آخر 10 مشاركات
رواية: ثورة مواجِع من عُمق الورِيد (الكاتـب : القَصورهہ - )           »          503 - الحب يصنع المعجزات - ميرندا لى - ق.ع.د.ن ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          تحميل شيرلوك هولمز في 7 قصص ، ارثر كونان دويل، روائع الأدب العالمي للناشئين (الكاتـب : ahmad2006771 - )           »          رواية قصاصٌ وخلاص (الكاتـب : اسما زايد - )           »          ورود العشاق ماتذبل على الطاري * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : عييون الريم - )           »          حنينٌ بقلبي (الكاتـب : عمر الغياب - )           »          حَــربْ معَ الــرّاء ! (1) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة حـــ"ر"ــــب (الكاتـب : moshtaqa - )           »          تحميل مكتبتي للروايات البوليسية العالمية (الكاتـب : ahmad2006771 - )           »          رواية حنين السنين " مكتملة " (الكاتـب : شروق منصور - )           »          حقد امرأة عاشقة *مميزه ومكتملة* (الكاتـب : قيثارة عشتار - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

Like Tree3Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-11-10, 10:56 AM   #111

raghad165

نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم وقاصة وكاتبة في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية raghad165

? العضوٌ??? » 80695
?  التسِجيلٌ » Mar 2009
? مشَارَ?اتْي » 5,014
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » raghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   al-rabie
¬» قناتك NGA
?? ??? ~
جُل ما عظّمه في عينيَّ • صِـغر الدنيا في عيـنيــــه =))
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


لا تَجمَعوني .. فكُلِي إنكِسارات - 6



نظرات الجميع الآن كانت على جاد بينما بدى بدوره مستمتعاً لهذا الفضول .. إبتسم بعد هذا وقال – ألن تدعوني للدخول ..؟
_ ماذا حدث ..؟
سألت شادن بينما تحركت ملك ترتقي الأدراج لتذهب للغرفة .. لم تُعرهم أي إهتمام ولم تكن تريد أن تسمع ماذا سيقول ..
أحست أنها وقاحة منها بعد أن قدم إعتذاره ولكنه فعل أكثر من هذا بها ولم يبدو عليه الندم على ماقام به معها رغم أنها
لم تفعل شيء يستحق كل مافعله ..
دخل جاد وهو يسير خلف شادن لغرفة الضيوف .. جلس هو وريم بينما سألت شادن مبتسمة وواقفه – هل تشرب شيء ..؟
أراح جسده على الكرسي الكبير الذي جلس عليه والذي بدى أنه لرب هذا المنزل _ لا داعي .. شكراً ..
جلست بعد هذا وقالت – إذن قل ماذا حدث ..؟ لماذا ملك غاضبة ..؟
قال مبتسماً بسخرية _ يبدو أني تماديت بمزاحي معها .. لم تعد تتحملني كما في السابق
تدخلت ريم – ملك لا تغضب عادةً من المزاح .. هل قمت بقول شيء لها حقا ..؟
كانت تستفسر فقال لها – لقد قلت لها أن عمل الطبيبة النفسية لا يناسبها ..
رفع يديه وهو مازال يبتسم يمثل دور البريء – لقد كنت أمزح ..
ضحكت شادن قائلة – إن كنت لا تريد أن تصبح مريضاً نفسياً فلا تقترب منها أكثر من اللازم ..
_ أنا أيضاً إعتقدت هذا ..
_ إذن جاد .. لم تقل لنا بعد ماذا تفعل هنا الآن ..؟
قال عاقداً حاجبيه – أتيت لأخذ ريم ..
ضحكت شادن بقوة عليه بينما فعلت ريم نفس الشيء عندما أجابته شادن – أقصد في حياتك .. عملك ؟..
قال – لقد ظننت أنكِ أصبحتي تتكلمين بشكل واضح أكثر .. ولكن يبدو أنه لا يوجد شيء قد يغيرك ..
كانت ما تزال تضحك عندما قالت – دعك الآن من هذا وأجب .. رباه ماهذا الغموض الذي تحيط به نفسك .. قل شيء دعنا ندخل
لحياتك كما تفعل أنت ..
إبتسم وهو يُخرج علبة السجائر من جيب سترته – أنتِ تطالبين بالكثير عزيزتي ..
لم تتفوها بكلمة فأشعل السيجارة في فمه وقال وهو ينفخ دخانها – مجموعة شركات لل****ات والمقاولات ..
بدت صدمة لهما .. أحس بهذا ولكن شادن إبتسمت بهدوء وقالت بعد أن صفرت – لقد فعلتها إذن ..
فهم أنها تقصد كلامه في الماضي عندما كان يتحدث معها دوماً عن كونه سيكون له شركاته الخاصة وبأنه سيصبح غني
وشخص ذو مركز في العالم .. كانت في ذلك الوقت كلماته تُضحكها وتجعلها تسخر منه فيغضب منها ولا يتحدث معها
بالأمر مجدداً .. ولكنه ما يلبث أن يجد نفسه مجبراً على التحدث لها .. فهو ومنذ ذلك الوقت لم يجد شخصاً يستطيع أن يتحدث
معه بدون تضليل شيء سواها .. كانت شادن هي الصديقة المقربة له حتى بين أصدقائه الفتيان .. ولكن هذا كله كان في الماضي ..
هذا ما فكر به عندما كان بعيد حتى عاد .. عاد فوجد السنوات مرت على الجميع وغيرتهم جداً .. إلا هي .. كما لو أنها كانت معه ..
إبتسم وهو يعود من خيالاته وقال – ليس كما كنت أظن ..
سألت بفضول – ماذا تقصد ..؟
قال لها ساخراً – إن تركتي الفضول عنكِ شادن فستحصلين على نصف مليون مني ..
أجابت – ومن سيحصل على النصف الثاني ..
ضحكت بعد هذا وقالت – اوبس .. لم أقصد حقاً أن أكون فضولية ..
ضحك هو ولم تستطع ريم كتمان ضحكتها أيضاً ..
_ إذن هل نذهب ريم ..؟
تدخلت شادن – هل تريد أن تتركنا قبل أن يعود والدي ..؟ رغم ما وصلت له لم تصبح بعد رجلاً نبيلاً ..
إبتسم لها – ما الذي أخر أباكِ ..؟
_ لا أعرف .. قال بأن لديه عمل يجب أن يقوم به .. ولكنه لم يقل إلى أي وقت سيبقى في الجريدة ..
قالت ريم لشادن – إن ذهبنا سيكون أفضل .. إن ملك لن تنزل حتى نذهب ..
ضحكت شادن وهي تسمع صوت باب غرفة ملك يُفتح – ستنزل .. لن تضع نفسها في هذا الموقف .. كوني متأكده ريم ..
ضحكت ريم وقالت لها – لا تقولي لها شيء أرجوكِ ..
هزت شادن رأسها موافقة فسألها جاد – أين طفليكِ ..؟ لم أرهما ..؟
_ نائمين .. لقد خرجا اليوم للحي وبقيا حتى وقت متأخر .. إن اللَعِب مُتعِب جداً ..
_ أنتِ خبيرة بهذا الأمر .. حتى سن السابعة عشر ..
قال لها هذا عندما سمعا صوت الباب .. قالت شادن وهي تقف – لا ينسى أبي في العادة مفاتيحه ..
كانت ستتوجه لتفتح الباب فقالت لها ملك وهي تنزل السلم حتى وصلت للأرض – أنا سأفتح ..
إبتسمت شادن لها ساخرة فلم تقم الأخرى بأي ردة فعل .. كان جاد ينظر لها وهي تسير بخفة محاولةً أن تتجاهله كلياً فإبتسم
بسخرية وهو يفكر بأن هذه الفتاة لم تتغير كثيراً عما كانت عليه في السابق .. أو ربما عن الصورة التي بقيت في مخيلته عنها
طوال تلك السنين ..

