شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء ) (https://www.rewity.com/forum/f118/)
-   -   ودارت الأيام "رواية مسلسله"... ** مميزة ** (( كاملة )) (https://www.rewity.com/forum/t13298.html)

زاهره 18-06-08 12:32 AM

ودارت الأيام "رواية مسلسله"... ** مميزة ** (( كاملة ))
 
الجزء الأول

كانت ندى تعدل حامل الكاميرا على كتفها باعياء عندما لمحته.... ذلك الشخص الذي تكاد تقسم إنه يشبه إلى حد بعيد....زوجها،إنها المرة الثالثة التي تراه فيها لقد بدأت تظن أنها تهذي من شدة إرهاقها فهي تكثر من العمل....في كل مرة تراه ما إن تستدير أو تطرف بعينيها يكون قد اختفى لكن هذه المرة كان متجه نحوها و مع اقترابه تأكدت ندى إنه مروان...إنه هو رغبت في ان تهرب.... تركض لأي مكان لكن الصدمة شلتها.... لم تتوقع ندى أن تراه بعد كل هذا الوقت حتى أنها كانت تميل إلى إخبار الناس أنها أرملة، أحست أن الخمس سنوات غيرت فيه الكثير لقد إزداد سمرة و لاحظت أنه ترك شعره الناعم طويلا بعد ان كان يقصه دوما.... أصبح فكه أكثر صلابة و عضام وجهه بارزة بطريقة تنذر بالشر.... بالمجمل كان يبدو أكثر نضوجا و أكثر عنفا....فكرت ندى قليلا.... نعم مظهره يوحي بالخطر قطع حبل أفكارها صوته الأجش: هل مازلت تستغرقين في أحلام اليقظة كما اعتدت أن تفعلي؟ .... آن لك أن تكفي عن هذه العادة، قالت مقطوعة الأنفاس:مـــ.... مروان، رفع حاجبيه في سخرية: إذن مازلت تتذكرين اسمي يا ... صمت قليلا ثم سألها : بماذا تريدين أن ادعوك ندى؟ ام انك تفضلين أن احدثك كما مضى يا ...زوجتي , قالت ندى بحده : انني لم اعد زوجتك , قالت هذه الجملة و عضت على شفتها , قال بهدوء مستفز: انا وانت نعرف انك مازلت زوجتي ....قد تكون الخمس سنوات مده طويلة بالنسبه لك و هي كافيه لتنسيك زاوجنا لكنها ليست كذلك بالنسبة لي فقد مرت سريعا , للحظه ظنت ندى انه يقصد بكلامه انه لم يستطع نسينها لكنه قال" لقد مرت سريعا " كانت تود ان تصرخ به "اتعرف مادا فعلت بي هذه الخمس سنوات " لكن هذه الصرخة لم تتجاوز حنجرتها , قال بسخرية : ها انت تعودين الى احلام اليقظه ...تصورت ان لقائنا بعد هذه الفترة قد يأخذ عده اشكال لكن ليس من ضمنها ان تظلين مسمره في مكانك تحدقين بي وكأنك ستلتهميني , كانت ندى تقبض على الكاميرا بقوه حتى أبيضت اناملها نظر مروان ليديها ثم أخذ الكاميرا من بينهما:هل أنت على وشك ضربي بهذه؟، ضحك فقالت له:هل كنت تتوقع أنني ما أن أراك حتى آخذك بين ذراعي، ابتسم: لا...ليس إلى هذا الحد، مدت يدها له: اعطني الكاميرا، ابعد الكاميرا عن مدى يديها و أخذ يقلب فيها و كأنه سيفتحها فصاحت به: حذار أن تفعل، قطب جبينه في استهزاء: لا تخافي لن أمس فيلمك الثمين....أخبريني هل تختبئين في هذا المكان و تتقافزين هنا و هناك بكاميرتك تلتقطين الصور السخيفة لأناس اغبياء يدفعون فيها أموال طائلة؟، أحست ندى بالاختناق لكلامه ففي السابق لم يكن يفكر بهذه الطريقة تجاه عملها رغم أنه كان في بدايته إلا أنه كان يقدره، قالت باستنكار:صور سخيفة؟ و أناس أغبياء؟عن ماذا تتكلم؟ إنها تسمى دعايا...صور للدعايا إن لم تكن تعرف، و صرخت به:ثم انك آخر شخص يمكنه التحدث عن التقافز لأنك لم تمضي أكثر من شهر في مكان واحد بل كنت تتنقل في كل أنحاء العالم حتى بعد ان تزوجنا،لاحظ مروان أنها بدأت تصيح بهستيرية و أخذت ترتجف فقال:حسنا...حسنا اهدئي هل سنبدأ في الصراخ و لوم بعضنا البعض هكذا في الشارع و أمام الناس....إذا رغبت بذلك تعالي معي إلى يختي إنه يرسو على الضفة اليمنى للنيل من هذا الاتجاه، رفعت يديها المرتجفتين و كأنها تصد عنها شئ: لا ...لا أريد أن أنبش ما مضى.... و إذا سمحت أعد لي كاميرتي السخيفة لأذهب من هنا، لاحظ مروان ان يديها ترتعدان...يا إلاهي ما كل هذا هل تكون هذه هي ردة فعلها و هي من تركتي؟...عُدت لأجدها رحلت و بدون أثر، ترك مروان أفكاره جانبا و نظر لها بدهشة فلم يسبق له أن رآها بهذا الهياج العاطفي فقال بضيق: ندى اهدئي...حتى لو اعطيتك الكاميرا فلن تستطيعي حملها و أنت ترتعدين هكذا فهي ثقيلة جدا اتركيني احملها لك هي و باقي أغراضك سوف أوصلك لمنزلك ثم أتركك في سلام، صاحت بتلقائية: لا، فكرت بكلمته "في سلام" و من أين لها أن تحس بالسلام؟ و من أين يأتي هذا السلام بعد ظهوره مرة اخرى في حياتها؟.... إنها تسعى للشعور بالسلام منذ أن رحل...إنها بالكاد استطاعت ترتيب أمور حياتها و ها هو الآن قد أتى ليفجر كل شئ و يقول لها سأتركك بسلام، تراجع مروان للوراء إزاء صرختها "لا" هذه ، قالت و هي تجاهد لتتمالك أعصابها: حسنا فلتوصلني لمكتبي فهناك الكثير من العمل الذي يجب أن انجزه اليوم و أكون شاكره لك لو حملت لي هذا، ناولته حامل الكاميرا فلقد كان ثقيلا بحق... أخذه منها و اصر أن يحمل حقيبة أوراقها أيضا، كانا يسيران في صمت قطعته ندى بأن سألت مروان لا شعوريا: ماذا تفعل في الأقصر، كانت تتوقع أن يقول لها اهتمي بشؤونك، لكنه لدهشتها أجاب بتلقائيه و كأنه لم يحدث شئ بينهما يوما : لقد اتصل بي لؤي...لو تذكرينه إنه صديقي الأشقر الذي يعمل في مجال الآثار، أومأت برأسها ايجابا: نعم أذكره لقد حضر زفافنا، التفت لها مروان فالتقت نظراتهما و لم تدري ندى ما الذي دفعها لذكر زفافهما.... أشاح مروان بوجهه و أكمل: نعم إنه هو... لقد وجد قطعة نادرة و لعلمه أنني أهوى هذه الأمور اتصل بي في القاهرة و لحسن الحظ كنت عائد لتوي من رحله فطلب مني القدوم و ها أنا هنا،عندما وصلا إلا الشارع حيث يوجد مكتب ندى توقفت و قالت له: شكرا على المساعدة....يمكنني أن أتدبر أموري الآن، غضب مروان منها إنها تحاول أن تطرده من حياتها بلباقة لكنه فكر...لا....ليس مرة أخرى و أصر أن يعرف كخطوة أولى مكان مكتبها فقال بغيظ: هذا أمر أعرفه حق المعرفة فانت تدبرت أمرك من دوني لمدة خمس سنوات يا ندى و على ما يبدو باستطاعتك فعل هذا لما تبقى من حياتك إنه أمر لا أشك فيه، أحست ندى بغضبه فقالت: كل ما وددت أن أقوله أنه.... قاطعها: أنه يجب أن أغرب عن وجهك، قالت متلعثمة:لا إنني...إنني لم أقصد ذلك، قال: إذن تفضلي أمامي سأوصلك إلى مكتبك فلا تخافي لو عرفت مكانه لن أقتحم عليك المكان ليل نهار، أحست ندى بالحرج و فكرت أنه لا مبرر لما تفعله حتى لو عرف مكان مكتبها فذلك لا يشكل خطورة على سرها الكبير فهي لا تأتي بمهند "ابنها" للمكتب أبداً.

يتبعـــــــــــــ............

روابط فصول الرواية ....

الفصل الاول...فى نفس المشاركة
الفصل الثانى
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادى عشر
الفصل الثانى عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الحادى والعشرون
الفصل الثانى والعشرون
الفصل الثالث والعشرون والاخير


ΜāŘāΜ ~ Ś 18-06-08 01:00 AM

بدايه رائعه يا زهره .. بجد والله مش مجامله جميله جداً رغم ان اللي كتبت صغير ولم يوضح شيء من القصه لكن أسلوبك اكثر من رائع .. أحسنت عزيزتـي أستمري .. وبأنتظار أجزاء أخرى توضح القصه اكثر وتدخلنا باجواء الأحداث .. يعطيك الف عافيه ..

سعود2001 18-06-08 01:38 AM

اسلوب رااائع زاهره و واضح انك متمكنه من اللغة و التعبير
و تملكين مفاتيح سرد القصه
كملي و اعتبرينا على مقاعد الانتظار من الان

زاهره 18-06-08 03:43 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة maram (المشاركة 227332)
بدايه رائعه يا زهره .. بجد والله مش مجامله جميله جداً رغم ان اللي كتبت صغير ولم يوضح شيء من القصه لكن أسلوبك اكثر من رائع .. أحسنت عزيزتـي أستمري .. وبأنتظار أجزاء أخرى توضح القصه اكثر وتدخلنا باجواء الأحداث .. يعطيك الف عافيه ..

الله يخليكي مرمر
و ان شاء الله مع تتابع الاجزاء رح توضح القصه و اتمنى انك تتابعي الروايه لان رايك يهمني
و مشكوره على تشريفك ليا حبيبتي

زاهره 18-06-08 03:46 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعود2001 (المشاركة 227385)
اسلوب رااائع زاهره و واضح انك متمكنه من اللغة و التعبير
و تملكين مفاتيح سرد القصه
كملي و اعتبرينا على مقاعد الانتظار من الان

مشكور اخوي سعود هذا من ذوقك مو اكثر
و انا مش متمكنه و لا شئ هذي مجرد هوايه و اتمنى اني اكون كويسه فيها
نورتني بمرورك الكريم

و ان شاء الله رح أكمل باقي الاجزاء و لا تبخلوا عليا بآرائكم اللي أكيد تهمني

زاهره 18-06-08 03:50 AM

الجـــــــــــــــزء الثـــــــــــــــاني


عندما دخلا المكتب و بدى واضحاً أن مروان غير مستعجل في الذهاب فعرضت عليه فنجان قهوة تحدثا قرابة الساعة أخبرته ندى فيها عن عملها و تفادت التطرق للأمور الشخصية، اخبرته كيف أن أعمالها توسعت فهي تحولت من هاوية مبتدئة إلى مصورة محترفة و تعاقدت مع اكثر من شركة فلم تعد هي تلك الهاوية التي كانت تأخذ مهنتها كمصورة كشئ ثانوي فهو الآن أصبح كل حياتها بعد "مهند" طبعا لكنها لم تخبره بذلك، أخبرها مروان أنه سعيد من اجلها....تقبل بصدر منقبض أن زوجته لم تعاني من فقدانه كما عانى هو من غيابها من حياته فها هي تشق طريقها في الحياة....لاحظت ندى عبوس مروان الذي لم تدري له سبب لكن رؤيته وقد ضايقه شئ_حتى لو لم تعرف ما هو_جعلها تستاء، عرضت عليه أن تاخذه في جولة لتريه المكان، كان مكتبها يتألف من صالة لاستقبال الزبائن و غرفتين احدهما لمساعدتها صفاء أما الأخرى فكانت لها و تتصل بالغرفة المظلمة حيث تقوم باظهار الصور بها....كانت هذه الغرفة تتصل بالغرفة الخاصة بها عن طريق باب و قف مروان به و قال: لم تتغيري، التفتت له:عفوا؟، كرر كلامه: قلت أنك لم تتغيري....تقومين بكل عملك بنفسك فانت تحمضين صورك في المكتب بدلاً من إرسالها لأي محل ليفعل ذلك بكل سهولة كما انك اخترت أن تكون الغرفة المظلمة هي التي تتصل بغرفتك بدلا من ان تكون غرفة مساعدتك، قالت له:إنني لا أضمن ما قد يحدث للصور التي أبذل كل الجهد لالتقطها....رغم أنك تظنها سخيفة إلا إنني ألاقي كل العناء لأحصل على لقطات جيدة،تجاهل تذكيرها له بما قاله عن صورها و قال: أتقصدين أنك لا تثقين بأحد ليفعل لك ذلك....كما قلت لك أنت لم تتغيري،تشنجت: لا تتكلم عن عدم الثقة فأنا وثقت بك حتى أنني تزوجتك ظنا مني أنك....صمتت ثم قالت:مروان لا أريد أن نخوض في مثل هذا الحديث،قال لها باستسلام: أنتِ من بدأتِ، قالت بغيظ:و لكنك حرضتني على ذلك، توجهت للباب: بعد ان ساعدتني في حمل أغراضي أشكرك....و أظن أنه يوجد هناك عمل ينتظرك كما أنني.....قال:حسنا أيتها اللبقة سوف أرحل...لقد تساءلت متى ستقومين بطردي و إلقائي خرج مكتبك كما تتمنين، زفرت:أنا لم.... قاطعها مبتسما:حسنا حسنا أيتها الحسناء على كل حال أنا لست غاضب،توجه إلى الباب ثم استدار: إلى اللقاء يا زوجتي، غمز لها ثم خرج و أغلق الباب وراءه، جلست ندى بعد ان احست أنها لن تستطيع الوقوف و كأن قدميها تحولتا إلى هلام.....لقد ناداها كما كان يفعل في ما مضى " يا حسناء" لم تكن تعرف أن مجرد كلمة منه ستهزها بهذا الشكل لكنها اعترفت لنفسها إنها لم تنسه يوما..... فما تحمله له من حب من الصعب أن تمحيه....لكنها عقدت العزم أن لا تسمح له أن يقتحم حياتها مرة أخرى فلو حدث ذلك لن تستطيع الصمود مرة أخرى بعد رحيله.....كما إنها لا تريده أن يعرف بأمر "مهند" فلو عرف أن له ابن فلن يذهب فإما أن يظل معها لأجله أو يأخذه منها و هي لن تتحمل أن يحدث أي من الأمرين....وقفت و أمسكت بحقيبتها تتحسسها...." لقد كان يحملها بين يديه" و أخذت تقلب الكاميرا بين يديها كما كان يفعل مروان و كأنها تتبع أماكن أصابعه.....تركت الكاميرا بغضب و هزت رأسها بعنف وقررت أن تبدأ بالعمل لتصرف من ذهنها التفكير به فيكفيها إنه طوال خمس سنوات و هو يغزو لياليها و يسكن أحلامها.
********************
جر مروان قدميه جرا إلى اليخت و ما أن دخل حتى استلقى على السرير و اتصل بصديقه ليعتذر له لأنه لا يشعر برغبة في الخروج و اخبره أنه سيحضر في الغد، فسبب قدومه في الأصل ليرى ندى و لم يكن يهتم مثقال ذرة بما قد يريه صديقه مهما بلغت ندرته او قيمته فحياته لم تعد تحتمل و يجب أن يجد السبيل لتعود ندى له...ندى...فكر في لقاؤه المأساوي معها كان يعرف أنه عندما يراها فإن لقاءهما سيكون أشبه بكارثة لكنه لم يتصور أن تكون متألمة بهذا الشكل و أخذ يتساءل باحباط و كأنني أنا من تركتها؟ إنها تتصرف كأنني أنا من هجرها و ليس هي .... كان دوما يسخر من ندى لاستغراقها في التفكير فكثيرا ما كانت تشرد و كان يقول لها أن تكف عن أحلام اليقظة لكن هذه المرة هو الذي استغرق في التفكير... التفكير في الماضي....تذكر ما حدث منذ سبع سنوات عندما رآى ندى لأول مرة كانت في الثامنة عشر من عمرها لكنها كانت تبدو كطفلة في العاشرة.... اتصل مدير مروان به و أخبره عن رجل الأعمال الكبير "عبد العظيم رأفت" و عن رغبته في العمل معهم فهو يملك قطعة أرض في سيناء و يواجه مشاكل بخصوص التنقيب عن البترول بها و ما كان من مروان إلا أن حدد موعد مع عبدالعظيم و ذهب للقائه في فيلته و هكذا كان لقاؤه الأول بندى....ما إن دخل حديقة الفيلا حتى تناهى إلى سمعه صوت طفولي يغني بطريقة خالية من الهموم كان يتوقع رؤية طفلة لكنه عندما أطل برأسه بين الأشجار رآها....باستثناء ملامح وجهها الطفولية كانت بعيدة كل البعد عن الأطفال بقامتها الطويلة و جسدها النحيل كانت تربط شعرها بمنديل....كان منسدل و يصل لخصرها قطعت غناءها عندما أحست بوجوده و التفتت بسرعة و ما ان رأته حتى أحمر وجهها خجلا....نظر لها مروان مشدوها ياإلاهي إنها كالملاك حدث نفسه و هو يصر على أسنانه" تحرك من مكانك أيها الأبله فلو ظللت مسمّر تحدق بها بهذه الطريقة ستفزعها" قال:معــ.... معذرة يا آنسة.... قالت: ندى... اسمي ندى، قال لها: عذراً يا آنسة ندى لم أقصد إخافتك، ابتسمت: لا عليك....أظن انك المهندس الذي ينتظره أبي أليس كذلك؟، قال: نعم إنه أنا، وقفت و مسحت يديها في بنطالها كما يفعل الأطفال عند فروغهم من اللعب و أشارت للفيلا: تفضل معي ساقودك لغرفة المكتب فوالدي ينتظرك......كان هذا لقاؤهم الأول، رآها مرة أخرى عندما دعاه والدها ليحضر حفل زفاف ابنه_شقيق ندى الأكبر_ كانت تقف بعيدة عن الجموع تبكي بصمت كانت دموعها تنهمر على خديها في غزارة....اقترب منها و سألها برقة: لما البكاء؟!،رفعت رأسها و هي تمسح عينيها و حاولت ان ترسم ابتسامة على شفتيها فخرجت متكلفة:لا شئ، سار معها قليلاً في الحديقة تحدثا و أخذ يحكي لها عن طبيعة عمله في البحث عن البترول ليلهيها عن البكاء كما أخبرته هي عن سبب بكائها فهي ستفتقد أخيها "فؤاد" فقد كان مقرباً لها بصورة كبيرة فطالما اعتادت أن يكون لها أخ و اخت و أمين على أسرارها، واسها مروان و لم يحس بنفسه إلا و هو يقص عليها حكايات طريفة لاضحاكها، قالت له مبتسمة: ألم تلاحظ يا أستاذ مروان أننا دوما نلتقي في ظروف غريبة و تسبب الإحراج، رافع حاجباً بتساؤل فضحكت ضحكتها الطفولية: هيا لا تدعي الجهل ففي المرة الاولى ضبطتني و انا أغني بصوتي الكارثة و في المرة الثانية كنت أبكي كطفل معاقب، ابتسم: لا يهم كيف نلتقي المهم أننا نلتقي، لم يدري مروان كيف أفلتت منه هذ الجملة التفتت له باستغراب و كانت على وشك قول شئ إلا أن والدها ناداها: ندى إن فؤاد يبحث عنك في كل مكان.... لقد ترك عروسه ليبحث عنك...اتركي مروان قليلا و اذهبي لفؤاد، نظرت له ندى:أستأذنك، ثم امسكت بفستانها و ركضت بعيدا، ساله والدها ضاحكا: أعرف أن ابنتي جلبت لك وجع الرأس بكلامها اعذرها فهي لم تتصور يوما أنها ستفترق عنه، فكر مروان وجع الرأس...إن هذا آخر شئ يمكن أن يحس به مع تلك الجنيَّه قال لوالدها: لا أبدا يا سيدي.
بعد أن أنهى مروان العمل الخاص بوالد ندى ظل صديقا للعائلة و أصبح هو و فؤاد أكثر من أصدقاء فكانا يتشاركان في كثير من الهوايات كما ان والدة ندى أحبته كثيرا و اعتبرته ابن ثانٍ لها أما ندى فكانت تعامله كأخ كبير لها تسر له بأمورها و تستشيره في أحوالها....هو أول من لاحظ شغفها بالصور و ابتاع لها أول كاميرا اقتنتها، لقد كان معتز بحريته و لم يتصور يوما أن يتخلّى عنها يوماً و يربط مصيره بمصير أي إمرأه....كان قد بلغ السادسة و العشرون من عمره دون أن يفكر في بالزواج فهو دائم التنقل بحكم عمله و لا يضيره ان يكون خالي من أي مسؤولية تجاه أي أحد و لكن بمرور الأيام أصبح على استعداد ان يرمي حريته هذه في سلة القمامة و كل هذا من أجلها... من اجل ندى.
أفاق من ذكرياته و هو يحس بالألم....فكل هذا لم ينجح.... لم ينجح فلم يمضي على زواجهما عامان فقط و بعدها افترقا و حتى الآن يجد صعوبة في معرفة السبب الفعلي لافتراقهما.


