نهايته..

ذهل رئيس الشرطة حين سمع أن ما وراء ذاك اللغز المحير امرأة لم يفكروا بها, ولم تخطر على بالهم, لأنها كانت صديقتها وكانت مستبعده من أنها وراء ذلك ولا يوجد دليل
على جريمتها..

دخلت سلمى بعد ان طرقت باب غرفة الرسم, وجدت رحيق تبكي, سارعت إليها..
بحنان وخوف,ـ: عزيزتي رحيق ما بك لما تبكين..؟
مسحت دموعها بأناملها الناعمة وابتسمت,ـ: لا تقلقي أنا كنت أتذكر الماضي فقط وهذا ما جعل دموعي تتساقط..
بارتياح,ـ: ياااه خطرت لي أشياء مخيفة..أريد أن أخبرك خبر سعيد..
ـ: ما هو...؟
ـ: المدمرون الثلاثة..لاقوا حتفهم..
بتعجبـ: حقا...؟
ـ: نعم غاليتي..اخبري براء بهذا الخبر المفرح..
قبلتها وسارعت مبتهجة بهذا الخبر المفرح وأن الراحة بدأت تخطو خطواتها نحو حياتهم..

فرح براء حين علم بهذا الخبر, لكنه سألها...
ـ: المدمرون الثلاثة رحلوا عن حياتنا..لكن الى متى سنبقى هنا ..الى متى سيبقى السر مخفيا عنا...
بحيرة,ـ: لست ادري يا عزيزتي..
ـ: لا عليك لا تقلقي بهذا الشأن..
بتعب,ـ: كيف لي ان لا أفكر به وهو سب تعاستي..ذكرياتي ..طفولتي ..حاضري مرتبط به..
ـ: كنت سأقترح عليك ان نقتحم الغرفة المحظورة لكن هناك شي يمنعني.
ـ: دعنا نرتاح من كل شيء..ما رأيك لو خرجنا بعد الغداء بنزهة بين الأشجار الجميلة..
بعد تفكير,ـ: موافق..لا تنسي ان تخبري والدتي اقصد سلمى..
ـ: عزيزي اعلم انه كل الذي حدث لك شكل لديك ذكريات مؤلمة وقاسية..لكن اعلم ان قلبك ابيض نقي..يسامح ألن تسامحها..؟
بحيرة,ـ: ليس الآن..
ـ: حسنا كما تريد..
خرجا معا ليتناولا الفطور, تناولته سلمى معهم لم يلتفت إليها براء ولم يلقي عليها تحية الصباح, كان يسمع لحديثهن مظهرا ألامبالاة وعدم الاكتراث..
...................................
يــــــــــــــتــــــــب ع








الفصل الأخـــــــــــــيـــــــ ـــــــر:

الجزء (2)



في المقبرة تم دفن سامر, وقف رئيس الشرطة أمام قبر رئيسه السابق, وضع بعض الزهور البيضاء, وهمس,ـ: كم هي الحياة غريبة والأغرب بها مفاجأتها الغير متوقعة
يال العجب, ذاك اللغز الذي أخبرتني عنه انه حدث منذ عشرون سنة او أكثر
اصبح حله بيدي..ياااه ما اغرب القدر وما اغرب فرشاته التي تعكس ألوانها على حياتنا..

الهواء المنعش تسلل الى قلوبهم, حفيف الأشجار كان يعزف مقطوعته بهدوء, كأن جنى كانت تشعر بهذا اليوم الجميل, كانت تلعب لوحدها وتضحك, أخذت تبتسم رحيق على براءتها, طلبت منهم الجلوس على الصخور الحجرية المغرية, جلسوا جميعا,وضعت رحيق الطفلة على الأرض المخضرة بأعشابها الناعمة, رأت الطفلة زر احمر ,ظنته لعبة ضغطت عليه, وتزحزحت الصخرة التي تجلس عليها رحيق,لم تستطع ان تسيطر على نفسها فوقعت بداخل النفق اللولبي, صدى صرخاتها يتردد بوسط ظلمته الحالكة..

بعد ان استوعبا الموقف..
ـ: أمي امسكي الطفلة جيدا أو عودي الى القصر..سأنقذ رحيق..وهبط ورائها..
فرحت سلمى حين ناداها بأمي تلك الكلمة التي تمنتها طويلا, لكن تلاشت حين تذكرت الموقف انه أشبه بالخيال...