خرجت من الباب الداخلي للمنزل وهي تحاول أن تبدو مشرقة حتى لا يلاحظ والدها إنزعاجها ..
فتحت الباب وهي تريد أن تسأل لماذا نسي والدها مفاتيحه عندما ضُرب الباب وإنفتح بالكامل من جراء قيام أحدهم
بالإستناد عليه .. خرجت منها صرخة عندما رأت ايمن وهو يترنح وقال عندما رأها بصوت مُبعثر – أين السيد خالد ؟ ..
كان شكله مُرعب .. كما يبدو لقد تشاجر مع أحدٍ قام بتشويه وجهه بشكل فظيع .. هناك آثار كدمات زرقاء حول عينيه وفمه ..
دخل بعد هذا المنزل وهو يبكي ويصرخ ويبدو أنه ليس في وعيه تماماً وقال – أريد أن أتحدث مع السيد خالد .. أريده أن يُعيد لي زوجتي
بدت ملك بالتراجع وهي خائفة منه وصاحت بعد هذا – إنتظر أيمن .. أبي ليس هنا ..
لم يبدو عليه أنه يستمع لها فصاح – سيد خالد .. أرجوك ساعدني ..
سمع من في المنزل صراخه فخرجوا مسرعين نحو باب المنزل الداخلي فوجدو ملك وهي تحاول أن تُهدأ أيمن وتقنعه بالخروج ..
عندما رأى أيمن جاد والذي خرج و شادن وريم تلحقانه صاح بصوتٍ لا يكاد يفهم – أنه ذلك الذي أخذها ..
بدأ بعد هذا بالبكاء وجلس وهو يصيح – أعدها لي .. إنها زوجتي أعدها لي ..
تقدم جاد بعصبيه وكأنه رأى أمامه من قتل أحلامه جميعاً وأمسك بخناقه فصاحت ملك – توقف .. ألا ترى أنه ليس في وعيه ..
ذلك كان مرعب بشكل جعلها تجمد لثوان .. عيناه اللاتي توجهتا بالنظر لها وكأنها ضربته ..
رماة أرضاً فبدأ الأخر بالبكاء مجدداً .. هل يمكن أن تجعل الدموع أحقر إنسان قابلته ملك بهذا البؤس ويدعو للشفقة أيضاً ..
كيف هذا رباه .. شادن وريم لم يحركا ساكناً .. ريم كانت خائفة وهي تحاول أن لا تخرج من الباب .. لقد شعرت بأن قدماها لم
يعودا يحملاها الآن .. إنها تخاف من هذا الرجل حتى لو رأته ميت أمامها ولا يستطيع فعل شيء لها .. بدأت تتراجع لتقف خلف شادن التي
وضعت يدها على جبينها وهي تفكر بطريقة لإخراجه من المنزل .. جاد الذي كان قد رماه ويقف الآن أمامه بصمت إستدار لملك
وعينيه تغليان غضباً وقال بصوتٍ يكاد يؤلمها من حدته – ماذا تريدين أن تفعلي معه .. هل هذا أيضاً يحتاج للعلاج ويجب ان نراعي نفسيته التي تعبت ..
لم تتحمل سخريته وغضبه منها وكأنها دافعت عن أيمن أو قامت بمحاربته فصاحت بوجهه – أن كنت لا تستطيع أن تتعامل مع الناس بإنسانيه فالأجدر بك أن تبتعد وتكف عن التعامل وكأنك المظلوم الوحيد في العالم ..
لقد كانت غاضبه منه ولكن خرجت الجملة منها وكأنها تعتبر أيمن إنساناً كباقي الناس ومافعله بريم كان خطئاً بسيطاً ..
أحست بلوم من ريم التي نظرت لها مندهشة مما سمعته .. لقد جعلها تقوم بهذا كله .. هي لم تقصد هذا المعنى ولكن
هو من جرها لهذا ... ربما لم يعرف كيف يعبر عن غضبه فعاد لينظر لأيمن الذي كان ينظر لهم مذهولاً
كانه طفل .. وقف بعد هذا وترنح قليلا فأمسك به جاد وتحرك معه نحو الباب ورماه خارجا بقوة .. لم يعرها إذن أي إهتمام بعد
ما حطم كل شيء وأحرجها هكذا .. لم تعرف ماذا تقول ولم يكن لديها شيء تقوله .. ضرب الباب بقدميه وأغلقه بقوة جعلت ملك تفزع ..
أمسكت شادن بريم وأدخلتها المنزل .. لم تلحق بهم ملك فهي لم تكن تريد أن تدخل وتجلس معهم وكان سيكون من المحرج أكثر إن دخلت
وذهبت لغرفتها .. بقيت تنظر للأرض وهي تفكر بماذا ستقول وكيف ستعتذر عن حماقة ما قالته .. عندما قال لها وكأنه يحاول أن يبدو هادئاً
وكم كان ذلك صعبا عليه – لا تمارسي طقوسك النفسيه ثانيةً معي .. بشكل أوضح لا تفكري بتجريب غضبي .. لسلامتك .. لا لشيء اخر ..
لم تدعه يدخل دون أن ترد عليه ... لن تكون ملك إن لم تفعل ذلك .. قالت له ساخرة – أرى أنني مازلت أتنفس وبصحة جيدة حتى بعد أن رأيت غضبك ..
لم يستدر لها ولكنها إستطاعت أن تخمن شكل عينيه المخيفتان عندما قال – ثقي ملك أنني في قمة هدوئي حتى الآن .. معكِ ..
حتى إن حاولت عدم الإنصياع فهو مخيف عندما يتحدث بتلك الطريقة .. أحست بإنقباض قلبها وبجسدها الذي إرتعش من الهواء
الذي مسها .. إن ماعاشه هذا الرجل لم يكن لطيفاً بتاتاً .. وكأنه عاش حياته كلها في الحرب ولم يعد يعرف أن هناك شيء غير الدفاع عن
النفس بكل الطرق المسموحه والغير مسموحه .. جلست على الدرج أمام الباب الداخلي لمنزلهم وهي تشعر بأن حياتها في تدهور كامل
وهي عاجزة عن السيطرة على نفسها تماماً .. عرفت أنها يجب أن تدخل لتتحدث مع ريم بشكل هاديء وتعتذر لها عما قالته وتُفهمها أنها كانت
غاضبة في تلك اللحظة فقط لسخريته المتواصلة من عملها وسينتهي الأمر بدون ذكر تصرفه مع هند الذي أزعجها لهذه الدرجه التي
جعلتها تتمادى في الحديث معه ومع ذلك لم تستطع أن تجرحه أو تجعله يشعر بما تريده .. بل جرحت الإنسانه التي بات كل شيء في الحياة يصدمها بعد مالاقته من الناس ..
جرحت ريم التي تعتبرها أخت حقيقية لها والتي تعتبر عائلتهم هي الشيء الوحيد الحقيقي في حياتها قبل حضور جاد ..
جاد الذي حول حياتها لجحيم بعد بضعة أيام من حضوره ولقاءات معدودة لم تتجاوز الخمس لقائات حتى ..
إن الوضع سيصبح صعب جدا إن تعاملت مع جاد بشكل عفوي هكذا .. يجب أن تحاول السيطرة على نفسها و التعامل معه
بشكل سطحي للغاية .. وكأنه شخص تلتقي به للمرة الأولى في كل مره تلتقي به .. سيكون ذلك أفضل لسلامتها .. كما قال هو ..

لم تتحرك حتى عندما سمعت صوت أقدامهم وهم يقتبرون من الباب .. لم ترفع رأسها لهم وهي لا تريد أن تتحدث مع ريم
وجاد موجود .. ولكنها رأت قدمي جاد عندما خرج وأحست بأن ريم ظلت واقفة بقربها .. رفعت عينيها لها فكانت ريم تنظر لها
مبتسمة .. وقفت بسرعة وهي محرجة فقالت ريم – لم تكوني تجرحي أحد من قبل حتى إن غضبتي فماذا حل بكِ ..؟
_ أنا أسفة ريم .. حقا أسفه إنني بمزاج سيئ للغاية .. أسفة
_ لا داعي .. أنا أعرف من أنتِ .. ولن تجعلني كلمة في وقت غضبك متضايقة ولكني أراكِ هذه الأيام غريبة .. مابكِ ..؟
_ أوه .. لا شيء .. ضغوط فقط .. أعتذر مجدداً ..
قالتها بإبتسامه عريضة وهي سعيدة لأن ريم لم تتأثر بماقالته .. لحقت ريم بعد ذلك بجاد للخارج وأغلقت ملك الباب خلفهم ..
دخلت بعد هذا للبيت ودخلت للغرفة التي كانت تجلس بها شادن .. قالت وهي ترفع يدها قبل أن تقول شادن شيء – لا تقولي شيء ..
وجه شادن كان منزعج جداً في تلك اللحظه .. لم تتحرك ملك فقد عرفت أن لدى شادن شيء لا تستطيع إبقائه في نفسها ..
قالت شادن – لا أريد أن أتحدث عن نفسيتك التي باتت تتقلب بشكل ملحوظ هذه الأيام .. ولكن ..
صمتت بعد هذا وإنتظرت من ملك أن ترفع وجهها لتنظر لها فقالت – جاد ضيف هنا .. هو صديق قريب جداً ولكن مهما كانت علاقتنا قوية
هذا لا يعني أن تتجاوزي حدود الإحترام معه .. هو رجل وأنتِ كبيرة بما فيه الكفايه لتعرفي آداب التعامل .. مافعلتيه اليوم ورغم أنني أرى أن جاد قام بإستفزازك بدون قصد كان وقحاً .. لأني أختك وأُريدكِ أن تكوني الأفضل أقول لكِ هذا .. والآن تصبحين على خير حبيبتي
قالت الجملة الأخيرة وهي تبتسم فهزت ملك رأسها مبتسمة ومعلنة أنها ستقوم بما طلبته منها ..
لم تسألها إن كانت هي أيضاً ستنام بل توجهت للسلالم وإرتقت للغرفة .. خلعت ملك معطفها ووضعته فوق الكرسي ..
توجهت بعدها للمطبخ وقامت بغلي الماء الساخن لتقوم بصنع القهوة ..
عندما عادت وهي تُمسك بيدها كوب القهوة كان والدها قد دخل للتو .. ألقت عليه التحية مبتسمة – مرحباً أبي ..
_ أهلاً عزيزتي .. ألم تنامي بعد ..؟
_ لدي بعض الواجبات التي يجب أن أُنهيها ..
رفعت بعد هذا كوب القهوة قائلة – هل تريد ..؟
_ لا .. أريد أن أنام وهذه ستؤرق نومي ..
بعد أن خلع حذائه دخل للغرفة التي كانت تجلس هي بها وقد أخرجت بعض الكتب من حقيبتها وبدأت بفتحها أمام الطاولة ..
وإخراج بعض الأوراق منها ..
رمى والدها بجسده على كرسيه الكبير ورمى أمامه ملف أزرق اللون به مجموعة من الأوراق ..
_ إنكَ تُتعِب نفسك للغاية أبي ..
أخذ نفساً طويلاً وقال – هذا صحيح .. ولكن سينتهي الأمر .. بالنسبة لي على الأقل ..
_ كيف ..؟ هل أوصلتهم للفاعل أو شيءٍ كهذا ؟..
إبتسم لها ووقف – مادمتِ مهتمة هكذا فلدي عمل لكِ .. بما أنكِ لم تنامي حتى الآن قومي بتصحيح ماكتبته إملائياً ..
لقد كنت متعب للغاية في العمل ولا أعرف إن كنت كتبت شيء خطأ .. يجب أن أقدم المقالة غداً .. هل تستطيعين القيام بهذا ..؟
إبتسمت وهي تنهض لأخذ الملف – بالطبع أبي يمكنني فعل هذا .. إذهب أنت للنوم فقط ..
ذهب لغرفته بعد أن ألقى عليها تحية المساء ..

بعد أن إرتشفت من القهوة القليل رفعت قدميها فوق الطاولة وبدأت بقراءة الملف ..
في البداية كانت هناك ورقة دُوِنَ بها المعلومات التي يبدو أن المقدم أحمد أعطاها لخالد كي تساعده في كتابة القضية
في شكل مقال صحفي .. بدأت بقرائتها ..
هناك ملخص عن مواصفات القاتل .. لم تكن مواصفات دقيقه جداً ولكن ربما هذه المواصفات لا تساعدها هي بينما تقدم مساعدة
كبيرة للتحقيق والمحققين ..
هناك شخص واحد هو من شهد إحدى جرائم القاتل الثلاث التي قام بها دفعه واحده في شهرٍ واحد .. كان إبن أحد رجال الاعمال
وقد قال بأنه لم يستطع أن يرى الكثير من المجرم إذ أنه كان ملثم بينما ظهرت عيناه فقط .. مالفت نظر ملك هو قوله أن عينا القاتل كانتا
كألماستان في الظلام من شدة زرقتهما .. وكأنه كان يستعمل عدسات لاصقه ..
عقدت ملك حاجبيها وهي تبتسم ساخرة – أن هذا المجرم غريب جداً ..
وأكملت قرائتها بأن إبن القتيل قد وجدوه مغشى عليه ولم يستطع أن يعرف أو يرى شيئاً أخر من المجرم ..
لم يكن هناك شروحات كثيرة حول القاتل .. كان أكثر ما كُتِب هو عن الجريمة ووضعية القتيل و أداة الجريمة التي
كانت كما ذُكِر أنها مسدس .. أكملت ملك بعد هذا تصحيح مقالة والدها التي لم يكن بها الكثير من الأخطاء الإملائيه ..