يتبعـــــــــــــــــــــ ــ..............

سعود2001 18-06-08 06:26 PM

شوقتينا زاهرة بالانتظاااار

زاهره 18-06-08 06:56 PM

ان شاء الله ما رح اتاخر في تنزيل الاجزاء و مشكور على متابعتك اخي الكريم

زاهره 18-06-08 07:10 PM

الجـــــــــــــزء الثالـــــــــــــــث


نظرت ندى إلى ساعتها إنها تعمل منذ أربع ساعات.... من المؤكد ان نسرين _جارتها_قد بدأت تتساءل عن سبب تأخرها في الذهاب لأخذ مروان، غسلت يديها ثم تأكدت من وجود كل شئ في مكانه ثم أغلقت المكتب و هي طريقها إلى المنزل اتصلت بنسرين و أعتذرت لها عن التاخير و اخبرتها انها في طريقها إليها ثم اتصلت بصفاء_مساعدتها_ لتطمئن على صحتها فقد أصيبت بالانفلونزا مما منعها من العمل فأعطتها إجازة، عندما وصلت لبيت نسرين الذي لا يفصله عن منزلها سوى بضع شجيرات طرقت الباب و كما توقعت مهند هو من فتح الباب و ما أن رآها حتى التفت لنسرين: ألم أقل لك إنها ماما، قفز بحضن ندى: لماذا تأخرت ماما؟، ضحكت نسرين و تقدمت من الباب: يبدو لي أن رفقتي لم تكن محببه على نفس مهند، سألتها ندى: و أين ابنتك نها إن مهند على استعداد أن ينساني لمجرد أن يقضي معها الوقت، ضحكت نسرين: إنها عند امي لكنها ستعود غدا، قالت ندى معتذرة: أنا آسفة على تأخري كان يجب أن أحضر لآخذ مهند منذ.....قاطعتها نسرين:لا عليك يا عزيزتي أعلم انك انشغلت بالعمل ثم إن صحبة مهند أعطتني الكثير من التسلية لقد لعبنا الورق....تحسست خد مهند: لقد مرحنا كثيرا أليس كذلك أيها الساحر الصغير، ضحك مهند: نعم لقد تسلينا كثيرا أنا و خالتي "رين"، ضحكت ندى و نسرين عندما سمعا طريقة مهند الشهيرة في لفظ اسم نسرين....ودّعت ندى صديقتها و وعدتها بقضاء العطلة معها.
عندما دخلت ندى إلى منزلها نظرت حولها إن الفوضى تعم المكان عندما نظرت لمهند وجدته قد غفى على كتفها فوضعته في سريره،شغلت نفسها بتنظيف البيت و بعدما أنهت كل ما يمكن عمله استلقت على الأريكة و هي تشعر بكل عظامها تئن ألما فلقد أجهدت نفسها بالعمل و كل هذا لتنسى لقاءها بمروان..... لتشغل نفسها عن التفكير به لكن كل هذا سدى فما أن انهت كل أعمالها عادت إليها ذكريات لقائها به بعنف لقد هزّها أن تراه مرة أخرى....نظرت لخاتم زواجها الذهبي الذي لم تجرؤ يوما أن تنتزعه من اصبعها فبالنسبة لها هو آخر رمز لارتباطهما.... كل ما تبقى لها من مروان حدثت نفسها "لا تخدعي نفسك لقد كنتِ تنتظرين مثل هذا اللقاء و لو بدون وعيك"...اجتاحتها ذكريات بعيدة....عندما أحست باهتمام مروان و حظت بتشجيعه الكامل عندما لاحظ أنها تجمع الصور بشغف و ابتاع لها كاميرا....إنها مازالت تحتفظ بها حتى الآن لقد قدمها لها كهدية و قال:لقد لاحظت حبك لجمع الصور و ليست أي صور إنها مميزة لماذا لا تجربين الحصول على لقطاتك الخاصة، قالت له بحرج: لا.... لن تبدو جيدة، قال لها: دعك من الحكم خذي الكاميرا و عندما اعود مرة أخرى لزيارة والدك أريد أن تريني لقطات كثيرة و انا سأحكم بنفسي، قبل ان يذهب حذرها:أتقني ما تقومين به فأنا صعب الإرضاء كما انني لا أحسن المجاملة إن لم تعجبني صورك ستجدين نقدي لاذعا،وبالرغم من كلامه هذا إلاَّ أنه أعجب كثيراً بالصور التي التقطتها و أبدى تقديره: أتعلمين أن عندك موهبة أن تظهري أجمل ما في الأمور ففي صورك تبرزين روح كل شئ و كل شخص يمكنني القول أن صورك تتكلم،كانت ندى تكتفي بالانتسام رداً على إطرائه كما أنها كانت تحمر خجلا....نظر لها و ابتسم: أتظنين أنني أجاملك؟...صدقيني لو عرفتيني جيداً لعرفت أنني لا أحسن المجاملة و لا أقول إلاَّ ما أرى، و أثبتت لها الأيام أن كلامه صحيح ففي احد المرات قرَّعها بشدة و انتقد عملها و تكرر ذلك الأمر إلى أن انفجرت فيه باكية:لماذا تنتقدني بشدة، رق صوته و هو يقول لها: هااي.... لا تبكي لم أقصد أن أكدرك كل ما أريده أن يتحسن عملك فلو رغبتِ أن تحترفي هذه المهنة يجب أن يكون عملك ممتاز و أنا أحس أن عملك من سئ إلى أسوأ، مسحت دموعها و هي خجلى من بكاءها أمامه كالأطفال و قالت: لا تصرخ بي فعندما تفعل هذا أفقد كل تركيزي فأنت....فأنت....أكمل لها مبتسما: أخيفك؟...ياإلاهي لم أكن أقصد ذلك....حسنا سوف أتوقف عن الصراخ بك و سوف أعقد معك صفقة في كل مرة أصرخ بك سأعطيكِ عملة معدنية "عشرة قروش" مثلاً و في كل مرة يسوء فيها عملك أرى صورك وقد فقدت بريقها هكذا ستعطينني أنت عملة هل اتفقنا؟،ضحكت: إنها فكرة غريبة لكنني أقبل و من اليوم لن ترى لي صوراً رديئة.
قررت ندى أن الموهبة وحدها لا تكفي و انكبت على دراسة هذا المجال لتكون مصورة بحق و طلبت من والدها أن يشتري لها أدوات كثيرة كما أنها تعلمت كيفية إظهار الصور بنفسها و خصصت غرفة في الفيلا لتعمل بهذا على ذلك، و كما أخبرته لم يبدي أي استياء من صورها و لاحظ أنها في تحسن كبير كما أنها لم تعد تكتفي بتصوير المناظر الطبيعية بل راحت تُريه لقطات فريدة بعضها لحيوانات كقطة تطعم صغارها أو لطفل مع أمه في المجمل لم يتوقف عن اخبارها كم هوجميل عملها: لو كنت أعرف أن تقريعي لكِ سيثمر كل هذه النتائج لفعلتها منذ زمن.
********************
ذهب مروان لزيارة والد ندى و عندما سأله عنها دلَّه والدها على مكان الغرفة المظلمة التي تعمل بها و عندما رآى مروان كل أدواتها قال بدهشة: ما كل هذا؟!!، ادعى الغضب: كل هذه الأمور من وراء ظهري أيتها الخائنة،ضحكت ثم تركت ما تفعله و خرجت معه خارج الغرفة: كل ما في الأمر أنني أحسّن من عملي كما طلبت مني فأنا لا أريد ان أخسر نقودي و أنا أدفعها لك لقاء عملي الردئ، ضحك: تقصدين اتفاقنا...حسنا إنك و بجدارة تحافظين على نقودك جيدا لكن أخبريني كيف تطورنا و وصلنا إلى مرحلة تحميض الصور أيضا، اصطحبته إلى الحديقة و أخبرته أنها بكل بساطة أخذت دروس في التصوير و في أنواع آلات التصوير و كيفية التعامل معها بالإضافة إلى مراحل التصوير كلها وصولاً إلى إظهار الصور، صفق لها محييا:رائع...لقد استهنت بقدرتك كل هذا فعلتيه في شهرين؟، تصنعت الزهو و نفخت أوداجها و قالت: إنه لأمر سهل جدا، قاطعها ضاحكا: إن الغرور لا يليق بك، ابتسمت: أعلم لكنني أحاول....صمتت قليلا ثم سألته: بماذا كنت تريدنني؟ لقد أخبرني والدي أنك أردت رؤيتي من المؤكد ان هناك شئ تود إخباري به ففي كل مرة تأتي لزيارة أبي كنا نلتقي صدفة أو أنا التي تجدك....فلماذا جئت تبحث عني هذه المرة؟، ابتسم: ألا يفوتك شئ أيتها الجنيَّة؟....نعم لقد أردت أن أودعك، أحست ندى بانقباض عندما سمعت كلمة "أودعك" هذه رددت كلمته: تودعني؟؟!!، قال و هو يحاول رسم ابتسامة على جهه لم يكن يحس بها: نعم سوف أسافر لكندا و قد أغيب مدة طويلة، أعقب جملته هذه صمت طويل فلم تدري ندى ماذا تقول و في النهاية قالت: أتمنى أن تعود لنا بالسلامة....كان يهم بالكلام إلا أن والدها نادى عليه فقال له: أنا قادم يا سيدي، ثم التفت لها: وداعا، فقالت: بل إلى اللقاء و لا تنسانا،استدارت وركضت للداخل، تمتم مروان: لن أفعل...لن أفعل.
عادت مروان بعد شهرين ليفجر مفاجأة كبيرة فقد طلب يد ندى للزواج من والدها و لأن والدتها ككل أم تتمنى أن ترى ابنتها عروس فرحت كثيرا بطلب مروان فهي بالإضافة إلى ذلك ترى مروان زوجا صالحا لابنتها....طار قلب ندى فرحة ً عندما أخبرتها والدتها لكن كانت تخيفها طريقة حياة مروان فهو كثير الترحال من مكان لآخر لكنها نفضت عنها هذه المخاوف فهي تحبه و حيثما يذهب ستكون معه....كما أنه من المؤكد سوف يقلل من أسفاره و يحاول ان يستقر قليلاً من أجلها و هكذا تزوجا في حفل كبير.
**************************
طرحت ندى أفكارها و ذكرياتها بعيداً وذهبت لتتفقد جهاز الفاكس لترى إن جاءتها أي رسائل من اخيها فهو الوحيد الذي يعرف أي تعيش ....سخرت من نفسها "ظننت أنه سيستقر من أجلي كم كنت حمقاء....فتاة حمقاء في الثامنة عشر من عمرها فم يمضي على زواجنا شهرين حتى سافر إلى الكاميرون"....أصرت ندى على أن تتوقف عن التفكير بمروان و أخذت تنهر نفسها.....كفى فلتتوقفي إنه لا يستحق ....لا يستحق لم يذعن عقلها لكل هذا و واجهت صعوبة في النوم و بالكاد استطاعت أن تغمض عينيها قبل أن يقفز مهند على السرير: ماما....ماما هيا استيقظي سوف أتأخر على الحضانة، فتحت عينيها بصعوبة و نظرت للساعة بجوار السرير إنها السابعة عادت و رمت رأسها في الوسادة ثم سحبت نفسها بقوة من السرير،لقد شغلت تفكيرها بالأمس، استسلمت في النهاية أمام إصراره و ما أدهشها أنه فعلا ساعدها كثيراً بأمور لا نفع منها و ها هي الآن تواجه يوم جديد من العمل و المصاعب و رأسها يكاد يتشقق من الصداع،أطعمت مهند فطوره على عجل ثم أخذته إلى نسرين عندما استقبلتها صديقتها ببسمتها الصباحية التي تبعث على التفاؤل قالت لها: نسرين أرجوكي خذي مهند معك و أوصليه لدار الحضانة و أعيديه ليقضي الوقت مع نها....أعلم أن معرفتك لي تزداد سوءاً يومأً بعد يوم، ابتسمت نسرين:مهلك....مهلك إنك تتكلمين بسرعة...اهدئي قليلا بالنسبة لمهند لا تقلقي سوف أرعاه لك قدر ما تشائين إنه أمر لا أعاني منه البته أما قولك أن معرفتي بك سيئة فهذا هراء فأنت تعرفين أن صداقتي لك من أفضل ما حدث لي في حياتي.... صمت قليلا ثم أشارت إلى عيني ندى: ما هذه الهالات السوداء، قالت ندى:لقد مررت بليلة سيئة، قالت نسرين: إنه أمر واضح لكن لماذا لا تستريحس بإمكان العمل أن ينتظر اعطي لنفسك إجازة، قالت ندى بسرعة:لا أستطيع فيجب أن أسلم اليوم الصور الخاصة بالتقويم الجديد كما أنه يجب أن أظهر فيلمين لشركة الدعايا الجديدة...إنه أول تعاقد لي معهم و يجب أن لا أخذلهم، قبَّلت صديقتها على عجل و ذهبت مسرعة ، و كأن يومها ليس سئ كفاية فقط هبط عليها مروان كالصاعقة و هي تعمل فسكبت الحامض على الصور صرخت و سحبتها بعيداً ثم أطلقت لنفسها العنان بسلسلة من السباب عندما توقفت رفع حاجبيه:ياإلاهي أهذه ألفاظ تخرج من فم سيدة محترمة؟، كانت سخريتة القشة الأخيرة فاستدارت له و عينيها تقدحان غضباً: ما الذي أتى بك إلى هنا...إنك......كانت على وشك إخباره أنه يوترها و يضايقها و يزعجها و إنها لا تريد رؤيته حولها و لو على بعد ميل لكنها لم تستطع فقد هاجمتها نوبة دوار، أسرع و أخذ الصور من يدها و القاها على الطاولة ثم أجلسها على أقرب كرسي، فتحت عينيها بضعف:احترس للصور، قال لها بغضب: فلتذهب الصور للجحيم اهدئي قليلا، أغمضت عينيها و وضعت رأسها بين يديها، سألها: هل تناولت فطورك؟، قالت: لا، فسألها: لما؟ هل تريدين أن تسقطي مغشيا عليكِ من الإرهاق...من الواضح أنك لم تنامي جيدا كما انك لم تأكلي لو لم أكن أعرف موقعي بالنسبة لك لتجرأت و ظننت أنني من سرق النوم من عينيك البارحة، أحست ندى انها على وشك البكاء فهي ليست من القوة الآن لتحتمل سخريته و مزاحه القاسي، عندما رفعت رأسها لم تجد مروان تنهدت بارتياح و قامت بغسل وجهها و عادت للعمل و لحسن الحظ أنها كانت تملك نسخة أخرى عن الصور التي تلفت، أثناء عملها تذكرت طريقة مروان في اسراعه لإجلاسها كما انها أحست بالقلق في صوته عندما سألها عن فطورها و نهرها على إهمالها في نفسها لقد كانت هذه لمحة عن مروان القديم....الرجل الذي أحبته و وثقت به و ربطت حياتها و مصيرها به، بعد ساعة عاد مروان لكن هذه المرة طرق الباب و عندما دعته للدخول رأت بيده كيس كبير قال لها:سوف نأكل معا فأنا أيضا لم أتناول فطوري، قالت له: لا وقت عندي.... قاطعها بنفاذ صبر:بل يوجد اعتبري هذه الوجبة فطور متاخر و غداء مبكر و بذلك تستعيدين قواك و أيضا توفرين الوقت الذي كنت ستقضينه في الغداء أم انك كنت قررت ان لا تتناولي الغداء هل أصبحت تعيشين بدون أن تأكلي أيتها الجنيّه، اعترضت و هي تنظر في ساعتها: هناك ما أريد أن انهيه قبل الظهر إن الساعة الآن العاشرة و النصف، وضع الكيس على طاولتها و شدها لتجلس قبالته: هيا لناكل إنك تضيعين الوقت في الجدال لا تخافي لو تناولنا وجبة معا لن أجبرك بعدها على العودة لمنزلنا كمقابل، تشنجت ندى فقال مروان مغيرا الموضوع: كما أنني سأساعدك في عملك....هيا لا تنظري لي هكذا أنسيت فأنا عندي خبرة لا بأس في مجالك، رغم اعتراض ندى على تناول الطعام إلا أنها ما أن شمت رائحته حتى استسلمت و لم تحس بنفسها إلا و هي تلتهم كل طعامها و ناولها مروان طبقه....كانت تحس بجوع رهيب، رفعت ندى رأسها لترى مروان و قد أسند رأسه على راحة يده و أخذ يراقبها مبتسما تركت الأكل فقال لها: لما توقفتي أكملي طعامك، مسحت ديها و قالت: لقد شبعت .....اعذرني لقد أتيت على كل الأكل كالمصعورة لكنني لم أتناول العشاء بالأمس كما أن غدائي كان عبارة عن كوب من القهوة و قطعة كيك أعطتها لي جارتي نسرين، اتسعت ابتسامته: لا عليك ما يهم أنك الآن شبعت، وقف و أخذ يجمع بقايا الأكل و النفايات في الكيس ثم نظر في ساعته: إنها الحادية عشر امامنا ساعة لننتهي من العمل، قالت:إنك لن..... قال لها: كما قلت سأساعدك فأنا لا أقول شئ و لا أفي به هيا إلى العمل ، استسلمت في النهاية أمام إصراره و ما أدهشها أنه ساعدها كثيراٍ بالفعل و وفر عليها الوقت و لدهشتها اكتشفت أنه يعرف أكثر بكثير مما كانت تظن....و بمساعدته أنهت العمل بسرعة فائقة و اتصلت بمكتب الشركة لتعلمهم أنها سوف تجلب الصور بعد العصر، التفتت لمروان: أشكرك على هذه المساعدة، انحنى لها و قال بمرح: من دواعي سروري أيتها الحسناء، قالت له: هل لك ان تتوقف عن.... قاطعها صوت رنين هاتفه المحمول...بعد أن انهى حديثه التفت لها مبتسما تلك الابتسامة التي تزيل دفاعتها كانت ابتسامة تخلو من السخرية سألها: ماذا كنت تقولين؟، قالت: أنا...لا...لاشئ، قال لها: لقد كان لؤي سوف أذهب....وقف و أخذ الكيس:إلى اللقاء أيتها الحسناء.....ها هو يكرر هذه الكلمة مرة أخرى.