صرخات براء وهو يصرخ باسمها وصرخات رحيق وهي تنادي باسمه امتزجت داخل النفق, الى ان خرجت منه ووراءها براء..
نظرا الى المكان المضيء بقنديل زيتي قديم, يوجد أريكة تتسع الى شخصين, ومرآة كبيرة
تعجبا من المكان الغير متناسق, لكن الذي جمد الدم بعروقهم, الصوت المنبعث من الظلام..
ـ: أهلا بكما...أردفت ,ـ: طال انتظاري وأنا انتظر هذه اللحظة الحاسمة..
أخذا ينظران حولهما باحثين عن صاحبة الصوت..
ـ: لا تتعبوا في البحث عني.. انا مجرد روح لم تسكن قبرها والسبب انني من سيوضح حقيقة القصر الملعون..او كما سمي..قصر الموت..
همست رحيق بذهول..,ـ: من أنت......؟
ـ: أنصحكما بالجلوس..بعد ان جلسا..أردفت,ـ: أنا جورجيت..
بصدمة,ـ: ماذا.............؟
ـ: نعم انا روحها التي كانت تتجول بالقصر...بقيت لحراستك ولأظهر أنني قتلت ظلما,
اعلم انك متشوقة لمعرفة الحقيقة..لذا سأخبرك بها..
ـ: حقا..لكن ما الذي سيضمن لي انك روح جورجيت وتريدين أخباري بالحقيقة..
ـ: انظري الى المرآة..
نظرا الى المرآة ووجدا شبح امرأة جميلة ترتدي ملابس بيضاء..
ـ: ارجوا منكما الإنصات التام لما سأخبركم به..
تبدأ الحكاية...عندما كنا في مسرح الحب..نمثل ونعرض رقصات جميلة...المميزة بالتمثيل كانت سوزانا..كنت ألاحظ علامات القهر والحقد على وجه ماري, وازداد هذا الأمر حين فتن بها المشاهدين وكانوا يحضرون للمسرح من اجلها, مما زاد غيرة ماري وغضبها على سوزانا, وتبدأ الفصول المؤلمة..حين عشق والدتك سوزانا احد اشهر رجال الأعمال, رفضته رفضا قاطعا, لأنها كرست نفسها لأجلك ولأجل التمثيل, لم يتعب من صدها, عاود إكمال ما بدأه كان يرسل لها الورود ورسائل غرامية, وبحكم صداقة ماري مع والدتك كانت تخبرها كل شيء, والحسد بقلبها يزداد منها,قدم لوالدتك أغلى الجواهر والماسات ورفضتها وأخبرته.. أنا لا اشترى بكنوز الأرض..وفائي لزوجي السابق
لن لتخلى عنه لا من أجلك ولا من اجل غيرك..جن جنونه..بعد كل الذي فعله لم تمل إليه ولم يرق قلبها نحوه, بتهور اقترب منها وقبلها...صفعته أمام الجميع..واعتبرها إهانة له..وخصوصا ان جميع الصحف هولت بالأمر وجعلتها فضيحة إعلامية, وهذا ساعد ماري الى الاقتراب إليه, وعرضها عليه خطتها الانتقامية التي وافق عليها بدون تردد وجنون الحب الممزوج بالانتقام استحوذ عليه, قامت بتسليمي مخططاتها دون علمي..!, اهدتني رواية تصلح لفيلم سينمائي, استحقت إعجابنا جميعا لأنها غريبة , وأردنا تنفيذها..ستسألين عن اسم الفيلم &*& رسامة ولكن...!&*& هذا كان اسمه,لا تصدمي غاليتي..المهم عرضت علينا ماري القصر الذي تسكنين فيه, ووافقنا لأنه يطابق أحداث الفيلم, بدأنا بالتصوير ووقفت أرواحنا انا وسوزانا عند حدث كنا نمثله, وهو ان يقوم شخص مجهول بإغلاق باب الغرفة ومن ثم يقتل سوزانا النائمة على السرير,بوسط هذا الحدث, أغمى على من كان يمسك بكاميرا التصوير , وسقطت الكاميرا لأشلاء, انشغل الجميع به لانه من دونه لن نكمل شيئا, طلبوا الإسعاف وخرج الجميع معه, وبقينا ثلاثتنا انا وماري ووالدتك وذاك الشخص الذي لم اعلم انه موجود معنا, أغلق الباب علينا بإحكام نحن الأربعة, تسرب الخوف لأعماقي, جلست بجانب سوزانا, وظهر لنا عاشق والدتك, بيديه خنجر نظر إليها نظرة شيطانية واخذ يقترب وقلوبنا تكاد تتمزق من شدة خوفنا, باللحظة مفاجئة أمسكت ماري بي بشدة وقيدتني وهددتني بقتلي, حاولت المقاومة لم استطع, قيدوني بأحكام, نظرت إليهم خائفة على سوزانا لأنها كانت رقيقة وناعمة, اقترب منها وهو يقبلها بجنون, أبعدته مرارا وكانت تصرخ وماري تراقب الموقف وتضحك بجنون,صاحت به..موتي ارحم من ان أكون لك..!
..................

