آخر 10 مشاركات
انتقام عديم الرحمة(80)للكاتبة:كارول مورتيمور (الجزء الأول من سلسلة لعنة جامبرلي)كاملة (الكاتـب : *ايمي* - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          سيدتي الجميلة ~ رواية زائرة ~ .. للكاتب الأكثر من مُبدع : أسمر كحيل * مكتملة * (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          آسف مولاتي (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          تراتيل الماضي ـ ج1 سلسلة والعمر يحكي - قلوب زائرة - بقلمي: راندا عادل*كاملة&الرابط* (الكاتـب : راندا عادل - )           »          نيران الجوى (2) .. * متميزه ومكتملة * سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          420 - الوجه الآخر للحب - روبين دونالد (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          الملاك والوحش الايطالي (6) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          متاهات بين أروقة العشق(1) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          نوح القلوب *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : hadeer mansour - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-06-08, 03:48 AM   #41

monaaa

نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم

 
الصورة الرمزية monaaa

? العضوٌ??? » 4165
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 12,874
?  نُقآطِيْ » monaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond repute
افتراضي





فكر "وولف" أن يكون الجنون بعينه على مائدتها !
وهي التي كانت تتصور دائما أن يكون العثور عليها بطريقة ودية وهادئة ومؤدبة . وهاهي الآن تهدم كل الخطوات التي أعدتها في هدوء قال "وولف" وهو يقترب منها أكثر حتى اصطدم بها دون قصد وهما يسيران :
- موافق سنتعشى عندك في المرة القادمة . قولي لي :
- ألا تحسين بصعوبة وألم وأنت تسيرين بهذا الحذاء ذي الكعب العالي ؟ على أية حال لا زلت أذكر أنك كنت تحبين أن تسيري حافية القدمين.
- إنني أحب ذلك دائما. ولكن الكعب العالي لم يعد يجرحني. ولدي الآن إمكان أن أشتري . النوع الذي يبدو مريحا مع الاحتفاظ بجماله الساحق.
كانت تتكلم وقد بدا عليها بعض المكر جعله يبتسم . هذه إذن بداية عودتهما إلى التأمر . لقد أقسمت الشابة أن تتذكر تلك الأيام مدى حياتها .
وجد "وولف" نفسه واقعا تحت تأثير فتنتها وترك عينيه تتجولان على ساقيها المخروطتين بيد نحات . ود لو عاد إلى الأريكة الحجرية وجعلها تخلع الحذاء .
انتزعته مرارة الذكرى والأسف من تأملاته عن الماضي الرائع .أحست "بليندا " بتغيير مزاجه وخمنت أنه يفكر في ذلك الزمن الذي كان يعرف فيه كل أفعالها وتغييرات سلوكها دون أن يشك في شيء . لقد فهمت أن ذلك يحرقه كالحامض اللاذع .
ارتعدت الشابة أمام فكرة أن يهجرها . لقد فكرت مئات المرات قبل أن تتأكد من إمكان مواجهتها لهذا الافتراض . ولكن نظراته هزت اطمئنانها .. أن تفقده مرة ثانية هي ضربة قاتلة . قالت وهي تسرع :
- لابد أن أسرع .
كان "وولف" مصمما ألا يدعها تفلت منه مرة ثانية .. ماذا يمكن أن يحدث له لو اختفت ثانية ؟
في هذه اللحظة بالذات ولدت الفكرة في رأسه ، إنه يستطيع هو أيضا أن يلعب دورا مزدوجا . أجاب :
- وأنا كذلك .. لدي نص لابد أن أقرأه .
أحست "بليندا " أن هناك فكرة في رأسه فشعرت في الحال بالضعف . بماذا يهددها ؟ ولماذا ؟ سألها وولف فجأة عندما وصلا أمام المنى :
- ما الذي قادك إلى الوسط السينمائي ؟
- عرض لم أستطع أن أرفضه .
عندما وثقت " بليندا " بنفسها وأنها مستعدة لمقابلة "وولف " بدأت في التحري والبحث عن أفضل دور يصلح له بهدف أن تقوم بتمويل الفيلم وكان الفيلم الذي ستوقع عقده معه - وهو ريح الجنوب - هو الثاني الذي عثرت عليه .قالت شارحة :
- لقد أردنا في البداية أن نشتري - الرجل الحجري - ولكن الفرصة فاتت . أنت تستحق حقا جائزة الأوسكار للأحسن ممثل والتي نلتها عن ذلك الفيلم أقصد "الرجل الحجري " وكانوا يسمونك لذلك في الصحف "الرجل الحجري".
- أنت تعرفين أمورا كثيرة عني يا "بليندا " .
- لأنك أصبحت مشهورا .
- وهل أنت شريكة في مؤسسة "ديلند " التي أرادت أن تشترك في فيلم " الرجل الحجري " ؟
- نعم
- من الواضح أن لك أسماء كثيرة .
- إنه اسم شريكي وهو أروع رجل قابلته في حياتي .
سمع نفسه يجيب :
- حقا ؟ أنا سعيد من أجلك .
في الحقيقة كانت الغيرة تأكل قلبه وهو يرى عينيها تغشاهما الدموع . إنها تحب ذلك الرجل . تابعت "بليندا " حديثها :
-أنا واثقة بأنك كنت ستقدره . لقد كان نوعا خاصا من الرجال.
كان موت الأستاذ "ديلند " قد صدمها بشدة في اللحظة التي بدأت فيها شركتهما تزدهر . كان الرجل العجوز كريما وطيبا وحلو المعشر ويعتبر أباها الثاني ولازالت تشتاق إليه بدرجة رهيبة . طبع "وولف "قبلة على وجبينها وهو يقول بصوت عميق :
-هذه باسم الأيام الخالية الجميلة .. سأمر عليك في السادسة لأصحبك إلى بيتك .
كانت تشعر بالدهشة وعدم القدرة على الكلام . هزت "بليندا " رأسها علامة الموافقة وابتعد "وولف " . أحست بجبينها يحرقها .. لقد قبلها وعليها أن تظل ترقص فرحا حتى المساء .
تمشى "وولف " في الشوارع , كانت الخطة التي تكونت شيئا فشيئا في ذهنه لم تفارقه أبدا . إن "بليندا " لن تتبخر أبدا بعد في الهواء وستتخذ كل الإجراءات والاحتياطات اللازمة .
اتصل بسكرتيره "وليام " من إحدى كبائن التليفونات العامة على ناصية الطريق ليحصل على رقم تليفون الإدارة في الحال . ما إن كان على الخط حتى أعطى تعليماته في كلمات قليلة مختصرة ووضع السماعة مكانها . لقد بدأت المرحلة الأولى من خطته في الانطلاق . استأنف تسكعه دون أن يعير الشاة أي انتباه ودون ينصت إلى صوت آلات التنبيه الصادرة من السيارات كانت فكرة واحدة تحتل ذهنه : لن تهرب منه "بليندا " أبدا .
"بليندا " تلك الصبية التي رفعت في يوم ما عينيها إليه في ثقة أصبحت الآن بعيدة وحلت محلها امرأة واثقة بنفسها بقوتها ولا تحتاج لأحد . لقد شقت طريقها . ثم هذا المدعو " بليندا " ؟ لقد أحبت رجلا آخر .. هذا مؤكد وهو ما يعذبه أيضا .
أخذ يدير خطته في رأسه مرة ومرة ومرات وفي جميع الاتجاهات حتى سيطر الموضوع على أفكاره تماما . في النهاية بدأ يمارس رياضة الجري إلى أن وصل إلى الحي الذي يقطن فيه وقد انقطعت أنفاسه وغرق في عرقه واستطاع أخيرا أن يسترد سيطرته على نفسه , على الأقل حدد هدفا وهو الذي سيمسك بزمام اللعبة .اختفى في شارع جانبي صغير فجأة ثم انضم إلى النادي الصحي الذي يتردد عليه وبصفة دائمة للمحافظة على لياقته البدنية . وهناك ارتدى لباس استحمام كان موجودا في دولابه الخاص ثم غطس في حمام السباحة وظل يسبح باستمرار ذهابا وإيابا بما يعادل مسافة كيلو مترين قبل أن يدرك أن ذلك لم يطرد من ذهنه صورة "بليندا " المثيرة . عاد إلى بيته يحدوه الأمل أن ينجح العمل الذهني فيما فشل فيه التمرين البدني وانهمك في دراسة نص سينمائي جديد قدمه له "وليام" هذا الصباح نفسه.
كان هذا النص مثل "ريح الجنوب" مبيعا أيضا إلى "شركة "ليندا" الدولية لمستحضرات التجميل" وبدا وكان الدور مفصل عليه بالضبط. لابد أن يكون مجنونا لو رفضه مادامت وعدته "بليندا" أن يكون له السيطرة الكاملة على النص وإخراج الفيلم لو أراد.
قرأ النص مرتين ليحاول إيجاد نقاط الضعف ولكنه وجده أفضل عند تحليل له.. لا زلت "بليندا" تناوره وتتلاعب به وعليه أن يقوي من خطته.
رفع سماعة التليفون من أول رنة وأجاب على المرأة المنفعلة وهي تتكلم على الطرف الآخر من الخط وقال:
- نعم يمكنك أن تطبعيه . كل شيء مضبوط .. إلى اللقاء.
فكرة "وولف" ماذا ستظن "بليندا" ؟ كل شيء سيثبت بسرعة وسينشر في كل الصحف صباح غد.
كان في بهو مبناها من الساعة السادسة إلا عشر دقائق. وهو يذرع الأرضية الرخامية منتظرا خروجها. كان المبنى جديدا وفاخرا.
هل كانت "بليندا" تستأجر فقط الأدوار الثلاثة العلوية أم تمتلك كل المبنى ؟ وإذا كانت قد استطاعت أن تشيد مشروعا دوليا في عشر سنوات فهل كان ذلك بمفردها أم مع ذلك المدعو "دليند" ؟





monaaa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 10-06-08, 03:48 AM   #42

monaaa

نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم

 
الصورة الرمزية monaaa

? العضوٌ??? » 4165
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 12,874
?  نُقآطِيْ » monaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond repute
افتراضي