التعديل الأخير تم بواسطة هبة ; 09-04-11 الساعة 01:47 AM
raghad165 غير متواجد حالياً  
قديم 20-11-10, 10:56 AM   #112

raghad165

نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم وقاصة وكاتبة في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية raghad165

? العضوٌ??? » 80695
?  التسِجيلٌ » Mar 2009
? مشَارَ?اتْي » 5,014
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » raghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   al-rabie
¬» قناتك NGA
?? ??? ~
جُل ما عظّمه في عينيَّ • صِـغر الدنيا في عيـنيــــه =))
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

ملابسه كانت مرميه في أنحاء الغرفة بينما كان هو قد رمى بجسده المرهق على السرير بشكل عابث وغط في نوم عميق حتى
الصباح .. لم ينم هكذا منذ زمن طويل .. يبدو أن إرهاق نفسه يأتي بنتائج جيدة .. ولكن لا يدوم شيء فجأة بدأ هاتفه بالرنين
.. تجاهله ولكن يبدو أن المتصل من الأشخاص الذين لا يفهمون بأن هناك أناس ينامون في هذا الوقت من الفجر ..
أخذه بعد هذا وكان يريد أن يغلقه بوجه المتصل ولكنه غير رأيه عندما رأى الإسم .. رفعه وقال – ماهذا الإزعاج بهذا الوقت ..
جاءه صوت أنثوي صاخب للغاية – حبيبي جــاد .. أنا أسفة ولكني لم أستطع أن أصبر على بُعدك أكثر ..
_ كم الساعة الآن ..؟
كان يتحدث وهو يغمض عينيه ويتمتم منزعجاً فقالت – إنها هنا الثامنة صباحاً .. لديك هي السادسة على ما أظن ..؟
_ قلتيها بنفسك .. السادسة .. سأعود للنوم ولا تتصلي بي مرةً أخرى في هذا الوقت ..
_ إنتظــ . .
لقد كان يشعر بالنعاس الشديد فأغلق الهاتف قبل أن تتحدث .. يعرف أنه إن أعطاها مجال فلن تدعه قبل أن تحكي له ماقامت به
منذ تركها حتى الآن بالتفصيل الممل .. لم تتصل وكان هو متأكد من هذا فلن تجازف لتتصل به بعد أن رأت إنزعاجه بهذا القدر الكبير ..

....


كانت رنا في ذلك اليوم متغيبة بسبب الزكام .. لهذا صابرين تشعر بالملل قليلاً إذ أنها لا تستمتع في المدرسة إن لم تكن رنا
معها .. بعد أن أنتهى الدرس الأول كانت تشعر ببعض الحر في قاعة الدرس فأرتدت معطفها وخرجت لتمشي قليلاً في الخارج
حتى بدء الدرس الثاني .. لم يكن في ساحة المدرسة الكثير من الطلاب إذ أن في هذا الفصل يكون الطقس ماطراً في أكثر الأوقات
وتكون الأرض مبللة فلا يُحب الطُلاب الخروج كثيراً بالرغم من هذا كان هناك بعض الطلبة الذين يقومون بالتدخين في زوايا المدرسة ..
أخرجت هاتفها وبدأت تعبث به وهي تسير إختل توازنها فجأة فقد كانت ترتدي حذاء ذو كعبٍ عالي والأرض رطبة فأدى ذلك
إلى تعثرها ووقوعها أرضاً .. أحست بالألم الشديد بينما وقع هاتفها في حضنها مما جعله لا يتأثر .. إبتسمت وهي تتألم وقالت ..
_ جيد أنك بخير .. لن تتحمل وقعه أخرى أنا متأكدة ..
سمعت ضحكة من خلفها فأدارت وجهها لترى أنه كان كارل من يقف خلفها ويضحك .. وقفت بسرعه وهي تشعر بالبلل يملأ
ملابسها فقال لها وهو مبتسم – أعتقد أنه من الصعب أن تُكملي الدرس هكذا ..
كانت إبتسامته مزعجة للغاية فقالت له – هل يبدو الأمر مضحكاً جداً ؟ ..
_ لا تكوني لئيمة هكذا .. إنه حقاً ممتع ..
وقفت وسارت من أمامه فقال لها – أن كنتِ تريدين أن أوصلكِ للمنزل فأنا مستعد ..
عادت لتنظر له فقال لها وهو يلقي نظرة على ملابسها المبللة والمتسخة – تبدين غريبة بعض الشيء إن ركبتي سيارة أجرة هكذا ..
_ هذا أمر لا يعنيك بتاتاً .. ثم من قال لكَ أني سأعود للمنزل ..
_ آه .. يبدو أني بدأت أُفكر بشكل منطقي أكثر من اللازم .. كما تشائين ياسليطة اللسان ..
نظرت له بطرف عينها من الأسفل للأعلى وسارت من أمامه محاوله إظهار حجم مقتها له ..
وقفت أمام باب المدرسة وهي لا تعرف ماذا تفعل .. لقد كانت منزعجة من وضعها جداً وقد بدأ الدرس الثاني الآن
ولن تدخل متأخرة كي تكون الأنظار نحوها وسينتبه الجميع لها .. عادت تجري بسرعة حتى وصلت لبوابة المدرسة .. نظرت قليلاً بإتجاه موقف السيارات
وهي تحاول أن تجد كارل وسيارته .. لم تره .. إستاءت لأنها ضيعت فرصة إيصاله لها للبيت بحماقتها .. كان سيوصلها بدون أن يراها احد
بهذا المنظر المُتسخ .. توقفت سيارة بسرعة جنونية أمامها ومن شدة السرعة تطاير الماء من تحت عجلاتها ليرتمي على صابرين التي
اغمضت عينيها وبقيت واقفة بصمت .. لحظات مرت حتى فتحت عينيها وهي تنظر للسيارة .. لقد كان كارل بها .. خرج منها وهو يحاول كتم ضحكته قائلاً – حقاً أسف .. ولكني شَعُرت بأنكِ واقفة هنا في إنتظاري فتوقفت بهذه الطريقة المتهورة ..
ظلت تنظر له وهي لا تعرف أي كلمه تُخرجها تكون مناسبة .. لم تجد بعد هذا كلمة مناسبة فقالت – هل يُمكن أن توصلني ..؟
_ هل أنتِ متأكدة أنكِ تكتفين بهذا القدر من الرد ..؟
_ هل تريد المزيد ..؟
ضحك قائلاً – آاه . . لا لا أبداً ..
لم تستطع سوى أن تبتسم فقد كان رغم لؤمه ومحاولة السخرية منها جذاب و لطيف قليلاً ..
قالت له قبل أن تركب – سأركب في الخلف ..
نظر لها متعجباً وهز رأسه بعد هذا وكأن الأمر لا يفرق كثيراً .. فتحت هي الباب ودخلت بحذر وهي منزعجة من منظر سيارته
الفخم وملابسها المتسخه ..
أعطته العنوان بجملة واحدة وكأنه السائق وقالت بعد هذا – أوقفني أيضاً بعيداً عن المنزل لو سمحت ..
نظر لها من المرآة وقال – شكراً لتواضعك سيدتي .. أن تقولي لو سمحت لهو قمة التواضع لفتاة في مركزك ..
ردت عليه وهي تنظر لعينيه الزرقاوان – تقصد أن أقبل إيصالك لي للمنزل بعد ما فعلت لهو قمة التسامح ..
جعلته جملتها يضحك بشدة ولكن ما جعلها هادئة ولم تنزعج هو أن ضحكته لم تكن ساخرة بل مرحه جداً .. أحست بالإنزعاج لأن
هذا الفتى بدأ يجذب إنتباهها .. قالت بعد هذا وهي تشعر بالإحراج – لماذا لم تُكمل الدروس ..؟
نظر لها من خلال المرآة وهو يقول – سؤالك غريب هل تعرفين هذا ..؟
نظرت له وهي ترفع حاجبها ولم تفهم إشارته فقال – هل تعتقدين أني عندما أخرج من المدرسة يومياً قبل الجميع أهرب من المدرسة ..؟
_ إذن ماذا يكون ذلك ..
ضحك وقال – أنا أحضر الدروس التي أحتاجها فقط كي أحصل على شهادة الثانوي ..
_ تقصد .. أنك لم تجتز السنة الماضية ..؟
إبتسم وقال – إن أخرتها سنة أخرى سيكون أفضل ..
_ سنة أخرى ..
لم تفهم في باديء الأمر وقالت بعدها – تقصد أنك تعيد السنة الثالثة للمرة الثالثة ..؟
أطلق ضحكة وقال – نعم .. ماهذه الصدمة .. إنها تجعلني متشائماً جداً ..
_ ربما عليك أن تتشائم إن كان هذا وضعك ..
قالتها مبتسمة وقالت بعدها بسرعة – توقف هنا ..
توقف بالطريقة نفسها مما جعلها تضرب رأسها في الكرسي أمامها فصاحت متوجعة .. قالت بعدها – هل حصلت على أجازتك للتو ..؟
كانت تريد أن تغيظه فقط لما يفعله فقال – أسف ..
_ شكراً لإيصالك لي ..
_ يبدو أنكِ تتفاعلين مع المتحدث معكِ بشكلٍ جيد ..
_ هذه صفة لم أعرفها بنفسي من قبل ..
فتحت الباب بعد هذا وقبل أن تغلقه قالت – أسفه لإتساخ سيارتك الجميلة ..
وأغلقته مبتسمة .. ظلت واقفة حتى حرك السيارة فرفعت عينيها للفتاة الواقفة أمامها مصدومة ..
_ آه .. هل ستذهبين الآن للجامعة .. ؟
سألت صابرين صبا وهي مرتبكة جداً .. فقالت الأخرى وهي تتقدم منها – من كان هذا ..؟
أشارت بيدها إلى السيارة التي مرت .. إستدارت بعد هذا صابرين لتري أختها و ما آلت إليه ملابسها .. فقالت صبا ..
_ ماذا حدث ...؟
_ لقد وقعت في ساحة المدرسة ولهذا لم أُكمل الدروس ..
كانت صابرين تتحدث بإرتباك وهي لا تعرف السبب فقالت صبا – من كان هذا ..؟
_ آه . . إنه أحد زملائي .. لم أشأ أن أعود في سيارة أجرة وأنا هكذا ..
_ هل تعتقدين أن جلوسك مع رجل غريب شيء عادي ..؟ مارأيك لو كان أبي مكاني .. ماذا كنتِ ستفعلين ..؟
_ لا تجعلي الأمر كبيراً .. لقد أوصلني فقط ..
_ لماذا أنتِ مرتبكة إذن ولمَ لم تنزلي أمام المنزل إن كان الأمر طبيعي ؟ !..
_ حسناً .. أنا أسفةً ..
نظرت صبا لها وهي تحاول أن تهدأ .. قالت لأختها بعد ذلك – سأفهم من أسفك أنكِ لن تقومي بهذا مجدداً ..؟
هزت صابرين رأسها مبتسمة فقالت صبا – سأذهب أنا الآن إذن ..
_ وداعاً ..
صاحت لها بعد هذا – صحيح .. إنتظري ..
نظرت لها صبا قائلة – ماذا الآن ..؟
_ ألا يجب أن نخرج اليوم للسوق ..؟ الحفلة ستكون بعد أقل من أسبوعين ..
إبتسمت صبا بدون مبالاة وقالت – سيكون هناك وقت طويل لها .. لا تقلقي .. وداعاً
بالرغم من أن صبا تكتم دائماً مشاكلها فأن رفضها لمسألة الزواج واضحة لصابرين .. إن تصرفاتها كلها تدل على ذلك ..
رفضها للحديث عن المسألة ومحاولتها الدائمة لإبعاد موعد عقد القران وعدم حديثها بأي مسألة تخص الزواج لا يجعل مكان للشك
بالأمر أبداً .. ولكن بالنسبة لصابرين فهي ترى أن صبا كبيرة للحد الذي يجعلها تعرف كيف تقرر مصيرها بنفسها وما عليها سوى أن
تساعدها إن طلبت هي ذلك .. كان هذا هو مفهوم صابرين في الحياة .. كانت لم تعتد من قبل أن تساعد أحداً من تلقاء نفسها
فهي ترى أن الناس الذين يحتاجون للمساعدة يستطيعون طلبها .. وإن كانو لا يريدون المساعدة فيجب على الآخرين تفهم الأمر
وعدم الإندساس في خصوصيات الغير .. أكملت طريقها نحو المنزل وهي محرجة من نظرات بعض المارة لملابسها وهي الفتاة
التي تحاول دائماً أن تظهر بشكل أنيق ومُرتب حتى تُبرهن للناس أن الفقر لا يعني أن يكون الإنسان مبعثراً في ملابسه وطريقة
عيشه ..