يتبعـــــــــــــــــــ.... ..........

زاهره 18-06-08 07:47 PM

معذره في بعض الاخطاء في هذا الجزء
كل لما آجي اعمل تحرير ما يظبط و الصفحه ما تفتح

انتم ان شاء الله رح تلاحظوها و انتم بتقرؤوا
و عاوزه اعرف آرائكم

سعود2001 19-06-08 10:53 AM

بصراحه الى الان السؤال الكبير يطرح نفسه

ليش انفصلوا عن بعض !!!!!!! و ليش ماراحت لأبوها !! اكيد زواجهم ما كان راضي عليه

فيه تساؤلات كثيره و أشتغلت عندي حاسة كونان ههههههه

على فكره لا يضايقك زاهرة عدم وجود ردود من الاعضاء ( و هم ما راح يقصرون )

لأاني أنا متابعها و تستهويني القصص اللي مثل قصتك

ننتظرك و بكل شوووووووووووق

زاهره 19-06-08 02:38 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعود2001 (المشاركة 229175)
بصراحه الى الان السؤال الكبير يطرح نفسه

ليش انفصلوا عن بعض !!!!!!! و ليش ماراحت لأبوها !! اكيد زواجهم ما كان راضي عليه


تقصد مين اللي ما كان راضي؟ ابوها؟
لا ابوها كان راضي عن زواجهم بالعكس كان بيحب مروان كتير
هيه ما راحت لاهلها عشان عارفه انهم رح يوقفوا في صفه

فيه تساؤلات كثيره و أشتغلت عندي حاسة كونان ههههههه



هههههههههههه يا هلا بيك انت و حاسة كونان
على فكره لا يضايقك زاهرة عدم وجود ردود من الاعضاء ( و هم ما راح يقصرون )


لا لا
عادي اخي الكريم
و مشكور على اهتمامك


لأاني أنا متابعها و تستهويني القصص اللي مثل قصتك

ننتظرك و بكل شوووووووووووق

شرفت قصتي المتواضعه
و مشكور كتييييييييير على رفع معنوياتي

و لو في اي سؤال او تعقيب او حتى نقد انت على الرحب و السعه

زاهره 19-06-08 03:12 PM

الجزء الرابع


بعد ذهاب مروان أحست ندى بمزيج عجيب من الراحة و خيبة الأمل و نهرت نفسها "هل بدأت تحنين مرة أخرى"، نظمت المكان و اتصلت لتطمئن على صفاء ثم أخذت الصور و عادت إلى منزلها فقد كانت تشعر بصداع أفقدها كل تركيز فقررت أن تعود للمنزل و تنام بما فيه الكفاية ثم تذهب بالصور إلى الشركة و بعدها تذهب لتجلب مهند من دار الحضانة بنفسها فسوف يسعده ذلك كثيراً....وصلت للمنزل و أدارت التلفاز ثم استلقت على الأريكة و كما توقعت لم تستطع النوم أو حتى التركيز على ما يعرض أمامها من برامج و ظلت ساهمة تحدق في التلفاز و هي لا تراه....أخذت تفكر.... بماذا يفكر مروان الآن؟ هل يسعى لأن تكون الأمور بينهما كما كانت؟ فهو يعاملها كما لو أنهما لم يفترقا بذلك الشكل المأساوي....حتى لو كان يفكر في ذلك هل ستستطيع هي أن تعود له.... أن تعود إلى ليالي القلق الطويلة و أيام من الوحدة..... لو تعلق الأمر بالحب فنعم هي تحبه و لم تنجح السنوات في مساعدتها على انتزاع حبها لزوجها من قلبها لكنها لن تحتمل أن ترجع إلى ما مضى فمروان لم يتغير مازال هو الرجل المعتز بحريته و استقلاله ....يتصرف كما لو كان أعزب يتنقل من هنا إلى هناك كما يشاء... إن سجله نظيف فلم يسبق حتى أن لاطف إمرأة أخرى رغم تحلق النساء حوله و إعجابهم به لكن للسخرية أن هذا ما زاد من يأس ندى فلو كانت غريمتها إمرأة لكان الأمر أسهل فسيكون بامكانها على الأقل أن تهشم رأسها بعد أن تقتلع عينيها من مآقيها و لكن كيف تحارب الأرض....حب مروان للتنقل في بقاع الأرض....حبه لعمله...يوما ما ظنت أنه أحبها بدرجة تفوق كل هذا لكنها كانت مخطئة فقد كان يسافر و يغيب شهورا ليعود و يقضي معها بضعة أيام و بعدها يرحل دون سابق إنذار و ذلك ما ولَّد داخلها شعور بالسأم...بعدم الأمان....كان يعود من أسفاره ليغدقها بحبه و ينسيها كل كلمة كانت تحفظها عن ظهر قلب لتخبره بها....لتعاتبه و تقول له يكفي إلا أنها كانت تؤجل الحديث تؤجله كل مرة إلى أن تستيقظ في يوم لتجده قد رحل.... ظل الحال بهذا الشكل سنة و نصف.....سنة و نصف و هي ترضى بجزء من مروان.... الجزء الذي كان يسمح بأن تشاركه فيه إلى أن انفجرت في أحد الأيام به، اتصل مروان بها على غير العادة ليخبرها أنه سيصل من سفره بعد العشاء فانتهزت ندى هذه الفرصة لتقوي عزمها.... لا مزيد من التأجيل و سوف أخبره حتى لو تطلب الأمر أن نتشاجر....دخل مروان مبتسما تلك الابتسامة التي كانت تذيب الثلوج عن قلب ندى لكن هذه المرة كان الثلج أقسى و أسمك....قال لها: ها قد عدت، قالت بجفاف:أعلم ككل مرة و سترحل ....أخبرني يا مروان كم ستبقى هذه المرة؟ يوم..يومان...كم ستحتاج من الراحة لتكمل طريقك مرة أخرى....كم ستظل حتى تسأم مني......كان صوتها يعلو تدريجياً حتى أصبحت تصرخ بشدة، تقدم منها و رفع شعرها عن وجهها: ماذا هناك؟ ما بك حبيبتي؟، نظرت له و الدموع تترقرق في عينيها: حبيبتك؟!! لا أظن، سألها بقلق:مابك يا ندى؟ لقد بدأت تقلقينني، قالت له بيأس: المشكلة أنك تسألني ما بي...المصيبة أنك لا تعلم....الكارثة أنك لا تحس......صمتت فهي لم تجد الكلمات التي تعبر بها عن ما تحس به، قال لها:إجلسي و أخبريني بهدوء ماذا حدث، قالت رافضة أن تجلس:لا أريد أن أجلس...أخبرني منذ متى و نحن متزوجان، قال لها:قرابة السنة و نصف، قالت له:نعم فبعد غد نكون قد أتمينا سنة و سبعة أشهر هل لك أن تقول لي الآن كم يوماً قضيناه معاً من هذه المدة؟، نظر لها ثم قال بغضب:ماذا تحاولين أن تقولي؟،قالت: ها أنت تبني حولك هذا الدرع فقد أحسست بالخطر...بالخوف على حريتك الغالية،أشار لها: توقفي الآن...لم يبدو لي قبل أن نتزوج أنك تسعين إلى السيطرة على حياتي بل كنت تبدين إعجابك بعملي و كنت تسألينني دوماً عنه...هل كان كل هذا تمثيلاً... هل كانت مصيدة لتصيدنني بها و بعدما أقع تربطينني بجوار السرير...لا يا عزيزتي لن تستطيعي ...ليس معي، حاولت ندى أن تقاطعه أكثر من مرة حاولت أن تخبره أن كل ما ترغب به أن ترافقه...أن تشعر بانتمائها له...حاولت إخباره بذلك لكنه كان غاضب جدا و مسترسل في الكلام بقوة فصرخت:إذاً هذا هو الأمر....إنك لم تعد تحبني بل إنك لم تحبني يوماً لقد كنت بالنسبة لك مجرد حاجة.... زوجة تعود لها كل فترة لتؤنس وقتك، صفعها مروان صفعة أطاحت بها.... نظر مروان ليده ثم لندى و كأنه لم يصدق إنه فعل ذلك كان على وشك أن يهرع إليها و يضمها إليه و يعتذر لها...أن يقول لها سوف نذهب معا في كل مكان أسافر له....أن يطلب منها السماح لكنه فوجئ بها تقول له:أشكرك على هذه الصفعة فقد كان لها دور في تنبيهي إلى ما أريده حقاً....لا أريد أن أظل في الظل دوما....لا أريد أن أظل منبوذة منتظرة حتى تحتاج لي لبعض الوقت....مروان أريد الطلاق، جمد مروان في مكانه: ماذا؟؟!!، صاحت باكية و هي تضع رأسها بين يديها: كما سمعت طلقني، تقدم مروان منها لكنها أخذت تصرخ:اريد الطلاق...أريد الطلاق، قال لها:حسنا...حسنا سيكون لك ما شئت، استدار مروان و خرج فقد كان بحاجة إلى استنشاق الهواء قبل أن يسقط مغشيا عليه من شدة إحساسه بالاختناق.
**************************
كالليلة السابقة لم تستطع ندى النوم إلا في وقت متأخر لذا استيقظت و هي متعبة جدا لكنها أوصلت مهند لدار الحضانة بنفسها لأنها لم ترغب في أن تثقل على نسرين... و هي في طريقها للمكتب حمدت الله على أن صفاء_سكرتيرتها_ متغيبة عن المكتب و إلا لكان موقفها حرج أمامها ....و تمنت أن يتوقف مروان عن الحضور للمكتب عندما تعود صفاء للعمل فلن تستطيع التحكم بأعصابها في وجوده و لا تريد أن تشاهد صفاء أياً من مشاداتها مع زوجها... لأن من عادات صفاء إلقاء الأسئلة و الكثير منها أيضاً.
تغلبت ندى على صداعها الصباحي الذي يبدو أنه صار جزء من يومها منذ عاد مروان _بفنجان قهوة_و بدأت تنهي أعمالها و كانت تحس بجوع شديد و عند الظهيرة كانت تحمل حقيبة يدها لتذهب لتناول غداءها إلا أنها رأت مروان فوضعت حقيبتها مرة أخرى و التفتت له: لماذا لا تقرع الباب قبل أن تدخل؟إنك....ابتسم بسخرية:لقد أصبح ذلك من عاداتي و من الصعب جدا تغيير عادات المرء.... مؤكد أنك تعرفين ذلك جيداً، فهمت ندى إلى ماذا يرمي لكنها رفضت أن تقع في الفخ و غيرت مجرى الحديث بأن سألته: بماذا استطيع خدمتك؟، جلس ثم ضحك: ما هذه اللهجة الرسمية يا فتاة؟ يوما بعد يوم تتّضح لي أسرار نجاحك،قالت: هل لك أن تكف عن السخرية و المزاح لحظة و أخبرني لماذا جئت؟، قال:لأتناول الغداء معك، قالت:لا ليست بي رغبة للطعام، قال بنفاذ صبر: ها قد عدنا، سألته: عدنا لماذا؟، قال لها: لا عليكِ سوف... قاطعه صوت رنين الهاتف فرفعت ندى السماعة:مرحبا هنا مكتب....بترت جملتها المعتادة فقد كان أخوها فؤاد لكم اشتاقت إلى سماع صوته لكن الوقت لم يكن مناسباً فلن تستطيع الحديث مع فؤاد بحرية أمام مروان و عينيه الحادتين الملاحظة فلو عرف أن اخوها كان على علم بمكان وجودها فما هي إلا زيارة واحدة له و سيحكي له فؤاد عن مدى التعاسة التي عاشتها و هي تتخبط محاولةً نسيانه، شدَّت على السماعة و قالت مقطوعة الأنفاس: اها ...كيف حالك؟، انهال عليها فؤاد بالأسئلة عن عملها و عن مهند و عن أمور كثيرة فقالت له: فيما بعد...ثم همست: لا أستطيع الكلام الآن، فهم فؤاد أن مروان موجود معها في المكتب فما لا تعرفه ندى أن فؤاد هو من أخبر مروان عن مكانها ظنا منه أنهما ما إن يلتقيان حتى تعود الأمور بينهما كما كانت، اختصرت ندى المكالمة و بعد أن أغلقت السماعة التفتت لمروان الذي كانت عيناه تقدحان شرراً توقعت أن يبدأ بالصياح في وجهها و يستجوبها لكنه قال:سوف أذهب لأحضر الطعام...تأخر مروان في الحضور فبدأت ندى تعمل فجأة رن جرس الهاتف فردت ....كان مهند عالخط:أهلا يا حبيبي... من أين تتصل؟، أخبرها أن معلمته توعكت فاضطر كل الأولاد أن يعودوا إلى منازلهم و لان نها لم تذهب للحضانة اليوم فلم تحضر خالته رين لأخذه و هو ينتظرها في غرفة المديرة، قالت له: حسنا سوف اتصل بالخاله نسرين لتأخذك، قال لها: أحبك يا أمي، قالت له مبتسمة بحب: و أنا أيضا أحبك، أغلقت السماعة و ما أن رفعت رأسها حتى رأت مروان يقف بالباب لعنت في سرها قدرته على القدوم دون أن تشعر بوصوله و لم تحتاج أن تسأل منذ متى وصل فتعابير وجهه تدل و بوضوح أنه استمع لمكالمتها مع مهند و يبدو أنه فهم الأمر خطأ تقدم و دخل الغرفة ثم رمى الكيس الذي يحمله على الطاولة و قال: إنه ثاني اتصال لك اليوم و يبدو لي أنه لا ينقصك الرجال في حياتك، استدارت حول الطاولة و وقفت قبالته و صاحت بغضب:ما هذا الذي تقوله؟ كيف تجرؤ؟، قال و قد بدأ الغضب يتصاعد في صوته:ما سمعتي أيتها السيدة...بعد فراقنا ظننت أنه لم يعد هناك رجل بحياتك لكنني عرفت الآن أن لك (مجموعة) رجال، لسعتها يدها عندما ارتطمت بخده في صفعة رهيبة ....اسودت عيناه غضبا و تقدم منها خطوة فتراجعت إلى الوراء ....شد مروان على قبضتيه مقاوماً رغبته في أن يدق عنقها لكنه عندما رآها وقد اتسعت عيناها ذعراً ، فكر بدهشة " ما كل هذا الذعر ماذا تظن أنني سأفعل بها" استدار و ترك المكان.
**************************
جلست ندى و أجهشت بالبكاء "ياإلاهي ما الذي فعلته؟"....كان باقي اليوم كالجحيم لم تستطع ندى أن تنجز أي عمل فأغلقت المكتب و ذهبت لتحضر مهند من دار الحضانة و فكرت " طالما لن أستطيع التركيز على العمل فعلى الأقل سأمضي وقت أكبر مع ابني فذلك من شانه أن يدخل الفرحة إلى قلبه" و كما توقعت عندما رآها مهند تنتظره خارج الدار بدلاً من نسرين ركض باتجاهها: مامي.....مامي ، ضحكت و حملته بين ذراعيها فضمها بين ذراعيه الصغيرين بقوة....عندما وصلت للمنزل تذكرت وعدها لنسرين بقضاء الإجازة معها فنظرت إلى الرزمانة على الجدار...اليوم الخميس و اتصلت بصديقتها و اتفقت معها على أخذ الأطفال_نها و مهند_ و التنزه يوم الجمعة و السبت.
تأكدت كل من نسرين و ندى من إغلاق منزلهما بإحكام و خرجوا مع الأولاد....تجولوا في معبد أبو سنبل و عانتا لتلحقا بالصغار اللذان انطلقا بالركض في كل مكان و عند الظهر جلسوا في مطعم لتناول الغداء... كانوا يتمازحون و يضحكون و كانت نها تحكي كيف ذُعر مهند عندما رآى المعلمة و قد أمسكت بنها لتضربها و كيف هب ليدافع عنها بطريقة جعلت معلمتهم تضحك و تحتضنهما معاً، كانت ندى تضحك و عندما رفعت رأسها وقع نظرها عليه... كان مروان يجلس على طاولة قريبة منهم كان يراقبهم و ما ان رأته حتى إختفت الابتسامة من على وجهها، لاحظت نسرين ذلك فالتفتت وراءها إلى حيث تنظر ندى ثم نظرت لها:ما بك يا عزيزتي؟ هل تعرفينه؟، هزت ندى رأسها و أشاحت بنظرها عن مروان: لا فلنتابع طعامنا، بعد أن انتهوا غادروا المطعم و تمشوا بين البازارات... اشترت نسرين حقيبة و ابتاعت ندى وشاح حريري لونه أزرق.... لطالما أحب مروان هذا اللون و كان دوما يقول لها أنه يناسبها فهو يبرز لون عينيها الجميل.... استفاقت من تأملاتها متسائلة "لما أشتري هذا الوشاح؟ ألأنه جميل؟....لا بل لأنه كان ليعجب مروان"، سارعت لترده للبائع إلا أن نسرين منعتها:لا إنه رائع و لونه يناسبك....هزَّت ندى رأسها رافضة:لا لا سوف أرده إن كنت مصرة سوف آخذ الأصفر بدلاً منه،لم تجادلها نسرين إلا أنها أحست أن هناك خطب ما فندى غير طبيعية منذ غادروا المطعم فهي شاردة منقبضة الأسارير بل منذ رأت هذا الرجل بهي الطلَّة....أحست نسرين أنها رأته من قبل لكنها لم تستطع أن تتذكر أين و فكرت أن رؤيته هي التي غيرت مزاج صديقتها، أثناء تجوالهم لمحت ندى مروان أكثر من مرة و رأته أيضا نسرين رغم مروره بشكل خاطف ،اقترح الصغار أن يركبوا مركب يطوف بهم في المياة و كان لهم ما أرادوا...عندما استمر شرود ندى لمست نسرين كتفها: أين أنت؟ إنك بعيداً عن هنا تماماً، صارحتها نسرين بتساؤلاتها: أتراه يكون ذلك الرجل الوسيم هو السبب بشرودك؟، لم تدري ندى إلا و هي تحكي لها.... لم تكن ترغب في إخبار أحد بقصتها هي و مروان لكن مع ظهوره مرة أخرى في حياتها أصبح التوتر أكبر من أن تتحمله و أحست بالراحة في مشاركة أحد بما تحس به، قالت نسرين و قد تذكرت: نعم لقد تذكرت الآن عرفت لما بدى وجهه مألوفاً لقد رأيت صورة له عندك، عادوا الساعة التاسعة مساءاً و أصرت ندى أن تبيت معها نسرين....بعد أن اسكتت ندى احتجاجات نها و مهند تجاه النوم مبكرأً وضعتهما في الفراش ثم نزلت إلى حيث نسرين، تبادلتا الأحاديث حتى وقت متأخر و رغم ذلك استيقظوا باكراً، بعد أن تناول الكل الإفطار سمعوا صوت طرق على الباب ذهبت ندى و فتحت الباب فلم تجد أحد...كانت تهم بإغلاق الباب إلا أنها رأت لفافة على الأرض أخذتها و دخلت....ارتعشت يديها عندما رأت خط مروان الأنيق الذي لا يمكن أن تخطؤه، لاحظت نسرين ارتباكها فقالت لها:اسمحي لي، و أخذت منها اللفافة و فتحتها ابتسمت عندما رأت الوشاح الأزرق و أمسكت بورقة كانت بين طياته قرأتها بصوت عالٍ (إن اللون الأزرق يناسبك أكثر... الأصفر سوف يجعلك تبدين شاحبة.....مروان)، ضحكت نسرين: معه حق إنه له ذوق عالي،عبست ندى ثم توجهت للمطبخ فلحقت بها نسرين:ندى هل فكرت قليلاً بأنه قد يكون يريد أن تعودا معا.....قاطعتها ندى بحدة: لا...لا أعتقد و حتى لو كانت هذه نيته فلن أستطيع،قالت لها نسرين: إنه يحبك ألم تلاحظي كيف كان ينظر لكِ و نحن في المطعم بالإضافة إلى هذه الهدية الرقيقة، هزَّت ندى رأسها: حتى لو كان هذا صحيحاً فما يلبث أن يحن لجولاته حول العالم و أنا لن أتحمل رحيله....ليس مرة أخرى لذا أفضل أن نبقى كما نحن.... أسرعت لتغيير الموضوع: هيا بنا لننطلق فلن نقضي اليوم كله في الحديث عن مروان، قضوا اليوم بين التجوال و الجلوس على ضفة النيل.... استمتعت ندى بيومها حقاً و ذلك على عكس ما كانت تتوقع و لم تؤثر بادرة مروان في يومها الجميل بل أنها أحست أن نسرين محقة....قد يكون ما زال يحبها لكن ما الفائدة؟ عند أول نداء عمل سيتركها و يرحل....يتركها لقلقها عليه....لوحدتها الموحشة....لإحساسها أنها ليست بذات قيمة له.... هزَّت رأسها مفكرة "لا لن أستطيع"، نادتها نسرين:هااااي إلى أين وصلت بأفكارك؟، التفتت لها ندى:نعم...ماذا كنتِ تقولين؟، ضحكت نسرين: ماذا كنت أقول؟؟!! لا لا لا من الواضح أنك أبحرت بأفكارك إلى البعيد.... قالت مازحة: أراهنك أنك تفكرين بــ... وضعت يدها على قلبها و تنهدت، فلكزتها ندى: توقفي عن هذه الحركات، ركضت نها و شدَّت ذراع ندى: خالتي ندى....خالتي ندى ما هو الــ....و قلدت حركة والدتها، ضحكت ندى حتى دمعت عينيها و نظرت لنسرين بعتاب: هيا أخبري ابنتك ما هو هذا، اقتربت نسرين منها و همست بصوت منخفض حتى لا تسمعها نها: هل أخبرها حقاً أنه الذي سرق النوم من عيني خالتها ندى؟، رفعت ندى أمام وجهها إصبع كأنها ستطلق عليها الرصاص:حذاري يا "رين" سوف استدعي مهند ليقتص لي....أتى مهند راكضاً: من ناداني؟، انفجرتا في الضحك....أكملوا سهرتهم في منزل نسرين....تثاءبت ندى: ياإلاهي كلما أفكر أنني غداً سأعود للعمل و ضغطه بعد يومين الراحة و الاسترخاء اللذين لم أكن أحلم بهما حتى أحس بالإحباط ، نظرت لنسرين: إنك تفسدينني، ضحكت نسرين: لا...إنني أرى أنه من حقك أن تحظي ببعض الراحة.... ما رأيك أن نكرر هذه العطلة الجميلة من وقت لآخر ، قالت ندى: لا لا تغرينني أرجوكِ، نظرت إلى حيث يرقد الطفلان: إنظري لقد استغرقا في النوم....أننا من أسوأ الأمهات هيا لتحملي ابنتك لفراشها و سآخذ مهند للمنزل، رغم إلحاح نسرين على ندى بابقاء مهند عندها إلا أنها لم توافق و شكرتها: يكفي أنني كثيراً ما أُحمّلك عبئ أخذه إلى الحضانة و إعادته معك كما أنه يقضي معك كثيراً من الوقت ودعت صديقتها و قبَّلتها: إلى الغد أيتها الصديقة الساحرة، ابتسمت نسرين: إلى الغد أيتها الصديقة العاملة التي فعلاً يتطلب الأمر السحر لتسترخي.