.................................................. ...................
يــــــــــــــتــــــــب ع







الفصل الأخــــــــــيــــــــــ ــــر:

الجزء (3)

بعد سماعه لهذا ثار جنونه, وطعنها بلا وعي طعنات متفرقة والدماء تسيل منها, حملها وخرج بها, نحو الصالة الكبيرة وضعها على الأرض, واخذ بجنون وبلا وعي يراقب دمائها التي كانت تتدفق بقوة,بينما كانت ماري تتولى مهمة قتلي قتلتني بلا رحمة ولا شفقة, لاني كنت شاهدة على ما حدث, لم أذنب بشي وقتلت ظلما, بعد ان شكلت دماء والدتك مستنقعا من الدماء على أرضية الرخام, نزع عقدها وخاتمها وتركهم دليلا على موتها, نزعا معا اللوح الخشبي الموضوع تحت السرير, وكشفا عن حفرة كبيرة أعدت لشخصين,القوا بنا فيها بعد ان غطونا بالتراب, وأغلق اللوح الخشبي, لا ادري لما أراد عاشق والدتك تربيتك, رباك بهذا القصر لان والدتك دفنت فيه وعلى حسب مخططات ماري ستدفنك بيديها فيه,كبرتِ وكبرت معك الأوهام والأسرار المحيطة بك مما جعلتك تعيسة وبائسة من الحياة,
كنت أريد إخراجك بأي طريقة من هنا نعم, أنا من كنت انزع النباتات التي زرعتها, أصدر تلك الأصوات والمعزوفات, تلك الضحكات الشيطانية, حتى اللوحات التي رأتها ساندي انا من حطمتها وأعدت جمعها لان ساندي كانت تريد إصلاح اللوحة التي أعجب بها براء, وكانت ورائها قصاصة ولم أرد ان ينكشف السر لان الوقت لم يحن بعد, والنار التي حدثت بالمطبخ انا سببها, أردت منك ان تخافي وتخرجي من القصر مبتعدة, لكنك كنت قوية بعكس ما توقعت, عشت به ولم تخافي, ولم تبالي بشيء وهذا زاد إعجابي بك
وهذه كل الحكاية عزيزتي اعلم انها مؤلمة لكن هذا قدرنا..

حل الصمت عليهم, الصدمة ألجمت لسان رحيق وبراء لا يكادان يصدقان شيء..
قطعت عليهم لحظة الصمت,,ـ: انظرا الى هذه الطاولة يوجد عليها كتاب وفيلم سينمائي..
الكتاب هو ليس مذكرات العجوز بل هو قصة حياتك عزيزتي.. رسامة ولكن القصة الأصلية كانت تصفك أنت وكيف تعيشين بهذا القصر..وهي من كتابات والدتك المشهورة, التي في ذاك الوقت لم تكن بعنوان محدد, علمت بها ماري وحرفتها إلى فيلم أخر من خيالها المجنون وحدث ما حدث..
وهذا الشريط انه يحتوي على جميع العروض التي مثلتها والدتك وحفظتها الكاميرات..
أيضا نسيت إخبارك بشيء أخير..ان ماري أيضا قتلت الجد العجوز وهو عاشق والدتك, ودفنته بنفس الحفرة التي دفنا فيها وهي من كانت سبب تدميرك طلبت من المدمرون الثلاثة تدميرك وهم رفضوا لكنها ضغطت عليهم, وكانت تحذرك من الدخول الى الغرفة المحظورة لأنه دفنا فيها والسر معنا,لأنها كانت تقيم علاقاتها المشينة في نفس الغرفة المحظورة ,الغرفة شهدت الكثير.. الكثير..
بصدمة,ـ: لا يعقل, الرواية التي كتبتها والدتي وأرادت تمثيلها, تحققت وأنا بطلتها, يا الهي, أكاد اجن لا أستطيع التصديق كل هذا, كأن والدتي وهي تكتبها تيقنت بأعماقها سأكون بطلة روايتها..ياااه كم هو مفاجىء قدرنا...