كانت ريم تأكل على الطاولة في المطبخ عندما خرج هو من غرفته مبلل الشعر .. يبدو أنه إستحم بعد أن إستيقظ لهذا أخذ
وقتاً طويلاً قبل أن يخرج .. تعجبت ريم أنه لم يرتدي ملابس العمل حتى الآن رغم أن الوقت متأخراً قليلاً ..
منذ أن جاءت كان يخرج يومياً مبكراً للذهاب للعمل .. لم تعرف لماذا اليوم هو متأخر ولم تسأل ..
قالت هاله التي كانت تقوم بصنع القهوة له – لما أنت متأخر ..؟
جلس أمام ريم وقال وهو يشرب بعض الماء وينظر لريم وكأنه يتحدث معها – لأننا سنذهب اليوم إلى المحكمة .. ؟
كان تسائله واضحاً .. لم تعرف ريم في باديء الأمر ماذا تقول .. سألت – هل سيذهب ..؟
_ نعم .. .. .. إن كنتِ تريدين ذلك ..؟
لم تعرف هل هي من أدخل له هذا الشك أم أنه موجود حقاً في ملامحها .. أحست أنه يحاول بكل ما لديه أن يُشعرها بالأمان
وبأنه نادم على ما فعل .. ربما إن أعطت نفسها وأعطته فرصة سيعودان كما كانا وستعرف بالتدريج ما حل به في غيابه عنهم ..
حاولت أن تبتسم وقالت – بالطبع أريد .. أُريد أن أعود لحياتي قبل خمسة عشر سنة .. هل يمكننا ذلك ..
نظر لها مندهشاً من التغيير الذي طرأ عليها وإبتسم بعد هذا قائلاً – سنرى ما يمكن إعادته من ذلك الزمن .. شكرا لإعطائي فرصة ريم ..
_ لو كان لدي خيار غيرك لما فعلت هذا ..
قالت هذا بجدية فكانت الصدمة المرسومة على وجهه قوية لدرجةٍ كبيرة .. أكملت مبتسمة – لستُ واثقة جداً ..
_ ليس مريحاً جداً ..
أجابها على ماحاولت أن تُصحح به فقالت – أتمنى أن يُصبح كذلك مستقبلاً .. فمهما حدث نحن أخوه وهذا ما لا نستطيع تغييره ..
قطعت هاله عليهم الحديث هنا قائلة – هذا أفضل ما تفعلينه في الوقت الراهن ..
هزت ريم رأسها لها وهي تنهض قائلة – سأقوم بتجهيز نفسي .. لن أتأخر ..
وتوجهت للغرفة تاركةً جاد خلفها حائر بكيفية التعامل مع ريم التي لم يترك الزمن فيها شيئاً من الماضي ..
قال وهو يأخذ القهوة من يد هاله – لم تكن هكذا ..
_ لا أظنك أيضاً كنت هكذا في ذلك الوقت ..
إبتسم وهو يشرب القهوة قائلاً – هل تظنين هذا ..
صمت قليلاً وأكمل – أنا لا أظن ..




في مقهى الجامعة كانتا ملك وصبا تجلسان على نفس الطاولة التي في الزاوية كما هي العادة وأمام كل واحدة كوب قهوة ..
إعترفت ملك لنفسها أنها لن تستطيع مساعدة صبا في مشكلتها رغم رؤيتها لصديقتها التي بدت تتغير يومياً وتُصبح
متوترة وعصبية لأتفه الأسباب .. كانت تُجاريها في الإبتعاد الدائم عن موضوع زواجها وحفل عقد قرانها الذي بدأ يقترب ..
قالت صبا فجأة – لقد إلتقيت به مجدداً . .
عقدت ملك حاجبيها وهي تُغلق تقويمها الأكاديمي حيثُ تُدَون مواعيدها وكل مايخص العمل والجامعة به وقالت – علي ..؟
_ ومتى إلتقيت به حتى ألتقي به مجدداً أيتها الحمقاء ..
ضحكت ملك وقالت – حسناً حسناً .. لم أقصد إزعاجك .. مَن إذن ..؟
_ ذلك الرجل الذي قلت لكِ أنه حدثني في المكتبة وأخذ الكتاب ..
_ ذاك الذي يعرفكِ ولا تعرفينه ..؟
_ لم أقل أنه يعرفني ولكنه بدى أنه يعرفني .. نعم هو ..
_ أين إلتقيتي به ..؟
_ في المقهى .. عندما ذهبت بالأمس لشرب القهوة في مقهى قريب من منزلي كان يتتبعني ..
_ ماذا ...؟؟ هل أنتِ جادة ..؟ يَتبعُكِ ..؟ لماذا ..؟ ماذا يريد ..؟
قالت صبا ضاحكة – لم أعد أتذكر أسئلتك جميعها .. إهدئي قليلاً ..
ضحكت ملك وقالت – حسناً يبدو أنني صُدمت بقوة .. ولكن ماذا أراد ..؟
_ نصحني بأني إن لم أكن مقتنعة بزواجي فالأفضل أن اقول هذا ولا أرمي نفسي هكذا ..
كانت نظرة ملك متعجبة وهي تفكر قليلاً قبل أن تقول – إنتظري لحظة .. ما أدراه عن مسألة رفضك للزواج .. وإن كنا واضحين فما أدراه بأنكِ ستتزوجين ..؟
_ ههه .. هذا ما أريد معرفته أنا أيضاً ..
_ هل يمكن أن يكون هو ..؟
_ هو ..؟ ماذا تقصدين ؟..
_ إسمعي .. لقد إتصل بكِ علي ليسأل عن هذا الأمر أيضاً .. وأنتِ لم تريه من قبل .. هل يمكن أن يكون هو ..؟
بقيت صامتة قليلاً قبل أن تنفجر ضاحكة وهي تقول – لديكِ خيال أوسع من خيالي .. مابكِ ملك أين نحن ..
_ حسناً .. لم أجد تفسيراً أخر .. هل لديكِ أنتِ ..؟
_ لا .. ولا أريد التفكير بالأمر ..
_ مابكِ ..؟ لم أنتِ منزعجة ..؟
_ لا أعرف .. ولكني أشعر أن العالم بدأ يضيق بشكل جنوني ..
_ لم لا تفكرين بالأمر بشكل إيجابي ..؟ أليس هذا أفضل مما ترمين نفسك به .. رجل في سن الثلاثين من عمره , مهندس ويعمل في شركة والده الخاصة .. أليس الأمر جيد حقاً ..؟ أنتِ حتى لم تري وجهه .. ربما يكون وسيماً ويكون هو أميرك ..
_ ههههههه لديكِ سجل جيد عنه ..
_ لقد قالت لي صابرين هذه المعلومات لأنكِ ترفضين إطلاع أحداً عليها ..
_ ههههه .. وكأني أخاف أن يُسرق مني ..
_ لا تستهزئي .. لقد كبرنا صبا .. لم نعد أطفال أليس الأمر واضح بالنسبة لكِ .. لا تُفسدي حياة شخص بهذه الطريقة ..
إن كان الأمر يؤرقك جداً فأرفضي وأريحي نفسك .. بهذه الطريقة ستُقدمين للطرف الأخر أيضاً الراحة من حياة تبنيها على
الكئابة .. لأنكِ ترفضين الأمر الآن فلن تتقبليه مهما حاول زوجك إسعادك .. ستشعرين دائماً أن ما قمتي به أنتِ مجبورة عليه
ولن تستطيعي إسعاد نفسك أو إسعاده فلا تضعي نفسك بهذا الموقف .. لن تجدي أحد قربك يومها .. لأنكِ من صنع كل ذلك ..
وقفت صبا وهي غاضبة وصاحت بوجه ملك – تتحدثين وكأنكِ عشتي الحياة التي عشتها أنا .. مثالياتك دعيها لكِ فلست بحاجة لها ..
ربما إن كتبتي ما قلتيه للتو في كتاب ونشرتيه ستحصلين على مبيعات كثيرة ..
أخذت حقيبتها بعد هذا وغادرت المقهى .. لقد كان الجميع ينظر لهن بصدمة كبيرة .. إنها المرة الأولى التي تُخرج فيها صبا مثل
هذا الكلام القاسي وبتلك الطريقة الساخرة .. هل كانت نبرة ملك مؤنبة لدرجة تجعلها تغضب هكذا وتجرحها ..؟ لم تعرف إن كان الخطأ يقع عليها أم على صبا ولكن ماقالته
صبا جعلها تفقد القدرة على تصديق الأمر .. لقد كان أكثر من اللازم .. وكأنها خبئت هذا منذ زمن والآن تخرجه دفعة واحدة
لأن ملك حاولت أن تنصحها قليلاً .. لم تكن هكذا من قبل .. لقد كانتا كلاهما يتقبلان كل شيء من بعض ..
أحست بالإحراج الشديد من الموجودين وأخذت حقيبتها بسرعة وخرجت من المقهى .. لم تجد مكاناً تذهب إليه غير قاعة المحاضرات ..
ذهبت إلى هناك وجلست في مكانها تنتظر المحاضرة القادمة وهي لا تشعر بأي شهية للدراسة .. هل أصبحت مزعجة لهذه الدرجه بدون أن تشعر بذلك .. هل بدأ حديثها المتواصل لمحاولة مساعدة الناس ينقلب عليها .. هل أصبح البشر يكرهون من يهتم بمشاكلهم ..؟
هل عليها أن تبدأ بالعمل في مجالها فقط في العيادة .. من يحتاج للمساعده يأتي لها .. هل تستطيع فعل هذا ..
يجب أن تُجبر نفسها على عدم الإندساس في مسائل الأخرين .. حتى لا تحصل على كلام جارح أكثر من أعز الناس على قلبها ..
أصبحت تُفهَم خطأ في الأونة الأخيرة بشكل واضح .. حتى وليد الذي كان لا ينسى أن يتصل بها يومياً لم يعد يسأل عنها
وعندما تتصل به يتذرع بأنه مشغول وسيعاود الإتصال بها مجدداً بدون أن يفي بوعده .. يتذرع !!..
أخذت تفكر قليلاً بإستنتاجها .. لماذا عساه يتذرع.. لماذا وصلت لهذه الفكرة .. وليد لم يكذب يوماً عليها ..
ربما هي من بدأ يشك في الناس وترى بأنها قادرة على رؤية ما في داخلهم قبل أن يقولوه .. وليد رجل له حياته الخاصة
ولا يمكن أن يستمر الوضع دائماً وكأنهما مازالا طفلين .. لقد كبرا وأصبح لكلاهما حياته الخاصة ..
مهما كانا قريبان لبعضها فهما في الأخير ليسا أخوين حقيقيين .. لماذا تجد هي الوقت دائماً لتسأل عنه إذن ..
بدأ رأسها يؤلمها من شدة التفكير .. قررت أن تُخرج كتاب الرياضيات وتحاول حل المسائل ريثما يصل المدرس
فهذا أمر مفيد أكثر مماهي عليه الآن ..