يتبعــــــــــــــــــ...... .......

ΜāŘāΜ ~ Ś 19-06-08 03:16 PM

حبيبتـي متابعه معك .. أنا أحب القصص المكتوبه باللغه العربيه الفصحـى أكتر من اللي مكتوبه بالعاميه .. بس لسى ما فهمت ليش سابته خاصة أنه حرام واضح أنه بيحبها وكمان حكاية أبنه بجد والله غلطتها لا تغتفر أنه تخبي عنه أن له أبن ولو ما سامحها راح أعذره ..

زاهره 19-06-08 05:50 PM

مشكوره حبيبتي على مرورك الغالي

و شئ يسعدني اني اعرف انك متابعه معي
و فعلا موضوع انها تخفي عنه ابنه كبير
و لما يعرف رح تكون ردة فعله رهيبه

مشكلة البطله انها عاطفيه لدرجة انها حست ان زوجها مش بيحبها لانه من النوع اللي بيقضي في عمله وقت كبير و اسفاره كتير

زاهره 19-06-08 07:05 PM

الجزء الخامس
لأول مرة منذ ظهور مروان نامت ندى جيداً فلقد كانت مرهقة جداً.... في اليوم التالي ذهبت إلى المكتب و إحساس بالكسل يتملكها و لم تكن لديها أي رغبة بأن تعمل لكنها عادت و أخبرت نفسها أن اليومين السابقين كانا خارجين عن المألوف و آن لها أن تعود للواقع عليها أن تعمل لتعيل ابنها فهي وحيدة و ذكرت نفسها بقسوة أنت وحيدة فلا زوج و لا معين و ظهور مروان المفاجئ لا يعني شئ أبداً عندما وصلت بتفكيرها إلى مروان أحست بالحنق يجب أن لا تنجرف أو تترك نفسها عرضة لأن تبني آمالاً....ما إن دخلت المكتب حتى نست كل شئ و انهمكت في العمل و عند الظهر اتصلت صفاء: أنا آسفة يا ندى أعلم أنني تغيبت عن العمل بما فيه الكفاية و أرغب....قاطعتها ندى:لا يا عزيزتي.... لا عليكِ إن الأمور كلها تسير على ما يرام، قالت صفاء: أعلم أنك مسيطرة على الوضع لكنني سأحضر غداً، قالت ندى: لا...لا تسرعي بالعودة إلى العمل فلا أريدك أن تعودي إلى المرض، اعترضت صفاء: لكن.... قاطعتها ندى:لا يوجد لكن صدقيني يا حبيبتي لو أن هناك ما يسوء في المكتب لكنت أخبرتك استردي عافيتك فأنا أعلم أن المرض كان قوياً جداً...... أكملت مازحةً: كما أنني سأحرص على أن تعملي كثييييراً عندما تعودي، ضحكت صفاء و شكرت لندى تفهمها و اهتمامها، أغلقت ندى السماعة و هي تتنهد ارتياحاً و تساءلت ترى ماذا ستفعل عندما تعود صفاء للعمل فهي تعرف أن مروان ما يلبث أن يحط عليها أثناء عملها....تركت التفكير في هذا الموضوع فهي لا تعرف ما الحل و بدأت مرة أخرى بالعمل....بعد الظهر انهالت عليها الإتصالات و كأنها تغرق في العمل لقاء يومين الراحة الخارجين عن المألوف التي نعمت بهما ،بعد أن صلَّت ندى العصر و عادت للعمل اتصل بها "مأمون" و هو صاحب شركة دعايا صغيرة لكنها ناجحة....منذ أن وصلت ندى للأقصر _منذ خمس سنوات_تعرفت عليه و هي تعزو دخولها سوق العمل بسهولة لمساعدته لها رغم اعتراضه على كلامها فدوما ما كان يقول لها: يا ابنتي لك عقل راجع و عينين تحسان بالجمال و خبرة لا يستهان بها و هذه الأمور الثلاثة هي التي هيأت لك النجاح ، كما أن مأمون صار من أهم زبائنها فهي تصور له مختلف أنواع الصور، اتصل بها ليطلب نسخة عن صور قديمة كانت التقطتها له من عدة شهور فقالت له:ارسل لي الصور على جهازي و سوف التقط لك نفس المشاهد إن لم استطيع أن اطبعها لك بنفس الجودة، رفض: يا عزيزتي لن تكون نفسها أريدها هي، قالت:اهااا هل تقصد أنك تريدها نفسها من نفس الفيلم الأصلي، قال بارتياب:نعم....هل اثقل عليك يا ابنتي؟،ابتسمت:لا أبدا سوف ابحث لك عنها فأنا احتفظ بكل الأفلام القديمة، قال بابتهاج:هذه هي فتاتي، ضحكت: حسنا ...حسنا سوف ابحث عنها و اتصل بك خلال ساعة، قال لها: لا سوف اتصل أنا بكِ فأنا أعرف أنكِ قد تنسين نفسك وسط العمل، قالت ضاحة:حسنا اتصل بي أنت.
كانت ندى تجلس وسط عشرات الأفلام و بيدها ورقة بها أرقام الأفلام عندما دخل عليها مروان: ما كل هذا؟ يبدو أنك منهمكة جداً، رفعت رأسها ياإلاهي ها قد أتى و أنا التي ظننت أنه سيمنحني بعض الراحة و يعفيني من زياراته المنتظمة، استمر في سخريته: أين ذهبت بأفكارك؟هل شردت و أنتِ تفكرين بي؟، نظرت له بغضب: كف عن ذلك، انضم لها و جلس أرضاً: أخبريني ما الذي تبحثين عنه و سأساعدك، كانت تعلم أنه لا جدوى من مناقشته فناولته الورقة و أشارت إلى رقم بين الأرقام: أنا ابحث عن هذا الفيلم....رن جرس الهاتف فوقفت: سوف أرد على الهاتف سوف تجد رقم الفيلم مسجل أمامه ابحث في ذلك الدرج، كان مأمون على الهاتف: إنك دقيق جداً لم تفت ساعة إلا و وجدت جرس الهاتف يرن أنمهلني خمس دقائق بعد، ناداها مروان:وجدته، قالت لمأمون: انتظر معي عالخط قليلاً، ذهبت إلى حيث مروان و أخذت منه الفيلم: نعم إنه هو أحسنت، ابتسم مروان ابتسامته المدمرة:لقد وجدته بين الأفلام التي بحثت فيها....صمت قليلاً ثم سألها: بالمناسبة هل أعجبك الوشاح؟، ابتسمت رغماً عنها....إنه يمزح....حتماً يمزح فهو يعرف أنه أعجبها فلقد كانت ستشتريه: نعم إنه جميل....أشكرك، تذكرت أن مأمون مازال على الهاتف:آآه لقد كدت أنسى مأمون....، ركضت نحو الهاتف بطريقة أضحكت مروان،عندما سمعت ندى صوته و هو يضحك تلعثمت فسألها مأمون:هل وجدتيه؟،قال: لا..آه..نعم...أجل أجل وجدته، صاح فرحةً: مرحى لك يا ابنتي،سوف أحضر لكِ حالاً، قالت له:لا داعي لذلك سوف أمر عليك بعد أن أغلق المكتب، زادت فرحة مروان عندما لاحظ ارتباكها على الهاتف لكنه تشنج ما إن سمعها تقول "سوف أحضر لك بعد أن أغلق المكتب"، هب واقفاً و أخذ يتأملها و بعد أن انتهى مأمون من شكرها أغلقت الهاتف....عندما رأته ينظر لها قالت له: إنه زبون و ليس ما تفكر فيه، رد عليها: ما أدراكِ بما أفكر فيه؟،قالت: لأنك في المرة السابقة اتهمتني....قاطعها و قد بدى الغضب يتصاعد بداخله:اتهمتك أم أقررت أمر واقع؟، رغبت في صفعه إلا أنها علمت أنها ستندم على ذلك في ما بعد فقررت أن تؤذيه بالكلام:و إن يكن أنا حرة في حياتي أنت لم تكن ناسكاً خلال الخمس سنوات الماضية و لا تتوقع مني أكون كذلك، عندما سمع جملتها اشتعلت عيناه غضباً و تقدم منها و أمسك بها فانكمشت و رفعت يديها تحمي رأسها في ذعر مجنون صُدم مروان فتركها و تراجع صائحاً بدهشة: يا إلاهي أتظنين أنني قد أؤذيكِ؟ إنك لم تعودي تعرفينني، ازدردت لعابها بصعوبة و قالت: لا أظن أنني عرفتك يوماً يا مروان، أحس كأن سكيناً أُغمدت في قلبه إنها تنكر حتى سنتان الحب اللتان قضيناها معاً ، قال: يمكنني أن أقول ذلك بالنسبة لكِ أيضا، نظر لها ليرى تأثير قوله عليها فرآها و قد أشاحت بوجهها عنه، عندما التفتت ندى لم تجد مروان لقد رحل بسرعة كعادته تماماً.


يتبعــــــــــــــــ.......... ....