فكر "وولف" أن يكون الجنون بعينه على مائدتها !
وهي التي كانت تتصور دائما أن يكون العثور عليها بطريقة ودية وهادئة ومؤدبة . وهاهي الآن تهدم كل الخطوات التي أعدتها في هدوء قال "وولف" وهو يقترب منها أكثر حتى اصطدم بها دون قصد وهما يسيران :
- موافق سنتعشى عندك في المرة القادمة . قولي لي :
- ألا تحسين بصعوبة وألم وأنت تسيرين بهذا الحذاء ذي الكعب العالي ؟ على أية حال لا زلت أذكر أنك كنت تحبين أن تسيري حافية القدمين.
- إنني أحب ذلك دائما. ولكن الكعب العالي لم يعد يجرحني. ولدي الآن إمكان أن أشتري . النوع الذي يبدو مريحا مع الاحتفاظ بجماله الساحق.
كانت تتكلم وقد بدا عليها بعض المكر جعله يبتسم . هذه إذن بداية عودتهما إلى التأمر . لقد أقسمت الشابة أن تتذكر تلك الأيام مدى حياتها .
وجد "وولف" نفسه واقعا تحت تأثير فتنتها وترك عينيه تتجولان على ساقيها المخروطتين بيد نحات . ود لو عاد إلى الأريكة الحجرية وجعلها تخلع الحذاء .
انتزعته مرارة الذكرى والأسف من تأملاته عن الماضي الرائع .أحست "بليندا " بتغيير مزاجه وخمنت أنه يفكر في ذلك الزمن الذي كان يعرف فيه كل أفعالها وتغييرات سلوكها دون أن يشك في شيء . لقد فهمت أن ذلك يحرقه كالحامض اللاذع .
ارتعدت الشابة أمام فكرة أن يهجرها . لقد فكرت مئات المرات قبل أن تتأكد من إمكان مواجهتها لهذا الافتراض . ولكن نظراته هزت اطمئنانها .. أن تفقده مرة ثانية هي ضربة قاتلة . قالت وهي تسرع :
- لابد أن أسرع .
كان "وولف" مصمما ألا يدعها تفلت منه مرة ثانية .. ماذا يمكن أن يحدث له لو اختفت ثانية ؟
في هذه اللحظة بالذات ولدت الفكرة في رأسه ، إنه يستطيع هو أيضا أن يلعب دورا مزدوجا . أجاب :
- وأنا كذلك .. لدي نص لابد أن أقرأه .
أحست "بليندا " أن هناك فكرة في رأسه فشعرت في الحال بالضعف . بماذا يهددها ؟ ولماذا ؟ سألها وولف فجأة عندما وصلا أمام المنى :
- ما الذي قادك إلى الوسط السينمائي ؟
- عرض لم أستطع أن أرفضه .
عندما وثقت " بليندا " بنفسها وأنها مستعدة لمقابلة "وولف " بدأت في التحري والبحث عن أفضل دور يصلح له بهدف أن تقوم بتمويل الفيلم وكان الفيلم الذي ستوقع عقده معه - وهو ريح الجنوب - هو الثاني الذي عثرت عليه .قالت شارحة :
- لقد أردنا في البداية أن نشتري - الرجل الحجري - ولكن الفرصة فاتت . أنت تستحق حقا جائزة الأوسكار للأحسن ممثل والتي نلتها عن ذلك الفيلم أقصد "الرجل الحجري " وكانوا يسمونك لذلك في الصحف "الرجل الحجري".
- أنت تعرفين أمورا كثيرة عني يا "بليندا " .
- لأنك أصبحت مشهورا .
- وهل أنت شريكة في مؤسسة "ديلند " التي أرادت أن تشترك في فيلم " الرجل الحجري " ؟
- نعم
- من الواضح أن لك أسماء كثيرة .
- إنه اسم شريكي وهو أروع رجل قابلته في حياتي .
سمع نفسه يجيب :
- حقا ؟ أنا سعيد من أجلك .
في الحقيقة كانت الغيرة تأكل قلبه وهو يرى عينيها تغشاهما الدموع . إنها تحب ذلك الرجل . تابعت "بليندا " حديثها :
-أنا واثقة بأنك كنت ستقدره . لقد كان نوعا خاصا من الرجال.
كان موت الأستاذ "ديلند " قد صدمها بشدة في اللحظة التي بدأت فيها شركتهما تزدهر . كان الرجل العجوز كريما وطيبا وحلو المعشر ويعتبر أباها الثاني ولازالت تشتاق إليه بدرجة رهيبة . طبع "وولف "قبلة على وجبينها وهو يقول بصوت عميق :
-هذه باسم الأيام الخالية الجميلة .. سأمر عليك في السادسة لأصحبك إلى بيتك .
كانت تشعر بالدهشة وعدم القدرة على الكلام . هزت "بليندا " رأسها علامة الموافقة وابتعد "وولف " . أحست بجبينها يحرقها .. لقد قبلها وعليها أن تظل ترقص فرحا حتى المساء .
تمشى "وولف " في الشوارع , كانت الخطة التي تكونت شيئا فشيئا في ذهنه لم تفارقه أبدا . إن "بليندا " لن تتبخر أبدا بعد في الهواء وستتخذ كل الإجراءات والاحتياطات اللازمة .
اتصل بسكرتيره "وليام " من إحدى كبائن التليفونات العامة على ناصية الطريق ليحصل على رقم تليفون الإدارة في الحال . ما إن كان على الخط حتى أعطى تعليماته في كلمات قليلة مختصرة ووضع السماعة مكانها . لقد بدأت المرحلة الأولى من خطته في الانطلاق . استأنف تسكعه دون أن يعير الشاة أي انتباه ودون ينصت إلى صوت آلات التنبيه الصادرة من السيارات كانت فكرة واحدة تحتل ذهنه : لن تهرب منه "بليندا " أبدا .
"بليندا " تلك الصبية التي رفعت في يوم ما عينيها إليه في ثقة أصبحت الآن بعيدة وحلت محلها امرأة واثقة بنفسها بقوتها ولا تحتاج لأحد . لقد شقت طريقها . ثم هذا المدعو " بليندا " ؟ لقد أحبت رجلا آخر .. هذا مؤكد وهو ما يعذبه أيضا .
أخذ يدير خطته في رأسه مرة ومرة ومرات وفي جميع الاتجاهات حتى سيطر الموضوع على أفكاره تماما . في النهاية بدأ يمارس رياضة الجري إلى أن وصل إلى الحي الذي يقطن فيه وقد انقطعت أنفاسه وغرق في عرقه واستطاع أخيرا أن يسترد سيطرته على نفسه , على الأقل حدد هدفا وهو الذي سيمسك بزمام اللعبة .اختفى في شارع جانبي صغير فجأة ثم انضم إلى النادي الصحي الذي يتردد عليه وبصفة دائمة للمحافظة على لياقته البدنية . وهناك ارتدى لباس استحمام كان موجودا في دولابه الخاص ثم غطس في حمام السباحة وظل يسبح باستمرار ذهابا وإيابا بما يعادل مسافة كيلو مترين قبل أن يدرك أن ذلك لم يطرد من ذهنه صورة "بليندا " المثيرة . عاد إلى بيته يحدوه الأمل أن ينجح العمل الذهني فيما فشل فيه التمرين البدني وانهمك في دراسة نص سينمائي جديد قدمه له "وليام" هذا الصباح نفسه.
كان هذا النص مثل "ريح الجنوب" مبيعا أيضا إلى "شركة "ليندا" الدولية لمستحضرات التجميل" وبدا وكان الدور مفصل عليه بالضبط. لابد أن يكون مجنونا لو رفضه مادامت وعدته "بليندا" أن يكون له السيطرة الكاملة على النص وإخراج الفيلم لو أراد.
قرأ النص مرتين ليحاول إيجاد نقاط الضعف ولكنه وجده أفضل عند تحليل له.. لا زلت "بليندا" تناوره وتتلاعب به وعليه أن يقوي من خطته.
رفع سماعة التليفون من أول رنة وأجاب على المرأة المنفعلة وهي تتكلم على الطرف الآخر من الخط وقال:
- نعم يمكنك أن تطبعيه . كل شيء مضبوط .. إلى اللقاء.
فكرة "وولف" ماذا ستظن "بليندا" ؟ كل شيء سيثبت بسرعة وسينشر في كل الصحف صباح غد.
كان في بهو مبناها من الساعة السادسة إلا عشر دقائق. وهو يذرع الأرضية الرخامية منتظرا خروجها. كان المبنى جديدا وفاخرا.
هل كانت "بليندا" تستأجر فقط الأدوار الثلاثة العلوية أم تمتلك كل المبنى ؟ وإذا كانت قد استطاعت أن تشيد مشروعا دوليا في عشر سنوات فهل كان ذلك بمفردها أم مع ذلك المدعو "دليند" ؟





monaaa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 10-06-08, 03:51 AM   #43

monaaa

نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم

 
الصورة الرمزية monaaa

? العضوٌ??? » 4165
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 12,874
?  نُقآطِيْ » monaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond repute
افتراضي