التعديل الأخير تم بواسطة هبة ; 09-04-11 الساعة 01:49 AM
raghad165 غير متواجد حالياً  
قديم 20-11-10, 10:57 AM   #113

raghad165

نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم وقاصة وكاتبة في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية raghad165

? العضوٌ??? » 80695
?  التسِجيلٌ » Mar 2009
? مشَارَ?اتْي » 5,014
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » raghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   al-rabie
¬» قناتك NGA
?? ??? ~
جُل ما عظّمه في عينيَّ • صِـغر الدنيا في عيـنيــــه =))
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

صبا لم تقرر العودة للمحاضرة كما فعلت ملك .. لقد كانتمنزعجة من نفسها لدرجة جعلتها تخرج من الجامعة وهي لا تعرف إلى أين
تتوجه .. بقيت تسير في الطريق حتى إبتعدت عن الجامعة بدون وعي .. عندما أحست بأنها أصبحت بعيدة عن مكانها توقفت عن السير
وهي تشعر بأنها تريد أن تبكي .. ما قالته كان حقيراً جداً .. ملك تحاول أن تساعدها بكل ما لديها وهي تقابلها بتلك الطريقة ..
ماذا حدث لها .. كيف إستطاعت أن تفعل هذا .. هي تحسد ملك لحياتها الهادئة والتي لا يدخل فيها أي نوع من التعب المالي الذي تعيشه
صبا ولكنه حسد لاشعوري .. هي لا تقصد به الكره .. إنها فقط تريد أن ترتاح .. هي تُحب ملك وتتمنى لها أفضل حياة ولكن ماذا حل بها ..
لماذا أطلقت تلك الكلمات في وجهها .. مسحت عينيها بقوة وهي ترفع وجهها كي تشعر بنسمات الهواء الباردة عليها ..
لم تعرف ماذا يجب أن تفعل الآن .. أحست بأحد يقترب منها من الخلف فإستدارت بشكل هجومي ليتوقف الشخص من الإقتراب أكثر ..
عينيها الدامعتان أعلنتا صدمتها من وجود هذا الشخص هنا فصاحت بوجهه غاضبة – ماذا تريد .. لماذا تلحق بي مجدداً .. ألم أقل لك ..
_ لحظه لحظه ..
قطع حديثها وهو يرفع يده ليبرر موقفه فقال بعد أن أسكتها – أنا أعمل هنا .. رأيتك تسيرين بشكل جنوني وأنتِ تبكين فظننت أنكِ هنا بقصد رؤية أحد ..
لم تفهم الكثير مما قاله وأجابت – لا شأن لك بما أقوم به .. هل فهمت .. دعني وشأني فقط ..
كانت تصرخ بوجهه فقال لها – إهدئي أرجوكِ .. لا أقصد شيء حقاً ..
بدأت تُهديء من تنفسها وغضبها الذي حاولت الآن صبه على هذا الرجل الذي لا تعرف ماذا يقصد من ملاحقتها والظهور أمامها دوماً ..
جاء في بالها ماقالته ملك بسرعة .. قالت أن هذا الرجل هو علي خطيبها .. لا يمكن تفسير وجوده ومعرفته لكل تحركاتها إن لم يكن هو ..
أحست بالتوتر والإرتباك فقالت – ماذا تريد الآن ..؟
_ لا شيء حقاً .. أريد أن أسأل فقط إن كنتِ تحتاجين لشيء ..؟
فكرت بعد هذا .. أن هذا مستحيل لا يمكن أن يكون هو .. لماذا لا يُطلعها على شخصيته إذن ..
حاولت إبعاد الفكرة عنها وقالت – لا أحتاج لشيء ..
بدأت تشعر بأن نبضاتها بدأت بالتزايد .. إنها المرة الأولى التي تنظر له هكذا .. أنه وسيم أكثر منه جذاب .. شكله جميل جداً ..
لديه إبتسامة مريحة جداً و لطيفة تجعل من ينظر له يحب أن يطيل النظر بوجهه .. ربما إن ترك إبتسامته هذه سيبدو
أكثر جدية وسيكون شكله جميل أكثر .. هزت صبا رأسها لهذه الحماقات التي تفكر بها وهي بهذا الموقف الغبي أمامه ..
تحركت بعد هذا وهي لا تريد أن تقوم بأي شيء أحمق أمامه .. فكرت فقط بأنه لا يبدو في الثلاثين من عمره ..
عللت هذا أن هناك رجال يبدون أصغر من أعمارهم كما هو الحال معها . . فهي دائما ما تسمع الناس يقولون لها أنها لا تبدو
في الثانية والعشرين من عمرها .. لقد بدأت فكرة ملك تقتحم مخيلتها مجبرة إياها على تصديقها وهي لا تريد هذا .. نفضت الفكرة عنها
وهي تبتعد عنه بدون أن تُزعج نفسها بإلقاء التحية حتى .. لم يفعل هو أيضاً ..





..