زاهره 20-06-08 02:54 PM

الجزء السادس

عادت ندى للمنزل و هي تحس بارهاق شديد حتى أنها نسيت أن تحضر مهند من عند نسرين كانت تهم بالإتصال بها عندما رن جرس الهاتف: آآآآه...نسرين أعتذر منك يا حبيبتي كالعادة لقد مر بي يوم عصيب جداً حتى أنني نسيت أن أمر عليكِ، قالت نسرين: لا عليك يا عزيزتي إرتاحي أنتِ قليلا و سوف أمر عليك لنعد العشاء معاً، قالت ندى بامتنان: إنك هدية غالية من الله، ضحكت نسرين: أعلم...أعلم هيا إذهبي للفراش و خذي قسطاً من النوم.
استغرقت ندى في نوم مضطرب و عاودتها الكوابيس القديمة مروان يذهب بعيداً و يتركها وحيدة وسط ظلام مخيف وكالعادة استيقظت فزعةً و العرق يملأ جبينها.....كانت الساعة التاسعة مساءاً، اغتسلت لتطرد عنها آثار الكابوس المزعج و تفقدت جهاز الرسائل الخاص بها....إنه فؤاد عاودت الإتصال به عندما رد إنهال عليها بالأسئلة عنها و عن مهند و عن عملها و جيرانها و مأمون، ضحكت: يا إلاهي هل تركت عملك و أصبحت محقق....مهلك علي لقد صرت تسأل ستون سؤالاً في الدقيقة، ضحك كثيراً: حسناً سوف أترك لكِ كل الوقت لتجيبي عن كل أسئلتي لكن أعذريني فلم تتصلي بي منذ مدة كبيرة و تساءلت كثيراً هل استجد شئ في حياة شقيقتي؟، قالت: اصمت قليلاً و أخبرني أنت عن أحوالك كيف حال جيهان؟، قال: إنها على ما يرام و عندي لكِ خبر سار، صرخت فرحةً: لا.... قل لي أنكما تنتظران مولوداً، قال ضاحكا: نعم....نعم، علت صرختها الطفولية فرحاًَ: يالساعدتي سوف أصير عمة بعد طول إنتظار،قهقه ضاحكاً:علمت أنك ستفرحي كما أن ذلك أفرح والدانا كثيراً فهما طالما تمنيا رؤية حفيد في العائلة، أحسَّت ندى في صوته باللوم: لا تبدأ يا فؤاد، قال بنفاذ صبر:لا سوف أبدأ و أظل....بالله عليكِ هل يعقل أن تظلي تخفين أمر ابنك عن والدينا؟ إنهما لن يسامحاني على إخفائي هذا الأمر عنهما،قالت بحنق: أنت تعلم لم فعلت هذا...فبمجرد أن يذهب مروان لهما سيخبرانه عن مهند و أنت تعلم أنه سيعود لي من أجل الولد وهذا....قاطعها:ما لا تستطيعين القدرة على احتماله حسناً....أنا أعلم و لكنه يوماً ما سيعرف و لن يمر الأمر كأن شيئاً لم يكن، قالت بغضب: فؤاد...لقد بدأت تثير قلقي أولاً تسألني عن المستجدات ثانياً ترجع إلى موضوع ناقشناه مئات المرات.....صمتت ثم قالت بتشكك: ترى هل يوجد ما تخفيه عني؟، عندما لم يرد سألته بإلحاح: فؤاد هل هناك ما يجب أن أعرفه، قال كمن يدفع الكلام دفعاً: لقد مر بي مروان منذ أسبوعين.... قاطعته صائحة بغضب: ياإلاهي هل أخبرته عن مكاني؟...لا أصدق أنك فعلت بي هذا؟....صمتت قليلا ثم سألته بذعر:لا تقل لي أنك....قاطعها بسرعة:لا...لم أخبره بأمر مهند لقد ظننت أنكما ستتفاهمان و سوف تخبرينه بنفسك، سألته: بهذه البساطة؟؟!!، قال: لنتكلم بصراحة إنك مازلت تحبين زوجك فإلى متى ستظلين بهذا الوضع لا تظني أنك تستطيعين الصمود إلى الأبد؟ كما ان مروان يحبك، قاطعته: لا...لا تقل أنه يحبني، قال لها: لو رأيتيه و هو يستجوب والدينا عن مكانك كالمجنون و كيف اقتحم علي المكتب كالمسعور لما قلت ذلك، انتابت ندى رعشة فرح....لقد كان يبحث عني...لقد أراد ان يعرف مكاني بشدة.... انتشلت نفسها من هذه الأفكار لابد أن لا أعيش الوهم قاطعها صوت جرس الباب فقالت لأخيها: إنها جارتي بالباب لقد أتت بمهند و ابنتها لنتعشى معا، قال لها:نسرين؟...ابلغيها سلامي و قُبلاتي للأطفال، وعدته: سوف نكمل حديثنا فيما بعد يا ضميري اللحوح، ضحك: حسنا يا صغيرتي، قالت: و لا تنسى أن تبلغ سلامي لجيهان و بارك لها عني بالطفل المنتظر، أغلقت الهاتف و أسرعت للباب تفتحه، قفز مهند في حضنها: مامي لقد اشتقت لكِ كثيراً، انزلت مهند أرضاً و حملت ابنة نسرين: نها....مرحباً يا صغيرتي، أمسكت اليدين الصغيرتين بوجهها و قبلتها: مرحبا خالتي ندى، دخلوا و أغلقت نسرين الباب و سألت ندى: هل كنتِ نائمة، قالت: لا...لقد كنت مع فؤاد على الهاتف بالمناسبة إنه يرسل سلامه لكِ و قبلاته لمهند و نها، عندما سمع مهند اسم خاله صاح: خالي فاااد، ضحكت نسرين و قالت بمرح: فؤاد أصبح "فاد" و أنا أصبحت "رين" يا ترى ماذا سيكون مروان؟ "ران"؟، داعبت ابتسامة رقيقه شفتي ندى رغماً عنها و هي تتصور ردة فعل مروان عندما يناديه مهند بأي اسم فطالما كان يخبرها بحبه الكبير للأطفال، لاحظت نسرين أن صديقتها سافرت بأفكارها فصاحت بها داعبةً: هااااي...إلى أين وصلت بأفكارك؟ إلى يخت الأميرة نادو؟، نظرت لها ندى و قد أفاقت من أفكارها:ماذا؟ يخت من؟،ضحكت نسرين: أقصد مروان، لكزتها ندى: كفي عن مضايقتي لم أكن أفكر فيه طبعا، زاد ضحك نسرين: لا أصدقك يا حبيبتي...آه لو رأيت نظراتك الشاردة البعيدة أو ابتسامتك الرهيبة لو رآها مروان لكان أُردي قتيلا، و أخذت تقلدها بطريقة مضحكة،ضحكت ندى كثيراً ثم توقفت عن الضحك و كأنها تذكرت شيئا و نظرت لنسرين: ماذا قلت؟ يخت ماذا؟، نظرت لها نسرين باستفهام، فقال ندى: لقد أطلقتِ على اليخت اسم، ابتسمت نسرين: اهاااا....لا لست أنا من أطلق عليه هذا الإسم يبدو أنك لم تري اليخت إن اسمه فعلاً "الأميرة نادو"، أجفلت ندى و قالت ذاهلة:هل تتكلمين بجدية، ضحكت نسرين: ياإلاهي ما الذي أصابك يا فتاة؟ يبدو أن الإسم مألوف، قالت لها ندى هامسة: لكن كان دوماً ما يناديني بأميرتي نادو، أحست نسرين بأن صديقتها من التأثر ما أفقدها القدرة على التنفس و شحب وجهها فأسرعت تحيط كتفيها بذراعيها مداعبة:ألم أقل لكِ أن زوجك يحبك....من يدري كم من المفاجآت سنرى أولا الوشاح و بعده اسم اليخت، ظلَّت ندى ساهمة فقد أثر بها أن تعرف أنه أطلق على اليخت اسم التحبب الذي كان يناديها به، هزَّتها نسرين: هيا يا أميرتي لنعد العشاء، التفتت لها ندى كأنها لم تكن تشعر بوجودها: ماذا؟...آه نعم هيا إلى المطبخ، قادتها نسرين إلى المطبخ: إن الطفلين يتضوَّران جوعاً لنسرع حتى لا يأكلوا أبواب شقتك، ابتسمت ندى ابتسامة خرجت شاحبة ثم استندت على المغسلة:نسرين أعلم أنك ترين ردة فعلي سخيفة....كل هذا التأثر لمجرد اسم.....قاطعتها نسرين:لا يا حبيبتي أن أعلم تماماً ما تشعرين به فرغم اعتراضك عندما قلت لكِ أنك مازلتي تحبينه إلا أنني أعلم أنك تحبينه و ستظلين و أقل بادرة منه توحي لكِ بأنه كان يفكر بكِ تسبب لك الارتباك،احتضنتها نسرين و قالت ندى بصوت خنقه البكاء:تسبب لي التشوش....تجعلني أن أن حياتي الحالية فارغة...خالية...بلا قيمة لأنه ليس معي، بعد أن هدأت ندى اعتذرت لصديقتها عن هذا الانفجار العاطفي فمازحتها: لا عليكِ ذراعي ترحب بك في أي وقت يا حلوتي، ضحكا و اكملا تحضير الطعام.
*******************************
أسرعت ندى لتفتح باب المكتب فقد كان الهاتف يرن بإلحاح عندما رفعت السماعة استقبلها صوت مأمون الحنون الذي يشبه صوت والدها:ها أنت أخيراً أيتها الكسولة إنني اتصل بكِ منذ ساعة، قالت: أعلم أنني تأخرت على غير عادتي، قال ممازحاً: يبدو أنك بدأت تهرمين بالنسبة لمجال عملنا، كانت تعرف إنه يغيظها فابتسمت:محااال أنت تعرفني....أخبرني لما تتصل بي من الصباح الباكر بهذا الإلحاح؟ إنك لا تفعلها إلا عندما يكون وراءك....قاطعها: لقد حفظتينني يا ابنتي....نعم ورائي... و ورائي الكثير إنها مهمة عمل لكِ، عادت لندى حماستها المهنية و أنصتت لكل ما يقوله مأمون،كان يطلب منها أن تسافر إلى الإسكندرية حيث ستغطي مؤتمر مهم سيعقد عن البيئة و ما إلى ذلك من أمور لا تعنيها كل ما فهمته من مأمون أن هذا المؤتمر مهم و المدعوون إليه بغاية الأهمية و طلب منها أن تركز على عدة شخصيات... كتبت وراءه عدة أسماء أملاها عليها و ختم كلامه: و هناك شابين لا أذكر إسمهما يجب أن يكون لهما نصيب كبير من فلاش الكلميرا الخاص بكِ، ابتسمت ندى من تعبيره، أكمل: فهما برغم صغر سنهما إلا أن عملهما مهم جداً في مجال علوم البيئة و الطبيعة لا تغفليهما.... همَّت بسؤاله عن كيفية التعرف عليهما إلا أنه قال لها:لن تجدي مشقة في التعرف عليهما إنهما سُمر...عراض المنكبين....وسيمان...يخطفان الأنفاس كأنهما خرجا تواً من أحد الروايات،ضحكت ندى و قالت له: أحياناً أتساءل لما لم تمتهن التأليف فهو يناسبك أكثر من العمل بالصور الدعائية و الترويج و خاصة بتعبيراتك العجيبة و تشبيهاتك الجهنمية، ضحك: إنها تخدم عملنا هذا أيضا يا عزيزتي، سألته: متى سيكون هذا المؤتمر؟ اعذرني فرغم أنك تكلمت كثيراً عن أهميته إلا أنني لم أسمع به من قبل أن تخبرني؟، قال: أعلم فهذه الأمور خارج نطاق اهتماماتك فإن لكِ عالمك الصغير لتديريه بالمناسبة كيف حال فتاكِ الوسيم؟، للحظة ظنَّت أنه يتحدث عن مروان إلا أنها سخرت من غبائها و قالت له متنهدة: مهند؟ إنه على خير ما يرام و دوما يسألني عن الجد "موون"، ضحك مأمون بفرح: كم أحب أن يناديني جدي موون، شاركته بالضحك: لا أعلم ما يسرك بذلك إنه يشوه اسمك، قال لها:لا تنظري للأمر بهذا الشكل يمكننا أن نترجم كلمة "موون" لتكون قمر...إنني بارع بالانجليزية، زاد ضحك ندى و هي تفكر مدى تعلق مهند بمأمون فهو يعامله كجد له كما أن مأمون الذي توفيت زوجته قبل أن يرزق بأطفال كان يحبه كحفيد له، سألته مرة أخرى: متى يكون موعد المؤتمر؟ أجابها: بعد أسبوع، قالت: ياااه إنه بعيد عندما حدثتني عنه ظننت انه غداً أو بعد غد، قال لها: لقد أردت أن أخبرك مبكراً لتنظمي أمورك مبكراً....لتنهي أعملك مكتبك و تتدبري أمر مهند كما انني لم أحجز لكِ بالفندق الذي سيقام فيه المؤتمر بعد، قالت: أتعلم أنك ملاك...لقد فكرت بكل شئ حتى مهند، قال و هو يتصنَّع الغرور: أعلم...أعلم أنني ملاك و الدليل أنني بدلاً من أن أحلق لحيتي صباحا قضيت وقت أطول و أنا أقُص في أجنحتي البيضاء حتى أستطيع الذهاب للشركة، ضحكت:كم أحب الحديث معك إنه ينسيني همومي،نهرها بلطف: أي هموم أيتها الفتاة مازلت صغيرة على الحديث بهذه النبرة المنهزمة و الكلام عن الهموم كالعجائز....هيا إلى العمل و يكفينا ثرثرة لليوم، قالت: حسنا يا سيدي القائد...كدت أنسى إخبارك سوف أذهب قبل المؤتمر بيوم لأستقر و أرتب أموري كما أنه لا داعي لتُقلق نفسك و تحجز لي غرفة سوف أتولى أنا كل الأمور، قال لها: حسنا يا صغيرتي....كما تريدين سوف أتركك الآن لعملك إلى اللقاء، أغلقت ندى السماعة و بدأت تعمل كانت ستتصل بالشركة السويدية لتؤجل موعد استلامهم للصور لكنها عدلت عن ذلك و حملت كاميرتها و قررت أن تعمل لوقت متأخر لتنجز كل شئ فلن يفيد أن تؤجل عمل من أجل عمل، تركت رسالة صوتية على هاتف المكتب و حملت معداتها و أغلقت المكتب وخرجت....عندما انتهت من أخذ اللقطات المناسبة عادت إلى المكتب لتظهر الصور و بعد أن انتهت صلًّت الظهر ثم خرجت لتتناول غداءها، عندما عادت للمكتب كان بابه مخلوع هرعت للداخل مذعورة فوجدات بعض الأوراق مبعثرة هنا و هناك لكنها لم تجد أي شئ مفقود، زفرت بارتياح إلاًّ أن الذعر إنتابها عندما فكرت أن هناك من كان يعبث بعملها قطع أفكارها صوت رنين الهاتف فردت قبل أن يرد المجيب الآلي:ألو من معي؟،لم تجد رد من الطرف الآخر و كل ما سمعت هو صوت لأنفاس ثقيلة تجاهلت الأمر و أكملت عملها، بعد العصر ذهبت للشركة السويدية و سلمت الصور ثم مرًّت على نسرين التي كانت تتحدث مع زوجها_ الموجود في الولايات المتحدة_على الهاتف فتحت لها الباب و أشارت لها بان تدخل بعد أن انهت المكالمة سألتها ندى:كيف حال زوجك في الغربة، قالت نسرين بحنين شديد: إنه بخير و قال لي أنه مشتاق لنا كثيراً، قالت ندى:أعلم....من ذا الذي يملك زوجة مثلك و فتاة جميلة كـنها و لا يشتاق لهما بجنون احتضنتها نسرين بمحبة:أشكرك يا حبيبتي...أخبريني لمن أدين بهذه الزيارة الجميلة، ضحكت ندى و قالت:أعدي لي كوباً من الشاي أولاً ثم سأخبرك بكل شئ، جلستا إلى طالة المطبخ تحتسيان الشاي و أخبرتها ندى بقلق عن ما حدث في المكتب عندما ذهبت لتناول الغداء و بعدها ذلك الاتصال الغريب، قالت نسرين بقلق: يا قوة قلبك و هل تجرأتِ أن تتركي المكتب مرة أخرى، قالت ندى: عاجلاً أم آجلاً سأتركه فلن أبيت فيه كما ان كل ما في الأمر أن لص ظن أن بإمكانه سرقة شئ و لم يجد ما يفيده وسط الكثير من الأفلام و قوارير الأحماض، قالت نسرين بتشكك: لا أظن ذلك و إلا لما أخبرتني بما حدث بمثل هذا القلق، قالت ندى لتصرف تفكير صديقتها عن هذا الموضوع: كدت أنسى أن أخبرك سوف أحتاج أن أترك مهند عندك يومين، قالت نسرين مُرحبة:أنت تعرفين أنه على الرحب و السعة في أي وقت، أخبرت ندى صديقتها عن المؤتمر و عندما وصفت لها العالمين كما وصفهما مأمون ضحكت نسرين و قالت لتغيظها: يذكرني هذا الوصف بزوجك المصون، قالت نسرين بغيظ:ليس زوجي فقط الأمر ينطبق أيضاً على زوجك،ضحكت نسرين: نعم هما الإثنان تنطبق عليهماهذه الأوصاف....و أكملت هازلة:من يدري قد يكونا غيًّرا مهنتهما و صارا عالمان بيئة، ضحكتا كثيراً ....عندما شارفت الشمس على المغيب قالت ندى لنسرين أنها ستمر عليها الساعة الثامنة لتأخذ مهند بعد أن تنهي بعض أعمالها.

يتبعــــــــــــــ..............

ΜāŘāΜ ~ Ś 21-06-08 07:06 AM

يسلمووووووووووووووووووووو وا زاهره .. يعطيك العافيه .. بأنتظار أجزاء جديده ..

Emy Abo-Elghait 22-06-08 12:20 AM

اااااااااااااااااااااه منـــــــــــــــــــــــ ك زاهـــــــرة مش عـــــــــــــــــارفة و الله اقولك ايه
احساسك رائع و بداية جميل و بجد روايه رائــــــــــــــــــــع و ارجوكى نزالى الباقي :blushing:
بسرعة البرق ههههههههههههههههه :harhar1:مرسى يا قمر على الروايه الجميله :syria8:

~sẳrẳh 22-06-08 07:21 AM


روايه مميزه
زاهره

اسلوب رائع انت كاتبه متمكنه جدا
انتظرك بشوق لا تطولين

https://www.rewayti.com/images/3ugxsfzz27p0w8px0ner.gif

mastouri 22-06-08 03:05 PM

merciiiii
 
merciiiii:sly:

زاهره 22-06-08 04:02 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة maram (المشاركة 231056)
يسلمووووووووووووووووووووو وا زاهره .. يعطيك العافيه .. بأنتظار أجزاء جديده ..

الله يسلمك حبيبتي
و مشكوره كتير على المتابعه

زاهره 22-06-08 04:05 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sad_angel (المشاركة 232644)
اااااااااااااااااااااه منـــــــــــــــــــــــ ك زاهـــــــرة مش عـــــــــــــــــارفة و الله اقولك ايه
احساسك رائع و بداية جميل و بجد روايه رائــــــــــــــــــــع و ارجوكى نزالى الباقي :blushing:
بسرعة البرق ههههههههههههههههه :harhar1:مرسى يا قمر على الروايه الجميله :syria8:

ميرسي ليكي انتي يا غزالي على مرورك الغااااااااااااااااااالي
و ان شاء الله هنزل الروايه بسرعه

زاهره 22-06-08 04:13 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة soon (المشاركة 233001)

روايه مميزه
زاهره

اسلوب رائع انت كاتبه متمكنه جدا
انتظرك بشوق لا تطولين

https://www.rewayti.com/images/3ugxsfzz27p0w8px0ner.gif

سون
نورتيني حبيبتي بهالطله البهيه

اول مره تشرفيني في أحد موضوعاتي
و اتمنى انه يتكرر هذا المرور الجميل
و بشكرك على كلامك ده بس من زوقك
باذن الله ما رح اتاخر عليكم

زاهره 22-06-08 04:14 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mastouri (المشاركة 233471)
merciiiii:sly:

تشكرات على المرور الكريم

زاهره 22-06-08 04:22 PM

الجزء الســــــــــابع
صعدت ندى الدرج بقلب منتفض لكنها وجدت باب المكتب مقفل كما كان و عندما دخلت أحست أن الأشياء ليست كما تركتها رغم أن كل شئ يبدو طبيعياً إلا أنها متأكدة أن هناك من دخل المكتب في غيابها و عبث بأغراضها....انتابها الذعر مرة أخرى إزاء هذه الفكرة فأغلقت باب المكتب عليها بالمفتاح على غير العادة و أسرعت تنهي أعمالها بسرعة لتعود إلى المنزل لو كان هناك من يجرب ان يمزح معها فقد حقق غايته بهذا المزاح الثقيل فها هي تعمل بدون تركيز و قد شغلها هذا الموضوع.....