ـ: والآن عزيزتي..سأقول لك الوداع لآن دوري انتهى ودقائق مكوثي هنا انتهت, الباب خلفكم يقودكم نحو القصر اخرجوا منه الوداع..

غادرت جورجيت المكان, ونور القنديل توهج أكثر, لأنها أخيرا ارتاحت بعد وقت طويل, أجهشت رحيق بالبكاء, احتضنها براء مخففا عنها بكلمات رقيقة, خرجا معا وجدا انفسهما بغرفة من غرف القصر, سارعا بالبحث عن سلمى والطفلة لكنهما فوجئا بالشرطة, مم*** بماري الثملة...................................... ....

نظرت ماري الى رحيق...وضحكت ضحكة مجنونة...
ـ: أخبرتك جورجيت بالحقيقة تلك الغبية, إنها تستحق القتل على غباءها, لم تعلم بالقنبلة التي ستفجر القصر وتنسفكم معها.. أكملت ضحكتها ولم تتوقف..إلا حين سألتها رحيق..
ـ: لماذا فعلتِ كل هذا....؟
ـ: لأنني امقت والدتك, اكرهها...أصبحت مشهورة.. أعجب بها الكثيرون وأنا وقفت بمكاني لم أتحرك, حتى بنجاحها لم تذكرني..لأنها كرهتني دائما لم تظهر حبها لي
اكرهها وأكرهك..أتمنى ان تلحقي بها سريعا حين تنفجر القنبلة الموقوتة, جميعكم أغبياء
والأغبى منكم جميعا الشرطة, التي لم تستطع معرفة السر الموت ولا اختفائنا جميعا اظنهم لم يبحثوا عنا أبدا لأنهم أغبياء..
ـ: كفاك شتما لهم بحضورهم, الآن علمت لما كرهتك والدتي لأنك لا ذوق لديك ولا أخلاق
حقودة..قلبك اسود ..ممتلىء بالحسد والغيرة, خرقاء مجنونة..
بصراخ,ـ: جورجيت الغبية لو اعلم أين ذهبت لقتلتها مرة أخرى , لم تشجعني أثناء تمثيلي انتقدتني كثيرا وفعلت الكثير ولاقت حتفها..وذاك العجوز الأحمق رفض الزواج بي فاستحق القتل..وأنت يا رحيق سيصلك قطار الموت..
باستهزاء,ـ: كيف ألديك قوة خارقة دون علمي..؟
بمكر وجنون,ـ: لا لدي قنبلة بعد دقائق معدودة ستنفجر بنا جميعا يااااه ستقتل الكثيرين..
اخرجوا الجميع من القصر ولم يبقى أي شخص فيه, كانت سلمى والطفلة وساندي ينتظرونهم بالسيارة, بعد ان أعددتا الحقائب بسرعة بطلب من الرئيس قبل ان يقبض على ماري, انطلقت السيارات مسرعة, وابتعدت عن القصر مودعه له, نظرات رحيق لم تفارقه, رأته ينهار وكأن الأرض شقت نفسها وبدأت تبتلعه, اخذ معه كآبتها وذكرياتها ولوحاتها وفرشاة رسمها, تاركا لها مساحة بيضاء لتبدأ بها حياتها...
.................................................. .
يتبع..