عادت ملك في ذلك اليوم وهي تشعر بأنها لا تريد أن تتحدث مع أحد بشأن أي موضوع .. لقد كانت قد وصلت إلى أقصاها
من صبا .. كانت تنتظر أن تتلقى إتصالاً منها على الأقل لقول أي شيء ففي النهاية صبا من ترك المقهى وليست هي ..
أبلغتها شادن بأن ريم حصلت على الطلاق اليوم ..
_ هل أجبروا أيمن على ذلك ..؟
_ أعتقد أن جاد مخيف أكثر مما توقعت ..
قالت شادن هذا ضاحكة وأكملت – يستحق مايقوم به جاد له .. كان يجب أن يعرف أن يوماً ما سيعاقب على ماقام به لريم ..
_ أعتقد أن هذا صحيح .. ولكن ألا ترين أن جاد يستعمل يده أكثر من لسانه في جميع الأمور ..؟
_ ههههههههههه .. هل بدأتي تخافين منه ..
_ ولمَ عساي أخاف . . أين الأطفال ..؟
_ إنهم في الغرفة يلعبون ..
_ سأذهب لأراهم إذن ..
كانت ملك تريد أن تُنهي الحديث ولكن شادن لم تنتبه كثيراً لوضعها .. قضت ملك يومها ذلك وهي تحاول أن تتناسى إنزعاجها
من وليد وصبا في اللعب مع الأطفال ومحاولة إلهاء نفسها في أي شيء .. لقد كان ذلك اليوم هو أخر يوم لشادن في منزلهم ..
لقد إنتهت أجازة الأطفال وحان وقت عودتها لمنزلها .. إنزعجت ملك جداً للأمر فهي لا تريد أن يعود منزلهم لوضعه الهاديء ..
لقد كانا تالا وتيم يملئان المنزل بصيحاتهم وحتى إن كانت أحياناً مزعجة فهي تبقى روح في المنزل ..
بكت ملك كثيراً عندما ودعت شادن وكانت تلك هي المرة الأولى التي تبكي بها عند وداع شادن .. لم يكن الطريق بعيداً لدرجة
تجعلها تبكي .. ربما مشاغل الحياة تمنع الطرفين من زيارة بعضهما لأشهر ولكن متى ما شاءت ملك أن تزورها يمكنها ذلك ..
فالقطار يوصل لمكان سكن شادن بغضون ساعات ... شادن إنزعجت جداً لما قامت به ملك في ذلك الصباح .. بكائها جعل من وداعهم
كئيباً للغاية وجعل شادن تقلق كثيراً على ملك التي لم تُبدي من قبل هذا الكم الهائل من العاطفة في الوداع ...
خالد أيضاً شعر بأن هناك ما يؤرق حياة إبنته ملك ولم يستطع أن يكف عن التفكير بالأمر حتى عندما ذهب للمجلة ذلك اليوم ..
عند وصوله للجريدة كان في بريده اليومي رسالة تهديد عرف أنها تخص مقالة الجريمة التي كتبها قبل أن يقرأها حتى ..
كانت تقول بالحرف ..{ إن لم تكف عن كتابة ما تُمليه عليك الشرطة لن تكون بخير } .. أحس بالخوف على ملك في تلك اللحظه ..
لم يعرف لماذا جاءت صورتها أمامه بسرعة .. ربما لأنه كان في ذلك اليوم يفكر بها .. قرر أن يكون المقال الذي قدمه لرئيس التحرير ذلك اليوم هو أخر مقال ينشره يخص تلك الجريمة .. وقرر أن يُبلغ المقدم أحمد بالأمر في نفس اليوم ..
أحس أنه إن أقدم على شيءٍ أكبر فلن تكون ملك بخير وهذا ما جعله يتراجع بعد أول رسالة تهديد .. لن يخاطر بملك ..
عرف أنه ليس قوي لدرجة تجعله يفكر بأن من أرسل رسالة التهديد يمكن أن يتعرض لملك بأي شيء .. هكذا أعلن أنه ينسحب
من هذه اللعبة من الجولة الأولى .. بكاء ملك على شادن اليوم ذكره بأنها لا تملك سواه في الحياة كما هي بالنسبه له ..




بعد مرور بضعة أيام لم يتغير الوضع بين صبا وملك .. لم تعرف صبا لماذا لم تستطع حتى الآن أن تعتذر من ملك ..
لقد كانت تريد أن تتحدث معها بشدة ولكنها أرادت أن تتحدث مع نفسها أولاً .. أرادت أن تضع لما هي مقدمة عليه حد ..
إما أن تقبل أو ترفض .. هذا ما حاولت أن تفكر به بجدية بدون أن تصل لشيء .. تغيبت ذلك الأسبوع بحجة أنها تشعر
بالزكام وألم بالرأس فظيع يلازمها .. لم تقل والدتها شيء بل رحبت بأن ترتاح قليلاً في المنزل وهذا ماكان عليه رأي والدها أيضاً ..
صابرين حاولت أن تتحدث معها في مرة من المرات عن علي ولكن الصد الذي رأته من صبا جعلها تفكر كثيراً بإبلاغ والدها بأن
مسألة الخِطبة تؤرق صبا جداً وهي ماتجعل حالها كئيب هكذا .. رغم هذا لم تجد الطريقة ولا الشجاعة لهذا ..

في العيادة كانت ملك تجلس في غرفة جود وبيدها ورقة .. أخذت جود الورقة منها وقرأتها .. كانت طلب أجازة
عن الحضور في اليوم التالي للعيادة بسبب حفلٍ خاص .. سألت جود مبتسمة – حفل خاص ..؟
أجابتها ملك – نعم .. هند ستتزوج ..
_ هند ..؟
بدأت جود بإستعادة ذاكرتها فقالت ملك وهي تساعدها – أخت ريم .. من والدها ..
_ آااه .. إبنة سلمى .. إن هذا رائع هل يعرف جاد بالأمر ..؟
لم تعرف بماذا تجيب .. ولكنها لا تفكر كثيراً فلمَ هي محرجة – لا أعتقد .. هو لم يزرها في منزلها حتى ..
بانت علامات الإندهاش على وجه جود وقالت – حقاً .. هل هما متخاصمين ..؟
_ مع سلمى أجل .. ولكن هند لا ..
_ هل يُعقل أن ريم لم تخبره ..؟
_ أعتقد ان لديهم مشاكل عائلية بسبب سلمى .. أنتِ تعرفين كيف هي معهم ..
_ نعم نعم .. أعتقد أنه من السيء فعل هذا بالأشقاء ..
إبتسمت ملك وهي تفكر بكلمة اشقاء .. ريم وجاد أبعدا هند من دائرة الأشقاء تماماً وكأنها لا تمت لعائلتهم بصلة ..
تذكرت رد ريم على طلبها أن تحضر زفاف هند .. لقد رفضت الأمر بشدة وقالت – لا أريد أن أتذكر سلمى بأي شكل .. أتمنى لهند السعادة
ولكني لا أستطيع أن أرتبط بها بأي علاقة مادامت سلمى والدتها ..
عرفت بأنها تأخذها بجريرة والدتها ولكن ريم أوضحت بانها لا تستطيع تغير موقفها بتاتاً ..
عادت ملك للواقع وقالت – هل أستطيع الحصول على إذن ..؟
_ بالطبع تستطيعين .. رغم أني أذكر بأن لديكِ غداً جلسة مع نور أليس كذلك ..؟
_ هذا صحيح .. ولهذا السبب أرجو أن تستقبليها أنتِ .. يجب أن أكون مع هند غداً لقد وعدتها ..
إبتسمت لها جود فبانت بعض التجاعيد حول عينيها السواداوين وقالت – إنكِ فتاة رائعة ملك .. مع كل دقيقة تمر لنا معا تبرهنين لي أنكِ
الشخص الأمثل لهذه المهنة ..
قابلت إبتسامتها بإبتسامة خجل وهي تشكرها .. كانت جود تحاول دائماً أن تُميزها عن غيرها في هذه المهنة وتحاول تعليمها
أنها يجب أن تتخذ هذه المهنة وكأنها مهنة إنسانيه وتنسى تماماً أنها عملها .. ملك لم تكن لتفكر بالحصول على مديرة عمل
أفضل من جود حتى في أحلامها ... إن هذه المرأة ورغم هموم الناس التي عايشتها بشكل كبير جدا إلا أن تفاؤلها غريب فعلاً ..
مهما كان الأمر صغير وحتى إن كان مختفي فهي لا تستطيع أن تكون سوى متفائلة .. متأكدة أن غداً سيكون أفضل .. وأن
السنة الجديدة ستُحقق لنا جميعاً أحلامنا .. أن ملك تحاول دائماً أن تكون مثلها .. ولكنها بدأت تشعر في الأونة الأخيرة أن محاولتها
تكون فاشلة في أكثر الأوقات وكأن البشر يتحملون كل شيء من بعض إلا منها هي ..
عادت لجود وهي تقول – سأنصرف الآن .. لديكِ موعد بعد قليل كما قالت سارة وهناك من ينتظر في الخارج .. أسفة لأخذي وقت طويل ..
_ لا عليكِ عزيزتي .. إذهبي الآن ..
خرجت ملك من عند جود فأدخلت سارة الرجل الذي كان ينتظر دوره .. بقيت ملك واقفة أمام مكتب سارة حتى خرجت ..
_ هل تريدين القهوة .؟
سالتها سارة وهي تسكب لنفسها فأجابت ملك – نعم .. شكراً ..
قدمت لها كوباً من القهوة وجلست على كرسيها .. سألت سارة بعد ذلك – ملك .. لقد أنتظرت أن تقولي لي من تلقاء نفسك ما علاقتك بذلك الساحر الذي جاء إلى هنا ولكنكِ لم تتحدثي في الأمر وكأن شيئاً لم يكن ..
ضحكت ملك عليها وقالت – وكيف تحملتي عدم السؤال إلى الآن ..
_ المشكلة هي أنكِ لا تأتين إلى هنا يومياً .. وإلا لكنت عرفت المسألة منذ وقتٍ طويل ..
_ إنه فقط أخ لفتاة أعرفها .. وكان يسألني عنها ..
_ هل تعتقدين أنني طفلة لتكذبي علي بهذه الكذبة المشكوفة ..؟
عقدت ملك حاجبيها وقالت – ماذا تقصدين أيتها الحمقاء .. لماذا عساي أكذب ..؟
_ رجل كذلك لا يمكن أن يدعوكِ ليسأل عن اخته .. لماذا لم يسأل جود ..
_ هههههههه .. أخته ليست مريضة هنا .. إنها من معارفي فقط .. إسمعي سأقول لكِ شيء .. إنها قصة طويلة جداً .عمرها أكثر من خمسة عشر عاماً ولهذا السبب لن أحكيها لكِ فليس لدي المزاج لذلك ..
_ خمسة عشر عاماً .. لا تقولي لي أنكِ تعرفين ذلك الرجل منذ خمسة عشر عام ولم تقولي لي ..
_ ههههههههههههه .. صدقي ولا تفقدي وعيك .. أعرفه منذ أول يوم ولدت فيه ..
قالت ملك هذا ونهضت مسرعة نحو غرفتها .. صاحت سارة بإسمها وهي غاضبة – توقفي .. يجب أن تحكي لي ..
ولكن ملك ظلت تضحك ودخلت الغرفة بدون أن تقول شيء ..
عندما دخلت الغرفة حررت شعرها من القيد الذي كانت تلفه به وجعلته يتناثر حول كتفيها وجلست على الكرسي الطويل
الذي يجلس عليه المرضى عندما يطلبون الاسترخاء .. أغمضت عينيها قليلاً وتركت أفكارها تسير بدون وعي منها ..
لقد ظهر فوراً أمامها .. كانت تعرف أنه هو من سيزور أفكارها إن تركت العنان لعقلها بالتجول كما يشاء .. بدأت تتنفس بهدوء
وهي تفكر بوضعه الآن مع ريم .. لقد طلبت منها أن تخبره بمسألة هند .. ورغم ذلك أحست بان ريم لا تريد ذلك .. لماذا يفعلون هذا ..
أناس قاسوا لهذه الدرجة لماذا لا يستطيعون الإحساس بغيرهم .. قاسوا ..؟
فكرت قليلاً بهذه الكلمة .. هل كانت تلك السنوات حقاً قاسية على جاد .. هل عاشها بطريقة مؤلمة جداً أم أنه كان في رفاهية
تامة جعلته ينسى كل شيء خلفه حتى هذه اللحظة .. هل كان مهووس في جمع الأموال ولم يفق من ذلك الهوس
إلا الآن .. عندما حصل على ما يريد عاد .. عاد ليحصل على ما فاته من الماضي .. عاد ليُصلح ماقام به ..؟ ولكن ماذا كان يفعل هنا قبل
خمسة سنين .. إنها تتذكره الآن تماماً .. كان يقف أمام ذلك الباب بينما كتمت ملامحه أي نوع من المشاعر .. لقد كان مختلف ..
بدى في ذلك الوقت محطم تماماً .. كان كرجل عاد من الحرب مهزوم .. تعترف لنفسها أنها تريد أن تعرف كل شيء عنه .. ليس فضول ..
هو شيء غير ذلك .. شيء لا تعرف ما إسمه .. ولكنها تريد معرفة حياة ذلك الرجل بطريقة أو بأخرى .. لقد قال لها أنه ليس موضوعاً للمعالجة .. ولكنه كان مخطئاً .. إنه أهم موضوعاً للمعالجة .. تصرفاته كلها تدل على أنه يُخفي شيئاً كبيراً جداً ..
ربما لا يخفيه .. ربما يهرب من شيء كبير جدا .. كما فعل في الماضي .. ولكن ما هو هذا الشيء يا جاد .. ما هو الشيء الذي يجعلك
تتصرف بتلك الوحشية عندما يهاجمك أحد حتى لو كان الهجوم كلمة .. ماهو الشيء الذي يجعلك تحاول أخذ الجميع بجريرة من ظلمك سابقاً ..
نهضت بعد هذا وكأنها كانت ترى حلماً مزعجاً .. أعادت القيد لشعرها وعادت لتجلس خلف طاولتها تنقل بعض المعلومات للحاسب الآلي ..