*******************************
بعد أن وضعت مهند في فراشه استلقت و قد جافاها النوم و هي تفكر بموضوع اقتحام المكتب في كلتا المرتين أيّاً كان الفاعل فقد ترك وراءه دليل على وجوده في المكان اتراه أحد يحاول دب الرعب في قلبها ليدفعها إلى ترك العمل لكنه لا يعرف أن الأمر يتطلب اكثر من ذلك بكثير لكنها اعترفت أنه نجح نوعاً ما في إرعابها.
مر يومين غرقت فيهما ندى بالعمل كما أن مأمون أرسل لها عشرة أفلام لتقوم بإظهارها لأنه كما يقول لم يرى صور تضاهي الصور التي تظهرها جودة....لم يتكرر ما حدث في المكتب يوم الأحد مرة أخرى فزال كل قلق كان انتابها وقتها....يوم الثلاثاء تأخرت ندى في العمل رغم انها لا تظل ليلاً في المكتب إلا في الحالات الطارئة....أغلقت باب المكتب الخارجي كما فعلت يوم الأحد و أخذت تعمل...فكرت أن مروان لم يظهر طوال هذا الأسبوع لقد اشتاقت له واستغربت من طريقة تفكيرها و زفرت بغضب إنني أعيش بدونه منذ خمس سنوات وها هو الآن يغيب أقل من أسبوع و قد اشتقت له و كم أغضبها شعورها هذا فدأبت تعمل بعنف حتى أحست أن الصور ستتمزق في يديها توقفت فجأة عندما سمعت صوت في الغرفة الآخرى _خيل لها أن قلبها توقف عن العمل و لم يعد يخفق_ سارت بخفة إلى الغرفة الأخرى يبدو أنه أيا من كان هناك فهو يظن أنها غادرت المكتب...لمحت خيال لشخص ضخم فخرجت منها صرخة لا تكاد تسمع فقفز الرجل و ضربها على رأسها.
استيقظت على أصوات غير مفهومة وسطع ضوء أمام عينيها....عندما تمكنت من الرؤية رأت نسرين تقف و قد صمًّت يديها إلى صدرها بخوف و ضراعة و كان هناك شخص منحني على رأسها....إنه...إنه مروان...ماذا يفعل هنا....قالت أول ما خطر ببالها:ماذا حدث؟ ما الذي أتى بك إلى هنا؟ أجلسها مروان وقال بغيظ: ما الذي أتى بي إلى هنا؟!! هل هذا كل ما استطعت قوله بعد أن سببت لنا الخوف حتى جف الدم بعروقنا، لم تفهم ندى ما يقول فقالت نسرين و هي تقترب منها: أتذكرين عندما مررتٍ علي قبل المغرب لتعطيني بعض الألعاب للطفلين؟...قبل أن تذهبي لشركة مأمون، قالت ندى: نعم و بعدها أتيت إلى هنا و نسيت الوقت و أنا أعمل، صاح بها مروان: نسيتِ الوقت؟ إنك....قاطعته ندى بحدة: نعم...قاطعتهما نسرين معاً:كفى....توقفا عن التصرف كالأطفال...ما كنت أحاول إخبارك به أنك نسيتِ هاتفك المحمول و عندما اتصل مروان بك رددت عليه....قالت ندى موجهة كلامها لمروان بغضب: من أين لك برقمي، رد عليها بنفس الغضب: لا أظن أنه رقم الملكة إليزابيث، كانت ندى على وشك الرد عليه عندما صرخت نسرين بهما: يكفـــــي أنكما غير معقولان إنظرا لما تفعلانه....سوف أتكلم و إن قاطعني أحد ساُضرم النار بكما...يكفي أنني وقفت أتفرج على مروان و هي يخلع باب المكتب بكتفه و عندما دخلنا وجدناكِ متردية على الأرض كالقتيلة....كنت أخبرك باتصال مروان عندما سأل عليكِ انتابني القلق و خاصة عندما اتصلت بالمكتب ولم تجيبي، قالت ندى: لقد نزعت سلك الهاتف لكي لا يقاطعني أحد، لم يحتمل مروان أن يظل صامتأً: لا يقاطعك أحد؟ هل جننت أيتها السيدة؟ إن الساعة الواحدة بعد منتصف الليل من يعمل لهذا الوقت و يغلق عليه بابه و و ينزع قابس الهاتف و كأنه في الصحراء وحيداً لقد كدنا نجن قلقاً عليكِ و أنت هنا تقومين بدور السيدة التي تدير أمور العالم، قفزت على قدميها بغضب: إنك تعديت حدودك، وقفت نسرين بينهما كحاجز و قالت:اهدءا، قالت ندى و كانها لم تسمعها: ثم أنه ليس من حقك أن تؤنبني أو حتى تقلق علي أنا أعتذر لنسرين عن ما سبًّبته من قلق أما أنت....صمتت أمام نظرة نسرين المؤنبة أما مروان قال بضيق: معك حق على كل حال من أنا لأقلق عليكِ، أحست بمدى غباء كلماتها و كيف أثرت بمروان إلا أنها قالت له بعناد: كما إنك السبب في قلقي منذ أول الأسبوع....إنني أتعرض لمضايقات من فترة، نظر لها باستفهام: أي مضايقات؟، قالت: لا تدعي الجهل أحدهم اقتحم مكتبي مرتان أول الأسبوع هذا بالإضافة للاتصالات الغامضة يومياً، نظرت لها نسرين محذرة كأنها تقول لها"إيَّاكِ أن تقدمي على ما أظنك ستفعلينه" إلا أن ندى تجاهلت نظرة نسرين و قالت لموران: من يعلم قد تكون أنت وراء ذلك، نظر لها بصدمة: من؟ أنا؟ ما الذي تقولينه هذا؟ من المستحيل أن أؤذيكِ و لو فكر أحد أن يمسك بسوء سيكون آخر يوم في حياته، تأثرت نسرين بكلام مروان و خاصة الطريقة التي تحدَّث بها يعرف منها الأعمى أن هذا الرجل متيم بحب زوجته إلا أن ندى كانت من الإنفعال ما جعلها لا تستطيع التوقف:نعم إنه أنت إنك غاضب لأنني أعتمد على نفسي و لم أعد أحتاج إليك_و ذلك على عكس ما تشعر به تماماً_....لاحظت ندى كيف ضاقت عينيه بألم، نظرت لها نسرين كأنها تقول "هل ارتحت عندما جرحتيه بهذا الشكل؟"، هم مروان بالخروج عندما سمع نسرين تقول لندى: كيف أذيتِ رأسك بهذا الشكل المريع؟ لا بد أنها كانت سقطة مريعة، قالت ندى بصوت خافت: لا إنه ذلك الرجل صفعني عندما فاجأته في غرفة صفاء يتسلل في الظلام، التفت مروان و صرخ: ماذا؟؟؟، انتفضت الفتاتان بسبب صرخته المدوية تقدم مروان من ندى و أمسك بذراعيها: ماذا قلتِ؟ هل اقتحم أحدهم المكتب و أنت هنا؟ و هاجمك أيضاً؟، لم ترد ندى عليه كان شكله يرعب بعينيه اللتين استحال لونهما إلا الأحمر القاني كما برز عرق نابض في رقبته من شدة الغضب: لم أظن أن الأمر هكذا كنا أظنك تختلقين القصص، تركها فجأة حتى إنها كادت تقع أرضاً، أخذ يذرع الغرفة بغضب ثم ضرب قبضته في كف يده بقوة: أيًّا كانوا لسوف يدفعون ثمن هذا، التفت لها و تحسس الكدمه الموحودة في جبهتها: هل آذاكِ هذا الوغد كثيراً؟، أخرستها ردة فعله فابعدت رأسها عن يده و قالت بارتباك:لا...لا...لقد لطمني فقط عندما.....قاطعها صوته و هو يرعد مهدداً و متوعداً (لهؤلاء) الذين فكروا حتى بالمساس بزوجته ثم خرج مسرعاً، نظرت ندى لنسرين التي قالت لها: نعم....وااااو....ياإلاهي لا أتمنى أن أواجه زوجك و هو غاضب، ثم قالت لندى مؤنبة: أرأيت ماذا فعل عندما عرف أن الكدمة التي في رأسك من فعل بائس ما؟ لم يكن يجدر بكِ أن تقولي له ذلك الكلام الجارح، ارتمت ندى في حضن صديقتها تبكي: لا أدري يا نسرين أي شيطان دفعني لقول هذا الكلام أعتقد أنها غريزتي المستميتة للقتال فأنا....أكملت نسرين: إنك تظنين إن بقتالك له ستثبتين لنفسك إنك لا تحتاجينه.... أفهمك يا حبيبتي لقد كنت أفعل مع نور_زوجها_ مثل هذه الأمور عندما كنا منفصلين منذ سنتين لكن ما لبث كلاً منا أن تخلَّى عن عناده و عدنا لبعضنا و ها نحن في منتهى السعادة.


يتبعـــــــــــــــــــــ ــــ..............

sama2_egypt 22-06-08 10:33 PM

تسلم إيديك يا زاهره

أرجوكي متطوليش علينا
ده انا هتجنن من كتر الفضول عشان اعرف حكايه الاتنين دول (هههههه)

أفولك على حاجه احساسي بيقولي ان جوزها واحد من العالمين الي هتقبلهم في المؤتمر

وإن رحلتها ل الاسكندريه (ودي مدينتي الام) هتقلب حايتها 180 درجه

بلييييييييز متطوليش و ما شا ءالله اسلوبك رائع ...

زاهره 22-06-08 11:52 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sama2_egypt (المشاركة 234110)
تسلم إيديك يا زاهره

أرجوكي متطوليش علينا
ده انا هتجنن من كتر الفضول عشان اعرف حكايه الاتنين دول (هههههه)

أفولك على حاجه احساسي بيقولي ان جوزها واحد من العالمين الي هتقبلهم في المؤتمر

وإن رحلتها ل الاسكندريه (ودي مدينتي الام) هتقلب حايتها 180 درجه

بلييييييييز متطوليش و ما شا ءالله اسلوبك رائع ...

اجدع سلان للاسكندريه و اهلها اللي زي العسل و ايووووووووووووووووووووووو وووووووووووه

متشكره يا حبيبتي على زوقك
و ان شاء الله مش هتاخر عليكي
بس انتي تنوريني على طول بوجودك

زاهره 24-06-08 12:09 AM


رغم إصرار نسرين على أن تصطحب ندى لتبيت معها إلا أنها رفضت بشدة: أريد أن أظل وحدي قليلاً و لا تقلقلي إن حدث شئ سأتصل بك أو سأحضر لشقتك، قالت نسرين:حسناً لكن دعي مهند يبيت عندي اليوم على كل حال هو نائم الآن، اوصلتها نسرين لشقتها ثم ذهبت مسرعة: لقد غبت عن الطفلين أكثر من ساعة سوف أسرع قبل ان يستيقظان و يجدان نفسهما وحيدين في البيت.
بكت ندى حتى نامت و رغم أنها نامت متأخراً إلا أنها استيقظت الساعة السادسة فاتصلت بصفاء التي أخبرتها أنها كانت تنوي الذهاب للمكتب فسألتها ندى: هل أنت متأكدة أنكِ على مايرام؟، أكَّدت لها صفاء أنها بصحة جيدة و أنها ارتاحت اطول من اللازم كما أنها اشتاقت للعمل،قالت ندى:حسنا اذهبي انت للمكتب فأنا متوعكة قليلاً... و لا تقلقي لا شئ خطير، أعطتها تعليمات بأن تسجل كل الطلبات و ترسل الرسائل و تتصل ببعض العملاء لتبلغهم أن صورهم أصبحت جاهزة و بعد أن انهت المكالمة اغتسلت و ذهبت لنسرين.
أعدت نسرين فطور كبير و لم يتوقف الطفلان عن التقافز هنا و هناك و تلطيخ المكان بالبيض و الجبن و أخذوا يتراشقوا بحبات الطماطم... في البداية كانت ندى ستصرخ فيهما بغضب لكن ما هي إلاّ نظرة واحدة لنسرين و بعدها انفجرت ضاحكة فخطة نسرين لعمل مأدبة لترفع من روحها المعنوية فشلت فشلاً ذريعاً لكنها بأي حال حققت غايتها لأن ندى لم تكن تتصور أن يعرف الضحك لشفتيها طريق...بعد ان تناولوا أنقاض الفطور _كما قالت نسرين_ قالت لندى: سوف أذهب بالعفريتين لدار الحضانة و سأعود لكِ....لن أتأخر، بعد أن خرجت نسرين في أعقاب الطفلين جلست ندى وحيدة مع أفكارها.... لم تعرف كيف استطاعت أن تقول لمروان مثل هذا الكلام الجارح تذكرت عندما رد على اتهامها " من المستحيل أن أؤذيكِ و لو فكر أحد أن يمسك بسوء سيكون آخر يوم في حياته" لعنت نفسها بسبب ما قالته له... ماذا دهاها لتتهمه أنه يحاول تخريب عملها...أتراها جُنّت؟ إن ردة فعله عندما رآى الكدمة الكبيرة برأسها هي بمثابة صفعة وجهت لها مقابل اتهامها له بما حدث في المكتب.... لقد صارت تفقد صوابها عندما يتعلق الأمر بمروان... ظلّت تؤنب نفسها حتى عادت نسرين التي حالما رأتها قالت: كنت أعلم أنك ستلومين نفسك على سلسلة الاتهامات التي أطلقتها في وجه زوجك المسكين بالأمس، قالت ندى باحباط: ياليتني استمعت لك وقتها إنك لم تنفكي عن إلقاء نظراتك التحذيرية التي يفهمها حتى أكثر العقول تخلفاً،ضحكت نسرين و أحاطت كتفي ندى تقودها للمطبخ: حبيبتي...أنتِ لم تكوني في حالة تسمح لكِ بالانتباه إلى أي شئ...على أي حال حاولي أن تنسي.... قالت ندى بحنق:أنسى؟ كيف لي أن أنسى...قاطعتها نسرين:أنا واثقة بأن غضبه من ذلك المقتحم المجهول سيطغى على شعوره بالإهانة و الجرح لما قلتيه كما أنني واثقة بأنه سينسى كل ما قلتيه و سيسامحك، سألتها ندى بغضب خاصةً عندما رأت ابتسامتها المشاكسة: واثقة؟!! ما الذي يجعلك واثقة بهذا الشكل، ضحكت نسرين و قد سرّها أنها قادت ندى إلى حيث تريد فقالت: لأنه يحبك و ....قاطعتها ندى: بالله عليكِ...لا تكملي فأنا أعرف إلى أين سيقودنا هذا الحديث، رفعت نسرين كتفيها باستسلام : حسناً...ما دمت تعرفين فلا داعي لأن تفكري في ما حدث بالأمس...هيا لنشغل وقتنا بأي شئ ما دمتِ لن تذهبي للعمل...إنها مناسبة تستحق الاحتفال هيا لنصنع قالب حلوى.
*********************************************
استيقظ مروان و هو يحس أن رأسه يتصدع ألماً بعد أن امضى ليلة من أسوأ ليالي حياته ما بين إحساسه بالألم لظن ندى به و اعتقادها أنه قد يفكر بايذائها و بين إحساسه بالغضب من ذلك الرجل الذي هاجمها، مجرد احتمال إصابتها بمكروه كان يقوده للجنون لذلك عندما فكر أن هناك من يترصد لندى و ينوي لها أي سوء أحس بالدم يفور في عروقه، لم يستطع أن ينهض من سريره فاستلقى بين الوسائد محاولاً أن يشعر بالاسترخاء لكن محاولته هذه لم تفلح إلاّ في جره إلى بحر الذكريات.... عندما عاد مروان من الخارج بعد ان طلبت منه ندى الطلاق و جدها منهارة و عندما رأته زاد بكاؤها: أرجوك يا مروان...أرجوك أنا.....قاطعها و هو يجثو بجانبها: حسناً...حسناً يا حبيبتي سيكون لك ما شئتِ، أخذ يربت على شعرها بحنان كأنه يحدث طفلة صغيرة و كم أدهشه عندما هدأت ندى...يومها قضى ليلته على الأريكة ينظر لزوجته و هي نائمه كطفل أنهى بكاؤه للتو و قد احمرت أنفها... تساءل" ما الذي حدث لنا"، استيقظ مروان على صوت صياح ندى فقفز من على الأريكة...كانت ندى متكورة بين الأغطية تئن بألم، أسرع إليها: ما بك يا حبيبتي؟ ما بكِ؟ ما الذي يؤلمك؟، همست بضعف: معدتي...إنها...إنها...، لفها بالأغطية و حملها بين ذراعيه و أسرع بها للمستشفى و هناك تلقى أسعد خبر تلقاه منذ فترة طويلة جدا....ندى حامل في الشهر الرابع "هذا يعني أنني عندما سافرت منذ شهرين كانت في أول حملها"...نظر للسماء "أحمدك يارب" لقد ظل طوال الليل يدعو الله أن يفرج ما بينه و بين زوجته من مشاكل و قضى وقت طويل و هو يتساءل ما الذي تراه قد يحدث بين ليلة و ضحاها و يقف في طريق طلاقهما التي كانت ندى مصرة عليه بكل جوارحها فهو لا يتصور حياته بدونها، عندما غادرا المستشفى كانت ندى هادئة جداً و لم تتفوه بكلمة منذ غادرا المستشفى...لم يستطيع مروان تحديد ردة فعلها إزاء الخبر..., هل هي سعيدة؟ أم حزينة؟ ام مصدومة؟ تبدو ملامحها أقرب للصدمة منها لأي شعور آخر رغم أنها كانت تتمنى أن تنجب الكثير من الأطفال و دومأً ما كانت تخبره بالأسماء التي تفضلها...فكر بألم أم تراها تخلّت عن هذه الفكرة؟ هل أصبحت تصيبها بالألم فكرة أن تنجب منه طفلاً؟ مالت منه السيارة فأسرعت ندى و أمسكت بالمقود و لأول مرة منذ تركا المستشفى تكلمت: مابك؟ انتبه سوف تقتلنا جميعاً، نظر لها و كأنه نسى أساساً أنها موجودة بجواره: جميعاً؟، قالت بعصبية: نعم فنحن الآن ثلاثة أم تراك تكره....قاطعها صائحا: كفى...لست أنا من يكره ذلك، إزدادت حدة النقاش بينهما فخرج مروان بالسيارة عن الطريق و توقف ثم التفت لها: مهلاً...مهلاً دعيني أوضح لكِ أمراً لأنه يبدو أن الأمور اختلطت عليكِ...صمت قليلاً ثم قال مشدداً على كلامه: بعمري ...أبداً ما كرهت أن يكون لي ابن أو ابنه منك بالعكس فهذا جُل ما أتمنها...أم تُراني كنت أضحك عليكِ عندما اخترت معك اسم مهند لأول طفل لنا أو حبيبة لو كانت بنتاً، رقت ملامحها لحظة لكنها عادت تقول بلهجة دفاعية:نعم....لكن نظراً للظروف الحالية فنحن...قاطعها:أي ظروف؟ لأنك طلبت الطلاق؟ و من قال لكِ أنني وافقت؟، لم تعرف ندى هل تفرح أم تغضب من كلامه...أكمل مروان: هذا إلا أذا كنتِ أنت من لا يرغب.... قاطعته: لا... لا تكمل أنت تعلم أنني...أنني...، ابتسم مروان بحنو: نعم أعلم يا حبيبتي...دعينا من هذا الكلام الآن عندما نصل للبيت سنكمل كل حديثنا لكن بدون أضرار جسدية، ضحكت تلك الضحكة التي تجعل مروان يحس بأنه لا يريد من الحياة أكثر منها، قضيا ليلة من العتاب و البكاء المرير الذي صدم مروان فلم يكن لديه أدنى فكرة عن إحساس زوجته بالإهمال... سألته ندى بخوف: مروان...هل سنظل معهاً لأنني حامل؟ لو أن بقاءك معي من أجل....قاطعها: كفاك غباءاً، وعدها مروان أن يهتم بها كما في بداية زواجهما و أعاد إليها كل ثقة بأنه يحبها بطفل أو بدون طفل و سيظل يحبها للأبد....انتابت مروان المرارة فهذه السعادة كانت مؤقتة و استفاق من ذكرياته كالعادة و هو يحس بألم عميق....قرر الذهاب للإطمئنان على ندى فرغم ما قالته له إلا أنه لا يستطيع إلاّ أن يسامحها...خرج من السرير و ارتدى ملابسه على عجل يجب ان يذهب إلى المكتب قبل ان تغادره لتناول الغداء فالساعة الآن الثانية عشر ظهراً.
*********************************************
بعد أن انتهت ندى و نسرين من عمل قالب الحلوى أكلا نصفه و احتفظا بالباقي لمهند و نها ثم جلسوا في غرفة الجلوس أمام التلفاز، عندما غطّت نسرين في نوم عميق لم تجد ندى ما تفعله حتى أنها لم تستطع التركيز على البرنامج الذي يُعرض و خاصةً إنه كان فكاهياً و آخر ما تستطيع عمله هو أن تضحك...اتجهت أفكارها كالعادة إلى مروان....كم كانت حياتهما جميلة بعد أن توقف مروان عن السفر المستمر حتى ظل شهرين دون أن يذكر كلمة واحدة عن العمل و كان صبوراً معها إلى أبعد الحدود حتى أنه لم يكن يأكل إلا الوجبات السريعة لأن حملها جعلها متعبة جداً و خائرة القوى دائماً و عندما كانت تحس أن بها القدرة على العمل لم يكن يسمح لها لكن هذا مر سريعاً...كانا في السيارة متجهين لمنزلهما بعد أن كانا في حفلة بمناسبة ترقية فؤاد أخو ندى، كان مروان يقود السيارة مدندناً بلحن طالما اعتادت على سماعه منه...كانت تحب سماعه لكن هذه المرة كانت تتميز غيظاً...إنه يتصرف و كأن شيئاً لم يكن زفرت بضيق فالتفت لها و سألها مبتسماً: ما بك يا حبيبتي؟ هل هناك ما يضايقك؟، لم تستطع أن تتمالك نفسها فصاحات: أتسألني؟ ياإلاهي...إنك تجلس تغني بكل برود في حين أنك ستسافر غداً أو بعد غد و لم تخبرني حتى و كأنني مجرد كرسي في المنزل، قال: كفى يا ندى...إن الأمر لا يستحق، صرخت و هي تلوح بيديها:لا يستحق؟ لا يستحق؟ أنا أعلم أنه لولا أنني سمعتك بالصدفة و أنت تقول لفؤاد أنك ستسافر للإكوادور لما كنت سأعرف و كنت سأستيقظ يوماً أجدك سافرت كما تفعل دوماً، قال بغضب: أنت تضخمين الأمور فأنا لم أتعمد إخفاء الأمر، قالت: أعلم و هذا ما يزيد الأمور علي فأنت لم تتكبد عناء أن تخبرني حتى...أتعرف حتى لو أخفيت الأمر عني لأحسست أنك تعمل حساباً لزوجتك و لرأيها لكنك قررت و حددت موعد السفر و ستسافر و الأدهى من ذلك أنك ستغيب ستة أشهر...أتراك ستكون موجوداً عندما ألد الطفل أم أن هذا الأمر يؤجل أمام عملك العظيم، لم يستطع مروان أن يتمالك أعصابه و صرخ بها: توقفي.....قالت بإصرار: أتذكر عندما سألتك إذا كنت ستظل معي من أجل الطفل؟ الآن عرفت....فنحن ما كنا لنبقى معاً لولاه...لكُنّا الآن مطلقين و أنت تقوم بعملك دون زوجة تعرقلك أو تعيق مهنتك، كان مروان من الغضب لدرجة انه لم يحس بنفسه إلا و هو يفقد السيطرة على السيارة فمالت عن الطريق و في محاولة لتفادي حافلة مسرعة اصطدم بعمود بجانب الطريق.
استيقظت ندى و هي تحس بألم خفيف في جسمها...في البداية لم تكن تعرف أين هي لكنها عندما شمّت رائحة المعقمات التي تكرهها عرفت أنها في مستشفى ....دخلت ممرضة باسمة الأسارير: إنك بخير يا سيدتي...لقد كان حادث بسيط، كانت ندى على وشك سؤالها عن الجنين إلا أنها قالت: إن زوجك يكاد يجن قلقاً رغم أنني أخبرته أنك بخير لكنه لم يقتنع و لم أستطع إقناعه فأنا لست الممرضة التي كانت مع الدكتور عندما عاينك لقد انتهت مناوبتها و رحلت، عرفت ندى أن هذه الفتاة لا تعرف بأمر حملها و فكرت "لابد أنها لم تعطي مروان الإجابات المريحة...مؤكد أنه سيجن قلقاً على الجنين"، طلبت من الممرضة أن تستدعي الطبيب الذي ما أن رآها حتى طمأنها: إن الجنين بأحسن حال لا داعي للقلق،طلبت منه أن لا يخبر زوجها: أود أن أطمئنه أنا بنفسي، ابتسم الطبيب و أومأ برأسه:حسناً لكِ ذلك يا ابنتي...اعتني بنفسك و كونا أكثر حرصاً مستقبلاً، لم تدري ندى كيف أتتها هذه الفكرة لكنها عزمت على تنفيذها فكّرت "لابد من فعل ذلك فكل ما أبقى مروان معي هو حملي و لو ظن أنني فقدت الجنين سيطلقني و سأرتاح من هذا العذاب" صمتت... أرتاح؟ من تراني أخدع؟...من أين سأعرف طعم الراحة بدون وجوده في حياتي....لكنني لن أقبل...لن أقبل أن يظل معي لأنني فقط أم لطفله...لن أستطيع، ظلّت تجادل نفسها طويلاً حتى أطل مروان من باب غرفتها....كان شديد الشحوب و توجد كدمة كبيرة في جبينه....أسرع إليها: هل أنتِ بخير؟، توقف في منتصف الطريق عندما قالت له بقسوة لم تعرف من أين جاءت بها:أنا بخير لكن الجنين ليس كذلك...لقد فقدته يا مروان و لم يعد هناك ما يحملك على البقاء معي.
تململت ندى في الأريكة عندما تذكرت كيف احتد الكلام فيما بينهما...يومها صرخت به و أهانته و كأنها تدفعه إلى تطليقها و في النهاية غادر المستشفى غاضباً ليلحق بالطائرة التي ستذهب به للإكوادور، في كل مرة كانا يتشاجران و يرحل يعود بعدها و يتصالحان لكنها عرفت هذه المرة أنه لن يعود فلم يعد هناك ما يربطهما، وقعت فريسة الأحزان حتى أنها كذبت على والديها بشأن الجنين و أيضا لم تخبرهما عن شجارها الكبير مع زوجها قبل أن يسافر و لم تعد تزور بيت أهلها بتاتاً...بعد مرور شهرين على سفر مروان دون أن يتصل أو يصل أي خبر منه عرفت إنه لن يعود...حزمت أغراضها و رحلت...رحلت دون أن تخبر أحد... لا والدها و لا أخيها...رحلت فجأة لتهرب من كل ما يذكرها به و بحياتها القصيرة معه لكنها لم تستطع الهرب من النسخة المصغرة عنه، انتفضت ندى من على الأريكة... لا لن يجدي جلوسي هنا و استرجاعي لذكريات لن تجلب لي إلا التعاسة و الإحساس بالمزيد من الألم، كتبت ورقة لصديقتها الناعسة أخبرتها فيها أنها لم تستطع الجلوس بدون عمل شئ لذلك ذهبت للمكتب.
***************************
عندما وصل مروان للمكتب لم يجد ندى بل وجد فتاة بشوشة الوجه استقبلته بالترحاب...عرف إنها مساعدة ندى و عرف منها أن ندى أخبرتها أنها لن تأتي للمكتب اليوم... انتابه القلق عليها يبدو أن احساسه بالقلق كان واضحاً لأن صفاء أسرعت لتطمئنه: إنها بخير...لقد أكدت لي ذلك لكن كل ما في الأمر إنها ترغب بالراحة من العمل قليلاً...أشارت له ليجلس:تفضل يا سيدي... بماذا يمكنني أن أخدمك؟، بعد أن جلس مالت صفاء على المكتب بطريقة مضحكة تشبه طريقة الأطفال في التآمر:بيني و بينك إنني لست مقتنعة بما أخبرتني به لأنها نادراً ما تأخد راحة من العمل فهي مدمنة عليه و طالما ألغت أعمالها لليوم فمؤكد أن هنا ما هو جدي، بدى واضحاً لمروان أن صفاء شعرت بالإرتياح تجاهه و قرر استغلال ذلك ليعرف أكير قدر ممكن من المعلومات عن حياة زوجته الحالية.
كانت صفاء تحدثه عن مدى روعة العمل مع انسانة كندى عندما أطلت من الباب...شحب وجهها عندما رأت زوجها يجلس مع صفاء التي يبدو أنها لم تأخذ وقتاً طويلاً لترتاح لمروان و تبدأ بسرد القصص و الحكايات... خطت للأمام بغضب فالتفت مروان لها و ابتسم ابتسامة استفزتها كان يهم بالكلام إلا أنها صاحت به:ماذا تفعل هنا؟، قال:جئت لأطمئن عليكِ، كانت ستصرخ به إلاّ أنها تذكرت وجود صفاء التي تعلقت نظراتها بهما بفضول فأمسكت بيد مروان و شدته إلى غرفتها وصفقت الباب وراءها... تفاجأ مروان من فعلتها عندما لاحظت ندى أنها ممسكه بيده سحبت يدها كأنها ندمت على ذلك...استعادت سيطرتها على نفسها:مروان...أتمنى أن تتوقف عن المجئ إلى هنا أنت تعلم... قاطعها و هو يضع يديه على كتفيها و يجلسها:اهدئي قليلاً لنتمكن من التحدث كما أن صوتك عالي من المؤكد أن مساعدتك الآن ترهف السمع لتعرف ما يحدث بيننا فمن المؤكد أيضا أنها المرة الأولى التي ترى فيها رئيستها تفقد السيطرة على أعصابها الجليدية، سمرتها حركته قليلاً إلا أنها نفضت يديه عن كتفيها وهبت واقفة...قالت له بصوت خرج كالفحيح: لاتجرؤ على توجيه إهاناتك لي... لقد اكتفيت منك و أريدك أن ترحل الآن و لا تعود مرة أخرى إلى هنا فعودة صفاء للعمل تعني....قاطعها: تعني المزيد من المشاهدين و هذا ما لا تريدينه، تنهدت باحباط:مروان...أعترف أنني أهنتك و وجهت لك اتهامات سخيفة،سألها بلوم:هل هي سخيفة حقاً، قالت له باستسلام: أرجوك اتركني أكمل اعتذاري أم تراك ترغب بإذلالي... صدقاً أنا أعتذر منك لا أعرف ما الذي دفعني للتفوه بهذه الحماقات في وجهك...الآن بعد ان أتممت إعتذاري أتمنى أن تتفهم أن وجودك في المكتب سيدفع صفاء إلى طرح المزيد من الأسئلة و خاصة...أكمل عنها: إننا في حالة صراع دائم..... هذا ما أثبته اليومين الذين سبقا سفر ندى لحضور المؤتمر فهبوط مروان المفاجئ على المكتب و مشاحناته معها دفع صفاء للتساؤل عن هوية مروان كما أنه سحرها تماماً فصارت تعامله كما تعامل أفضل عملاء المكتب، في اليوم الذي يسبق سفر ندى طلبت من صفاء أن تراجع معها ما ستقوم به في أثناء تواجدها في الإسكندرية و أثناء عملهما اتصل بها مروان: أهلاً بحسنائي، قالت هامسة لكي لا تسمعها صفاء:أنا لست حسناءك، قال لها: سأشتاق لكِ... لا تغيبي طويلاً في ذلك المؤتمر، صاحت: كيف عرفت؟، ضحك ضحكته العميقة: لي مصادري، نظرت ندى لصفاء التي يبدو انها فهمت التهمة التي رمتها بها رئيستها، حاولت ندى تهدئة غضبها فلا فائدة من صب غضبها على مساعدتها فاللوم يقع على مروان و طريقته التي يسحر بها من حوله بحيث لا يترك لهم مجالاً إلا أن يطيعوه و يخدموه بكل سرور... أنهت المكالمة بعد مشادة معه و صفقت السماعة، ابتسمت صفاء و قالت: لم أظن أن خلال غيابي الغير طويل سيحدث الكثير و يبدو لي أنه فاتني الكثير من المرح هنا، نظرت لها ندى بعتاب لكنها ابتسمت و هي تقول لها: لا تجرؤي على طرح نصف سؤال و خاصة بعد خيانتك لي، ادعت صفاء عدم المعرفة: خيانة؟ أعوذ بالله...عن أي خيانة تتكلمين؟!!، مالت ندى على المكتب و شدتها من أنفها: أتحدث عن إخبارك لمهند بكل تحركاتي بدون ذكر بقية المعلومات التي تتخلل أحاديثكم أيتها المخادعة الكاذبة، صاحت صفاء ضاحكة:آآآآي لقد آلمتيني أيتها المتوحشة، تركت ندى: المرة القادمة سأقطعه لكِ إن لم تتوقفي عن الثرثرة، أمسكت أنفها و قالت بمرح: و هل سيرضيكِ أن أقابل زبائننا بدون أنف، ضحكت ندى و قالت لها: هيا لنتمكن من إنهاء عملنا بسرعة، بعد أن انتهت ندى من ترتيب الكاميرا و الأفلام و أغلقت المكتب توجهت للمنزل و أخذت أغراض مهند لنسرين ثم حزمت حقيبة صغيرة لها و توجهت للمطار.