في تمام السادسة فتحت أبواب المصعد وظهرت الشابة ‘ تقدم "وولف" نحوها وقد أذهله جمالها. كان مجرد تأملها يملأ قلبه بكل مشاعر الحب والرغبة في العالم. لقد ظلت نضرة وجميلة عبر السنين. كانت غير عادية وراقية وهشة وقوية في آن واحد. مراهقة وناضجة واستطاعت أن تجمع كل هذه التناقضات في سيمفونية رائعة جعلت منها إنسانة فريدة.
في هذه اللحظة أدرك "وولف" أن حبه ل"بليندا" الذي ظن أنه مات ودفن في التراب لم يكن سوى حالة من البيات الشتوي واستيقظ عند أول لمسة للحرارة. كان من الواضح أن الشابة تحتفظ بمجموعة كاملة من الملابس في مكتبها مادامت قد ظهرت وهي مستعدة مسبقا للخروج بعد أن استبدلت التايير المهني بثوب سهرة من الحرير اللامية والساتان الأرجواني يبرز اللون التركواز لعينيها الواسعتين ونعومة لون بشرتها قال "وولف" وهو يستقبلها بتقبيل يدها :
- ها نحن هنا .
سألته دون تكلف :
- إلى أين سنذهب ؟
- لقد فكرت أن بإمكاننا العثور أولا على مكان مسل يفتح شهيتنا للعشاء بعد ذلك .
كان رائعا في حلته السموكينج الحريرية الزرقاء الداكنة وحيث التفصيلة المضبوطة تظهر جمال جسده الفارع .
ظلت الشابة مصعوقة أمامه وانهمكت في فحص ثوبها حتى تعيد الثقة بنفسها. لقد كانت واثقة بنفسها ثقتها بالكون عندما التقت به في "نيس" لقد اختلفت الأمور تماما اليوم فقد بدأت تفقد ثقتها بنفسها من قرب "وولف" منها وكأنه انتزع منها كل تلك الثقة في لمح البصر بسطوة وجوده. قالت الشابة وهي تدرك أنه كان يحدثها:
- أرجو المعذرة.
- إنني تساءلت: لماذا تفحصين ثوبك وقد بدا عليك بعض القلق... إنك فاتنة إلى أقصى حد.
كان صوته كالنسيم الذي أصابها بالرعدة ‘ قالت:
- لقد كنت تتحدث عن شيء يفتح شهيتنا.. في الحقيقة لسنا مزودين بما يسمح لنا بالجري في الحديقة.
- لا... ولكننا في حالة رائعة تسمح لنا بالذهاب للرقص.
أدارت "بليندا" رأسها لترى سيارة "كوبيه الفاروميو" .
- هل هذه سيارتك التي نالت غرامة مرور؟
تحرك "وولف" بسرعة وهو يصيح ويقودها نحو الباب الخاص بالمبنى.
- اللعنة.. هيا نسرع
شاهدتهما الشرطية وهما يصلان بهدوء ودون أن يبدو عليها أي تعبير. قالت بصوت اتهام:
- أنتما تقفان في منطقة ممنوعة!
رد "وولف" وهو يبتسم :
- سنرحل في الحال .
تغير تعبير الشرطية في الحال عندما رأته . ظلت فاغرة فمها واتسعت عيناها عن آخرهما و أسقطت القلم . لا يزال "وولف" يؤثر فيهن نفس التأثير . تلعثمت المرأة:
- ولكنك ... أنت .. أنت "وولف ويكفيلد" . إن أختي ستموت حسدا عندما أحكي لها .
فتح "وولف" الباب أمام "بليندا" ثم التقط القلم ليناوله الشرطية في أدب . سألته:
- هل يمكن أن أطلب منك أن توقع لي في الأوتوجراف ؟
- طبعا .. أين ؟
- هنا في دفتر المخالفات بجوار اسمي.
استدار "وولف" عندما سمع صوت نفير سيارة كانت سيارته تسد الطريق أمام سائق غير صبور.
صاحت الشرطية وهي تلوح بحركة إمبراطورية :
در حوله ! ثم عادت إلى "وولف" وهي تبتسم :
- لا تعره أدنى انتباه .. وقع من فضلك.
قال "وولف" بعد أن وقع وناولها القلم :
- هاك ! وشكرا لتفاهمك.
أجابت المرأة:
- ولكن لا .. أنا التي أشكرك وشكرا على التوقيع وهذه هي مخالفتك. تركته مسمرا في مكانه بعد أن أدارت له ظهرها وتركت له المخالفة في يده. وعادت أصوات آلات التنبيه تنطلق مرة ثانية فقفز إلى السيارة بينما انفجرت "بليندا" في الضحك الصاخب . نظر إليها بطرف عينيه:
- ظريفة للغاية.
كان المرح الفجائي و الطبيعي في عينيها قد أسعده وأعاد إليه ذكريات حبيبة إلى قلبه. لقد سبق لهما أن ضحكا كثيرا في الماضي.
قال وهو يندس وسط زحام السيارات :
- لماذا لم تسارعي بنجدتي؟
- أنا ؟ أنحشر في رقصة الإغراء حول الشرطية ؟ لا يمكن أبدا .
استأنفت الضحك من أعماقها وأصابته العدوى .
قال من بين ضحكاته :
- إنك لست سوى ساحرة شريرة يا " ابليندا " .
خلال ثوان قليلة اختفت بعدها عشر سنوات من الفراق . لقد وقف الزمن ليحرصهما وسط دائرته الذهبية .
كتما أنفاسهما وابتسم كل منها للآخر واستأنف الزمن مساره وأصبح الحاضر هو المهم . لقد أحست "بليندا " أنها تدور وسط شبابها . لم يسبق لها أن ضحكت بهذه السعادة من زمن طويل وبدا هذا واضحا .قالت بمرح لتخفي عواطفها :
- يا صغيري العزيز .. لا بد أن كرامتك اهتزت أمام خيبة الأمل . رد عليها بحنان :
- نعم ولايوجد شخص آخر يستطيع أن يضحك علي مثلك .
كانت " بليندا "تهتز من السعادة وهي تشعر بهذه الحرية بجواره كيف استطاعت أن تعيش بدون ذلك ؟
ولماذا لم تقدم تلك اللحظات الثمينة عن موعدها ؟ قالت :
- في رأيي أنك لم تتعرف جيدا على تلك الشرطية إنها لم تصدق عينيها ولكن لاشيء يمكن أن يحولها عن أداء عملها . لابد أنها تعول أسرة بأكملها من هذا العمل . اعترف " وولف " وهو يطبع قبلة على ظهر يدها :
- لا يهم .. لقد استطاعت خداعي وأنا الذي كنت أظن أنك فقط القادرة على ذلك ...
قالت " بليندا " بصوت سريع :
- زد السرعة على الثالث .
- هذه السيارة أوتوماتيكية . هل يضايقك أن أمسك يدك ؟
- طبعا .. لا ولكن الأمان قبل كل شيء .
قال بصوت رقيق :
- لا تخافي .
إنه لا يستطيع أن يتركها ولا يرغب في ذلك خوفا من أن تهرب منه مرة أخرى . حاولت "بليندا
أن تجد ما تقوله :
- إنك لم تصادف سوى النجاح في كل السنوات . هل تحب مهنتك إلى هذه الدرجة ؟
- نعم ,ولكن حدثيني عن نفسك .. كيف وجدت نفسك وسط صناعة مستحضرات التجميل ؟
- لقد حدثتك عن شريكي "اندريه ديلند "وهو كيميائي تعرفت عليه خلال دراستي في "السوربون كان يصنع مراهم ضد الحساسية للعناية بزوجته . وعندما توفيت تابع أبحاثه . جعلني أهتم بعمله .
همس "وولف " وهو يلاحظ الحزن في صوتها .
- هل كان شخصا مهما بالنسبة لك ؟
قالت وهي تشعر بالحزن لدرجة الهوس :
- مهم جدا .. لقد مات هو أيضا في اللحظة التي بدأت فيها أعمالنا تزدهر أخيرا.
لم يستطع "وولف" أن يكتم السؤال الذي كان يحرق شفتيه.
- هل كنت تعيشين معه؟
أجابت "بليندا" :
- "أندريه" كان أستاذي وشريكي وصديقي وكان في السبعين من عمره يوم وفاته.






monaaa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 10-06-08, 03:51 AM   #44

monaaa

نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم

 
الصورة الرمزية monaaa

? العضوٌ??? » 4165
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 12,874
?  نُقآطِيْ » monaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond repute
افتراضي