لقد أخبرت والدها في ذلك اليوم أنها ستعود من العمل وتذهب إلى منزل هند مباشرةً .. لم يُمانع بل شجعها على الأمر
وكان سعيداً جداً بعودتها لحالها السابق .. كانت تُجبر نفسها على الظهور بشكل بشوش للغاية عندما تكون في المنزل فهي
لا تريد أن تُحمل والدها أكثر من طاقته .. مشاكلها الصغيرة هي تستطيع حلها بنفسها ولا داعي لجعل الجميع يتنبه بأنها منزعجة من
شيءٍ ما .. كانت تحمل معها حقيبة صغيرة حيث وضعت بها ملابس للنوم والملابس التي سترتديهم في حفل زفاف هند ..
لقد إتصلت وأكدت على شادن أكثر من مرة أن تحضر الزفاف ولا تتأخر .. كانت إجابة شادن محبطة في كل مرة ..
_ سأتي إن إستطعت .. ثقي بذلك ..
لم تفهم ملك ماهي حدود الإستطاعة لدى شادن وماتكون الأسباب ولكنها آملت فقط بأن تستطيع شادن الحضور ..
لقد أزعجها جداً أن صبا لم تأتي ووالدها أيضاً لم يقبل الحضور .. لم تكن لتطلب من وليد الحضور بتاتاً .. وجاد وريم كانا
قاسيين في هذه المسألة جداً ولم يتركا لها مجال لشرح الوضع بالشكل الصحيح حتى .. أزعجها ذلك الشيء من ريم للغاية
رغم أنها احست بأن ريم خائفة من أن تعود للماضي بأي شكل من الأشكال .. هند بالتالي تمت لأيمن بصلة قرابة وهذا ما كان
يجعل ريم تهرب من المسألة بكل الطرق الممكنة .. لم تسألها ملك مرة أخرى إن كانت حدثت جاد بشأن هند وأحست بأنها
تتدخل بمسائل لا تخصها .. تذكرت ما آلت إليه الأمور مع صبا لمجرد أنها قالت لها بضع كلمات محاولة أن تساعدها في التفكير ..
قررت أنها لن تعيد الكرة مع أحد .. ورغم محاولتها الكبيرة لإمساك نفسها فلم تستطع إلا أن تقوم بمحاولات صغيرة لإقناعهم مجدداً
بإسعاد هند ولو للمرة الأخيرة .. باءت محاولاتها جميعاً بالفشل .. قررت أن تتركهم وشأنهم وتحاول فقط أن تُهدئ من وضع هند في ذلك اليوم ..
هي الوحيدة التي ليست لديها ذكريات سيئة من سلمى ولذلك تستطيع أن تكون مع هند بشكل طبيعي للغاية ..
لقد كانت ماريا مدبرة المنزل تتصرف وكأنها والدة هند .. أسعد هذا الأمر ملك جداً في ذلك اليوم .. بينما هند كانت تحاول
أن تبدو سعيدة ومرحة للغاية .. لم تعرف ملك إن كانت تحاول أن تخبيء حزنها عن هند أم عن نفسها ولكنها لم تُزعجها بل
ساهمت كثيرا في جعل ليلة العزوبيه الأخيرة لهند مرحة وسعيدة .. ربما وصلت للأمر نظرياً .. ولكنها لم تعرف إن كانت تلك
الضحكات نابعة من قلب هند أم من صوتها فقط ..
ما أثار تعجب ملك هو عدم حديث هند عن جاد بتاتاً .. وكأن الأمر لم يمثل لها صدمة .. وكأن ذلك الرجل لم يغب تلك المدة
الطويلة .. هل تحاول أن تكون مثلهم .. هل تقبلت خروجها من العائلة الآن وإكتفت بأنها هند إبنة سلمى فقط ..
حاولت ملك أيضاً أن لا تزعج نفسها بالتفكير بالعلاقات الأسرية لهؤلاء الأشقاء والإكتفاء بكونها صديقة لهند فقط ..
في الليل كانتا تجلسان بملابس النوم مع ماريا على سرير هند المزدوج الكبير .. الفتاتان تحاولان الضحك على أي مسألة تحدث
بينما ماريا كانت تشعر بالحزن الشديد على شباب هند الذي ستكون غداً بداية ضياعه مع ذلك الرجل العجوز ..
قالت هند فجأة – ماريا .. لا تكوني كئيبة هكذا .. إنسي الامر فقط
قالت لها ماريا وهي تمسح على شعرها – هل نسيانه يساعد في شيء صغيرتي .. إن قلبي يتقطع ألماً عليكِ ..
حاول أن تبتسم بدون أن تظهر مدى ألمها وقالت – يتقطع لأني سأفارقك .. صدقيني ليس هناك سبباً أخر ..
_ إن كان هذا رأيك فليس لدي شيئاً أخر أقوله ..
قالت هند بألم – هل سيحدث شيء إن كان لي رأي أخر ..؟
_ أنتِ صغيرة جداً على تحمل هذا .. لقد حصلتي على الحجم الأكبر من الظلم في عائلتك بدون أن يشعر أحداً بذلك ..
ضحكة هند كانت مريرة لدرجة جعلت ملك تُجبر نفسها على عدم إخراج الدموع .. قالت هند بعد هذا ..
_ لن تنتهي الحياة هكذا فقط .. الحب شيء جميل وأنا جربته .. ولكني لم أُفلح به فلستُ أسفة على زواجي من رجل كبير ..
ما أحتاجه في حياتي هو الأمان والهدوء .. وهذا ما سأحصل عليه وكل شيء أخر يكون ثانوياً ماريا ..
إحتضنتها ماريا بقوة فدست هند وجهها في صدر مربيتها وبدأت بالبكاء .. قالت بعد ذلك بصوت متقطع – حقاً لستُ حزينة على زواجي ..
إني حزينة فقط لكوني يتيمه بينما أمي وأخوتي موجودين في الحياة . . إني حزينة لأني سأتزوج فقط لنسيانهم ولأُريهم أنني أستطيع أن أعيش بدونهم .. لأني سأتزوج لأريهم فقط أني لم أكن أطلب منهم الشفقة وبأني أستطيع أن أجعل حياتي هادئة .. أُريد أن أُريهم بأني لم أكن أطلب شيء سوى الحب .. الحب الذي لم أستطع أن أحصل عليه حتى من الشاب الذي أحببته منذ طفولتي .. لم أكن أريد من العالم
كله شيء سوى الحب .. العلاقات الطبيعية بين البشر .. المعاملة التي لا تُشعرني دوماً وكأن الجميع يخاف مني لخوفهم من أمي ..
وكأني نسخةً منها .. وكأن من يقترب مني ستحصل له كارثة .. كل من كنت أعرفه في طفولتي إبتعد عني فقط لأني إبنة سلمى ..
ليتني أنا ايضا إستطعت أن أبتعد عنها .. ليتني لم أُبرر لها كل ما فعلته وليتني لم أحاول أن أكون دوماً الطفلة الحنونه معها ..
إني أخاف أن يأتي يوم أكرهها فيه .. إن هذا يرعبني ماريا .. أريد أن ابتعد عنها قبل أن يأتي ذلك اليوم .. أريد أن أبتعد مادام
في قلبي هذا الحنين لحبهم .. أريد أن أبتعد قبل أن أُصبح سلمى أخرى من جراء معاملة أهلي لي ..
ملك أحست بدموعها الساخنة على خديها فمسحتها بسرعة .. رفعت هند رأسها بسرعة بعد هذا وقالت – لقد إرتحت حقاً الآن ..
أمسكت بيد هند بينما ماريا مازالت تحتضنها – ربما لم أفقد كل شيء .. وجود شخصين عزيزين على قلبي معي حتى الآن يجعلني متفائلة جداً .. صدقاني .
كانت نظرات ماريا وملك حزينة جداً لهند .. شعرت بأنها لم تخسر كل شي بوجودهما .. ليست وحيدة على الأقل .. إنها واثقة من أن
هذان الشخصان لا يحملان لها أي شفقة وأن وجودهما هنا بدافع الحب وليس شيئاً أخر .. لمجرد هذا الشيء يجب أن تعيش وهي مبتسمة .. يجب أن تكون متفائلة ولا تدع للحزن مكاناً في قلبها .. لقد سود الحزن حياة أناس كثيرين وهي لا تريد أن يحدث لها ذلك ..
منذ صغرها وهي تخاف أن تكتئب وتصبح وحيدة .. كانت تحاول دائماً إظهار وجهها الضاحك دوماً كي لا ينفض الناس من حولها ..
كي لا تصبح مملة وكئيبة فلا يقترب منها أحد .. لقد كانت فكرة البقاء وحيدة تُرعبها إلى درجة تجعلها دوماً تتسائل لماذا تفكر دوماً
بأنها ستبقى وحدها .. لقد عاشت حياتها مع الناس كثيراً ولم تكن وحيدة .. كان هناك دائماً أحد بجانبها فلماذا تخاف من فقدان
الناس هكذا .. لماذا تشعر بأنها إن قامت بأي خطأ سيتركها الجميع .. إنها لا تثق بنفسها بتاتاً .. لا تستطيع أن تفهم أن من يتحدث
معها يتحدث فقط لأنه يُحبها .. لا تستطيع أن تثق بأن هناك أناس لن يتركوها مهما فعلت ومهما حدثت لها من مشاكل ..
لا تذكر أنها تحدثت يوماً عن مشاكلها أو أحزانها لصديقة من صديقاتها .. لم تتحدث مع أحد سوى ملك .. ملك التي تعتبرها هند
تستمع لها بحكم عملها ..
قامت ملك بجر شعر هند مما جعل الأخرى تصرخ فقالت ملك – كفاكِ شروداً .. يجب أن ننام الآن فغداً سيكون لدينا عملاً كثيراً ..
_ أسفه ..
قالت هند محرجة فإبتسمت ملك لها بينما طلبت من ماريا أن تنام معهما في الغرفة .. كان السرير رغم أنه واسع فهو مصمم
لشخصين فقط .. ولكن إندست ملك على الطرف الأخر من السرير بينما إحتلت هند الطرف الأخر .. نامت ماريا في الوسط
وقامت الفتاتان بإمساك يداها من كلتا الطرفين وإحتضناها .. أحست ملك في ذلك اليوم أنها قدمت شيئاً جميلاً لهند ..
لقد أحست هي أيضاً بذلك الشيء .. شيء من الهدوء الروحي .. أنه شيء جميل ليس هناك كلمة تصفه لأنه يحدث للناس
عندما تهدأ أرواحهم فقط .. شيء من التفائل بأن المستقبل سيكون حتماً أفضل .. شيء مما تقوم به جود مع مرضاها دوماً ..
إنه ما تتمنى ملك أن تعطيه للبشرية بأكملها وأولهم صبا ..