يتبعــــــــــــــــ..........

~sẳrẳh 24-06-08 12:13 PM

احداث مشوقه وروايه تفوق الوصف
سوف اكون في الانتظاتر دائما
https://www.rewayti.com/images/3ugxsfzz27p0w8px0ner.gif

زاهره 24-06-08 06:49 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة soon (المشاركة 236408)
احداث مشوقه وروايه تفوق الوصف
سوف اكون في الانتظاتر دائما
https://www.rewayti.com/images/3ugxsfzz27p0w8px0ner.gif

مشكوره حبيبة قلبي على المتابعه

و اتمنى تضلك منوره روايتي بوجودك

Emy Abo-Elghait 25-06-08 12:11 AM

الســـــــــــــلام عليكــــــــــــــم

رائــــــــــــــــــــــ ـع رائــــــــــــــــــــــ ــــع اختى الغالية زاهرة

تسلم ايديكى يا جميل و ارجوكى نزاليها بسرعة



https://www6.0zz0.com/2008/06/24/21/186102970.gif

زاهره 25-06-08 01:26 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sad_angel (المشاركة 237212)
الســـــــــــــلام عليكــــــــــــــم

رائــــــــــــــــــــــ ـع رائــــــــــــــــــــــ ــــع اختى الغالية زاهرة

تسلم ايديكى يا جميل و ارجوكى نزاليها بسرعة



https://www6.0zz0.com/2008/06/24/21/186102970.gif

تسلميلي انتي يا غزالي
و لعيونك مش هتأخر ابدا

نورتيني يا حبيبة قلبي

ΜāŘāΜ ~ Ś 25-06-08 04:45 AM

حلوه جداً زاهره .. منتظرينك .. يعطيك الف عافيه ..

زاهره 25-06-08 02:37 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة maram (المشاركة 237390)
حلوه جداً زاهره .. منتظرينك .. يعطيك الف عافيه ..

الله يحلي أيامك
مشكوره حبيبتي على متابعتك

زاهره 25-06-08 02:40 PM

الجزء التــــــــــاسع


عندما وصلت الفندق وجدت ترحيب كبير من المدير نفسه فيبدو أن مأمون قام باتصالاته كما حرص على أن تكون غرفتها من أحسن الغرف....أحست باهتمامه بهذا المؤتمر فقررت أن لا تخذله و تحصل له على أحسن الصور، بعد أن رتبت ملابسها القليلة داخل الخزانة اتصلت بنسرين لتطمئن عليها أجابتها صديقتها بفرحة كبيرة: إن كل...كل شئ على ما يرام يا ندى لا تقلقي البته، سألتها ندى بارتياب: ما بك يا فتاة إن صوتك يقطر فرحاً هل..... قاطعتها نسرين بصيحة فرح كالأطفال: إنه...إنه هنا لقد وصل مصر يا ندى، ضحكت ندى: مؤكد أنك تتحدثين عن نور أليس كذلك؟، قالت نسرين: و من غيره سيدخل وصوله مثل هذه الفرحة على قلبي، ضحكت ندى مرة أخرى: حسناً أيتها المتيّمة...لكن هل سيُحدث و جود مهند عندك أي مشكلة، قالت نسرين: بتاتاً...كما أن نور لن يصل قبل خمسة أيام بعد أن ينهي بعض أعمال له في الإسكندرية....صمتت قليلاً فقالت ندى مبتسمة: هيا تكلمي...ماذا وراء هذا الصمت، قالت نسرين بتردد: عندما تعودين هل يمكنك ان تبقي نها عندك لمدة يومين فقط؟؟، قهقهت ندى ضاحكة: أيتها الشقية.... لكن لما كل هذا التردد في سؤالك أيتها الحمقاء؟ بالتأكيد لكِ ما تريدين و ليس ليومين فقط بل للمدة التي تشائين، ضحكت نرسين:حمقاء و شقية؟ سأسامحك على هذه الأوصاف... عزيزتي كل ما في الأمر إنني أعرف أنك منهمكة دوماً في عملك و لا أُريد أن أثقل عليكِ، قالت ندى:كفاكِ حماقة و هيا اذهبي و فتشي في مطبخك بجهد لتعدي كل ما يحبه زوجك، قالت نسرين بمرح:لقد بدأت فعلاً، انهت ندى المكالمة و جلست تتذكر كيف كانت تطير فرحاً عندما كان مروان يعود من السفر و خاصة إنه كان يغيب طويلاً.... نفضت عنها هذه الأفكار و خرجت من غرفتها تبحث عن القاعة التي تقام فيها المؤتمرات و عندما وجدتها لاحظت أن الإضاءة فيها زائدة عن اللزوم فتوجهت إلى الاستعلامات لتسأل عن مكتب المدير.... بعد ان انتهت من هذه المسألة صعدت غرفتها لترتاح.... ترى كيف ستكون ردة فعل مروان عندما يعرف أنها سافرت .... ابتسمت هذا أفضل فلو ظن أنها ستعلمه بتحركاتها أو ظن أنه سيظل مسيطراً على الموقف فهو واهم ثم تذكرت صفاء من المؤكد أنها ستخبره كل شئ حتى الفندق التي نزلت فيه فكرت باحباط طالما اخبرته عن المؤتمر فلن تتوانى عن إخباره بكل التفاصيل حتى موعد عودتها للأقصر.
*************************************



استيقظت ندى على صوت الهاتف....عندما نظرت في الساعة بجوار السرير وجدتها الخامسة فجراً رفعت السماعة على مضض....أحست بالقلق عندما سمعت صوت نسرين تقول: أنا آسفة يا حبيبتي لإيقاظك في مثل هذا الوقت، قالت ندى بقلق: لا عليكِ على أي حال كنت سأستيقظ لأصلي... أخبريني ماذا حدث؟ مهند و نها بخير؟، اسرعت نسرين تطمئنها:إنهما بخير لا تقلقي، قالت ندى بنفاذ صبر: إذن ما الذي حدث؟، قالت نسرين بصوت متقطع:إنه...إنه المكتب، صرخت ندى و هي تقفز من السرير: ماذا حدث للمكتب؟، قالت نسرين كأنها تتكبد عناء كبير لتتكلم:لقد ...لقد احترق بأكمله، قالت ندى بهستيرية: لا...لا...لا لا لا، انهارت على السرير تنتحب: عملي .. أوراقي .. أفلامي .. و فجأة صمتت ثم سألت نسرين بلهفة: صفاء؟...هل هي بخير؟، قالت نسرين بسرعة: نعم إنها بخير لم تكن بالمكتب، قالت ندى: يجب أن أعود... لن اجلس هنا لمدة أسبوع و كل عملي أكلته النيران يجب أن أعرف من فعل بي هذا، أغلقت السماعة قبل أن تجيبها نسرين و أسرعت لتحزم أغراضها إلا أنها نظرت للساعة مازال الوقت مبكراً و لن اجد السيد خيري _مدير الفندق_ لأخبره بما حدث ليتدبر شخص آخر يحل محلي لياخد صور خلال المؤتمر لمامون، قررت الإنتظار حتى طلوع النهار فما حدث حدث و لن يفيد إسراعها بالسفر يجب أن ترتب أمر البديل قبل أن تسافر... الساعة السابعة اتصلت بعاملة الاستقبال و سألتها عن المدير فأخبرتها أنه في مكتبه فأنهت توضيب ملابسها و حملت حقيبتها كانت تهم بمغادرة الغرفة عندما انفتح الباب فتراجعت للداخل عندما رأت مروان يقف ممسكا بمقبض الباب و يبدو انه اعتبر حركتها هذه دعوة له ليدخل لأنه تقدم داخل الغرفة و أغلق الباب خلفه ثم أشار لحقيبتها: إلى أين أنتِ ذاهبة؟، كان يظن أنها ستخبره بغضب ان يهتم بشؤونه لكنها أخبرته عن مكالمة نسرين بذعر فقال لها مهدئاً: لا لم يحدث شئ من هذا، قالت: لكن نسرين....قاطعها: لقد حدث سوء تفاهم لقد احترق المبنى المجاور و ليس مكتبك و من أبلغ نسرين أخطأ....لا تنظري لي بذهول هكذا لقد أتيت لتوي من الأقصر، أخرج هاتفه و اتصل بصفاء ثم ناولها الهاتف: إنها صفاء إسأليها، عندما كلمتها صفاء أخبرتها أن الخبر ليس صحيح و أن المبنى الملاصق لهم هو الذي احترق و اتصلت بنسرين التي أخبرتها نفس الكلام لكن ندى أحست أن هناك شئ غريب حتى صوت نسرين كان غير طبيعي، عندما أفاقت من أفكارها ناولته هاتفه بعنف و قالت له:كيف سمحت لك إدارة الفندق أن تدخل إلى هنا و كيف بحق الله أعطوك مفتاحاً لغرفتي؟،ابتسم ابتسامة زادت من غضبها و قال بكل بساطة:أخبرتهم أنني زوجك المصون؟، اتسعت عيناها دهشة:هل...هل فعلت هذا حقاً؟، قال: اقتنعت عاملة الاستقبال عندما رأت صورة زفافنا.... أكمل بسخرية:كما أن ثوب زفافك أعجبها بشدة، فكرت هل يحتفظ حقاً بصورة زفافنا معه...ترى ما الذي يدفعه لحملها معه؟ انتبهت من أفكارها عند رفع يده اليسرى أمامهما: كما انني أريتها اسمك المحفور على خاتمي و أعجبتها فكرة أن الأسم حُفِر خارج الخاتم وليس داخله، تفاجأت و نظرت ليده مازال يرتدي الخاتم... لا... لا مؤكد أنه ارتداه قبل أن يحضر لا أكثر، هزت رأسها: كيف تجرؤ على إخبار أحد أننا زوجان؟،، رفع حاجباه: أليس هذا صحيحاً؟، قالت بنفاذ صبر: بكل الأحوال سنتطلق.... على أي حال ما الذي أتى بك إلى للإسكندرية؟، قال لها: إنني من المدعوين للمؤتمر أنسيت أن زوجك مهندس مهم جداً..... صمت قليلاً عندما رمقته بغضب و ابتسم بسخرية:آآآها نسيت أن افتراقنا لفترة طويلة جعلك لست على علم بمسيرتي المهنية فأنا الآن أحضر مؤتمرات و أكون مدعواً لكثير من الندوات في مختلف المواضيع.... زوجك مهم يا فتاة، قالت: كف عن السخرية و اخرج من هنا، لم يفقد صوته المرح عندما انحنى و قال مبتسماً: حسناً يا أميرتي لكِ ما شئتِ، عندما خرج أعادت ندى ملابسها للخزانة و هي تفكر هل من الممكن أن يكون مروان أحد المهندسين الذين أخبرها مأمون عنهما.