في تمام السادسة فتحت أبواب المصعد وظهرت الشابة ‘ تقدم "وولف" نحوها وقد أذهله جمالها. كان مجرد تأملها يملأ قلبه بكل مشاعر الحب والرغبة في العالم. لقد ظلت نضرة وجميلة عبر السنين. كانت غير عادية وراقية وهشة وقوية في آن واحد. مراهقة وناضجة واستطاعت أن تجمع كل هذه التناقضات في سيمفونية رائعة جعلت منها إنسانة فريدة.
في هذه اللحظة أدرك "وولف" أن حبه ل"بليندا" الذي ظن أنه مات ودفن في التراب لم يكن سوى حالة من البيات الشتوي واستيقظ عند أول لمسة للحرارة. كان من الواضح أن الشابة تحتفظ بمجموعة كاملة من الملابس في مكتبها مادامت قد ظهرت وهي مستعدة مسبقا للخروج بعد أن استبدلت التايير المهني بثوب سهرة من الحرير اللامية والساتان الأرجواني يبرز اللون التركواز لعينيها الواسعتين ونعومة لون بشرتها قال "وولف" وهو يستقبلها بتقبيل يدها :
- ها نحن هنا .
سألته دون تكلف :
- إلى أين سنذهب ؟
- لقد فكرت أن بإمكاننا العثور أولا على مكان مسل يفتح شهيتنا للعشاء بعد ذلك .
كان رائعا في حلته السموكينج الحريرية الزرقاء الداكنة وحيث التفصيلة المضبوطة تظهر جمال جسده الفارع .
ظلت الشابة مصعوقة أمامه وانهمكت في فحص ثوبها حتى تعيد الثقة بنفسها. لقد كانت واثقة بنفسها ثقتها بالكون عندما التقت به في "نيس" لقد اختلفت الأمور تماما اليوم فقد بدأت تفقد ثقتها بنفسها من قرب "وولف" منها وكأنه انتزع منها كل تلك الثقة في لمح البصر بسطوة وجوده. قالت الشابة وهي تدرك أنه كان يحدثها:
- أرجو المعذرة.
- إنني تساءلت: لماذا تفحصين ثوبك وقد بدا عليك بعض القلق... إنك فاتنة إلى أقصى حد.
كان صوته كالنسيم الذي أصابها بالرعدة ‘ قالت:
- لقد كنت تتحدث عن شيء يفتح شهيتنا.. في الحقيقة لسنا مزودين بما يسمح لنا بالجري في الحديقة.
- لا... ولكننا في حالة رائعة تسمح لنا بالذهاب للرقص.
أدارت "بليندا" رأسها لترى سيارة "كوبيه الفاروميو" .
- هل هذه سيارتك التي نالت غرامة مرور؟
تحرك "وولف" بسرعة وهو يصيح ويقودها نحو الباب الخاص بالمبنى.
- اللعنة.. هيا نسرع
شاهدتهما الشرطية وهما يصلان بهدوء ودون أن يبدو عليها أي تعبير. قالت بصوت اتهام:
- أنتما تقفان في منطقة ممنوعة!
رد "وولف" وهو يبتسم :
- سنرحل في الحال .
تغير تعبير الشرطية في الحال عندما رأته . ظلت فاغرة فمها واتسعت عيناها عن آخرهما و أسقطت القلم . لا يزال "وولف" يؤثر فيهن نفس التأثير . تلعثمت المرأة:
- ولكنك ... أنت .. أنت "وولف ويكفيلد" . إن أختي ستموت حسدا عندما أحكي لها .
فتح "وولف" الباب أمام "بليندا" ثم التقط القلم ليناوله الشرطية في أدب . سألته:
- هل يمكن أن أطلب منك أن توقع لي في الأوتوجراف ؟
- طبعا .. أين ؟
- هنا في دفتر المخالفات بجوار اسمي.
استدار "وولف" عندما سمع صوت نفير سيارة كانت سيارته تسد الطريق أمام سائق غير صبور.
صاحت الشرطية وهي تلوح بحركة إمبراطورية :
در حوله ! ثم عادت إلى "وولف" وهي تبتسم :
- لا تعره أدنى انتباه .. وقع من فضلك.
قال "وولف" بعد أن وقع وناولها القلم :
- هاك ! وشكرا لتفاهمك.
أجابت المرأة:
- ولكن لا .. أنا التي أشكرك وشكرا على التوقيع وهذه هي مخالفتك. تركته مسمرا في مكانه بعد أن أدارت له ظهرها وتركت له المخالفة في يده. وعادت أصوات آلات التنبيه تنطلق مرة ثانية فقفز إلى السيارة بينما انفجرت "بليندا" في الضحك الصاخب . نظر إليها بطرف عينيه:
- ظريفة للغاية.
كان المرح الفجائي و الطبيعي في عينيها قد أسعده وأعاد إليه ذكريات حبيبة إلى قلبه. لقد سبق لهما أن ضحكا كثيرا في الماضي.
قال وهو يندس وسط زحام السيارات :
- لماذا لم تسارعي بنجدتي؟
- أنا ؟ أنحشر في رقصة الإغراء حول الشرطية ؟ لا يمكن أبدا .
استأنفت الضحك من أعماقها وأصابته العدوى .
قال من بين ضحكاته :
- إنك لست سوى ساحرة شريرة يا " ابليندا " .
خلال ثوان قليلة اختفت بعدها عشر سنوات من الفراق . لقد وقف الزمن ليحرصهما وسط دائرته الذهبية .
كتما أنفاسهما وابتسم كل منها للآخر واستأنف الزمن مساره وأصبح الحاضر هو المهم . لقد أحست "بليندا " أنها تدور وسط شبابها . لم يسبق لها أن ضحكت بهذه السعادة من زمن طويل وبدا هذا واضحا .قالت بمرح لتخفي عواطفها :
- يا صغيري العزيز .. لا بد أن كرامتك اهتزت أمام خيبة الأمل . رد عليها بحنان :
- نعم ولايوجد شخص آخر يستطيع أن يضحك علي مثلك .
كانت " بليندا "تهتز من السعادة وهي تشعر بهذه الحرية بجواره كيف استطاعت أن تعيش بدون ذلك ؟
ولماذا لم تقدم تلك اللحظات الثمينة عن موعدها ؟ قالت :
- في رأيي أنك لم تتعرف جيدا على تلك الشرطية إنها لم تصدق عينيها ولكن لاشيء يمكن أن يحولها عن أداء عملها . لابد أنها تعول أسرة بأكملها من هذا العمل . اعترف " وولف " وهو يطبع قبلة على ظهر يدها :
- لا يهم .. لقد استطاعت خداعي وأنا الذي كنت أظن أنك فقط القادرة على ذلك ...
قالت " بليندا " بصوت سريع :
- زد السرعة على الثالث .
- هذه السيارة أوتوماتيكية . هل يضايقك أن أمسك يدك ؟
- طبعا .. لا ولكن الأمان قبل كل شيء .
قال بصوت رقيق :
- لا تخافي .
إنه لا يستطيع أن يتركها ولا يرغب في ذلك خوفا من أن تهرب منه مرة أخرى . حاولت "بليندا
أن تجد ما تقوله :
- إنك لم تصادف سوى النجاح في كل السنوات . هل تحب مهنتك إلى هذه الدرجة ؟
- نعم ,ولكن حدثيني عن نفسك .. كيف وجدت نفسك وسط صناعة مستحضرات التجميل ؟
- لقد حدثتك عن شريكي "اندريه ديلند "وهو كيميائي تعرفت عليه خلال دراستي في "السوربون كان يصنع مراهم ضد الحساسية للعناية بزوجته . وعندما توفيت تابع أبحاثه . جعلني أهتم بعمله .
همس "وولف " وهو يلاحظ الحزن في صوتها .
- هل كان شخصا مهما بالنسبة لك ؟
قالت وهي تشعر بالحزن لدرجة الهوس :
- مهم جدا .. لقد مات هو أيضا في اللحظة التي بدأت فيها أعمالنا تزدهر أخيرا.
لم يستطع "وولف" أن يكتم السؤال الذي كان يحرق شفتيه.
- هل كنت تعيشين معه؟
أجابت "بليندا" :
- "أندريه" كان أستاذي وشريكي وصديقي وكان في السبعين من عمره يوم وفاته.






monaaa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 10-06-08, 03:54 AM   #45

monaaa

نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم

 
الصورة الرمزية monaaa

? العضوٌ??? » 4165
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 12,874
?  نُقآطِيْ » monaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond repute
افتراضي