....


صابرين كانت تجلس فوق سريرها في ذلك اليوم وهي تعبث بهاتفها .. لقد كانت تتراسل مع كارل عبر الرسائل السريعة على
الهاتف .. رغم إحساسها بالخوف من إكتشاف أحد لها في ذلك الليل وتوترها إلا أنها كانت تشعر بشعور جميل وهي تنتظر
أن يجيب عليها بعد أن تُرسل له .. لقد كانت تضع لنفسها أعذاراً وتصدقها لتُكمل تهورها في الإقتراب منه وهي التي تعرف
أنه كالنار بالنسبة لها .. إن إقتربت أكثر من اللازم فسيحرقها .. عذرها كان أنهما لم يتكلما سوى في مواضيع عامة ..
مواضيع يتحدث بها جميع الزملاء والطلبة في المدرسة .. أسئلة عامه حول حياة كل واحد منهما بسطحية .. أحياناً يصبح
الحديث مزاحاً فقط فيأخذ الوقت كله بدون أن يقولا شيئاً جاد في الرسائل ..
أرسل لها رسالة لم تعرف كيف تجيب عليها .. كان مضمونها ..[ تعبت من الكتابة .. هل أستطيع أن أتصل بكِ ..؟ ]
كانت متأكدة أنها لن تخبره بأنها تعيش في منزل مكون من غرفتين واحدة لوالدها ووالدتها والأخرى لها ولأختها الكبيرة ولأخويها
الصغيرين .. ولكنها لم تكن لتتورط .. أجابته فقط بأنها لا تستطيع لأنها تريد أن تنام فيجب عليها أن تستيقظ غداً مبكراً للمدرسة ..
شعرت بالإنزعاج لأنه قال لها فقط [ حسناً .. تصبحين على خير إذن .. ] .. تعرف أنها لا يجب أن تنزعج من الأمر ..
لقد قال لها منذ أن أعتذر لها بعد إيصاله لها ذلك اليوم أنه لا يريد أن يكون بينهما شجارات .. أفهمته أنها لا تحب أن تتحدث
مع أحدٍ في المدرسة لأن سُمعتها ستتلوث فوراً فطلب منها أن يكون تواصلهم عن الطريق الهاتف وبأنه لا يريد شيئاً سوى أن
يكونا زميلين .. لم تستطع أن تتراجع بعد أن أعطته رقم هاتفها .. ولكنها شعرت بأن ماقالته جعل منها فتاة قذرة ..
من تلك التي تسمح بأن تتحدث مع شاب في الخفاء ولكنها لا تريد ذلك في العلن كي لا يفكر الناس بها بطريقة مختلفة ..
كيف لم تنتبه لنفسها وهي تقوم بكل تلك الحماقات .. لقد كانت تتفاخر دائماً بأن أحداً من الشباب لم يستطع أن يجعلها
تفعل شيء هي ليست مقتنعة به ولم تكن يوماً تنزعج أو تقوم بشيء ترفضه عائلتها المتشددة ..
لماذا إستطاع هو فقط أن يُربك حياتها هكذا .. والمصيبة هي أنه لم يطلب منها شيء يجعلها تُفكر به بتلك الطريقة الوردية ..
إنها تقول في كل مرة بأنها ستكون سطحية ورسمية معه جداً في المرة القادمة ولكن عندما يرسل لها رسالة تبدأ الحديث معه
وكأن شيئا لم يكن .. بدأت تخاف من فقدان سيطرتها على نفسها عندما تراه .. يجب أن تعرف العالم الذي تعيش فيه والمجتمع جيداً
ويجب أن تعيش على هذه الأسس .. هي تعيش في عائلة ترفض الخطأ ولو لمرةٍ واحدة ولم يكن ذلك الأمر صعباً عليها أبداً
فلماذا هو صعب الآن .. ليس في كارل شيء مميز سوى أنه مختلف قليلاً بطباعه عن الطلبة الآخرين وأنه يتحدث بشكل رائع وأنه
وسيم للغاية والفتيات جميعهن مجنونات به .. ضحكت على نفسها كالمجنونة ووضعت رأسها على الوسادة .. إنها
تتغزل به وهي لا تشعر .. حالها يُرثى له حقاً .. هذا ما أحست به وهي تبتسم ساخرة من نفسها .. الشاب لم يقل لها حتى الآن
كلمة تميزها عن غيرها ممن يعرفهن وهي بدأت تطير معه بين النجوم .. أغلقت عينيها بعد ذلك وغطت في نومٍ عميق وصورة
كارل لم تفارقها ..




التعديل الأخير تم بواسطة هبة ; 09-04-11 الساعة 01:50 AM
raghad165 غير متواجد حالياً  
قديم 20-11-10, 10:58 AM   #114

raghad165

نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم وقاصة وكاتبة في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية raghad165

? العضوٌ??? » 80695
?  التسِجيلٌ » Mar 2009
? مشَارَ?اتْي » 5,014
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » raghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   al-rabie
¬» قناتك NGA
?? ??? ~
جُل ما عظّمه في عينيَّ • صِـغر الدنيا في عيـنيــــه =))
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي





raghad165 غير متواجد حالياً  
قديم 20-11-10, 10:59 AM   #115

raghad165

نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم وقاصة وكاتبة في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية raghad165

? العضوٌ??? » 80695
?  التسِجيلٌ » Mar 2009
? مشَارَ?اتْي » 5,014
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » raghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   al-rabie
¬» قناتك NGA
?? ??? ~
جُل ما عظّمه في عينيَّ • صِـغر الدنيا في عيـنيــــه =))
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



raghad165 غير متواجد حالياً  
قديم 20-11-10, 11:08 AM   #116

raghad165

نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم وقاصة وكاتبة في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية raghad165

? العضوٌ??? » 80695
?  التسِجيلٌ » Mar 2009
? مشَارَ?اتْي » 5,014
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » raghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   al-rabie
¬» قناتك NGA
?? ??? ~
جُل ما عظّمه في عينيَّ • صِـغر الدنيا في عيـنيــــه =))
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



raghad165 غير متواجد حالياً  
قديم 20-11-10, 11:09 AM   #117

raghad165

نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم وقاصة وكاتبة في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية raghad165

? العضوٌ??? » 80695
?  التسِجيلٌ » Mar 2009
? مشَارَ?اتْي » 5,014
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » raghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   al-rabie
¬» قناتك NGA
?? ??? ~
جُل ما عظّمه في عينيَّ • صِـغر الدنيا في عيـنيــــه =))
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي








التعديل الأخير تم بواسطة هبة ; 21-11-10 الساعة 03:18 PM
raghad165 غير متواجد حالياً  
قديم 20-11-10, 11:11 AM   #118

raghad165

نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم وقاصة وكاتبة في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية raghad165

? العضوٌ??? » 80695
?  التسِجيلٌ » Mar 2009
? مشَارَ?اتْي » 5,014
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » raghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   al-rabie
¬» قناتك NGA
?? ??? ~
جُل ما عظّمه في عينيَّ • صِـغر الدنيا في عيـنيــــه =))
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



raghad165 غير متواجد حالياً  
قديم 20-11-10, 11:12 AM   #119

raghad165

نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم وقاصة وكاتبة في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية raghad165

? العضوٌ??? » 80695
?  التسِجيلٌ » Mar 2009
? مشَارَ?اتْي » 5,014
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » raghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   al-rabie
¬» قناتك NGA
?? ??? ~
جُل ما عظّمه في عينيَّ • صِـغر الدنيا في عيـنيــــه =))
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



raghad165 غير متواجد حالياً  
قديم 20-11-10, 11:14 AM   #120

raghad165

نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم وقاصة وكاتبة في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية raghad165

? العضوٌ??? » 80695
?  التسِجيلٌ » Mar 2009
? مشَارَ?اتْي » 5,014
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » raghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   al-rabie
¬» قناتك NGA
?? ??? ~
جُل ما عظّمه في عينيَّ • صِـغر الدنيا في عيـنيــــه =))
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



raghad165 غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:11 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.