في اليوم الأول للمؤتمر تعرفت ندى على أحد هذان المهندسان كان شاب أشقر يبدو أنه في منتصف الثلاثين أحست أن شكله مألوف و عرفت سبب إحساسها عندما أخبرها باسمه "نور سيف الدين".... نعم إنه زوج نسرين لكن ما علاقته بالبيئة هذا ما لم تفهمه أبداً و عليها ان تكتفي بآداء عملها فكرت أنه لم يتبقى إلا أن يكون زوجها هو المهندس الآخر لتنقلب مزحتها هي و نسرين عليهما و كما توقعت ندى كان زوجها المقصود و للسخرية كانا صديقين....تسللت ندى في منتصف الكلمة الافتتاحية و اتصلت بصديقتها لتخبرها و هي تضحك بشدة أن ما طنتاه دعابة كان حقيقة فزوجيهما كانا في المؤتمر.

كان من المقرر أن تظل ندى طوال وجود الوفد الأجنبي المشارك في هذا المؤتمر و خلال جميع الندوات المقامة أي خمسة أيام لكنها ما أن أحست أنها جمعت صور بما فيه الكفاية حتى قررت أن تعود للأقصر فقد التقطت مئات الصور سافرت قبل انتهاء المؤتمر بيوم فقد اكتفت من رؤيتها لمروان عشرات المرات بعد مواجهتهما الجمهنمية و اضطرارها لالتقاط العديد من الصور له مع إنها اعترفت لنفسها أنه ليس شيئاً كريها فلزوجها وجه محبب للنفس و استمتعت بالتقاط صور رائعة له حتى إنها قررت الاحتفاظ بعدة صور لنفسها.


يتبعـــــــــــــــــــ.... ..........

ΜāŘāΜ ~ Ś 26-06-08 10:49 PM

مشوق جداً الفصل هدا يا زاهره .. يلا منتظرين الفصل القادم يا عسل ..

زاهره 27-06-08 03:17 AM

مشكوره مرموره حبيبتي على متابعتك الغاليه

زاهره 27-06-08 03:34 AM

الجــــــــــــــــــزء العـــــــــــــاشر

عندما وصلت للأقصر توجهت للمكتب رغم أن جسدها يصرخ مطالباً بالراحة إلاّ أنها تجاهلت أرهاقها و صعدت السلم تجر قدميها....وجدت المكتب مغلق رغم أن الوقت بعد الظهر و من المفترض أن صفاء موجودة للرد على الزبائن و أخذ طالباتهم دهشت عندما رأت أن باب المكتب يختلف تماماً و عندما ادخلت مفتاحها في القفل لم يفتح....استغربت ترى هل انا من الإرهاق بحيث أنني أخطأت في العنوان، عادت أدراجها و قررت أن تترك هذا الأمر جانباً حتى تتصل بصفاء فقد يكون عندها الجواب الشافي، عادت لمنزلها و لم تعرف كيف وجدت طريقها للسرير لكن كل ما تذكره أنها استيقظت و وجدت نفسها مازالت ترتدي ملابس السفر فاغتسلت و أعدت لنفسها فطوراً أكلته بنهم ثم اتصلت بنسرين التي تفاجأت عندما عرفت أنها عادت: لكن المؤتمر لم ينتهي بعد، قالت ندى: لم أجد داعي لأن ابقى يوم إضافي دون فائدة فقد التقطت مئات الصور و أنا متأكدة أن مأمون سيجد من بينها ما يرضيه...سوف انهي المكالمة الآن لأنني بحاجة إلى الذهاب للمكتب، ارتبكت نسرين: لما أنت بهذه العجلة لتعودي للعمل... صفاء سوف تذهب للمكتب و تهتم بالأمور كالعادة، ظلت نسرين تجادلها حتى اقنعتها بأن تتناول الغداء عندها و تمضي معها النهار و انهت كلامها: و بإمكانك أن تذهبي للمكتب بعد المغرب فلن يضيرك أن تعملي اليوم ليلاً طالما ستكون معك صفاء، بعد ان أنهت نسرين المكالمة مع ندى اتصلت بصفاء تعلمها أن ندى وصلت مبكراً: يا إلاهي ماذا سنفعل يا صفاء يجب ان نبلغ مروان فلو رأت المكتب سوف تقتلنا وحده هو القادر على مواجهة الوضع، طمأنتها صفاء: لا تقلقي لقد اتصل بي و سألني عنها يبدو أنه لاحظ غيابها سوف يصل اليوم الساعة السادسة ....لقد طلبت منه أن يحضر للمكتب فور وصوله، قالت نسرين: ليكون الله في عوننا.

أحست ندى أنها ارتخت فعلاً بعد أن تناولت مع نسرين الغداء و جلستا تتمازحان حول موضوع حضور زوجيهما للمؤتمر، قالت نسرين ضاحكة: لقد انقلبت المزحة علينا، ابتسمت ندى: هذا ما فكرت فيه أيضا....كما أنه بإمكانك أن تتصوري مدى صدمتي عندما عرفت أن مأمون كان يقصدهما و ما يزيد من جنون الأمر أنه اتضح لي أنهما صديقان تعرفا على بعضهما منذ سنوات من خلال لؤي فكلاهما صديق له، جلس الكل أمام التلفاز يشاهدوا برامج أطفال و بعد نصف ساعة أحست ندى بالنعاس فذهبت للمطبخ لتعد لنفسها فنجان قهوة....خرجت من المطبخ مسرعة عندما سمعت صراخ نها و مهند ...كانا يصيحان بفرح و كانت نها تتقافز في كل مكان قائلة: إنه دادي ها هو يخرج من هذا البيت، ضحكت نسرين و غيرت المحطة و هي تقول إنها تقصدت الفندق إنه بث غير مباشر لبعض لقطات من ذلك المؤتمر ...أسرع مهند و أعاد المحطة ثم نظر لتلك اللقطات التي تعرض كأنه يبحث عن شخص ثم صاح عندما وجد ضالته و قال: هاهو أنا كنت متأكد أنني رأيته مع عمي نور إنه يشبه دادي كثيراً، اصفر لون نسرين و نظرت لندى التي تسمرت و اختفت الابتسامة مع على صفحة وجهها فأغلقت التلفاز و توجهت لندى: إن القهوة تغلي على الموقد سوف أذهب و أنهيها و أنتِ اجلسي من الطفلين و يكفيهما تلفاز لليوم، جلست ندى ساهمة يا إلاهي هل تعرف مهند على والده رغم الاختلاف بينه و بين الصور القديمة.... جلست نسرين بجوارها و ناولتها الفنجان: لا عليكِ يا عزيزتي عاجلاً أم آجلاً سيتعرفا على بعضهما فلا تشغلي بالك من الآن، قالت ندى: معك حق...كما أنني أحس بالتعب الشديد رغم أنني نمت طويلاً فلا داعي لأن أرهق نفسي بالتفكير ...حبيبتي سوف اضطر لأن أذهب للمكتب الآن لأنني عندما مررت بالأمس لم أجد صفاء كما أن مفتاحي لم يفتح الباب هلا ابقيتي مهند عندك على ان أمر عليكِ و آخذه هو و نها فمن المتوقع أن يصل نور غداً صباحاً، ابتسمت نسرين و احتضنت صديقتها: أشكرك يا عزيزتي لم أتصور أن تتذكري أنا نفسي نسيت موضوع نها... عزيزتي أرى أن ابقيها لأنك.... قاطعتها ندى : لا سوف آخذها.... فوجودها سوف يشجعني على أن آخذ عطلة لأرعاها هي و مهند، التفتت لمهند: من سيعطي مامي قبلة و عناق كبييييير قبل أن تذهب للعمل، ركض مهند و ارتمى في حضنها و قبلها: لا تتأخري يا مامي، تقدمت من نها و عانقتها: لا لن أتأخر فأنا و أنت و نها سوف نمرح كثيراً اليوم ما رأيك يا "نونا"؟، صاحت نها بحماس: أجل..... ركضت و شدت مهند من يده: هيا لنوضب أغراضي التي سوف آخذها عندما انتقل للعيش معك، انفجرت ندى و نسرين بالضحك عندما سمعا ذكر نها للانتقال.
******************************



عندما وصلت ندى للمكتب وجدت صفاء ، كانت تهم بسؤاللها عن ما حدث معها بالأمس عندما مرت بالمكتب لكنها وقفت مذهولة.... يا إلاهي أين أنا؟ كان المكان مختلف تماماً الألوان... الأثاث ... كل شئ... كل شئ، توجهت لغرفتها ثم إلى الغرفة المظلمة كان كل شئ مختلفاً أسرعت إلى غرفة صفاء:ما هذا؟، أسرعت صفاء بإخبارها بما حدث: لقد احترق المكتب فعلاً و كل شئ فيه أصبح رماد حتى الباب الخارجي أصبح قطعة فحم.... لو رأيتيه لتوقف قلبك،تلفتت ندى حولها و قالت بسخط و هي تشير إلى الجدران: ما أراه حولي هو ما سيجعل قلبي يتوقف.... أسافر لمدة أسبوع و أعود لأجد مكتبي ليس مكتبي و مفتاحي لا يفتحه، قالت صفاء: اهدئي أرجوكِ لقد اضطررنا لتغيير كل شئ؟، فكرت ندى "اضطررنا" على من تعود "نا" هذه كما أنه على ما يبدو تجديد المكان كلّف مبلغ من فعل هذا....تلفتت حولها و سؤال يلح عليها منذ أن دخلت المكتب لما المكان يبدو مألوف؟ مألوف جداً، سألت صفاء: لكن عندما اتصلت بك لاسألك عن الحريق أخبرتيني.... قاطعتها: أجل ...كان ذلك بعد أن طلب مروان مني ذلك فعندما علم بموضوع الحريق أتى إلى المكتب و قال لي أنه يجب أن لا تعرفي أي شئ و لا داعي لإقلاقك حتى تنهي أعمالك الخاصة بذلك المؤتمر...قاطعتها ندى صارخة: اللعنة على المؤتمر....صمتت قليلا ثم قالت:مهلاً...مهلاً...مــ... مروان؟ و ما دخله بكل هذا؟، قالت صفاء: هو من استلم زمام الأمور ...أعطاني إجازة لمدة خمسة أيام و أخذ مني مفتاح المكتب مع أن ذلك لم يجدي لأن موضوع استخدامه بعد عمل باب جديد لم تنجح و هكذا أشرف على إعادة المكتب إلى حالته السابقة و في وقت قياسي فلم يرغب في أن تعودي من مهمتك و تجدي المكتب و قد استحال إلى حطام، انفجرت ندى فيها غاضبة: ماذا؟ أعطاكِ إجازة؟ و ماذا أعطيته؟ المفتاح...يا إلهى ما الذي دفعك لفعل مثل..... استمرت في الصراخ على صفاء التي ظلت تحدق بها و هي تتساءل ضارعة متى يصل مروان و كأنه بفعل ساحر ظهر مروان و طلب من صفاء أن تتركهما وحدهما ففرت هاربة و هي مسرورة لأنها لن تكون أمام ندى و هي في هذا المزاج الناري، بعد أن أصبحا وحدهما أغلق مروان باب الغرفة و التفت إليها: إنك ظالمة هل صبيتي غضبك عليها؟، عندما استمرت في التحديق به قال لها: انظري لنفسك إن عينيك تقدحان شرراً لا ريب أن الفتاة انطلقت مسرورة بنجاتها عندما طلبتُ أن تذهب لمكتبها، وجّهت اصبعها أمام وجهه كأنه مسدس:أنت... أيها... كيف تجرؤ؟...، لم تستطع أن تجمع جملة من شدة ما كانت غاضبة، بعد أن استطاعت أن تهدء نفسها قالت له: كيف استطعت أن تأخد منها المفتاح ؟ بل كيف أطاعتك و تركت المكتب أو على حد قولها " أخذ إجازة منك؟"، رد عليها: مُساعِدتك على عكس بعض الأشخاص رأت أنني إنسان لطيف لا ضرر منه و ....قاطعته بغيظ فهي تعرف من يقصد بــ" بعض الأشخاص": لا تتحامقني يا مروان مهما رأتك صفاء "رجل لطيف"_وشددت على الكلمتين_فهي بعمرها لن تعطي مفتاح المكتب لشخص غريب حتى لو كان المكان متهدماً و لكانت إنتظرت عودتي، قال: اهااا...ها أنت قلتيها شخص غريب و أنا لست بغريب، صاحت به و هي ترفع إصبع الإتهام مجدداً: لا تقل لي أنك أخبرتها...أمسك بإصبعها و قال بطريقة أغاظتها حتى أحست أنها ستقتله حالاً:أنها أيضاً أعجبها فستانك عندما رأت الصورة....ما بال الناس جميعا؟ يعجبون بفستانك فقط و ما خطب بدلتي الرائعة؟، احمر وجه ندى غضباً: ما بالك أنت؟ هل تعرض هذه الصورة على كل من تلقاه....كيف تجرؤ؟،ضحك مروان و قال و هو يتجه إلى الباب و يفتحه:أعتقد أنك قلت جملة " كيف تجرؤ" هذه عشرات المرات، توجه إلى غرفة صفاء و ندى في أعقابه لقد كان يشعر بالتسلية من الموقف و عندما راتهما صفاء وقفت فقالت لها ندى: أنا أخبرك يا صفاء و أمامه إياكِ...إياكِ مطلقاً أن تعطي هذا الرجل مفتاح المكتب فهو لا يحق له أن ....قاطعها و قد بانت التسلية على وجهه: لا تتكلمي يا عزيزتي بهذا الشكل عن زوجك ماذا ستقول عنّا الآن؟، نظرت له ندى و انفجرت به بطريقة مروعة بعد أن فقدت كل سيطرة كانت لها على أعصابها: لماذا تفعل هذا؟ هل تستمتع بتعذيبي؟، حاول مروان أن يقاطعها و يخبرها أن آخر ما يرغب به هو أن تُمس شعرة واحدة منها بأذى و إنه لن يسمح بحدوث هذا لكنها لم تترك له فرصة للكلام و انطلقت تصيح بهستيرية: هل تشعر بالتسلية؟ لماذا عدت لحياتي هل عدت لتسيطر عليها؟ تريد أن تثبت لي أنني لن أقدر على العيش بدونك؟ لا ... لا و ألف لا أنت مخطئ فأنا ظللت بهذا الوضع خمس سنوات و سأستمر و لست بحاجة لك في حياتي، كانت تصرخ بقوة حتى أن نسرين كانت تصعد الدرج و عندما سمعت صوت ندى هرعت مسرعة و نظرت لصفاء التي كان وجهها شاحب، شهقت ندى ثم أكملت: صفاء و سحرتها بطريقتك و جعلتها تعترف بسلطتك في حياتي كزوج.... أصبحت لك حليفاً و عاملتك كأخ كبير لها تفضي له بالأسرار... حتى أعز صديقاتي...نسرين... صدقت انك تحبني و أصرت على أن أفعالك ما هي إلاّ محاولة منك و بكل لهفة لنعود معاً و بناءاً على ذلك ساعَدَتْك و كذبت علي بشأن المكتب لكنها مخطئة فحبك لي مات...مات منذ زمن طويل...ألا تذكر؟ منذ ان بدأت تسافر و تتركني بالشهور أتعرف ماذا اريد؟ كل ما أريده منك أن تتركني و تبتعد عن حياتي اعتبر أنه لا زوجة لك و أتمنى أكثر لو تطلقني و يكفي...يكفي ما عانيته منذ تزوجنا، كان مروان في حالة من الذهول لم يكن يصدق ما تسمعه أذناه.... بعد أن انتهت ندى من كلامها نظر لها بصدمة و استدار و ترك المكان في حين أن جسد ندى كان كله يرتعد فأسرعت نسرين لتجلسها و ذهبت صفاء و احضرت لها كوب من الماء، كانت ندى شبه منهارة و كأنها استنفذت كل طاقة لديها بعد قول تلك الكلمات الفظيعة التي كانت تظن أنه من المستحيل أن تستطيع قولها فهي ليست صادقة في حرف منها فجُل ما تتمناه في الحياة وجود مروان معها...فاجأت ندى صفاء و نسرين كما فاجأت نفسها أيضاً عندما انفجرت في نحيب مرير فضمتها صديقتيها بقوة.



يتبعــــــــــــــــ.........

~sẳrẳh 28-06-08 06:30 PM

https://www.rewayti.com/images/hibpvw6vb3q2arbp7pt.gif
في انتظار القادم بشوق


الساعة الآن 07:21 AM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.