أعتذر لها وهو يحس بالارتياح الشديد :
- أرجو المعذرة فليس هذا من شأني ولم يكن من الواجب أصلا أن أطرح عليك هذا السؤال.
- هذا بالضبط.. ما كان يجب عليك أن تفعله. هل تدخلت في كل مغامراتك النسائية؟ والتي ذكرتها الصحف؟
رد عليها "وولف" هجوما مقابل هجوم:
- هذه ليست سوى إشاعات في معظمها ولو كان لدي عنك ربع المعلومات التي لديك عني لما احتجت لأن أطرح عليك هذا السؤال.
قالت الشابة وهي تنظر إلى الزجاج الأمامي:
- هذه ثاني مرة تفعل بي ذلك.
- إذا كان الأمر كذلك فلن أمل من تكراره.
- حقا؟ لو كنت راغبا إلى هذه الدرجة في العثور علي فلماذا لم ترد على رسالتي التي تركتها لك في الفندق وأنت تمثل فيلم "انهيار باريس" ؟
- أقسم لك أنني لم أتسلم أي رسالة ثم إن هذا كان من سبع سنوات.
أجابت بعد أن كتمت أنفاسها:
- هذا صحيح.
وصلت السيارة إلى وجهتها وأحس "وولف" بالأسف. إن ما شعر به من خصوصية مع "بليندا" داخل السيارة جعله يشعر بالدفء والحياة.
ركن السيارة في ساحة الانتظار أمام واجهة فاخرة تعرفت عليها بدهشة.
- ولكن ملهى "البيلوري" .. إننا لا نستطيع الدخول. إنه من أكثر النوادي خصوصية.
قال "وولف" مطمئنا:
- باعتباري من نسل المتعاطفين مع التقدميين أثناء الثورة فلدي الحق في الدخول.
- لا شك أنك تمزح.
- لا...على الإطلاق . إن النصف المحافظ من أسرتي عاد إلى إنجلترا ونحن على الجانبين .
- بالمناسبة هذا لا يبدو عليك من قليل أو بعيد.
همس في أذنها وهو يعبر بها مدخل النادي:
- هذه أحيانا الطريقة الوحيدة للرجل ليحصل على ما يريد.
- دائما ساخط يا "وولف" وأنت كنت أكثر قسوة عندما تثور.
- أثور؟ ولكني لست غاضبا لدرجة الثورة معك يا حبيبتي.. ثم إن كبير الخدم ينتظر.
قالت له وهي تدير له ظهرها:
- لا مجال للعشاء مع رجل دائما يحاصرني.
تهكم "وولف" وهو يدفعها في اتجاه كبير الخدم:
- وتقولين: إنني غاضب .. مساء الخير يا"نيلسون" هل الفرقة الموسيقية جيدة هذا المساء؟
قال كبير الخدم وهو يبتسم بطريقة راقية جدا:
- ككل مساء يا سيد "ويكفيلد" .. نحن سعداء برؤيتك ثانية .. أتحب أن ترقص؟ أم تتناول العشاء؟
تقدمها "نيلسون" فوق المرات المغطاة بالسجاد الناعم عبر حجرات مغلقة بستائر من المخمل خلفها أحاديث هامسة إلى أن وصلا إلى حجرة أصابت الشابة بالذهول ‘ كانت عبارة عن قاعة ثلاثية الأسقف محاطة بمقصورات تعلو حلبة الرقص وتطل على الراقصين وكانت الجدران كلها مغطاة بقماش حافاته مطرزة بخطوط بيضاء بينما النجف الكريستال يعكس آلاف الأنوار الذهبية والفضية . همس "وولف" عندما رأى دهشتها:
- إنها جميلة .. أليس كذلك ؟ أعرف أنك كنت ستحبينها.
أجابت:
- إنني أحبها جدا.
قدم لها مقعدا وهي لا تعرف ماذا تقول. طلب "وولف" عصير التفاح مع حلوى "البتي فور" وأضافت الشابة:
- ومياه معدنية من فضلك من أجلي.
قال لها عندما رحل الساقي:
- لقد كنت تشربين عصير البرتقال في "نيس"
- لم أكن راقية ومميزة كما أنا الآن.
- معنى هذا أنك تفضلين شرب عصير التفاح بدلا من المياه المعدنية.
- أتريد أن تقول: إنك تفضل من يشرب عصير التفاح على من يشرب المياه المعدنية.. لم تذكر شيئا عن الرقص؟
قال "وولف" وهو ينهض:
- هذا حقيقي.
عندما أمسك بيدها ليقودها إلى حلبة الرقص عرفت أن هذا أسوأ طلب طلبته منه. أن ترقص مع "وولف" فإن ذلك آخر حصونها.
وجد "وولف" لذة في أن يشاهدها تسير أمامه حتى وسط الحلبة. كان جسدها يتأرجح في ليونة في منظر لم ير في جماله مثيلا من قبل.
همس في أذنها:
- أتذكرين تلك الليلة التي ذهبنا فيها للرقص على الشاطئ ؟
قالت كاذبة:
- نعم .. قليلا ، انها تذكر أدق تفاصيلها ووجدت قلبها يشتعل أمام الذكرى. تابع بصوت دافئ وعميق :
- ثم راقبنا شروق الشمس فوق البحر وقلت: إنني أريد في طعام الإفطار....
قاطعته حتى لا يسترسل في الذكريات:
- "وولف" ! إنني أنصت للموسيقى.
ولكن الأوان قد فات.فإن سيل الذكريات غمرها بلا رحمة. أحست بيد خفية تدفعها للالتصاق به وتغمض عينيها لتطير فوق أجنحة الموسيقى نحو عالم خرافي لذيذ ... كان عالمهما من عشر سنوات مضت.





monaaa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 10-06-08, 03:54 AM   #46

monaaa

نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم

 
الصورة الرمزية monaaa

? العضوٌ??? » 4165
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 12,874
?  نُقآطِيْ » monaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond repute
افتراضي



أعتذر لها وهو يحس بالارتياح الشديد :
- أرجو المعذرة فليس هذا من شأني ولم يكن من الواجب أصلا أن أطرح عليك هذا السؤال.
- هذا بالضبط.. ما كان يجب عليك أن تفعله. هل تدخلت في كل مغامراتك النسائية؟ والتي ذكرتها الصحف؟
رد عليها "وولف" هجوما مقابل هجوم:
- هذه ليست سوى إشاعات في معظمها ولو كان لدي عنك ربع المعلومات التي لديك عني لما احتجت لأن أطرح عليك هذا السؤال.
قالت الشابة وهي تنظر إلى الزجاج الأمامي:
- هذه ثاني مرة تفعل بي ذلك.
- إذا كان الأمر كذلك فلن أمل من تكراره.
- حقا؟ لو كنت راغبا إلى هذه الدرجة في العثور علي فلماذا لم ترد على رسالتي التي تركتها لك في الفندق وأنت تمثل فيلم "انهيار باريس" ؟
- أقسم لك أنني لم أتسلم أي رسالة ثم إن هذا كان من سبع سنوات.
أجابت بعد أن كتمت أنفاسها:
- هذا صحيح.
وصلت السيارة إلى وجهتها وأحس "وولف" بالأسف. إن ما شعر به من خصوصية مع "بليندا" داخل السيارة جعله يشعر بالدفء والحياة.
ركن السيارة في ساحة الانتظار أمام واجهة فاخرة تعرفت عليها بدهشة.
- ولكن ملهى "البيلوري" .. إننا لا نستطيع الدخول. إنه من أكثر النوادي خصوصية.
قال "وولف" مطمئنا:
- باعتباري من نسل المتعاطفين مع التقدميين أثناء الثورة فلدي الحق في الدخول.
- لا شك أنك تمزح.
- لا...على الإطلاق . إن النصف المحافظ من أسرتي عاد إلى إنجلترا ونحن على الجانبين .
- بالمناسبة هذا لا يبدو عليك من قليل أو بعيد.
همس في أذنها وهو يعبر بها مدخل النادي:
- هذه أحيانا الطريقة الوحيدة للرجل ليحصل على ما يريد.
- دائما ساخط يا "وولف" وأنت كنت أكثر قسوة عندما تثور.
- أثور؟ ولكني لست غاضبا لدرجة الثورة معك يا حبيبتي.. ثم إن كبير الخدم ينتظر.
قالت له وهي تدير له ظهرها:
- لا مجال للعشاء مع رجل دائما يحاصرني.
تهكم "وولف" وهو يدفعها في اتجاه كبير الخدم:
- وتقولين: إنني غاضب .. مساء الخير يا"نيلسون" هل الفرقة الموسيقية جيدة هذا المساء؟
قال كبير الخدم وهو يبتسم بطريقة راقية جدا:
- ككل مساء يا سيد "ويكفيلد" .. نحن سعداء برؤيتك ثانية .. أتحب أن ترقص؟ أم تتناول العشاء؟
تقدمها "نيلسون" فوق المرات المغطاة بالسجاد الناعم عبر حجرات مغلقة بستائر من المخمل خلفها أحاديث هامسة إلى أن وصلا إلى حجرة أصابت الشابة بالذهول ‘ كانت عبارة عن قاعة ثلاثية الأسقف محاطة بمقصورات تعلو حلبة الرقص وتطل على الراقصين وكانت الجدران كلها مغطاة بقماش حافاته مطرزة بخطوط بيضاء بينما النجف الكريستال يعكس آلاف الأنوار الذهبية والفضية . همس "وولف" عندما رأى دهشتها:
- إنها جميلة .. أليس كذلك ؟ أعرف أنك كنت ستحبينها.
أجابت:
- إنني أحبها جدا.
قدم لها مقعدا وهي لا تعرف ماذا تقول. طلب "وولف" عصير التفاح مع حلوى "البتي فور" وأضافت الشابة:
- ومياه معدنية من فضلك من أجلي.
قال لها عندما رحل الساقي:
- لقد كنت تشربين عصير البرتقال في "نيس"
- لم أكن راقية ومميزة كما أنا الآن.
- معنى هذا أنك تفضلين شرب عصير التفاح بدلا من المياه المعدنية.
- أتريد أن تقول: إنك تفضل من يشرب عصير التفاح على من يشرب المياه المعدنية.. لم تذكر شيئا عن الرقص؟
قال "وولف" وهو ينهض:
- هذا حقيقي.
عندما أمسك بيدها ليقودها إلى حلبة الرقص عرفت أن هذا أسوأ طلب طلبته منه. أن ترقص مع "وولف" فإن ذلك آخر حصونها.
وجد "وولف" لذة في أن يشاهدها تسير أمامه حتى وسط الحلبة. كان جسدها يتأرجح في ليونة في منظر لم ير في جماله مثيلا من قبل.
همس في أذنها:
- أتذكرين تلك الليلة التي ذهبنا فيها للرقص على الشاطئ ؟
قالت كاذبة:
- نعم .. قليلا ، انها تذكر أدق تفاصيلها ووجدت قلبها يشتعل أمام الذكرى. تابع بصوت دافئ وعميق :
- ثم راقبنا شروق الشمس فوق البحر وقلت: إنني أريد في طعام الإفطار....
قاطعته حتى لا يسترسل في الذكريات:
- "وولف" ! إنني أنصت للموسيقى.
ولكن الأوان قد فات.فإن سيل الذكريات غمرها بلا رحمة. أحست بيد خفية تدفعها للالتصاق به وتغمض عينيها لتطير فوق أجنحة الموسيقى نحو عالم خرافي لذيذ ... كان عالمهما من عشر سنوات مضت.





monaaa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 10-06-08, 03:59 AM   #47

monaaa

نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم

 
الصورة الرمزية monaaa

? العضوٌ??? » 4165
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 12,874
?  نُقآطِيْ » monaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond repute
افتراضي




الفصل الخامس...