الجزء (4) والأخــــــــــــــــــــ ـــــيــــــــــــــر:


بعد هذه الأحداث بأشهر, كانت رحيق تجلس مع سلمى مستمتعة, بالطبيعة الخضراء و النباتات الساحرة, والأشجار الشاهقة, حضر براء إليهم مسرعا ممسكا بيديه جنى التي لم تتوقف عن الضحك, فقد كانا يلعبان معا, قبل والدته على رأسها و جلس بجانب رحيق..
ـ: امي ألم تلاحظي ان رحيق أصبحت متذمرة كثيرا والسبب طفلنا القادم..!
بغضب,ـ: ماذا.........؟بكل مرة تجلس فيها بيننا تحب أغاضتِ واستفزازي ..
قهقه براء, لان وجهها محتقن من الغضب,ـ: وأيضا يا أمي إنها أشبه بالبطريق..
ـ: براء بني, لا تغضبها لأنه سيؤثر على طفلك وسيصبح عصبيا..
نهضت رحيق منزعجة منه وغاضبة.. وابتعدت عنهما..تبعها بسرعة وأوقفها, قبلها بحب,
أدارت وجهها عنه...
ـ: ياااااه كل هذا غضب .., ابتسم وأردف بهدوء,ـ:انظري إلي يا حلوتي
اريد نظرة واحدة
نظرة خاطفة
نظرة تغرقني بأعماقك..
أريد همسة
لمسة تبعثر ما بداخلي..
تثير جنوني..
أريدك أنت حبيبتي..
أحبك
ماذا تريدين بعد..؟
نظرت إليه بحب وبابتسامة سعيدة,ـ:
تبعثرت كلماتي..
تاهت حروفي..
تساكبت محابري
أمام كلمة حفظتها بداخلي
لم استطع نطقها
لأني احبك
أبت ان تخرج يا حبيبي
لا تسألني متى عشقتك..
متى أغرمت بك..
لان الحب لا يعرف الوقت ولا الزمان..
ابتسم بمكر,،: بعد ما بحت به أريد ان أخذك بعيدا عن الأنظار الى عالم لنا وحدنا, لكن المشكلة ان مساء اليوم سيعقد قران والدتي برئيس صحيفة الجمهور..
بدهشة,ـ: حقا..
ضحك وأردف,ـ: نعم..
احتضنته وصرخت.... احبك ..
تشابكت أيديهما..سارا معا ببطء بذاك الطريق الذي يشبه طريق الحياة الذي لا يخلوا من العثرات التي قد تجعلنا نقف ومن ثم نزيلها ونتخطاها,نبتسم ونضحك ربما نبكي هذا هو قدرنا لا يخلو من السعادة او الحزن ..نحن بيدنا من نجعل أنفسنا سعداء ونحن من نتعسها ونجعلها بائسة..

لن اقول الوداع بل الى اللقاء برواية جديدة..


The End


NASIMALSHOQ غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 22-07-10, 11:50 AM   #5

شادياااا

? العضوٌ??? » 132668
?  التسِجيلٌ » Jul 2010
? مشَارَ?اتْي » 118
?  نُقآطِيْ » شادياااا is on a distinguished road
افتراضي

شكراااااااااااااااااااا

شادياااا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-05-11, 05:07 PM   #6

متمردة

نجم روايتي وقاصة بقصص من وحي الأعضاء وكاتبة في قلوب أحلام وكاتبة ومحرر لغوي بقسم وحي الخيال - مقيم التسالي - منسق المجلد الأول لوحي الخيال - م

alkap ~
 
الصورة الرمزية متمردة

? العضوٌ??? » 141218
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 9,167
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » متمردة has a reputation beyond reputeمتمردة has a reputation beyond reputeمتمردة has a reputation beyond reputeمتمردة has a reputation beyond reputeمتمردة has a reputation beyond reputeمتمردة has a reputation beyond reputeمتمردة has a reputation beyond reputeمتمردة has a reputation beyond reputeمتمردة has a reputation beyond reputeمتمردة has a reputation beyond reputeمتمردة has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

جميلة ولكني للأسف لم أحبها

شكرا عليها


متمردة غير متواجد حالياً  
التوقيع

قريبا جدااااااااااااا
ومازلنا بالبداية







الضغط علي
الصورة تنقل إلي الموضوع



رد مع اقتباس
قديم 30-04-12, 12:25 AM   #7

خادمة الوطن

? العضوٌ??? » 75486
?  التسِجيلٌ » Jan 2009
? مشَارَ?اتْي » 835
?  نُقآطِيْ » خادمة الوطن is on a distinguished road
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

خادمة الوطن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:41 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.