رقصا ورقصا حتى ساعة متأخرة من الليل وقد تاها في ذكرياتهما ولم يقطعا رقصهما إلا لكي يتناولا بعض عصير الفاكهة أو يلتهما بعض الجمبري أو الجبن المقدم على قطع من الخبز المدهون بالزبد.
قالت "بليندا" :
- إنني أعشق طعم الجبن و الفواكه.
قال "وولف" وهو يلتهم العنب وشراب التفاح:
- إنهما مفيدان لك .. أترغبين في الرقص ؟
قبلت في الحال وأخذا يرقصان على أنغام الموسيقى الهادئة. سألته الشابة حتى ينظر إليها وتغرق في سحر عينيه :
- أتعتقد أن القروض الحكومية استثمار جيد؟
أجاب وهو شارد :
ماذا حكومة؟
قالت "بليندا" وهي تضحك :
- يا لها من إجابة ممتازة ! ثم لماذا ترتجف؟
- لاشيء إنه من تأثير السعادة.
أخذت تفكر في هذه السعادة وخشيت أن تفقدها فارتجفت بدورها .
سألها:
- لماذا ترتجفين؟ هل دست على قدمك؟
- لا .. لدي مشكلة في ركبتي.
قال مقترحا:
- من الأفضل أن نجلس.
- لا طبعا.
أوشكت أن تصرخ فالتفتت بعض الرؤوس نحوهما . أسندت رأسها على كتفه وأغمضت عينيها . لابد أن تعيش هذه اللحظات أطول وقت ممكن ولقد اشتاقت إلى "وولف" شوقا عارما . إنها لا تجرؤ على عد الليالي التي زارتها فيها الكوابيس و أيقظتها وهي غارقة في عرقها لأنها كانت ترى فيها الرجل الذي تحبه يرفضها بلا رحمة. سألها :
- هل تركت حقا لي رسالة في "باريس" من سبع سنوات يا "بليندا" ؟
نظرت في وجهه مباشرة وهزت رأسها بالإيجاب إذن هو يعرف أنها تقول الحقيقة وأن القدر شاء في ذلك اليوم أن تخطئ موظفة الاستقبال في الفندق في عملها وتنسى أن توصله بالمكالمة.
عندما حيا الأوركسترا الحضور وبدأ يجمع أفراده آلاتهم . ابتعد عنها "وولف" وهو يشعر بالأسف.
قالت الشابة معلقة :
- إننا لم نفعل سوى تذوق الطعام طوال السهرة . ما رأيك لو ذهبنا إلى بيتي ؟ لابد أن "لوريث" قد أعدت لنا شيئا دسما.
رد "وولف" :
إنه عرض لطيف جدا.
ظلا صامتين طوال طريق العودة ولم يتبادلا النظرات . ثم فتحت له "بليندا" في خجل باب شقتها قالت له وهي تدخله إحدى الغرف في الدور العلوي لشقتها :
- تصرف وكأنك في بيتك.
شكرها بابتسامة واختفت الشابة . ما إن أصبحت في حجرتها الخاصة حتى أخذت تتأمل صورتها في المرأة . إن "وولف" عندها وسط الليل ! إنه الرجل الوحيد الذي وهبته قلبها للأبد والذي جعل لحياتها طعما ومعنى إنه موجود الآن هنا وهو قريب منها كان ذلك يرعبها كثيرا. هل ستفقده في اللحظة الرائعة؟
وهل لازالت عواطفه نحوها سليمة دائما ولم تتغير ؟
ارتجفت يدها فلوثت خدها ببعض أحمر الشفاه الذي كانت تمسك أصبعه . قالت لصورتها تطمئن نفسها :
كل شيء سيكون على ما يرام . وستنجحين مهما كان الأمر يا "بليندا" تأمل "وولف" الحجرة التي أدخلته فيها , كانت الحجرة في منتهى الرقة و الفخامة ومجهزة بكل وسائل الترفيه وعندما دخل الحمام وجده تحفة من الألوان الهادئة التي تغلب على تجهيزاته . لم يكن عادة ليهتم بالديكور الداخلي وكان يكتفي بإلقاء نظرة على ما يعرض عليه من مخططات تاركا للأخصائيين تنفيذ كل شيء ولكن هذه الليلة أخذ يدرس كل التفاصيل وكأنه يدرس التاريخ الشخصي ل "بليندا".
كان "وولف" يحب بيته ويعجب بالأثاث تماما كما أعجب بشقتها وأثاثها. لقد صعق عندما رآها هذا الصباح بجسدها الممشوق الممتد نحو السماء أمام زجاج الجدار خلف مكتبها...
ولكنه تساءل : ماذا يمكن أن يقدمه لها أكثر مما يمكن أن يقدمه الرجال الآخرون ؟ أخذ "وولف" نفسا عميقا وعبر الحجرة ثم فتح الباب رآها في الحال وهي تخرج من حجرتها الخاصة لتعبر الشرفة وتهبط إلى الدور الأسفل وهي تتماوج.
أخذ "وولف" وقته ليدرس بتأن "بليندا" ورغم أنها كانت مختلفة إلا أنها احتفظت بتلك المسحة من البراءة التي لا يملكها أحد غيرها. وكل ما زاد عليها هو النضوج. يا إلهي! إنها رائعة في بريق الثلاثين من عمرها. قال بمرح:
- هاللو! .. مرحبا.
قالت وهي ترفع عينيها نحوه:
- مرحبا بك أنت.
قال معترفا:
- لقد أحببت بيتك.



monaaa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 10-06-08, 03:59 AM   #48

monaaa

نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم

 
الصورة الرمزية monaaa

? العضوٌ??? » 4165
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 12,874
?  نُقآطِيْ » monaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond repute
افتراضي




الفصل الخامس...

رقصا ورقصا حتى ساعة متأخرة من الليل وقد تاها في ذكرياتهما ولم يقطعا رقصهما إلا لكي يتناولا بعض عصير الفاكهة أو يلتهما بعض الجمبري أو الجبن المقدم على قطع من الخبز المدهون بالزبد.
قالت "بليندا" :
- إنني أعشق طعم الجبن و الفواكه.
قال "وولف" وهو يلتهم العنب وشراب التفاح:
- إنهما مفيدان لك .. أترغبين في الرقص ؟
قبلت في الحال وأخذا يرقصان على أنغام الموسيقى الهادئة. سألته الشابة حتى ينظر إليها وتغرق في سحر عينيه :
- أتعتقد أن القروض الحكومية استثمار جيد؟
أجاب وهو شارد :
ماذا حكومة؟
قالت "بليندا" وهي تضحك :
- يا لها من إجابة ممتازة ! ثم لماذا ترتجف؟
- لاشيء إنه من تأثير السعادة.
أخذت تفكر في هذه السعادة وخشيت أن تفقدها فارتجفت بدورها .
سألها:
- لماذا ترتجفين؟ هل دست على قدمك؟
- لا .. لدي مشكلة في ركبتي.
قال مقترحا:
- من الأفضل أن نجلس.
- لا طبعا.
أوشكت أن تصرخ فالتفتت بعض الرؤوس نحوهما . أسندت رأسها على كتفه وأغمضت عينيها . لابد أن تعيش هذه اللحظات أطول وقت ممكن ولقد اشتاقت إلى "وولف" شوقا عارما . إنها لا تجرؤ على عد الليالي التي زارتها فيها الكوابيس و أيقظتها وهي غارقة في عرقها لأنها كانت ترى فيها الرجل الذي تحبه يرفضها بلا رحمة. سألها :
- هل تركت حقا لي رسالة في "باريس" من سبع سنوات يا "بليندا" ؟
نظرت في وجهه مباشرة وهزت رأسها بالإيجاب إذن هو يعرف أنها تقول الحقيقة وأن القدر شاء في ذلك اليوم أن تخطئ موظفة الاستقبال في الفندق في عملها وتنسى أن توصله بالمكالمة.
عندما حيا الأوركسترا الحضور وبدأ يجمع أفراده آلاتهم . ابتعد عنها "وولف" وهو يشعر بالأسف.
قالت الشابة معلقة :
- إننا لم نفعل سوى تذوق الطعام طوال السهرة . ما رأيك لو ذهبنا إلى بيتي ؟ لابد أن "لوريث" قد أعدت لنا شيئا دسما.
رد "وولف" :
إنه عرض لطيف جدا.
ظلا صامتين طوال طريق العودة ولم يتبادلا النظرات . ثم فتحت له "بليندا" في خجل باب شقتها قالت له وهي تدخله إحدى الغرف في الدور العلوي لشقتها :
- تصرف وكأنك في بيتك.
شكرها بابتسامة واختفت الشابة . ما إن أصبحت في حجرتها الخاصة حتى أخذت تتأمل صورتها في المرأة . إن "وولف" عندها وسط الليل ! إنه الرجل الوحيد الذي وهبته قلبها للأبد والذي جعل لحياتها طعما ومعنى إنه موجود الآن هنا وهو قريب منها كان ذلك يرعبها كثيرا. هل ستفقده في اللحظة الرائعة؟
وهل لازالت عواطفه نحوها سليمة دائما ولم تتغير ؟
ارتجفت يدها فلوثت خدها ببعض أحمر الشفاه الذي كانت تمسك أصبعه . قالت لصورتها تطمئن نفسها :
كل شيء سيكون على ما يرام . وستنجحين مهما كان الأمر يا "بليندا" تأمل "وولف" الحجرة التي أدخلته فيها , كانت الحجرة في منتهى الرقة و الفخامة ومجهزة بكل وسائل الترفيه وعندما دخل الحمام وجده تحفة من الألوان الهادئة التي تغلب على تجهيزاته . لم يكن عادة ليهتم بالديكور الداخلي وكان يكتفي بإلقاء نظرة على ما يعرض عليه من مخططات تاركا للأخصائيين تنفيذ كل شيء ولكن هذه الليلة أخذ يدرس كل التفاصيل وكأنه يدرس التاريخ الشخصي ل "بليندا".
كان "وولف" يحب بيته ويعجب بالأثاث تماما كما أعجب بشقتها وأثاثها. لقد صعق عندما رآها هذا الصباح بجسدها الممشوق الممتد نحو السماء أمام زجاج الجدار خلف مكتبها...
ولكنه تساءل : ماذا يمكن أن يقدمه لها أكثر مما يمكن أن يقدمه الرجال الآخرون ؟ أخذ "وولف" نفسا عميقا وعبر الحجرة ثم فتح الباب رآها في الحال وهي تخرج من حجرتها الخاصة لتعبر الشرفة وتهبط إلى الدور الأسفل وهي تتماوج.
أخذ "وولف" وقته ليدرس بتأن "بليندا" ورغم أنها كانت مختلفة إلا أنها احتفظت بتلك المسحة من البراءة التي لا يملكها أحد غيرها. وكل ما زاد عليها هو النضوج. يا إلهي! إنها رائعة في بريق الثلاثين من عمرها. قال بمرح:
- هاللو! .. مرحبا.
قالت وهي ترفع عينيها نحوه:
- مرحبا بك أنت.
قال معترفا:
- لقد أحببت بيتك.



monaaa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 10-06-08, 04:02 AM   #49

monaaa

نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم

 
الصورة الرمزية monaaa

? العضوٌ??? » 4165
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 12,874
?  نُقآطِيْ » monaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond repute
افتراضي



لم تكن بالطبع كما كانت من قبل. ويكفي أن يعلم "وولف" أن كل الجرأة والقوة التي واجهت بهما شبه أخيها حتى تصبح سيدة نفسها.. كل هذه القوة اختفت وطارت أدراج الرياح أمامه هو الذي انتظرته كل هذه السنين. لقد نزع "وولف" أسلحتها في الحال وأصبحت هشة.
سألها "وولف" وهو يراها تقطب وجهها:
- هل هناك ما يسوء؟
ردت الشابة:
- نعم.. صداع خفيف يبدو أنني لم أكل جيدا.
قال وهو يصحبها إلى المطبخ:
- سأعدلك شيئا لتأكليه.
- لابد أن هناك طبقا في الثلاجة يمكن تسخينه بالفرن أو الميكروويف.
- لابد أن "لوريث" نائمة ومن المستحيل إيقاظها في الخامسة صباحا.
ابتسم "وولف" وهو يداعب طرف أنفها:
- سرعان ما ستتعود على ذلك لو عشت معك هنا. إنها تعيش حسب العادات القديمة ولكن ما إن يوجد رجل في البيت...
احتجت "بليندا".
- إن "لوريث" ليست من النوع الذي يخضع إلى السيطرة الرجولية في مجتمعنا .. أتذكر كيف كانت تعامل البقال في "نيس" ؟ ورغم سنها الكبيرة فهي متحضرة وتؤمن بأن الرجال والنساء متساوون.
قال "وولف" مازحا:
- وهل كانت هكذا هناك ؟ على كل هذه ليست مشكلة وأنا متفق تماما معها والآن لنهتم بك .. أين دولاب الصيدلية ؟
سألته دون أن تفهم:
- لماذا ؟
رد "وولف" دهشا.
- أبحث عن أسبرين من أجل صداعك.
- أوه! .. نعم طبعا. هناك دائما أنبوبة في أعلى الرف بجوار الفيشار.
أحس "وولف" أنها قلقة وغير مطمئنة ولم يزعجه ذلك , فقد كانت تحتفظ بأوراق اللعب في يدها مدة طويلة والدور عليه الآن ليلعب وجد الأنبوبة بسهولة وملأ كوبا بالماء وناولها قرصين ابتلعتهما "بليندا" بسرعة حتى تبتلع معهما كذبتها الصغيرة . قال:
- اجلسي الآن سأعدلك الموجود.هذه غلطتي لأنني صحبتك للرقص دون مراعاة لصحتك.
- لا .. أؤكد لك . ثم إنني تحسنت كثيرا وأحس بذلك فعلا. ثم إنني التهمت كمية كبيرة من الأشياء الصغيرة هناك.
لم يكن لديها صداع وإنما هي الذكريات التي لم تعد تتحمل تدفقها على ذهنها.
- لابد أن تأكلي ثم إنني لن أقدم لك ما يصيبك بالتسمم .
قالت "بليندا" :
- من يدري ؟ على كل حال "لوريث" هي التي تطبخ.
نهض ثم اتجه نحو باب الثلاجة وهو يقول :
- وعلى أية حال فقد حققت بعض التقدم من يومها.
أخرج من الثلاجة لفافة محاطة بورق الألمونيوم وسألها:
- ما هذه ؟
- ماذا ..؟ آه.. إنها يخني الفاصوليا بلحم الضان .
نزع "وولف" الغطاء ووضعها في الميكروويف. سألها:
- وما أخبار شبه أخيك الآن ؟
أجابت بابتسامة مقتضبة:
- كما هو دائما. أنه يبحث عن مال لأعماله الصغيرة ويمر على المكتب كل خمسة عشر يوما وسكرتيرتي تحلم بأن تلقي به من النافذة.
قال "وولف" معلقا:
- تحيا السكرتيرة.
كان يبتسم ابتسامته الخالدة وهو يتحدث. ولكن "بليندا" لمحت بعض الغضب في كلامه, فكرت "بليندا" أنه من الأفضل ل"هيكتور" ألا يعترض طريقه وستحذره في المرة القادمة. بعد فترة قصيرة كانا جالسين فوق مقاعد عالية في المطبخ أمام الطبق اللذيذ المصحوب بسلطة خضراء. كانا يأكلان بطريقة آلية ولا يتبادلان سوى القليل من الكلمات . تساءلت "بليندا" فجأة عن التحفظ الذي ظهر فجأة على "وولف" . ربما لا يزال يحتفظ ببعض المسافة بينهما. قال لها عندما حانت لحظة اصطحابه إلى الباب :
- لقد سعدت من هذه السهرة.
قالت بصوت غير ثابت ومنخفض :
- لقد كانت ممتازة.
ابتسم وخرج. عندما أصبحت بمفردها صعدت إلى المستوى العلوي وهي تحدث نفسها وتلومها أيتها الغبية ... لماذا لم تقتربي منه.. لا. إنه جذاب أكثر من اللازم وكان من الممكن أن تفقدي عقلك وتتصرفي تصرف المراهقات.
حملت هذه الليلة بـ"وولف" وهو يهزأ بها لأنها صرحت له بحبها كله أما هو من ناحيته فقد ظل يتقلب طوال الليل كالفهد المحبوس في قفص تساءل : ماذا سيكون رد فعل "بليندا" أمام أول جزء من خطته؟
إن ذلك سيحدث ابتداء من الصباح. إنه يريدها بقوة وستعرف الشابة عن عواطفه من أول طبعة من جرائد الصباح. لقد وقع المقدور.

نهضت "بليندا" من الفراش في الساعات الأولى وتطوحت وهي ذاهبة إلى الحمام حيث أخذت دشا بالشامبو أزال الصداع وبعد أن ارتدت التايير والحذاء من الجلد الكستنائي هبطت ومعها حافظة أوراقها قالت "لوريث" وهي تستقبلها في المطبخ :
- لقد وجدت خوخا في السوق هذا الصباح يا آنسة واشتريت أيضا الجريدة. وصورتك جميلة جداً وكذلك صورة السيد "وولف" .
قالت "بليندا" وهي شاردة بعد أن جلست أمام المائدة :
- آه .. حسنا ؟
ثم ألقت نظرة مذهولة إلى الريفية العجوز الباسمة عندما فهمت ما تقوله:
- صورتي ؟ وصورة "وولف" ؟
فتحت الصحيفة بأصابع مرتجفة وأطلقت صحية ثم قفزت واقفة وهي تهمهم كلاما غير مفهوم. قالت "لوريث" وهي تحاول أن تهدئها:
- هل أنت مريضة يا آنسة؟ ربما ترغبين في تناول إفطارك في السرير؟
صاحت الشابة وهي تلوح بالجريدة في غضب:
- مريضة؟ نعم بسبب الغضب . سأتبعه واقتله.
سألتها "لوريث" وهي مدهوشة :
- هل أعجبتك الصورة ؟
قالت "بليندا" أخيرا وهي تلقي الجريدة على الأرض وتتجه نحو التليفون :
- سأنزع روحه.
قبل أن تلمس التليفون رن الجرس وقالت بعد أن رفعت السماعة:
- هنا "بليندا برونسكي" .
سألها أحد الصحفيين على الطرف الآخر من الخط.
- هل حقا ستذهبين للعيش بصفة دائمة في أوروبا ؟
ولكن "بليندا" وضعت السماعة بعنف . قالت لمديرة البيت.
- من اليوم ستغيرين رقم تليفوني يا"لوريث " .
قالت " لوريث " التي لم تفهم شيئاً :
- سأصعد لك بالبيض وعصير البرتقال وأنت في السرير .
أجابت الشابة :
- لا داعي لذلك .





monaaa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 10-06-08, 04:02 AM   #50

monaaa

نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم

 
الصورة الرمزية monaaa

? العضوٌ??? » 4165
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 12,874
?  نُقآطِيْ » monaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond repute
افتراضي



لم تكن بالطبع كما كانت من قبل. ويكفي أن يعلم "وولف" أن كل الجرأة والقوة التي واجهت بهما شبه أخيها حتى تصبح سيدة نفسها.. كل هذه القوة اختفت وطارت أدراج الرياح أمامه هو الذي انتظرته كل هذه السنين. لقد نزع "وولف" أسلحتها في الحال وأصبحت هشة.
سألها "وولف" وهو يراها تقطب وجهها:
- هل هناك ما يسوء؟
ردت الشابة:
- نعم.. صداع خفيف يبدو أنني لم أكل جيدا.
قال وهو يصحبها إلى المطبخ:
- سأعدلك شيئا لتأكليه.
- لابد أن هناك طبقا في الثلاجة يمكن تسخينه بالفرن أو الميكروويف.
- لابد أن "لوريث" نائمة ومن المستحيل إيقاظها في الخامسة صباحا.
ابتسم "وولف" وهو يداعب طرف أنفها:
- سرعان ما ستتعود على ذلك لو عشت معك هنا. إنها تعيش حسب العادات القديمة ولكن ما إن يوجد رجل في البيت...
احتجت "بليندا".
- إن "لوريث" ليست من النوع الذي يخضع إلى السيطرة الرجولية في مجتمعنا .. أتذكر كيف كانت تعامل البقال في "نيس" ؟ ورغم سنها الكبيرة فهي متحضرة وتؤمن بأن الرجال والنساء متساوون.
قال "وولف" مازحا:
- وهل كانت هكذا هناك ؟ على كل هذه ليست مشكلة وأنا متفق تماما معها والآن لنهتم بك .. أين دولاب الصيدلية ؟
سألته دون أن تفهم:
- لماذا ؟
رد "وولف" دهشا.
- أبحث عن أسبرين من أجل صداعك.
- أوه! .. نعم طبعا. هناك دائما أنبوبة في أعلى الرف بجوار الفيشار.
أحس "وولف" أنها قلقة وغير مطمئنة ولم يزعجه ذلك , فقد كانت تحتفظ بأوراق اللعب في يدها مدة طويلة والدور عليه الآن ليلعب وجد الأنبوبة بسهولة وملأ كوبا بالماء وناولها قرصين ابتلعتهما "بليندا" بسرعة حتى تبتلع معهما كذبتها الصغيرة . قال:
- اجلسي الآن سأعدلك الموجود.هذه غلطتي لأنني صحبتك للرقص دون مراعاة لصحتك.
- لا .. أؤكد لك . ثم إنني تحسنت كثيرا وأحس بذلك فعلا. ثم إنني التهمت كمية كبيرة من الأشياء الصغيرة هناك.
لم يكن لديها صداع وإنما هي الذكريات التي لم تعد تتحمل تدفقها على ذهنها.
- لابد أن تأكلي ثم إنني لن أقدم لك ما يصيبك بالتسمم .
قالت "بليندا" :
- من يدري ؟ على كل حال "لوريث" هي التي تطبخ.
نهض ثم اتجه نحو باب الثلاجة وهو يقول :
- وعلى أية حال فقد حققت بعض التقدم من يومها.
أخرج من الثلاجة لفافة محاطة بورق الألمونيوم وسألها:
- ما هذه ؟
- ماذا ..؟ آه.. إنها يخني الفاصوليا بلحم الضان .
نزع "وولف" الغطاء ووضعها في الميكروويف. سألها:
- وما أخبار شبه أخيك الآن ؟
أجابت بابتسامة مقتضبة:
- كما هو دائما. أنه يبحث عن مال لأعماله الصغيرة ويمر على المكتب كل خمسة عشر يوما وسكرتيرتي تحلم بأن تلقي به من النافذة.
قال "وولف" معلقا:
- تحيا السكرتيرة.
كان يبتسم ابتسامته الخالدة وهو يتحدث. ولكن "بليندا" لمحت بعض الغضب في كلامه, فكرت "بليندا" أنه من الأفضل ل"هيكتور" ألا يعترض طريقه وستحذره في المرة القادمة. بعد فترة قصيرة كانا جالسين فوق مقاعد عالية في المطبخ أمام الطبق اللذيذ المصحوب بسلطة خضراء. كانا يأكلان بطريقة آلية ولا يتبادلان سوى القليل من الكلمات . تساءلت "بليندا" فجأة عن التحفظ الذي ظهر فجأة على "وولف" . ربما لا يزال يحتفظ ببعض المسافة بينهما. قال لها عندما حانت لحظة اصطحابه إلى الباب :
- لقد سعدت من هذه السهرة.
قالت بصوت غير ثابت ومنخفض :
- لقد كانت ممتازة.
ابتسم وخرج. عندما أصبحت بمفردها صعدت إلى المستوى العلوي وهي تحدث نفسها وتلومها أيتها الغبية ... لماذا لم تقتربي منه.. لا. إنه جذاب أكثر من اللازم وكان من الممكن أن تفقدي عقلك وتتصرفي تصرف المراهقات.
حملت هذه الليلة بـ"وولف" وهو يهزأ بها لأنها صرحت له بحبها كله أما هو من ناحيته فقد ظل يتقلب طوال الليل كالفهد المحبوس في قفص تساءل : ماذا سيكون رد فعل "بليندا" أمام أول جزء من خطته؟
إن ذلك سيحدث ابتداء من الصباح. إنه يريدها بقوة وستعرف الشابة عن عواطفه من أول طبعة من جرائد الصباح. لقد وقع المقدور.

نهضت "بليندا" من الفراش في الساعات الأولى وتطوحت وهي ذاهبة إلى الحمام حيث أخذت دشا بالشامبو أزال الصداع وبعد أن ارتدت التايير والحذاء من الجلد الكستنائي هبطت ومعها حافظة أوراقها قالت "لوريث" وهي تستقبلها في المطبخ :
- لقد وجدت خوخا في السوق هذا الصباح يا آنسة واشتريت أيضا الجريدة. وصورتك جميلة جداً وكذلك صورة السيد "وولف" .
قالت "بليندا" وهي شاردة بعد أن جلست أمام المائدة :
- آه .. حسنا ؟
ثم ألقت نظرة مذهولة إلى الريفية العجوز الباسمة عندما فهمت ما تقوله:
- صورتي ؟ وصورة "وولف" ؟
فتحت الصحيفة بأصابع مرتجفة وأطلقت صحية ثم قفزت واقفة وهي تهمهم كلاما غير مفهوم. قالت "لوريث" وهي تحاول أن تهدئها:
- هل أنت مريضة يا آنسة؟ ربما ترغبين في تناول إفطارك في السرير؟
صاحت الشابة وهي تلوح بالجريدة في غضب:
- مريضة؟ نعم بسبب الغضب . سأتبعه واقتله.
سألتها "لوريث" وهي مدهوشة :
- هل أعجبتك الصورة ؟
قالت "بليندا" أخيرا وهي تلقي الجريدة على الأرض وتتجه نحو التليفون :
- سأنزع روحه.
قبل أن تلمس التليفون رن الجرس وقالت بعد أن رفعت السماعة:
- هنا "بليندا برونسكي" .
سألها أحد الصحفيين على الطرف الآخر من الخط.
- هل حقا ستذهبين للعيش بصفة دائمة في أوروبا ؟
ولكن "بليندا" وضعت السماعة بعنف . قالت لمديرة البيت.
- من اليوم ستغيرين رقم تليفوني يا"لوريث " .
قالت " لوريث " التي لم تفهم شيئاً :
- سأصعد لك بالبيض وعصير البرتقال وأنت في السرير .
أجابت الشابة :
- لا داعي لذلك .





monaaa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
440 - الحب المجنون - د.م Gege86 عبير دار ميوزيك 1398 14-02-24 07:14 PM
2005 الحب المنسي ع. 2000( كتابة/كاملة)** فرح روايات عبير المكتوبة 173 09-10-23 05:01 PM
صور الحب المجنون(صور رومانسية) f.b مـنـتـدى الــصـــور 14 27-08-09 11:54 AM
الحب المجنون hisam yousef منتـدى الترحيــب بالأعضــاء الجـــدد 7 18-07-09 06:42 PM
الحب المجنون الامال الكبيرة دعوني أتنفس 3 17-12-08 03:10 PM


الساعة الآن 06:36 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.